متماكثا فانت معتكف وهذا غلط. الاعتكاف الذي امر الله الذي اثنى الله تعالى على آآ اهله وفرض لهم من الاحكام ما ذكره في كتابه ولا تباشروهن وانتم عاكفون في المساجد. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله عبادة جليلة لها منزلة الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه احمده جل في علاه له الحمد كله اوله واخره ظاهره وباطنه لا احصي ثناء عليه كما اثنى على نفسه واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين شهادة ارجو بها النجاة من النار اشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفيه وخليله خيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع باحسان الى يوم الدين. اما بعد فمرحبا واهلا وسهلا بكم ايها الاخوة والاخوات. الله جل وعلا في محكم كتابه اه يخاطب عباده وينادي اولياءه المؤمنين فيقول يا ايها الذين امنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون. هذا النداء من الله جل وعلا نداء ينبغي ان يحرك فيه القلوب وان يجذب منا الاسماع. فان الله جل في علاه نادانا بوصف هو من احب الاوصاف واعلاها واشرفها وهو وصف الايمان. ثم ندبنا الى فنون من الوان الطاعة والاحسان. واركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون. وان هذا الزمان زمان نوع الله فيه الطرق الموصلة اليه من تلاوة وعبادة من زكاة وصوم وعمرة وقراءة ودعاء وكذلك اعتكاف هذه العبادة الخاصة التي ذكرها الله تعالى في ايات الصيام عبادة لها منزلة كبرى امر الله خليله ابراهيم ان يطهر بيته للعاكفين. وان يرفع البيت للعاكفين. وهذا لعظيم منزلتهم وكبير مكانتهم اذ ان الله يأمر اشرف من اشرف رسله وهو خليله ابراهيم عليه السلام يأمره بان يطهر بيته للطائفين والعاكفين والركع السجود. فمن هم العاكفون؟ هم اولئك الذين لزموا بيوت الله تعالى الاعتكاف عبادة ذكرها الله في ثنايا ايات الصيام فما هو الاعتكاف؟ الاعتكاف في اللغة اللزوم فاذا لزمت الشيء فقد عكفت عليه. واما في الاصطلاح اي في في كلام الله وكلام رسوله. فهو لزوم مسجد طاعة لله تعالى. هذا التعريف الموجز المختصر. نحن في درس علمي انما نحن في ذكرى وموعظة لكن من المفيد ان نعرف ان هذا التعريف في الحقيقة يجمع معنى الاحتكاف ومقصده يجمع معناه ومقصده وسره او غايته. فمن المهم ان نقف عنده. لان كثيرا من الناس يظن ان الاعتكاف هو انك تبقى في هذه البقعة كيفما كنت باقيا. على اي وجه كنت ولها اهمية فينبغي ان نعرف ما حقيقة الاعتكاف؟ حقيقة الاعتكاف تقوم بامرين الامر الاول لزوم المسجد والامر الثاني النية والقصد بان ينوي لزوم المال ينوي الاعتكاف ينوي اللزوم فعندنا فعل وعندنا قصد عندنا عمل جوارح وبدن وعندنا عمل قلب عمل القلب هو النية انما العمل بين النيات وانما لكل يا اما لواء. اما عمل الجوارح فهو اللزوم بان يمكث. والزم هذا المسجد. ما هو المسجد الذي يشرع الاعتكاف فيه ليس هناك تحديد لهذا المسجد انما هو كل مسجد بني لله تعالى تقام فيه الصلوات. هذا هو الاصل واشتراط ان تقوم اه ان تكون تقام فيه الصلوات لئلا يخرج المصلي ويتكرر خروجه في اليوم فيختل اعتكافه بسبب هذا الخروج والدخول. ولهذا اشترط عامة فقهاء الامة ان يكون مسجدا تقام فيه الصلاة ابى بعضهم ان يكون جامعا ومن اهل العلم من خص الاعتكاف بالمساج الثلاثة وهذا قول مهجور قال به حذيفة الله عنه وخالفه فيه عبد الله بن مسعود حيث قال لعلهم حفظوا ونسيت حوى وعلموا وجهلت او نحو ذلك مما رد به عليه والاية دالة على ما ذهب اليه جماهير علماء الامة من ان الاعتكاف يكون في المساجد وليس خاصا بالمساجد الثلاثة مكة والمدينة والمسجد الاقصى انما يكون في المساجد كلها يقول الله تعالى ولا تباشروهن وانتم عاكفون في تعجز. اعتكف النبي صلى الله عليه وسلم العشرة الاخيرة من رمضان. استقرت سنته على الاعتكاف عشر الاواخر من رمضان تقول عائشة كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكي في العشر الاواخر من رمضان واعتكف حتى توفاه الله واعتكف ازواجه من بعده. فهذه سنة نبوية لزمها رسول الله صلى الله عليه وسلم طيلة حياته. عمل بها ازواجه واصحابه من بعده. وعمل بها المؤمنون الى يومنا هذا فنسأل الله ان يتقبل منا ومنهم. هذا الاعتكاف له احكام ينبغي ان يستشعرها المؤمن وان يحرص على امتثالها. اهم ما ينبغي ان ننطلق منه في معرفة احكام الاعتكاف ان الاعتكاف ثقته لزوم المسجد لطاعة الله تعالى. فليس محادثة ولا لمسامرة ولا اي شيء اخر مما يقصده الناس في مكثهم واجتماعهم انما هو مكث ولزوم للمسجد تحقيقا لطاعة الله تعالى رغبة فيما عند الله تعالى. ولماذا كان الاعتكاف النبوي في العشر الاواخر من رمضان واستقر على ذلك؟ الجواب لانها ليالي ليالي فاضلة وفيها من الخير ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يبذل قصارى جهده وغاية كان صلى الله عليه وسلم في ادراك فظيلتها وموافقة ليلة القدر. في العشر الاواخر فيها ليلة القدر التي هي اشرف الزمان وقد اعتكف النبي صلى الله عليه وسلم شهرا كما في الصحيحين من حديث ابي سعيد رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم اعتكف العشر الاول من رمضان ثم قال لاصحابه من اعتكف معنا فليعتكف العشر الاوسط فانما نطلب امامنا وهو ليلة القدر ثم اعتكف العشر الاوسط حتى هم بالخروج وهم اصحابه بالخروج على رأس العشرين فجاءه جبريل فقال انما تطلب امامك فلزم المسجد وامر اصحابه الذين ان يعتكفوا واخبرهم بانه يصلي صبيحتها صبيحتها في ماء وطين وكان ذلك في ليلة الواحد والعشرين من رمضان في تلك السنة. ومع هذا استمر النبي صلى الله عليه وسلم معتكفا بقية العشر شاهد ان النبي انما اعتكف لفضيلة هذه العشر وفضيلة الاجتهاد فيها فكان يبذل صلى الله عليه وسلم فيها من الخير ما يبذله ويسابق فيها الى انواع انواع والوان من البر ينبغي للمؤمن ان يحرص عليه وان يجتهد فيه. وانا اقول ان واقع اعتكاف كثير من اخواننا لا هذا الغرض ولا هذا المقصد فتجدهم يشتغلون بالوان من الاشغال من الحديث والذهاب والمجيء والاشتغال مصالح خارجة عن ما لزموا المسجد من اجله. ولذلك اقول ينبغي ان نحرص على تحقيق للغاية والمقصود وسنجد اذا حرصنا على امتثال هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الاعتكاف سنجد لهذا الاعتكاف اثرا في اخلاقنا في قلوبنا في معاملاتنا في ايماننا وصلاحنا ولذلك لنحرص على الاعتكاف الذي كان يعتكف صلى الله عليه وسلم قراءة وتدبر واختلاب النفس يعرض فيها الانسان نفسه على كتاب ربه. يناجي الله تعالى يستمطر منه الخير. يسأله من فضله. كل هذا من انواع الخير الذي ينبغي ان يحرص عليه المعتكف والا يشتغل ذهاب ومجلس لا سيما في المساجد التي تكتظ بالمعتكفين كالحرمين والمساجد الجامعة الكبيرة تجد ان المعتكف لا يتذوق طعم الاعتكاف في كثير من الاحيان الا من آآ من الله عليه وآآ دبر اموره على وجه يبعد عن التشويش والانشغال والا في الغالب تنصرف هممهم الى امر غير ما اوقفوا الاعتكاف سنة للرجال والنساء فقد اعتكف ازواج النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث عائشة رضي الله عنها لكن ينبغي في اعتكاف المرأة ان تحرص على ان يكون في مكان امن تأمن به على نفسها تأمن من ان تفتن او ان تفتن. وهذا امر لا بد منه ولابد من ملاحظته حتى يكون الاعتكاف على الوجه المرضي. ينبغي ان يعلم المعتكف انه لا يخرج من المسجد الا لما لا بد منه. ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يخرج الا لحاجة الانسان كما في الصحيحين ولا يخرج الا لما لابد له منه. كقضاء حاجة او طعام اذا لم يتيسر ان يأتيه الطعام او اغتسال او وضوء او نحو ذلك من المصالح. بعض العلماء يذكر مسألة الاشتراط ويقول ان المعتكف يشترط وهذا قال به جماعة من اهل العلم لكن الصحيح ينبغي ان نضيق دائرة الاشتراط فان الاشتراط في الحقيقة يوسع الدائرة على الانسان ويجعله يمكن ان يخرج في كل لحظة وبهذا يفقد معنى الاعتكاف الذي هو لزوم البيت. بيت البيت بيت الله تعالى مسجد سواء كان المسجد الحرام او مسجد المدينة او الاقصى او المساجد العامة في الامصار والبلدان. لذلك اقول قل ينبغي ان تظيق دائرة الاشتراط قدر الامكان. ولو قيل بعدم صحة الاشتراط في منافاته الاعتكاف لكان هذا قولا وجيها وقد قال به جماعة من اهل العلم. المهم ايها الاخوة والاخوات اوصيكم يا من قصدتم الاعتكاف ان تحرصوا على هدي النبي صلى الله عليه وسلم والاعتكاف يبدأ من اول العشر وهو بغروب شمس يوم العشرين وينتهي اعلان نهاية الشهر اما برؤية الهلال الرؤيا في ليلة الثلاثين او العدة بان تغرب شمس يوم الثلاثين وبهذا ينتهي الاحتكاك بعد ذلك للمعتكف ان يخرج واما قول بعض الفقهاء انه يبقى ويذهب الى اذ بثياب معتكفه هذا لا دليل عليه. اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يرزقنا واياكم الفقه في الدين وان يعيننا واياكم على الصالحات. وصلى الله وسلم على