بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان الحمد لله معز من خافه واتقاه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ولا نعبد الا اياه واشهد ان محمدا عبده ورسوله ومصطفاه صلى الله عليه وعلى اله واصحابه ومن والاه وسلم تسليما كثيرا اما بعد ايها الناس ان الخوف من الله سبحانه وتعالى عبادة عظيمة هو من اجل انواع العبادة قد وعد الله سبحانه من خافه واتقاه بالنصر في الدنيا والنعيم في الاخرة قال سبحانه وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من الارض او لتعودن في ملتنا فاوحى اليهم ربهم لنهلكن الظالمين ولنسكننكم الارض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد وفي الاخرة قال سبحانه وتعالى وازلفت الجنة للمتقين غير بعيد هذا ما توعدون لكل اواب حفيظ من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد وقال سبحانه ولمن خاف مقام ربه جنتان وقال سبحانه واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى واما من خاف من غير الله سبحانه وتعالى فان كان مع هذا الخوف عبادة للمخلوق تقرب اليه بشيء من العبادة يخاف شره ويرجو خيره فهذا شرك اكبر مخرج من الملة ان مات عليه صاحبه فهو خالد مخلد في النار انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار كالذين يخافون من الاصنام ومن فجاءة نقمتك ومن تحول عافيتك ومن جميع سخطك يا رب العالمين اللهم انت الله لا اله الا انت انت الغني ونحن الفقراء. انزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين. اللهم اغثنا او يخافون من الاشجار والاشجار او يخافون من الجن والشياطين او يخافون من الادميين احياء وامواتا يخافون من الاموات ومن القبور والاضرحة ويتقربون اليها القرابين يذبحون لها وينذرون لها ويطوفون حولها ويستغيثون بها فهذا شرك اكبر وذنب لا يغفر الا بالتوبة الى الله سبحانه وتعالى واما من خاف من المخلوق ولم يتقرب اليه بشيء من العبادة ولكنه ترك من اجله ما وجب عليه او فعل من اجله ما حرم الله عليه ترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر خوفا من الناس وارضاء لهم فهذا شرك اصغر وذنب كبير لانه يجب على المسلم الا يخاف الا الله ولا يخشى في الله لومة لائم واما من خاف من الاشياء التي تضره ولم يترك من اجلها واجبا من واجبات الدين ولم يرتكب محرما كأن يخاف من السباع او يخاف من العدو او يخاف من الحر او البرد او الجوع هذا خوف طبيعي لا يؤاخذ عليه الانسان لانه خوف ليس معه عبادة وليس معه فعل محرم ولا ترك واجب فهذا خوف طبيعي لا يلام عليه الانسان ايها الاخوة اننا في هذه الايام نسمع تهديدات الكفار للمسلمين وانهم اعدوا العدة اعدوا العدة وجاؤوا بالجيوش الهائلة وجاؤوا بالاسلحة الفتاكة فجعلوها في بلاد المسلمين يهددونهم ويخوفونهم فالمسلمون لا يخافون الا الله عز وجل ولا يعبؤون بتهديد الكفار وليس هذا بجديد فالكفار يهددون المسلمين من قديم الزمان ولكن المسلمين لا يعبأون بتهديدهم وانما يخافون من الله سبحانه وتعالى فقد هددوا رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه بعد وقعة احد لما حصل على المسلمين ما حصل في هذه الغزوة من النكبة والقتل الجراح وانصرف المشركون عائدين الى مكة ارسلوا الى المسلمين من يهددهم ويقول ويقول عن قائد الكفار اننا سنرجع اليهم فنقضي على بقيتهم فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاءه جاءه المندوب من الكفار ما زاده الا ايمانا وقوة وثقة بالله سبحانه وتعالى فامر اصحابه ان يخرجوا في طلب العدو فخرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم بعد معركة شرسة وفيهم الجراح وقتل منهم من قتل خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلب العدو الذي يهددهم ونزلوا في مكان بين مكة والمدينة ينتظرون العدو فلما بلغ الكفار خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه اصابهم الرعب وقالوا ما خرجوا الا وفيهم قوة فانهزموا باذن الله وخابوا وخسروا ومضوا الى مكة ورجع المسلمون سالمين غانمين بالاجر والثواب وانزل الله في ذلك الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم ثم قال سبحانه انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين هذا التهديد الذي جاءكم انما هو من الشيطان يخوفكم باوليائه من الكفار ويهددكم بالكفار فلا تخافوه وخافوني ان كنتم مؤمنين فلما خافوا من الله عز وجل وقوي ايمانهم ويقينهم ما زادهم ذلك الا رفعة في الدنيا والاخرة وقوة واجرا وثوابا كذلك لما جاء الاحزاب من القبائل جاءوا الى المدينة يريدون قتل المسلمين واستئصالهم واجتمعوا حول المدينة من كل قبيلة وخان اليهود الذين عاهدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وانظموا مع الكفار وخان المنافقون الذين كانوا يظهرون الايمان ويبطنون الكفر فلما جاءت جحافل الكفر قانوا الله ورسوله فاجتمع على المسلمين عدو من خارج المدينة وعدو من داخل المدينة. اذ جاءوكم من فوقكم ومن اسفل منكم واذ زاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنون هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا واذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرظ ما وعدنا الله ورسوله الا غرورا ثم قال سبحانه عن المسلمين ولما رأى المؤمنون الاحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم الا ايمانا وتسليما من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله ما عاهدوا الله عليه من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه هذا موقف المسلمين في الشدايد ما تزيدهم الهزات والتهديدات الا قوة في ايمانهم لانهم يثقون بالله سبحانه وتعالى الذي يملك القوى والقدر الذي لا يغلبه شيء. ان ينصركم الله فلا غالب لكم وان يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده انه يجب علينا في هذه الحالة تهديد الكفار ومجيئهم بعددهم وعدتهم بعددهم وعدتهم ونزولهم بيننا وبين ديارنا انه يجب علينا امور اولا التعلق بالله عز وجل وقوة الايمان واليقين بالله عز وجل فانه هو المالك القوي الذي لا يعجزه شيء فاذا خفنا منه فان الله يخيف عدونا اذا خفنا منه فان الله يخيف عدونا واذا خفنا من عدونا ولم نخف من الله سلط الله علينا عدونا كما في الحكمة من خاف الله قافه كل شيء ومن خاف من غير الله اخافه الله من كل شيء فعلينا ان نخاف من الله هذا اول شيء الامر الثاني علينا ان نصلح احوالنا فان عدونا لا يتسلط علينا الا بسبب ذنوبنا وسيئاتنا فعلينا ان نرجع على انفسنا ونحاسب انفسنا ونصلح فسادنا حتى يتسنى لنا النصر من الله سبحانه وتعالى فان العدو لا يتسلط على المسلمين الا بسبب ذنوبهم ومعاصيهم اولما اصابتكم مصيبة قد اصبتم مثليها قلتم انى هذا قل هو من عند انفسكم ان الله على كل شيء قدير ومن عند انفسكم فما اصيب المسلمون الا بسبب انفسهم وتقصيرهم في حق الله سبحانه وتعالى وتفريطهم في طاعة الله عز وجل فعلينا ان نلوم انفسنا وان نرجع الى انفسنا ولكن مع الاسف ما نسمع من يتحدث عن هذا الموضوع ما نسمع الا من يتكلم تهديدات الكفار ويعظم من شأنهم ولا نسمع الا من يشتكي الى الكفار يشتكي الى مجلس الامن الى الامم المتحدة الى الى ولم نسمع من يشتكي الى الله سبحانه وتعالى هذا خذلان عظيم كان الواجب علينا ان نرجع على انفسنا باللوم وان نصلح احوالنا وان نتوب الى الله سبحانه وتعالى حتى يكون الله سبحانه وتعالى معنا عليهم ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون لا تحزن ان الله معنا لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم اخرجه المشركون من مكة ليس معه الا صاحبه ابو بكر الصديق رضي الله عنه خرجوا اخرجوا من مكة ولجأوا الى غار ثور الى غار جنوبي مكة والتجأوا فيه فلما علم الكفار بخروج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بينهم اجلب بخيلهم ورجلهم يطلبونه وبعثوا في الطرقات والبراري من يأتي بمحمد وقالوا من يأتي به حيا او ميتا فله وزنه من الذهب جاؤوا الى الغار الذي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه ابو بكر ثاني اثنين اذ هما في الغار فقال ابو بكر رضي الله عنه يا رسول الله لو نظر احدهم الى موضع قدمه لابصرنا فقال صلى الله عليه وسلم يا ابا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما فاعمى الله بصائرهم وابصارهم ولم يروا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو تحت ارجلهم اعمى الله ابصارهم فرجعوا خاسئين خائبين وانزل الله في ذلك الا تنصروه فقد نصره الله. اذ اخرجه الذين كفروا ثاني اثنين اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا فانزل الله سكينته عليه وايده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم هكذا مواقف اهل الايمان عند الشدائد انهم يفزعون الى الله وانهم يصلحون ما فسد من امورهم يصلحون معاملتهم مع الله سبحانه وتعالى حتى يكون الله معهم واما اذا لم يصلحوا فسادهم فان الله جل وعلا يتخلى عنهم ويخلي بينهم وبين عدوهم كذلك يجب على المسلمين ان يعدوا العدة ان يعدوا العدة لقتال عدوهم قال الله جل وعلا واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم واخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوفى اليكم وانتم لا تظلمون وقال سبحانه وتعالى في صلاة الخوف واذا كنت فيهم فاقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا حذرهم واسلحتهم امر المسلمين ان يتسلحوا حتى في الصلاة فيجب الاستعداد يجب الاستعداد بالقوة التي يستطيعها المسلمون والا يتكلوا على الشكوى الى مجلس الامم والى هيئة الامم والى والى بل عليهم ان يكونوا انفسهم ويعدوا انفسهم حتى يرهبهم عدوهم وحتى يخافهم عدوهم كذلك يجب على المسلمين ان يجتهدوا في الدعاء في دعاء الله سبحانه وتعالى ان ينصر دينه ويعلي كلمته ويخذل اعداءه فان الدعاء سلاح المؤمن والله قريب مجيب وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادة سيدخلون جهنم داخرين انه ليس بغريب ان يهدد الكفار المسلمين فهذا قديم وقديم منذ بدء الخليقة والكفار يهددون المسلمين في كل زمان ومكان ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم ان استطاعوا. ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم فهذا شيء معلوم من احوال الكفار فعلينا ان نتخذهم اعدائنا وان نتوكل على الله سبحانه وتعالى وان نعد العدة ونكثر الدعاء ونصلح اعمالنا حتى يكون لنا النصر من الله سبحانه وتعالى ينصركم الله فلا غالب لكم وان يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الم تر كيف فعل ربك باصحاب الفيل الم يجعل كيدهم في تظليل وارسل عليهم طيرا ابابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعنا بما فيه من البيان والذكر الحكيم اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم الحمد لله على فضله واحسانه واشكره على توفيقه وامتنانه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد ايها الناس اتقوا الله تعالى واعلموا انه لابد مع الخوف من الله من الرجاء لابد من الخوف من عقاب الله من الرجاء لثوابه سبحانه فالمؤمن يجمع بين الخوف والرجاء فلا يخاف خوفا يقنطه من رحمة الله انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون. ومن يقنط من رحمة ربه الا الضالون ولا يرجو رجاء ولا يرجو رجاء يحمله على عدم مخافة الله عز وجل قال سبحانه وتعالى افأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون فالمؤمن يكون بين الخوف والرجاء كما قال سبحانه وتعالى عن انبيائه انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين وقال سبحانه وتعالى وقال سبحانه وتعالى ويرجون رحمته ويرجون رحمته ويخافون عذابه اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ويرجون رحمته ويخافون عذابه ان عذاب ربك كان محظورا فلا يخاف خوفا يقنطه من رحمة الله ولا يرجو رجاء يؤمنه من مكر الله بل يكون دائما بين الخوف والرجاء لان الخوف يحمله على خشية الله سبحانه وتعالى وترك المعاصي والرجاء يحمله على فعل الطاعات وطلب الجنات فهذا شأن المؤمن يجمع بين الخوف والرجاء ويعمل الصالحات ويتجنب المعاصي والسيئات هذا شأن المرسلين واتباعهم من المؤمنين ثم اعلموا رحمكم الله ان خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل بدعة ضلالة وعليكم بالجماعة فان يد الله على الجماعة ومن شذ شذ في النار ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وارض اللهم عن خلفائه الراشدين الائمة المهديين ابي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن الصحابة اجمعين وعن التابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اللهم اعز الاسلام والمسلمين واذل الشرك والمشركين ودمر اعداء الدين وانصر عبادك المؤمنين. اللهم من اراد الاسلام والمسلمين بسوء فاشغله بنفسه واردد كيده في نحره واجعل تدميره في تدبيره انك على كل شيء قدير. حسبنا الله ونعم الوكيل. حسبنا الله ونعم الوكيل. حسبنا الله ونعم الوكيل. اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا. اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا. وقنا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن. اللهم اجعل بلدنا هذا امنا مطمئنا فان وسائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين اللهم انا نعوذ بك من زوال من زوال نعمتك اللهم اغثنا اللهم اغثنا اللهم اسق عبادك وبلادك وبهائمك وانشر رحمتك واحيي بلدك الميت يا سميع الدعاء يا قريب مجيب. ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم. عباد الله ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايساء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون. فاذكروا الله يذكركم واشكروا نعمه يزدكم ولذكر الله اكبر والله يعلم ما تصنعون