ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اله الاولين والاخرين. لا اله الا هو الرحمن الرحيم واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفيه وخليله خيرته من خلقه بعثه الله بالهدى ودين الحق بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا. داعيا اليه باذنه وسراجا منيرا بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة وجاهد في الله حق جهاده حتى اتاه اليقين وهو على ذلك فصلى الله عليه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين اما بعد حياكم الله واهلا وسهلا بكم ايها الاخوة والاخوات في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم فادعوه بها عرفنا ان العلم بالله غاية الوجود فانه لا يتحقق للانسان سعادة في الدنيا ولا فوز في الاخرة الا اذا كان بالله عار. فلذلك اول ما يسأل الانسان عنه في قبره من ربك؟ فلا بد ان يكون عالما به حتى يحسن الجواب والا فانه سيكون من اولئك الذين يقولون لا ادري فيقال لهم لا دريت ولا تليت. نعوذ بالله من هذه الحال العلم بالله سعادة الدنيا وفوز الاخرة العلم بالله هو مقصود دعوة الرسل كلهم جاؤوا بالله معرفين واليه داعين العلم بالله هو الذي يعرف به حقه فمن عرف الله اقام حقه اتدرون ما حق الله عز وجل؟ حق الله ان يعبد وحده لا شريك له الله جل في علاه يقول وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. قال ابن عباس في تفسير الاية الا ليوحدون فطريق تحقيق عبودية التي من اجلها خلق الله هذا الكون تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير الذي خلق الموت والحياة ايكم احسن عملا لن يتحقق لك حسن العمل الا اذا علمت ما لله عز وجل من كمالات اذا كنت بالله عالما وبه عارفا تحقق لك فوز الدنيا وتحقق لك نجاة الاخرة تحقق لك المقصود الذي من اجله خلقت وعلى قدر علم الانسان بالله ينتج عنه تحقيق العبودية له. هذا شيء مرتبط فمن كان بالله عالما لم يكن الا له عابدا الا ان تنطمس البصيرة ويجهل وتعمى القلوب فعند ذلك تسد السبل فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم ايها الاخوة والاخوات ايها المشاهدون والمشاهدات جاء المشركون الى النبي صلى الله عليه وسلم النبي جاء الى امة جاهلية ما يعرفون الا اصنام يعبدونها من دون الله يسجدون لها وينذرون ويذبحون ويدعونها من دون الله ويتقربون لها بانواع القربات وهي لا تظر ولا تنفع واوثان بل بلغ بهم السخف والجهل ان احدهم كان يصنع الهه من التمر فاذا جاع اكله جاء الى هؤلاء وهذا ليس شيئا مضى وانتهى تلفتوا وانظروا حولكم يمنة ويسرة تجدون الذين يعبدون الاصنام ويعبدون غير الله عز هم اكثر الناس وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله وكأي من اية في السماء في السماوات والارض يمرون يمرون عليها وهم عنها بون وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون انها ايات ودلائل تدل على الله عز وجل. ولذلك العلم به من خلال ما جاءت به الرسل يثمر تحقيق العبودية له انتبه وانتبهي لا يمكن ان تحقق العبودية لله وانت تجهله لا يمكن ان تحب شيئا وانت تجهله. لا يمكن ان تعظم شيئا وانت تجهله. لا يمكن ان تخاف شيئا وانت تجهله. لا يمكن ان تتوكل على احد وتعتمد عليه وانت تجهله. فلذلك كل ثمار السعادة ناتجة عن العلم بالله ولهذا قال المشركون لما جاء النبي صلى الله عليه وسلم يدعوهم الى ان يعبدوا الله وحده لا شريك له بعد ان امره الله تعالى بقوله فاصدع بما تؤمر واعرض عن المشركين. دعاهم الى ان يعبدوا الله وحده لا شريك له سبحان الله كيف يعبدونه وحده وهم قوم آآ امتلأت قلوبهم بالتعلق بالاوثان لكنها نقلة نقلت البشرية من ظلمات وجهالات الى انوار وسعادات اتدرون كم كان في الكعبة من صنم كان في الكعبة قريبا من ثلاث مئة صنم تعبد كلها من دون الله وهذه في بيت الله. في اعظم بقعة عظمها الله وحرمها في الارض عبد غير الله فيها فجاء النبي صلى الله عليه وسلم يدعو قومه ان يعبدوا الله وحده لا شريك له اتاهم يقول لهم قولوا لا اله الا الله فقال قومه اجعل الالهة هذه التي نعبدها الها واحدا ان هذا لشيء عجاب هذا شيء غريب واشنو هي غير مستوعب؟ كيف نترك هذه الالهة؟ الكثيرة ونعبد الها واحدا لكنه بين لهم ان الذي دعاهم اليه ليس كغيره. ولذلك جاؤوا قالوا له انسب لنا ربك يعني بين لنا صفة بين لنا نسبه هذه الهة نعرفها اللات والعزى وهبل ومنات وما الى ذلك مما كان يعبده المشركون كانوا تفاخرون بها ويعبدونها من دون الله. لكن انت هذا الاله الذي تأمرنا بان نعبده واحدا لا شريك له نعبده دون غيره ما هي صفات ما هو نسبه فاوحى الله الى رسوله كما في الترمذي من حديث ابي ابن كعب قل هو الله احد قل هو الله احد احد في اسمائه لا شريك له احد في ذاته لا ند له احد في صفاته لا مثيل له احد في افعاله فلا يشركه احد في خلقه وايجاده وتكوينه انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون وبحمده الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد فكانت هذه بيان وايظاح للاله الذي امرهم بعبادته انه اله منفرد. بكل الكمالات اله ليس له اصل تفرع عنه. لم يلد ولا تفرع عنه شيء لم يولد فلم يكن له ولد جل في علاه سبحانه وبحمده قل هو الله احد الله الصمد الله الصمد اي الذي تصمد اليه الخلائق وتتوجه اليه القلوب وكل الخلق في سماواته وفي ارضه وفي بره وبحره. لا تقضى حوائجهم الا من قبله فيضعون حوائجهم وينزلونها بالله لا اله الا هو سبحانه لا مانع لما اعطى ولا معطي لما منع سبحانه وبحمده اذا نسب النبي صلى الله عليه وسلم ربه للمشركين وبينه بصفاته وهذا هو الذي يحصل به العلم بالله والتعرف عليه فالعلم بالله والتعرف عليه انما يكون للعلم بصفاته وباسمائه وبما له من الكمالات سبحانه وبحمده ايها الاخوة والاخوات ان تحقيق العلم بالله عز وجل يثمر محبة الله جل في علاه فمن علم الله احبه لا يمكن لقلب يتعرف على الله انه المألوه الذي تألهه القلوب محبة وتعظيما تعرف الرحمن الرحيم مالك يوم الدين. رب العالمين الذي منه كل عطاء ونعمة واحسان وجود وفضل تعرف الله العظيم المجيد الحميد تعرف الله الذي هو قاهر فوق عباده الذي هو عليم قدير الذي هو عليم خبير. الذي هو عزيز حكيم. ما في قلب يدرك هذه المعاني ويعرف هذه الصفات الا ولا بد ظرورة ان يجد في قلبه محبة لهذا الرب لابد ان يجد محبة لهذا الرب فيمتلئ قلبه محبة لله. فالعلم بالله يثمر حبه ولذلك اقول لكل من اراد محبة الله اقرأ صفات الله اقرأ اسماء الله اقرأ افعال الله فستجد انك تحبه ولابد ثم ان من ثمار العلم به جل في علاه بعد محبته من ثمار العلم به تعظيمه فالقلوب التي تعرف ما له من البهاء والكمال والجلال والعظمة لا بد ان تعظم هذا الرب لابد ان تقدره حق قدره. لابد ان تجله سبحانه وبحمده. وبهذا يتحقق للانسان كمال العبودية. العبودية تقوم على ركنين على المحبة والتعظيم وعبادة الرحمن غاية حبه نهاية الحب مع ذل عابده وهو تعظيمه. هما قطبان يعني بهما يتحقق وعليهما فلك العبادة دائر. العبادة تدور على له وتعظيمه فبقدر ما في قلبك وبقدر ما في قلبك من محبة الله وتعظيمه بقدر ما تحقق من العبودية لله من ثمار العلم بالله ان يخشاه الانسان فبقدر العلم بالله تكون الخشية ولذلك يقول الله تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء اتدرون من هم العلماء ليسوا هم اولئك الذين يقولون كلاما طويلا عريظا في بيان اشياء ونقل مرويات فقط بل انه خشية الله العلم في القلب ولذلك يقول الله تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء ابن مسعود اخذ من هذا فقال ليس العلم بكثرة الرواية ليس العلم بكثرة الكلام وتشقيق المسائل والتفصيل انما العلم الخشية الامام احمد كان يذكر عنده علما كثر وكان يثني كثيرا على رجل اسمه معروف الكرخي وهو رجل عابد فيه خير صلاح وكان قليل العلم فلما ذكره واثنى عليه مرة من المرات قال له احد الحاضرين يا ابا عبد الله لكن معروفا قصير العلم يعني قليل العلم ما عنده علم كثير قال معروف حصل ما من اجله يطلب العلم من اجل ماذا يطلب العلم من اجل تحقيق الخشية لله. ولهذا قرن النبي صلى الله عليه وسلم بين العلم والخشية فقال واني لا اخشاكم لله واعلموكم به. وفي رواية واني لاعلمكم بالله واتقاكم له العلم قرين الخشية فبقدر حلمك بالله تخافه تخشاه وترهبه وتجله فلذلك اذا اردت هذه المعاني الجميلة الجليلة الاعمال القلبية الكبيرة فاحرص على العلم بالله اه فانه تدرك بذلك كل كمال قلبي وعملي. اللهم الهمنا رشدنا وقنا شر انفسنا الى ان نلقاكم في حلقة قادمة من برنامجكم فادعوه بها. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته