كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها. صاحب سيارة يقود سيارته في طريق مظلم في ليلة ظلماء كيف سيصل ما عنده انوار ولا عنده وسائل اضاءة سيتخبط يعثر عند كل الحمد لله نور السماوات والارض ومن فيهن الحمد لله قيم السماوات والارض ومن فيهن الحمد لله ملك السماوات والارض ومن فيهن احمده حق حمده لا احصي ثناء عليه هو كما اثنى على نفسه. له الحمد كله اوله واخره ظاهره وباطنه واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله بعثه الله بالهدى ودين الحق بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا داعيا اليه باذنه وسراجا منيرا. بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة. جاهد في الله حق الجهاد حتى اتاه اليقين وهو على ذلك تركنا على محجة بيضاء طريق واضح واسع بين. لا لبس فيه ولا اشتباه تركنا على محجة بيضاء لا يزيغ عنها الا هالك فصلى الله على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. وبارك اللهم على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد فاهلا وسهلا ومرحبا بكم ايها الاخوة والاخوات في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم فادعوه بها الله تعالى اخبر في كتابه عن اسمائه وصفاته وخبره عن ذلك مما يأسر القلوب ويجعلها تنجذب اليه احبه يعظمه تصدق في التوجه اليه تبذل كل ما تملك في سبيل مرضاته تخاف عقابه وتخشى اخذاته كل ذلك من ثمار الايمان باسمائه وصفاته ولذلك بقدر ما معك من الايمان باسماء الله وصفاته بقدر ما تحقق من العبودية لله جل في علاه ايها الاخ الكريم ايتها الاخت الكريمة اننا نتحدث عن اسم من اسماء الله عظيم انه اسم النور وما احوجنا الى هذا الاسم في دعائنا وفي عبادتنا النور ضد الظلمة والله نور السماوات والارض جل في علاه الله نور في ذاته نور في اسمائه وصفاته نور في افعاله نور في كل ما يكون منه هو نور جل في علاه في بحكمه وفي شرعه وفي كلامه وفي سائر شأنه سبحانه وبحمده ولهذا النور الموصوف النور المضاف الى الله عز وجل يطلق على ذاته وصفاته واسمائه ويطلق ايضا على ما يكون من افعاله وما يصدر عنه فالله تعالى انار هذا الكون بما جعل فيها بما جعل فيه من المصابيح بما جعل فيه من الانوار الحسية من شمس وقمر ونجوم ونار وغير ذلك من وسائل الاضاءة التي تنير للناس ما يحتاجون الى الى انارته من الظلمات هذا فعله جل في علاه ارأيتم لو طمس الله الشمس كيف يكون حال الناس؟ قل ارأيتم ان جعل الله عليكم الليل سرمدا الى يوم القيامة؟ من يأتيكم بضياء من الذي يأتي بالضياء؟ انه الله الذي خلق هذه الكواكب السيارة نعم الله نور السماوات والارض هو نور في ذاته وهو منور لهذه السماوات وهذه الاراضين نور في صفته ونور في فعله سبحانه وبحمده وكل الادلة دالة على هذين النوعين من النور كما ان قرآنه وكتابه نور وشرعه نور فمن اهتدى بكتابه والتزم سنة رسوله خرج من الظلمات الى النور ولهذا جعل الله تعالى من حظ اوليائه الذين يحبهم ويصطفيهم من عباده ان يخرجهم من كل ظلمة اغمض عينيك لترى عظيم الظلمة التي تحيط بك من الذي شق بصرك فجعلك ترى هذه المبصرات من الذي اوجد ان رأى رأيت؟ لو انه اعطاك اقوى بصر لكنه حجب عنك النور الذي ترى به الاشياء كيف تكون حالك؟ اتنتفع من عينك لا لا تنتفعوا منها ان الله هو الذي اعطاك النور واعطاك البصر الذي تدرك به الانوار هذه من نعم الله علينا هذا فيما يتعلق ب النور الحسي الذي به نصل الى مقاصدنا ونبلغ غاياتنا من مصالح دنيانا. به نكتب وبه نقرأ وبه نشاهد طريقنا كل ذلك من نور الله الذي يسره سبحانه وبحمده لكنه نور يتعلق ببصر العين ونظرها هناك نور اعظم وهو نور القلب وهذا لا يكون الا للصفوة من عباده الذين اصطفاهم واختارهم وهم الذين صدقوا في الاقبال عليه. الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور وحتى يتبين لك الفرق بين الحالين بين من هو في ظلمة فقلبه مظلم ووجهه مظلم وعمله مظلم ولو كان تحت اكبر اضاءة في الدنيا حتى يتبين لك الفرق اقرأ قول الله تعالى او من كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس عاثر وعند كل عارض بخلاف ذاك الذي معه نور يضيء له طريقه ويبصر به مواقع الهدى ومواطن العطب فتجده يتجنب مواطن الخطر و يصل الى غايته ومقصوده ان فرقا عظيما بين سير هذا وذاك. كذلك فيما يتعلق بسير القلوب ان المؤمن يعرف الغاية والهدف يعرف المكان الذي يسير اليه والغرض الذي يتوجه اليه ويعرف لماذا خلق والى اي شيء يصير الخلاف غيره فهو يتخبط يمنة ويسرة لا يدري الى اي غاية يسير ولا الى اي نهاية يصير فهو يجهل المسار والمصير. ان المؤمن يرى بنور الله ونور الله هو ما يقذفه في قلبه. وما جاءت به رسله وما جاء في القرآن الحكيم. الذي اخرج الله تعالى به المؤمنين من الظلمات الى النور فهو نور تعالى في علاه وجل في عليائه وكذلك كتابه نور فكتابه نور كذلك شرعه نور كيف المبعوث بالفرقان وكذلك الايمان في قلب دا نور على نور من مع القرآن. انها انوار متتابعة وهذه الانوار المتتابعة يحتاجها المؤمن ليبلغ غايته ويصل مقصوده ولذلك اسأل الله بصدق ان ينير قلبك وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوسل الى الله بهذا الوصفي فيقول فيما حفظ عنه صلى الله عليه وسلم في دعاء في استفتاح الليل صلاة الليل اللهم لك الحمد انت نور السماوات والارض ومن فيهن ولك الحمد انت قيم السماوات والارض ومن فيهن ولك الحمد انت ملك السماوات والارض ومن فيهن سبحانه وبحمده انت الملك انت الحق ووعدك الحق وقولك حق ولقاؤك حق والجنة حق والنار حق والنبيون حق والساعة حق ومحمد حق اللهم لك اسلمت وبك امنت وعليك توكلت واليك انبت وبك خاصمت واليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما اخرت وما اعلنت وما اسررت وما اسرفت وما انت اعلم به مني انت الهي لا اله الا انت الشاهد في قوله صلى الله عليه وسلم في افتتاح هذا الدعاء اللهم لك الحمد انت نور السماوات والارض ومن فيهن. وهذا من سؤال الله تعالى بهذه الصفة كذلك يستحضر المؤمن عظمة الرب بهذه الانوار فيتعبد له باسمه النور وبوصفه النور فيسأله جل وعلا النور يثبت وانه نور في ذاته ونور في صفاته ونور في كتابه ونور في شرعه ونور في قضائه وقدره ونور في كل سبحانه وبحمده ثم يرقب من الله عز وجل عطاء حسنا فانه بقدر ما يؤمن بالنور الذي جاءت به الشريعة ينال النور في الاخرة كما قال تعالى يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين ايديهم وبايمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم يوم يقول المنافقون والمنافقات انظر هذا الصنف من الناس ما هي حاله؟ انه في ظلمة. يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين امنوا انظرونا. يعني انتظروا واصبروا لنا انظرونا نقتبس من نوركم. يعني نستفيد من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب ان اولئك حرموا النور في الاخرة لانهم حرموا لانهم حرموا انفسهم النور في الدنيا فمن كان في هذه اعمى فهو في الاخرة اعمى واضل سبيلا اللهم نور قلوبنا بطاعتك وارزقنا التزام شرعك واتم لنا فضلك واجعلنا من خلص عبادك الى ان نلقاكم في حلقة قادمة من برنامجكم فادعوه بها. استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته