اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه واله وسلم. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته. ولا تموتن الا وانتم مسلمون. يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة. وخلق منها زوجها وبث منه رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله تعالى واحسن الهدى هدى محمد صلى الله عليه واله وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. فاخرج الامام احمد في مسنده والبخاري في صحيحه. من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه وعائشة رضي الله عنها وجماعة. ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع. حتى اذا دخل احد احدهم جحر ضب خرب لدخلتموه. قالوا يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال فمن؟ هذا حديث اصدر به اللقاء الثالث اليوم. في سلسلة جحر الضب ايها الاخوة. اتباع اهل الكتاب المخالف للجادة. فاذا تعلم المرء سنن اهل الكتاب وكيف فعلوا. وكيف يخالفهم على الجادة ترى الصراط المستقيم. فان الضد لا يعرف غالبا الا بضده. والاشياء لا تعرف الا بضدها. فاذا علم المرء ضد الشيء علم الشيء. على حد قول الاول ضدان لما استجمعا حسنا. والضد يعرف بالضد. تقدموا ايها الاخوة قليلا لاخوانكم ونحن مأمورون ايها الاخوة ان نتتبع التاريخ والامر في تتبع التاريخ ليس للقصص السالبة في السماع فقط. فانها مع مع انها تسلي النفوس. الا ان التاريخ يعاد وكما حدس وخاض فيه من كان قبلكم تخوضون فيه انتم ايضا. فيحذر من حذر ويخشى من خشي ويقع مع ذلك من سقط في بنيات الطريق فتندق عنقه. نسأل الله عز وجل ان يقينا واياكم الفتن ما ظهر منها وباطن. كان لنا في اللقاء الفائت مع بني اسرائيل وقفة مع التيه وكيف دخل بنو اسرائيل في التيه لامتناعهم عن دخول المدينة المقدسة. والتي القدس في ازهر اقوال اهل العلم. وزكرت لكم كيف عصى القوم نبي الله موسى وعاش معهم في لأي عنيف حتى تمت معصيتهم له فعاقبهم الله عز وجل على نكولهم عن الجهاد بالا بان يحرموا من دخول هذه القرية التي كان ثمارها التي كانت ثمارها وارثة وكان مع زلك ثمرها قد اينع. وكان عسلها قد فاض. وكان القوم لا يجدون شيئا فاخذوا يدورون حول انفسهم في الطرقات كما بينت لكم في اللقاء الفائت. حتى مات مسبطوهم حكما او ماتوا عينا. وان كان قد بقيت منهم بقية وفرقت لك في اللقاء الفائت كيف يموت المتبوع حكما فانه وان كان يدب على وجه الارض الا انه لا يتبع قوله احد فايقن هؤلاء في التيه انه لا عز لهم الا باتباع امر الله عز وجل. وان هذا درب من الذل اعنف مما كانوا فيه فنتج في الاربعين عام جيل جديد خشنت جلودهم. من افتراش الطرق والتحاف السماء وصاروا يستسهلون كل صعبة حتى دخلوا على الجبارين فهزموهم بازن الله وكانت الكرامة فقام نبي الله يوشع ابن نون. وهو غلام موسى. حينما كان موسى قد مات في وهارون عليهم جميعا السلام. وعلى نبينا الصلاة والسلام. فخرج نبي الله يوشع يقود جنده هؤلاء وخاضوا مع الجبارين حربا ضروسا صمدوا فيها صمودا يذكره التاريخ. حتى تضيفت الشمس للغروب فلما رآها يوشع اثابه الله عز وجل على تلك المواجهة وعلى هذا الصبر ودفع ذل فاذا به ينظر الى الشمس وينادي عليها يكلمها بامر الله عز وجل. ويقول انت مأمورة وانا مأمور اللهم ردها علينا. وكانت الشمس تسقط فارتفعت الشمس شيئا حتى اضاء الله عز وجل بها ارض فواصل قتاله وانتصر سم كانت عجيبة اخرى من بني اسرائيل نصرهم الله عز وجل على فرعون تارة وظنوا ان كل المكسب انما يكون هكذا سهل. يقطفونه يانعا اذا ما ارادوا دون لأواء. وان الطريق لا حزونة فيه بل هو وممتد لاحب. ظن القوم هذا فامتلكهم ادعى امتلكتهم ادعى واستفان. فلما قتلوا الجبارين وقلنا نشأ جيل جديد اذا بهذا الجيل فيه دخل. لم يزل. فحان ميعاد دخول القرية وقد هزم الجبارون على سدتها وعلى بابها. فاراد القوم ان يدخلوا فمنعهم الله عز وجل وشرع لهم شريعة وطقسا. شرع لهم شريعة وطقسا. فقال الله عز وجل واذ ندخل القرية هذه القرية في اظهر اقوال اهل العلم هي بيت المقدس. كما انفصل ابن كثير رحمه الله وغيره من اهل العلم. فامرهم الله عز وجل اذا دخلوا القرية ان يدخلوا سجدا ان يقولوا حطة. قال بعض اهل العلم سجدا اي ركعا. وكما قال الرازي رحمه الله تعذر السجود. لان الانسان اذا سجد لا يستطيع ان يمشي ساجدا على وجهه. وحملها بعضهم على بل يدخل ساجدا شاكرا لله عز وجل. مطأطئا رأسه له سبحانه وبحمده وكذلك يقول يعترف بذنوبهم كما ساذكر لك مع زلك في تضاعيف القصة يعترف القوم بذنوبهم ويقول ويسأل الله ان يحطها عنهم وان يغفر لهم. فاذا بالقوم قد فعلوا فعلة لم تكن تتوقع وصفها الله عز وجل بالتبديل المفاجئ العجيب. ولماذا؟ حين يقف المرء امام هزه المواقف لمازا هزه النزالة؟ لمازا ما تفعلونها؟ لمازا هزا الزي تفعلونه؟ قال الله، عز وجل، فبدل الذين ظلموا منهم قولا غير الزي قيل لهم بدل ما يدخل ساجدا ويقول حطة قال كما في الصحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه واله وسلم ان هذه الثنية وقد استشرف ثنية في سفره تشبه تلك الباب باب الحطة الذي امر بنو اسرائيل ان يدخلوا فيه. فامرهم الله عز وجل يقول ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فامرهم الله عز وجل ان يدخلوا القرية سجدا وان يقولوا اللهم حط عنا خطايانا فدخلوا على على مقاعدهم يزحفون وقالوا حبة حنطة في شعرة فانزل الله عز وجل على الذين ظلموا منهم رجسا ونكالا. هذا هو مجمل القصة الذي افصله من التفصيل في حكايته على ما تعودنا في جحر الضب ان نحكي قصة موقف بني اسرائيل الذي نعلق عليه فان ذلك ممن من العلوم المندثرة ومما تستروحه النفوس ايضا. ثم نعلق عليه بكيف سقط القوم في تلك الغواء ولم يراعوا على الطريق تلكم الصوى فضلوا واضلوا لكن بين يدي زلك ايها الاخوة سؤال ينبغي ان يسأل. لماذا يصنع بنو اسرائيل هذا والله عز وجل يقول لهم يا بني اسرائيل اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم. وكما قال ابن طه ابن عاشور رحمه الله في تفسيره وانها نعمة وان انكرها المنعم عليه فيقول لهم الله اذكروا نعمتي. يعني هم ينكرونها. لكن يقول لهم الله عز وجل اذكروا هذه النعمة لان هي نعمة. متفق عليه عليها بين اصحاب الفطرة السليمة. ايه اللي جرى لبني اسرائيل ايها الاخوة؟ وانما نحن قوم اذا ملنا عن الجادة يمنة او يسرى لحقنا باحد اهل الكتابين فتأمل جيدا واياك وجحر الضب. كيف وقع بنو اسرائيل في هذا؟ وكيف تبدلت فطرتهم هكذا انه الذل. والقهر. ان بني اسرائيل ايها الاخوة قد عاشوا زمانا مديدا يعالجون من الذل الوانا. من الذل الوانا تحت فرعون. فكان الرجل يذلهم اذلالا نحى بتلك النفس التي هي امشاج. وانا اريدك ان تركز جيدا فيما اقوله لك هذا فانه تحليل لنفسيات بعضنا. لا اقول لبني اسرائيل فحسب. نفسك هذه امشاج انا خلقنا الانسان من نطفة ام شاج نبتليه. امشاج يعني خلائط. نفسك خليط. ترى فيها الشح البخل والكرم. ترى فيها الاقدام والشجاعة والجبن. وعلى قدر ما يوفق الله عز وجل ان تكتمل النفس عليه من هذه الصفات. لكن امشات مختلفة. هذه النفوس تمسخ تحت حكم الفراعين الطويل. فانهم لا يتمكنون الا بسلاح الذل والاذلال. لانهم يعلمون انه لا طاقة لاحد بحر عزيز ان يملك. ده لا كما سابين لك فيعمل بشتى الوان الاذلال لضمانة هؤلاء ان يكونوا تحت كمينه فعال جبل اسرائيل ذلا باشكال شتى. في ارواحهم فقد ازهقت فرعون ده رجل متكبر كما قال الله عز وجل ان فرعون علا في الارض تجبر وتكبر فهو لا يرى لهؤلاء شأنا البتة. لا يعتبرهم البتة. والكبر كما علقنا قبل زلك ايها الاخوة على صورة الفيل. وزكر في التفسير ان الفيل الاعظم الذي هيج على الكعبة كان يقال له محمود وان بعض شرفاء قريش حينما امرهم عبدالمطلب ان يصعدوا الى رؤوس الجبال فانه لا طاقة للقوم بالفيلة. تعلق بعض اشرافهم بازن الفيل سم نادى في اذنه قائلا اياك والبيت يا محمود. فنكل الفيل عن البيت بامر الله عز وكان التعليق هنا ايها الاخوة كيف صعد الرجل وقدمه السائس على ازن الفيل. كيف لم وهو ازا رآه قتله لان ده هجوم مباشر عليه. فاذا رآه سيقتله كيف صعد الرجل الى اذن الفيل؟ الحق انه ولم يره السائس ليه؟ لانه متكبر. شانق عنقه لاعلى. شامخ بانفه الى السماء لا يرى للناس قدرا كما قلت البت فاتاه من حيس كبره وخاطب الفيل فبرك ومن مأمنه يؤتى الحازر. ومن مأمنه يؤتى الحازر فكبر لفرعون لا يبالي به بهؤلاء ابدا قط. فكان ينام فاذا قام من نومه راق له شيء تم فيه قانونا. فقيل له يوما ان بني اسرائيل سيخرج منهم غلام سيقتلك. على اثر رؤيا من الرجل مسلا او على اثر رؤيا رأتها ام موسى او على اثر ما كان في كتبي فيما كان في يد بني اسرائيل من صحائف ابراهيم. وكل ذلك ذكره اهل التفسير. فراج في بني اسرائيل حتى بلغ فرعون علم هذا قال بسيطة. ضع قانونا يقال تقتل كل مواليد الرجال الزكور حيس لا يبقى احد يدمر علي ملكي. تأمل فسن زلك في الناس بمنتهى السهولة. واخذ يعمل في هذا الصبية بحق ويبقي النساء حتى قالوا له اننا لن نجد من يخدمنا فاقتل عاما وخلي عاما فكان يقتل الصبية في عام ويخلي في عام وهذا قانون اخر. بمنتهى اليسر لا يبالي بالمك ولا بموقفك ولا بارادتك لا يبالي. فعاش الناس في هذا ذل تزهق الارواح فيه على هذا النحو المشين ان شاء قتل من شاء وترك من شاء ايضا. وكان هناك ذل اخر هذا الزل كان متمسلا في الابشار في الاجسام. فكان يفرق بينهم وبين ويجعل بني اسرائيل في المهام الوضيعة. وفي خدمته. واذا اراد ان يهين احدهم اهان مهما بلغ شأنه في قومه. فكان القوم لا يرون لهم في مملكته اي حق. وهذا شيء اخر مع انهم ليسوا بدخلاء. وانما كانوا من عهد يوسف عليه السلام. وكان عددهم ثمانين الفا. كما قال غير واحد من اهل التاريخ والتفسير. وشيء ثالث من اذلالهم. وهذا ايها الاخوة شيء في غاية العجب. وفي غاية النفس وشيء ثالث من ازلالهم انه كان يدعو الناس الى عبوديته بين ايديهم وهم موحدون فينظر القوم الى عبودية البشر بين ايديهم. وهذا ايضا من جملة كسر النفس. حينما يرى هذا بل ما يكره عليه احدهم مع مزيد من الاذلال والتهميش عن سروات بلادهم. فانه ما كان من خير وهذه البلاد تسمى الارض وسمى الله كل بلد ازاء مصر بالبادية. لانه لا تصلح بلد على وجه البسيطة ان تسامي هذا البلد. ولا ان تكون له رأسا برأس ابدا. لا فيما يخرج من بطنها ها ولا في مكانة من تاريخها وشرفها. وكان اهل التاريخ يقولون كان الخليفة على كرسيه وكان الزي يملك مصر رأسه برأس الخليفة. فده لها هيئة ولها شأن. كان هؤلاء لا ينالون منه شيئا فاثر هذا الاذلال العام ايها الاخوة في مسخ فطرة بني اسرائيل. على ما زكرنا في اللقاءات الفائتة في جحر الضب هذا ان القوم بدأت نفوسهم تتضعضع ويقينهم يتشكك تجاه شريعة. فبدأ القوم فيهم نابتة مناقشة امر الله عز وجل. حينما ترفوا ونظروا الى ملك فرعون وقلت لكم دليل ذلك انهم لما خرجوا من مصر سرقوا حلي النساء بني القبط. سرقوا حليهم. استعاروه وبعدين خرجوا في الصباح وانطلقوا ولم يردوا عليهم شيئا. اذا تاء يومها كانت اعينهم معقودة بالذهب على رقاب ايناس ونساء فرعون طرف في الحياة الدنيا. هذا دعضع الشريعة عندهم والاعتصام بها فضعف يقينهم مع هذا الزل مسخت فطرتهم فصار القوم من هذه الفترة الطويلة التي عاشوها تحت هذا الزل صار في القوم اخلاط فشرع الله عز وجل لك ذلك انه يسير في خلفك ان تمسكت بشريعتك. فيكون في جانب وانت في جانب ازا اخطأ انزل الله به النكال لوحده. وربما كانت العقوبة شاملة فيهزب الله عز وجل كمنشأهم من الصفات. فالقوم قد تعودوا الالتواء والتأويل والمعارضة والهروب الدائم تحت البلاء المفاجئ. وعلى النحو الاخر كانوا متسلقين طوليين يصل احدهم الى ما يريد ولو وضع كل شيء ولو وطئ باي شيء. لا يبالي. تقدموا لاخوانكم قليلا ايها الاخوة. ثم مكان بنو اسرائيل على النحو الاخر في الامشاج نفس الاخلاط. كان هذا من بعض خلقهم الجبن والخنوع انبطاح والعيش على اي حال وعدم المواجهة وحمل التبعات على النحو الاخر كانوا قساة القلوب بعضهم على بعض غلاظ الافئدة كساف الاكباد. صفات متضاربة على اصل امشاج خلقة المرء. كان القوم هكذا لذا كان الذل هو مفتاح افعالهم الشاذة المشينة التي يتعجب المرء منها كلما انعم الله عليهم بنعمة سم اعقبها بامر لفظوه. تحت التأويل. هذا هو مرضهم الاعزم الذي نبت منه كل ما ترونه في طول القرآن وعرضه. الذل ازا ايها الاخوة ما هي القصة؟ القصة كما ذكرت لكم انفا فتح هؤلاء القوم قرية الجبارين ثم امرهم الله بالشكر عند الدخول. فاولوا امر الله. وادخلوا الباب سجدا قولوا حطة نغفر لكم خطاياكم ومش بس كده وسنزيد المحسنين. فمن استغفر وتاب الان ثم مع زلك احسن في عمله فسنزيده. من فضلنا ونزيده درجات عندنا. ليسيل لعابهم على العمل فدخل القوم على مقاعدهم على استهيهم يزحفون. طب ليه؟ لمازا فعلتم هزا؟ قال بعض المفسرين استهزاء باحكام الله. يعرض علي امر باحكام الله يقول لك لا لا ده كان زمان الكلام ده. استهزاء باحكام الله الوثوق بها. وقال بعضهم اول. والتأويل هو هدم الدين. ان لم يكن بضوابطه. اولا قالوا ان الله يريد منا الخضوع بالركوع. فنحن نرى الخضوع الاكمل بالزحف على المقعد. دي القوم مع ان هذا التأويل مصادم لامر الله المباشر. وادخلوا الباب سجدا. كما زكرت لكم من قول موسى فيما قال الله عز وجل عنه في هزه القرية ادخلوا الارض المقدسة التي فرض الله لكم. يعني كتب الله لكم فامتنعوا معنا فرد وهي وراستهم كزلك من جدهم يعقوب. وتحملوا ان يدخلوها ليحقوا فله لتحق لهم الوراسة والتمكن بايمانهم وليس بالنسب. ومع زلك امتنعوا. مصادرة على امر الله رأسا ومخالفة له. ده تأويل ضيعهم. طيب وقولوا حطة ومعناها اقروا بذنوبكم ما تفضلش انت الى اخر الطريق تقول ده انا على الجادة وعلى الصواب وانما ابتلى لانني محسن. لأ انت اسأت فلما اذنبت عوقبت وكانت عقوبة الله لك رحمة. لترجع اليه وتؤوب وتنظر في عثراتك. وهذا من علاج الذل كما ساذكر لك. ان شاء الله عز وجل. وقولوا حطة قال ابن عباس كما قال الاوزاعي رحمه الله ارسل ابن عباس رضي الله عنهما الى صاحب له سماه اي ذكر اسمه ابن عباس وقال ما قول الله ما معنى قول الله عز وجل وقولوا حطة؟ فارسل اليه صاحبه هذا كتابا يقول له فيه اي اقروا بخطاياكم فالاقرار بالخطيئة مفتاح ما اغلق من الابواب. وهو لا ينفع في الاخرة ايها الاخوة سلوا الله عز وجل ان يوفقنا لتوبة ترضيه. اقروا بخطاياكم تفتح لكم. وتدخلوا القرية امنين فقالوا حبة حنطة في شعرة. طب ايه معنى الطلاسم دي؟ قالوا المعنى ان حبة الحنطة حبة القمح مربوطة بشعرة رأس. طب ويستطيع المرء ان يربط حبة الحنطة بشعرة الرأس هبة مدببة من جانبيها كلما ربطتها من الوسط نزل الرباط من جانب من جوانبها مش هتتربط ابدا. طب تقصدوا ايه الكلام ده قالوا نقصد ان عملية التوبة والاستغفار صعبة. الله! وهذا ما امركم الله به تأويل زي الزحفة على المقعدة كده فهو ده تأويل يصير منتكسا ويظن انه يرضي الله عز وجل. فلما احدسوا هذا انزل الله عز وجل بهم النكال والعذاب وكان هذا من الله عز وجل اقصاء اقصاء مشروعا. ان اسرائيل منهم الصالح وخلفهم الطالح. وهذا ذكره الله عز وجل في غير ما موضع يبينه لنا. كما قال الله في هذه الايات التي عندنا فبدل الذين ظلموا منهم قولا غير الزي قيل لهم. وقال الله في موضع اخر فبدل للزين زلموا قولا غير الزي قيل لهم. قيل لان سياق هذا الذي ليس فيه من التبعيضية كان للقصة اما ما كان فيه منه فهو للتوبير. فبين الله انه قد كان منهم مؤمنين على الايمان وكان منهم مع ذلك على النفاق يرضون موسى باشكالهم وفي بطونهم ما فيه. فاقصاهم الله عز وجل لكن مع زلك ما من بد فالطريق الطويلة تتسع لك ولغيرك. ما من بد ان يسير خلفك ويمحص ايمانهم ويهزب قلوبهم ويزيد في دينهم ويمحق هؤلاء الكافرين المنافقين ويفضحهم وفضيحة هؤلاء ايها الاخوة نعمة. اياك ان تظن انه امر عادي. بل هو نصر معجل قال الله عز وجل ولو نشاؤوا لاريناكهم فلا عرفتهم بسيماهم ولا تعرف انهم في لحن القول. فسوف اظهر على وجوههم مخايل النفاق. اذا ما نظرت اليه شعرت بذلك في قلبك قسوة وبغضا وكرها. فان لم يكن الكل اصحاب فراسة فان لم يكن الكل اصحاب ففراسة فانني سوف ازل السنتهم امامكم بما يكرهون. فيقول كلاما هو ضد عليه دون يشعر وان عبدالله بن ابي بن سلول كان حريصا جدا حتى طعن في عرض عائشة رضي الله عنها ولد المؤمنون وترك ابن سلول. لانه حريص لم يزل لسانه بكلمة. لكن مع زلك خاض في نفاقه فاذل الله عز وجل لسانه في غير ما موضع معلوم ازل على بعضه في ثنايا هذا المبحث لكن اذل سيقول كلاما يشهد عليه حينها تعرف ارباب العلم واصحاب الفراسة. والذين يعرفون جادة الجادة الى الله عز وجل فميز الله عز وجل بين هؤلاء وكان حقا على المؤمنين ان يتمايزوا ايضا فان ذلك من سنة الله عز وجل كما ذكرت اذا حق العذاب نزل بهذه الطائفة فاستأصلها فتناقصت وهم مشط فصحى المسير اليه سبحانه وبحمده. لكن مع زلك ما تستطيع ان تقصيهم عن الجدة فانهم يتظاهرون لك بالدين لا تستطيع. لكن تذوق من لاوائهم في الطريق. ومع تمسكك مع هذا فان الله سيخلصك. هذه هي ايها الاخوة خالف القوم ارادة الله لزلهم. ازلاء لا يعرفون مع زلك لا يعرفون حرية النفوس بالدين. لا يعرفون هذا. اذلاء اتباع اجيال لا يصلح احدهم ان يكون صدرا لمجلس. ابدا فعصوا امر الله عز وجل مباشرة. فترى في الاسلام نصاعة علاج الذل. الذي تشبث في بنو اسرائيل ووقع فيهم فمسك فطرتهم وجعلهم على هذا النحو الذي يحكى في التاريخ. فالله عز وجل نفى الذل عن نفسه الشريفة ونفاه عن المؤمنين ونفى المؤمنون الزل عن انفسهم وبينوا الله عز وجل مع زلك ان الذل عزاب في الدنيا والاخرة. فتأملوا ايها الاخوة جيدا والذل معلوم ليس لمعرج عليه كلام اهل اللغة والاصطلاح فيه يفتي الى الى معنى واحد في نسق هو الخضوع والمهانة والرضا بالدون وكما ساذكر لك الان وابين كيف حدس للقوم من معرفتهم بهذا الذل. الذل نفاه الله عن نفسه فقال الله عز وجل وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا. ولم يكن له ولي من الذل. لم يكن له من يرثه قهرا لم يكن له من يتقاسم معه ويتصرف في ملكه قهرا. سبحانه وبحمده ابدا. فنفاه عن نفسه ونفاه عن المؤمنين لانه داء ايها الاخوة داء. داء حول فطرة بني اسرائيل. فقال الله عز وجل ايه العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون. فالعزة معقودة بنواصي المؤمنين باعتصامهم بالله عز وجل وسنة رسوله. صلى الله عليه واله وسلم والا فدون زلك الذل. الذي يمسخ الفطر وتضطرب ومعه مع زلك الانزار ويضطرب الطريق بنفسه فيسقط المرء على حافتيه في حضن احد اهل الكتابين. وانا فاهم ومع زلك المؤمنون عن انفسهم فذكر الله عز وجل لنا قصة بلقيس اليمن وكيف كان من حوار دار بينها وبين سليمان عليه السلام عبر رسالة وقال الامر بالمرأة الايمان والاسلام. فلما شاورت من حولها قالوا نحن ثمانين الف مستشارين فقط فضلا عن الجنود المدججة التي في الطرقات. فكان رأي المرأة ان تدفع الذل. لان شيمة الملوك العظام استزلان القوم يعني هزيمتهم. فقالت ان الملوك اذا دخلوا قرية افسدوها وجعلوا اعزة اهلها ازلا قال الله وكذلك يفعلون. في احد تأويل اهل العلم يعني صدق الله على قولها. وقال نعم كزلك يفعل الملوك. وكأن انه يبرئ من ذلك سليمان ويثني مع ذلك على تلك الفكرة في هزا الموضع يعني. دفعت عن نفسها الزل فهادنت سليمان بدلا من حربه. تأملوا ايها الاخوة لتدفع الذل عن نفسها والنبي صلى الله عليه وسلم صبر على عبد الله ابن ابي طويلا. ولم ينكر عليه الا في مواضع كان منها ادعاء الظلم. كما في الصحيحين ان مولى لعبد لعمر بن الخطاب رضي الله عنه كسع رجلا من الانصار كسعه يعني ضربه بقدمه في مؤخرته. كما نقول ضربه بالشلوت. فلما احس الرجل بتلك الكسعة نادى قائلا يا للمهاجرين ونادى الاخر يا للانصار. فسمع بذلك النبي صلى الله الله عليه وسلم فخرج مسرعا وكأنما فكأ في وجهه حب الرمان من شدة احمرار وجهه وغضبه. وكان وجه رسول ناطقا صلى الله عليه واله وسلم فقال دعوة الجاهلية وانا بين اظهركم تقول المهاجرين وتفرق بين الناس التفرقة دي لا افعلها الا مقبول. فانه لا تنهض امة قط كانت هذه البينونة بين افرادها. لذا كان التحريش بين الناس من عمل الشيطان. فقال دعوة الجاهلية وانا بين دعوها فانها منتنة. فخرج ابن سلول وهو يرى هذا المشهد برمته. فنظر الى اصحابه وقال اوقد فعلوها؟ اهو ده طحن اللسان بقى وقع بلسانه اهو. اوقد فعلوها يطردوننا من بلادنا صدق الاول. سمن كلبك يأكلك وجوع كلبك يتبعك. لان رجعنا الى المدينة ليخرجن الاعز منها. واشار الى نفسه الازل. واشار بمقطوعة يده على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما سمع رسول الله ذلك دخل على الصديق الكبير سعد ابن معاذ رضي الله عنه في رواية وقال له اما سمعت الى ما قال ابو الحباب؟ قال كذا وكذا فقال اعذره يا رسول الله. فانه قد كان ينظم له خرز تاج ملك الاوس والخزرج جميعا. حتى جئت كأنه يقول فهمشت اهو ده سنة الله. حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعله جانبا لا يشوي. فسمع بزلك عبدالله بن عبدالله بن ابي. ولده. وكان صالحا رضي الله عنه. من المؤمنين الخلص فقام على باب المدينة لان دي فاجعة ان يقال على رسول الله ذليل كانوا يشعرون يعني ايه ظل؟ يشعرون يعني ايه زل يمسك القلوب يا سادة فوقف على باب المدينة فلما رأى اباه اخز بتلابيبه ومن مجامع ثوبه. فقال ويحك يا بني ما تصنع بي فقال هل قلت على رسول الله كذا وكذا؟ فقال نعم ثم نادى معشر الخزرج ولدي يأخزني من تلابيب. قال والله والزي كرم رسول الله صلى الله عليه وسلم. لا تدخل المدينة ولا تستظل بظلها. وكان منابر الناس بابيه لكن عندما تكون الشريعة فانه لا يعرف المرء سنه ولا عمه فقال له والزي كرم رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تدخل المدينة. ولا تستظل بظلها ولا تروى مما حتى تشهد جهارا انك انت الازل وان رسول الله الاعز. فلم يتركه عبدالله رضي الله عنه حتى شهد على نفسه انه الاذل وان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الاعز. والشاهد انه لم يناقشه الا في مواضع محدودة والى عماله يقول لهم لا تضربوا ابشار الناس فتذلوهم. لا تضربوا ابشرا مع تضربوا جلودهم ووجوههم ابدانهم. فان هذا من جملة الظلم لا تضربوا ابشار الناس فتزلوهم. وقصة لا اؤمن بها كسيرا. وقد تحدس في ضعفها منها هزا الموضع ايها الاخوة على طول فشل الرجل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والتحريض بضده والممالأة عليه والمظاهرة عضدا عليه صلى الله عليه وسلم وعلى المؤمنين وكذلك ايها الاخوة. قال النبي صلى الله عليه وسلم مبينا انه عقوبة. الزل ده ان يرضى المرء به دي عقوبة تحتاج الى مغفرة تحتاج الى توبة. قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في مسند الامام احمد بسند صححه الالباني رحمه الله. عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه انه جاءن جماعة من الانصار شببة لما ان انتصر النبي صلى الله عليه وسلم يوم هواز وكانت الغنائم دفعها للمؤلفة قلوبهم. فكان يعطي ابا سفيان المئة من الابل. ويعطي الزبرقان ابن بدر المئة من الابل. ويعطي الاقرعة ابن حابس المائة من الابل فقام بعض هؤلاء الشباب وقال يعطي هؤلاء وسيوفنا ويمنعنا وسيوفنا تقطر من دمائهم. يعني دول كانوا كفار في فتح مكة فلما اسلموا اليوم يأخذون الغنيمة ونحن لا فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فضرب قبة كبيرة وقال لا يدخل علي فيها الا الانصار. ثم نادى عليهم وقال يا معشر الانصار ما كلام بلغني عنكم لادبه لم يصرح عليهم. فقال شيوخهم وفقهاؤهم انه قد كان من شببة وحدثاء السن فينا يا رسول الله. ولم يكن من فقهاء فقال صلى الله عليه وسلم يا معشر الانصار الم تكونوا ازلة فاعزكم الله بي طأطأوا رؤوسهم ودفنوا لحاهم في صدورهم وقالوا الله ورسوله امن ولم ينته من كلامه حتى بكى او فصار لهم من بكائهم غنيم. من كثرة البكاء. امتن عليهم بانكم كنتم ازلة. كانت فطرتكم فلم تطهر الا بما جئتكم به من كلام الله عز وجل وبما اوحى الي من سنتي. وكذلك قال صلى الله عليه وسلم كما في سنن ابي داوود من حديث عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما وهو حديث الحسن قال صلى الله عليه وسلم اذا تبايعتم بالعينة واتخذتم اذناب البقر ورضيتم بالزرع اتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا. لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا الى دينكم. سلط الله ذلا باثر هذه المعاصي وترك امر الله عز وجل. لا ينزعه عنكم يعني ترتضيه وتستمرئه مع انه تستمرؤه اذا ضربه الله عز وجل عليك وترضى به وربما مع زلك رأيته حسنا. نعوذ بالله عز وجل من انتكاس الفطرة ايها الاخوة سلط الله عليكم زلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا الى دينكم. وكذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم ينبغي للمؤمن ان يزل نفسه. قالوا كيف يذل نفسه المؤمن يا رسول الله؟ فقال يدخل في البلاء بما لا يطيق فزلك ازلاله لنفسه. يعني ننظر تحت قدمك والى ما تهطو فانه ممتنع عليك ان تزل او ان تستجلب عليك حتى في خروجك من بيتك. فقال صلى الله عليه وسلم وكان اذا خرج من بيته قال اعوذ بالله ان اضل او اضل او اذل او اذل يعني ان اخرج من البيت سالما فارجع ذليلا او مقتنعا بهزا الزل ونفى مع زلك مظهرا من مظاهر الزل كما في الصحيحين. انه رأى رجلا يطوف بالبيت يربط صاحبه بيده وانتم تعلمون البيت انما يكون كظيظ باهله. نسأل الله عز وجل ان يسهل لنا الحج والعمرة. وان يحملنا واياكم الى الحج والعمرة وان يتابع لنا بين الحج والعمرة. البيت باهله قزيز فرأى هذا الرجل ان يربط صاحبه من يده بحبل وان يربط نفسه ايضا بهذا الحبل تشده منه فازا ما طاف لم يته الرجل منه ما يتوهش. فرأى رسول الله ذلك فغضب. فعمد اليه وقطع الخيط. ثم نظر الى الذي يقوده وقال خذه من يده. لا تفعله كذابا يساق هكذا. خذه من يده. فقاده الرجل مع ذلك من يده بل في الحدود ورعونة النساء. فقال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين ايضا. اذا زنت امة احدكم وتأمل ايها القريب اذا زنت امة احدكم فليجلدها الحد ولا يثرب عليها. ما تفضلش بقى في داخلة والخارجة تأخرت كنت عند مين؟ ما هو انا اعلى من انحرافك لسة سوقتك لا زالت ممسوحة بالجلد لا ابدا. تسند ولا تزلها فانما شرع الله الحدود مغفرة فعزة لاصحابها لا يذلون. فان عادت وزنت احترفت اهي قال يجلدها ولا يثرب عليها برضو. فان عادت وزنت قال يجلدها الحد ثم يبيعها او بحبل شعر. لكن برضو لا يسرب عليها. بعها ببخس. بعها بثمن زهيد. لكن اياك ان تعيرها فانه قرب من الذل وان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأبى هزا الزلم. بل كان قانون عام كان قانونا عاما. فارسل عمر رضي الله عنه بعض اهل العلم ومتنها فيه اكثر من موضع منكر. لكن بعضهم يحتج بها وربما كانت فيها ملح. قصة الرجل القبطي الذي ضربه ولد عبدالله ابن عمر. هذه قصة فيها نكارة في متنها. لكن مع ذلك ايها الاخوة في جملتها نقول وان كان فيها شيء يشار اليه فهذه الحرية النفوس. فقط بمتاقمة هؤلاء الزين كانوا ينزحون تحت الحكم الصليبي الذي كانوا من جلدتهم وجنسهم لمزهب اخر كانوا يقطعونه بسياطهم. ولم تزل سياط هؤلاء المقوقصين على ظهورهم. لكن فقط لما ضرب صوتا واحدا واحد فقط بعد ان شم الاسلام وقاربه هو لم يؤمن لكن عاش في هذه البلاد. عاش تحت ظل هذا الحكم. فرأى عز طلاقة فلما شم هذا تغيرت فطراته وهو لم يؤمن. تغيرت فطرته. فشال من مصر حتى بلغ الى المدينة شهرا كاملا حتى نزل الى عمر وشكاه. فغيرت هزه الشريعة حتى في نفوس الزين لم يعتنقوها. واذا ما قرأت لمدح هؤلاء لنا علمت قدر هذا الدين ايها ايها الاخوة كان حطيط وهو من العلماء الشببة. شاب لم يزل في مقتبل عمره وقف عند البيت فتعلق باستاره واقسم عند واقسم على الله عز وجل وعاهده انه اذا سئل بشيء صدق. واذا ابتلي صبر. وان يختم الله عز وجل بخاتمة. وسأل الله ان يختم له بخاتمة سعيدة شابا يسيرا لكن في عزة لم يعرفوا للذل طريقا. فلقيه الحجاج يوما وانتم تعرفون تعلمون الرجل كان مجرما فلما لقيه اخذه وقال ما تقول يا حطيط في امير المؤمنين؟ شف بقى لما الناس يمتحنون على اشخاص تبات هلهلت الدنيا. ما تقول في امير المؤمنين؟ فقال اساء الينا وعسف بنا وفعل وفعل وواجهه وبحط فنظر اليه وقال وما تقول في؟ انا الحجاج؟ قال ما انت يا حجاج الا سيئة من سيئات امير المؤمنين والله لقد صنعت بنا كذا وكذا وكذا واخذ يسمع الرجل ما يكرهه. فشق له القصب وجعله على جلده المعرى وانتحل القصب من على جلده فانتحل لحمه وجلده. حتى صار بعض جلد الرجل على عظمه. فلم يقل اه واحدة لعهده مع الله عز وجل. ثم رواه في السوق ليكون لجميع الناس عبرة فكان لكل الناس دافع. ومن مأمنه يؤتى القاه في السوق فنظر الناس الى صبره فتجرأوا. وسبتت قلوبهم على فسق الحجاج ووجهوه حتى لفظ الرجل انفاسه اخيرة وكانت خاتمته خاتمة حق وخاتمة بر وايمان ايها الاخوة. اعزاء تربوا بعزة تربوا بعزة حتى يدخل احدهم على مسيلمة الكذاب فيقول اتشهد ان محمدا رسول؟ فيقول نعم فيقول تشهد اني رسول. يقول ان باذني صمم عن اسمعي كلامك وليس باذنه شيء لكن كانه يقول اذني اشرف من ان تسمع هذا النتن من فمك يا مسيلمة. فقط عنصفه وهو قائم كالرمح السمهري. اذ عدله مسقفوه لم تلد له قناة. ولم مع ذلك ينطق له بكلمة ترضيه فصبر حتى مات على حاله رضي الله عنه. تأملوا ايها الاخوة حين يدخل مندوب امير المؤمنين في مجلس سعيد بن المسيب. ويقف الى جانب تشير اليه باصبعه هكذا. يعني يجب امير المؤمنين في الخارج. فنظر سعيد وتجاهله كانه لم يرى شيئا فاقترب الرجل منه وقال اجب امير المؤمنين قال قال لك نادني انا. قال نعم. قال قل لامير المؤمنين انك اخطأت فرجع الرجل اليه فقال الامير من هذا؟ قالوا سعيد بن المسيب؟ فقال لا تهيجوا الشيخ اتركوه على حاله. وقصص هؤلاء كثيرة ايها الاخوة حتى فضل سفيان السوري رحمه الله الا يترك بلاده حتى لا يزل مع حبه للخلوة والعزلة. فقال لولا ان لتركت هذه البلاد الى بلاد لا اعرف فيها. الظل داء وهو من رواسب الجاهلية التي تهيج يوما بعد اخر. له اسوقه لكم مع ذلك في الخطبة الثانية مقتضبا حفاظا على ما تبقى من يسير وقت ايها الاخوة. لكن مع ذلك ليكن هذا في عقلك وزهنك ما ضل بنو اسرائيل الا حينما لم يتخلصوا من ذل رواسب جاهليتهم. نسأل الله عز عز وجل ان يجعلني واياكم ممن اذا دعي بدر واذا نهي انتهى وعقل مسواه فهدى لنفسه. واقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي. الحمد لله الذي لم يزل عليما حكيما. وصلى الله وسلم وبارك على محمد الذي ارسله ربه الى الناس بشيرا ونذيرا. وعلى ال محمد وصحبه وسلم تسليما كثيرا. ان من علاج الجاهلية بعد تعلمها احتقارها. قال النبي صلى الله عليه وسلم الا ان امر الجاهلية كله موضوع تحت قدمي هاتين ولم يقل تلك اللفظة في موضع اخر على شيء الا الجاهلية. موضوع تحت قدمي ربا الجاهلية تحت قدمي. دم الجاهلية تحت قدمي فاياك ان ترفع الجاهلية من تحت قدم رسول الله الى فوق رأسك فتسكت فتندق عنقك. اسلم زيد الخيل رضي الله عنه. فلما رجع من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صلى الله عليه وسلم نعم الفارس ده اسلم بقى له ايام فقط. قال نعم الفارس لو نجا من حمى المدينة فسقط الرجل في حمى المدينة. فبينما هو في الطريق يلفظ انفاسه. قيل له هنا قرية ندخل حتى تطبب فيها فاسمع ما قال الزي اسلم منذ فقط قال له تنحى بنا لسائقه. تنحى بنا عن هذه القرية. قال لم؟ قال كان بيني وبينهم في الجاهلية مهارشات لا اريد ان اذكرها. زهبت الجاهلية بكل ذكراها. بكل معانيها بكل معارفها. بكل شخوصها. من صنع مع زلك تهزب. سانيا ايها الاخوة لا تنظر لا تبكي على اللبن المسكوب وانشأ من جديد توبة فان القوم لما خرجوا من التيه دلهم الله على هذا الاصل. اخطأتم في حقي وفي حق انفسكم. فامرتكم وعصيتم فادخلوا الباب وقولوا حطة فاعلموا الان فاعملوا الان ان يتعود المرء ان يتوب الى الله عز وجل كلما اذنب وكلما وقع في شيء من امور الماضي فانها نجلات للقلب. ثالثا اصلحوا قلوبكم. فالمرء لا يسري الى الله الا بقلبه. ولله مسافات لا تقطعها الاقدام. وانما لا تقطعها القلوب ايها الاخوة والقلوب في الفتن تعوج وتنكس. قال صلى الله عليه وسلم حتى يصيت تصير القلوب على قلبين قلب اسود مرباد كالكوز مجخيا. يعني مائلا فاستعدال هذا الكوز القلب الاناء حتى يرجع الى موضعه الاتي بعدما اسرت فيه الفتن انما يكون باربع اختم بها. وتأمل هزه الاربع رياضة النفس اولا ان تعلم قدر الدنيا وانها لا تساوي الاخرة. انما هي لحزات وينتقل المرء الى ربه عز وجل. قال كم لبثتم في الارض عدد سنين؟ الخطاب للكل من عاش الف سنة وما عاش ما هو اقل من هذا. قالوا لبثنا يوما او بعض يوم ثم نخطئ العبد. فاسأل من كان يعد. حتى اليوم والبعض يوم اخطأوا في عدها ظنوا ذلك في يتعارف القوم بعضهم على بعض وبينهم من البون الشاسع من السنين. ان الدنيا لتشوي شيء. وهي مزلة يذل المرء بها في الاخرة وهي ضرة الاخرة لا يجمع بينها وبين الاخرة قط الا في مراد الله عز وجل. ان علمت قدرها علمت قدر الاخرة فيومها لا تبيع اخرتك بدنياك بدنياك قط. ثم التوبة النصوح وعدم اقتراف الذنب. عاهد الله عز وجل الا تزنب. فان اذنبت فتابع زنبك بتوبة ترجع بها الى الله عز وجل. قال صلى الله عليه وسلم فايما قلب اشربها اي الفتن نكت فيه نكتة سوداء. فان تاب صقل قلبه. يعني اتمسح وعاد كما هو من جديد. ثالثا معتصم شيخ يدلك على سبيل السنة. ويعرفك الطريق فان لم تجد فيما مددت يدك من اشياخ فارجع الى اسلافك. كما قال الشاطبي رحمه الله فان فقد الشيوخ حلت كتب محلهم ينزل الكتاب ومع زلك لن تفقد. لكن ان عز الامر فليكن الكتاب لك مساعدا. احيوا ليلكم بالقراءة والعلم اطلبوا العلم فان الفتن مجهلا اذا دخلت على المرء جهلت فنسي بعض احكام دينه. فكان احرى بالمرء لا سيما في الايام العسيرة ان يشتد في طلب العلم القراءة لا سيما عن السلف فانها دواء القلب ومجلاته. رابعا واخيرا ايها الاخوة خلوة المحصنة تتعود ان تمكث بمفردك لك ورد في زكر الله ولك ورد في التفكر في ايات الله ولك ورد في النظر الى ما تسير اليه من الاخرة تسرح معه بمهجتك وان كان قلبك بين ايدينا يقول بعض السلف يصلي الرجل الى جوار الرجل ومع ذلك قلب هذا يطوف حول العرش وقلب ذاك لا يزال في الحش يطوف في الدنيا وقد اخلد فيها بهذه الاربع اذا ركزت عليها وحاسبت نفسك وراقبتها على للاربع صقل قلبك واعتدل اعوجاجه وامتلأ ايمانه فتبصر مع ذلك يمينك من دبيرك وتبصر جنبات في الطريق والجدة فلا تسقط فيما وقع فيه بعض اهل الكتابين. ايها الاخوة جحر الضب الخرب الذي اظهره النبي صلى الله عليه ظاهر الخراب لكل احد. فقد قلت ان جحر الضب يهدم من اعلى. فيراه الكل مهدوما فاياك ان تسقط فيما يراه كله سقط فتكون اقصر هؤلاء صفقة. نسأل الله عز وجل ان يقينا واياكم الفتن ما ظهر منها وما بطن. اللهم قنا الفتن ما ظهر منها وما بطن. اللهم قنا الفتن ما ظهر منها وما بطن. اللهم ان اردت بقومنا فتنة فاقبضنا اليك غير مفتونين. ولا مبدلين ولا مغيرين ولا مفرطين صدورا غير ازيال ازلاء انت ارحم الراحمين. اللهم اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا. وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين. اللهم انا نعوذ بك من الكفر واهله. ونعوذ بك من النفاق واهله. ونعوذ بك من الظلم واهله. اللهم احرز نفوسنا المؤمنين. اللهم ادفع عن الضعفاء من المؤمنين. اللهم ادفع عن عبادك المستضعفين من المؤمنين. اللهم ادفع عن ظهورهم. اللهم احرس مهجهم. اللهم احفظ ارواحهم. اللهم اربط على قلوبهم. اللهم ثبت اقدامهم. اللهم اقبل قتلاهم في الشهداء. فك اسرى المأسورين. اللهم فك اسر مأسورين. اللهم انسهم في وحشتهم انت ارحم الراحمين. اللهم عليك بطاغية الشام سوريا. اللهم امنح المؤمنين اكتافهم اللهم سلط عليه بطانته. اللهم دمر عليه كل مدمر. اللهم مزقه كل ممزق. واخوانه واتباعه ومعاونوه. انت ارحم الراحمين وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد والحمد لله رب العالمين واقم