ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اله الاولين والاخرين لا اله الا هو الرحمن الرحيم واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفيه وخليله خيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين اما بعد فحياكم الله ايها الاخوة والاخوات في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم ادعوه بها هذه الحلقة نتناول فيها بعض ما يدل عليه اسم الله تعالى الواحد الاحد اسمه جل وعلا الذي كرره في كتابها الواحد والاحد الذي ذكره في السورة التي تعدل ثلث القرآن هذه السورة هي صفة الرحمن جل في علاه كما جاء ذلك بقول النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في الرجل الذي كان يختم قراءته بقل هو الله احد فقال سلوه فقال انها صفة الرحمن وانا احب ان اقرأ بها وقال النبي صلى الله عليه وسلم اخبروه ان الله يحبه اذا امتلأ القلب بان الله واحد وعمر القلب بان الله احد لم يلتفت الى سوى الله جل في علاه كان لله مخلصا وكان له خالصا ولم يلتفت الى سواه. اارباب متفرقون خير ام الواحد القهار فاذا امتلأ القلب يقينا بان الله واحد القهار لم يطلب من سوى الله شيئا ولم يلتفت الى غير الله تعالى في قضاء حوائجه وادراك مطلوباته و كشف الكربات واغاثة اللهفات وفوز الدنيا او نجاة الاخرة لانه يعلم ان الله احد وانه واحد جل في علاه فلا يلتفت الى سواه ان هذا المعنى انكره المشركون فهددهم الله تعالى وقال جل وعلا في محكم كتابه وقال الله لا تتخذوا الى حين اثنين انما هو اله واحد ثم يقول فاياي فارهبون اي كفوا وتوقفوا عن ان تعبدوا غير الله عز وجل ان تعطلوا معنى الواحد الاحد كفوا عن ان تصرفوا العبادة الى غيره والنبي صلى الله عليه وسلم اختصر رسالته في هذا المعنى فقال في محكم الكتاب كما قص رب العالمين. قل انما انا بشر مثلكم يوحى الي انما الهكم اله هون واحد فاذا تقرر هذا في القلب سيدفع ذلك العمل فاستقيموا اليه واستغفروه. ثم جاء التهديد لاولئك الذين عطلوا هذا المعنى فجعلوا مع الله غيره وسووا به سواه ولم يقروا بان الله واحد احد. فقال وويل للمشركين. لانهم لم اروا بان الله واحد احد سبحانه وبحمده. بل كانوا ينكرون ويستغربون ويقولون اجعل الالهة الها واحدا؟ ان هذا لشيء عجاب. والله تعالى يبين عظيم الضلال وعظيم النكير على اصحاب هذا القول الذين جعلوا مع الله الها اخر يقول جل في محكم كتاب الهكم اله واحد فالذين لا يؤمنون بالاخرة قلوبهم منكرة اي تنكر ان يكون الاله واحدا وهم مستكبرون لا جرم ان الله يعلم ما يسرون وما يعلنون انه لا يحب المستكبرين. ولذلك كانوا في غاية الظيق اذا ذكر الله وحده كما قال جل وعلا واذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالاخرة واذا ذكر الذين من دونه اذا هم يستبشرون انهم يستبشرون. عندما يعطلون معنى الواحد الاحد ويلتفتون الى ما سواه ويجعلون غيره في مرتبته جل في علاه ان المؤمن الحق لا يمكن ان يسوي بالله غيره. فهو يعتقد ان ربه لا نظير له ليس له مثيل ليس له كفؤ ليس له مساو ليس له ند لان هذا هو معنى لا اله الا الله فلذلك لا يمكن ان يلتفت الى غير الله جل وعلا حتى في اضيق الظروف واشد الاحوال لا يجد في قلبه التفاتا الى غير الله جل وعلا. بل التفاته الى الله وحده لا شريك له. ولهذا كان هذا الاسم في منزلة ان جعله بعض اهل العلم الاسم الاعظم ذاك انه اسم الاحد جعله بعضهم الاسم الاعظم ذاك انه دال على انفراد الله تعالى في الهيته وعلى تفرده سبحانه وتعالى في ربوبيته وعلى تفرده جل وعلا في اسمائه وعلى انفراده سبحانه وتعالى في كمالات صفاته وعلى انفراده بالفعل فهو جل وعلا الذي يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد كما قال جل في علاه فعال لما يريد انه فعال لما يريد فلا يقف احد امام ارادته ولا يشاركه احد في قضاء ما يشاء جل في علاه من الاقضية وما يمضيه سبحانه وبحمده من الاحكام في قضائه وقدره وفي شرعه ودينه ان الايمان بان الله واحد احد يقطع الطريق على اهل الشرك ويقطع الطريق على كل ممثل يمثل الله بغيره ويسوي الله تعالى بخلقه. ولهذا كان هذا الدين موصوفا بالتوحيد فانه التوحيد اي افراد الله تعالى بما له من الكمالات ولهذا لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذا الى اليمن قال انك تأتي قوما من اهل الكتاب فليكن اول ما تدعوهم اليه ان يوحدوا الله ان يوحدوا الله تعالى وقد جاء بيان هذا في روايات اخرى فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله ولما نقول ان الدين قائم على هذين الاسمين على توحيد الله تعالى على الواحد الاحد على معنى الواحد الاحد فاننا لا نبالغ لا كأن جميع الرسل جاؤوا بدعوة اقوامهم الى ان يعبدوا الله وحده لا شريك له لا دون به غيره في شيء من الشهور. ولهذا اذا القينا نظرة على حال كثير من الخلق اليوم وجدنا انهم يعطلون معنى الواحد الاحد لا يقرون لله تعالى بانه واحد. ولو قالوها ولو رددوها ولو اعادوا وابدوا في تلك الاسماء لكنهم في الواقع لا يقرون بمعنى لا الواحد الاحد ولا يقرون بمعنى لا اله الا الله وان قالتها السنتهم القضية بين النبي صلى الله عليه وسلم وقومه لم تكن في كلمات يقولونها لا يعقلون معناها ولا في الفاظ يرددونها دون ادراك ما تضمنته من المحتوى والمعنى بل كان الخلاف في معنى لا اله الا الله ولهذا يقص الله تعالى عظيم وقع هذه الكلمة عليهم فيقول جل في علاه في سورة صاد اجعل الالهة الها واحدا ان هذا لشيء يراد يعني في مخطط في مكر في قضية وراها ما ورائها ما وراءها من الكيد الاعداد والتآمر كيف يمكن ان يختصر الالهة وقد كان حول الكعبة ثلاثمائة صنم تعبد من دون الله. يختصر كل هذا في اله واحد يعبد تعالى الله عما يقول المشركون علوا كبيرا. ولذلك صدق الله ومن اصدق من الله قيلا في وصف احالهم حيث قال واذا ذكر الله وحده يعني لم يذكر غيره ولم يذكر سواه اشمئزت قلوب الذين لا يؤمنون بالاخرة نفرت وكرهت ان لا يذكر الا الله لكن اذا ذكر معه غيره ممن تصرف له العبادات ويطلب منه تفريج الكربات انشرحت صدورهم واذا ذكر الذين من دونه اذا هم يستبشرون يسرون ويبتهجون ويشعرون انه قد ادركوا مطلوبهم وهم في ذلك غافلون القلب الذي ليس فيه الا الله هو اسعد القلوب اما القلب الذي وزع تعلقه بالخلق والتفت الى غير الله فانه في شقاء القلب مفطور على محبة الله والانجذاب اليه. لا سكن له الا في ان يوجه وجهه وقصده لله ففلاح القلب وسعادته طمأنينته وانشراحه بهجته دروره انما يكون في ان يحقق تلك الكلمة انها مفتاح الجنة لا اله الا الله هذه الكلمة العظيمة التي تطرق اسماحنا اليوم مرات ونتكلم بها في اليوم مرات لكن عندما نأتي الى الرصيد العمل لا نجد انها مؤثرة في القلب يحكى عن الاولين انه اذا قال احدهم هذه الكلمة وجدتها منبعثة من داخل قلبه وكأن الذي يتكلم قلبه لا لسانه الله اكبر انهم ايقنوا بمعنى هذه الكلمة وانها افراد الله وحده لا شريك له وانه لا اله غيره جل في علاه فايقنوا بانه الواحد الاحد فانقطع عنهم كل تعلق بغير الله. لم يلتفتوا الى سواه فحققوا معنى هذه الكلمة هذه هذا هذه الكلمة التي معناها هو الواحد الاحد يجب ان يستحضر المؤمن انه لا نجاة له الا بادراك معناها وانه متى ما غفل عن معناها التفت في نازلة الى غير الله فقال يا فلان من الخلق اغثني حيا كان او ميتا ودعا غير الله. وسأل سوى الله جل في علاه فانه لا يجني خيرا ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون ان النجاة في ان يوحد العبد ربه وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا. كائنا ما كان ولا يغرنك انه قد جرب القبر الفلاني او الولي الفلاني او الجني الفلاني او الملك الفلاني فدعي من دون الله فاجاب فذاك تزيين الشيطان وانما الجواب من رب الارض والسماء من قصده ما خاب ومن وحده نجا وافلح ومن افرد قلبه به فلم يعمر قلبه بسواه كان من الفائزين دعوتي لكم ايها الاخوة والاخوات ان نتدبر معنى هذين الاسمين الكريمين لله عز وجل الواحد الاحد فان في تدبرهما والتعبد لله تعالى بهما ودعاء الله بهما دعاء عبادة ودعاء مسألة ما يخرجنا من مضايق الشرك والتشتت والظيق ويجعل وجهنا لله وقصدنا الله ولا نريد سواه وعند ذلك تطمئن القلوب. عند ذلك تسكن فالقلب مضطر الى محبوبه الاعلى الذي هو الله لفلا يغنيه عنه حب ثاني. فمهما توجه القلب لغير الله فهو في شقاء وفي حيرة وفي ضيق وفي كدر ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا. اللهم اسعد قلوبنا بطاعتك وارزقنا الايه؟ صدق الايمان بك واجعلنا من اوليائك وحزبك وارزقنا الاخلاص لك نعوذ بك ان نشرك بك ونحن نعلم ونعوذ بك ان نشرك بك ونحن لا نعلم ونسألك ان تجعلنا من عبادك المخلصين اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. والى ان نلقاكم في حلقة قادمة من برنامجكم فادعوه بها استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته