بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياكم الله وبياكم في الدرس التاسع من دروس المستوى الثالث من مقرر اللغة العربية في اكاديمية زاد نشرحه باذن الله تعالى في سنة اربعين واربعمئة والف والكلام فيه موصول على ما بدأناه في الدرس السابق من الكلام على المفعول المطلق المفعول المطلق كما سبق في تعريفه هو المصدر المنصوب بعد فعله وعرفنا ان له فوائد واغراظا يؤتى به من اجلها وان دل على نوع ففائدته بيان نوع الفعل وان دل على عدد ففائدته بيان عدد الفعل والا كان معناه وفائدته التوكيد وللمفعول المطلق احكام اخرى ايضا فمن احكام المفعول المطلق ان المفعول المطلق لا يشترط فيه التنكير ولا التعريف ويصح ان يكون نفرة لقولك حفظت القرآن حفظا متقنا ويصح ان يكون معرفا اما معرفا بالاضافة كقولك حفظت القرآن حفظ المتقن او معرفا بال لقولك حفظت القرآن الحفظ المتقن كل هذا جائز ومن ذلك قوله سبحانه وتعالى ورتل القرآن ترتيلا وتبتل نعم ترتيلا ورتل القرآن ورتل القرآن ترتيلا وترتيلا مفعول مطلق جاء نكرة وقال سبحانه وتعالى فيعذبه الله العذاب الاكبر فيعذبه الله العذاب العذاب مفعول مطلق جاء معرفا بال وقال سبحانه وتعالى وقد مكروا مكرهم وقد مكروا مكرهم ومكرهم مفعول مطلق وقد جاء معرفا بالاضافة ويجوز في اللغة ان يقال ورتل القرآن الترتيل الجميل يعذبه الله عذابا كبيرا وقد مكروا مكرا يعني يجوز التعريف والتنكير بالمفعول المطلق والذي يتحكم في ذلك هو البلاغة البلاغة كما نعرف مطابقة الكلام لمقتضى الحال اما من حيث النحو فيجوز في المفعول المطلق التنكير والتعريف فان سألت وقلت عرفنا ان المفعول المطلق من الاسماء المنصوبة بنصب المفعول المطلق وكذلك الاسماء الذي تعمل عمل الفعل تعمل عمله والاسماء التي تعمل عمل الفعل لها باب خاص في النحو لكن خلاصتها انها الاسماء التي يصح ان تحذف وان تضع مكانها الافعال التي بمعناها الامثلة السابقة كل النواصب بل اغلب النواصب فيها افعال كقوله وكلم الله موسى تكليما فتكليما مفعول مطلق نصبه الفعل كلما وكذلك رتل القرآن ترتيلا وحفظت القرآن حفظا ومن الاسماء التي تعمل عمل الفعل فتنصب المفعول المطلق اسم الفاعل كقولك انا حافظني القرآن حفظا متقنا انا حافظ هذا اسم فاعل حافظ للقرآن حفظا فحفظا مصدر منصوب وقع بعد حافظ الذي هو اسم فاعل بمعنى الفعل احفظ ونقول ان حفظا مصدر منصوب باسم الفاعل حافظ ومن الاسماء التي تعمل عمل الفعل المصدر كقولك يجب حفظ القرآن حفظا متقنا يجب حفظ القرآن حفظا حفظا هذا مصدر منصوب وقع بعد حفظ يجب حفظه حفظا. يجب حفظ القرآن حفظا فحفظا ثانية منصوبة بالمصدر حفظ الاولى ومن ذلك الصفة المشبهة لها باب خاص الصرف وكذلك في النحو الوصف الذي بمعنى اسم الفاعل ولكنه ليس على وزن فاعل مثل جميل وقبيح وقوي وضعيف وشجاع وجبان نحو ذلك فتقول فلان شجاع شجاعة مديدة وفلان جميل جمالا بارعا وجمالا منصوب بجميل وشجاعة منصوب بشجاع قال سبحانه وتعالى والصافات صفا صفا مصدر منصوب بالصافات والصافات جمع صاف اسم فاعل. فالناصب هنا اسم الفاعل وقال تعالى فان جهنم جزاؤكم جزاء موفورا فجزاء مصدر منصوب بعد قوله جزاؤكم وجزاؤكم مصدر جزاء جزا يجزي جزاء وهكذا اذا بل مفعول المطلق ينصبه الفعل او ما يعمل عمله ونكمل كلامي ان شاء الله عن المفعول المطلق بعد هذا الفاصل فانتظرونا بسم الله الرحمن الرحيم المفعول المطلق من اكثر اساليب العرب استعمالا وله امثلة كثيرة جدا عن العرب ووصل ذلك الى اساليب سماعية واساليب مطردة كثيرة جدا ومن كثرته في كلام العرب انه جاءت مفاعيل مطلقة منصوبة بافعال محذوفة حذفا مطردا ومن هذه المفاعيل المطلقة التي لم يذكر معها فعلها قولهم سبحان الله سبحان الله سبحان هذا مصدر ومن اراد الدقة فهو اسم مصدر ومعناه التنزيه والاصل الاول اسبح الله تسبيحا بمعنى انزه الله تنزيها بالفعل سبح مصدره تسبيحا سبح الله تسبيحا الا ان العرب ونزل القرآن الكريم بلغتهم اكثر ما يستعمله في ذلك كلمة سبحان ما يقول تسبيح الله يقول سبحان الله فسبحان بمعنى تسبيح والمصدر اذا خالف فعله صار اسم مصدر لا مصدر له فسبحان الله هذا مفعول مطلق منصوب بفعل محذوف لو نطق لقيل اسبح الله سبحانا لكن لا يستعمل ذلك عند العرب وانما يقول سبحان الله يعني اسبحه تسبيحا وكذلك غفران الله غفرانك لذلك يعني اغفر غفرانا ومن ذلك معاذ الله او عياذ الله او عود الله فيها لغات ويأتي مضافا ومنونا قل معاذ الله او معاذا او عياذ الله او عياذا بمعنى اعوذ يعني اعوذ بالله معاذا واعوذ بالله عياذا لكن المستعمل في اللغة ان يأتي هذا المصدر منصوبا على المفعول المطلق بلا فعلها يقال معاذ الله معاذ الله وكذلك لبيك وكذلك سعديك فلبيك هذا مصدر مثنى مضاف الى كاف الخطاب والاصل فيه الفعل لبى بلام وباء مشددة لبى بمعنى اقام لبى لبوا لبا لبى لبا. المصدر قوى اللب لب لبى لب لبا اللب الواحد لب واذا اردنا ان نثني اللاب ماذا نقول لب ولب لبين لبين طب نضيف لبين الى كاف الخطاب الاضافة ستوجب حذف دون التثنية ونقول في لبين لبيك لبيك فهذه لبيك هي مصدر الفعل لبى لبا مثنى ومضافا الى كاف الخطاب وقلنا لبى بمعنى اقام لبى لبا بمعنى اقام يقيم اقامة طب ولا بين يعني اقامتين ولهذا يقولون معنى لبيك اقيموا على طاعتك مرة من بعد مرة لان التثنية هنا لا يراد بها حقيقة التثنية وانما يراد بها التكثير لان التثني قد تأتي باللغة لمعنى التكفير لا لمعنى حقيقة التثنية كقوله فارجع البصر كرتين ليس مرتين بل مرة من بعد مرة ولا ولا تقول العرب لببت لبيك لا تصرح معه بالفعل وانما تأتي بالمصدر مفعول مطلقا بلا ذكر فعله لبيك ويعرب مفعول مطلق وكذلك سعديك يعني اسعدك سعديك فهذا من لغة العرب وايضا لكثرة المفعول المطلق في كلام العرب و لان المصدر هو الفعل كما فهمنا من حيث المعنى كثر في كلام العرب حذفوا الفعل الناصب للمفعول المطلق والاكتفاء بالمفعول المطلق يكتفون بالمفعول المطلق لانه يدل على فعله المحذوف ومن ذلك قولهم حمدا لله يعني احمد الله حمدا وشكرا يعني اشكر الله شكرا او شكرا لك يا فلان يعني اشكرك شكرا وعجبا يعني اعجب عجبا وهذا كثير في كلامهم ومن ذلك حجا مبرورا وسعيا مشكورا يعني حججت حجا مبرورا وسعيت سعيا مشكورا فهذا كثير جدا في كلام العرب وما زال مستعملا على ذلك الى اليوم فكلما عن كان عامل بالمفعول المطلق محذوفا فان الذي يدل عليه هو المفعول المطلق نفسه لان المفعول المطلق بمعنى هذا الفعل المحذوف كقولك للقادم قدوما مباركا يعني قدمت قدوما مباركا او تقول له عودا حميدا يعني يعني عدت عودا حميدا وهكذا وايضا مما ينبه عليه في المفعول المطلق ان المفعول المطلق كما قلنا في تعريفه هو المصدر المنصوب بعد فعله تجوز في فعله المتقدم ان يكون من لفظه ومعناه او يكون من معناه فقط يجوز ان يكون المفعول المطلق موافقا للفعل المتقدم في اللفظ والمعنى وان يكون موافقا له في المعنى فقط دون اللفظ ما معنى هذا الكلام معناه سيبين ان شاء الله بعد الفاصل بسم الله الرحمن الرحيم قلنا من احكام المفعول المطلق ان المفعول المطلق لابد ان يكون قبل فعله تواء اكان فعله موافقا له في المعنى واللفظ وهذا هو الاكثر كقولك حفظت القرآن حفظا حفظ حفظته الحفظ مثل حفظ في المعنى واللفظ وقرأت قراءة وجلست جلوسا واما ان يكون الفعل موافقا للمفعول المطلق في المعنى دون اللفظ اللفظ عن الحروف قد تكون مختلفة الا ان المعنى واحد طبعا واحد في المعنى الاجمالي مثال ذلك ان يقال جلست قعودا او قعدت جلوسا فالقعود والجلوس في المعنى الاجمالي واحد وان كان هناك فرق بينهما في المعنى التفصيلي فلهذا لو قلتها قعدت جلوسا او جلست قعودا سنقول ان قعودا وجلوسا هنا مفعول مطلق ومن ذلك قمت وقوفا او وقفت قياما ومن ذلك قولك اغتسلت غسلا اغتسلت غسلا اغتسلت هذا الفعل اغتسل ما مصدره اغتسل يغتسل اغتسالا المصدر اغتسال فلو قلنا اغتسلت اغتسالا لكان المصدر موافقا للفعل معنى ولفظا لكن لما قيل اغتسلت غسلا صار غسلا موافق للاغتسال في المعنى دون اللفظ نقول ان غسلا مفعول مطلق وكذلك تكلمت المصدر تكلم يتكلم تكلما فيقول تكلمت تكلما فالمصدر موافق للفعل لفظا ومعنى ولو قلت كلمت كلاما الكلام ليس موافقا للتكلم من حيث الحروف ومع ذلك نقول انه مفعول مطلق وكذلك توظأ المصدر توضأ يتوضأ توضأ ولو قلت توضأت توضأ فهو مفعول مطلق لكن الفعل والمصدر متوافقان في اللفظ والمعنى ولو قلت توضأت وضوءا فهو ايضا مفعول مطلق ولكنه موافق للفعل في المعنى دون اللفظ وهكذا ومن الاحكام التي تقال في المفعول المطلق ولعلنا نختم بها الكلام عن المفعول المطلق وكنا اشرنا اليه من قبل من ان المفعول المطلق يجب ان يكون مصدرا الا ان هناك اسماء قد تلتبس بالمصدر يعني يكون في علاقة بينه وبين المصدر فتكتسب المصدرية منها فيجوز ان تنتصب على المفعولية المطلقة او ثلاثين ضربة ومن الاسماء التي تكتسب المصدرية فتنتصب على المفعول المطلق وهي في الاصل ليست مطلقا وهي في الاصل ليست مصدرا نعت المصدر نعته يعني صفاته فاذا قلت انتظرتك انتظارا طويلا انتظرتك انتظارا مفعول مطلق طويلا صفة للمفعول المطلق يجوز ان تقول انتظرتك طويلا فاذا قلت انتظرتك طويلا فطويلا كيف نعربها ما نقول نعت لان النعت يحتاج الى منعوت ما في منعوت وانما نقول مفعول مطلق هي في الاصل نعت لمصدر محذوف لما حذف المصدر قام النعت مقامه واخذ اعرابه فنقول حينئذ مفعول مطلقا ومن الاسماء التي تلتبس بالمصدر فتكتسب المصارية وتنتصب على المفعول المطلق الة المصدر الالة التي يؤدى بها الفعل كقولهم ضربته سوطا ربطه صوتا صوتا مفعول مطلق لان الصوت هو اداة الضرب ضربته سوطا الة المصدر ومن الاسماء التي تلتبس بالمصدر وتكتسب بالمصدرية وتنتصب على المفعول المطلق ما يضاف الى المصدر ما يضاف الى المصدر مثل كلمة كن وبعض ونحوهما فتقول احبك حبا شديدا حبا هذا طبعا مصدر ومفعول مطلق ثم تقول احبك كل الحب كيف نعرب نقول كل مفعول مطلق وهو مضاف الحب مضاف اليه الالتباس الذي حدث بينه وبين المصدر انه اضيف الى المصدر او تقول آآ انتظر بعض الانتظار وبعض صار مفعولا مطلقا لانه اضيف الى المصدر فاكتسب المصدرية منه وهكذا الخلاصة في ذلك ان المفعول المطلق يجب ان يكون مصدرا ثم انه ثم ان هناك اسماء قد تنوب عن المصدر في الانتصاب على المفعولية المطلقة هذه الاسماء يجمعها شيء واحد وهي انها اسماء التبست بالمصدر اما انها اضيفت الى المصدر او كانت نعتا للمصدر او اداة المصدر يعني ملتبسة بالمصدر بطريقة ما فاكتسبت بسبب ذلك المصدرية فانتصبت على المفعولية المطلقة ومما انبه اليه في ذلك ان بعضهم قد يعرب هذه الاسماء التي ليست بمصادر وقد وقعت موقع المفعول المطلق يعربها فيقول نائب مفعول مطلق نائب مفعول مطلق وهذا ليس بصحيح وليس في النحو شيء اسمه نائب مفعول مطلق بل ليس في النحو نائب الا نائب الفاعل. وذكرنا السبب في ذلك عندما شرحنا نائب الفاعل بل الصواب في باب المفعول المطلق ان نقول في اعراب هذه الاسماء كلها ان نقول مفعول مطلق تقول انتظرته طويلا طويلا مفعول مطلق انتظرته كل الانتظار كلنا نقول مفعول مطلق. ولا نقول نائب مفعول مطلق فهذا ما تيسر شرحه في باب المفعول المطلق لننتقل ان شاء الله في الدرس القادم الى المفعول التالي وهو المفعول لاجله قيل ذلكم الحين نستودعكم الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فما الذي ينصبه؟ ما العامل الذي ينصبه فالجواب هناك؟ الجواب على هذا السؤال في باب المفعول به الذي ينصب المفعول المطلق هو الفعل او ما يعمل عمله الفعل هو الاصل قد قدمنا مثالا من قبل على ذلك نحو طلبته خمسين ضربة او ضربته ثلاث ضربات فثلاثة مفعول مطلق طيب كيف مفعول مطلق وهو عدد وليس مصدرا؟ لانه اكتسب المصدرية من ذكر المصدر بعده ثلاث ضربات