الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى احمده له الحمد كله لا احصي ثناء عليه هو كما اثنى على نفسه والمحمود بكل لسان هو المحمود في قلوب اوليائه وعباده لجليل صفاته وعظيم اسمائه وبديع افعاله سبحانه وبحمده واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له شهادة ارجو بها النجاة من النار واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واختفى اثره باحسان الى يوم الدين. اما بعد فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته اهلا ومرحبا بكم ايها الاخوة والاخوات في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم ادعوني استجب لكم اننا في هذه الحلقة سنتناول شيئا من مسائل الدعاء فان الله تعالى بين عظيم مقام الدعاء وشريف منزلته فوعد الداعين بالخير العظيم والاجر الجزيل ورتب على ذلك فضلا واجرا في الدنيا والاخرة كما انه حذر من ترك دعائه وبين عقوبة المستكبرين عن عبادته ودعائه فقال في محكم كتابه وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي يدخلون جهنم داخرين. ان اعظم ما يمن الله تعالى به على الداعي انه تجل في علاه قريب ممن دعاه وهذا نوع من الاستجابة المذكورة في قوله تعالى ادعوني استجب لكم فان من اجابته انه قريب ممن دعاه لا يختلف ذلك في حق الداعي دعاء عبادة وتقرب الى الرب جل في علاه او الداعي دعاء مسألة وطلب بانزال الحاجات فكلاهما جاءت النصوص في بيان عظيم منزلتهما عند الله وان الله قريب من عابده وانه جل وعلا قريب من داعيه والقرب قرب الله من عبده هو ايمان بخير عظيم وعطاء جزيل فقرب والله لم ياتي لمجرد الخبر عن علمه واحاطته فهو العليم بكل شيء جل في علاه احاط علما بما في السما والارض من سائر ما يكون من الاوحداث والوقائع احاط علمه بكل شيء. هو الاول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليه انما القرب امر اخر وشأن اعلى من مجرد العلم. فقرب الله من عابده قرب الله من داعيه هو اعظم الفضائل المترتبة على امتثال ما امر الله تعالى به عباده في قوله ادعوني استجب لكم. قال الله جل في علاه واذا سألك عبادي عني فاني قريب. اجيب دعوة الداعي اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون. قيل في سبب نزول لهذه الاية ان الصحابة رضي الله تعالى عنهم سألوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله يا رسول الله ربنا ابعيد فنناديه ام قريب فنناجيه؟ فاجابهم الله عز وجل في هذه الاية بانه قريب. واذا سألك عبادي عني فاني قريب. اجيب دعوة الداع اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا لعلهم يرشدون. وقد اخبر الله تعالى عن قربه من عباده سبحانه وبحمده قال جل وعلا على لسان رسوله قل ان ضللت فانما اضل على نفسي وان اهتديت فبما يوحي الي ربي كل ضلال هو من قبل الانسان وكل هداية هو بوحي الرحمن وفضله وانعامه فبما يوحي الي ربي انه سميع قريب. فقربه يقظ ضلال. قربه يسوق الى الهداية. وهذا وجه المناسبة في ذكر هذه آآ الصفة ذكر هذا الاسم في هذا السياق فقربه يوجب عطاءه ولذلك قال ان رحمة الله قريب من المحسنين فضل الله تعالى على عباده اذا اقتربوا منه واستغفروه وانابوا اليه انه يجيبهم وانه قريب منهم بكل خير وبكل احسان. لذلك صالح عليه السلام يذكر قومه كما قال الله تعالى قال يا قومي اعبدوا الله ما لكم من اله غيره. هو انشأكم من الارض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا اليه طيب ما الثمرة التي ينالونها اذا حققوا ذلك من الاستغفار والتوبة اليه يقول جل وعلا ان ربي قريب مجيب فقرب الله نعمة عظمى. يدركها العابدون. يلتذ بها المتقربون اليه بالطاعات. ولهذا كانت ثمرة طاعته انه جل في علاه قريب من عباده محيط بهم معين لهم يمدهم بانواع العطايا والهبات في الصحيح في حديث الولاية حديث ابي هريرة في البخاري قال الله تعالى وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه فاحب ما تتقرب به الى الله وتحصل به قرب الله لك هو عن نتقرب اليه بعبادته فيما فرظ عليك من صلاة وزكاة وصوم وحج وبر وصلة رحم واداء للامانة وصدق في الحديث وكف للاذى ثم يقول ولا زال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فاذا انظر اثر القرب كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولن استنصرني لانصرن ولئن استعاذني لاعيذنه. هذا العطاء هذا الفضل هذا المن هذا كرم هو من ثمار تحقيق امر الله في قوله وقال ربكم ادعوني ان دعاء الله تعالى بالعبادة وامتثال امره يفتح لك ابواب العطاء قد قال الله عز قد قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فيما يرويه عن ربه في الحديث الالهي من تقرب الي شبرا تقربت اليه ذراعا ومن تقرب الي ذراعا تقربت منه باعا. ومن اتاني يمشي اتيته هرولة. ذاك فضل الله ذاك قربه من عابديه ذاك قربه من اوليائه. ولهذا لما سمع النبي صلى الله عليه وسلم جماعة من اصحابه يرفعون اصواتهم بذكر الله. قال اربعوا على انفسكم يعني خففوا عليها وهونوا آآ العمل آآ والتعب آآ بترك رفع الصوت اربعوا على انفسكم فانكم لا تدعون اصم ولا غائبا ان الذي تدعون اي تتعبدون وتذكرونه وتمجدونه وتحمدونه اقرب الى احدكم من عنق راحلته. هذا البيان النبوي يبين قرب الله تعالى من عابديه. ولذلك ينبغي ان يفرح المؤمن بهذا العطاء بهذا الفضل بهذا الاحسان بهذه فان ذلك موجب لعظيم فضل الله عز وجل هو قريب من الداعي ولذلك ما من داع يدعو الله عز وجل الا وجد الله سميعا قريبا مجيبا قريبا ولهذا يقول الله الله جل وعلا واذا سلك عبادي عني فاني قريب. قريب من الداعي. اجيب دعوة الداعي اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون وجاء فيما رواه في الصحيح من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد اي حال سجوده فالسجود الذي هو اذل احوال الناس واظهروا صور الخضوع لله عز وجل الذي ينزل فيه الانسان باشرف ما فيه الى موضع قدميه فيضع جبهته حيث يضع قدمه على الارض اجلالا لله وتعظيما له انكسارا بين يديه وافتقارا له جل في علاه هذه الصورة التي يذل فيها العبد يصفو ويعلو فيقترب منه الله جل وعلا ان السجود حالة من السمو والعلو يتحقق فيها قول النبي صلى الله عليه وسلم اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ان قرب الله تعالى من عباده في السجود مؤذن بانه سيعطيهم ما يسألون وسيهبهم ما يطلبون وسينجيهم مما يرهبون وسيفيض عليهم بانواع العطايا والهبات والاجور والثواب ما يحقق قوله جل وعلا وقال ربكم ادعوني استجب لكم ايها الاخوة والاخوات هذه المعاني تغيب عن كثير من الناس فيفقدون لذة العبودية ان للعبادة لذة ان الايمان طعما لا يجده الا من صدق الله في العبادة الا من عبد الله بقلبه قبل ان يتعبد له بقالة من عبد الله فؤاده قبل ان يسجد ويركع له في بدنه ان يسجد قلبك لله قبل ان تسجد جبهتك. عند ذلك ستتذوق هذه المعاني وستبصر هذه هبات والمنن والعطايا من قرب من قرب العبد من ربه جل في علاه. انه من المهم ان يدرك المؤمن ان اعظم الفضائل واجل الهبات في حق الداعين هو قرب مولاهم هو قرب الله تعالى لهم فقربه جل في علاه مؤذن لهم بكل فضل وخير وبر وعطاء واحسان. وقرب الله تعالى نوعان قرب عام لكل الخلق بعلمه فلا عنه احد من الخلق فهو جل وعلا مع الخلق بعلمه لا يخفى عليه شيء من شأنهم. ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعه ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ولا اكثر الا هو معهم اينما كان ومعهم بعلمه جل في علاه وهذه المعية لا تقتضي فظلا انما تقتظي احاطة وعلما بصرا سمعا لما يكون منهم سبحانه من وسع سمعه الاصوات كما قالت عائشة رضي الله تعالى عنها فلا يغيب عنه شيء من احوال خلقه وهذه لا يختلف فيها الناس فهي للبر والفاجر والطائع والعاصي وآآ المسلم والكافر لكن الثانية هي التي لاولياءه وهي قربه جل وعلا من داعيه من عابده قربه جل وعلا من السائل الطالب الذي ينزل به حوائجه. ولذلك كلما عظم الافتقار في القلب كان ذلك موذنا بقرب الرب من عبده الذي به يدرك العطاء لهذا يا اخوتي ويا اخواتي من المهم ان نحتمل الفرص التي يقترب الله تعالى فيها من عباده. فقد جاء في الصحيح من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ينزل ربنا الى السماء الدنيا كل ليلة فيقول هل من سائل فاعطيه؟ هل من داع فاجيبه؟ هل من مستغفر فاغفر له قرب الله من عباده انما لهؤلاء الثلاثة الداعي السائل الطالب المستغفر هؤلاء يفوزون بقرب الله والله لا يخلف الميعاد كما انه جل وعلا يقترب من عباده في موقف عرفة يباهي بهم الملائكة ينزل الى السماء الدنيا فيقول ما اراد هؤلاء من وقفوا في عرفة وجاؤوا اذلاء مخبتين لله عز وجل داعين معظمين يفوزون بهذا العطاء العظيم اسأل الله ان يرزقني واياكم لذة عبادته وان يذيقنا طعم الايمان به وان يجعلنا من اوليائه وحزبه وان يوفقنا الى ما يحب اربعة وصلى الله وسلم على نبينا محمد الى ان نلقاكم في حلقة قادمة من برنامجكم ادعوني استجب لكم استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته