اما بعد فاهلا وسهلا وحياكم الله ايها الاخوة والاخوات في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم مفاتيح ان العلم بالمفاتيح من اهم ما تنال به المطالب فما من شيء الا وله مفتاح ونحن في هذه الحلقات نتكلم عن اعظم الابواب اننا نتكلم عن ابواب الجنة كيف نفتحها الا تحب الا تحبين ان تملكي هذا المفتاح الذي من خلاله تدرك اعظم نعيم وادوم سعادة وابقى فلاح انها الجنة التي اعدها الله لاولياءه مفاتيحها الاعمال رأس ذلك الاخلاص وما امروا الا ان يعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء واقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة فاصل المفاتيح التي يفتح بها الانسان هذه الجنة ان يكون لله مخلصا ان يقول لا اله الا الله صادقا من قلبه ان من مفاتيح الجنة الصوم جاء في الصحيح من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال فمن كان من اهل الصيام دعي من باب الصيام فالصوم له باب يدخله الصائمون. لذلك جاء في الصحيح من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان في الجنة بابا يقال له الريان هذا الباب هو من الابواب التي جعله اسم خاص باب الريان ان في الجنة بابا يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه احد غيرهم فيقال اين الصائمون فيقومون لا يدخل منه احد غيرهم فاذا دخلوا اغلق فلم يدخل منه احد هذه الخاصية هذه الميزة هذا الشرف لم يذكره الله تعالى لبقية الاعمال باب الصلاة باب الجهاد باب صدقة فلم يأتي التفصيل فيه كما جاء في هذا الباب اولا خصه بان ذكر اسمه دون سائر الابواب فان بقية الابواب تذكر باسماء الاعمال باب الصلاة باب الصدقة باب الجهاد واما هذا الباب فانه سمي بباب الريان والريان اي الذي امتلأ ريا ووريه هو الشبع والاكتفاء من كل ما يحتاجه الانسان في مأكله ومشربه هذا في الاصل ولكنه ايضا في نفسه فانه تشبع كل رغباته فلا يبقى شيء مما حجز نفسه عنه طاعة لله في المأكل والمشرب والشهوة الا وسيجد عوض ذلك عند الله تعالى اذا دخل من هذا الباب باب الريان الصوم باب من ابواب الجنة من صدقها مع الله تعالى في تحقيق الغرض من هذا الصيام كان فائزا بالاجر عطاء لكن الصوم عبادة لا يعلمها احد ليس شيئا يظهر على الجوارح بمعنى انه الصائم لا يقوم بعمل الا ان يمتنع فقط عن الاكل والشرب والجماع من طلوع الفجر الى وغروب الشمس رغبة فيما عند الله عز وجل واملا فيما عنده اخلاصا له لا يعلم بذلك احد الا الله لهذا كانت هذه العبادة من عبادات السر لذا جاء في الصحيح من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الصوم لي وانا اجزي به الصوم لي لماذا له دون سائر العمل؟ مع ان كل الاعمال له جل في علاه الصلاة له صدق له الاحسان له بر الوالدين له صلة الارحام له اداء الامانات له. كل ذلك يفعله العبد له. لكن لماذا قال الصوم لي وان اجزي به لانه لا يعلم به الا هو وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها له ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا محبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه احمده حق حمده لا احصي ثناء عليه هو كما اثنى على نفسه لا اله الا هو الرحمن الرحيم له شهادة الحق اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا عبد الله ورسوله اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد جل في علاه هو سر بين العبد وربه. قد يظهر الانسان مظهر الصائمين لكنه مفطر فلا يعلم احد بذلك الا الله. وقد يظهر مظهر المفطرين فلا يبدو عليه شيء من اثار الصيام لكنه صائم لا يعلم بذلك الا الله مفتاح الصوم وركنه الاساس اكبر هو النية لذا كان العمل لله يبين هذا في بقية الحديث يدع طعامه وشرابه وشهوته من اجل يعني ليالي احد غيري بل له وحده يمكن ان يختلي في مكان ويأكل ويشرب ويفعل ما يشاء مما منع منه الصائم لكنه لا يفعل ذلك الا خوفا من الله الا رغبة فيما عنده جل في علاه ولهذا كان الصوم لله وحده وهو يجزي به وجزاؤه يفوق قانون التقدير والحساب. جزاء الصوم ليس شيئا محددا الحسنة بعشر امثالها الى سبع مئة ضعف بل ذاك فوق الحساب ولهذا قال الله تعالى في الحديث الالهي الصوم لي وانا اجزي به فجزاؤه خارج عن كل التقديرات وكل التوقعات انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب فيعطون شيئا لا يأتي لهم على بال ولا يرد لهم على خاطر عطاء من الله تعالى وهبة ومنا الصوم يفتح ابواب الخير ويعين على الطاعة والاحسان الصوم مفتاح للطاعات لانه يكف الانسان به نفسه عن المباح الذي هو حلال في غير الصيام فيكون هذا مدعاة له ان يكف نفسه عن ما حرم الله حتى في غير الصيام فهو تربية على ان وحمل النفس على ان تكف عن كل ما يكون سببا لغضب الله عز وجل. ولهذا كان رمظان من ابواب الخير للناس وهو الذي يكون فيه الفرض فرض الصيام الذي فرضه الله تعالى على الناس في شهر رمضان شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فصيامه مفتاح للخير لهذا جاء في الصحيح من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا دخل رمظان فتحت ابواب الجنة. اذا الصوم حتى في الدنيا هو سبب للفتح فتحت ابواب الجنة وليس بابا واحدا انها ابواب لان الصوم يفتح لك افاق الخير يفتح لك ابواب البر يفتح لك ابواب الطاعة والاحسان. فتحت ابواب الجنة وغلقت ابواب النار وتصور هذا الاغلاق لابواب النار هو ايذان بان من كان صائما فيبعد ان يكون عاصيا فالصوم يحمل على الطاعة يقرب من الله عز وجل فتجده مسابقا الى الخيرات ومتجافيا ومتباعدا عن الشرور الحديث لم يقتصر على ذكر هاتين الميزتين لشهر رمضان وهذه الميزة ليست زمان فقط يعني ليست خاصة بزمان دون ان يكون هذا فمن مرتبطا بمعنى رمضان لانه محل الصيام كان مخصوصا بهذه الفظيلة وليس هذا لاجل ان النهار قصير او الليل طويل او آآ ان انه في زمن الربيع او فانه في زمن الشتاء لا هو يرتبط بالعمل لا ارتبط بزمان او حال آآ معينة تتعلق بليل او نهار او محيط لا انما تتعلق بما يكون من الانسان. فهي تفتح ابواب الجنة لان الناس صائمون. مقبلون على الله وتغلق ابواب النار لانهم كذلك منصرفون عن السيئات ذكر ميزة وتصفد فيه الشياطين. تصفيد الشياطين هو عقلها عن ان تعمل ربطها توثيقها عن ان تعمل شرا وفسادا وهذا لكون الصوم جنة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا الصائم متوقي للشيطان في رمظان وفي غير رمظان لكن رمظان هو جو عام. اما في غير رمظان فيكون ذلك في قصة نفسه يقول النبي صلى الله عليه وسلم والصيام جنة او والصوم جنة اي وقاية يقي بها الانسان الشر. وجاء في الصحيح من حديث انس بن مالك رضي الله طبعا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الشيطان يجري من ابن ادم مجرى الدم مجرى الدم يعني في العروق العروف فالعروق هي التي يجري فيها الدم. وبالتالي اذا صاب الانسان ظاقت على الشيطان مجاري الدم فقل عمله وكان الصوم جنة له وقاية من ان يقع في الشر لذلك قال يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فان لم يستطع فعليه بالصوم فانه له وجاء اي وقاية وحماية من ان تتسلط عليه الرغبات والشهوات التي اذا استجاب لها في غير طاعة الله كانت هلاكا ووبالا اذا الصوم مفتاح للجنة. الصوم مفتاح للبر صوم مفتاح للعمل الصالح. الصوم مغلاق للفساد والشر. الصوم يزكو به الانسان مفتاحا لفضائل الاخلاق. ولهذا جاء في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا كان صوم يوم احدكم فلا يرفث ولا يصخب لا يرفث يعني لا يتكلم كلاما بذيئا ولا يصخب يعني لا يرفع صوته بالصياح والمخاصمات فان امرؤ خاصمه اذا هذا بيان ان الصوم نقلة ينتقل بها الانسان من حالا رديئة في قوله ومعاملته الى حال فاضلة حتى اذا اعتدى عليه احد هو مطلوب منه ومندوب الى ان لا يقابل الاساءة بمثلها وان يظهر ان عدم المقابلة ليس عجزا عن الرد ولا ضعفا عنان يقابل الاساءة بمثلها انما لاجل ما هو عليه من صيام ومن عمل يحجزه عنان يقابل الاساءة بمثلها. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم وان امرؤ خاصم ما هو اوقاتنا فليقل اني وان احد خاصمه اوقاته فليقل اني امرؤ صائم. يعني انا صائم وصومي يقتضي الا اجيب اساءتك والا اقابل ما يكون من سيء قولك او عملك اذا الصوم مفتاح لخيرات كثيرة. لكن هذا الصوم يحقق ذلك متى اذا كان لله خالصا اذا حرص الانسان ان يتقرب الى الله تعالى به على الوجه الذي يرضى الله تعالى به. فانت بنفسي واخواني الى الحرص على الصوم ابتداء بالفرائض فما تقرب عبد الي بشيء احب الي مما افترضته عليه. هذه المرتبة الاولى التقرب الى الله تعالى بالواجبات ثم بعد ذلك ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احب احرص على صيام ثلاثة ايام من كل شهر صيام الاثنين والخميس صيام الايام التي جاء في فضلها صوم كعرفة عاشوراء فان الصيام مفتاح المغفرة فقد جاء فيهم انه قال من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. ومن صام يوم عاشوراء احتسب على الله ان يكفر السنة التي قبله. وفي عرفة احتسب على الله ان يكفر السنة التي قبله والتي بعده الصوم سبب لحط الذنوب والاوزار والخطايا فهو مفتاح من مفاتيح المغفرة. اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يجعلني واياكم من المقبولين. ان يغفر لنا وان يعيننا على الطاعة والاحسان والى ان نلقاكم في حلقة قادمة من برنامجكم مفاتيح استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تكون الاقرب اليكم بامكانكم دائما مشاهدة العديد من برامجنا على قناتنا على يوتيوب