الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه احمده حق حمده لا احصي ثناء عليه هو كما اثنى على نفسه واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين لا اله الا هو الرحمن الرحيم واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفيه وخليله خيرته من خلقه. اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صلى صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد فحياكم الله ايها الاخوة والاخوات ومرحبا بكم في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم فادعوه بها هذه الحلقة سنتناول فيها ان شاء الله تعالى اسما من اسماء الله تعالى ذكره الله في كتابه بسورة النور الله نور السماوات والارض هذا الاسم من اسماء الله جل وعلا ذكره الله تعالى في كتابه مرة واحدة وجاء ذكره في السنة في سرد اسماء الله عز وجل في الحديث المدرج مع حديث ابي هريرة لقول النبي صلى الله عليه وسلم ان لله تسعة وتسعين اسما من احصاها دخل الجنة هذا الاسم من اسماء الله جل وعلا ثابت له سبحانه وبحمده هل هو مجرد اسم النور ام نور السماوات والارض؟ اكثر علماء على تسميته بدون اضافة النور ومن اهل العلم من قال انه قد ورد على هذا النحو الله نور السماوات والارض فيتقيد هذا الاسم بالاظافة فيقال من اسمائه نور السماوات والارض والله اعلم ان اسمه مطلق وان الاظافة هي اظافة لبعض مدلولات هذا الاسم وليس حصرا له بذلك. على كل حال هو النور جل في علاه كما جاء في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل هل رأيت ربك؟ قال نور انا اراه. فهو النور سبحانه وبحمده والنور في اللغة يطلق على الظوء وهو ما يدركه البصر ما تدركه العين من الظياء المنتشر وهو نوعان في استعمال العرب نوع لمحسوس يدرك بالعين ولا ونوع معنوي معقول يدرك الفهم اما النوع الاول وهو ما يتعلق بالمحسوس الذي يدركه ما يدركه تدركه العين ويدركه البصر هو ما يشاهد به المحسوسات من هذه الاشياء فانك تبصرها بعينك نتاج انعكاس النور. فالنور هنا هو الالة وهو السبب الذي تدرك به العين المبصرات والمرئيات وهذا النور المحسوس اما النور المعقول فهو ما تدركه النفوس ما يدركه القلب وهو ما تدركه عين القلب من الامور المعنوية و الامور الذهنية ذاك هو عين القلب التي بها يدرك الانسان المرئيات المعنوية وذاك بنور يقذفه الله تعالى في القلب يدرك به هذه المعاني يقول ابن القيم رحمه الله والنور ذو نوعين مخلوق ووصف ما هما والله متحدان ثم يقول وكذلك المخلوق ذو نوعين محسوس ومعقول هما شيئان ان النور الموصوف به الله عز وجل هو وصف له سبحانه وبحمده فالنور وصفه هو النور ووصفه النور جل في علاه. نور السماوات العلى من نوره والارض كيف النجم والقمران فالله هو النور وهو منور السماوات والارض وهو مدبر السماوات والارض وهو الهادي لخلقه جل في علاه فكل نور في الدنيا من نوره اما انه من خلقه او انه وصفه. فالقرآن نور وهو وصفه جل في علاه. ونور السماوات والارض خلقه وهو منه فهو فعله جل في علاه. فكل نور في الدنيا انما هو وصفه كل نور في الكون. انما هو منه جل في علاه وصفا له او انه خلق له ومن فعله جل في علاه. فكلامه نور سبحانه وبحمده قد قال جل في علاه في بيان وصفه الله نور السماوات والارض. فبدأ بذكر نوره السابق لنور كل شيء. يقول ابي بن كعب فبدأ بنور نفسه فذكر المؤمن يوقن بان الله نور كما جاء في الصحيح من حديث ابي ذر ان النبي صلى الله عليه وسلم لما سأله سأله سأل هل رأيت ربك؟ قال نور انا اراه كما ان حجابه النور وقد جاء ذلك فيما رواه مسلم من حديث ابي موسى الاشعري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال حجابه النور حجاب الله النور الذي بينه وبين عباده لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه لا احرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره سبحانه وبحمده ان الله تعالى منور السماوات والارض قد قال الله تعالى الله نور السماوات والارض قال ابن عباس هادي من في السماوات والارض وهذا اشارة الى النور المعنوي النور الذي تدركه القلوب والبصائر لا النور الحسي الله هادي السماوات هادي من في السماوات والارض فهم بنوره الى الحق يهتدون وبهداه جل وعلا من من من حيرة الضلال يعتصمون الله نور السماوات والارض يهدي القلوب ويدبروا الامور يسير العباد الى ما يسره له لهم من اليسرى. الله نور السماوات والارض ايضا هو خالق نور السماوات والارض كما ذكرنا ولا تعارض بين هذه الاقوال لان الله عز وجل نور السماوات والارض وهو هذي العباد وهو جل في علاه الذي ان ارى هذا الكون بما جعله فيه من شمس وقمر ومصابيح بها يهتدي الناس الله جل وعلا نور وكلامه نور كما قال تعالى وانزلنا اليكم نورا مبينا. هذا القرآن العظيم نور اشتمل على علوم الاولين والاخرين. وهو نور يخرج الله تعالى به الناس من الظلمات الى النور الناس في ظلمة ان لم يستضيئوا بانوار القرآن. وهم في شقاء عظيم ان لم يقتبسوا من خيره وما فيه من الهدايات كما ان رسوله صلى الله عليه وسلم نور قال الله تعالى لقد جاءكم من الله نور وكتاب مبين وقد فسر النور هنا بالنبي صلى الله عليه وسلم. وقد قال الله تعالى واتبعوا نور الذي انزل معه وهو القرآن الذي جاء به والوحي الذي جاء به الله تعالى نور وكلامه نور ورسله جاءوا وبالنور واعظم ذلك ما جاء به النبي الكريم صلى الله عليه وسلم. كما ان دينه نور يقول الله تعالى يريدون ان يطفئوا نور الله وعيب ويابى الله الا ان يتم نوره ولو كره الكافرون هذه الانوار التي جاءت بها الرسالات لا يمكن ان تطفأ فهي مشاعر هداية للبشرية وما كان من هداية خاتم الرسل باقية الى ان يرث الله الارض ومن عليها. مهما عمل العاملون على اخماد هذا النور واطفائه. فان الله قد قال في كتابه ويأبى الله الذي له الملك يا ابى الله النصير يأبى الله المولى يابى الله العزيز يابا الله القدير يابا الله مالك الملك الا ان يتم نورها والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون الا ان يتم نوره رغم معاندة المعاندين. ومعارضة المعارظين وكيد الفاجرين وسعي الكافرين لاطفاء هذا النور الا ان الله متم نوره. ويأبى الله الا ان يتم نوره ولو كره الكافرون ان الله تعالى من على البشرية بهذا النور وهو يمن على من اصطفاه من عباده ان يخرجهم من الظلمات ظلمات الكفر وظلمات الجهل وظلمات العمى الى نور الهداية والرسالة الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور. وهذا النور الذي في كلامه وقوله وفي رسالاته وهداياته يجعله لاولياءه فيستضيئون به. يبصرون به مواقع الهدى. ويتوقون به مواقع الضلال يقول الله تعالى في محكم كتابه اومن كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات لا والله ما يستوي ما يستويان ولا يستويان هؤلاء الذين جعل الله لهم نور فابصروا به الهدى مع اولئك الذين هم في عمى قلوبهم ميتة وافئدة مظلمة كيف يستوي هذا وهذا؟ والله لا يستويان كما قال الله جل وعلا او من كان ميتا فاحييناه اله نورا يمشي به في الناس كمن مثلوا في الظلمات ليس بخارج منها كذلك زين الكافرين ما كانوا يعملون كتابه نور وشرعه نور والمبعوث بالفرقان نور كل ذلك ينقدح في قلب العبد نورا فيبصر به الهدى وكتابه نور كذاك شرعه نور كذاك المبعوث بالقرآن وكذلك الايمان في القلب الفتى نور على نور مع القرآن كما قال جل وعلا نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء نور القرآن مع نور الايمان يهدي الله تعالى به من يشاء من عباده فيخرجهم به من الظلمات الى النور. ان هذا النور هو من نور الله عز وجل. ولذلك ينور الله تعالى قلوب اولياءه في الدنيا واما في الاخرة فينور لهم الطريق ويبصرون به مواقع الهدى لهذا ينبغي للمؤمن ان يستحضر في دعائه او ان الله نور السماوات والارض كما كان النبي يستحضر ذلك فيقول اللهم انت اللهم لك الحمد انت نور السماوات والارض ولك الحمد انت تقييم السماوات والارض. فمن نوره جل وعلا يهتدي العباد في الدنيا كما انهم بنوره يفوزون في الاخرة بالنجاة يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين ايديهم وبايمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الانهار. خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين امنوا انظرونا نقتبس من نوركم نأخذ من نوركم نقتبس من نوركم نأخذ جزءا من هذا النور لنجوز الصراط ونبلغ ما بلغتم من الجنات لكن ذلك لا يكون لانهم لم يكن في قلوبهم نور. فما يرونه من نور غيرهم لا ينفعهم فكل نفس بما كسبت رهينة لن ينفعك نور هؤلاء الذين تعيش معهم اذا كنت قد اظلم قلبك واظلم فؤادك فخلى من الايمان ونوره يقول المنافقون في ذلك اليوم يقول المنافقون والمنافقات للذين امنوا انظرونا امهلوا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا ورائكم فالتمسوا للوراء فلا يكون النور الا لاهل النور فيكون النور الا لاهل الايمان. لا يكون النور في الاخرة الا لمن استبقى ما على شرع الرحمن اللهم نور قلوبنا وقبورنا وارزقنا من فضلك نورا نجوز به الصراط ونورا نبصر به مواقع الهدى. الى ان نلقاكم في حلقة قادمة من برنامجكم فادعوه بها استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته