الحمد لله رب العالمين احمده جل في علاه حمد الشاكرين. واثني عليه الخير كله ثناء المقرين بفظله احسانه وانعامه لا احصي ثناء عليه كما اثنى على نفسه. واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين اما بعد فمرحبا واهلا وسهلا بكم ايها الاخوة والاخوات. حياكم الله وجعل الله تعالى ايامكم ولياليكم ايام سعد ومسرات ايام خير وبر تعلون به في اعلى المراتب والمنازل عند رب الارض والبريات ايها الاخوة والاخوات روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عائشة رضي الله عنها حبي رسول الله وزوجه انها قالت وهي تصف حال سيد ولد ادم بابي هو وامي صلى الله عليه وسلم في هذه الليالي ليالي العشر تقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا دخل العشر تريد العشر الاواخر من رمضان شد المأزر واحيا ليله وايقظ اهله هكذا هي سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم. هكذا هي سنة المصطفى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. تأمل هذا الوصف الجامع لخصال البر المختصر للسعي الراشد الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله في هذه الليالي هذه والايام فطوبى لمن كانت التقوى بضاعته في شهره وبحبل الله معتصما. فطوبى لمن كانت التقوى بضاعته في شهره وبحبل الله معتصما. يا لها من بضاعة عظيمة! امر الله تعالى اليه بها فتزودوا. يا اخواني ويا اخواتي تزودوا هذه ايام التزود. تزودوا فان خير غير الزاد التقوى. النبي صلى الله عليه وسلم كان يشد المئزر استعانة بذلك على الطاعة والاحسان القيام والاخبات على الاقبال على الله جل في علاه. وهو من من هو؟ هو الذي قال الله تعالى له ان فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر. اتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر بشره بهذه البشارة في العام الثامن وهو صلى الله عليه وسلم على حاله لم يتغير في عبوديته لربه تقول عائشة كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم حتى تنتفخ قدماه. وفي رواية رجلاه فكنت اقول له اتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فكان يجيب جواب المقر بفظل الله وانعامه افلا اكون عبدا شكورا ومثله ما رواه المغيرة ابن شعبة رضي الله عنه حيث قال كان النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم يقيم الليل حتى ترم قدماه وفي روايات ساقاه فقيل له في ذلك فقال افلا اكون ان النبي صلى الله عليه وسلم كان في حياته صلى الله عليه وسلم صاحب قيام صاحب عبادة صاحب طاعة صاحب الاحسان لم يكن فقط في العشر الاواخر من رمضان بل كان هكذا في كل ايامه ولذلك كان عمله ديمة صلى الله عليه وسلم. وكان اذا عمل شيئا من الصالحات اثبته حتى انه ترك في سنة من السنوات قيام الليل لعارض فقظاه في شوال تارك عفوا الاعتكاف في عام من الاعوام لعارض فقظاه صلى الله عليه وسلم في شوال وكان اذا نام عن حزبه من الليل لمرض او وشغل قضاه من النهار ثنتي عشرة ركعة بابي هو وامي صلى الله عليه وسلم. هذه حاله وهذا عمله. مع هذا كان تظعف الجهد في هذا الزمان المبارك يزداد طاعة واحسانا وقربا من الله جل وعلا او تقربا اليه بانواع القربات من الصلاة من تلاوة القرآن من الدعاء من مدارسة القرآن من الاحسان والجود من الصيام. من كل باب من ابواب الخير. اتقوا النار ولو بشق تمرة. فمن لم يجد كلمة طيبة ليس بيننا وبين الله تعالى حجاب يمنعنا من التقرب اليه بل قد قال الله تعالى كما في الحديث الالهي من اتاني من تقرب الي شبرا تقربت اليه ذراعا ومن تقرب الي ذراعا تقربت منه باعا ومن اتاني يمشي اتاه الله جل في علاه هرولة وهذا من فضله وكرمه وعظيم احسانه وبره بعباده لذلك اقول شمروا ايها الاخوة وايها وايتها الاخوات شمروا في هذه الايام او الله تعالى من انفسكم خيرا فما هي الا ساعة ثم تنقضي ويصبح ذو الاعمال فرحان ما هي الا سويعات وليالي معدودات تنقضي سريعا لكنها تنقضي والناس فيها على حالين فائز مبشر يهنئ بفضل من الله وعطاء كبير ومقصر غافل ذاك الذي يقال له قد فاتك الخير انك لمحروم. ايها الاخوة والاخوات بادروا الى الاعمال الصالحة في هذا العشر الاخير من رمظان. واعلموا ان من الخير الذي ينبغي الا نغفل عنه ان نقوم على اهلينا بالتوجيه والنصح والحث والارشاد. وتأمل قول عائشة كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا دخل العشر شد المئزر واحيا ليله يعني سهر اكثر الليل لكن في القراءة والتلاوة والصلاة والتهجد والاستغفار والعبادة ليس في اللهو الذهاب والمجيء انما في الطاعة والاحسان. ثم تقول وايقظ اهله. فنائم نحن عن اهلينا عن اولادنا او ازواجنا ومن هم تحت ايدينا ان كثيرا من الناس يشتغل بنفسه عما ينبغي ان يعتني به من نصح اهله وارشادهم والقيام عليهم بما يعينهم على الطاعة الله تعالى يقول يا ايها الذين امنوا قوا انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة هذا في يعني بالوقاية في جانب الحث على الخير يقول وامروا اهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى. اذا من ضروري ان ان نفطن لاهلينا في هذه الايام المباركة في هذه الليالي الفاضلة وان نحثهم على الخير وان نرغبهم فيه كما يقوم كثير من الاباء والامهات على اولادهم في ايام الاختبارات ويحثونهم على الاجتهاد والمثابرة والمذاكرة والمراجعة ويتابعونهم في ذلك ينبغي ان يتفقدوا اولادهم في هذه العشر وفي رمظان عموما وفي مواسم الخير على وجه العموم كيف هم؟ كيف كيف اقبالهم على الله؟ كيف اجتهادهم في في الخيرات؟ كيف اجتهادهم في اداء الواجبات؟ لان كثيرا من الناس يضيع الواجبات وقد يشتغل ببعض المستحبات والنوافل الله تعالى جاء عنه في الحديث الالهي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قد يقول الله تعالى واحب ما تقرب الي عبدي وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه. ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به. وان استعاذني لاعيذنه ولان استنصرني لانصره لانصره هذا البيان من الله تعالى يبين لنا انه ينبغي ان نهتم باداء الواجبات كثير من الناس يقصر في المفروضة كثير من الناس يقصر في حقوق الله في حقوق الخلق من الوالدين وغيرهم فلذلك اقول كمل حق الله تعالى واجتهد في الصالحات وارقب الفضل ممن بيده الفضل. فالله تعالى كريم جليل عظيم يعطي عطاء واسعا بل يداه مبسوطتان جل في علاه. ينفق كيف يشاء. ومن فضلها انه يعطي الجنة. والذي يعطي الجنة لن يبخل بما دونها لها من فظله واجتهد في التقرب اليه بكل باب بر وخير وستجد من الله تعالى ما تامل. اسأل الله جل في علاه ان لا يخيب سعينا وان يقبلنا واياكم اللهم وفقنا لقيام ليلة القدر يا ذا الجلال والاكرام. اللهم وفقنا لقيام ليلة القدر وارزقنا فيه الصالح من العمل اللهم اجعلنا فيها من المقبولين واعنا فيها على الصالحات يا ذا الجلال والاكرام وصلى الله وسلم على نبينا محمد