سؤال لطيف من نوع جديد تقول يزعجني في الكيانات الاسلامية وفي العمل الاسلامي الخلل المهني في اختيار القيادات لا يقدم للامامة اصحاب التخصص الشرعي الاعلى من خريج الكليات الشرعية لا يقدم للادارة الاعلى درجة علمية والاكسر خبرة لا يقدم لقيادة العمل الدعوي الاكبر سنا والاعلى درجة علمية والاسبق في العمل الدعوي. النتيجة نشعر بالغضاضة بالطاعة لهؤلاء ونحن نفوقهم علما ونكبرهم سنا انا انقل الكلام نفوقهم علما ونكبرهم سنا. لا اكتمك القول انت بنى احيانا شعور بالاستخفاف بهم والاشمئزاز من تنصيبهم وممن نصبهم وجعلهم قادة على الناس وفي الناس من هم اسن منه واولى بالتصدر منه وابصر منهم بالعمل واقوم به يحملون هذا على شيء من الفتور وربما الادبار والاحباط بل والتمرد النفسي في بعض الاحيان يعني اعتقد انها لامست وترا وانها وضعت ايدينا على مشكلة نريد ان نلقي الضوء عليها نضعها تحت المجهر الشرعي لنقول ايها السائل الكريم ينبغي ان نقرر في البداية ان ولاية امور الناس من اعظم الامانات وان الله جل جلاله قال ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها وان معيار الاختيار لمن تبذل لهم الامانات القوة والامانة. يعني الكفاية والديانة ان خير من استأجرت القوي الامين. قال انك اليوم لدينا مكين امين. قال اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم ولا يخفى ان اجتماع الكفاية والديانة او القوة والامانة في الناس قليل وبالتالي يقدم في كل ولاية الاصلح بحسبها فقد نقدم الاعلم عند انتشار البدع والاشجع عند انتشار الفوضى وان لم يكن هذا الاشجع اعظم الناس واتقاهم وينبغي ان نعلم وان يعلم الناس جميعا خاصة اصحاب الولايات العامة ان من استعمل رجلا على عصابة يعني جماعة وفيهم من هو ارضى لله فقد خان الله ورسوله والمؤمنين هذا من ناحية اصحاب الولايات العامة اما من ناحيتي من يولى عليهم من الناس ينبغي ان يعلموا واسمعوا جيدا جدا ينبغي ان يعلموا ان طاعة المسئول حسبة لله تعالى لا ينبغي ان يحسدوهم ولا ان ينفسوا عليهم ما خصوا به من الولاية فقال يا امير المؤمنين ان اناسا من الناس غرهم حلم الله عنه وطول امله وحسن ثناء الناس عليهم فلا يغرنك حلم الله عليك. وطول املك وحسن ثناء الناس عليك فتزل قدمك ولا ان تسوى لهم انفسهم ان يقولوا ولماذا هم؟ ولماذا لم نكن نحن ونحن خير منهم؟ ونحن نكبرهم سنا ونفوقهم خبرة ارجو الا يتسرب اليهم. هذا النفس الشيطاني الذي قصه القرآن الكريم على لسان ابليس عندما قال انا خير منه انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين. فان هذا النفس هو الذي استحق به لعنة الخلد ونرى الابد لم يكن القادة ايها السائل الكريم على مدار التاريخ الاسلامي كله لم يكونوا خير الناس الا في زمن الراشدين صحيح كان ابو بكر خير الامة بعد نبيها. كان عمر خير الامة بعد بعد ابي بكر. كان عثمان خير الامة بعدهما. كان علي خير الامة بعد الثلاثة في الولايات الجزئية لم يكن القادة خير الناس في كل شيء حتى في زمن النبوة وحتى في زمن الراشدين. لقد اسامة بن زيد قيادة الجيش وكان تحت امرته عمر بن الخطاب وغيره من كبار الصحابة وعمره اسامة تمنتاشر سنة واين اسامة من عمر بفارق كبير جدا بين اسامة ابن زيد وعمر ان كليهما صحابي جليل لكن الصحابة على منازلهم وعلى طبقاتهم كما تعلمون وقل مثل هذا في كثير من الولايات التي لم يكن القادة فيها اسن الناس. النبي صلى الله عليه وسلم اختار خالد على قيادته الجيوش ولم يكن اعلم الصحابة ولا اورعهم ولا ادينهم. لكن كان اكفأهم في الحرب فاختاره لكفايته وسماه سيف الله المسلول وقل مثل هذا في جل الولايات التي لم يكن القادة فيها اسن الناس ولا اعلى الناس كعبا في باب العلم والديانة. لكن كانوا اصحاب تميز في المهمة التي انيطوا بها. وقد امرنا وصحة ائمة الجور والصبر على ما يكون في بعضهم من جور واثرة واصبحت القاعدة النبوية التي تمثل المخرج من الفتنة ادوا لهم حقهم وسلوا الله حقكم. فانما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملوا حديث عبدالله ابن مسعود انه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انه ستكون بعدي اثرة وامور تنكرونها قالوا يا رسول الله فكيف تأمر من ادرك منا ذلك؟ قال تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الله الذي لكم وهذا متفق عليه ثم اضيف فاقول لقد كان من ممادحي بعض تجمعات العمل الاسلامي المعاصر ان انتبهت الى هذا المعنى فاصبحت تختار للامرة من هو انفع في بابه وان لم يكن اكبر الناس سنا ولا اعلاه من درجة علمية. فقد يولى بعض حملة المؤهلات المتوسطة الدبلومات على بعض حملة الدكتوراه وكبار اساتذة الجامعات لا يشعر من تقلد الولاية باستعلاء وكبر ولا يشعر من ولي عليه بغضاضة او اهانة بل يطيع مديره او قائده او اميره حسبة لله تعالى ويتعبد الله بهذه الطاعة ولا يراها قدحا في منزلته. ولا نيلا من جاهه ومكانته لا تزال ذاكرة الايام والليالي تذكر هذا الموقف الذي كان بين عندما كان بين وفد المهنئين لعمر بالخلافة من لعمر بن عبدالعزيز. كان من بين وفد المهنئين غلام صغير وقد اختاره الوفد ليتكلم نيابة عنه وهو اصغرهم فلما بدأ بالكلام قال له عمر يا غلام مهلك يتكلم من هو اسن منك. بالراحة يا ابني فيه اكبر منك مهلا ليتكلم من هو اسن ملك فقال مهلا يا امير المؤمنين المرء باصغريه قلبه ولسانه اصغر نقطتين في الشخص القلب واللسان وتميزه بهما ما بتمسش بالرجل ولا بالبطن. هم. بيتميز بايه؟ بالقلب واللسان فاذا منح الله العبد لسانا لافظا وقلبا حافظا فقد استجاب له الحلية استحق ان يتكلم يا امير المؤمنين لو كان التقدم بالسن لكان في الامة من هو اسن منك. هو انت اسن الناس لو كان التقدم بالسن لكان في الامة من هو اسن منك اي احق بمجلسك هذا آآ في الامة. فقال عمر اذا تحدس يا غلام قال يا امير المؤمنين نحن وفد التهنئة لا وفد المجزئة. نعم قدمنا اليك من بلدنا نحمد الله الذي من بك علينا لم يخرجني اليك رغبة ولا رغبة. اما الرغبة فقد اتانا منك الى بلدنا اللي احنا عايزينه انت بعتهولنا اصلا ارسلت الينا عطائك وصلته الى بلادنا جزاك الله خيرا ولا رهبة فقد امننا الله بعدلك من جورك انتاجه العادل. فامننا الله بعدلك من جورك. فاعجب عمر بفصاحة الغلام وعلمه وسداد رأيه. فشجعه على زلك. وساد تهوي ثقة على نفسه ثقة في نفسه. فقال عزنا يا غلام واوجز الغلام ده همه لسه حوالي سبعتاشر سنة فالف يقول تعلم فليس المرء يولد عالما وليس اخو علم كمن هو جاهل. وان كبير القوم لا علم عنده صغير اذا التفت عليه المحافل فنقول للسائل لا يكن في صدرك حرج ان تولى عليك من تفضله انت سنا او مكانة ومنزلا. احتسب عند الله طاعتك له وصبرك عليه فلا تستقيم امور الناس ولا يصلح دينهم ولا دنياهم الا بذلك. بارك الله فيك