عباد الرحمن من هم عباد الرحمن؟ وما اوصافهم في القرآن الكريم؟ كيف نصبح من عباد الرحمن الصالحين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اهلا وسهلا ومرحبا بكم ايها الاخوة والاخوات هذه هي حلقة جديدة في برنامجكم عباد الرحمن الحمد لله رب العالمين له الحمد في السماوات وفي الارض وفي الاولى والاخرة وله الحكم واليه ترجعون واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. اله الاولين والاخرين رب العالمين واشهد ان محمدا صفوة الله من الخلق بعثه الله بالهدى ودين الحق فصلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنة واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد ففي هذه الحلقة نتحدث عن قوم اعلى الله مقامهم انهم عباد الله انهم الذين قال الله تعالى فيهم الا عباد الله المخلصين اولئك لهم رزق معلوم هؤلاء الذين اثنى الله جل وعلا عليهم تميزهم دون سائر العباد دون سائر الخلق لهم من المكانة والمنزلة ما تبوءوا به اسمى المراتب. ان وصفهم الله باعلى اوصاف الخلق واكمل ما يتصف به مخلوق ان يكون عبدا لله اكمل ما نتصف به يا من تنشدون الكمال وتأملون بلوغ اعلى مقام ان تكونوا عبادا لله. نعم ان الله عز وجل خلق الخلق ليعبدوه كما قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ارسل الله تعالى الرسل جميعا يدعون الخلق لهذه حقيقة كما قال جل في علاه وما ارسلنا من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون هذه هي الغاية من الخلق هذا هو المطلوب من الجميع ان يكونوا عبادا لله. طبعا نحن عباد لله قهرا وقدرا فلا خروج لنا عن عن خلقه وعن حكمه الكوني وعن تقديره جميعنا من في السماوات ومن في الارض كلنا له قانت وله اسلم من في السماوات والارض. لكن ثمة فئة من الناس تم تهفئة من الخلق ميزهم الله تعالى بان اعلى مقامهم فكانوا عبادا له طوعا كانوا له عبادا اختيارا استجابوا لما خلقهم الله تعالى لاجله واستجابوا لدعوة المرسلين فكانوا عبادا لله عز وجل على نحو مميز دون سائر الخلق. انهم عباد لله عز وجل في امره ودينه وما شرعه الله عز وجل فبلغوا اعلى المراتب واسمى المنازل انهم اهل العبودية الحقة الذين عبدوا الله جل وعلا في قلوبهم وقوالبهم فازوا بان حققوا ما من اجله بعث الله الرسول. الله عز وجل يقول في محكم كتابه ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمن حقق هذا المطلوب من فاز بهذا الوصف ان كان عبدا لله خالصا له دون ما سواه فانه يكون بذلك من عباد الرحمن. يكون بذلك من عباد الله. يكون بذلك قد وافق الركب الكريم والرفقة الجميل واحسن الرفيق وهم المرسلون في سلوك الصراط المستقيم. ان اولئك لم يبلغوا ذلك المقام ولم يدخل في زمرة هذا المكان وهو المكان الشريف العالي بان كانوا عبادا لله الا بعد ان حققوا العبودية لله عز وجل ايها الاخوة والاخوات ان الله جل وعلا ذكر في كتابه من ممن حقق العبودية له جل في علاه ما يشحذ النفوس ويشجعها على المضي في تحقيق العبودية لله عز وجل فذكر الله عز وجل في دعوة الرسل انهم دعوا اقوامهم لعبادته وحده لا شريك له. لقد ارسلنا نوحا وهو اول رسول ارسله الله عز وجل الى الارض لقد ارسلنا روحا الى قومه فقال يا قومي اعبدوا الله ما لكم من اله غيره دعاهم الى ان يدخلوا في عباد الله دعاهم الى ان يدخلوا في عباد الرحمن. وهود يقول الله تعالى والى عهد اخاهم هودى قال يا قومي اعبدوا الله ما لكم من اله غيره والى ثمود اخاهم صالحا. قال يا قومي اعبدوا الله ما لكم من اله غيره. والى مدين اخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره. وهكذا جميع المرسلين وجميع من بعثهم الله عز وجل دعوا اقوامهم الى هذه الحقيقة الى ان يعبدوا الله وحده لا شريك له. وقد فاز بهذه المنة وهذه المنحة اشرف الخلق انهم الملائكة الذين ميزهم الله تعالى بالقدرات والامكانات كانوا في العبودية على وجه الكمال. انهم لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون. بل قد قال الله الله جل وعلا في وصفهم بل عباد مكرمون. وقال جل وعلا سبحانه وبحمده في وصف الملائكة القائلين بطاعته جل في علاه وله من في السماوات والارض ومن عنده وهم الملائكة لا يستكبرون عن عبادته فليس عندهم كبر ولا علو عن تحقيق العبودية لله ولا يستحسرون ولا مقصرون في تحقيق العبودية له يسبحون الليل والنهار لا يفترون قد قال جل في علاه في وصفهم ان الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون. وبين ان الاستكبار على العبودية هو الذي يخرج اكثر الخلق ان وصف عباد الله وعن وصف عباد الرحمن لن يستنكف المسيح ان يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون ان المؤمن ينظر الى هذه الحقائق فيرى ان عباد الرحمن وصف لصفوة الخلق وصف الله به الملائكة وبين انه من اجل ما مازوا به الخلق وبلغوا به المغز المنزلة العظمى ان كانوا عند الله عز وجل على نحو من الخضوع والذل والعبودية التامة التي لا تنقطع. وهو وصف اكامل البشرية فان الله تعالى وصفه بالعبودية اكمل الخلق وهم وهم الرسل والنبيون صلوات الله وسلامه عليهم. يقول الله تعالى في نوح وهو اول من ارسله الله تعالى الى الناس وهو من اولي العزم من الرسل انه كان عبدا شكورا. ويقول في ابراهيم واسحاق ويعقوب وهم من الرسل والنبيين يقول واذكر عبادنا انه وصفهم بهذه المنزلة العظيمة لم يمجدهم ولم يثني ولم يثني عليهم بغير العبودية واذكر عبادنا ابراهيم واسحاق ويعقوب اولي الايدي والابصار. ويقول جل وعلا في داوود واذكر عبدنا داوود ذا الايدي انه اواب. ويقول عن سليمان الذي اعطاه الله من الملك ما لم يعطي احدا بعده. فكان له من العلو في القدرة على اسباب تحصيل المقاصد في الدنيا ما ليس لغيره. فقد اتاه الله ملكا وسخر له من الجنود من الانس والجن على نحو لا يعرف لغيره من الخلق ومع ذلك يقول نعم العبد انه اواب. وقد قال في ايوب الذي ابتلاه بالمرض فا كان صابرا محتسبا قائما بامر الله واذكر عبدنا ايوب ان اذ نادى ربه ويقول جل وعلا في عيسى وهو الذي جعله الله على نحو مختلف عن سائر الخلق في الوجود فقد خلق اه من اه ام دون اب بكلمة الله عز وجل وروحه التي نفخ فيها جبريل عليه السلام في درع مريم فكان عيسى اية ومثلا الخلق ان هذا التميز لم يخرجه عن ان يكون عبدا لله بل اول ما تكلم به المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام قال اني عبد الله اتاني الكتاب وجعلني نبيا وقد قال الله تعالى في بيان حقيقته ان هو الا عبد انعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني اسرائيل. ان العبودية هي وصف سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليه. ولذلك وصفه الله تعالى به في اشرف مقاماته وسيأتي ذلك تبيينا وايظاحا في حلقة قادمة ان شاء الله تعالى واحببت ان اقول ان اسمى المراتب واعلى المنازل واكمل الاوصاف لك ولجميع البشر ولجميع الخلق ان تكونوا لله عبدا طوعا ان تكونوا لله عبيدا باختياركم فكونوا عباد الله كما امركم الله تفوزوا بهباته وعطاياه. اللهم اجعلنا من عبادك المتقين وحزبك المفلحين واوليائك الصالحين واحشرنا في زمرة عبادك يا رحمن الى ان نلقاكم في حلقة قادمة استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته