السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياكم الله ومرحبا بكم ايها الاخوة والاخوات في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم عباد الرحمن الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه واصلي واسلم على من بعثه الله هاديا للعالمين رحمة القي اجمعين نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اتبع جنته واختفى اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد ففي هذه الحلقة نتناول موضوعا يؤرق كثيرا من الناس ويسأل عنه كثيرون وهو موضوع الخشوع في الصلاة الله جل وعلا عندما ذكر المؤمنين ذكر في اول صفاتهم بعد ايمانهم انهم في صلاتهم خاشعون انهم في صلاتهم خاشعون قال جل وعلا قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون فما هو الخشوع الذي وصف الله تعالى به هؤلاء وكيف يبلغه الانسان فيكون في صلاته خاشعا الخشوع هو لين القلب ورقته وخضوعه وذله الليل والرقة هي فرع عن الخضوع والذل القلب اذا ذل وخضع لان استكان وجد من حضور والتأثر بكلام الله عز وجل ما يصلح به عمله ويستقيم به حاله ويتلذذ فيه بصلاته الخشوع ايها الاخوة والاخوات يحول الصلاة الى جنة يفزع اليه الانسان من لهيب ما يحيط به من الضغوط ويفزع اليه الانسان عندما تحدق به النوازل تكتنفه المخاوف فيكون مفزعه الى وقوفه بين يدي ربه يشكو اليه اما انزل به حاجة وتضرع اليه لكن هذا لا يجده اولئك الذين قلت قلوبهم من الخشوع فليس في صلاتهم سكن ولا في ذكر ولا في صلاتهم قرار بل صلاتهم عجلة تجد احدهم اذا صلى صلى سريعا ينقرها كما ينقر الغراب الحب لا يذكر الله هذا معزول عن حقيقة الصلاة لم يتذوق طعمها النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا حزبه امر فزع الى الصلاة اتظنون ان ذلك منه صلى الله عليه وسلم لمجرد التعبد فقط ام ان ثمة سر في الصلاة؟ لماذا لم يفزع الى الصدقة مثلا لماذا لم يفزع الى الصوم مثلا لماذا لم يفزع الى عمل اخر من الصالحة فزع الى الصلاة بما في الصلاة من الروح بما في الصلاة من النور بما في الصلاة من السكن بما في الصلاة من الذكر لما في الصلاة من الخضوع بما في الصلاة من الدعاء لما في الصلاة من القرب الى الله عز وجل الذي يتذوق به لذة فيخشع له جل وينزل به حاجته ويسأله ما يسكن فؤاده ويذهب عنه المخاوف ايها الاخوة والاخ الصلاة مفزع لمن تذوقوا طعما الخشوع فيها لمن التذوا بحقيقتها وروحها ولذلك تجد ان اهل العلم الذين لهم معرفة الصلاة يكمل خشوعهم فتهمي دموعهم ولذلك قال الله تعالى وقرآنا طرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا قل امنوا به او لا تؤمنوا ان الذين اوتوا العلم من قبله اذا يتلى عليهم يخرون للاذقان سجن يدا ويقولون ان كان وعد ربنا ويخرون للاتقان يبكون ويزيدهم خشوع ام كيف لا يزيدهم القرآن خشوعا وهو الذي قال فيه جل وعلا لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله تلك الامثال نضربها وما وما وتلك الامثال نظيرها للناس لعلهم الله جل وعلا يذكر الخشوع الذي ينتجه سماع القرآن على الجماد فكيف بالقلوب الرقيقة قلوب التي تعي القرآن وتفهمه انها ستكون كما قال الله عز وجل في وصف اهل العلم ان الذين اوتوا العلم من قبله اذا يتلى عليهم الاثقال ويقولون سبحان ربنا ان كان وعد ربنا لمفعولا ويؤخرون الى الاذقان يبكون ويزيدهم خشوعا وقد كان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم على هذا النحو في صلاته فكان صلى الله عليه وسلم يحرص على تكميلها بالخشوع فكان اذا ركع قال صلى الله عليه وسلم اللهم لك ركعت وبك امنت ولك اسلمت خشع لك سمعي بصري ومخي وعظمي وعصبي وفي رواية شعري وبشري كل ذلك يدل على ان الخشوع تخلل اعمال الانسان واحواله واجزاءه كلها فلا يبقى منها الا بلغه تأثير ان الخشوع هو الذل بين يديه عندما يخشع سمعك بصر عندما يخشع سمعك فلن تسمع معها عندما يخشع بصرك فلن يرى الى ما حرم عندما يخشع عظمك فلن يحملك الى ما حرم وهكذا كل اعضائك عندما ذلوا لله عز وستنقاد له ولن تنصرف الى هذا كله يجمعه ابتداء خشوع القلب الذي اذا خشعت قادة الجوارح ورسولنا صلى الله عليه وسلم كان يبكي في صلاته خشوعا لله عز وجل كما جاء في حديث عبد الله ابن رضي الله تعالى عنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وفي صدره ازيز اي صوت كازيز المرجل من البكاء لأ خشوعا لله عز وجل وذلا بين يديه وتواعظا له. ومن تواضع لله تخشعا رفعه الله تعالى في الدنيا وفي الاخرة. ووجد لعبادته طعما ووجد بذلك لذة وقد قال الله تعالى في وصف اهل الايمان قد افلح المؤمنون وفلاحهم نجاحهم في الدنيا والاخرة بلوغهم المقاصد في الدنيا والاخرة الذين هم في فكل من خشع في صلاته فانه نائل هذا الوعد من الله عز وجل كانوا اذا قاموا في الصلاة اقبلوا على صلاتهم وحفظوا ابصارهم قفظوها الى موظع سجودهم وعلموا ان الله يقبل اه اه اعمالهم اذا صدقوا في الاقبال عليه فيقبلون عليه بقلوبهم وقوالبهم فيقبل عليهم فلا يلتفتون هنا يمنة ولا ايمانا كل ذلك رغبة فيما عند الله عز ايها الاخوة والاخوات ان حال المؤمن اذا خشع في صلاته ان انه يبلغ منزلة من الطمأنينة والسكن قد ينقشع بها عنه كل احساس موجع ومما يذكر في ذلك ما نقل عن عروة ابن الزبير ابن حوريه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو العالم المدني احد الفقهاء السبعة رحمه الله واحد علماء الاسلام واحد الفضلاء اهل اه الصدر الاول من التابعين آآ رضي الله تعالى عنهم وهم كان قد اصابته الاكلة في قدمه وسرت الى ان بلغت ساقه فاشار الاطباء عليه بترها لان لا تمتد الى بقية جسمه ارادوا له ترابا يقطع عنه الالم فقال في ذلك مقال من انه لا يأكل شيئا يذهب عقله ولكن قال اذا اذا كنتم ولابد فاعلين فافعلوا ذلك وانا في الصلاة اذ يعني كنتم لابد ستقطعون رجلي افعلوا ذلك في الصلاة فاني لا احس بذلك ولا اشعر به. قال فنشروا ساقه رضي الله تعالى عنه اه وهو في الصلاة فلم يشعر بذلك ولم يتضور ولم يختلج فلما انصرف من الصلاة عزاه آآ بعض من حضر فقال اللهم لك كان لي اربعة اطراف فاخذت واحدا ولئن قد اخذت فلقد ابقيت وان كنت قد ابتليت فلطالما عافيت الله اكبر ما اعظم على الخاشع في صلاته انه ينقطع عن كل شيء يقبل في اقبال واخبات وذل بين يديه لكن الخشوع لا يمكن ان يأتي لانسان قد فرق قلبه في اه الافكار وتجاوب مع الهواجس التي تطرأ عليه وتمادى في التفكير يمنة ويسرا ان الخشوع لا يتحقق الا رجل اقبل على صلاة عظم وقوفه بين ربه تدبر ما يسمعه من الايات وما يقوله من الاذكار وما يسبح به من التسبيحات وما يدعو به من ادعية عند ذلك يتحقق عند ذلك يتحقق له خشوع سمعه وبصره وعظمه وعصبه ومخه وما اقلت قدمه اسأل الله العظيم رب ان يرزقني واياكم الخشوع في الصلاة اذا اردتم الخشوع في الصلاة تهيئوا للصلاة بوضوء حسن قدموا بين صلاتكم الفريضة نافلة. اقبلوا على الله في الصلاة قلوب خاشعة. واعلموا ان اجركم بقدر حضور قلوبكم وخشوعكم في صلاتكم واعلموا ان صلاة الخاشع لها من اللذة والبهجة ما يصدق عليه قوله تعالى تتجافى جنونه عن المضاجع يدعون ربهم رغبا فاللهم اجعلنا منهم واسلك بنا سبيلهم وارزقنا لذة الخشوع في صلاتنا واجعلنا من الخاشعين في اقوالنا واعمالنا الى ان نلقاكم في قادمة من عباد الرحمن استودعكم الله لا تضيع والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته