واعظام الاجر والثواب له. فمن شكره جل في علاه انه يجزي بالحسنة عشر امثالها الى سبع مئة ضعف الى اضعاف كثيرة وقد يجزي الله جل وعلا العبد على العمل بانواع من الثواب العاجل قبل الآجل الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين اما بعد فحياكم الله ايها الاخوة والاخوات في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم فادعوه بها تلك هي اسماء الله تعالى التي اسأل الله تعالى ان يرزقنا بركتها والعلم بها وصدق الايمان بها. انها اسماء حسنى. امرنا الله تعالى بمعرفتها. امرنا بدعائه بها فقال ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها. ولا يتحقق الدعاء بها الا بالعلم بها. فيكون امرا بالعلم والدعاء ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها ان اسماء الله تعالى الحسنى عديدة كثيرة. نحن في هذه الحلقة سنتناول اسما من اسمائه الكريمة انه اسم الله تعالى الشكور. ذاك الاسم الذي اخبر الله تعالى به في كتابه. حيث قال جل في علاه ان تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعف لكم ويغفر لكم الله شكور حليم. وقد قال الله تعالى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا. ان الله غفور شكور. وقد اخبر جل في في علاه انه شاكر وهو الصيغة الثانية التي ورد فيها هذا الاسم في قوله تعالى ان الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت او اعتمر فلا جناح عليه ان قد طوف بهما. ومن تطوع خيرا فان الله شاكر عليم. قال جل وعلا في اية اخرى ما يفعل الله بعذابكم ان شكرتم وامنتم ان الله آآ ما يفعل الله بعذابكم ان شكرتم وامنتم وكان الله شاكرا عليما هكذا جاء هذا الاسم على هذا النحو في كلام الله عز وجل وفي آآ ما جاءت به ايات القرآن الحكيم. اما السنة النبوية فانه لم يأتي في السنة النبوية لهذا الاسم ذكر في قول النبي صلى الله عليه وسلم الا في سرد الاسماء الحسنى في الحديث المدرج في حديث ابي هريرة ان لله تسعة وتسعين اسما من احصاها دخل الجنة هذا الاسم اسم الشكور مأخوذ من الشكر والشكر هو العرفان بالاحسان ونشره الشكر هو الثناء على الانسان بالمعروف. هكذا هو في اللغة واما في المعنى المضاف الى الله عز وجل فشكر الله رضاه باليسير من الطاعة من عبده. وقبوله ما يكون من العمل فيدركه في الدنيا قبل الاخرة كما قال تعالى اه في محكم كتابه ان الابرار لفي نعيم. فانهم في نعيم في دنياهم في نعيم في نعيم في اخراهم في نعيم في نعيم في الدار البرزخ فكل الدور الثلاثة التي يمر بها العباد هم في نعيم نعيم في الدنيا هم في نعيم نعيم في البرزخ هم في نعيم في الاخرة وهذا اعلاه واكمله واتمه واوفاه لذلك يكون المؤمن في حياة طيبة وفي حياة هنيئة وفي امن وايمان وفي صلاح واستقامة بقدر ما معه من طاعة الله عز فان الله شكور يجزي على القليل الكثير. ان المؤمن اذا لاحظ ما ذكره الله تعالى في هذا الاسم وانه ذكره جل في علاه مقترنا باسماء تدل على عظيم كرمه فمن ذلك انه قرنه باسمه العليم. كما قال في اية الصفا والمروة قال ان الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت او اعتمر فلا جناح عليه ان يطوف بهما. ومن تطوع خيرا فان الله شاكر ومناسبة الاقتران هنا ان الله تعالى يعلم ما في قلوب العباد. فمهما كان في ظاهرهم من الصلاح او كان في بظاهرهم من تخلف الصلاح لعارض فان الله مطلع عليم بما في قلوبهم. وما اكنته ضمائرهم وما اخفته وسيجزيهم على ذلك ثوابا واجرا عظيما وفوزا وفضلا كبيرا. ان الله شاكر عليم. وقد قال الله تعالى ما يفعل الله ما يفعل الله بعذابكم ان شكرتم وامنتم وكان الله شاكرا عليما. فثوابه وشكره جل وعلا لعباده عن علم لما اخفته صدورهم وعن احاطة قم بما كانوا يعملون. كذلك قرن الله تعالى اسمه الشكور بالغفور في قوله ليوفيهم اجورهم ويزيدهم من فضله انه غفور شكور. وقال جل وعلا ان ربنا لغفور شكور. وقال ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا. ان الله غفور شكور. وهنا مناسبة بين هذين الاسمين العظيمين الغفور الشكور والقرن بينهما ان الله تعالى يشكر اهل الاحسان على احسانهم. كما انه يغفر لاهل الاساءة اساءتهم. فالعبد بين اساءة واحسان. فبالاحسان ينال شكر الله عز وجل. واذا وقع في الذنب فتاب واستغفر فهو ينال مغفرته الله جل وعلا قد قرن الله تعالى شكره بمغفرة الذنوب في ما رواه الامام البخاري في صحيحه من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رجلا كان يمشي في طريق ووجد غصنا شوك في هذا الطريق اخره نحاه عن الطريق حتى لا يؤذي المارة. فشكر الله له فغفر له. فكان من شكر الله مغفرته لهذا على هذا العمل الذي قد يتقاله كثير من الناس مع انه خصلة من خصال الايمان. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم الايمان وسبع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق. وفي الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رجلا كان يمشي فاشتد به العطش فوجد بئرا فنزل فيه فشرب منه ثم خرج. فلما خرج اذا كلب يلهث يأكل الثرى من شدة العطش يعني يأكل المناطق الرطبة التي حول البئر من شدة عطشه طلبا للماء لكنه لا يستطيع ان يدخل في البئر ليشرب فقال الرجل لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ بي. فماذا صنع؟ فنزل البئر عرض نفسه للهلاك فملأ خفه ثم امسكه بفيه فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له قالوا يا رسول الله وان لنا في البهائم لاجرا؟ فقال النبي صلى الله عليه صلى الله عليه وسلم نعم ان في كل كبد رطب اجر ان في فقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم في كل في كل كبد رطبة اجر وهذا يدل على ان الله تعالى يشكر العبد فيغفر ذنبه فهناك قرن بين مغفرة الذنوب والشكر عليها حط السيئات والخطايا. ان الله تعالى قرن بين اسمه جل في علاه الشكور والحليم. فقال تعالى ان تقرضوا الله قرضا حسنا من يضاعف لكم ويغفر لكم والله شكور حليم. يشكركم على ما يكون من اعمالكم ومن صالح حسناتكم كما انه يحلم على اصحاب الاساءة والتقصير. اصحاب التجاوز والخطأ فهو بين اثابة لاهل الطاعة والاحسان. وبين اناة وعدم تعجل في حق اهل الاساءة والتقصير لعلهم يستعتبون لعلهم يرجعون لعلهم يستغفرون لعلهم يؤوبون الى الله جل وعلا. هذا جزء من معنى هذا الشكر الذي اضافه الله تعالى لنفسه. فان شكر الله تعالى واسع كسائر صفاته. فلذلك ينبغي للمؤمن ان يتعرض لهذا الشكر بالاخذ باسبابه. وان شكر الله تعالى لا ينال على وجه كمال الا بشكر العبد لله لذلك امر الله تعالى بالشكر فقال واعملوا ال داوود شكرا واخبر ان اكثر العباد عن هذا العمل معرضون فقال وقليل من عبادي الشكور. امرنا الله بشكره جل وعلا فقال واشكروا الله واشكروا لله ان كنتم اياه تعبدون واشكروا لله ان كنتم اياه تعبدون وان اشكر لي ولوالديك الي المصير. هكذا ينبغي للمؤمن ان يكون شاكرا لله حتى يفوز بشكره جل وعلا. فالجزاء من جنس العمل. واذا ادرك العبد ما لله عز وجل من كمال الاثابة على العمل. وانه سبحانه وبحمده بعمل واحد يحط السيئات اذا وافق فصدقا واقبالا واخلاصا وانابة. عمل واحد يحط الله تعالى به الذنوب مهما عظمت ويغفر به الخطايا مهما كبرت عن السيء مهما امتد وعرض كل ذلك رجاء فضل الله وطلبا لرحمته و سعيا في ادراك فضله اذا تحقق العبد بهذا فانه لابد ان يدرك عطاء الله تعالى فالله شكور لا يخيب سعي الساعين ولا يرد عمل العاملين اذا صدقوا في رغبتهم وطلبهم لما عند رب العالمين جل في علاه. ان اذا استحضر مثل هذه المعاني علم ان شكره لله عز وجل يقربه من ربه يبلغه رضاه جل في علاه. ويبلغه محبته فان الله يحب العبد الشكور الذي يقوم بالحق ويعمل به ويثني على الله عز وجل ويستحضر نعمه جل في علاه فيشكره على شكره باثابته بجزيل العطاء وحط السيئات والخطايا فهو الغفور الشكور وهو الحليم الشكور وهو العليم الشكور سبحانه وبحمده فينبغي للمؤمن ان يتعرض لهذه النفحات وان يقبل على الله عز وجل مستحظرا عظيم احسانه ليفوز بالشكر وليس بعد ذاك الخبر الذي اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم عن رجل يسير في طريق فينحي خشبة او شوكا عن الطريق فيفوز بهذا العطاء العظيم ان الله تعالى يشكر له فيحط عنه السيئات كثير من الناس استكثر من السيئات والذنوب عبر سنين وعبر ايام خوالي عصى فيها رب العالمين الان الفرصة متاحة ما دام العرق ينبض والعين تلحظ وفي العمر مهلة وفي الزمن العمر بقية ينبغي ان نستغل هذه الفسحة بالتوبة الى الله تعالى وكثرة العمل الصالح لنفوز بشكر الله الشكور انه لا حاجة له الى عذابنا. فقد قال الله تعالى ما يفعل الله بعذابكم ان شكرتم وامنتم وكان الله شاكرا عليما. فهو الشكور جل وعلا الشاكر لعباده اذا صدقوا في اقبالهم عليه وليس في تعذيبه لعباده مصلحة. ولا حاجة بل هو الغني عن العباد وعن عباداتهم. وانما هي اعمال العباد كما قال الله تعالى يا عباده انما هي اعمالكم احصيها لكم ثم اوفيكم اياها اي اجازيكم عليها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه. يداك اوكتا وفك نفخ فما يكون من عذاب او عثرة في الدنيا انواع المصائب التي هي نتاج ما يكون من تقصير وقصور انما هي بسببك وبالتالي اذا اردت التخلص من هذا من عذاب الدنيا وسوء حالها ومن عذاب الاخرة وشؤم مآلها فلتحقق الشكر لله عز وجل ولتقبل عليه ولتعلم انك برحاب العظيم الكريم الجواد البر الرؤوف الرحيم الحليم الغفور الشكور وستجد خيرا كثيرا عندما تقبل على الله متعبدا له باسمائه وصفاته وجلاله وعظمته. نسأل الله العظيم رب العرش لمن يرزقنا واياكم بصيرة في الدين وان يهدينا سبيله القويم وان يرزقنا الصراط المستقيم وان يسلك بنا صراط العزيز الحميد والى ان نلقاكم في حلقة قادمة من برنامجكم فادعوه بها استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته