بلفظ الاسم اما الاسم لفظا فقد جاء في القرآن لقوله تعالى واذا سألك عبادي عني فاني قريب نعم هو قريب جل في علاه وقد قال بعض اهل العلم ان القربى الحمد لله المجيد الحميد له الحمد كله اوله واخره. ظاهره وباطنه له الحمد ملء السماوات وملء الارض. وملء ما شاء من شيء بعد يحمده حق لا احصي ثناء عليه هو كما اثنى على نفسه اهل الثناء والمجد احق ما ذكر العبد كلنا له عبد واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. اله الاولين والاخرين رب العالمين لا اله الا هو الرحمن الرحيم واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله شهادة ارجو بها النجاة من النار وارجو بها ادراك شفاعة خير الانام اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اما بعد فاهلا وسهلا ومرحبا بكم ايها الاخوة والاخوات في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم فادعوه بها ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها. ومن اسمائه القريب وقد عرفنا ان القريب ضده البعيد فالله قريب جل وعلا من داعيه قريب من عابده قريب من الذاكر له. قريب من اوليائه واصفيائه وهذا القرب ثابت له جل وعلا بكتابه ربنا وسنة رسوله يقول صلى الله عليه وسلم ان الذي تدعون اقرب الى احدكم من عنق راحلته ويقول اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد وكذلك جاء في الصحيح قوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان الله ينزل الى السماء الدنيا كل ليلة فيقول هل من سائل فاعطيه؟ هل من مستغفر فاغفر له هل من داع فاجيبه وهذا من قربه لهؤلاء السائلين الداعين المستغفرين اللهم اجعلنا منهم وقد قال الله تعالى واذا سألك عبادي عني فاني قريب وانما قدمت الاحاديث لان دلالتها معنوية ليست الذي اظافه الله تعالى لنفسه وصف به نفسه نوعان قرب عام وقرب خاص وقال ذلك جماعات من اهل العلم القرب العام هو القرب الذي يشترك فيه الخلق كلهم وهو احاطة الله عز وجل وعلمه بعباده وانه لا يفوته شيء من شؤونهم كما قال تعالى ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا ففسروا المعية العامة بالقرب فقالوا هذا قرب عام ومثله قوله تعالى يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم اينما كنتم فقالوا المعية العامة نوع من القرب وهو قرب عام واما القرب الثاني فهو قربه من ادعينا والعابدين وهذا قرب قاس وقد قال بعض اهل العلم انه ليس ثمة الا قرب خاص فان الله لم يضف القربى الا لاوليائه واصفيائه وخلص عباده وقد امر الله تعالى عباده بالاقتراب منه فقال واسجد واقترب واخبر عن قربه من الداعي فقال ان ربي قريب مجيب وفي قوله واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي الذين قالوا ان هناك قربا عاما استدلوا بنحو قوله تعالى ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن اقرب اليه من حبل الوريد. قالوا ان ذلك قرب هو القرب العام. وبهذا قال جماعات من اهل العلم كما تقدم لكن من قال ان القربى لا يكون الا خاصا قال ان هذا القرب هو قرب الملائكة وليس قربه جل في علاه ولذلك قال في بيان هذا القرب ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد. فجعل ذلك القرب مبينا واضحا ومن ادلة القرب العام قوله تعالى فلولا اذا بلغت الحلقوم وانتم حينئذ تنظرون ونحن اقرب اليه منكم ولكن لا وهذا قرب عام لكنه على الصحيح هو قرب الملائكة اما الرب فانه لا يقرب من عباده الا الذين اطاعوه فلا يقربوا من الفجار ولا من الكفار ومعهم بعلمه لا يخفى عليه شيء من شأنهم. لكن القرب شيء عالم ومنزلة سامية ورفعة كبيرة لا ينالها الا الاولياء لا ينالها الا الدعاء الداعي لا ينالها الا الداعون الا الصادقون في ذكره وعبادته جل وعلا ولذلك بعد ان ذكر هذا القرب العام الذي هو كما ذكر بعض اهل العلم قرب عام وهو حقيقة قرب الملائكة وليس قرب الله عز وجل قال فاما ان كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم والمقربين هنا المقصود بهم المقربون منه الذين دعوا وعبدوه وصدقوا في الاقبال عليه واخلصوا له جل في علاه في السر والعلن. وكان الله تعالى حظرا في قلوبهم يعبدونه كأنهم يرونه. الله اكبر. اقتربوا منه فاقترب منهم حققوا مرتبة الاحسان التي هي اعلى مراتب الدين ان تعبد الله كانك تراه ولا ترى الا القريب منك فان لم تكن تراه فانه يراك اذا المؤمن اذا سما قدره حقق هذه المنزلة سما قدره بالعبودية والدعاء وصدق الاخلاص والاقبال على الله عز وجل قرب منه ربه جل في علاه لانه اقترب منه ودليل هذا ما في الصحيحين من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من اتاني قال من تقرب الي شبرا تقربت اليه ذراعا ومن تقرب الي ذراعا تقربت اليه باعا ومن اتاني يمشي الله اكبر اتيت هرولة ذاك فضل الله وعطاؤه فهل نصدق في الاقبال على الله؟ لننال فضله واحسانه. نحن بحاجة الى قرب ربنا من كان الله منه قريب بعد عنه كل شر وضر ومن بعد عنه ربه جل في علاه فانه هالك خلى الله بينه وبين الافات والمهالك لذلك نعمة عظمى للعبد ان يقترب من ربه كيف تقترب من الله تقترب منه بمعرفته تعرف على الله فانك اذا عرفته باسمائه وبصفاته تعرف على الله بامتثال امره تعرف على الله بطاعته فيما نهى تعرف على الله بكثرة التوبة اليه والاستغفار من الخلل والقصور والتقصير فكلنا ذو ذنب كل ابن ادم خطاء وكل ذنب يبعدك عن ربك عاود المسار. ولذلك سميت المعاودة توبة. لانها رجوع الى الله عز وجل فكن تائبا توابا لتكون فائزا بقرب ربك وتنال منه العطاء والفضل والاحسان والبر والجود فانه ما خاب من عامل الرب بصدق ما خاب من احبه واقبل عليه جل في علاه كلنا نخطئ ليلا ونهارا كل ابن ادم خطاء فلنقل ربنا تبنا اليك فاغفر لنا ربنا اقبلنا لنصدق في الاقبال على الله نأمل منه خيرا فان الله يكفيه من عباده ان يصدقوا في التوجه اليه حتى لو عجزوا عن العمل او حال دونهم وبين دونهم ودون العمل وبينهم وبين العمل حاجز ومانع فان صدقك مع الله يبلغك مرضاته صدقك مع الله يبلغك احسانا صدقك مع الله يبلغك جنته. قد قال الله تعالى ومن يخرج من بيته مهاجرا الى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع اجره على الله ان الله لا يضيع عمل عامل منكم من ذكر او انثى فلنصدق مع الله نتعبد له بهذه المعاني وهذا كله من التعبد لله تعالى باسمه القريب واما الدعاء فانت كلما دعوت وقلت يا رب استحضر معنا قرب ربك منك وانك تدعو قريبا مجيبا يسمع قولك ويرى مكانك ويعلم حالك ولا يفوته شيء من شأنك فكن صادقا في الاقبال عليه ظاهرا وباطنا فانه من صدق الله صدقه ربه جل في علاه. لاحظ ان هذه الاسماء الكريمة هذا الاسم الكريم اقترن بالسميع واقترن بالمجيب تبشيرا لكل من سأل ربه جل في علاه انه سيدرك مطلوبه ويفوز برغبته ولن يخيب عبد ربه سميع قريب لن يخيب عبد سأل القريب المجيب لن يخيب عبد سأل ربا هو اقرب اليه من عنق راحلته اللهم ارزقنا استحضار عظمتك والقيام بحقك اسلك بنا سبيل اوليائك واجعلنا من حزبك افض على قلوبنا من محبتك وتعظيمك. ما يسوقنا الى عبادتك ومعرفتك الى ان نلقاكم في حلقة قادمة من برنامجكم فادعوه بها استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته