واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفيه وخليله وخيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد فحياكم الله الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه له الحمد كله اوله واخره ظاهره وباطنه لا احصي ثناء عليه هو كما اثنى على نفسه واشهد ان لا اله الا الله شهادة ارجو بها النجاة من النار واهلا وسهلا بكم ايها الاخوة والاخوات في هذا البرنامج برنامجكم تدعوه بها ان الله جل في علاه اخبر في محكم كتابه بانه تسمى باسماءه الحسنى جل في علاه وان له الصفات العلا سبحانه وبحمده. يقول سبحانه وبحمده ولله الاسماء الحسنى هذا خبر من رب العالمين. يخبرنا بان له الاسماء الحسنى الاسماء الحسنى هي كل ما سمى الله تعالى بها نفسه من ما جاء في الكتاب الحكيم او جاءت به السنة المطهرة الشريفة لذلك العلم بهذه الاسماء يتحقق به المعرفة بالله عز وجل الله سبحانه وبحمده لما اخبرنا بان له الاسماء الحسنى بين لنا اثر من اثار العلم باسمائه سبحانه وبحمده فهي الطريق الذي يصل به الناس الى تحقيق العبودية لله جل وعلا. ولذلك يقول ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها فامرنا الله سبحانه وبحمده بان ندعوه بها وقد قال الله جل في علاه قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن ايما تدعو فله الاسماء الحسنى سبحانه وبحمده ان دعاءه سبحانه وبحمده باسمائه وصفاته يشمل تسميته سبحانه وبحمده بما سمى به نفسه فيسميه المؤمن بما سمى به نفسه يسميه الله الرحمن الرحيم الملك العزيز الرحيم الجبار المتكبر المهيمن المصور وسائر اسمائه الحسنى سبحانه وبحمده التي جاء في كتابه ذكرها وعلى لسان رسوله بيانها وبذلك يحقق نوعا من العبودية لله عز وجل. فيسمي الله بما سمى به نفسه سبحانه وبحمده. يثني عليه بها هذا نمط من انماط العبودية ومن دعاء الله تعالى بهذه الاسماء ان تدعوه بها فتسميه بها فتقول يا الله يا رحمن يا رحيم ثناء وتمجيدا وتقديسا آآ تسبيحا سبحانه وبحمده و تعبدا له جل في علاه فذاك نمط من انماط الدعاء الذي امر به المؤمن في قوله تعالى فادعه بها فلا يثنى على الله تعالى الا باسمائه ولا يتجاوز ما جاء في الكتاب والسنة ليس لنا ان نقترح اسماء لله عز وجل بل لا نتجاوز القرآن ولا نتجاوز ما جاء به بيان خير الانام صلى الله عليه وسلم نقف على دلالة الكتاب والسنة ليس لاحد ان يسمي الله عز وجل باسم من عنده انما الاسماء توقيفية كما يقول العلماء. معنى توقيفية انه ما في مجال انه احد يقترح اسم للاعب عز وجل لانه العالم بصفاته الذي كفى العبادة المؤونة في ان يقترحوا له اسماء بل اسماؤه تستفاد من كتابه. اسماؤه تستفاد من خبر رسوله الذي لا ينطق عن الهوى ما عدا ذلك لا سبيل ان يقترح الناس اسماء لله عز وجل فلا يثنى عليه الا بأسمائه الحسنى وصفاته العلا وكذلك لا يمجد ولا يعظم ولا يسمى الا باسمائه سبحانه وبحمده ولذلك كان احب ما دعي به الله جل وعلا اسماءه الحسنى التي سمى بها نفسه في كتابه او سماه بها رسوله صلى الله عليه عليه وسلم دعاء المؤمنين لربهم الذي امرهم الله تعالى به في قوله فادعوه بها هو دعاء عبادة كما انه يكون دعاء مسألة. دعاء عبادة بالثناء عليه فالدعاء يسمى عبادة كما قال الله تعالى في سورة مريم فيما ذكره عن ابراهيم واعتزلكم وما تدعون من دون الله وادعوا ربي عسى ان لا اكون بدعاء ربي شقيا فدعاء ابراهيم عليه السلام الذي قال قاله لقومه ليس فقط هو سؤال الحاجات وطلبوا الطلبات من اجابة الدعوات واغاثة الملهوفين. لا انه اكثر من هذا انه رق القلب وعبوديته لله عز وجل انه اسلام الجوارح لله عز وجل فلا يكون فيها انقياد الا لله كما خلا القلب من محبة غيره ومن تعظيم وكذلك الجوارح لا تنقاد الا له ولا تقبلوا الا قول ولا تأتمر الا بامره ولا تنتهي الا بنهيه سبحانه وبحمده عند ذلك يحقق المؤمن معنى من معاني قول الله عز وجل فادعه بها انه دعاء العبادة الذي ينتظم الصلاة والزكاة والصوم والحج وبر الوالدين و صلة الارحام اغاثة الملهوفين واعانة المحتاجين واداء الامانة في الاعمال والوظائف كل ذلك وغيره من شرائع الدين وحفظ النفس عن معاصي رب العالمين كله من العبودية لله تعالى باسمائه ومن دعاء الله تعالى باسمائه ان المؤمن الذي يرقب الله جل وعلا في غيبه وفي شهادته ويعلم ان الله رقيب وان الله السميع وان الله بصير فيكفه ذلك عن ان يقول سوءا او ان يغشى فجورا او ان يسمع باطلا او ان يقع نظره على محرم لا تتعبد لله دعا الله باسمائه دعا الله بما اخبر به عن نفسه من السمع بانه سميع ومن البصر بانه بصير. ومن الرقابة بانه رقيب. ومن الشهادة بانه شهيد. كل هذه المعاني العظيمة التي افادتها تلك الاسماء تعبد الله بها دون ان يقول يا سميع يا عليم يا بصير يا رقيب يا شهيد بل قال ذلك قلبه قبل ان ينطق به لسانه لانه اقر بمعاني تلك الصفات فكانت عبودية حقق بها قول الله جل وعلا ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها ان الدعاء لله عز وجل باسمائه الحسنى لا يقتصر على ان يهتف المؤمن باسمائه او ان يمجده بها فقط بل هذا من صور العبودية لكن من عبودية الله تعالى باسمائه جل في علاه من دعائه بها ان يستحضر معانيها ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح من حديث ابي هريرة ان لله تسعة وتسعين اسما من احصاها دخل الجنة هذا الفضل العظيم والاجر الجزيل والعطاء الكبير لماذا لماذا من احصاها دخل الجنة اهو لانه قوي الحافظة يحصي معاني الله يحصي الفاظ الله الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار ويعدها في دقائق لا والله هذا يتقنه كثير من الناس لكن الاحصاء الحقيقي لتلك الاسماء هو ان تكون هذه الاسماء حاضرة في القلب معانيها حاضر في القلب مدلولاتها حاضر في القلب ما تضمنته من التعريف بالله عز وجل الذي يثمر في القلب الخشية ويثمر في القلب المحبة لله عز وجل والتعظيم له والاقبال عليه فلا يكون في القلب سوى الله محبة اي والله تعظيما سوى الله خوفا سوى الله رجاء وبذلك يكون قد حقق العبودية لله وينتظم وينضم لسلك اولئك الذين قال الله فيهم انما يخشى الله من عباده العلماء لا نغفل عن هذا الدعاء لان كثيرا من الناس يتوهم ان دعاء العبادة وفقط ان الدعاء ان دعاء الله عز وجل باسمائه هو فقط دعاء المسألة لا هناك دعاء اخر وهو اشمل والاوسع الذي ينتظم حياة الناس بان يعبدوه بتلك الاسماء يتعبدوا له بمعاني ومدلولات تلك الاسماء التي سمى بها جل وعلا نفسه ان من دعاء الله جل وعلا وهذا المعنى هو المتبادر الى اذهان كثيرين من دعاء الله تعالى باسمائه ان يسأل الله تعالى باسمائه وما ذكره جل وعلا في محكم كتابه من الاسماء قال الله تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان هذا يكون باسماء الله تعالى ما احوجنا الى ان ندعوا الله تعالى باسمائه وصفاته فان ذلك من انجح الوسائل واقرب الاسباب التي يدرك بها حوائجه ويفوز فيها بمطالبه. ولذلك يقول الله تعالى ولله الاسماء الحسنى مباشرة فادعوه بها من دعائه بها ان يكون ذلك مظمنا في سؤال العبد ربه وفي طلبه حاجته من الله عز وجل ان يدعوه بما سمى به نفسه. فمن اراد رحمته فليدعو بالرحمن. ومن اراد مغفرته فليدعو بالغفار. ومن اراد الغنى فليسأل الله قل الله الغني ومن اراد العزة فليدعوه بالعزيز وما الى ذلك من الاسماء الحسنى التي تدل على كمال مال الرب جل وعلا من المعاني في اسمائه وصفاته وافعاله ان المتأمل لادعية القرآن الكريم وما ذكره الله تعالى من ادعية النبيين يرى كيف كان النبيون اعظم خلق الله تحقيقا لما امر الله تعالى به في قوله فادعوه بها. ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها. فقد حققوا ذلك عبادة فهم اعبد الناس لربهم بطاعتهم لله وامتثالهم لامره لكنهم ايضا حتى في سؤالهم وتضرعهم وانزالهم حاجاتهم لله عز وجل تعمل اسماء الله تعالى فدعوه بها هذا خليل الرحمن عليه صلوات الله وسلامه. يقول الله تعالى قاصا دعاءه لما رفع القواعد من البيت ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم يتوسل الى الله بسمعه وعلمه. وهذا ابراهيم عليه السلام لما سأل الله التوبة قال ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا امة مسلمة لك وارنا مناسكنا وتب علينا ثم يقول انك انت التواب الرحيم وايوب عليه السلام لما مسه الضر ماذا قال قال وايوب اذ نادى ربه لماذا؟ اني مسني الضر شكوى للملك الذي بيده مقاليد الامور جل في علاه. اني مسني الضر ثم توسل اليه ودعاه بصفاته فقال وانت ارحم الراحمين و لو سقنا الشواهد والايات التي فيها امتثال النبيين لامر رب العالمين بان يدعوه عباده باسمائه لوجدنا لوجدنا من ذلك شيئا عظيما كثيرا في كتاب الله وفي سنة النبي صلى الله عليه وسلم ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها دعاء عبادة ودعاءه مسألة دعاء العبادة يكون بامتثال شرع الله والتزام ما امر به وترك ما نهى عنه. استحظارا لمعاني اسمائه وما اخبر به من صفاته اما النوع الثاني من الدعاء فهو في طلب الحاجات وسؤالها فلندعوه باسمائه لنصل الى مطلوباتنا. اللهم انا نسألك بانك انت الله الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد ان ترزقنا ايمانا صادقا ويقينا راشدا وان تغفر لنا الزلات وان تعاملنا بما انت اهلهم من الفضل والاحسان وان تختم لنا بالسعادة يا رب العالمين. اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد الى ان نلقاكم في حلقة قادمة من برنامجكم فادعوه بها. استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته