الحمد لله رب العالمين احمده جل في علاه واثني عليه الخير كله. له الخلق والامر تبارك الله احسن الخالقين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة. سبحانه وتعالى عما يشركون واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفيه وخليله وخيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى اله صاحبه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين. اما بعد فاهلا وسهلا ومرحبا بكم ايها الاخوة والاخوات. واسأل الله رب العرش الكريم ان يجعلني واياكم من المقبولين. وان يوفقنا الى صالح العمل وان يعيننا على الصالحات وان يصرف عنا المعاصي سيئات ايها الاخوة والاخوات ليلة القدر ليلة تهفو اليها نفوس المؤمنين وتشرئب لها قلوب العارفين الذين يرجون العطاء الكبير والنوال العظيم انهم يتطلعون لهذه الليلة يتشوفون لادراكها فهي همهم الذي يشغلهم ولهذا كانت رؤاهم رظي الله عنهم في هذه الايام عن هذه القظية متى ليلة القدر وقد تواطأت رؤى الصحابة رضي الله عنهم انها في السبع الاواخر و بغض النظر عن التحديد لكن الذي يهمنا هو اهتمامهم فان رؤاهم فان هي دليل ما شغل قلوبهم واهمهم وكان في اذهانهم فتواطأت رؤاهم على السبع الاواخر من رمضان. وقد اختلف العلماء رحمهم الله في تعيين ليلة القدر فمنهم من قال انها في العام كله كما جاء في الصحيح من حديث عبد الله ابن مسعود من قوله رضي الله عنه انه من قام العام قد قام ليلة القدر وكان ابي قد فقه ما اراده ابن مسعود رضي الله عنه فقال انما اراد الا يتكل الناس لقد علم انها في رمظان علم انها في رمضان وانها ليلة سبع وعشرين. هذا رأي ابي رضي الله عنه. فمن العلماء من قال انها في العامي كله ومنهم من قال انها في ليلة سبع وعشرين هذا اوسع الاقوال وهذا احصرها واضيقها. ابي بن كعب رضي الله عنه كان يقول ليلة القدر ليلة سبع وعشرين. ويحلف ولا يستثنيه. ولما قيل له كيف عرفتها؟ قال عرفتها بالعلامة والعلامة هي ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من ان الشمس تطلع صبيحتها لا شعالها. فكان رضي الله عنه يحددها الذي عليه عامة علماء الامة ان ليلة القدر في رمضان وان في العشر الاخير منه ارجى ما تكون في العشر في ليلة سبع وعشرين وارجى ما يكون من الليالي ليالي الاوتار وارجى ما يكون في السبع الاواخر من ترى هكذا تحديدا وتوصيفا في كلام العلماء واستندوا في ذلك الى ادلة عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد ثبت في الصحيحين من حديث ابي سعيد انها كانت ليلة واحد وعشرين. فدل هذا على انها لا تنحصر في ليلة معينة. فكانت في ليلة واحد وعشرين في تلك السنة وهي على الصحيح منتقلة تكون في ليلة في عام في واحد وعشرين وفي عام في ثلاث وعشرين وفي عام في خمسة وعشرين وهذا المجر ولذلك الله هذه الليلة حتى تتحفز النفوس لادراكها. وهذا شأن الله تعالى في كثير من الفضائل. انه يخفي ليميز الخبيث فمن الطيب ليميز الصادق من الكسول ليميز الراغب من غيره ولذلك ينبغي ان نبذل جهدنا والنبي صلى الله عليه وسلم قد بذل جهده في طلب هذه الليلة. وان الذي ينبغي ان به هو العمل الصالح على وجه العموم. فينبغي ان يشتغل بالاعمال الصالحة طاقتنا وجهدنا في هذه الليالي ومن الاعمال الصالحة ما خصت به هذه الليلة بالنص والخبر. ففي الصحيحين قال النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ابي هريرة من قام ليلة القدر غفر له ما تقدم من ذنبه. هذا فضل كبير وعطاء جزيل من الله تعالى على هذا العمل وهو ان يقوم ليلة القدر. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى ليلة القدر بالصلاة والقيام حتى قام باصحابه عددا من الليالي صلى الله عليه وسلم وكان يقوم صلى الله عليه وسلم هذه الليالي المباركة بنحو ما كان يقوم به في غالب عمله كان لا يزيد في رمضان ولا في غيره على احدى عشرة ركعة كان يصلي اربع فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي اربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثا فينبغي الاجتهاد والنبي صلى الله عليه وسلم كان يحيي الليل يحيي الليل في قراءة القرآن وفي الصلاة والصلاة خصوصا هي من الاعمال التي جاء النص عليها. هل هناك عمل اخر نص عليه في هذه الليلة يعني هل هناك عمل من الاعمال الصالحة جاء النص على فضيلته في ليلة سبع وعشرين؟ الجواب نعم الدعاء وهذا يفهم من قول عائشة رضي الله عنها كما في جامع الترمذي وغيره انها قالت يا رسول الله ماذا اقول؟ ارأيت ان علمت اي ليلة ليلة القدر ماذا اقول؟ قال قولي اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني. وفي رواية اللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعف عني. فوجهها الى الدعاء والى هذا الدعاء على وجه فدل هذا على ان ليلة القدر من ليالي النوال والعطا والسؤال والطلب. فينبغي ان يجتهد المؤمن بسؤال الله تعالى ويجتهد في طلب حاجاته ويرغب الى الله جل في علاه. فكم من حاجة تقضى؟ وكم من عطاء ينال وكم من هبات تدرك؟ وكم من فضائل تحصل؟ لكن لابد من البذل لابد من الجهد لابد من الاخلاص والصدق في طلب المرغوب. فانه لا يدرك ما يؤمل الا من اوفى ومن صبر وعانق المجد من اوفى ومن صبر. والله تعالى قد قال في محكم كتابه والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا. فجعل الله تعالى الهداية نصيب المجاهدين لنجاهدوا انفسهم جاهدوا اهواءهم جاهدوا ارواحهم حملا لها على طاعة الله وكفن لها عن معصية الله صبرا على مكابدة ما يكره في سبيل ادراك مرضات الله تعالى. هذه الليالي ليالي شريفة فاضلة هل تخص من العمل بعمل دون هذا؟ بمعنى هل هناك اعمال خاصة غير الصلاة والدعاء جاء النص عليها قراءة القرآن عمل النبي في سائر ليالي رمضان فان من الاعمال الصالحة التي يرغب الى الله تعالى فيها في هذه الليالي ان يقرأ الانسان القرآن فقد جاء في الصحيحين من حديث ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يدارس جبريل القرآن في رمضان وذلك كل ليلة. فهذا في سائر الشهر لكن في هذه الايام ينبغي ان يضاعف ويزاد لانها ليالي فضل وشرف وعطاء ومن. هل هناك من الاعمال ما يخص في ليالي العشر نعم من الاعمال الصالحة الجود والعطاء والبذل فينبغي ان نبذل الخير ما استطعنا. دليل هذا الحديث الذي ذكرناه في حديث ابن عباس وهو ليس خاصا بالعشر الاواخر لكن العشر الاواخر هي صفوة هذه الليالي فينبغي ان يكون العمل فيها متقنا مجتهدا فيه. يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اجود الناس وكان اجود ما يكون في رمضان فيلقاه جبريل وكان يدارسه القرآن كل ليلة فلا رسول الله اجود بالخير من الريح المرسلة يعني فيلقاه جبريل ويدارسه القرآن فكان لنا الان من الاعمال التي ينبغي ان تشغل بها هذه الليالي القيام الدعاء قراءة القرآن الاحسان والجود كلها الاحسان المالي والاحسان المعنوي بقدر ما يستطيع. وان هنا من تزوير الشيطان ان يشغل الناس في هذه الليالي الظرب في الاسواق والذهاب والمجيء فيما يشغلهم عن خير الاعمال في هذه الاوقات الفاضلة التي هي من خير اوقات الزمان. فانا اقول يا اخواني ويا اخواتي اقضوا حاجاتكم في نهاركم واجعلوا ليلكم محلا الاخضاع والطاعة والاحسان وترقب الفضل من الله جل وعلا فانه يعطي على القليل الكثير اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يوفقني واياكم لقيام ليلة القدر وان وان يمن علينا فيها بعظيم العطاء وجزيل الفضل صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه