بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. الحمد لله رب العالمين فضل العلماء العاملين على الجهال واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له شهادة الحق واليقين واشهد ان محمدا عبده ورسوله الصادق الامين صلى الله عليه وعلى اله واصحابه والتابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا ما بعد ايها الناس باش نتاقو الله تعالى واعلموا ان الله فضل العلم وصور العلماء قال تعالى قل هل يستر الذين يعلمون والذين لا يعلمون انما يتدبر كل الالباب قال سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا اذا قيل لكم تفسحوا بالمجالس فافسحوا مسح الله لهم يركع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات الله خبير بما تعملون فقال سبحانه وتعالى فمن يعلم ان ما انزل اليك من ربك من هو اعمى انما يتدبر قلة وان العلم هو ميراث الانبياء كما قال صلى الله عليه وسلم فان العلماء دينار ولا درهم وانما هو رجل العلم امام اخذه اخذ بحرف واحد والعلم هو الفقه بالدين العلم هو العبء بالدين الذي يؤتيه الله من يشاء وليس العلم لكثرة الكتب او كثرة المطالعة او كثرة الجحر وانما هو فهم يؤتيه الله منه شاء كما قال صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا وقال عليه الصلاة والسلام رب مبلغ او عن لسانه قال عليه الصلاة والسلام كل حامل خير فقيه العلم انما هو فهم دين الله من يشاء من عباده وذلك بتدبر كلام الله عز وجل وتدبر كلام الرسول صلى الله عليه وسلم ويكون ذلك حسب القواعد العلمية المعروفة بالاستنباط ومعرفة الاحكام الشرعية العلم لا يأتي عورة وبدون ولا بدون تعب ولا بدون كذب وانما العلم يأتي بالتعلم والجلوس الى العلماء وتلقي العلم عن اهله كما قال سبحانه وتعالى وما كان المؤمنون ليغفروا كافة فلولا كفر من كل فرقة منهم طائفة ليتدبروا في الدين ولينكروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم له في اخر الزمان يقل للعلماء يقي الفقهاء ويغفر القراء وقام عليه الصلاة والسلام ان الله لا يقبض هذا العلم انتزاعا يرتجع من صدور الرجال وانما يطلب العلم بموت العلماء فاذا لم يطم طعامه اتخذ الناس دروسا جهالا فضلوا واضلوا اذا فالعلم مهمة عظيمة وهو ميراث الانبياء هو لا يحصل بدون كد ولا تعب. وبدون طلب وبدون تلقي عن العلم من اهله ومصالحه الصحيحة وانما في شمال اختلط به الامر ويشطبون الاحاديث ولكن ليس عندهم فكر وانما يتطبلون على العلم ويفتون بغير فهم وبغير مروية فيضلون ويضلون كما قال صلى الله عليه وسلم اتخذ الناس رؤوسا يهانا فاذكر بغير علم فظلوا وظلوا فالواجب على المسلم ان يأخذ دينه عن اهل العلم المعروفين به اهل العلم والتقوى الذين قال الله جل وعلا فيهم انها يخشى الله من عباده العلماء ربما يكون هناك عالم ضال يظل الناس كما قال صلى الله عليه وسلم وانما اخشى على امتي الائمة المضلين قال عليه الصلاة والسلام اخشى على امتي منافقا عليما عليم اللسان القرآن العلم ليس ظاهرا فقط عن اللسان وانما مظاهر وباطل خشية الله سبحانه وتعالى ومعرفة الله واما من يقول علمهم على لسانه فقط وهو لا يخشى الله عز وجل فهذا يقول من الائمة المضلين فعلينا ان نحذر منهم واما نغتر بما عندهم من علم اللسان وكذلك واشد خطرا اخذ العلم عن المتعالمين الذين لم يتلقوا العلم عن العلماء والفقهاء وانما تلقوه عن انفسهم وفهمهم وكتبهم وهم لا يعلمون شيئا لا يعرفون شيئا من مصادر العلم وقواعد العلم التي تعب العلماء بتحقيقها وتدقيقها ودولوها في كتبهم هذا لا يكلف نفسه الا يذهب الى العلماء ولا يجالسهم وانما يعتمد على نفسه وعلى جهله ويبني على غير اساس لا يعرف الناس قبل المنسوخ لا يعرف النطق من المقيد لا يعرف المطلق الا المبيت لا يعرف المجمل والمفصل لا يعرف من العلم الا ظاهرا فيأخذ منه بطرف ويترك اطرافا كثيرة ولا شك ان العلم ترابط بعضه ببعض القرآن يبشر بعضه بعضا ويمسح بعضه بعضا السنة كلامك والسقوط معها بعضكم تمشق القرآن وينسخ بعضها بعضا ربما يكون الحديث مكذوبا موضوعا او ضعيفا وهو لا يدري او يعتمد على تصحيحه هو وتضعيفه هو دون رجوع الى اهل العلم العارفين بقواعد العلم وقواعد ومصادره. فهذا خطر عظيم قد كثر في هذا الزمان والذرية المسلمون بأمثال هؤلاء المتعارفين. الذين يصدرون الفتاوى ويصدرون البيانات في شهور عامة لو حصلت في عهد عمر رضي الله عنه لجمع لها المهاجرين والانصار واستشارهم فيها هؤلاء يصدرون الاحكام في الامور العامة العظيمة المصيرية ثم يضللون الناس ويوقعون الناس في الخطر ويحصلوا بسبب ذلك سوءا هام وارتباك ويحصل بذلك تفرق واختلاف ويحصل كذلك من الشر ما الله به عليم ان خطر هؤلاء المتعالمين وخطر العلماء الضالين اعظم الاخطاء. ولهذا قال بعض السلف ان هذا العلم فانظروا عن من تأخذون دينكم لا تأخذ العلم عما هب ودب ولكن لا تأخذ العلم الا عن اهله الذين استشهدهم الله مع ملائكته في قوله تعالى شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم هؤلاء هم المرجع الذين يرجع اليهم في الامور المهمة والمشكلات المدلهمة ولا يرجع الى انصاف المتعلمين والمتعلمين والعلماء الضالين قال الله تعالى واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته اتبعتم الشيطان الا قليلا فهذا الامر محب وعظيم جدا لان العلم اليوم اصبح كما ترون قل من انما توصف بعلمه وقلما يوصف بسقواه وعمله الا من قسم الله وكثر الكلام والقيل والقال كثرت الفتاوى من غير علم وغيرت من غير بصيرة كثر الذين يتصدرون بالمجالس ويدعون العلم وليس عندهم من العلم حبة صدر وانما هي دعوة والدعاوى اذا لم يقلوا بينات عليها اهلها ادعياء الواجب التنفس في هذه الامور ورجوع الى العلم الصحيح والى العلماء الذين رسخت اقدامهم بالعلم ومسخت عقولهم فتحوا بهاء الاسنان ولو كان عندهم علم لا يعتمد عليه وانما يعتمد على الرجال على الرجال الذين ثبتت اقدامهم في العلم والرأي والحكمة فيصدر عنهم في الامور المهمة العامة التي تتعلق بشأن الامة ومصيرها اننا في هذا الزمان كما ترون كل ما حدثت فتنة تصدر لها من المتعالمين وانصاف المتعلمين من يحللونها ويفتونها بها ويوجهون الناس على غير بصيرة وعلى غير علم فحصل التخبط وحصلت الاشكالات الكثيرة وتفرق الناس هذا يتبع رأي فلان وهذا يتبع رأي فلان وهذا يذهب دون رجوعه الى مصادر العلم واهل العلم الذين يجدون الامور وينزلون الوقائع على اشكالها الصحيحة ولا يتعجبون فيها الا بعد دراسة وبعد تمحيص وبعد تشاور وبعد رح وبعد الرحيل حصيف ثم بعد ذلك يصدرون ما وجهه الله اليه ووفقه اليه. وان كان عنهم تباطيا يجيء كثير من هؤلاء الظن بالعلماء. لماذا لم يتكلموا؟ لماذا لم يقولوا؟ لماذا لم يكتبوا هل العلماء اوراق تعبث بها الرياح العلماء يتدبسون العلماء يدرسون المشاكل يجمعون المعلومات يقاتلون بينها ينظرون بالعواطف ينظرون ماذا يترتب على ما يصدر منهم من اقوال او بيانات او فشنوات ثم بعد يصدروننا وفقهم الله لهم. اما هؤلاء الرعاة فكل واحد منهم يجلس ويصدر الفتاوى ويصدر القرارات والبيانات ثم يتفرق الناس عن رأي فلان وعلان وربما يكون الامر الى الفتنة. ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروه انه هو غفور رحيم الحمد لله على فضله واحسانه واشكرهم على توفيقه وامتنانه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له تعظيم اللسان اشهد ان محمدا عبده ورسوله. الداعي الى جدرانه صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد ايها الناس اتقوا الله تعالى انك لو سألت واحدا او جماعة من هؤلاء المتعاهدين. اين درست وعمن تلقيت العلم لقال لك انه لم يدرس ولما يتلقى العلم عن العلماء وانما يقرأ في الكتب ويصدر الاحكام بناء على فهمه وعلى رأيه من غير قواعد شرعية وامور مرعية يتمشى عليها العلماء ما عاد مثل هذا الاصلح ان يؤخذ برئيس لكن سيكون لاجراءه فتنة ويقول لرأيه شر وبعض من يفتون في القضائيات. وما ادراك ما الفضائيات. وفي شبكات الالكترون اغلبهم جهال لا يعرفون شيئا من احكام الله. ويتكلمون من شرع الله بغير علم وبعضهم علماء ضالون في عقيدتهم وفي سلوكهم واخلاقهم ويلتمسون للناس الرخص والمخارج الذي يخرجون بها عن الاحكام الشرعية هكذا كثير منهم لانه لما سئل الناس المخارج التي تخرجهم من احكام الله وهذا ضلال مبين وخطر عظيم. فعلينا ايها المسلمون علينا ان نتشبث في الامور. علينا ان لا نغتر باقوال هؤلاء وهؤلاء وانما نرجع الى المصادر العلمية الموثوقة ونأخذ بما نصدر عنها. ولم اقل انهم معصومون لكنه اجتهدوا وابدوا اجتهادهم. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول اذا اجتهد الحاكم فاصاب فله اجر فله اجر واحد. وهذا هو الذي يحسن الاجتهاد الذي تعلم قواعد العلم ومصادر الشريعة واتقنها حتى اصبح من اهل الاجتهاد والنظر اما المبتدي اما المتعالم فهذا ليس من اهل الاجتهاد وهو مخطئ على كل حال قال صلى الله عليه وسلم من قال في القرآن برأيه وبما لا يعلم فليتبوأ مقعده من النار واخطأ ولو اصاب والله جل وعلا حذر من القول عليه بغير علم. قال سبحانه وانما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن اجمع والباقي بغير الحق تشرك بالله ما لم ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله ماذا تفعلون؟ قال تعالى ولا تبقوا ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا. ان العلماء يتحرصون من الافتان. الا عند ان هؤلاء فهم يتسابقون الى المفتاح يتشرفون الى الافتاء لانهم ليس عندهم علم بالخطر الذي يترتب على فتواه. اما اهل العلم الراسخ فانه يتهيأ دون الفتوى ولا يقدمون عليها الا عند الضرورة. ويتدافعونها. يدفع بعضهم الى بعض. اسأل فلانا اسأل فلانا فاذا لم يوجد من يفصي غيره فانهم يجتهدون ويفتحون ويقولون بما يحتاطون به لانفسهم ولغيرهم نسأل الله عز وجل ان يهدي الله للمسلمين. وان يثبت المسلمين على دينهم. وان يبارك لهم في علمائهم. وان يكفيهم شر المتعالمين والعلماء الضالين ان خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم. وشر الامور محدثاتها وكل بدعة ضلالة وعليكم بالجماعة فان يد الله على الجماعة من شد شدة النار ان الله وملائكته يصلون على النبي. يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وارضى اللهم عن خلفاءه الراشدين الائمة المهديين ابي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن الصحابة اجمعين. وعن التابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اللهم اعز الاسلام والمسلمين واذل الشرك والمشركين ودمر اعداء الدين واجعل هذا البلد امنا سخاء رخاء وبلاد المسلمين عامة يا رب العالمين اللهم امنا باوطاننا واصلح سلطاننا ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يرحمك ولا يرحمنا واجعل ولايتنا فيمن يا رب العالمين. اللهم اصلح ولاة امورنا. اللهم وفقهم لما فيه الخير والصلاة لهم وليهم ولرعيتهم ولبلادهم. اللهم اصلح ولاة المسلمين في كل مكان يا رب العالمين. اللهم يا شرفتن ما ظهر منها وما بطن. اللهم ارنا بالشق حقا وارزقنا اتباعه. وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه. ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. عباد الله ان الله يأمر بالعدل والاحسان والايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظ كل على مبتركبون. بعهد الله اذا عاهدتم ولا تنقضوا الايمان بعدكم وقد جعلتم الله عليكم سبيلا ان الله يعلم ما تفعلون. فاذكروا الله يذكرون واشكروا نعمه اللهم اعلم ما تسمعون