الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى احمده حق حمده احمده حمدا لا ينتهي احمده حمدا يستوجب مزيد فضله واعطاء وجزيل احسانه. له الحمد كله اوله واخره ظاهره وباطنه واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين رب العالمين لا اله الا هو الرحمن الرحيم. واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله خيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اقتفى اثره واتبع سنته باحسان الى يوم الدين اما بعد فاهلا وسهلا ومرحبا بكم ايها الاخوة والاخوات نحن في هذه الحلقة ان شاء الله تعالى من برنامجكم فادعوه بها سنتناول اسما عظيما من اسماء الله ما احوجنا الى استحضاره وذكره وفهم معناه والتعبد لله عز وجل بمقتضاه ما احوجنا ان ان نحقق ما امرنا الله تعالى به في قوله فادعوه بها انه اسم الله تعالى التواب التواب جاء ذكره في كتاب الله تعالى في مواضع عديدة من ذلك قوله تعالى فتلقى ادم من ربه كلمات فتاب عليه انه هو التواب الرحيم ومن ذلك قوله تعالى وتب علينا انك انت التواب الرحيم ومن ذلك ايضا قوله واتقوا الله ان الله تواب رحيم ومن ذلك ايضا قوله تعالى ولولا فضل الله عليكم ورحمته وان الله تواب حكيم. ومنه ايضا قوله تعالى فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا هذا انا هذه نماذج من المواظع التي جاء فيها ذكر اسم التواب في كتاب الله الحكيم اما السنة فقد جاء في المسند والسنن من حديث عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يعد له في المجلس الواحد اكثر من سبعين اكثر من سبعين استغفارا وفي بعض الروايات كان يعد له مئة استغفار في المجلس الواحد ماذا كان يقول؟ كان يقول رب اغفر لي وتب علي انك انت التواب الرحيم التواب من حيث الصياغة الصياغة والبناء لللفظ صيغة مبالغة فعال لكثرة توبته لكثرة التوبة ان الله تعالى يتوب على عباده فالتواب هو كثير التوبة الذي يتوب على عباده جل في علاه ويتقبل منهم توبتهم بناؤها اللغوي يدل على الكثرة والمبالغة في ذلك لكثرة من يتوب اليه ولكثرة من يتوب عليهم سبحانه وبحمده. هو تواب جل في علاه فما اكثر من يقصده تائبا آبا اليه وما اكثر ما يتوب على عباده ويغفر لهم ويصفح ولذلك قال الطبري رحمه الله التواب الذي لم يزل يتوب على التائبين ويغفر ذنوب المنيبين. فكل من تاب الى الله تعالى توبة نصوحة وجد ربا توابا يتوب عليه جل في علاه. ووصفه سبحانه وتعالى نفسه بانه تواب لكثرة من يتوب عليه من عباده ولتكرار ذلك في الشخص الواحد حتى ينقضي عمر عمره. اننا نتوب الى الله تعالى من كل ذنب نحن نستغفر ونتوب نعود الى السيئة ونتوب نستغفر ونتوب من قصورنا ومن تقصيرنا. فهو التواب جل في علاه و اسم الله تعالى التواب يثبت له هذه الصفة انه يتوب على عباده. لكن ينبغي ان يعلم ان التوبة الثابتة لله تعالى نوعان توبة حاصلة قبل اوبت العبد ورجوعه الى ربه وتوبة حاصلة بعد عودة العبد الى ربه وسؤاله التوبة اذا هناك توبتان توبة سابقة وتوبة لاحقا التوبة السابقة والتي تدخل في اسمه التواب هي التي يكون بها اقبال العبد على ربه اقبال العبد على مولاه رجوع العبد الى الله تعالى طالبا المغفرة هذا هذا التوبة التي تكون في القلب هي مقدمة تسبق توبة القبول التي تكون بعد رجوع العبد فمن الذي يقذف في قلوب عباده؟ الرغبة في التوبة انه الله جل في علاه هو الذي يلقي في قلوب عباده ومن يصطفيهم الرغبة في الرجوع الى الله الرغبة في طلب عفوه والصفح والتجاوز الذي به تحصل سعادتهم ثم اذا حصل منهم التوبة ثم اذا حصلت منهم التوبة والرجوع الى الله عز وجل قبلها منه فكان جل وعلا توابا سبحانه وبحمده. فهو تواب يوفق الى التوبة وهو تواب يقبل التوبة من التائبين. كما قال الله تعالى في حق الذين خالفوا ثم تاب عليه ليتوبوا وتاب عليهم كيف تاب عليهم ليتوبوا؟ تاب عليهم ان وفقهم للتوبة لاجل ان يحصل منهم رجوع الى الله واوبة تثمر قبولا منه جل في علاه ان الله عز وجل ذكر هذا الاسم في محكم كتابه وقرنه بجملة من اسمائه فذكره منفردا كما في سورة النصر اذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا. اذا جاء منفردا وجاء مقترنا ببعض اسمائه جل وعلا ومن اقترانه اقترانه بالرحيم ابونا ادم اسكنه الله الجنة ومنعه من اكل شجرة فيها واحل له كل ما فيها الا هذه الشجرة فخالف واكل من هذه الشجرة فشقي تلقى بعد انزاله الى الارض من ربه كلمات يتجاوز بها عنه ويصفح بها عنه فتلقى ادم من ربه كلمات فتاب عليه انه هو التواب الرحيم قرن الله تعالى في مواضع عديدة توبته برحمته لماذا؟ لان هناك تناسبا بين التوبة والرحمة قبول الله جل وعلا توبة العبد توفيق الله تعالى لعباده ان يتوبوا هو من مقتضيات رحمته جل في علاه. ولذلك يتوب عليهم ويقبل منهم التوبة والله يريد ان يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات ان تميلوا ميلا عظيما. لذلك هو يوفقنا من رحمته للتوبة وهو من رحمته يقبلها منا بل يفرح بها ويثيبنا عليها اعظم الثواب. ولذلك جاء في الصحيحين من حديث انس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لله افرح بتوبة احدكم من صاحب ابل كان عليه على ان صاحبها راحلة كان عليها زاده ومتاعه اظلها في صحراء طلبها فلم يجدها. ايس من ان يجدها اوى الى شجرة وضع رأسه تحتها ينتظر الموت او ينتظر ما ينتظر مما يصيبه بعد فقده زاده وراحلته فاذا براحلته فوق رأسه وقد بلغ به الجهد ما بلغ والحاجة ما بلغت فمن شدة الفرح قال اللهم انت عبدي وانا ربك اخطأ من شدة الفرح فرح الله بتوبة العبد قربها الله قربها لنا النبي صلى الله عليه وسلم بهذا المثال. ليبين عظيم فرح الله تعالى بتوبة عبده. وهذا بالتأكيد من رحمته قرن الله تعالى توبته وهذا الوصف التواب قرنه بالحكيم. فقال ولولا فضل الله وراء ولولا فضل الله عليكم ورحمته وان الله تواب حكيم ما المقارنة؟ ما المناسبة بين التواب والحكيم المناسبة ان التواب يثبت صفة التوبة والعباد مجبورون على قصور وتقصير فمن حكمته ان فسح لهم المجال ليعودوا اليه ولم يصب ولم يصب دونهم الابواب. ولم يحل بينهم وبين مراجعة الصواب. بل مكنهم من ذلك بان منحهم فرصة التوبة وهم يتوبون اليه جل في علاه وذلك من مقتضى حكمته انه يوفقهم للتوبة وانهم اذا تابوا قبل منهم عملهم وردهم الى الجادة واسبغ عليهم نعمه وسترهم بكنفه جل وعلا و اثابهم على عودتهم بل من رحمته انه يبدل سيئاتهم حسنات لك فضله وعطائه هذا من حكمته جل وعلا الخلق ضعفاء و وهو يعلم ظعفهم هو الذي خلقهم فقد خلق الانسان ضعيفة وكان على حال من تسلط اعدائه عليه ما يوجب ان تفسح له المجال بان يعود الى الله عز وجل وان يتوب اليه اذا يا اخواني ويا اخواتي الله تواب سبحانه وبحمده ومن معنى انه تواب انه يوفقنا للتوبة وانه برحمته وفضله واحسانه يتقبل ذلك منا وان هذه التوبة من مقتضيات رحمته ومن لوازم حكمته فله الحمد على ذلك كثيرا اللهم انا نسألك ان تغفر ذنوبنا وان تتقبل توبتنا وان تجعلنا من حزبك المتقين واوليائك الصالحين. ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين الى ان نلقاكم في حلقة قادمة من برنامجكم فادعوه بها استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته