السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضاه احمده حق حمده لا احصي ثناء عليه هو كما اثنى على نفسه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اله الاولين والاخرين لا اله الا هو الرحمن الرحيم. واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفيه وخليله خيرته من خلقه صلى الله عليه عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين اما بعد فاهلا وسهلا ومرحبا بكم ايها الاخوة والاخوات بهذه الحلقة ان شاء الله تعالى سنتناول قول الله جل وعلا ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين تكلمنا عن هذا الاسم من اسماء الله تعالى عن اسم الرازق واسم الرزاق وانهما اسمان يدلان على صفة الرزق والله تعالى امرنا بان ندعوه باسمائه جل في علاه فقال ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها فكيف ندعو الله تعالى باسم الرازق واسم الرزاق هناك نوعان من الدعاء دعاء مسألة وطلب وهو ان يقول الانسان على سبيل المثال يا رزاق ارزقني يا رازق اعطني هذا نوع من الدعاء لكن يختلف هذا من حيث الاثر بين شخص يستحضر معنى الرزاق وانه الرزاق ذو القوة المتين وبين شخص يقول هذا الاسم كمال كما يقول سائل الاسماء دون نظر في معناه ودون تدبر لمضمونه مثل لما تقول شخص يا صالح تنادي تناديه لانه اسمه صالح. ما تفكر هل هو في الحقيقة والواقع صالح او لا ما يأتي في بالك المعنى الذي يدل عليه الاسم عندما تدعو فلان او تدعو فلانا قد تدعو من تكره فتقول له يا حبيب لانه اسمه حبيب لكن انت لا تحبه ولا ولا ترغب ولكن هو هذا الاسم التصق به فاصبح يسمى به. الله تعالى اسماؤه ليست اعلاما مجردة عن المعاني. ليست كاسماء الخلق لا ينظر فيها الى معناها انما الاسماء التي سمى الله تعالى بها نفسه لها معاني عظيمة ولذلك كانت اسماء الحسنى كما قال تعالى ولله الاسماء الحسنى وله المثل الاعلى جل في علاه والمثل الاعلى صفة وكثير من هذه الصفات التي آآ يتصف بها الله عز وجل تدل عليها اسماؤه فاسماؤه وتدل على صفاته وان كانت الصفات في الخبر اوسع منها من الاسماء فان الاسماء محدودة واما الصفات فهي كثيرة جدا ذكرها الله تعالى في كتابه وذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في سنته. المقصود انه لما اقول يا رزاق واكون مستحضر معنى هذا الاسم حاضر في ذهني ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين وانه ما قسمه الله تعالى ات وان الله هو الذي يرزق الطيور في السماء النملة في الجحور والسمكة في البحور وان الله تعالى يرزق يرزق الخلق ما تقوم به ابدانهم رزقا واسعا عاما لا يحجره على احد ورزق لعباده واوليائه بصلاح قلوبهم لما استحضر هذه المعاني سيكون هذا في قلب اه اه له تأثير وله اه اثر في صدق الاقبال والتضرع وابداء الله فهو الرغبة وصدق الطلب والافتقار الى الله جل وعلا. لذلك من المهم عندما ندعو الله باسمائه وصفاته ان نستحضر هذه المعاني. معاني اسمائه جل في علاه فانها تفتح ابوابا قد تنسيك مطلوبك وانا اقول هذا واكرره لانه من المهم ان يستحضر الانسان هذا المعنى. انه كثير من الاشياء التي نطلبها قد آآ نغفل عنها عندما نستحضر ان الله تعالى هو الرزاق ان الله تعالى هو الكريم. وهل ام جر في سائر الاسماء لما تستحضر هذه المعاني قد تغفل عن طلبك فيعطيك الله تعالى خيرا خيرا مما تؤمل وهو معنى ما جاء به الاثر وان كان في اسناده مقال من شغله ذكري عن مسألتي اعطيته خير ما اعطي السائلين فالذي يقول يا رزاق ثم يتأمل عظيم ما في هذا الاسم من جلال الله وعظيم صفاته سبحانه وبحمده فيدهشه هذا عن مسألته فان ذاك يبشر بخير كبير وعطاء من رب يعطي على القليل الكثير سبحانه وبحمده فسيجد من الله عطاء يفوق كل وصف يعطيه خير ما يعطي السائلين هذا هو من نربي العالمين وهذا من فوائد دعاء الله تعالى باسمائه وصفاته وقد دعا النبيون الله عز وجل بالرزق كما فعل ابراهيم عليه السلام عندما سأل الله تعالى ان يرزق ولده واهل مكة رزقا خاصا. قال الله تعالى واذ قال ابراهيم ربي اجعل هذا بلدا امنا وارزق اهله من الثمرات من امن منهم بالله واليوم الاخر وقال جل وعلا وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون في دعاء ابراهيم عليه السلام وكان النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه يقول اللهم اجعل رزق ال محمد قوتا حتى القوت والقوت ما هو؟ لماذا قال النبي اللهم اجعل رزق ال محمد قوتا؟ فما هو القوت؟ القوت هو الطعام الذي تقوم به الابدان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل الله ان يرزقه الكفاية فكل شيء يزيد عن الكفاية في الحقيقة عند اولي الابصار والعقول نقص كل زيادة عن الكفاية تنقص الانسان بنوع من النقص الا ان يتخلص منها باخراجها في طاعة الله عز وجل وهذا معنى ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لا لابي ذر لو كان عند عندي مثل احد ذهبا ما مرت عليه ثلاث الا وقد فعلت به هكذا وهكذا وهكذا يعني انفاقه وتصريفه في اوجه الخير عن النبي صلى الله عليه وسلم يسأل الله عز وجل فيقول اللهم ارزق ال محمد اللهم اجعل رزق ال محمد اللهم اجعل رزق ال محمد قوتا اي ما تحصل به الكفاية ما يحصل به الكفاف وقد ندبنا الله تعالى الى ان نسأله جل في علاه هالرزق فمنه يطلب الرزق لا من سواه هو الرزاق ذو القوة المتين. فجاء رجل فقال يا رسول الله كيف اقول حين اسأل ربي؟ فقال قل اللهم اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني وجمع اصابعه الا الابهام يعني اربع دعوات اللهم اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني. هكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل الله تعالى في تعليمه لاصحابه فنحن بين الصلاة بين السجدتين كما جاء في حديث سعيد بن جبير عن ابن عباس باسناد لا بأس بانه كان يقول كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول بين السجدتين اللهم اغفر لي وارحمني وارفعني واجبرني وارزقني وعافني واهدني هكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل الله تعالى هذا الرزق والعطاء منه بهذه الادعية وكلها ادعية نبوية وردت لبيان ان الرزق يطلب من الله جل وعلا لا يطلب من سواه وهذا نمط ونوع من انواع الدعاء ان من انواع الدعاء الذي يدعى الله تعالى به يدعى باسمائه لانه قال فادعوه بها يدعى بالاسماء هو ان نتعبد الله تعالى بمعاني هذه الاسباب فقوله تعالى فادعوه بها ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها. ادعوه بها في في اسم الرازق والرزاق ان نثبت له هذين الاسمين هذا من دعاء الله تعالى باسمائه نؤمن بان الله من اسمائه الرازق من اسمائه الرزاق كما دلت على ذلك النصوص تعني ان نثبت مقتضى هذه الصفات او هذه الاسماء من الصفات نؤمن بان الله من صفاته انه الرزاق وانه الرازق جل في علاه. فمن صفاته ايصال الرزق للعباد والفرق بين الرازق والرزاق هو في الزيادة الرازق يثبت اصل هذه الصفة والرزاق يبين انها صفة كبيرة عظيمة جليلة فهو الرزاق جل في علاه الذي يرزق جميع الخلائق هذا من دعاء الله تعالى بهذه الاسماء او بهذين الاسماء الاسمين ومن دعاء الله تعالى بهذين الاسمين ان يعتقد العبد ان آآ الرزق الذي في الكون كله الذي في الكون كله انما هو من الله جل في علاه. الله سبحانه وبحمده يقول للمشركين في اقامة الحجة عليهم قل من يرزقكم من السماء والارض امن يملك السمع والابصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الامر فسيقولون الله فالاقرار بان الله هو الرازق الرزاق جل في علاه هو مما يتحقق به توحيد الربوبية لله عز وجل وانه رب العالمين العالمين. فان من مقتضى ربوبيته سبحانه وبحمده انه يربي عباده ويوصل اليهم النفع. يحجب عنهم الضر يمنع عنهم ما يسوؤهم. كل ذلك من ثمار الايمان بانه الرزاق الرازق جل في علاه فهو من التعبد لله تعالى بهذا الوصف فمن التعبد بهذا الوصف ان نستدل عليه به على ربوبيته كون الله تعالى رزقنا فهذا دليل انه ربنا. قل من يرزقكم من السماء والارض؟ انه الله الذي يرزقني انه الله الذي منحني القوة انه الله الذي اوصل الطعام الى الي ثم لما اكلته اوصل هذا الطعام الى بقية اعضاء اي الله اكبر يعني نحن في عندما نستكبر ويظن بعضنا انه قادر وينتشي على الناس وعليهم بما هو عليه من من نعم يقال له انت ضعيف والله انت ضعيف ولا ادل على ضعفك من انه لا تملك لنفسك ايصال الطعام الى اعضائك ان تستطيعي ان تذهب وتشتري كيسة خبز وتشتري افخر الطعام واطيبه وتضعه بين يديك ثم تأخذه بيدك تمضغه ثم تبتلعه فتدخله جوفك لكن بعد هذا من الذي يوزع هذا الطعام الى بدنك من الذي يحوله؟ هذه العمليات التي تجري في الجهاز الهضمي في طحن الطعام ومعالجته ثم استخلاص النافع من ثم ضخ ذلك في الدم ثم الدم يوصله الى كل جزء من بدنك من الذي يرزقك هذا؟ انه الله جل في علاه هل نستحضر هذا المعنى ونلمح هذا الملمح عندما نذكر انه الرازق انه الرزاق ام نكتفي فقط بانه الرازق الذي يعطينا ويرزقنا الكسب فقط لا الرازق اوسع من هذا ندل على كل هذا وهذا هو الله الذي طلب منا عبادته وجعل الغاية من خلقنا ان نعبده وحده لا شريك له. وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ما اريد منهم من رزق فهو الغني جل في علاه سبحانه وبحمده ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون. ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين. ما احوجنا الى ان نستحضر مثل هذه المعاني بها تحيا قلوبنا بها تمتلئ قلوبنا محبة لله عز وجل وهذا من ثمار الايمان بانه الرازق نستكمل هذا ان شاء الله تعالى بالحلقة القادمة من برنامجكم فادعوه بها استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته