الحمد لله الذي له ملك السماوات والارض يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير هو الاول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم. احمده حق حمده له الحمد كله اوله واخره ظاهره وباطنه لا احصي ثناء عليه كما اثنى على نفسه واشهد ان لا اله الا الله اله جلت قدرته اله عظم شأنه اله للاولين والاخرين رب العالمين هو الرحمن الرحيم واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفيه وخليله خيرته من خلقه دلنا على كل خير حذرنا من كل شر بين لنا طريق الهداية على وجه لا يلتبس ولا يشتبه طراط مستقيم فصلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين اما بعد. فحياكم الله ايها الاخوة والاخوات في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم فادعوه بها بهذه الحلقة نتناول اسمين من اسماء الله العظيمة ذكرهم الله في سورة الحديد وهما الظاهر والباطن الظاهر والباطن اسمان مقترنان بهما يتبين لله كمال الاحاطة في المكان قد اخبر الله جل في علاه بمحكم كتابه عن اسمائه وصفاته ومن ذلك قوله تعالى هو الاول والاخر وهو الظاهر والباطن هو الاول والاخر والظاهر والباطن. وهو بكل شيء عليم تأمل كيف ذكر الله تعالى اوليته واخريته وظاهر وظهوره وبطونه جل في علاه ثم بين ما تقتضيه هذه الصفات من كمال الاحاطة فقال وهو بكل شيء عليم سبحانه لا يفوته شيء وسع علمه كل شيء سبحانه وبحمده ان الظاهرة والباطن جاء الخبر عنهما في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه الشيخان من حديث ابي هريرة في دعاء النوم الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم امته اللهم رب السماوات ورب الارض ربنا ورب كل شيء الق الحب والنوى منزل التوراة والانجيل والفرقان اعوذ بك من شر كل ذي شر انت اخذ بناصيته اللهم انت الاول فليس قبلك وانت الاخر فليس بعدك شيء وانت الظاهر فليس فوقك شيء وهذا الاسم الذي سنتناوله في هذه الحلقة وانت الباطن فليس دونك شيء اغننا من الفقر واقضي عنا الدين هكذا كان ذكره صلى الله عليه وسلم لهذين الاسمين في سنته فما معنى اسمه الظاهر واسمه الباطن سبحانه وبحمده هنا نحتاج الى ان نعرف معنى الظاهر والباطن في اللغة لان القرآن نزل بلسان عربي مبين واذا اردت ان تعرف شيئا من معاني كلام الله عز وجل فعليك بمعرفة لسان العرب الذي نزل به القرآن فانه به يعرف ما قال الله عز وجل وما اراد في كلامه في كتابه الحكيم الظاهر في كلام العرب يراد به عدة معاني منها العلو ومنها الارتفاع ومنها البيان ومنها عدم الخفاء الظهور كل ما يحمله هذا المعنى من البيان كل هذه المعاني مما يراد به اسم الظاهر في اللغة واما الباطن الباطن يقابله ولذلك يفسر العلماء الباطن بانه ما قابل الظاهر فمثلا هذه العباءة هذا ظاهرها وهذا باطنها هذا الظاهر وهذا الباطن فالظاهر يعرف فالباطن يعرف معناه من الظاهر ولذلك هذان الاسمان جاء مقترنين وانتبه الى السر في ذكر هذين الاسمين عندما عطف بينهما فجاء بالواو الدالة على العطف والمفيدة للتغاير لان غالب ما يذكره الله عز وجل في كتابه الحكيم من صفاته يذكره على وجه متوالي وصفا لا يفصل بينها بحروف عطف والسبب في هذا انها متناسبة يدل بعضها على بعض ولهذا لم يأتي بينها بحرف العطف الذي يقتضي التغاير فمثلا يقول الله تعالى في الاية التي يفتتح الله تعالى بها كل سورة الا سورة براءة بسم الله الرحمن الرحيم. ما قال بسم الله والرحمن والرحيم. حينما قال بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين هو الله لا هو الله الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر ليس هناك عطف بين هذه الاسماء لانها متناسبة يدل بعضها على بعض اما هذان الاسمان فانهما متقابلان ولذلك جاء بالواو ليبين ان كلا منهما يدل على معنى يقابل الاخر كما هو الشأن في قوله تعالى هو الاول والاخر ثم قال والظاهر والباطن فانهما اسماء متقابلة فعطف بينهما ليوضح هذا التقابل في معناهما ولان هذه المعاني قد يقع في قلب الانسان تساؤل كيف يكون الاول ويكون الاخر كيف يكون الباطن ويكون الظاهر الجواب على هذا لا تقل كيف ربك جل في علاه فوق كل وصف ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ومن شأنه الا يقال في صفاته كيف لانه جل في علاه على وسما وتنزه عن ان تحيط به العقول فعقول البشر لا تدركه شأنه وقدره سبحانه وبحمده لهذا قطع الله تعالى السؤال بالكيف فقال ليس كمثله شيء الا تطلبوا لصفاته تمثيلا ولا تطلبوا لصفاته كيفية هذا مما لا تحيط به عقولكم ونحن تقصر عقولنا عن الاحاطة ببعض شأن المخلوقات فكيف بشأن الخالق الذي شأنه ارفع شأن سبحانه وبحمده ان الكيف في مثل هذه الامور مزلة قدم يوقع في انحراف وظلال ولذلك لما سئل الامام مالك رحمه الله عن استواء الرب جل في علاه على عرشه كيف يكون رمت وله شيء من الارهاق حتى بدا ذلك على وجهه فقال الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة فلذلك لا يسأل كيف يكون ذلك كيف يكون هو الاول والاخر لكن ثق تماما ان الله متصف بما اخبر وان هذه الصفات دالة على كماله فهو الاول والاخر وهو الظاهر والباطن جل في علاه هو الاول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم ان معنى ظهور الله عز وجل في اسمه الظاهر سبحانه وبحمده يدل على عظمته وعلى عظمة صفاته واضمحنا لكل شيء عند عظمته سبحانه وتعالى فهو دال على علوه فهو العلي الاعلى ليس فوقه شيء سبحانه وبحمده كما قال سبحانه في اية الكرسي وهو العلي العظيم وكما قال جل وعلا وهو وهو القاهر فوق عباده وكما قال جل وعلا في محكم اياته بذكر علوه على خلقه امنتم من في السماء فهذا من معاني العلو في من معاني الظاهر انه العالي على كل شيء سبحانه وبحمده على وجه يليق به ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ومما يدل عليه معنى الظاهر انه بين يدركه كل من طلبه فليس في اثباته ولا في دلائل وجوده وصنعه التباس وخفاء بل هو البين لكل من طلبه سبحانه وبحمده ولهذا يقول جل في علاه وكأين من اية في السماوات والارض دالة عليه يمرون عليها وهم عنها معرضون ويقول جل وعلا سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق اذا من معاني الظاهر انه الذي ظهرت دلائل الهيته ودلائل عظمته ودلائل وجوده سبحانه وبحمده اسرت قلوب الخلق فلا تمكنونا من الانفكاك عنها مهما جحد الجاحدون وجوده فانهم يجدون في انفسهم ظرورة اقراري بان لهذا الكون صانعا دل عليه هذا الانتظام وهذه الايات ومن ومن معاني الظاهر انه سبحانه وبحمده غالب لكل من خرج عن امره فما من احد يخرج عن امر الله عز وجل الا والله عليه ظاهر كما قال تعالى وهو القاهر فوق عباده فلا شيء يعجزه سبحانه وبحمده بل جميع الخلق في قبضته ان كل من في السماوات والارض انه اتى الرحمن ابداع وهذا من معنى ظهوره اذا الظاهر له كل هذه المعاني وهي دالة على عظمته وجلاله سبحانه وبحمده هذا بعض ما دل عليه اسمه الظاهر وسنتناول ان شاء الله تعالى بقية الحديث عن دلالة هذا الاسم واسمه الباطن في حلقة قادمة من برنامجكم فادعوه بها استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته