الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. كما يحب ربنا ويرضى احمده حق حمده لا احسن ثناء عليه هو كما اثنى على نفسه له الحمد كله اوله واخره ظاهره وباطنه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اله الاولين والاخرين لا اله الا هو الرحمن الرحيم واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفي هو خليل خيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين اما بعد فاهلا وسهلا ومرحبا بكم ايها الاخوة والاخوات في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم فادعوه بها وفي هذه الحلقة سنتكلم عن بسم الله تعالى العالم ذكر الله تعالى هذا الاسم في محكم كتابه في مواضيع عديدة وقد قرنه الله تعالى اسماء متنوعة هذا الاسم يثبت لله تعالى صفة العلم التي هي من اوسع الصفات تعلقا بالاشياء كما قال تعالى في محكم كتابه وسعت كل شيء رحمة وعلما فعلمه وسع كل شيء لا يخرج عنه شيء من الوجود من الاشياء في القديم والحاضر والمستقبل في كل شيء فهو جل وعلا عالم السر والعلن عالم الغيب والشهادة. عالم الظاهر والباطن عالم الحاضر والماضي والمستقبل عالم ما كان وما لم يكن لو كان كيف كان يكون؟ فعلمه احاط بكل شيء سبحانه وبحمده وقد تقدم شيء من الحديث عن صفة العلم. وقد جاء ب انواح بانواع ثلاثة من الاسماء او جاء بثلاثة اسماء من اسماء الله عز وجل العالم و العليم وعلام الغيوب. هذه اسماء الله تعالى التي تتصل بهذه الصفة نحن في هذا اللقاء نتحدث عن دلالة هذا الاسم اذا جاء مقترنا قد تحدثنا في ماظي ما تقدم عن دلالة اسم العالم والعليم وعلام الغيوب لكن في هذه الحلقة سنتكلم عن دلالة الاقتران والاسماء اسماء الله تعالى تأتي بمعنى اذا كانت منفردة وهي دالة على كمال ذلك المعنى كما انها اذا جاءت مقترنة كانت مضيفة معنا اخر زائدا على المعنى الذي افادته في حال الانفراد فلننظر الى اسم العالم على سبيل المثال ذكره الله تعالى في كتابه مقترنا بجملة من الاسماء. من ذلك انه ذكره جل وعلا بذكر الحكيم الخبير فقال سبحانه وبحمده وهو الذي خلق السماوات والارض بالحق ويوم يقول كن فيكون قوله الحق وله الملك يوم ينفخ في الصور عالم الغيب والشهادة ثم قال وهو الحكيم الخبير فذكر الله جل وعلا في هذه الاية علمه بالغيب والشهادة ذكر العالم وذكر معه هذين الاسمين وهو الحكيم الخبير واقتران العلم بالحكمة في مواضع كثيرة لا سيما اسم العليم فانه اقترن به كثيرا وسيأتي الحديث عن هذا ان شاء الله تعالى في ما نستقبل حديثنا اليوم عن العليم اذا اقترن ببعض اسماء الله عز وجل ومن ذلك اقترانه بالحكيم الخبير. ما الفرق اولا بين الحكيم بين العليم والخبير كلاهما يدل على العلم. كلاهما يدل على الاحاطة والمعرفة لكن هناك فرقا بينهما ان العليم يتعلق بالعلم بالظواهر ظواهر الاشياء وما يبدو منها واما الخبير فهو العلم ببواطنها ودقائقها ما ستر منها لذلك يأتي العليم مقترنا بالخبير في بعض المواضع. هنا ذكر عالم الغيب والشهادة ذكر هذا الاسم اسم العالم مع ذكري الحكمة والخبرة. فيكون العلم هنا شاملا لكل الظواهر ما كان حاضرا منها وما كان غائبا. واما الخبير فهو العالم بالاسرار والخفايا مما حظر او مما حضر ومما غاب اما ذكر الخبير. اما ذكر الحكيم فانه يدل على ان هذا العلم مقترن بحكمته جل في علاه والحكمة امر زائد على العلم لان الحكمة هي وضع الاشياء في مواضعها فكم من انسان عنده من العلوم والمعارف لكنه لا يحسن وضعها مواضعها ولذلك لا يوصف بانه حكيم اما ربنا جل في علاه الذي له المثل الاعلى الذي ليس كمثله شيء. وهو السميع البصير سبحانه وبحمده فعلمه مقترن بحكمته جل في علاه من الاسماء التي جاءت مقترنة مع اسم العالم عالم الغيب والشهادة اسمع الكبير المتعال وهما وهما اسمان جليلان من اسماء الله عز وجل. وسيأتي الحديث عنهما ان شاء الله تعالى لكن نحن نتكلم الان عن ما هي الاضافة التي تضيفها هذه الاقترانات. هذا الاقتران بين اسم الله تعالى العالم وبين الكبير وبين الكبير المتعال بالتأكيد انه يضيفه معنى زائدا على معنى عالم الغيب والشهادة يقول الله تعالى الله يعلم ما تحمل كل انثى وما تغيظ الارحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال عالم الريب والشهادة ذاك وصف عظيم جليل لا يكون هذا الا للكبير. فلذلك قال الكبير في صفاته جل وعلا. الكبير فيما سمى به نفسه سبحانه وبحمده. ثم لما ترى انه كبير قطع عنه المشاركة في ذلك الوصف فقال المتعال اي العالي جل في علاه عن كل نوع من المشاركة فهو متعال عن ان يماثله احد من خلقه ان يكون له ند ان يكون له نظير ان يكون له شبيه ان يكون له كفؤ ان يكون له سمي ان يكون له ند فهو جل في علاه كبير متعال ذاك سر من اسرار اقتران هذه الاسماء الثلاثة بعضها ببعض فلما ذكر صفة العلم الواسع الذي شمل كل شيء ذكر كبره جل في علاه صفة الكبر له سبحانه ثم بعد ذلك ذكر انه في كل تلك الصفات لا يماثله احد ولا يظارعه في ذلك شيء من خلقه فهو الكبير في ذاته وهو الكبير في اسمائه وهو الكبير في صفاته وهو الكبير في علمه جل في علاه وهو متعالي عن جميع خلقه بذاته وقدرته وقهره وعلمه ان يكون له نظير او ان يكون له مثيل سبحانه جل في علاه هذا ثالث هذا ثاني ما جاء الاسم فيه مقترنا بغيره من الاسماء. اسم العالم جاء مقترنا ايضا باسمي العزيز الرحيم قال الله تعالى يدبر الامر من السماء الى الارض ثم يعرج اليه في يوم كان مقداره الف سنة مما تعدون بعد ذلك قال ذلك الذي يدبر اسم الاشارة يعود الى الذي يدبر الامر جل في علاه. ذلك عالم الغيب والشهادة العزيز الرحيم لما ذكر التدبير الذي هو تصريف الكون الذي هو امظاء ما قدره الله وقظاه جل في علاه ذكر علمه الذي يشمل كل شيء. فانه لا يمكن ان يدبر جاهل. انما لا يدبر الا العالم سبحانه وبحمده ولما كان هذا التدبير قد انفرد به فليس له فيه شريك ولا له فيه معين ولا له فيه شافع بل يدبر كما اقتضت حكمته واراده جل في علاه دون مشارك ودون ظهير معين ودون شفيع الا باذنه. قال جل في علاه العزيز فمن عز انفرد ولذلك كان منفردا في تدبيره جل وعلا وعندما ينفرد المدبر قد يظلم لانه لا منازع له. لكن الله جل وعلا رحيم. ولذلك قال سبحانه وبحمده في سياق بيان ان تدبيره الذي لا يتم الا بعلمه قد انفرد به وهو فيه رحيم جل وعلا لا يظلم الناس شيئا بل يوصل الى العباد الاحسان غاية الاحسان في كل اه احوالهم وشؤونهم لا ينفكون عن رحمته جل في علاه منها الاسماء التي جاءت مقترنة باسم العالم العزيز الحكيم وقد تقدم ذكر هذين فيما مضى لكن هنا جاء العزيز والحكيم مع العليم. وفي السابق جاء مع اسم اخر آآ الاية التي جاء فيها ذكر هذين الاسمين مع مع عالم الغيب والشهادة هي قوله تعالى عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم وهذا فيه ما تقدم من ان علمه جل في علاه قد انفرد به لا يشاركه فيه شيء. فكل من ادعى علم الغيب معه او نازعه علم الغيب فانه كاذب في دعواه. قل لا يعلم ما في السماوات والارض الغيبا الا الله وما يشعرون ايانا يبعثون. عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احدا الا من ارتضى من رسول فانه يسلكه من بين يديه ومن خلفه رصد هكذا انفرد الله تعالى وعنده مفاتيح الغيب فلا يشاركه شيء من خلقه في العلم الا بما اظهره وبينه وجلاه سبحانه وبحمده. واما ذكر الحكمة فهو بيان ان هذا العلم الذي كمل وانفرد فيه مقرون بحكمته التي تقتضي وضع الامور في مواضعها. وتقتضي التصرف في العلم على الوجه الذي يرظى الله تعالى به. ويكون فيه تحقيق المصالح للعباد ودفع المفاسد عنهم. من التي جاء فيها العلم مقترنا اه اه بعظ الاسماء اقتراءه باسمي الرحمن الرحيم يقول الله تعالى هو الله الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم تعقيب صفة علمه صفة الرحمة باسميها لان الرحمن الرحيم كلاهما يدل على معنى واحد وهو الرحمة دال على ان علمه غير خال من رحمته بل علمه جل وعلا الذي شمل احوال العباد في كل احوالهم مقرون بالرحمة وهذا فيه الترغيب لهم. ومن كان ذا حاجة فليرفع يديه الى ربه فهو عالم الغيب والشهادة. وليوقن بانه الرحيم الذي سيدفع عنه ما يكره ويعطيه ما يحب اذا كان ذلك في مصلحته وعائدا اليه بالخير. هذه جملة من الاسماء التي جاء اسمه العالم مقترنا بها وفي تلك الاقترانات من الدلالات ما لا نجده في حال الانفراد وهذا كما ذكرت اشارة والا فالعلم بهذا باب واسع وتأمل فسيح لكل من اراد ان يعرف الاسرار والغايات التي جاءت من اجلها هذه الاسماء مقترنة وذلك وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ومن اقبل للقرآن بصدق وفتح عين قلبه تدبرا فان الله تعالى سيفتح له من ابواب العلم والمعرفة ما يزكو بها قلبه ويصلح بها عمله ويستبصر بها معاني كلام الله والله اعلم باسرار كلامه وغايات كتابه والى ان نلقاكم في حلقة قادمة من برنامجكم فادعوه بها استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته