الحمد لله رب العالمين. احمده جل في علاه واثني عليه الخير كله. واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين. واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين. اما بعد فحياكم الله ومرحبا بكم ايها الاخوة والاخوات الله جل في علاه فرض على المؤمنين انواعا من العبادات والوانا من هي في نظر كثير من الناس الذين لا يدركون المعاني ولا يفهمون المقاصد. قد يرونها نوعا من لأ حدود والقيود والتكاليف التي تحجزهم عن ما يحبون دون ان يفهموا ان جميع ما فرضه الله تعالى على عباده وان كل ما جاءت به الشريعة انما هو لاصلاح المعاش والمعادن هذه قضية مهمة وهي من اهم ما ينبغي ان ينتبه اليه الانسان لينشط لانه لما نفهم لماذا امرنا الله بالصلاة لماذا امرنا الله بالزكاة؟ لماذا فرض الله علينا الصوم؟ لماذا شرع الله تعالى قصد مكة البلد الحرام الحج كل هذا عونا لنا على المبادرة الى امتثال طاعة الله تعالى لان الانسان بطبيعته يحب النفع الحاضر وينظر الى النتيجة القريبة ما في شك ان هذه الاعمال الصالحة كلها تؤدي الى جنة عرضها السماوات والارض بلا شك فان جزاء الصلاة جنة جزاء الزكاة جنة جزاء الصوم جنة جزاء الحج جنة وهكذا كل طاعة امر الله تعالى بها عباده اذا قاموا بها فانهم يجزون عليها هذا العطاء وذلك المن الكريم الكبير الذي يعطيه الله جل في علاه. لكن هذا قد لا يكون حاضرا يعني الناس لا يفكرون فيما يستقبلون اكثر الناس اقصد انه لا يفكر في ما يستقبل انما تفكيره في الفائدة القريبة. كل الطاعات بلا استثناء. نفعها حاضر قبل الاخرة. حاظر في قبل الاخرة ولهذا يقول الله تعالى ان الابرار لفي نعيم وان الفجار لفي جحيم و المتبادر للسامع وذهن كثير من الناس ان النعيم هو الجنة والجحيم هو النار وهذا لكن هذا شيء من النعيم الذي وعده الابرار وشيء من الجحيم الذي الفجار وبالتالي هناك نعيم قريب وجحيم قريب وهو ما يدركه الناس من لذة الطاعة وانشراح الصدر وهناء المعيشة في الدنيا قبل الاخرة ولهذا ان الابرار في نعيم في الدنيا وان الابرار لفي نعيم في البرزخ وان الابرار لفي نعيم في الاخرة كذلك الجحيم ان الفجار لفي جحيم في الدنيا وفي جحيم في البرزخ وفي جحيم في الاخرة النعيم الاخروي هو واكبر ما يكون لانه يقترن كمال الاجتماع في ملذات الارواح والاجساد عند ذلك المقام الذي يجزى فيه الناس على اعمالهم فريق في الجنة وفريق في السعير. لماذا نصوم؟ ولماذا فرض الله الصوم ان الله تعالى فرض الصوم لفوائد دنيوية وفوائد اخروية. ما في شك ان من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما هدى من ذنبه هذا فائدة واجر اخروي فيما يظهر للناس ولكنه ايضا فظل واجر دنيوي قبل ان يكون اخروي وذلك ان في الدنيا نعيما للطاعة والاحسان وفيها شقاء معصية والاساءة قبل ان يكون في الاخرة. ان المؤمن يدرك بطاعة الله تعالى بالصوم خصوصا هو الموضوع الذي ضربناه مثالا فيما يتعلق بالطاعة وجزائها في الدنيا والاخرة يدرك فضائل اولا اذا خفف عنه ذنبه هذا حديث من صام رمظان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. ما فائدة مغفرة الذنب في الدنيا؟ ان فائدة مغفرة الذنب في الدنيا ان يخف فالحمل عن الظهر هذا قد يقول قائل والله ما نشوفه على الناس آآ اثقال انها اثقال حقيقية اثقال موجودة لكنها لا تبصر انها وزر الاعمال الذي تنوء به الظهور. الله تعالى يقول لرسوله الم نشرح لك صدرك ووظعنا عن وزرك الذي انقض ظهرك اذا هو حمل ثقيل ينقذ الظهر مع ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم كان في الاستقامة في بعثته وبعد الرسالة التي من الله عليه ولم تكن حاله صلى الله عليه قبل ذلك على فجور واساءة بل كان الله قد هيأه اه زكاه اعده لتحمل هذه الرسالة فلم يكن صلى الله عليه وسلم مقترفا للرزايا ولا متورطا في الاوحال بل كان على سيرة حسنة حتى ان قومه عرفوه بالصادق الامين صلى الله عليه وسلم مع هذا يقول الله له ووظعنا عنك وزرك الذي انقظ ظهرك. كيف ونحن قد اسرفنا على انفسنا بالوان من الاسراف والاسراف لا يقول قائل انه فقط والله انا الحمد لله ما اذكر اني زنيت الحمد لله لم اذكر ما اذكر اني سرقت هذه السيئات لكن هناك السيئات اذا عفاك الله منها فاحمد الله لكن هناك سيئات يغفل عنها وهي ما يكون في سيئات القلوب من الكبر سيئات القلوب من الحقد من من الحسد من ضعف العبودية القلبية لله تعالى من الوان واشكال من الافات التي تبتلي القلب الانسان عنها غافل وجنس معصية القلب اعظم من جنس معصية الجوارح. ولهذا اقول من المناسب ان نعرف ان هذا ان هذه العبادات هي مما يخفف الله تعالى به عن الانسان. يضع عنه وزره ولذلك يدرك فائدتها في الدنيا قبل الاخرة. وما امر الله بامر ولا نهى عن نهي الا وفائدته في الدنيا قبل الاخرة. الصوم على سبيل المثال فرضه الله تعالى وذكر علة ارضيته في اول اية ذكر فيها وجوب الصيام. فقال جل في علاه يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلك قم لعلكم تتقون. انه فرض فرضه الله تعالى على عباده وليس هو من خصائص هذه الامة بل هو مما فرضه الله على السابقة. الصوم يدرك الصائم من خير هذه العبادة وفضلها وجميع عواقبها في الدنيا قبل الاخرة فالصوم قوة للابدان الصوم صحة وعافية الصوم ايضا سعادة وانشراح وبهجة ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث ابي هريرة وللصائم فرحتان فرحة عند فطر هذه الفرحة فرحة يجدها المؤمن عند ما يقرب وقت الفطر هذه الفرحة هي علاج للنفس هي استطباب للقلب هي بلسم للفؤاد ولذلك لا يجدها غير الصائم. ان هذه الفرحة هي جزء من النعيم الذي يدركه الانسان في هذه الدنيا. وكذلك سيدرك شيئا كثيرا وفضلا كبيرا في اخرته. انه بالصوم يتربى على تقوية نفسه وحجزها عن الوان من القبائح على عن الوان من الرذائل عن الوان من الامور المستقبحة التي لا تحبها النفوس ولا ترضاها والاخلاق العالية. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم الصوم جنة. جنة ما معنى جنة؟ جنة اي انه وقاية فهو كالدرع الذي يتقي الانسان به سلاح الاعداء. فالصوم كذلك هو في الحقيقة وقاية. درع يتوقى به الانسان ما يكرهه من الرذائل ما يكرهه من سيء الاخلاق ما يكرهه من كل الامور التي تألف منها النفوس وتبعد عنها. لهذا النظر الى فوائد هذه العبادات الدنيوية امر ينبغي ان يكون حاضرا في الاذهان حتى نذهب انه ليس الامر فقط بما تكون في الاخرة لا شك ان المؤمن تنفذ بصيرته وينفذ فكره الى ما اعده الله لاولياءه وعباده الصالحين اعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر لكن هذا لا يعني ان لا نتأمل ونتلمس ما اعده الله لاوليائه في هذه الدنيا من هل من الحياة الطيبة التي يدركون بها نعيما وبهجة سرورا لا يدركه بقية الناس الذين تخلفوا عن امر الله وعن امر رسوله. وقد قال الحسن انا لفي سعادة لو علم بها الملوك وابناء الملوك لجالدونا عليها بالسيوف. هذه السعادة ليست مكتسبة من جميل ملبس. ولا من بهاء منظر ولا من كثرة خول ومال وخدم ولا من كثرة عرض انها سعادة ناشئة عن صدق الاقبال على الله تعالى والتعبد له. اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يذيقنا طعم العبودية ان يجعلنا من اوليائه وعباده المتقين. وان يجعلنا من حزبه المفلحين وان يسلك بنا الصراط المستقيم وان يرزقنا الفقه في الدين. وان يعلمنا التأويل. تقبل الله منا ومنكم وصلى الله سلم على نبينا محمد