خليفة فلما حوصر جاءه الصحابة كبراؤهم رظي الله عنهم وطلبوا نصرته فقال من كان لي في عنقه طاعة انصرف فما كان الا انصرفوا طاعة لامامهم واميرهم. وكل ذلك شفقة على الامة وكراهية ان يقع دم بسببه في في الامة ثم بعده الفاروق اي بعده في الفضيلة. والخيرية والمحبة للنبي ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم الفاروق ابو حفص عمر بن الخطاب الذي اعز الله به عز به واظهر الدين. والفاروق لقب بهذا اللقب بالاتفاق فهو لقبه كما ان الاتفاق منع عقد على ان ان ابا بكر هو الصديق. فهذا لقب عمر بالاتفاق. وقيل ان اول من لقبه بهذا اللقب النبي صلى الله عليه وسلم وقد روي في ذلك عن جماعة من الصحابة. وقيل ان الذي لقبه بذلك هم اهل الكتاب. وقيل ان الذي لقبه وبذلك هو جبريل فثلاثة اقوال في سبب في هذا اللقب من لقب عمر بهذا اللقب لكن بعد الاتفاق على انه لقبه منهم من قال ان الذي لقبه النبي صلى الله عليه وسلم ومنهم من قال الذي لقبه هو هم اهل الكتاب لما جاء بيت المقدس ان الذي لقبه بذلك جبريل وعلى كل هو لقبه المشهور وسمي بهذا اللقب او لقب بهذا اللقب لانه فرق بين الحق والباطل فرق الله تعالى به بين الهدى والضلال. واما ابو حفص فهي كنيته واما اسمه فهو عمر ابن الخطاب الذي عز الله به وابهر الدين ووصف بهذا لان عمر رضي الله عنه لما دخل في الاسلام عز اهله الم يزل في عز وظهور بعد دخول عمر رظي الله عنه. وذلك لمكانته وقوته وعظيم شدته في اعداء الله تعالى واظهار الحق. ثم بعده في الفضيلة والمنزلة ذو النورين. ذو النورين ذو هنا بمعنى صاحب ذو النورين اي صاحب النورين ابو عبد الله عثمان بن عفان الذي جمع القرآن واظهر العدل والاحسان. قول ذو النورين هذا لقب عثمان رضي الله عنه ولقب بهذا اللقب لانه تزوج بنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم. رقية وام كلثوم قال بعض اهل العلم لم يتفق لم يتفق لاحد من الناس من ادم الى اخر الانبياء ان جمع الله ولرجل ابنتي نبي الا عثمان بن عفان لم يتفق لاحد من الناس من ادم الى اخر اخرهم وخاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم جمع الله لرجل نكاح ابنتي نبي الا عثمان رضي الله عنه ولذلك لقب بهذا اللقب ذو النورين ومن رضي الله عنه زيادة على انه ثالث الصحابة في الفضل والمكان الذي جمع القرآن واظهر العدل والاحسان الذي جمع القرآن هذا من خصائصه. وان كان جمع القرآن قد كان في زمن ابي بكر لكن الذي كان في زمن عثمان جمع الناس على حرف واحد والا القرآن جمع في زمن ابي بكر رضي الله عنه. ولكن جمعه هو جمع ما كتب منه. ثم بقي الناس على ما كان عليه العمل زمن النبي صلى الله عليه وسلم من القراءة بسبعة احرف. فلما انتشرت الامة واتسعت وقع الخلاف فهب الصحابة رضي الله عنهم الى امامهم وخليفة وخليفتهم فقالوا ادرك الناس قبل ان يتنازعوا في كتاب الله فاجتمعوا واتفقوا رضي الله عنهم وهذا باجماع الصحابة على ان يجمع الناس على حرف واحد فجمعوا الناس على حرف واحد وهو المصحف الذي بين ايدينا. ويسمى مصحف العثماني نسبة الى عثمان. لانه الذي جمعه وجمع في خلافته رضي الله عنه وهذا من مناقبه رضي الله عنه ولذلك ذكره المؤلف رحمه الله فقال الذي جمع القرآن ثم قال واظهر العدل والاحسان فكان في زمانه من العدل والاحسان الذي هو ايصال الخير الى الناس ما تميز به عصره رضي الله عنه. وهو رد على من وصفه بالجور والاستيثار. فقوله العدل والاحسان مقابل ما اتهم به رضي الله عنه من الجور والاستيثار. فلقد كان اماما رحيما بامته. رعيته وكان الشفقة عليهم الى درجة انه غلب قتل نفسه رظي الله عنه عن ان يقع في الامة شر بسببه وهو فقتل رضي الله عنه شهيدا وهذا من مناقبه. هؤلاء الثلاثة في المنزلة في الفضل والخير ما ذكر المؤلف رحمه الله. وعلى هذا عقد اهل السنة والجماعة وقد روى البخاري في صحيحه من حديث عمر من حديث ابن عمر ان انه قال كنا نفاضل بين اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على على عهد النبي صلى الله عليه وسلم يعني ورسول الله بينهم فلا نعدل بابي بكر وعمر وعثمان او فنقول ابو بكر ثم عمر ثم عثمان. وهذا حكاية عما كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ومما شاع وانتشر. وفضيلة ابو بكر وعمر محل اتفاق لا خلاف بين اهل السنة فيه. واما المفاضلة بين ابي بين عثمان وعلي رضي الله عنهم. فوقع رضي الله عنهما فوقع فيه فيه بين اهل السنة والجماعة خلاف. فمنهم من يقدم علي ومنهم من يقدم عثمان. لكن فيما يتعلق بالخلافة لا خلاف بين اهل السنة والجماعة ان عثمان مقدم في الخلافة ولذلك جاء عن الامام احمد وعن غيره ان من شك في خلافة عثمان فهو اضل من حمار اهله. وفي كلام ايوب فقد ازرى بالمهاجرين والانصار. لانه لم تكن خلافة اجماعية سورية الا خلافة عثمان. فخلافة ابي بكر قيل بالاستخلاف وخلافة عمر كانت استخلافا واما خلافة عثمان فكانت شورى ولم تكن بالاستخلاف. واجمع عليه المهاجرون والانصار. كما قال ذلك عبدالرحمن بن عوف وليس متهما رضي الله عنه في قوله فانه بقي يبحث ويسأل الناس صغيرهم وكبيرهم حتى جاء في بعظ الاثار انه سأل ذوات الخدور يعني النساء في اللواتي لا يظهرن ولا يخرجن في من يخترن علي او عثمان فجاء الاختيار على عثمان حتى قال فلم ارى المهاجرين والانصار يعدلون بعثمان احدا فلا خلاف في تقدمه في الخلافة وانما الخلاف الذي وقع وقد حسم في المفاضلة بينه وبين بينه عليه في الفضيلة لا في الخلافة ولذلك بعد بعد الاتفاق على تقديمه في الخلافة عاد قول اهل السنة والجماعة على تقديمه في بالفظيلة ايضا فاستقر قول اهل السنة على ان على انهم مرتبون في الفظيلة كما هو ترتيبهم في الخلافة على انهم مرتبون في الفظيلة كترتيبهم في الخلافة. ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عن الجميع قال رحمه الله ثم ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وختنه بفتح التاء الخاء والتاء ختنه علي بن ابي طالب وهذا بالفظل وفي الخلافة. ابن عمه لان ابا طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم. وختنه الختن يطلق ويراد به كل من كان كل من كان من قبل المرأة اي الزوجة فابو الزوجة وابن واخوها وقرابتها يسمون خثنا وقيل ان الختن زوج البنت وهذا ما استعمله المؤلف رحمه الله هنا حيث قال وختنه اي زوج ابنة ثم بعد ان ذكر هؤلاء قال فهؤلاء بعد ان ذكر فظلهم او ترتيبهم في الفضل قال فهؤلاء الخلفاء راشدون والائمة المهديون. هؤلاء المشار اليهم الخلفاء اي الذين خلفوا رسول الله صلى الله عليه وسلم. ووصفهم بالراشدين لانهم جمعوا الرشد والرشد ضد الغيب. والائمة المهديون. الائمة انهم ائمة في زمانهم وائمة لمن بعدهم. والامامة هنا هي امامة الدين وامامة السلطة. وقوله المهديون مأخوذ من الهدى وهو ضد الضلال. ضد الضلال فوصفوا بوصفين الرشد والهدى والرشد فالرشد الغي والهدى ضد الظلال. فكمل لهم الاستقامة في العقد والعمل والاستقامة في القهوة العامة يعني في خاصة انفسهم وفيما تولوه من تصريف شؤون الناس. وهذا الوصف مستفاد من حديث العرباض ابن سارية الذي رواه الترمذي واصحاب السنن ان النبي صلى الله عليه وسلم في وصية لاصحابه قال عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي وهذا الوصف ينطبق على هؤلاء الاربعة رضي الله عنهم فانهم خلفاؤه الذين اتصفوا بالرشد والهدى الذي جاء في هؤلاء الاربعة جاء الامر باتباع سنتهم في حديث العرباب ابن سارية. وجاء الامر بالاقتداء باثنين منهم وهما ابو بكر وعمر وهذا يدل على تقدمهم في الميزة والفظيلة حيث قالوا واقتدوا بالذين من بعد ابي بكر وعمر هل هذا كقوله صلى الله عليه وسلم عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين؟ الجواب لا. هذا فيه تخصيص فضيلة هناك امر باتباع سنة والسنة هي ما كانت طريقة مشتركة بينهم كلهم رظي الله عنهم واما في حق ابي بكر وعمر فهو فداء واخذ بعملهم على وجه الخصوص رضي الله عنهما. وفيه بيان خاصيتهما وميزتهما وتقدمهم على غيرهما رضي الله عنهما. قال ثم الستة الباقون اي بعد هؤلاء في الفضيلة الستة الباقون من العشرة وهم الذين بشرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة وقد جاء الخبر عن هؤلاء العشرة انهم في الجنة على وجه النص في حديث زيد ابن في حديث سعيد بن زيد وفي حديث عبدالرحمن بن عوف وهو مما اتفق على عليه اهل السنة والجماعة وسموا عشرة لانه ذكروا في سياق واحد. فجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ابو بكر في الجنة. عمر في الجنة عثمان في الجنة علي في الجنة طلحة في الجنة الزبير في الجنة سعد في الجنة سعيد في الجنة وابو عبيدة في الجنة وهؤلاء العشرة رضي الله عنهم هم العشرة المبشرون بالجنة الذين جمعهم النبي صلى الله عليه وسلم في حديث واحد. قال المؤلف ثم الستة الباقون من العشرة طلحة بن عبيد الله والزبير ابن العوام وسعد ابن ابي وقاص وسعيد ابن زيد ابن عمر ابن نفيل وعبد الرحمن ابن عوف وابو عبيدة ابن الجراح رضوان الله عليهم قال رحمه الله فهؤلاء العشرة الكرام البررة الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة على وجه الخصوص وجمعوا في سياق في سياق واحد وقيلوا في نص واحد فنشهد لهم بها اي بالجنة. نوقن انهم من اهل الجنة كما شهد لهم بها النبي صلى الله عليه وسلم اتباعا لقوله وامتثالا لامره لان قوله يتظمن امرا حيث ان يتضمن الشهادة لهم. فخبروا بانهم في الجنة وهو خبر بوجوب اعتقادي انهم في الجنة رضي الله عنهم. ولذلك قال وامتثالا لامر قال وقد شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة لثابت بعد ان فرغ من ذكر هؤلاء بين ان الشهادة بالجنة لا تقتصر على هؤلاء. فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه شهد غيرهم بالجنة. والشهادة بالجنة نوعان في خبر النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. اما شهادة لاوصاف واما شهادة لاشخاص البحث الان هو في الشهادة للاشخاص. اما الشهادة للاوصاف فهذه كثيرة في الكتاب والسنة. يخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن اصحاب اوصاف وانهم في الجنة مثلا سبعون الفا يدخلون الجنة من بغير حساب ولا عذاب. في حديث ابن عباس في الصحيحين جاء بيانهم في قول النبي صلى الله عليه وسلم هم الذين لا يتطيرون ولا ولا يسترقون وعلى ربهم يتوكلون. هذي شهادة بالجنة لاشخاص او لاوصاف. لاصحاب اوصاف. من قامت بهم هذه الاوصاف فهم من اهل الجنة بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم. لكن لا نشهد للاعيان الا لمن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم. فالشهادة التي يبحثها المؤلف الان هي الشهادة لموصوفين لاشخاص بانهم في الجنة. لا لموصوفين باعمال. قال رحمه الله وقد شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة لثابت ابن قيس وعبدالله بن سلام ولبلال ولجماعة من الرجال والنساء من اصحابه رضي الله عنهم اجمعين. وهذا الخبر متنوع وكثير وقد جمع بعض الباحثين من شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة في رسالة مستشهدا لكل من جاء بانه في الجنة بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من الخبر في ذلك. قال وبشر خديجة ببيت في من قصب لا صخب فيه ولا نصب. كما جاء ذلك في الصحيحين من حديث ابي هريرة وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اتاني جبريل فقال بشر خديجة ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب لا صخب يعني لا اللغو ورفع صوت فيه ولا نصب اي ولا تعب. ثم قال واخبر انه رأى الرميصاء بنت ملحان في الجنة ثم قال فكل من شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة شهدنا له هذا هو كمال الاتباع ولا نشهد لاحد غيره مهما كان في الصلاح والتقى لا نشهد لاحد غير من شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة. وهنا مسألة هي محل بحث اهل العلم هل يشهد لغير من شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة؟ فقال جماعة من اهل العلم ان من كان له لسان صدق في فانه يشهد له بالجنة كالائمة الاربعة واهل الفضل الذين اتفقت الامة على فظيلتهم فانه يشهد لهم بالجنة. وقال اخرون انه يشهد بالجنة ايضا لمن تواطأت الرؤى والقلوب على الشهادة له بالجنة ولو لم يكن من من ذوي القبول العام في الامة. واستدلوا لذلك بما في الصحيحين من حديث عمر في قصة الجنازة التي مرت فقال النبي صلى الله عليه وسلم فاثنوا عليها خيرا فقال وجبت فمرت جنازة اخرى فاثنوا عليها شرا فقال وجبت. ثم قيل للنبي صلى الله عليه وسلم ما وجبت؟ قال واما ذاك فاثنيتم عليه خيرا فوجبت له الجنة. واما الاخر فاثنيتم عليه شرا فوجبت له النار. انتم شهداء الله في ارضه او في الارض. وهذا الطريق ذكره بعض اهل العلم وممن قال به شيخ ابن تيمية رحمه الله لكن هذا في الحقيقة يفتح بابا من الاختلاف الجزم المبني على الاهواء ما ينبغي ان يوصد ويغلق. وقول النبي صلى الله عليه وسلم انتم شهداء الله. هل هو خطاب للصحابة؟ او خطاب للامة؟ قد يقال انه خطاب للصحابة الصحابة لا يجتمع قولهم في الثناء على احد الا وهو اهل للثناء وهم حجة في في اجتماعهم رظي الله عنهم فليس غيرهم من طبقات الامة وقرونها كهم في العدالة والفظل. ولذلك الاولى والاكمل اغلاق الباب بان يقال لا يشهد بالجنة ان لمعين الا لمن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم. ولو تجوزنا وقلنا بان من كان له لسان صدق في الامة وقبول عام فهذا له ما يعضه وان الامة لا تجتمع على ظلالة. فمن اجمعت الامة على فظيلته وصدقه وايمانه فانه يشهد له بالجنة ومن عدا هذا فيتوقف في الشهادة له ولكن كما قال المؤلف رحمه الله بل نرجو للمحسن نرجو فضل الله تعالى لكل اهل الاحسان ولكن لا نجزم والشهادة تتضمن امرين تتضمن اعتقاد القلب والعلم وتتضمن الاخبار والبيان فالشهادة تدور على ركنين على اعتقاد القلب وعلى البيان والاعلام فقوله لا يعني لا نجزم بقلوبنا اعتقادا ولا نتكلم بذلك ونتكلم في ذلك بالسنتنا لان هذا