وارزق اهله من الثمرات من امن منهم بالله واذ قال ابراهيم رب اجعل هذا بلدا امنا وارزق اهله من الثمرات من امن منهم بالله واليوم الاخر فهذا يدل على اهمية الامن بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. الحمد لله على نعمه والباطنة الحمد لله على نعمه الظاهرة والباطنة لا نحصي لها عدا ولا نحصي ثناء عليه هو كما اثنى على نفسه اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وعد الشاكرين لنعمه بالمزيد وتوعد الكافرين لنعمه بالعذاب الشديد واشهد ان محمدا عبده ورسوله افضل الشاكرين صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين اما بعد ايها الناس اتقوا الله تعالى واعلموا ان نعمة الامن من اعظم النعم بعد نعمة الاسلام لانه يأمن الانسان فيه على نفسه وعلى ماله وعلى عرظه وبه تتم النعمة وبه يطمئن الناس في بلادهم ومساكنهم بالامن والاستقرار يستتب الامن يستتب الامر ويمتد الناس في طلب الارزاق وفي مصالحهم ومعايشهم فهو نعمة عظيمة يمن الله بها على من يشاء من عباده وهذه النعمة لا تحصل بقوة السلاح او قوة العدة والاختراع او بالحصون والمباني المنيفة نهاهم الكفار يملكون من العدد والعدة اقوى ما في الوجود اقوى ما في هذه الدنيا بيد الخلق ومع هذا هم في في اضطراب وقلق وحيرة ولم ينفع اليهود حصونهم حيث ظنوا انهم مانعتهم حصونهم من الله فاتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بايديهم وايدي المؤمنين فاعتبروا يا اولي الابصار ان الامن لا لا يحصل الا بالاسباب التي جعلها الله اسبابا لتحصيله واعظم هذه الاسباب توحيد الله جل وعلا بعبادته وحده لا شريك له والايمان به والعمل الصالح كما قال تعالى وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا فجعل توحيده والايمان به والعمل الصالح اسبابا لتوفر الامن وبفقد هذه الاسباب يفقد الامن وقال تعالى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون وانه لا ينفع لا ينفع المال وسعة الرزق مع فقدان الامن بل لا يتمكن الناس من اكتساب المال ولا يطمئن الناس من حفظ المال اذا حصلوا عليه ولا ولا يطمئن الناس من التمتع بالاموال وهم خائفون الذين امنوا امنوا بالله ووحدوه واطاعوه واخلصوا له العبادة ولم يلبسوا اي لم يخلطوا ايمانهم اي لم يخلطوا توحيدهم بشرك فالظلم هو الشرك ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اي بشرك كما فسره النبي صلى الله عليه وسلم اولئك لهم الامن اولئك لهم الامن اما غيرهم فلا امن لهم وهم مهتدون الامن في الدنيا والامن في الاخرة بسبب الايمان واخلاص العبادة لله سبحانه وتعالى وكذلك من اسباب الامن طاعة ولاة امور المسلمين لجمع الكلمة ووحدة الصف ولهذا قال تعالى يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر فالله سبحانه وتعالى امر بطاعته وطاعة رسوله وطاعة اولي الامر من المسلمين لان شق عصا الطاعة والخروج على ولاة الامور يسبب تفرق الكلمة وظعف القوة وتسلط الاعداء وسفك الدماء وسلب الاموال وتسلط الظلمة والله جعل ولاة الامور من المسلمين ليقيموا العدل بين الناس ويمنع الظلم ويقيم الحدود حتى يستتب الامن والاطمئنان في البلد ومن اسباب الامن اقامة الحدود التي جعلها الله رادعة للمجرمين عن اجرامهم وبغيهم وفسادهم قال الله سبحانه وتعالى ولكم في القصاص حياة يا اولي الالباب لعلكم تتقون القصاص به تحفظ الانفس ويأمن المجتمع وقطع يد السارق تحفظ به الاموال وجلد الشارب والسكران تحفظ به العقول وقتل المرتد تحفظ به العقيدة واقامة الحد على الزاني تحفظ به الاعراض والانساب واقامة الحد على القاذف تحفظ به اعراض المسلمين الى غير ذلك وقال صلى الله عليه وسلم لحد يقام في الارض خير لها من ان تمطر اربعين صباحا وكذلك من اسباب الامن تحكيم تحكيم القرآن والسنة. تحكيم الشرع بين الناس قال صلى الله عليه وسلم وما لم تحكم ائمتهم بكتاب الله الا جعل الله بأسهم بينهم فبهذه الامور يتوفر الامن واذا رجعنا اذا رجعنا الى ما قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم الى الجاهلية وجدنا الاضطراب والقلق والخوف سفك الدماء وسلب الاموال تسلط الظلمة فلما جاء الله جل وعلا بهذا النبي صلى الله عليه وسلم وبهذا الدين ودخل الناس فيه افواجا امنوا على دمائهم واموالهم واعراضهم واستتب الامن وذهب الخوف واقرب مثال لذلك هذه البلاد هذه البلاد كانت في قلق وخوف وتناحر كل قرية كل قرية تقاتل القرية الاخرى التي بجانبها سلب للاموال وهتك للاعراض وقتل للانفس وغارات وثارات فلما جاء الله بدعوة الامام المجدد الشيخ محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله وساعده ال سعود وايدوه وقام الجهاد في سبيل الله واقيمت الحدود امنت هذه البلاد واتحدت وصارت دولة واحدة بدل ما كانت دولا وامارات متفرقة وقبائل متناحرة جمعهم الله على هذا الامر حاضرتهم وباديتهم حتى استدب الامن واشبه زمانهم زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم كل ذلك بنعمة الله سبحانه وتعالى واما الدول الكافرة والدول المدعية للاسلام وهي لا تحكم الشريعة فكما ترون وكما تسمعون فيها من القلق والفوضى والاضطراب ما لا يعلمه الا الله فهي عبرة وعظة توجب الشكر علينا لله الذي من علينا بهذا الامن وهذا الاستقرار اولم يروا انا جعلنا حرما امنا ويتخطف الناس من حولهم افبالباطل يؤمنون وبنعمة الله هم يكفرون الله جل وعلا يذكرنا بهذا الامن ويحثنا على الشكر والاستقامة حتى يتوفر ويدوم لنا والا اذا ضيعنا دين الله جل وعلا ظاعت دنيانا واخرتنا وضاع امننا واستقرارنا وعدنا الى ما كان عليه اهل الجاهلية ومن شابههم من المجتمعات في قلق واضطراب وفوضى لا يستقر قرار ولا يأمن خايف ولهذا لما دعا إبراهيم عليه الصلاة والسلام لما دعا لبلد الله الحرام قال رب اجعل هذا بلدا امنا وارزق اهله من الثمرات رب اجعل هذا بلدا امنا وارزق اهله من الثمرات من امن منهم بالله واليوم الاخر فبدأ عليه الصلاة والسلام بدأ بالامن قبل الرزق لان الامن اذا توفر فان الناس يتمتعون بالرزق ويطمئنون واما اذا لم يتوفر الامن فان الناس لا يطمئنون ولا يرتاحون ولا يتلذذون بالاكل والشرب من الخوف والقلق ولهذا بدأ بالامن ربي اجعل هذا بلدا امنا وفقدان الامن له اسباب اذا فعلها الناس ضاع امنهم من هذه الاسباب وهي كثيرة اذا لم يشكروا نعمة الله عليهم اذا كفروا النعمة واحتقروها قال تعالى وضرب الله مثلا قرية كانت امنة مطمئنة يأتيها رزقها من كل مكان فكفرت بانعم الله فاذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون وقال سبحانه وكم اهلكنا من قرية بطرت معيشتها فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم الا قليلا وكنا نحن الوارثين قطرت معيشتها يعني كفرت بنعمة الله عز وجل فابدلها الله ابدلها الله بامنها خوفا وابدلها الله بشبعها بشبعها جوعا وفقرا وفاقة كل ذلك بسبب عدم الشكر لله عز وجل والشكر انما يكون بثلاثة امور اولا تحدث بنعمة الله ظاهرا ثانيا الاعتراف بها في القلب باطنا ثالثا صرفها في طاعة مسديها وموليها وهو الله سبحانه وتعالى اما الشكر باللسان فقط فهذا لا ينفع فبشكر الله تطمئن النعم قال تعالى ولئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد فبالكفر بنعم الله تزول ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم واذا اراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال فالواجب علينا ان نعترف بهذه النعمة هذه النعم العظيمة وان نشكرها وان نسأل الله ان يديمها والا يزيلها عنا بذنوبنا وان نصلح من اعمالنا ونتوب الى الله من ذنوبنا حتى تبقى علينا هذه النعم في الدنيا وفي الاخرة فلسنا باقوى الامم ولسنا باقوى الدول ولم نحصل على هذا الامن وهذه النعمة بقوتنا ولكن حصلنا على ذلك حصلنا على ذلك بهذا الدين وهذا التوحيد وهذه العقيدة وهذه الطاعة لله ولرسوله ولينصرن الله من ينصره ان الله لقوي عزيز الذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلاة واتوا الزكاة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الامور الدنيا الان كما تسمعون الدنيا الان ترتجف من حولكم والتهديدات من الكفار والظلم والجور والطغيان كل ذلك تموج به بلاد العالم اليوم فنحن على خطر عظيم ان لم نشكر نعمة الله علينا ونقوم بواجبنا فاننا على خطر عظيم وقد جاءت النذر ففي اول هذا الشهر كانوا يسرحون ويمرحون بعد العيد بالحفلات والرقصات ما يشاؤون من الشهوات وفي اخر الشهر يسمعون يسمعون صوت الانذار صفارات الانذار في البلاد يسمعونها تخويفا من الله عز وجل لعلهم يرجعون ويتوبون الى الله ويصلحون اعمالهم والا فان النقمة والا فان النقمة قريبة ولا حول ولا قوة الا بالله فاتقوا الله عباد الله واشكروا نعمة الله عليكم ولا تكفروها ولا تكونوا من الذين بدلوا نعمة الله كفرا واحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها وبئس القرار بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعنا بما فيه من البيان والذكر الحكيم اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم الحمد لله على فضله واحسانه الشكر له على توفيقه وامتنانه اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد ايها الناس اتقوا الله تعالى واعلموا ان من اعظم اسباب بقاء النعمة واستقرارها الامر بالمعروف والنهي عن المنكر كما سمعتم في قوله تعالى الذين ان مكناهم في الارظ اقاموا الصلاة واتوا الزكاة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الامور والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ومن من اعظم اسباب بقاء النعمة واستقرارها وترك الامر بالمعروف ترك النهي عن المنكر من اعظم الاسباب لزوال النعم وحلول النقم قال صلى الله عليه وسلم قال صلى الله عليه وسلم كلا والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد السفيه ولتأطرنه على الحق اطرا او ليضربن الله قلوب بعضكم ببعض ثم يلعنكم كما لعنهم اي بني اسرائيل لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه قال صلى الله عليه وسلم ان الناس اذا رأوا المنكر فلم يغيروه او شك ان يعمهم الله بعقاب من عنده قال صلى الله عليه وسلم من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اظعف الايمان وما اعظم المنكرات اليوم في بيوتنا وفي اسواقنا وفي تجمعاتنا وقل من ينكر ذلك فالواجب على كل مسلم من رأى منكم منكرا هذا عام لكل مسلم ان يغير المنكر حسب استطاعته ومقدرته ولا يعجز احد ان يغير المنكر في بيته فان البيت ملك لك ومن فيه رعية تحت يدك وانت مسؤول عنهم فلا احد يعجز عن ان ينكر المنكر في بيته واين الذين ينكرون المنكر في بيوتهم الا من شاء الله فضلا عن الذين ينكرون على الناس فاتقوا الله عباد الله تأمروا بالمعروف تناهوا عن المنكر وابدأوا بانفسكم وببيوتكم وجيرانكم ومن اعظم المنكرات من اعظم المنكرات التهاون في الصلاة اليوم التي هي الركن الثاني من اركان الاسلام من الناس من لا يصلي ويقول الاسلام ليس هو الصلاة والنبي صلى الله عليه وسلم يقول رأس الامر للاسلام وعموده الصلاة وهذا يقول لا الصلاة ليست من الاسلام ويترك الصلاة جهارا نهارا ومن الناس من يترك الصلاة في الوقت وانما يصلي اذا قام متى ما قام في غير شرع الله عز وجل لان الله شرع الصلاة في وقت محدد ليست على حسب هواك تنقلها حيثما شئت الصلاة لها وقت فاذا صليت خارج الوقت من غير عذر فلا صلاة لك لانك لم تصلي الصلاة التي امرك الله بها وانما صليت الصلاة التي امرت امرت بها نفسك والشيطان فلا يقبلها الله منك ومن الناس من يترك صلاة الجماعة وهو يسمع الاذان والمسجد الى جانب بيته ولا يحظر للصلاة وصلاة الجماعة فرض على الاعيان على كل مسلم كما قال سبحانه وتعالى في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والاصال رجال لا فيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والابصار ليجزيهم الله احسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب. لو حافظنا على الصلاة لانتهينا عن كل منكر قال تعالى واقم الصلاة ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله اكبر فماذا يتوقع من الذي لا يصلي؟ او يصلي على حسب هواه؟ ماذا يتوقع منه ان ينكر المنكر وهو لا يصلي نسأل الله العافية والسلامة وان يهدي ضال المسلمين واعلموا ان خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم شر الامور محدثاتها وكل بدعة ضلالة وعليكم بالجماعة فان يد الله على الجماعة ومن شذ شذ في النار ان الله وملائكته يصلون على النبي. يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وارض اللهم عن خلفائه الراشدين الائمة المهديين ابي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن الصحابة اجمعين وعن التابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اللهم اعز الاسلام والمسلمين واذل الشرك والمشركين ودمر اعداء الدين واجعل هذا البلد امنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين. اللهم ادفع عنا الغلا والوبا والزنا والزلازل والمحن. وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلدنا هذا خاصة وعن بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين. اللهم ولي علينا وعلى جميع المسلمين خيارا واكفنا شر شرارنا ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا. وقنا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن. اللهم اصلح امامنا وولي امرنا اللهم اللهم اصلح امامنا وولي امرنا. اللهم اهده بالهدى وزينه بالتقوى. اللهم اجعله مناصرا دينك اللهم اجعله محكما لشريعتك. اللهم اجعله متبعا لسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم. اللهم ابعد عنه السوء والمفسدين. اللهم قرب اليه اهل الصلاح والبطانة الطيبة. يا رب العالمين. ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم عباد الله ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون واوفوا بعهد الله اذا عاهدتم ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا ان الله تعلم ما تفعلون فاذكروا الله يذكركم واشكروا نعمه يزدكم. ولذكر الله اكبر والله يعلم ما تصنعون