السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن اتبع سنته واختفى اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد فحياكم الله واهلا وسهلا بكم ايها الاخوة والاخوات في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم فادعوه بها امام بابك كل الخلق قد وفدوا وهم ينادون يا فتاح يا صمد فانت وحدك تعطي السائلين ولا يرد عن بابك المقصود من قصدوا ذاك هو الله الواحد الاحد الفرد الصمد جل في علاه نحن في هذه الحلقة ان شاء الله تعالى سنتناول اسما عظيما من اسماء الله جل في علاه. انه الصمد ذاك الاسم الذي ذكره الله تعالى في السورة التي تعدل ثلث القرآن كما جاء ذلك في حديث ابي هريرة في صحيح الامام مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لاصحابه احشدوا اقرأ عليكم ثلث القرآن فقرأ النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم الاخلاص قل هو الله احد الله الصمد لم يرد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد ثم دخل فتناقش الصحابة ان دخوله بعد ان دعاهم للاجتماع لامر عرب ولوحي النزل فلما خرج قال لهم صلى الله عليه وسلم قل هو الله احد تعدل ثلث القرآن وجاء ذلك ايضا في حديث ابي سعيد في صحيح الامام البخاري رحمه الله ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ايعجز احدكم ان يقرأ القرآن في ليلة قالوا اينا يطيق ذلك؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم قل هو الله احد تعدل ثلث القرآن وهذه السورة تضمنت هذا الاسم فان الله تعالى ذكر هذا الاسم في هذه السورة العظيمة وهو الموضع الوحيد الذي ذكر الله تعالى فيه هذا الاسم العظيم من اسماء من اسماء الله الجليل الكريم سبحانه وبحمده وله الاسماء الحسنى ومنها ومن اشهرها هذا الاسم العظيم الذي يدل على كمالات رب العالمين جل في علاه وقد جاء ذكر اسم الصمد في السنة النبوية في احاديث عديدة من ذلك حديث ابي هريرة رضي الله عنه في الحديث الالهي الذي قال فيه الله جل وعلا كذبني ابن ادم ولم يكن له ذلك وشتمني ولم يكن له ذلك فاما تكذيبه اي فقوله لن يعيدني كما بدأني ولم وليس اول الخلق باهون من اعادته معنى هذا ان الاعادة اسهل من البداءة وقد بدأ الله خلق الناس فهو على اعادتهم اقدر جل في علاه سبحانه بحمده فاما تكذيبه اي فقوله لن يعيدني كما بدأني وليس اول الخلق اهون علي من اعادته ثم قال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه وليس واما شتمه اي اي فقوله اتخذ الله ولدا وانا الاحد الصمد لم الد ولم اولد ولم يكن لي كفوا احد فهو الاحد الصمد جل في علاه وقد جاء ايضا في حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان من شك في الله جل وعلا وتسلط عليه الوسواس بخلق الخلق ثم قال هذا خلق الله فمن خلق الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم فاذا قال ذلك فقولوا توجيها اهل الايمان ان يصدوا تلك الوساوس التي ترد على قلوبهم من الشيطان الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد. ثم ليتفل عن يساره ثلاثا وليستعذ بالله من الشيطان الرجيم الصمد في لغة العرب يدل على القصد ومنه صمت الى الشيء اي قصدته فالمصمود هو المقصود الي ويطلق ذلك على الانسان وعلى غير الانسان مما يقصده الناس. فمن كان مقصودا من الناس فانه صمد سواء كان ذلك مكانا او كان ذلك شخصا لكنه قد جرت لغة العرب على اطلاق الصمد في كلام العرب على الشريف والمتمكن من الفضل من الناس ولهذا قال البخاري رحمه الله في صحيحه العرب تسمي اشرافها الصمد فالصمد هو اسم الشريف من الناس. قال ابو جعفر الصمد عند العرب هو السيد الذي يصمد اليه. الذي لا احد فوقه في الشرف والفضل والمنزلة ان هذه المعاني اللغوية تكشف لنا ما معنى الصمد في حق الله عز وجل فان من الاسماء ما يكون موصوفا به الله عز وجل ومسمى به ويرد في حق الناس وصفهم به وتسمية به وتسميتهم به. مثل ذلك العزيز رحيم الملك وما اشبه ذلك من الاوصاف التي والاسماء التي يسمى بها الناس وتأتي في حق الله عز وجل من اسمائه وصفاته لكن ينبغي ان يعلم ان ما كان من هذا النحو من الاسماء التي يصح اطلاقها على الناس كالرحيم العزيز وما اشبه ذلك كل هذه ما يكون فيها للانسان مختلف من حيث الحقيقة والقدر عما لله عز وجل فلله ما يليق به من العزة والرحمة وسائر الصفات وللمخلوق ما يناسبهم من تلك الصفات. بل الصفات في الخلق متفاوتة فمثلا كلنا نبصر الذين لم يفقدوا البصر يبصرون ويرون الاشياء لكن هل الرؤيا متفاوتة في قوتها؟ وقدرها؟ الجواب لا متفاوتة تفاوتا كبيرا فليست على حد واحد ولا على وزن واحد بل هي متفاوتة كذلك ما اخبر الله به من صفاته وما اقبر به من صفات خلقه فان صفات خلقه وان اتفقت في الاسم لكنها مختلفة تماما بالحقيقة والمعنى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فلما كان الصمد في الخلق هو الشريف فانه دال على كمال في الصفات. لكنه كمال نسبي يناسب الانسان. لا يتجاوز فيه الانسان وقدره واما كمال الله عز وجل وما له من هذا آآ الوصف فهو امر مختلف تماما في حقيقته وكونه ليس كمثله شيء. وهو السميع العليم جل في علاه وهو السميع البصير سبحانه وبحمده. ليس كمثله ليس لمثله شيء وهو السميع البصير جل في علاه. ان معنى الصمد في كلام المفسرين واهل العلم المبينين معنى هذا في اسماء الله تعالى لمعنى هذا الاسم في اسماء الله تعالى قالوا الصمد هو السيد الذي يصمد اليه في الحوائج وقد روي عن ابن عباس رحمه الله اجمع اجمع كلام في معنى الصمد. روي عنه قوله رحمه الله السيد الذي قد كمل في سؤدده قال الصمد هو السيد الذي كمل في سؤدده والشريف الذي قد كمل في شرفه والعظيم الذي قد عظم وكمل في عظمته. والحليم الذي قد كمل في حلمه. والغني الذي قد كمل في غناه والجبار الذي قد كمل في جبروته. والعالم الذي قد كمل في علمه والحكيم الذي قد كمل في حكمته وهو الذي قد كمل في انواع الشرف والسؤدد وهو الله سبحانه. هذه صفته لا تنبغي الا له جل في علاه ان الصمد هو السيد فقد انتهى السؤدد والشرف اليه جل في علاه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. وفسر الصمد بانه الباقي الذي لا يزول كما هو معنى اسمه الاخر فهو الاخر الذي ليس بعده شيء سبحانه وبحمده. كل شيء هالك الا وجهه جل في علاه. وقد قال سعيد بن جبير في معنى الصمد قال هو الكامل بجميع صفاته وافعاله واقواله وهذا يبين لنا ان الصمد من حيث ما قام في الله عز وجل من وصف معناه انه الذي كمل من كل وجه سبحانه وبحمده فله الاسماء الحسنى وله الصفات العلى له المثل الاعلى ليس كمثله شيء سبحانه وبحمده وهو السميع البصير. ان الله جل في علاه اخبر عن قصد عباده له وعظيم او وعظيم حاجتهم اليه وهذا الخبر عن عظيم الحاجة لانهم يقصدونه جل في علاه فليس لهم رب سواه يدعونه ولا اله غيره فيقصدونه. ولذلك لا سبيل لادراك المطالب وقضاء الحاجات الا باللجأ اليه وهذا من معاني الصمد. فالصمد هو المصمود اليه بالحوائج اي المقصود لقضائها وانجازها وادراكها سواء كان ذلك فيما يرغب الانسان او فيما يرهب فيما يحب او في دفع ما يكره. كل ذلك من اسمائه ومن معاني او كل ذلك من المعاني التي يدل عليها هذا الاسم العظيم من اسماء جل في علاه ان اتصاف الله عز وجل بهذه الصفة ينظر اليه من ناحيتين الناحية الاولى ما قام فيه من صفات وهذا دال على عظيم الكمال وجليلة الصفات التي اتصف بها سبحانه وبحمده. في كل صفة من صفاته فقد انتهى اليه الشرف والسؤدد والكمال من كل وجه لا ينازعه في ذلك منازع الجهة الثانية فيما يتعلق افعال الخلق وهو انه المقصود الذي تقضى حوائج العباد مطالبهم على يديه جل في علاه فمنه يطلب قضاء الحاجات ومنه يسأل جل وعلا بلوغ المأمونات فلا مانع لما اعطى ولا معطي لما منع اذا الصمد هو السيد الذي له الكمال المطلق في كل شيء وهو المستغني عن كل شيء وهو الذي يفتقر اليه كل خلقه تريفهم ووضيعهم كبيرهم وصغيرهم عاقلهم وغير العاقل من الخلق كلهم اليه فقراء لا غنى بهم عنه. يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد. والله اكبر واحد صمد وكل الشأن في صمدية الرحمن نفت الولادة والابوة عنه والكفء الذي هو لازم الانسان وكذلك وكذلك اثبتت الصفات جميعها ها وكذلك اثبتت الصفات جميعها لله سالمة من النقصان. واليه يصمد كل مخلوق فلا صمد سواه سواه عز ذو السلطان. هذه هي المعاني التي يمكن ان نقف عليها من خلال هذا الاسم العظيم الذي تسمى به رب العالمين فهل نحن ايها الاخوة والاخوات اذا قرأنا كلام الله تعالى؟ اذا قرأنا هذه السورة قلنا قل هو الله احد استحضرنا هذا المعنى وخا الخصه في كلمتين الصمد هو الذي كمل في كل شرف وفضل وكمال والثاني انه المقصود فلا تقضى جاتو الا من جهته ولا تدرك المطالب الا منه سبحانه وبحمده اللهم الهمنا رشدنا وقنا شر انفسنا اعنا على طاعتك وارزقنا يا ذا الجلال والاكرام لذة العلم بك والمعرفة لك والى ان نلقاكم في حلقة قادمة من برنامجكم فادعوه بها استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته