ان الحمد لله تعالى نحمده ونستعين به ونستغفره. ونعوذ بالله تعالى من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. انه من يهده الله تعالى فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله ثم اما بعد. اهلا وسهلا ومرحبا بحضراتكم وحلقة جديدة من حلقات القرآن من جديد ولا زلنا مع اوهام الفهم احسب انكم في شوق الى مطالعة ما سيسفر عنه ذاك الحوار الذي دار بيني وبين صاحبي حول اوهام الفهم وقد تحدثنا في الحلقة الماضية عن الوهم الاول وهو ان انه لا بأس ان نقرأ ولا نفهم. واكدنا ان من قرأ ولم يفهم قالت امنا عائشة اولئك قرأوا وما قرأوا بل جاء على لسان الحسن ايضا فكان يؤكد على تلك القضية فيقول آآ اقرأ القرآن ما نهاك فاذا لم ينهك فليست بقراءة. والصحيح وقفه على الحسن ابن علي ولا يصح رفعه الى النبي صلى الله عليه وسلم. اقرأ القرآن ما نهاك فاذا لم ينهك فليست بقراءة. طيب اذا اه خلصنا من هذا الوهم ودخلنا في توهم جديد لصاحب اه ذاك التوهم الذي جعله يعتقد ان تلك القراءة السريعة بلا تفهم ولا تدبر آآ اعظم اجرا واكبر فضلا من القراءة التي بالتفهم والتدبر. آآ وقلت له حينها اين خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم؟ وقد كانت قراءته صلى الله عليه وسلم بالتمهل ولا يؤثر عنه قد صلى الله عليه وسلم انه كان يقرأ تلك القراءة السريعة التي للقراءة. بل كانت قراءته مترسلة. قراءته صلى الله عليه وسلم متدبرة. هذا على مستوى حال النبي صلى الله عليه وسلم. وعلى مستوى مقال النبي صلى الله عليه وسلم. ينهى الحبيب صلى الله عليه وسلم عن قراءة القرآن في اقل من ثلاث هذا لانه يؤكد صلى الله عليه وسلم انه لا يفقهه من يقرأه في اقل من ذلك. نعم لا يفقه من يقرأه في اقل من ذلك. بل ان النبي صلى الله عليه وسلم يذم ايضا حال اولئك الذين يقرأون ولا يتفهمون. فدعونا نطالع سويا بعض النصوص آآ النبي صلى الله عليه وسلم اه كما قلنا قال لعبدالله بن عمر اقرأ في ثلاث لا يفقهه من قرأه في اقل من ذلك. النبي يقول نصا فانه من قرأ القرآن في اقل من ثلاث لم يفقهه. وعن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقرأ القرآن في اقل من ثلاث سبحان الملك لذا فان الشيخ الالباني رحمه الله كان يعلق على ذلك ان امنا عائشة لما قالت كان لا يخطب القرآن في اقل من ثلاث قال الشيخ الالباني وهو الحق ان شاء الله. نعم هو الحق ان شاء الله انه لا يجوز ان يختم القرآن في اقل من ثلاث جواز بعض اهل العلم لكن على الاقل هذا مخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم. نعم النبي صلى الله عليه وسلم كما قلنا آآ يعني هذا على مستوى حاله وعلى مستوى مقاله صلى الله عليه وسلم لما سئل ابن عباس عن جهر النبي صلى الله عليه وسلم يقول كان يقرأ في حجرته قراءة لو اراد ان يحفظها حافظ لفعل. لانه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ قراءة بطيئة مترسلة. كان يقرأ قراءة بطيئة مترسلا. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول ان المصلي يناجي ربه فلينظر ما يناجيه ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن. وفي رواية فلينظر كيف ليناجيه. وفي رواية فلينظر بما يناجيه. وفي رواية اخرى فلينظر ما يقول في صلاته. فسبحان الله! هذا الذي يقرأ القرآن هو يناجي الله سبحانه وتعالى. فلينظر كيف يناجيه وبما يناجيه فلينظر ما يقول يعني لا يكون يقول كلام وهذا الكلام للاسف لا يخرج من قلبه ولا يتفهم منه شيئا. الله المستعان. النبي صلى الله عليه وسلم يقول اذا قام احدكم من الليل فاستعجم القرآن على لسانه فلم يدري ما يقول فليضطجع. فالنبي صلى الله عليه وسلم جعل الضابط الذي يجعل المرء يضطجع ويترك الصلاة انه لا يدري ما يقول. نعم لا يدري ما يقول. النبي صلى الله عليه وسلم قال ان هذا القرآن انزل على سبع احرف فاقرأوا ولا حرج ولكن لا تختموا ذكر رحمة بعذاب ولا ذكر عذاب برحمة. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما يا ان القرآن كله صواب. ما لم ما لم يجعل عذاب المغفرة او مغفرة عذابا. يعني كل الفكرة المهم ان الانسان يكون يقرأ ويفهم ما يقول بل ان النبي صلى الله عليه وسلم ذم اولئك الذين يقدمون الذي يقرأ ولا يفهم او يقرأ ولا يفقه. فقال بادروا بالموت ستا امارة السفهاء وكثرة الشرطي واستخفافا بالدم وقطيعة الرحم ونشأ وفي رواية ونشوا يتخذون قرآن مزامير يقدمون الرجل ليغنيهم وان كان اقلهم فقها. والحديث صححه الشيخ الالباني فالنبي صلى الله عليه وسلم بلسان مقاله بلسان حاله يؤكد على ان القراءة ينبغي ان تكون مع التفهم. طيب ما رأيكم في ان القرآن نفسه يؤكد على كذلك نعم القرآن نفسه يؤكد على ذلك. قال ربنا وقرآنا فرقناه. لماذا؟ لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا. قال ابن الجوزي على تؤدة وترسل ليتدبروا معناه وقال الشنقيطي على مكث اي على مهل وتؤدة وتثبت وذلك يدل على ان القرآن لا ينبغي ان يقرأ الا كذلك وهذا يؤكد على ان يدل على ان القرآن لا ينبغي ان يقرأ الا كذلك وفي قول الله عز وجل ورتل القرآن ترتيلا يقول القرطبي اي لا تعجل بقراءة القرآن بل اقرأه في مهل وبيان مع تدبر المعاني. وقال الضحاك الضحاك اقرأه حرفا حرفا. وقال احب الناس في القراءة الى الله اعقلهم عنه. سبحان الملك. وابن عباس يقول في ورتل القرآن ترتيلا. يقول يقرأ ايتين ثلاثة ثم يقطع لا يهزرم. وفي رواية بينه تبيينا. وعن مجاهد ترسل فيه ترسيلا. سبحان الله! وابن جريج يقول في ترتيل تليته او تليته حتى تفقهه. والقاسمي يقول واستدل بالاية على ان الترتيل والتدبر مع قلة القراءة افضل من سرعة القراءة مع كثرتها لان المقصود من القرآن فهمه وتدبره وتدبره والفقه فيه والعمل به. والشيخ صديق حسن خان رحمه الله يقول والمقصود من الترتيل انما هو حضور القلب عند القراءة. لا مجرد اخراج الحروف من الحلقوم بتعويج الوجه والفم والحان الغناء كما يعتاده قراء هذا الزمان. نعم القرآن نفسه يؤكد على ان القراءة بالتمهل والتدبر والتفهم اعظم اجرا من تلك التي واكثر استحبابا من تلك التي بلا تمهل ولا تدبر ولا تفهم. طيب ما رأيكم ان نطالع كلام الصحابة انفسهم؟ نعم. نطالع كلام الصحابة انفسهم ابن مسعود رضوان الله عليه اتاه رجل فقال له اخبره عن سرعته في القراءة. فقال قرأت المفصل البارحة اربعة اجزاء ونصف فقال عبدالله هزا كهز الشعر انا قد سمعنا القراءة واني لاحفظ القرناء التي يقرأ بهن النبي صلى الله عليه وسلم وقال النووي شارحا لكلام ابن مسعود وهو شدة الاسراع والافراط في العجلة ففيه النهي عن الهذ والحث على الترتيل والتدبر وبه قال جمهور العلماء وبه قال جمهور العلماء. وعن ابن رجل وعن ابن عمر ان رجلا اتاه فقال قرأت القرآن في ليلة او قال في ركعة فقال ابن عمر افعلتموها؟ لو شاء الله لانزله جملة واحدة وانما فصله لتعطى كل سورة حظها من الركوع والسجود. وقال ابو الدرداء اياكم والهذازين الذين يهزون القرآن. يسرعون بقراءته. فانما مثل اولئك كمثل كمثل الكنة لا امسكت ماء ولا انبتت كلأ وزيد بن ثابت رضوان الله عليه سأله احدهم كيف ترى في قراءة القرآن في سبع قال حسن ولان اقرأه في نصف شهر او عشر احب الي وسلني لما ذلك قال فاني سائلك قال لكي اتدبره واقف عليه. بل ترجمان القرآن عبدالله بن عباس اتاه احدهم فقال اني سريع القراءة. وان اني اقرأ القرآن في ثلاث. فقال ابن عباس لان اقرأ سورة من القرآن في ليلة فاتدبرها وارتلها احب الي من ان اقرأ القرآن كما تقرأ هذا ابن عباس يقول له لان اقرأ سورة من القرآن في ليلة فاتدبرها وارتلها احب الي من ان اقرأ القرآن ما تقرأ وفي رواية لان اقرأ البقرة في ليلة فادبرها وارتلها احب الي من ان اقرأ كما تقول. واسلفنا ان امنا عائشة قالت اولئك قرأوا ولم يقرأوا هذا كلام الصحابة. الصحابة انفسهم يعلنون ان القراءة بالتفهم والتدبر والترسل والتمهل افضل من القراءة تلك هي القراءة التي تشبه الهذ او القراءة السريعة. بل نقل غير واحد ان هذا قول الجمهور ومر علينا كلام نووي لما قال وبه قال جمهور العلماء. قال الثعالبي وعماد التدبر والتفهم فقلة القراءة مع التفهم افضل من كثرتها من غير تفهم. وهذا الذي عليه المحققون وهو الذي يدل عليه القرآن وصحيح الاثار. الاجري رحمه الله يقول والقليل من الدرس للقرآن مع الفكر فيه وتدبره احب الي من قراءة الكثير من القرآن بغير تدبر ولا تفكر فيه. وظاهر القرآن يدل على ذلك. والسنة وقول ائمة وقال ابن بطال واكثر العلماء يستحبون الترتيل في القراءة ليتدبره القارئ ويتفهم معانيه وقال ابن الجزري هذا واحد من مشاهير القراء. والصحيح بل الصواب ما عليه معظم السلف والخلف. وهو ان الترتيل والتدبر مع قلة القراءة افضل من السرعة مع كثرتها. لان المقصود من القرآن فهمه فيه والعمل به وتلاوته وحفظه وسيلة الى معانيه. وكذلك التابعون. ولولا خشية الاطالة لشنفت اسماعكم بكلام كثير تجدونه ان شاء الله مسطرا في كتابنا التكفير ام التحسين. وهذا سؤال لا طالما يسأله الدعاة ويسأله الناس مثلا في المواسم الفاضلة في رمضان. نقرأ اكثر ام نقرأ بتمهل وتدبر واحسن نقول التكفير مع التحسين. اقرأ اكثر واقرأ بتمهل وتدبر فان تعارض فالتحسين مقدم على التكثير. نعم قال ربنا الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم اكثر لا ايكم احسن عملا واحسن العمل اخلصه واصوبه. ليست العبرة عند الله بالتكثير وانما العبرة عند الله بالتحسين ليست العبرة بالكم وانما العبرة بالكيف ليبلوكم ايكم احسن عملا واحسن العمل اخلصه لله واصوبه. ما كان اقرب الى طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد اسلفنا ان طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت التمهل والترسل والقراءة بالتدبر. اه واختم بهذه. القراءة العارية عن التفهم ما حكمها مستحبة بالاجماع والفهم طرد بالاجماع ويا احبابي ما بين السنة والفرض كما بين السماء والارض يعني حتى بمنطق حسابي بمنطق حسابي بمنطق التجار هذه الخسارة خسارة ان يقرأ الواحد منا هذا عمل مستحب ولا فرض الفرد لا شك اجره اكبر وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه. قال لي والله كلامك طيب وكلامك مقنع لكن عندي مشكلة. قلت قلت له هاتها. قال قد سمعت ان عثمان كان يقرأ القرآن في ليلة. وسمعت ان فلان كان يختم وفلان وفلان وفلان. اولا اثر عثمان عثمان ضاعف اسناده الشيخ احمد شاكر وضاعف اسناده الشيخ الالباني. فلا تثبت نسبته له اصلا وهذه الاثار ان ثبتت او ثبتت نسبتها لاصحابها ان ثبتت فما الذي يمنع انهم كانوا يقرأون ويفهمون هل ورد انهم كانوا يسرعون في القراءة ولا يفهمون لانهم علماء ولانهم يخالطون القرآن فعندهم سرعة فهم فيقرؤون ويفهمون من قال انهم كانوا يقرون يفهمون وان حصل وكانوا يقرأون ولا يفهمون فخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم. قال عندك حق. قلت له خرجنا من هذه؟ قال نعم لكن عندي امور اخرى قلت له نتحدث عنها في المرة القادمة ان شاء الله اترككم في رعاية الله وامنه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته