الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. كما يحب ربنا ويرضى احمده حق حمده لا احصي ثناء عليه هو كما اثنى على نفسه واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين. لا اله الا هو الرحمن الرحيم. واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله. صفيه وخليله خيرة هو من خلقه اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اما بعد فاهلا وسهلا ومرحبا بكم ايها الاخوة والاخوات في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم قصة صحابي نعم اننا نتناول في هذه الحلقات جملة من اخبار اصحاب النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. الذين باخبارهم يزيد الايمان ويثبت اليقين ويعرف ما كان عليه خير جيل بعد النبيين خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم هذه الحلقة سنتحدث فيها عن صحابي جليل صاحب اخبار فيها نوع من الغرابة فانه رضي الله تعالى عنه كان وحيدا في كثير من احيانه فريدا في كثير من احواله انه ابو ذر ايفاري رضي الله تعالى عنه. ابو ذر الغفاري اختلف في اسمه واصوب ما قيل في ذلك انه جندب ابن جنادة رضي الله تعالى عنه وارضاه. اسلم قديما فقد بلغه خبر النبي صلى الله عليه وسلم وهو في قومه عندما بدأ خبر النبي صلى الله عليه وسلم يشيع وينتشر في الافاق قبل ان تظهر رسالته ويقبله قومه ويقبله الناس نما خبره وانتشر ان رجلا في مكة تنبأ بلغ ذلك ابا ذر رضي الله تعالى عنه فبعث اخاه يستجلي الامر ويستوضحه فلما جاء اخو ابي ذر الى مكة سأل عن خبر النبي صلى الله عليه وسلم ويمكن ان يكون قد لقيه او سمع من نقل عنه او لقي من امن به المراد انه عرف خبر النبي صلى الله عليه وسلم على وجه الاجمال فرجع الى ابي ذر فلما رجع الى ابي ذر قال ما شأنك؟ ماذا وجدت قال وجدت رجلا يأمر بالاخلاق يدعو الى عبادة الله وحده فلم يفي هذا الخبر ما في نفس ابي ذر من التشوف والتطلع الى ما جاء به النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. فما كان منه الا ان رحل بنفسه الى الى مكة ليستجلي الامر ويستوضح ما كان عليه حال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. فلما جاء الى مكة استخفى حتى لا يعلم خبره وحتى لا يشوش عليه وكان هذا من توفيق الله تعالى له. فان الدعاية المضادة التي كانت تمارسها قريش وتشيعها عن النبي صلى الله عليه وسلم تصد كثيرا من النفوس عنه تبرزه بصورة منفرة وهكذا هم اهل الباطل في اظهارهم للحق. غالبا ما يصدون الناس عنه بالدعاية الكاذبة والاقاويل الكاسدة التي يصدون بها الناس عن سبيل الله لكن الشمس لا تغيبها مناخل ولا تخفيها السحب مهما اه دامت ومهما اه عظمت فلا بد ان تنقشع ولابد ان يظهر الحق قل جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا. مكث اياما مستخفيا يطلب خبر النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فمر به علي رضي الله تعالى عنه وقد عرف انه غريب فاخذه ولم يسأل علي ابا ذر ولا ابو ذر عليا عن شيء فلما قظى ضيافته رجع الى مكانه فلقيه علي في اليوم الثاني على نفس الحال فاستضافه ثم لقيه في اليوم الثالث فقال له ما شأنك علي رضي الله تعالى عنه سأل ابا ذر عن خبره وعن شأنه ما الذي يريد فما كان منه الا ان قال ان دللتني على ما اريد اخبرتك فاخبره انه يسأل عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال له غدا اذا جئت فاتبعني ولا يشعر بك احد فان شعرت باحد كنت من يريق الماء اي كمن يقضي حاجته حتى يذهب. اتفقا على طريقة في المتابعة. فكان علي رضي الله تعالى عنه يمشي ويتبعه اه ابو ذر ليصل الى النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ويسمع منه فدخل على سيد ولد ادم على محمد بن عبدالله صلى الله عليه وعلى اله وسلم دخل ابو ذر على خاتم المرسلين فسأله عن شأنه تبين له ما جاء به من الحق والهدى ودين الحق فامن وشرح الله تعالى صدر ابي ذر لما سمعه من الهداية التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اذهب الى قومك حتى يأتيك امري فقال والله لاصدعن بها بين اظهرهم ثم خرج من النبي من عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال في وسط مجمع قريش اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله. وهذه الكلمة اتان الكلمتان كالصواعق على قريش لانهم يشاهدون انتشار النور وانتشاف الظلمة وزوال الغي الذي كان قد احاط بقلوبهم وحاصر مكة البلد الحرام. فكلما امن شخص عد ذلك خسرانا وعد ذلك انتكاسة. لما هم عليه من الضلال والعمى فما كان منهم الا ان ضربوه حتى كادوا ان يقتلوه. فاقبل العباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان على دين قومه. لكن كان صاحبا عقل ورأي ورشد فاكب على ابي ذر. وحال بينهم وبين ان يصلوا الى اكثر مما وصلوا من اذيته و الاصابة منه وقال لهم الا تعلمون انه من غفار؟ الا تعلمون ان غفار في طريق في طريقكم الى الشام؟ اتأمنون على تجارة تذكرهم بما يكفهم من مصالح الدنيا. وانكم اذا اصبتموه فانتظروا انتقام غفار له وذاك ان غفار في تجارتكم فكفوا عنه هل غادر ابو ذر مكة؟ الجواب لا لم يغادرها بل بقي. فجاء في اليوم الثاني وقال نفس المقالة التي قالها في يومه الاول اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فاكب عليه القوم يضربونه كما فعلوا في المرة السابقة سخر الله له العباس ففعل به كما فعل بالمرة السابقة فاكب عليه وحماه ثم انه رضي الله تعالى عنه غدر الى قومه اسلم من اسلم من قومه وامن من امن من قومه حتى مضى ما مضى من زمن فجاء الى النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم بعد ان انقضت الخندق وبقي معه الى ان مات اه صلى الله عليه وسلم وكان له مع النبي صلى الله عليه وسلم حوادث واحاديث وهو من الصحابة الذين اكثروا النقل عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. لما مات النبي صلى الله عليه وسلم ارتحل ابو ذر من المدينة الى بادية فمكث فيها زمنا من الوقت حتى جاءت خلافة عثمان انتحل الى دمشق وكان يتكلم بما يتكلم به مما يراه من الانفاق وعدم امساك الاموال والتحذير من الدنيا فظاق هذا على اهل الشام وترتب عليه نوع من اشكال فكتب معاوية رضي الله عنه لعثمان بشأنه فاستقدمه عثمان الى المدينة وجرى منه نظير ما جرى في في في الشام من الحديث عن كثرة الاموال وذم الدنيا وما الى ذلك مما كان عليه رظي الله تعالى عنه ولا يطيقه اكثر الناس. فاشار عليه عثمان ان يسكن في قبذة وهي قرية قريبة من المدينة فخرج رضي الله تعالى عنه فاقام في الربذة الى ان وافاه الاجل ولم يكن معه شيء حتى جاء فريق من المارة كفنوه في ثوبين رضي الله تعالى عنه ودفنوه واخذوا اولاده وعياله الى عثمان فاوى عياله الى عياله و انتهت بهذا قصة هذا الصحابي الجليل وبعض اخباره وكما ذكرت نحن نعطي ومظات ونتكلم عن مواقف في سير شامخة واخبار عالية يكفي في برنامجنا الاشارة الى بعضها وما ومن رغب في المزيد فليتابع في كتب السير ففيها من اخبارهم ما تسر النفوس وما يبهج الخواطر الى ان نلقاكم في حلقة قادمة من برنامجكم قصة صحابي استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته