وفضل ذلك و انواع الانفاق وما يتصل به من حث وندب وبيان اوجه الانفاق ومحاله على وجه بين واسع وذاك ان النفقة دليل وبرهان على صدق الايمان فمن اعظم براهين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياكم الله ومرحبا بكم في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم عباد الرحمن الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه حمدا يرظيه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان دينا اما بعد فمرحبا واهلا وسهلا بكم ايها الاخوة والاخوات هذه الحلقة نتناول فيها خصلة من خصال عباد الرحمن الذين هم المؤمنون عباد الرحمن الذين هم اولياء الله عباد الرحمن الذين هم اهل التقوى والاحسان هذه الحلقة نتكلم عن خصلة ذكرها الله في كتابه كثيرا وقرنها بالصلاة في مواضع الذكر في الكتاب الحكيم ففي اوائل ما ذكر الله تعالى من خصال اهل التقوى عباد الرحمن من عباد الله من اهل الاحسان قال جل في علاه ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين. الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون هذه الخصلة وهي خصلة الانفاق من رزق الله جل وعلا ملأ الله تعالى ذكرها في كتاب الله عز وجل فالقرآن مليء بذكر الانفاق في سبيله صدق الايمان ودلائل صحة الاسلام الانفاق في سبيل الله ان ينفق الانسان بما امره الله تعالى ان ينفق فيه وهنا يصدق قوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم فيما ذكر من جملة اعمال صالحة في حديث ابي مالك الاشعري في صحيح الامام مسلم قال صلى الله عليه وسلم والصدقة برهان قف عند هذه الكلمة قال صلى الله عليه وسلم الصدقة برهان اي دليل صدق ايمان. لماذا لماذا كانت الصدقة برهان ودليلا على صدق الايمان وصحته الجواب على هذا السؤال يتبين من فهم الصدقة وما يتصل بها من باعث ودافع للانفاق ما الذي يحملك على الانفاق انك تنفق ترجو ما عند الله انك تقدم شيئا عاجلا لتنال شيئا مؤجلا ولذلك كانت هذه النفقة هذا الاخراج من اعظم الدلائل على صدق الايمان لماذا لانه يدفع الانسان شيئا حاضرا يصدق به ايمانه بالغيب فعلا مؤمن بالغيب الذي اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم والذي جاء ذكره في القرآن من ان الله تعالى يجزي على الحسنة بعشر امثالها وان الله تعالى لا يضيع عمل عامل من ذكر او انثى وان الله جل وعلا يأتي بالحسنات وان دقت يا بني انها ان تك مثقال حبة من خردل فتكن في السماوات او في الارض يأتي بها الله لا تظيع فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة ترى يرى هذا الايمان هو في الانفاق وبذل الاموال في سبيل الله وفي اوجه الانفاق المأمور بها والمشروعة هو من دلائل الصدق وبراهين يعني صدق ايمان الانسان لهذا ذكره الله تعالى في مواطن كثيرة في كتابه وقرنه بالصلاة لانه عنوان صلاح ما بينك وبين الخلق فان عنوان صلاح ما بينك وبين الله عز وجل في الاعمال ان تقيم الصلاة وعنوان صلاح ما بينك وبين الخلق في المعاملة ان تبذل الحقوق الى اهل ان تبذل المال نفقة لمن اوجب الله تعالى عليك الانفاق عليه او ان تخرج المال الذي فرضه الله تعالى عليك في مالك وكسبك ايها الاخوة الانسان مجبول على محبته وتحبون المال حبا جما لكن اهل التقوى واهل الايمان يقدمون تلك الاموال ليس زهدا فيها ولا رغبة عنها انما يقدمونها رجاء الله عز وجل ورغبة في ثوابه وتصديقا لوعده انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكر هم يقدمون هذه الاموال التي ينفقونها في سبيل الله لا يرجون من الناس جزاء ولا شكورا. لذلك ذكر الله جل وعلا اعمالهم كريمة افعالهم في الانفاق في مواضع كثيرة قال الله تعالى والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم واقاموا الصلاة وانفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ويدرؤون بالحسنة السيئة اولئك لهم عقبى الدار اي لهم العاقبة الحميدة بالفوز بالجنة. نسأل الله ان نكون من اهلها. وقال تعالى قل لعبادي الذين امنوا يقيموا الصلاة وينفق مما رزقناهم سرا وعلانية من قبل ان يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال. ويقول تعالى ان الذين يتلون كتاب الله الله واقاموا الصلاة وانفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور هذه تجارة رابحة بعيدة عن كل خسار وبوار ان تنفق ما لك ابتغاء مرضات الله تعالى من الناس من ينفق اموالا طائلة لكنه يرجو بذلك ذكرا حسنا وثناء عاطرا ومدحا ووصفا بالكرم وكل هذا يذهب بذهاب الدنيا لكن الذي يبقى في الاخرة وما ابتغي به وجه الله تعالى وما انفق واخرج طاعة لله عز وجل ورغبة فيما عنده ولو كان قليلا فليس العبرة بالقلة والكثرة في الانفاق. انما العبرة بان تنفق ابتغاء وجه الله عز وجل وان تطيعه فيما امرك به جل وعلا من الانفاق والانفاق على نوعين انفاق واجب وانفاق مستحب اولى ما ينبغي ان يشتغل به الانسان. وابدى ما يشتغل به في تحقيق صفات عباد الرحمن ان يبادر الى النفقة الواجبة بابراء ذمته فرظ الله تعالى على الانسان ان ينفق على نفسه كفاية لها عن الحاجة ولذلك كان افضل ما ينفقه الانسان دينار يصرفه على نفسه لكف حاجته واستغنائه عن الناس. ثم ينفق بعد ذلك على من الفه الله تعالى بالانفاق عليه من زوجة ووالد وولد فهذه نفقات لازمة للانسان يجب عليه ان يبادر اليها والا يمتنع من الانفاق امتناعه من الانفاق في اوجه وجوب الانفاق على نفسه وعلى ولده وعلى زوجه وعلى والديه والديه وعلى قراباته وعلى من ينجب والانفاق عليهم هو في الحقيقة القاء بالنفس الى التهلكة. ولذلك يقول الله تعالى وانفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة واحسنوا ان الله يحب المحسنين فندب الله تعالى الى النفقة ثم امر بالمزيد وهو الاحسان الذي يبذل فيه الانسان اكثر مما يجب عليه رغبة في احسان الله عز وجل وطمعا في آآ عطائه ونواله. ان الانفاق لا يقتصر على الزكاة الواجبة في المال بل كما هو المتبادل على الذهن عندما تذكر النفقة الواجبة او الحقوق الواجبة الحقوق الواجبة ليست فقط في الزكاة بل هي في النفقة على النفس النفقة على الاهل النفقة على الولد النفقة على الوالد النفقة على الاقارب النفقة على ذوي الارحام كل هؤلاء مما يدخلون فيما امر بالنفقة عليه. ولذلك ينبغي للمؤمن ان لا يبخل على عن نفسه ولا على نفسه ولا على اهل ليه؟ فيما اه وسع الله تعالى عليه واعطاه لينفق ذو سعة من سعته. ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما اتاه الله. لا يكلف الله نفسا الا ما اتاها فيجعل الله بعد عسر يسرا واذا بذل الانسان ماله رغبة فيما عند الله اجر على ذلك ونال به فظلا واجرا من الله عز وجل فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم ما من يوم ما من يوم يصبح العباد فيه الا ملكان ينزلان فيقولان احدهما او فيقول احدهما اللهم اعط منفقا خلفا. ويقول الاخر اللهم اعطي ممسكا تلفا. وقد جاء في الحديث ان النبي الله عليه وعلى اله وسلم قال انفق ينفق الله عليك وهذا يشمل كل اوجه الانفاق المشروعة فمن خصال ايماني ان يبذل الانسان المال في مواضعه التي امر ان ينفق فيها. ولا يقصر ذلك على باب من الابواب بل كل الابواب. ابواب من الابواب المهمة اعطاء الزكاة التي فرضها الله تعالى في المال فقد قال تعالى خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم ما نقص مال من صدقة وهذا يشمل كل اوجه الانفاق ثم اذا قام الانسان بما فرض الله تعالى عليه من من الصدقات التي فرضها الله تعالى والانفاق الذي فرضه الله عليه قرب لزوجه وقراباته غير ذلك مما يجب الانفاق عليهم واخرج كانت الواجبة في ماله ثم بادر الى اوجه الانفاق الاخرى التي بها يكتسب اجرا فليبشر. فان المؤمن في ظل صدقته وبذلك يتبوأ منزلة من المنازل المباركة ويتحلى بصفة من صفات عباد الرحمن انه بذلك ينال فضلا من الله فالله عز وجل يعطي على القليل الكثير الجزاء الاحسان الا الاحسان انفقوا ينفق الله عليكم لا تبخلوا فالشيطان يعدكم الفقر والله يعدكم منه وفضلا حتى لو كان المال قليلا انفق فسينفق الله عليك. وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن افضل الصدقة. قال جهد المقل يعني عندما تخرج وانت على حاجة وانت آآ قد قدر عليك رزقك كان ذلك من صدقك ومن اسباب توسيع رزقك فما عند الله خير وابقى اسأل الله ان يعينني طاعته وان يرزقنا الاحتساب فيما نبذله من الاموال على انفسنا وعلى اولادنا وعلى اهلينا وعلى من نحب وما نتصدق به في صدقاتنا الواجبة اسأل الله ان يخلف علينا الى ان نلقاكم في حلقة قادمة من برنامجكم عباد الرحمن استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة وبركاته