ان الحمد لله تعالى نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا انه من يهده الله تعالى فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله ثم اما بعد اهلا وسهلا ومرحبا بحضراتكم. مع حلقة جديدة من حلقات القرآن من جديد الجامع الذي ليس بجامع ابو الدرداء صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه رجل فقال ان ابني هذا قد جمع القرآن فنظر اليه ابو الدرداء بتعجب وقال اللهم غفرا انما جمع القرآن من سمع له واطاع انما جمع القرآن من سمع له واطاع فسبحان الله هذا الكلام من الصحابي الجليل ابو الدرداء رضوان الله عليه يؤكد لنا ان جامع القرآن ينبغي ان يكون حريصا ايضا على ان يسمع له ويطيع وعلى ان يعمل به وانه ما ينبغي ان تشغله الرواية عن الدراية والرعاية. ما ينبغي ان يشغله الاهتمام بالالفاظ والضبط على حساب الاهتمام بالمعاني تفهما وتدبرا وعملا. انما جمع القرآن من سمع له واطاع. ولا يخفى على شريف علمكم ان جامع القرآن ايضا سيسأل ذلك السؤال الذي سئله القارئ الم اعلمك ما انزلت على رسولي صلى الله عليه وسلم فيقول بلى فيقال له فماذا عملت فيما علمت؟ لان في ذلك الحديث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فاول من يدعو به رجل جمع القرآن فيقال للقارئ فقد غاير النبي صلى صلى الله عليه وسلم بين لفظ الجامع والقارئ ليؤكد النبي صلى الله عليه وسلم ان ذاك الذي سيحصله لقارئ القرآن سيحصل مثله لجمال القرآن. وجامع القرآن ولفظة الجمع وان كانت تعبر بالاساس عن جمع الرواية تعبر بالاساس عن ان يكون الانسان جامعا للسورة او السورتين او الجزء او الجزئين او القرآن الكل يجمعه رواية ويضبطه رواية لكن ذلك لا يعني انها لا تشير ايضا الى الدراية والرعاية. انها لا تشير ايضا الى ضرورة العمل بما جمعه الانسان. الى ضرورة ان يتفهم الانسان ما جمعه وان يتدبره. سبحان الملك يتكلم عن زماننا فيحفظون حروفا يجمعون مبانيه ويضيعون حدوده لا يجمعون معانيه. فويل لهم مما جمعوا من مباني وويل لهم مما ضيعوا. لا يفهم من ذلك التقليل من شأن جمع المباني. ولا يفهم من ذلك. لا ان احنا نقول انه تعالوا بنا سويا نتابع تلك الايات يقول ربنا ان علينا جمعه وقرآنه فاذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم ان علينا بيانا. سبحان الملك الله عز وجل يقول هنا ان علينا جمعه وقرآنه. فقد تكفلنا بجمع هذا القرآن في صدرك. وتكفلنا بحفظ هذا القرآن في وفي الصدور ان علينا جمعه وقرآنه. نحن علينا ذلك علينا هم هذا الامر نحمل عنك هذا الامر ان علينا جمعه وقرآنه. فاذا قرأناه فاتبع قرآنا. لماذا قال الله عز وجل لنبيه ذلك يوضح لنا ذلك عبدالله بن عباس رضوان الله عليه. في حديث في صحيح البخاري. تعالوا بنا نستمع اليه معا سويا. اقول رضوان الله عليه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا نزل جبريل بالوحي يحرك به لسانه وشفتيه يخشى ان ينفلت منه. وفي رواية يريد ان يحفظه فكان يعالج من التنزيل شدة فانزل الله تعالى لا تحرك به لسانك لتعجل به. ان علينا جمعه وقرآنه. قال علينا ان في صدرك وتقرأه. فاذا قرأناه فاتبع قرآنه. فاذا انزلناه فاستمع له وانصت. ثم ان علينا بيانه ثم ان علينا ان تقرأه وفي رواية ثم انا علينا ان نبينه بلسانك. فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك اذا اتاه جبريل استمع فاذا انطلق جبريل قرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قرأه كما وعده الله عز وجل. يقول ابن حجر والمعالجة محاولة الشيء بمشقة. ويحتمل ان يراد بالبيان بيان مجملاته وتوضيح مشكلاته ويقول يعني الدكتور حفظه الله ولعل ذلك والله اعلم لئلا ينشغل بالحفظ عن الفهم هذا كلام في غاية الخطورة ان علينا جمعه وقرآنه فاذا قرأناه فاتبع قرآنه هل تعلمون ان عبدالله بن عباس رضوان الله عليه قال في تفسير فاتبع قرآنه. اي فاعمل به هل تعلمون ان قتادة رضوان الله عليه قال في تفسير فاتبع قرآنه فاتبع شرائعه واحكامه نعم للعلماء تفسيرين في قوله تعالى فاتبع قرآنه. فاتبع قرآنه فاتبع طريقة قراءته ومبانيه فاتبع قرآنه اي اتبع ما فيه واعمل به سبحان الله وان لم تكن هذه فالتي بعدها اوضح منها ثم ان علينا بيانا بها تفسيرين ثمان علينا ان نبين لك معانيه لتتمكن من بيانها. وثم ان علينا ان نبينه بلسانك فانما يسرناه بلسانك والثاني داخل في الاول فيكون ثمان علينا بيانه ثمان علينا بيان معانيه. سبحان الله! الله يقول للنبي صلى الله عليه وسلم نحن متكفلون بمباني ومعانيه منذ اللحظة الاولى هذا الكلام في غاية الخطورة لماذا؟ لانه منذ اللحظة الاولى يرسخ ربنا في وجدان النبي صلى الله عليه وسلم ان عنايتك بمعانيه ينبغي ان تكون ابلغ من عنايتك بمبانيه فقد تكفلنا بمبانيه منذ اللحظة الاولى يترسخ ذلك في وجدان النبي صلى الله عليه وسلم اجعل همك الاكبر معانيه. اعتني عناية اكبر بمعانيه. اما مبانيه فقد تكفلنا به اتبع ما فيه افهم معانيه. اسمع وانصت لكي تفهم معانيه. لان لا تنشغل بمسألة حفظه رواية عن فهمه او عن الدراية والرعاية فيه. هذا امر يرسخه ربنا في وجدان محمد صلى الله عليه وسلم. منذ اللحظات الاولى. لذا حرص النبي صلى الله عليه وسلم على ان يصنع من كل اية مستورة نسخة منظورة لو صح التعبير. لما كانت الاية تنزل على النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتني اعتناء كبيرا بان يصنع منها نسخة منظورة. كان يعتني اعتناء شديدا بان يتبعها ويعمل بها ويطبقها في واقعه صلى الله عليه وسلم فاضحى محمد صلى الله عليه وسلم نسخة منظورة من القرآن الكريم. اضحى من يقرأ في سيرة محمد صلى الله الله عليه وسلم كانما يقرأ القرآن لكن من زاوية تطبيقية. بل لم يكتفي محمد صلى الله عليه وسلم بذلك بابي هو وامي امي ونفسي وروحي صلى الله عليه وسلم. بل كانت عنايته بتبيين المعاني للصحابة اشد من عنايته بتبيين مباني وقد نص على ذلك ابن القيم رضوان الله عليه. اعتنى صلى الله عليه وسلم بان يكون الجمع ليس فقط جمع مباني بل جمع معاني جمع عمل ان يكون الجامع فعلا كما يحب ربنا ويرضى. يجمع المباني ويجمع المعاني. ان علينا جمعه وقرآنه فاذا قرأناه فاتبع قرآنا. ودعونا نطالع كلاما لبعض العلماء عن مسألة جمع القرآن. فسبحان الله ابن عباس رضي الله عنه يقول يأتي على الناس زمان يتعلمون فيه القرآن فيحفظون حروفه ويضيعون حدوده. سبحان الله! وكأنه من جمع المباني فقط لا من جمع المباني فقط افضل ممن لم يجمعها ولم يجمع شيء لا من المباني ولا من المعاني. نعم فيقول فويل له مما وويل لهم مما ضيعوا ان اولى الناس بهذا القرآن من جمعه ولم يواثره عليه. وفي رواية ولم يؤثر عليه. نعم. ولذا جاء في القارئ معنى قوله جمع اي سمع له واطاع وعمل بموجبه. سمع له واطاع وعمل بموجبه ولعل ذلك ما جعل ابو صالح رضوان الله عليه يقول لان اكون جمعت القرآن ثم قمت به سنة كان احب الي من كذا وكذا وذلك انه بلغني انه يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل فيرجى اذا كان جمع القرآن ان يكون من المقربين. نعم يجمع الانسان القرآن رواية ويجمعه رعاية يجمعه فيقرأ به ويصلي به ويقوم به الليل. اه ونحن الان امام مسألة خطيرة مسألة جمع الصبيان القرآن مالك رضوان الله عليه. وانتم تعلمون ان ما لك رضوان رضوان الله عليه كان في في فقهه كان في فقهه باب عظيم اسمه عمل اهل المدينة فمالك لما يتكلم عن عمل الرسول صلى الله عليه وسلم وعن عمل اصحابه فكلامه مقدم رضوان الله عليه مالك سئل عن عن صبي ابن سبع سنين جمع القرآن فقال ما ارى هذا ينبغي صبي ابن سبع سنين جمع القرآن ما ينبغي ان يفرح مالك وينبغي ان نفرح نحن كيف يقول ذلك مالك ما مراده بهذه العبارة نجد اثنين من علماء المالكية ابو الوليد الباجي وابن رشد نجد كل واحد منهم يفسر العبارة تفسيرا فابو الوليد الباجي يقول معناه ما ارى هذا ينبغي لان هذا اسراع لا ينبغي بل ينبغي ان يتعلم القرآن بالتمهل فيجمع الرواية مع الدراية مع الرعاية اما ابن رشد فيقول ما ارى هذا ينبغي لانه من التشديد على الصبي الصغير ما هذا الكلام؟ ما هذا الذي تقول؟ ليس هذا كلامي ابن عباس ابن عباس انظروا الى عقله وحفظه وفهمه. عربي وذكي من رباه؟ محمد صلى الله عليه وسلم؟ من والده؟ من والدته؟ ما هي البيئة التي كان يعيش فيها؟ بيئة ابلغ ما تكون في العناية بالقرآن الكريم. استعداده الشخصي اعلى ما يكون المحيطون به معتنون اي ما عناية بتعليم القرآن الكريم. ومعتنون اي ما عناية بالارتقاء به الى اعلى المراتب ابن عباس عاش جل حياته في العهد المدني. عهد دولة مستقرة. عهد كان فيه الصحابة كما قال عمار كنا اذا اقام المقيم فينا يقيم في تعليم القرآن فاذا غزا اقام اخوه مكانه في تعليم القرآن. كان كل الصحابة منشغلون بتعليم القرآن الكريم لكن على تفاوت في المرتبة بينهم. تتصورون معي تصوروا معي ابن عباس هذا على جلالة قدره ترجمان القرآن الذي دعا له النبي صلى الله عليه وسلم. اللهم فقهه في الدين وعلمه الحكمة. وفي رواية وعلمه التأويل. تتوقعون لما يبلغ عشر سنوات لما يبلغ اربعة عشر سنة ما هو القدر الذي يكون قد جمعه من القرآن الكريم في صحيح البخاري توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا ابن عشر سنين لكن ابن حجر يقول لا يريد عشر وانما يريد انه دخل في العشر الاخرى. قال تجاوزا طب ما عمره؟ يقول تلتاشر اربعتاشر خمستاشر طيب عشر سنين او خمستاشر سنة ما القدر الذي جمعه من القرآن يقول وقد قرأت المحكم القدر الذي انتهى منه من القرآن اربعة اجزاء ونصف هذا ولا شك لم يكن يتعلم القرآن بطريقتنا كان يتعلم الرواية والدراية والرعاية. هذا الذي وهو في سن صغير كلمه النبي في معاني كبيرة جدا. هذا الذي روى بنفسه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يا غلام اني كلمات احفظ الله احفظك احفظ الله تجده تجاهك. اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله. سبحان الله! حاصل كلامنا في هذه الحلقة المباركة ان جمع القرآن لا ينبغي ان تكون العناية فيه بالرواية فقط. بل العناية بالرواية وبالدراية وبالرعاية. وان الجام على على ولا يتصور الواحد منا انه لو جمع القرآن رواية ان ذلك سيشفع له في ترك العمل ولو اعان غيره على جمعه ان ذلك سيشفع له في ترك العمل. اذكر واحدا من اخواننا معلم القرآن. سألني يوما قال اوصني قلت اوصي نفسي اولا بان نستحضر دائما اننا مهما علمنا ومهما تعلمنا فيما يتعلق بكتاب الله فان ذلك لن يشفع لنا في ترك العمل بالقرآن الكريم. فتلك جهات مفكة نؤجر ان شاء الله على تعلمنا نؤجر ان شاء الله على تعليمنا لكن سنسأل عن عملنا ويسأل عن علمه ماذا عن عمل فيه قد علمت فما عملت فماذا عملت فيما علمت؟ فحتى على افتراض ان جامع القرآن تفيد الذي يجمعه رواية فقط لكن ذلك يستلزم ان يجتهد جامعه رواية في ان يجمعه دراية ورعاية في ان يفهم الايات وتدبر الايات ويعمل بالايات وتلك منزلة عالية نسأل الله عز وجل ان يرزقنا واياكم ان نكون من اهلها. اللهم اجعلنا من اهل القرآن الذين هم اهلك وخاصتك لا احرمنا هذا الشرف لا تحرمنا هذا الشرف لا تحرمنا هذا الشرف. اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم دمتم بخير. الى لقاء اخر ان شاء الله والسلام عليكم ورحمة