السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه حمدا يكافئ نعمه ويوجب مزيده واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اله الاولين والاخرين رب العالمين هو الرحمن الرحيم واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفيه وخليله خيرته من خلقه جاء على حين انقطاع من الرسل وانطماسا من السبل اخرج الله تعالى به الناس من الظلمات الى النور. هدى به من العمى بصر به من الضلالة حتى ترك الناس على محجة بيضاء لا يزيغ عنها الا هالك فصلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد فاهلا وسهلا ومرحبا بكم ايها الاخوة والاخوات في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم فادعوه بها ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها في هذه الحلقة نقف مع اسمين من اسماء الله تعالى هما اسم الرازق والرزاق الله اكبر من وسع رزقه كل شيء الله اكبر كل العباد فقراء الى رزقه والى عطائه ومنه سبحانه وبحمده ان الله تعالى ذكر الرزاق في خمسة مواضع من كلامه الحكيم ومن القرآن الكريم. وكلها جاءت بصيغة الجمع خير الرازقين جاءت بهذه الصيغة لبيان عظيم رزق الله جل وعلا. واما الرزاق فقد ذكره الله تعالى في موضع واحد من كتابه وهو قوله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين سبحانه وبحمده واما السنة النبوية فقد جاء اسم الرازق في حديث انس رضي الله عنه قصة غلاء السعر في المدينة حيث جاء الصحابة الى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله سعر لنا طلبوا منه ان يسعر لهم البضائع والسلع. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله هو المسعر القابض الباسط الرازق وهذا بيان ان من اسمائه جل وعلا هذا الاسم فثبت هذا الاسم في الكتاب وفي السنة اذا اسم الرازق والرزاق دل عليهما كلام الله عز وجل ودل عليهما كلام النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فما معنى هذين الاسمين معناهما في اللغة اولا مأخوذ من الرزق فكلا هذين الاسبعين يدلان على صفة الرزق وقيام هذه الصفة برب العالمين. والرزق هو ايصال النفع ايصال ما تقوم به الابدان. ايصال ما يحتاجه الانسان. فالرزق هو ما ينتفع به الناس وهو ما يسوقه الله تعالى الى الحيوان للتغذي فتقوم به اجسامهم وتنمو وتصلح وتستقيم. والله تعالى قد وصف بعض ما يسره من الارزاق من الاطعمة وصفها بالرزق كما في قوله تعالى والنخل باسقات لها طلع نضيد رزقا للعباد فجعل الغذاء رزقا لان به تنتفع الابدان به تنمو به تشب به تتوقى الاخطار. والله جل وعلا قيظ ما في السماوات وما في الارظ من الارزاق لصلاح بني ادم وقيام حوائجهم بل لصلاح كل ذي حاجة في الدنيا من خلقه جل في علاه فما من دابة في الارض ولا في السماء الا على الله رزقها كما قال تعالى ما من دابة الا وما من دابة في الارض الا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها اما معنى الرزاق والرازق في دلالة الكتاب وفي السنة الرزاق الرازق يدلان على ان الله تعالى هو المفيض على عباده بالنعم هو منعم عليهم المتفضل بايصال حاجاتهم هو الذي يبلغ العباد كل ما يحتاجونه. فالرزاق في صفة الله تعالى هي ايصال ما يحتاجه الناس لاقامة ابدانهم وقيام حوائجهم. فالمتكفل بالرزق هو الله الرزاق الرازق المتكفل بالعطاء القائم على كل نفس بما يقيمها هو الله تعالى كما قال تعالى افمن هو قائم على كل نفس بما كسب ثبت. فالله تعالى يوصل هذه الارزاق لكل احد مؤمن كافر قوي ظعيف بر فاجر في السماء في الارظ في البر في البحر كل اولئك يرزقهم الله تعالى كما قال جل في علاه وكاين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها واياكم فالله هو يرزق كل هؤلاء كل ما في الكون ممن يحتاج الى رزق فرزقه على الله جل في علاه. وما من دابة في الارض الا على الله رزق فارزاق بني ادم مقسومة وهو جل وعلا الذي يوصل هذه الارزاق الى عباده وفق ما تقتضيه حكمته لكن ينبغي ان نعرف ان الرزق الذي يوصله الله تعالى لعباده نوعان ليس نوعا واحدا الرزق الذي يتبادر الى اذهان ونفهمه كلنا هو رزق ابدان رزق الحياة الرزق الذي تقوم به معايشنا هذا رزق عام شامل للبر والفاجر والاولين والاخرين وهو رزق عموم الخلق لا يخرج عن ذلك شيء ممن يحتاج الى رزق فالله تعالى يرزق الجميع. النوع الثاني من الرزق هذا رزق خاص وهو رزق اولياء الله تعالى ذاك رزق الله تعالى القلوب بالصلاح رزق القلوب بالاستقامة رزق القلوب بالنور رزق القلوب بالهداية هذا لا يكون الا لمن اصطفاهم الله تعالى من عباده اذا الرزق لا يقتصر فقط على ما تقوم به ابداننا. يرزقنا مآكل ومشارب وملابس ومساكن. كل هذا من رزقه ننتفع به في ابداننا. وهذا للخلق كافة فليس لاحد دون احد بل الله تعالى يعطي البر والفاجر ويعطي المؤمن والكافر. والله تعالى عاب على اولئك الذين ظنوا ان العطاء انما هو للصلاح والرضا بل الله تعالى يعطي كل انسان كما قال تعالى فاما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه ونعمه فيقول ربي اكرمن واما اذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه ضيق عليه رزقه فيقول ربي اهانني يقول الله تلا ليس الامر كذلك ليس الامر كما تتوهمون ان العطاء دليل الرضا وان المنع دليل آآ غضب والسخط بل العطاء والمنع وفق حكمة تقتضيها لا علاقة لها بصلاح الانسان هذا عطاء شامل واسع لكل احد يعطي الله عز وجل الدنيا من يحب ومن لا يحب لانه جل وعلا رب العالمين فمقتضى ربوبيته سبحانه وبحمده ان يعطي الناس جميعا يعني يعطي العالمين جميعا يعطي الخلق جميعا حوائجهم فيرزقهم جميعا هو خير الرازقين. تبارك الله سبحانه وبحمده. اما ما يتعلق بالنوع الرزق وهو رزق الابدان رزق القلوب فهذا الرزق لا يكون الا لاولياء الله عز وجل واصفيائه. وهذه منحة ومنة وهو جل وعلا اعلم حيث يجعل رسالته حتى لا يقول قائل لماذا خصهم؟ خصهم بهذا العطاء لحكمة ليس هناك تخصيص دون سبب انما تخصيص لاولئك برزق هداية القلوب ونورها وابتهاجها وسرورها واقبالها على الله عز وجل ذاك لان قلوبهم مؤهلة هلا ذاك لان الله اعلم بالمهتدين واعلم بالمتقين واعلم بالشاكرين ومن يستحق العطاء يعطيه جل في علاه. واما من اعرض فقد قال الله تعالى فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم. هذا النوع الثاني من الرزق ايهما مهم كلاهما مهم. فرزق الابدان بهي تستقيم الحياة وتتحقق العبودية لانه اذا كانت الابدان قوية كانت عونا للانسان على طاعة الله عز وجل والمؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف وفي كل خير. كما قال صلى الله عليه وسلم لكن ايهما اهم ام بالتأكيد رزق القلوب بالهدايات والانوار اعظم اهمية واخطر آآ في نجاح الانسان وفلاحه وسعادته في دنياه واخراه. ان المؤمن يعلم ان هذه الارزاق ليست خبطة عشواء كما افهموا المتوهمون نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا وهذه قسمة رب العالمين وهي قسمة وفق حكمة وعلم وخبرة ليست خبطة اشواق ولا عطاء بلا سبب ولا موجب بل هو عطاء وفق حكمة ارحم الراحمين. لا يزاد فيها ولا مقص بل ما قضاه الله كان وما قدره لا بد ان يصل الى اصحابه في رزق القلوب وفي رزق الابدان. لكن هناك اسباب لا يعني هذا ان تعطل اسباب بل لابد من طرق الاسباب لادراك المطالب هذه القسمة وهذه الارزاق قسمها الله تعالى ولهذا اشار النبي صلى الله عليه وسلم الى هذا المعنى في توجيهه لام حبيبة لما سألت قالت اللهم امتعني بزوجي رسول الله وبابي ابي ابي سفيان وباخي معاوية فقال لها النبي صلى الله عليه صلى الله عليه وسلم لقد سألت لاجال مضروبة وايام معدودة وارزاق مقسومة. لن يعجل لن يعجل شيئا قبل حله او يؤخر شيئا عن حله. ولو كنت سألت الله ان يعيذك من العذاب عذابا في النار او عذاب في القبر كان خيرا وافضل اذا الرزق وهو ما ينتفع به في البدن وما ينتفع به في القلب هو قسمة رب العالمين وقد جاء في اثر ورد مرفوعا وموقوفا مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم من طريق ابن مسعود وموقوفا على عبد الله بن مسعود ان انه قال ان الله قسم بينكم اخلاقكم كما قسم بينكم ارزاقكم. وان الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب. ولا يعطي الايمان الا من يحب. هذا الحديث لا يصح مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم لكنه آآ موقوف على عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه وهو مما يفيد ان العطاء ليس مقرونا العطاء الدنيوي ليس مقرونا بمنزلة ولا بمحبة. بل هو عطاء وفق حكمة ينبغي للانسان ان يسلم لها. واذا امتلأ القلب يقينا بهذا كان له اثار عليه في آآ تعبده وكان له اثار في سؤاله وطلبه. وهذا ما سنتناوله ان شاء الله تعالى في الحلقات القادمة فيما يتعلق التعبد لله تعالى باسم الرازق واسم الرزاق قبل ان نختم نقف عند اقتران الرزق والرازق باسماء الله تعالى. هل ورد الرزق الرازق والرزاق مقترنين في اسماء الله عز وجل اي هل ورد الرزاق او الرازق مقترنا باسم اخر او بصفة اخرى في كلام الله عز وجل الجواب لقوله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون. ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين فاخبر الله تعالى عن صفته وقرنها صفتين ذو القوة المتين فما السر في هذا الاقتران؟ هذا ما سنتناوله ان شاء الله تعالى في الحلقة القادمة استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته