سؤال من يرجى صلاحه ان يدعو وان كان ذلك لا يغني عن ان يسأل الانسان الله عز وجل بنفسه من ذلك ما جاء في البخاري عن عمر رضي الله تعالى عنه انه قال في الاستسقاء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى احمده حق حمده له الحمد كله. اوله واخره ظاهره وباطنه. اشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين لا اله الا هو الرحمن الرحيم. واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفي هو خليله خيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد حياكم الله ايها الاخوة والاخوات في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم ادعوني استجب لكم. في هذه الحلقة نتناول شيئا مما يتعلق الدعاء فيما يتصل باسباب الاجابة اوجه التوسل الى الله عز وجل التي يتحقق بها ادراك المطالب وبلوغ الغايات. ان دعاء الله عز وجل ان دعاء الله عز وجل من اعظم ما تستمطر به الفضائل وتدرك به الهبات وتحصل به المراغب وينال به العبد خير الدنيا والاخرة. فجدير بنا ونحن نعبد الله عز وجل بدعائه ان نستحضر هذا المعنى وان الدعاء توجه الله تعالى فيه الامر الى كل عباده. وقال ربكم والخطاب للذكر والانثى والصغير والكبير. و آآ المؤمن التقي والمؤمن المقصر الجميع كلهم مأمورون بهذا الامر. وقال ربكم ادعوني استجب لكم. فجعل الامر للمجموع. وقد قال الله الا واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون فجعل الله تعالى الخطاب في امره بالدعاء ليس مقصورا على فئة دون فئة ولا على احد دون احد بل الدعاء المأمور به يشمل كل الخلق كل الناس لا يخرج عن ذلك احد فالجميع مأمورون بان يسألوا الله يا عبادي كلكم جائع الا من اطعمته. فاستطعموني اطعمكم يا عبادي. كلكم عار الا من كسوته تكسوني اكسكم يا عبادي كلكم. يا عبادي كلكم ضال الا من هديته. فاستهدوني اهدكم يا عبادي انكم تخطئون بالليل والنهار وانا اغفر الذنوب جميعا فاستغفروني اغفر لكم. اذا الامر بالدعاء موجه الى كل واحد منا ولذلك ينبغي لنا ان نبادر الى الامتثال وان نشتغل بدعاء الله عز وجل كل واحد منا يدعو الله. العجيب ان كثيرا من الناس في مقام الدعاء تجده يكسل ويطلب من غيره الدعاء ويتوجه الى من يتوقع فيه الصلاح بالدعاء ولا يدعو بنفسه في حين ان الدعاء عبادة يؤجر عليها كل داع فما من الا ويؤجر ثمان الدعاء بلسان صاحب الحاجة ابلغ من دعاء غيره له فانه لا يعلم مدى حاجتك ولا يظهر انكسارك وافتقارك الا فلذلك يدعو الله تعالى بلسانك ولا تلتفت الى احد غيرك محك جلدك مثل ظفرك فتولى انت جميع امرك. الدعاء مما يتعبد العبد لله عز وجل به مما يتعبد الانسان لله تعالى به ويؤجر عليه ويبلغ بحابيب دعائه ولسانه ما لا يبلغ بلسان غيره لذلك جدير بنا ان ندعو الله عز وجل بالسنتنا وهذا لا يعني الا يسأل من يتوقع فيه اه الصلاح اه ان يدعو لكن ثمة في هذه المسألة تفصيل العلماء من اهل العلم من يرى ان الاصل في الدعاء ان يكون من الانسان نفسه فلا ينبغي له ان يسأل غيره ان يدعو له ومنهم من يرى ان الاصل في الدعاء يكون من الانسان نفسه لكن له ان يسأل غيره ان يدعو له دون ان يترك الدعاء والامر في هذا قريب والذي ينبغي ان يستحضر ويكون حاضرا في الاذهان انه لا تستغني بدعاء غيرك انه لا تستغني بدعاء غيرك عن دعائك لنفسك. وشواهد القرآن وشواهد القرآن دالة على جواز سؤال الدعاء من اهل الصلاح والتقى وقد قص الله تعالى في محكم كتابه ما جرى من اخوة يوسف عندما تبين امرهم واتضح كذبهم على ابيهم انهم قالوا لابيهم يعقوب عليه السلام يا ابانا استغفر لنا ذنوبنا انا كنا خاطئين. فقال لهم عليه السلام سوف استغفر لكم ربي انه هو الغفور الرحيم. فكان وعدا منه انه سيستغفر لهم وفي حياة النبي صلى الله عليه وسلم سأل جماعة من الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم ان يدعو لهم اما دعاء عاما ينتفع به الجميع كما في خبر الاستسقاء دخل رجل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب يوم الجمعة فقال يا رسول الله هلكت الاموال وانقطعت السبل فادعوا الله فادعوا الله فادعوا الله ان يغيثنا فدعا النبي صلى الله عليه وسلم فقال اللهم اغثنا اللهم اغثنا اللهم اغثنا ورفع يديه صلى الله عليه وسلم قال انس ولا والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة وما بيننا وبين سلع جبل في المدينة من بيت ولا دار فخرجت سحابة كالترس رعدت وابرقت وامطرت فمطروا اسبوعا لم ينزل النبي صلى الله عليه وسلم من منبره الا ماء يتقاطر من لحيته. في الاسبوع القادم جاء ذلك الرجل او رجل اخر فقال يا رسول الله انقطعت السبل وهلكت الاموال فادعوا الله ان يمسكها. في الاول انقطعت بسبب القحط وجذب الارض وفي الثاني انقطعت بسبب كثرة السيول. فقال فادعوا الله ان يمسكها عنا فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه. وكان يقول اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الاكام والضراب وبطون الاودية ومنابت الشجر فكان صلى الله عليه وسلم لا يشير الى جهة الا ان قعدت ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر فيما رواه البخاري ومسلم من حديث ابن عباس ان سبعين الفا من امتي يدخلون الجنة من غير حساب ولا عذاب. فقام عكاشة ابن محصن رضي الله تعالى عنه فقال يا رسول الله ادع الله ان يجعلني منهم. فقال صلى الله عليه وسلم اللهم اجعله منهم. وكل هذا مما استدل به بعض اهل العلم على مشروعية سؤال الدعاء من اهل الصلاح والحقيقة ان الاستدلال بهذا محل تأمل ونظر لان السؤال في هذا كان موجها الى من ترجى اجابتهم وهم النبيون صلوات الله وسلامه عليه. لكن في فعل الصحابة رضي الله تعالى عنهم ما يدل على مشروعية اللهم انا كنا اذا اجدبنا توسلنا بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم. يعني بدعائه كما في الخبر الماضي كما في الخبر السابق في قصة الرجل الذي دخل فقال يا رسول الله هلكت الاموال وانقطع وانقطعت السبل فادعوا الله ان يغيثنا وان نتوسل اليك بعم نبينا هذا بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم قم يا عباس فادعوا الله لنا. فقام العباس فدعا فكان هذا من التوسل الى الله تعالى بدعاء الصالحين اي بان يتقدم الصالح بدعاء الله عز وجل وسؤاله قضاء الحاجات. ومما استدل به كثير من اهل العلم على مشروعية ان يسأل المؤمن من يرجو صلاحه من اهل البر والطاعة ولو كان انزل منه مرتبة في علم او في فضل ما جاء في صحيح الامام مسلم عن صفوان بن عبدالله وهو من التابعين قال قدمت الشام فاتيت ابا الدرداء في منزله فلم اجده. ووجدت ام الدرداء فقالت اتريد الحج العام؟ يعني هل تنوي الحج هذه السنة؟ قلت نعم. فقالت ام الدرداء رضي الله عنها ورحمها فادعوا الله لنا بخير. فان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول دعوة المسلم لاخيه بظهر الغيب مستجابة فطلبت منه ان يدعو لها مع انها اعلى منه منزلة فهي من الصحابة رضي الله تعالى عنها. اضافة الى هذا اخبرت بان النبي صلى الله عليه وسلم قالت دعوة المسلم لاخيه بظهر الغيب مستجابة عند رأسه ملك موكل. كلما دعا لاخيه بخير قال الملك وكل امين ولك بمثل. وقد جرى على هذا الائمة واهل الفضل والاحسان يسألون من يتوسم فيه الخير ان يدعو لهم لكن ينبغي ان يحذر ان يسأل الانسان من يفتنه في دينه فان من الناس من اذا قلت له ادع لي رأى نفسه في منزلة اعلى من الخلق فيكون هذا فتنة له. لكن يجب وينبغي للمؤمن ان يحرص ابتداء على ان يدعو لنفسه بنفسه واذا استعان على حاجته بدعاء من يتوقع منه الصلاح فذلك من الخير. هنا مسألة ينبغي التنبه لها وهي ان من من يجعل بينه وبين الله تعالى واسطة في دعائه؟ فيقول لا يسوغ ولا يليق ان ادعو الله بنفسي يأتي الى من يتوقع منهم الصلاح وآآ قد يكونون امواتا وهذه آآ قضية خطيرة في غاية الخطورة ان يسأل الاموات ان يدعو له وهذا قد قال بعض اهل العلم انه شرك وقال اخرون انه من وسائل الشرك وفي كل الاحوال هو مما يخرج الانسان عن الصراط المستقيم فليس من الهدي القويم ولا من الدين ان يسأل الاموات ان يدعو له بل ينبغي له ان يسأل الله عز ولا يجوز له ان يسأل ميتا ان يدعو له فالميت وقد انقطع عمله. قال الله تعالى ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون واذا حشر الناس كانوا لهم اعداء وكانوا بعبادتهم كافرين. اللهم الهمنا رشدنا وقنا شر انفسنا اعنا على طاعتك واسلك بنا سبيلك الى ان نلقاكم في حلقة قادمة من برنامجكم ادعوني استجب لكم استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته