الحمد لله رب العالمين. احمده حق حمده لا احصي ثناء عليه هو كما اثنى على نفسه الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين. رب العالمين هو الرحمن الرحيم. هو الملك القدوس السلام المؤمن. المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله. صفيه وخليله خيرته من خلقه بعثه الله بالهدى ودين الحق بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا داعيا اليه باذنه وسراجا منيرا انار الله به السبل. اشرقت به الارض بعد ظلماتها. انار الله به القلوب هدى به من الضلالة بصر به من العمى دلنا على احسن عمل واكمل طريق هدانا الى الصراط الى الصراط المستقيم. كما قال الله تعالى وانك لتهدي الى صراط مستقيم صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين اما بعد فحياكم الله واهلا وسهلا ومرحبا بكم ايها الاخوة والاخوات في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم فادعوه بها انها الاسماء الحسنى انها اسماء الله التي وصفها وصفا يجمع كمالها ويكشف بهاءها ويدل على عظمتها. يقول ربنا جل في علاه ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها ويقول جل وعلا وله الاسماء الحسنى فهو سبحانه وبحمده الذي اصطفى من الاسماء احسنها حسن الاسماء ايها الاخوة والاخوات ايها المشاهدون والمشاهدات ليس في بهاء الفاظها فقط بل حسنها في الفاظها وحسنها في معانيها وحسنها في اثارها وثمارها وحسنها في الدلالة على من تسمى بها فهي حسنى من كل وجه والحسنى جمع حسنة وهي من صيغ المبالغ الدالة على نهاية الحسن اكمل الحسن غاية الحسن فليس فوق هذه الاسماء حسن وليس ورائها حسن بل هي حسنى في كل وجه من اوجهها وهي دالة على اعظم موجود وهو الله سبحانه وبحمده ايها الاخوة والاخوات الله تعالى ذكر لنا في محكم كتابه انها ان اسمائه الحسنى وامرنا بان ندعوه بها قال سبحانه وبحمده ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها فكيف ندعو الله تعالى باسمائه الحسنى امر الله تعالى بدعائه باسمائه الحسنى عموما وخص منها اسماء فذكرها على وجه الخصوص يقول جل وعلا ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها. ويقول سبحانه وبحمده قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن ايا ما تدعو فله الاسماء الحسنى سبحانه وبحمده. يعني ادعوه بهذين الاسمين وبغيرها من الاسماء التي تسمى بها واخبر بها عن نفسه جل في علاه كالحي والقيوم والسميع والعليم والبصير وسائر ما اخبر به تعالى من اسمائه الجليلة الكريمة السؤال الذي يتبادر الى الاذهان وينبغي ان نصل الى وضوح فيه. هو كيف نحقق ما امرنا الله تعالى به في قوله بها كيف نحقق ما امرنا الله تعالى به في قوله؟ قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن المتبادر الى اذهان كثيرين ان الدعاء باسماء الله تعالى الحسنى هو ان نقول يا الله يا رحمن يا رحيم يا رب العالمين يا عزيز يا كريم يا قوي ونأتي بمسائلنا بعد ذلك وهذا بالتأكيد احد صور واحد معاني الدعاء بالاسماء الحسنى الاسماء الحسنى دعاء الله تعالى بها يكون على سورتين في الجملة الصورة الاولى هي ما ذكرتها قبل قليل وهي سورة سؤاله باسمائه الحسنى سبحانه وبحمده بان يقول المؤمن يا الله يا رحمن يا رحيم يا رب العالمين او انه يذكرها في دعائه توسلا. كان يقول رب هب لي من لدنك رحمة انك انت الوهاب على سبيل المثال. او ربي اغفر لي وتب علي انك انت الغفور الرحيم هكذا يدعى الله تعالى باسمائه الحسنى اما بندائه بها وهذا مطابق تماما للدعاء لانه نداء واما ان تذكر اسماؤه جل في علاه في ثنايا الدعاء وهذا كثير وسيأتي له نماذج في كلام الله وفي كلام رسوله صلوات الله وسلامه عليه النوع الثاني من الدعاء وهو الذي يخفى على كثيرين هو دعاء الله تعالى تعبدا وتذللا باسمائه الحسنى وهذا الحقيقة اعلى مرتبة من الاول ان تدعوا الله تعبدا باسمائه الحسنى تتعبد لله باسمائه الحسنى دعاء عبادة مع ثناء دعاء حمد دعاء تمجيد دعاء تقديس هذا يغفل عنه كثير من الناس لان الانسان يبادر الى حاجاته ومسائله ومطالبه ويغفل عن معنى مهم في دعاء الله تعالى وهو ان الله اذا اشتغل العبد بذكره والثنى عليه وتمجيده وتقديسه وحمده يبلغ من عطاء الله واحسانه وبره وفضله وانعامه ما يفوق خياله ما يفوق تصوره انت تتعامل مع من تتعامل مع الجواد الكريم تتعامل مع الحميد المجيد تتعامل مع ذي الفضل والاحسان تتعامل مع الغني الذي بيده ملكوت كل شيء بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء سبحانه وبحمده وهذا المعنى مهم يشير اليه حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم من شغله ذكري عن مسألتي اعطيته خير ما اعطي السائلين الله اكبر انه جزيل الاحسان من رب اذا اشتغل العبد بذكره وتقديسه وتمجيده والثناء عليه بلغ العبد اعلى مما يؤمل يعني لما تقول يا ربي اعطني يا ربي اغفر لي يا رب ارحمني. انت تسأل مسائل محددة ترى انها تجلب لك الخير في دنياك او في اخراك والله عز وجل كريم لا يخيب من سأله ولا من طلبه ولا من قصده وتوجه اليه سبحانه وبحمده فانه لا يخرج السائل الا بخير لا يطرق باب الله احد فيرجع خائبا. ان الله حيي كريم يستحي ان يرفع العبد اليه يديه ثم يردهما صفرا خاليتين من عطاء وخير وبر لكن اعظم من هذا هو عندما تشتغل بتمجيده وتقديسه وحمده والثناء عليه تدرك فوق ما تؤمل تدرك خيرا مما لو سألت بلسانك اعطيته خير ما اعطي السائلين انت تفوض الله تفوض الكريم في امرك وافوض امري الى الله ان الله بصير بالعباد مرتبة عليا ان يشتغل القلب بالثناء على الله وتمجيده وتقديسه ويمتلئ القلب هيبة له واجلالا يمتلئ القلب محبة وانجذابا يمتلئ القلب ميلا اليه وتنعما بذكر اسمائه وصفاته حتى يذهل عن مسألته هنا مرتبة عالية مرتبة كبرى مرتبة يبلغها اولئك الذين ذابت قلوبهم في محبته حتى غفلوا عن حوائجهم هنا ربنا يتولى الحوائج ولربنا يقضي المسائل هنا ربنا يعطيك خير ما يعطي السائلين هذا النوع من الدعاء هو دعاء العبادة وان تذكر الله وتتأمل ليس المقصود ان تقول يا الله يا رحمن يا رحيم يا بر يا رؤوف ليس هذا مشروعا ليس المشروع ان تكرر الاسماء دون طلب انما المشروع ان تذكر هذه الاسماء على وجه يعظم به الله عز وجل كما تقول يا الله اسألك على سبيل المثال ثم تنهمك في مدحه والثناء عليه وتمجيده سبحانه وبحمده عن ان تذكر حاجتك وهذا له نظائر يعني مثلا اخر سورة الحشر هو دعاء الله هو دعاء لله باسمائه الحسنى جل وعلا. في مسألة هنا هل هناك مسألة في هذه الايات؟ هو الله الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون هو الله الخالق البار المصور الى اخر ما ذكر الله تعالى من تمجيده هل هنا مسألة؟ ما في مسألة والله الخالق البال والمصور له الاسماء الحسنى يسبح لهما في السماوات والارض وهو العزيز الحكيم. في مسألة هل اغفر لي ارحمني اعطني ارزقني لا انما هو تمجيد وتقديس وتحميد وثناء على الله عز وجل هذا نوع من دعاء العبادة وبه يفهم معنى قول النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان لله تسعة وتسعين أسماء من احصاها دخل الجنة فان احصاء الاسماء يكون بعدها وهذا متبادل للمعنى لان الاحصاء يأتي بمعنى العد. وايضا بعقل معناها والعمل باثارها ومقتضاها فان للاسماء اثارا ومقتضيات اذا امتلأ القلب بها سعد الانسان غاية السعادة. وفاز بقوله صلى الله عليه وسلم ان لله تسعة وتسعين اسما من احصاها دخل الجنة ايها الاخوة والاخوات ان دعاء العبادة ودعاء المسألة يكفي عن السؤال كما قال الشاعر ااذكر حاجتي ام قد كفاني حباؤك اي ان شيمتك الحبى احيانا الانسان في مسائله لمن لمن عرفوا بالكرم والعطاء من بني ادم ما يذكر الحاجة انما يذكر ما عرفوا به من صفات حسنة كرم وعطاء وشهامة وفزعة وما اشبه ذلك مما يتصل به بعض الناس ويكون هذا سببا للعطاء فكيف باكرم الاكرمين كيف بارحم الراحمين كيف بالحميد المجيد العظيم الجليل سبحانه وبحمده لا شك ان التعرض اليه بذكر اسمائه وصفاته يوجب الفظائل والعطايا هنا نفهم معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه احمد وغيره من حديث انس ان من قرأ اية الكرسي الكرسي دبر كل صلاة ليس بينه وبين ان يدخل الجنة الا ان يموت الحديث في اسناده مقال ضعفه بعضهم لكن على القول بصحته لماذا كان سببا لدخول الجنة بان يقرأ اية الكرسي دبر كل صلاة لانه من دعاء الله باسمائه وصفاته ومثله قل هو الله احد تعدل ثلث القرآن لماذا تعذيبه في القرآن لانها ذكر لله باسمائه وصفاته اللهم بلغنا معرفتك وارزقنا العلم بك واعنا على طاعتك واصرف عنا معصيتك واملأ قلوبنا بمحبتك وتعظيمك الى ان نلقاكم في حلقة قادمة من برنامجكم فادعوه بها. استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته