لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه احمده حق حمده له الحمد كله اوله واخره ظاهره وباطنه واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين لا اله الا هو الرحمن الرحيم واشهد ان محمدا سيد ولد ادم بعثه الله بالهدى ودين الحق بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا هو عبده ورسوله هو سيد الاولين والاخرين. اخرجنا الله تعالى به من الظلمات الى النور. فصلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين. اما بعد فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. اهلا وسهلا ومرحبا بكم. ايها الاخوة والاخوات في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم ادعوني استجب لكم. ان الله جل وعلا وعد عباده بالاستجابة لدعائهم. والله جل في علاه حكموا العدل لا يخلف الميعاد كما قال في محكم كتابه ان الله لا يخلف الميعاد فوعده صدق وحق لا يتخلف كما قال سبحانه وبحمده وعد الله لا يخلف الله وعده وكما قال جل وعلا وعد الله حقا ومن اصدق من الله قيلا وكما قال جل وعلا فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله. حاشاه جل في علاه فان اخلاف الوعد لا يكون الا من كاذب وهو الحق الصادق المبين جل في علاه واعداء الله جل وعلا لابد ان يأتي ولابد ان يتحقق فليطمئن كل من استجاب لله عز وجل في امره انه لن يخلفه ما وعده قال الله تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم. فالله تعالى وعدا العابدين الطائعين باثابته وعظيم احسانه وجزيل عطائه كما وعد السائلين بان يعطيهم ما سألوه وان يجيبهم الى ما طلبوه وهو الحكم العدل الذي لا يخلف الميعاد سبحانه وبحمده لهذا ينبغي ان يمتلئ القلب يقينا وان تمتليء النفس ثقة بوعده فانه لا يخلف الميعاد فالطائعون سينالون ثواب اعمالهم. وكما جاء في الصحيح الذي هو من اشرف الاحاديث في الولاية حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال فيه النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم يقول الله عز وجل من اذى لوليا فقد اذنته بالحرب ثم قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم فيما يرويه عن ربه وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فكان ثمرة الطاعة والاستجابة لله عز وجل ان يبلغه هذه المنزلة ان يحبه الله حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن استعان لاعيننه ولاستعاذني ولئن استعاذني لاعيذنه ولئن استنصرني لانصرنه هكذا لم يخلف الله وعده لاولياءه وعباده فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله. تعالى الله عنان يخلف وعده جل في علاه. هذا فيما يتعلق بدعاء العبادة ده فكل من عبد الله صادقا نال ما يؤمله من ربه بلا خلاف وسيراه عيانا وسيدركه بصرا وحسا عندما يقوم الاشهاد بيوم المعاد عندما يقوم الناس لله عز وجل فيرون نتاج اعمالهم يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فنسأل الله ان يجعلنا ممن ابيضت وجوههم. اما النوع الثاني منها الدعاء وهو دعاء المسألة دعاء الطلب وهو غالب ما يسأله الناس ويدعون به ربهم جل في علاه. فهذا ايضا داخل في هذا الوعد قال الله تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم اي اجيبكم الى ما سألتموه واعطيكم ما طلبتموه فذاك وعد الله الذي لا يخلف وقد قال الله جل وعلا في بيان عظيم احسانه اجيب دعوة الداع اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون. وقال تعالى ويستجيب الذين امنوا وعملوا الصالحات ان يستجيبوا لهم ما سألوه وما دعوه. هذا الوعد الالهي باجابة السائلين لا يتخلف لكن يجب ان يعلم ان الله تعالى ارحم بالعبد من نفسه وهو ارحم به من امه وابيه فهو اناط الاجابة برحمته وحكمته وعلمه واصلاحه لعبده. ولذلك قال الله تعالى ادعوا ربكم تضرعا وخفية انه لا يحب المعتدين ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها. وادعوه خوفا وطمعا ان رحمة الله قريب من المحسنين. فذكر الله تعالى النهي عن الفساد فكم من دعاء يحصل به للانسان فساد في نفسه او فساد في حالة او فساد في دنياه او فساد في اخرته وهو لا يشعر. لذلك لا تظن ان اجابة الله تعالى لدعاء الداعين وسؤال السائلين وطلب الطالبين هو بان يعطيهم ما سألوا فقد يجيب الله تعالى العبد بمنعه ما سأل كيف ذلك فالله لا يخلف الميعاد كيف ذلك وهو الحي الكريم سبحانه وبحمده كما جاء في السنن من حديث سلمان رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله حيي كريم يستحيي من عبده ان يمد اليه يديه ثم يرده ثم يردهما صفرا. ان الله يستحي من العبد ان يمد اليه يديه في سؤال وطلب يستجريه ويسأله ويطلب ما عنده ثم يردهما على غير ما نفع وعلى غير ما اجابة بل الله يجيب حتى لو منعك فالله يجيبك. لكن انتبه وانتبه ان هذه الاجابة لا تستلزم ان تكون ذات صورة معينة اضرب لذلك مثلا عندما يسألك احد ممن يطلب مصلحة ما شيئا يضره فتمنعه هل تكون بهذا اسأت اليه ام احسنت الحقيقة انك احسنت حتى لو بدا في الصورة انك لم تحسن اليه انت محسن بمنعه ما يضره فهذا اجابة. هذا من حيث النظر الى سؤال شيء معين لكن هناك اجابة من نوع اخر يغفل عنها كثير من الناس وهي ان كل داع يرجع بالثواب والاجر على دعائه. فالدعاء عبادة جليلة. الدعاء هو العبادة. كما قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فيما رواه الترمذي من حديث النعمان بن بشير واذا كان كذلك فكل من دعا فقد تعبد كل من سأل وقال يا رب عطني كذا يا رب هب لي كذا يا رب ارزقني كذا يا رب يسر لي كذا يا رب وفقني في كذا كل من قال ذلك فانه مأجور على قوله مثاب على قوله فهو يثيبه جل في علاه على دعائه لان الدعاء عبادة لكن هناك اجابة اخرى غير هذه الاجابة وهي ان يعطيه ما سأل. هنا يأتي البيان النبوي والبيان القرآني ان الاجابة لا تكون مطلقة بل هي وفق مشيئته كما قال تعالى بل اياه تدعون في كشف ما تدعون اليه انتبه انشاء والله تعالى قد اناط الاجابة بمشيئته ومشيئته ليس خبط عشواء انما هي وفق علم وحكمة وما تشاؤون. الا ان يشاء الله ان الله كان عليما حكيمة فما ينشأه وفق علمه وحكمة ولذلك قد يكون الانفع لك ان يمنعك الله تعالى ما سألت. لا تقل اريد ولا يهم. لا قد تسأل ما يهلكك واضرب لك مثلا كما ضربته قبل قليل في ابنك الصغير تمنعه من الحليب في حال الفطام مع شدة بكائه لان استمراره على هذا النوع من الغذاء سيفضي الى عدم استقامة معاشه فهو بحاجة الى انواع اخرى ولا سبيل الى نقله من رباعة الحليب الى سائر انواعه الطعام المفيد النافع الا بان تحجبه وتمنعه حتى لو سألك حتى لو بكى حتى لو آآ تألم تمنعه لان في منعه نفعا لان في منعه ارتقاء لان في منعه اصلاحا له هذا كل من دعا الله وتعطل الاجابة لم يرى الاجابة الى ما سأل على وجه التعيين ليثق ان ذلك ليس عن عجز فالله على كل شيء قدير ولا هو عن بخل فهو الغني الحميد جل في علاه انما ذاك رحمة بك. ثم ما من داع يدعو كما جاء في الحديث الصحيح من حديث ابي سعيد ما من مسلم يدعو في غير اثم ولا قطيعة رحم الا اعطاه الله احدى ثلاث خصال. اذا الاجابة مبينة في السنة وانها لا تتخذ صورة واحدة اما ان يعطيه ما سأل وهذا اعلى صور الاجابة ان يعطيك ما سألت سألت وظيفة فساقها الله اليك سألت شفاء من مرض فساقه الله اليك الثاني ان يصرف عنك من السوء والشر نظير من سألته هذا خفي لانه لا يظهر للانسان لكنه في نظر الكريم المنان جل في علاه الثالث من صور الاجابة ان يدخره لك في الاخرة اجرا وثوابا. وهنا ينبغي ان يعلم ان هذا الثواب والاجر هو شيء زائد على ثواب عبادة الدعاء وهو عطاء الله تعالى الذي نتج عن انه لم يجبك الى ما تريد لان فيما تريد مضرتك لان لان فيما تريد هلاكك لان فيما تريد آآ فساد حالك او فساد حالك ومآلك. لذلك ثق بالله واملأ قلبك حسنا للنظر فيما عنده واقم نفسك على طاعته وانتظر اجابته فانه لا يمكن ان يخلف الميعاد جل في علاه. وبهذا يعلم انه عندما يتخلف الجواب انما هو لحكمة الحكيم العليم وليس ذلك في الايات خارج عما دلت عليه من الاجابة بل يجيب بصورة اخرى. خلاصة ما ننتهي اليه في صدق وعد الله بالاجابة ان الله صادق لا يخلف الميعاد جل في علاه. فكل من دعا فانه سيجاب ادعوني استجب لكم. اجابة الطائعين في اذابتهم واجابة السائلين في اثابتهم وفيما اعده لهم من الخصال الثلاث والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد. استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه الى ان نلقاكم في حلقة قادمة من برنامجكم ادعوني استجب لكم