في غاية الروعة والعمق بيقول ولا شيء على الاطلاق انفع للعبد من اقباله على الله اقبالك على ربنا سبحانه وتعالى وسلوكك لطريق الاستقامة وسباتك على الطريق ده احتياجك له اشد من احتياجك للاكسجين. اشد من احتياجك للطعام اللي هو لها. وهزا هيضرب لك مسال واقعي انت شايفه بمنزلة السكران. واحد مسطول في سكره الزي احترقت داره وامواله واهله وولده. وهو الاستغراقه في تكري لا يشعر بالم ذلك الفوت. وحسرته. حتى اذا صحى وكشف عنه ان الحمد لله تعالى نحمده ونستعين به ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهدي الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله. وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه واله وصحبه وسلم وبعد فان اصدق الحديث كتاب الله تعالى واحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه واله وسلم. وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ثم اما بعد. نزلنا مع عائد الدواء الكافي لمن سأل اه عن الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي. الداء والدواء لابن القيم رحمه الله. واه الكلام عن علاج داء العشق وصلنا الى قول المصنف وهو يتكلم عن آآ منع حصول هزا الداء ابتداء في القلب عن طريق غض البصر وعن طريق امتلاء القلب بمحبة الرب جل وعلا. فبيقول اصل وكلما كان وجود الشيء انفع للعبد وهو اليه احوج كان تألمه بفقده اشد. وكلما كان عدمه ان فعله. كان تألمه بوجوده اشد. يعني الانسان بيحتاج للايه؟ للاكسجين عشان تخيل واحد مش ما فيش الهواء ما فيهوش اكسجين هيحصل له ايه بقى؟ ادي معنى انفع للعبد وهو احوج اليه كانت الوه بفقده اشد والعكس الانسان لا يتحمل السم يعني في بعض انواع السم السيانيت كده بالملي جرام كده لو فيه فيل تموته. حلو كده؟ انواع سيانيد معينة كده. او زرنيخ او غيره. فده عدمه انفع للانسان. فكل ما وجد منه حاجة قليلة تحصل ايه؟ تؤلمه جدا. افهمنا؟ هو عايز يقول لنا فكرة الفصل اصل عايز اتكلم في ايه؟ طيب طالما دي اتفق العقلاء عليها على فكرة فاصلة من الفصول الرائعة هو الكتاب كله بقى من اول دلوقتي وانت مكمل فعلا من كلام يمنع عنك الوفاة دي واحدة. ولا شيء على الاطلاق انفع ابدي من اقباله على الله واشتغاله بزكره وتنعمه بحبه وايثاره لمرضاته بل لا حياة ولا نعيم ولا سرور ولا بهجة الا بذلك. فعدمه الم شئ له. يعني اكثر الاشياء الما له. عدم الحاجة دي. واشده عذابا عليه طيب كأن في سؤال كل واحد فينا هيسأله لنفسه دلوقتي يا عم ما احنا جربناها ونفعت معادي في ناس عايشة ما بتصليش في ناس عايشة ما فما بتزكرش ربنا ما بتقراش قرآن عايشة مدمنة كبائر وما عايشين شايفين قدامنا عايشين. لا شايفينه بيتقطع نصين ولا ولا اي حاجة كأن مش ده السؤال اللي هو سؤال واقعي الواقع بيفرضه. يقوم ابن القيم هزا الطبيب الماهر يقوم يقول لنا ايه بقى وانما يغيب الروح عن شهود هذا الالم والعذاب اشتغالها بغيره. واستغراقها في زلك الغير فتغيب به عن شهود ما هي فيه من الم الفوت بفراق احب شيء اليها. وان فعل غطاء السكر انتبه من رقدة الخمر. فهو اعلم بحاله حينئذ. واحد مسطول مخدرات لما هو معمي فقد عيلته كلها في حريق في تفجير في حاجة من الحاجات اللي احنا بنشوفها ديت. وهو وواقف قدام الناس مسقط طبعا فما حد ما هوش حاسس بحاجة. ايه اللي مانعه من ان هو يكاد يقتل نفسه الما حزنا على فوات الاحبة ايه اللي مانعه من كده؟ المسطول. حالة السكر اللي هو فيها دي اللي مانعاه. هي نفس القصة ايه اللي يمنع واحد قام يروح شغله فاتته صلاة الفجر قام قايم بمنتهى السعادة والانتعاش وفطر فطار جيد وشرب الشاي او القهوة المشهور الساخن بتاعه ولبس واتشيك ونزل استقبل الحياة بصدر رحب كانه ما يعملش اي جريمة في الحياة. مع ان فاته ايه بقى ركعتا الفجر اللي هما السنة خيرك من الدنيا وما فيها. يعني ده واحد حجم الفوت عنده كارسة. طب ما بالك بقى في الفجر نفسه بصلاة الفجر فريضة نفسها اللي هي ان قرآن الفجر كان مشهودا. واللي بيجتمع فيها ملائكة الليل وملائكة النهار. وقصة طويلة في صلاة الفجر دي. طب ايه اللي مخليه بقى من غير اي الم كده ان هو عنده حالة سكر قلبه وروحه في سكر سكر اما سكر آآ آآ طول الامد. ناسي الموت مش مش حاططه في حسابه آآ موت واخرة. واما سكر آآ آآ اللزات قلة الدنيا المباحة اللي مستغرقة عليه حياته وعقله كده واما سكر حالة الغفلة آآ انعدام اليقظة هو فيها واما سكر الكبائر اللي هي او المعاصي اللي متعايش معها ومكمل فيها. عاملة له سكر. عاملة له ازالة لليقظة مش مش فايق. نكمل بقى ابن القيم وهو بيحاول يفوقنا معه بيقول لنا ايه بقى؟ وهكذا الحال سواء عند كشف الغطاء ومعاينة طلائع الاخرة والاشراف على مفارقة الدنيا والانتقال منها الى الله بل الالم والحسرة والعذاب هناك باضعاف مضاعفة. فان المصاب في الدنيا يرجو جبر مصيبته بالعوض ويعلم انه قد اصيب بشيء زائل لا بقاء له. فكيف بمن مصيبته بما لا عنه ولا بدل منه ولا نسبة بينه وبين الدنيا جميعها. فلو قضى الله سبحانه الموت من هزا من هزه الحسرة والالم لكان العبد جديرا به. وان الموت ليعود اعظم امنيته واكبر حسراته. نسأل الله العافية. ده بيقول لي خلي بالك اللي كان مسطول وعقله رايح وفقد اهله كلهم وما كانش مكترس لما زال عن عقله حالة السكر جا له ايه؟ جا له انهيار. جا له حسرة جا له الم حصلت له بيقول اهو ده نفس اللي بيحصل مع العبد المعرض عن الله عز وجل. عايش حياته كلها بعيد. اول ما ييجي يطلع من الدنيا يكشف له الغطاء. قال عز وجل فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد. اول كشف الغطاء مش في يوم القيامة اول كشف الغطاء والانسان بيستقبل ملائكته ملائكة الموت. ان عبد المؤمن ازا كان في انقطاع من الدنيا واقبال على الاخرة جاءته ملائكة بيض الوجوه مد البصر من اللحزة دي بيبدأ يفارق كل اللي هو فيه. وعشان كده قالوا هو ليه اللي بيعاين الموت ما بيتكلمش؟ قالوا من هول ما رأى. ما يقدرش ينطق. ما يقدرش ينطق وده الامر المضطرد في عامة الناس. واللي هيفارق زلك قليل يبقى من قبيل الكرامات بقى والمعجزات. فتخيل حاجة زي كده فبيقول عند كشف الغطاء ومعاينة طلائع الاخرة طلائع الاخرة آآ قال صلى الله عليه وسلم الموت اول منازل لاخرهم. والاشراف على مفارقة الدنيا والانتقال منها الى الله. تخيل واحد بقى جه في اللحظة دي يا رب اصلح حالنا وتب علينا واصلح قلوبنا يا رب. واكتشف انه كان ماشي غلط. الفرصة خلصت. الحياة خلصت ما عدش فيه وقت هو دلوقتي بيسلم ورقة الامتحان قهرا. ما عدش وقت. الوقت ده حين تغرغر الروح معدش توبة صح اا حين يرى الانسان الايات ويعاين الملائكة انقطعت الايه؟ التوبة. انقطعت التوبة ما فيش خلاص توبة بعد كده. فلو اكتشف في اللحزة دي حالة الخسارة حجم الالم اللي في قلبه هيكون قد ايه؟ حجم من الحسرة اللي عنده هتكون قد ايه. حجم العزاب النفسي هيكون قد ايه؟ وهو يعلم الان ما هو مقبل عليه هو لسه لأ ده بتبدأ من اول بقى لو ما شفش ولا حول ولا قوة الا بالله لو ما شفش الملائكة بيض الوجوه هيشوف ايه. ملايكة سود الوجوه. دي من اول ما بيقولوا اصلا. ولو ترى اذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وادبارهم ضرب على الوش وعلى القفا وبضرب بكل حاجة. يضربون وجوههم وايه؟ ده دي البداية. والسب واللعن وينادوه باخبث الاسماء والروح تهرب وتتفرق في البدن وينادوها. اخرجوا انفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم. تقولون على الله لو حقكم كنتم عن اياته تستكبرون. ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم اول مرة. وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم انهم فيكم شركاء. هات بقى الروح بتتفرق في الجسم من الرعب والملايكة هتضربه وهتقول له اخرجوا انفسكم لازم الروح دي تطلع. تطلع بقى كما ينتزع السفود من الصوف المبلول السفوت ده اللي هو عود العود السلك الشائك. عارف السلك الشائك؟ تخيل بقى وانت لافه في صوف مبلول وبتنزعهم من بعض والالم اللي فيها بقى. فهو بيقول اللي فاق وصحى من حالة السطلانة والسكر اللي كان فيها. لقى عيلته كلها ماتت اهون من اللي فاق من الدنيا وهو مقبل على الاخرة لقى نفسه ضل سعيه في الحياة الدنيا. اخواني المعاني اللي انا بقول لحضراتكم عليها لابن القيم بيزكرها دي هي دي اللي طيرت النوم من عيون الصالحين. هو ايه اللي بيخلي الناس تقوم تصلي بالليل؟ الناس دي مش بتمسل يعني اللي قايم يصلي طول الليل وواقف يصلي ويبكي ده مش بيمسل ده هو فعلا هناك حرقة في قلبه. بيقول لك من لم يكن له من تقواه لم يدري ما الذي ابكاهم. اللي ما هوش زيه مش عارف هم عندهم ايه مش ايه اللي يخلي الناس تقوم تصلي بالليل؟ ايه اللي هيخلي الناس تصوم النفل وتفضل عطشانة طول النهار. ايه ايه اللي يخليه يعمل كده؟ ما هو المعاني دي المعاني اللي انا بقول لحضرتك عليها ديت. طيب عايز اضرب لك مسال من اللي احنا فيه احنا طول السنة حالنا شف زي ما انت كده ربنا يتوب علينا ويصلح قلوبنا ويخرجنا من هزه الغفلة. شف احنا حالنا عامل ازاي لما بنيجي ندخل في رمضان او الناس تروح عمرة او ربنا يرزقها بالحج ربنا يرزقنا واياكم بها وتلاقي الشخص مع انه بادئ يقرب من ربنا وازا سمع ايات الله تتلى عليه ياه! ينفطر من البكاء. صح؟ مع انه في الحال ده حال ايه؟ حال قرب ولا البعد واش الواد وهو بيصلي امال هو بيبكي ليه طب ما طول السنة كان مضيع ما كانش يبكي ليه الغفلة دي بقى السكر بادئ يحس فعلا بكم الجرائم اللي هو فيها والتقصير والجناية والايات تقرعه قرعا والقارئ يرتل والقارئ سلفي القراءة ويبكي وهو وراء منه يكاد ينفطر قلبه من هزا البكاء. ايه اللي لانه بادئ يفوق؟ فيحس بقى بالجناية وكل ما الغلاف او او الحجاب او الكسافة اللي على القلب تنقشع غيوم الغفلة دي تنقشع كل ما يكون تفاعل القلب مع الامور دي ايه؟ اعلى. عشان كده بيقول ابن القيم ايه بقى؟ بيقول اه وان الموت اعظم امنياته واكبر حسراته ده اللي هي في يوم القيامة ممكن تكون اكبر حاجة يتمناها اللي هو ايه؟ الموت. قال الله عز وجل ونادوا يا مالك ليقضي علينا ربك. فيمكث طويلا طويلا ثم يجيبهم هزه الاجابة المحبطة اللي هي عزاب في حد زاتها. قال انكم ماكسون. لابسين فيها احقابا. ازمنة متطاولة لا نهاية لها ما دامت السماوات والارض الا ما شاء ربك ان ربك فعال لما يريد. الشعور بقى وبحد هيكلم مين؟ ولا طحين مناص يصرخ يصرخ وهم يسترخون فيها ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الزي كنا نعمل. ايه اللي هيحصل؟ ولا اي حاجة. او لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر. وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير ايه اللي هيعملوا ايه يعني! فتخيل انت بقى هزا الحال بيقول فكيف لو كان الالم على آآ وان الموت ليعود اعظم من نيته اجر حسرته هزا لو كان الالم على مجرد الفوات. مجرد فوات حظه ونعيم. فكيف وهناك من العزاب على الروح والبدن بامور اخرى وجودية. يعني عزاب حقيقي. مش مجرد حسرة على ان فاتك الجنة؟ لأ. في عزت تاني حقيقي بامور اخرى وجودية ما لا يقدر قدره نسأل الله العافية. يقول فتبارك من حمل هذا الخلق الضعيف هذين الالمين العظيمين الذين لا تحملهما الجبال الرواسي فاعرض الان على نفسك اعظم محبوب لك في الدنيا بحيث لا تطيب لك الحياة الا معها فاصبحت وقد اخذ منك وحيل بينك وبينه احوج ما كنت اليه كيف يكون حالك هذا ومنه كل عوض فكيف بمن لا عوض عنه. ثم انشد قائلا من كل شيء اذا ضيعته وعوضه وما من الله ان ضيعته عوضه. وفي الاسر الالهي ابن ادم خلقتك لعبادتي فلا تلعب وتكفلت برزقك فلا تتعب. ابن ادم اطلبني تجدني. فان وجدتني وجدت كل كل شيء. وان فتك فاتك كل شيء وانا احب اليك من كل شيء. آآ الاسر ده من الاسرائيليات. زي ما الكلام ده آآ ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى وكزلك ابن القيم في المدارج وفي غيرها من الكتب وابن كسير في البداية والنهاية زكر ان هزا من الايه؟ من الاسرائيليات. وليه سياق اخر زكره ابن كسير رحمه الله عن عبدالرزاق عن اه وهب اي ابن منبه قال قرأت في بعض الكتب وكان يقرأ آآ وكان من اهل الكتاب قبل ان يسلم. وكان يروي كثيرا عن الاسرائيليات. قال قرأت في بعض الكتب وجدت الله تعالى يقول يا ابن ادم ما انصفتني تذكرني تذكرني وتنساني وتدعو الي وتفر مني خيري اليك نازل وشرك الي صاعد ولا يزال ملك كريم قد نزل اليك اه من اجلك يا ابن ادم ان احب ما تكون الي واقرب ما تكون مني اذا رضيت بما قسمت لك. وابغض ما تكونوا الي وابعد ما تكون مني اذا سخطت بما قسمت لك. يا ابن ادم اطعني فيما امرتك ولاء لمني بما يصلحك اني عالم بخلقي وانا اعلم بحاجتك التي ترفعك من نفسك انما انا اني انما اكرم من اكرمني واهين من هان عليه امري لست بناظر في حقي لست بناظر في حق عبدي حتى ينظر العبد في حقين الحقيقة ان ده اسر لا يصح طالما ان هو من الاسرائيليات النبي صلى الله عليه وسلم قال حدثه عن بني اسرائيل ولا حرج. وقال ازا حدثوكم فلا تكذبوهم ولا تصدقوهم. لكن يغني عن هزا الحديس الغير صحيح الاسر الصحيح اللي اه اخرجه الامام الترمزي في اه سننه وصححه الشيخ الالباني رحمه الله عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله تعالى من كان يريد حرث الاخرة نزد له في حرصه ومن كان يريد حرص الدنيا نؤته منها وما له في الاخرة من نصيب. ثم قال يقول الله عز وجل حديس قدسي ابن ادم تفرغ لعبادتي املأ صدرك غنى. واسد فقرك والا تفعل ملأت صدرك شغلا ولم اسد فقرك. الحديس ده حديس جميل اخرجه الترمزي في سننه وابن ماجة. في السنن واحمد آآ في المسند. ليه روايات مختلفة. قلنا مروي عن ابي هريرة وعن معقل ابن يسار ان النبي صلى الله عليه وسلم يقول يقول ربكم تبارك وتعالى يا ابن ادم تفرغ لعبادي املأ قلبك رواية املأ صدرك غنى واملأ يديك رزقا وفي رواية واسد فقرك. يا ابن ادم لا لا تباعد مني او لا تباعد مني. وفي رواية والا تفعل فاملأ قلبك. وفي رواية صدرك فقرا واملأ يديك شغلا وعند ابن حبان ولم اسد فقرك. الحديس ده حديس رائق ومحتاجين نقف معه امر بيتكرر كسيرا في هزه الاونة انك تلاقي انسان بقى مشغول عن صلاته بقى مشغول عن عضو بقى مشغول عن الدعوة الى الله عز وجل. بقى مشغول عن تزكيت نفسه. حتى لو اختلس بعض العبادات اختلاف اختلس بعض العبادات اختلاسا يفعلها وهو شارد الزهن مشغول القلب آآ مشتت الفكر لا ينتفع بها. وتلاقيه دايما في حالة من الشرود الزهني وحالة من آآ عدم اجتماع الهم والهمة كده. في الحقيقة يا اخواننا الحديس ده بيجاوب لنا على سؤال بيقول لنا الحال ده سببه ايه؟ الحال ده سببه ان الانسان ايه معاقب الحقيقة الحل لما واحد فينا يلاقي نفسه كده يعرف ان هو ايه معاقب لما واحد يلاقي ان قلبه مليان شغل وايديه مليانة شغل وحياته مطحون فيها طحن جامد جدا جدا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم عن المسال سوء هزا الرجل حمار بالنهار جيفة بالليل يفضل يكدح طيلة النهار كانه حمار في راحة لف. فازا ما جن عليه ليل نام فلم يستيقز لا لقيام ولا لفجر ولا لغيره كأنه جيفة ميت جسة تخيل ايه ده! ده معاقب الانسان يلاقي نفسه منشغل عن اوراده وعن عباداته عن حياة ده معاقب. الحديس ده بيقول لنا كده. يا ابن ادم تفرغ لعبادتي. املأ قلبك غنى لان الغنى في الحقيقة ما بيكونش في الايدين. الغنى بيكون فين؟ في القلب والنفس. قال صلى الله عليه وسلم ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس. واملأ يديك رزقا تد فقرك ربنا سبحانه وتعالى هو الرزاق. ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين. بعض اخواننا يبقى متدين وليه برنامج تعبدي يحرص على ان يزكي نفسه ومنشغل باعمال دعوية واز فجأة لما تبدل به الحال كأنه مسلا يخلص الكلية ويدخل بقى في مرحلة العمل او يكون في مرحلة عمل اكيد يدخل في مرحلة زواج يتغير بحال بحال تزوج وبعد كده بقى انجب وعنده اولاد اي تغير للحال يعتريه. ايه اللي يحصل؟ يبدأ تتراخى قبضته على آآ قالم وسبل التدين شيئا فشيئا يفرط شيئا فشيئا. طب انت هو جوة منه بيعمل كده ليه؟ لانه يطلب الايه؟ الرزق. مهموم بامر الرزق. بيحاول يضاعف الوقت والمجهود اللي بيعمله عشان يرزق. مش كده؟ ما هو احنا كده احنا كده في خلل عندنا لان من اسماء الله عز وجل المنصوص عليها في القرآن اسم الله الايه؟ الرزاق. ومن معاني الربوبية التي تفرد الله عز وجل بها تفرده بالايه؟ بالرزق. الله عز وجل اخبرنا انه يرزق العجموات وما من دابة في الارض الا على الله رزقها. ويعلم مستقرها ومستودعها. كل في كتاب مبين دابة كل ما يدب على الارض. بيقول لك بما فيهم العجماوات البهائم الحشرات. الله عز وجل هو الرزاق. ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين. تفرد الله عز وجل بالرزق قال الله عز وجل قل من يرزقكم من السماوات والارض قل الله. ما فيش غيره سبحانه وتعالى قالت هو ربنا سبحانه وتعالى وحده هو المتفرد بالرزق طب طالما ان احنا ده اسم من اسماء الله في القرآن ومعناه معروف وديت معنى من معاني الربوبية مذكورة في القرآن وربنا عز وجل تفرد بها. امال احنا ما بنتعاملش كده ليه؟ يقول لك باخد بالسبب ده انت اهم سبب يجيب لك الرزق ايه اهم سبب هيجيب لك الرزق؟ القرب من ربنا. اتقوا صح ولا لأ؟ وده اللي الحديس القدسي بيقوله يقول الله عز وجل يا ابن ادم تفرغ لعبادتي املأ قلبك صدرك غنى واملأ يديك رزقا واسد فقرك. طب ليه ما خدتش بالسبب ده انت ليه مخدتش بالسبب ده سؤال انا بسألك سؤال اهو وده كلام الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم وبيتضافر مع ايات اخرى في القرآن ليه انت مبتخدش بالسبب ده طيب والا تفعل ان بقى ما عملتش كده هتعاقب العقوبة بتزكر اهيه بقى ام قلبك آآ فقرا واملأ يديك شغلا مش رزقا ولم اسد فقرك اهو تيجي تطلبه في اي ميعاد ما فيش هو ما فيش وقت فعلا. ويقول لك اليوم منزوع البركة يقول لك ما فيش حاجة. هو في ايه لازم تعرف فيه ايه؟ فيه غلط موجود انت مسؤول عنه. فيه اولويات مترتبة غلط. في طريقة تعامل قل مع الايات والاحاديس غلط. فيه طريقة تعامل مع ربنا غلط سبحانه وتعالى. اقف مع نفسك الوقفة دي. ايه اللي ملخبط امورنا كده يبقى الحديس ده بيقول لك ان اسعد الخلق هو اعظمهم عبودية لله. وان من اوسع اسباب الرزق وكفاية الهم والقيام بشأنك هو التعبد لله عز وجل. عشان كده العاقل هيعمل ايه؟ هيحكم هزا البناء بناء اقامة العبادة لله. بناء التزكية بناء المسارعة في طاعة ربنا سبحانه وتعالى. يحكم هزا البناء. سم طرقوا ابواب الرزق ولا يفرط. لكن اولوياته ايه؟ مترتبة. اولوياته مترتبة. الايات اللي في سورة العنكبوت فيها ايه؟ يا عبادي الذين امنوا ان ارضي واسعة فاياي فاعبدوه اهم حاجة تعمل ايه العبادة مش كده؟ وربنا بيقول للعباد المستضعفين الاية دي الاية دي مكية سورة العنكبوت سورة مكية. ان ارضي واسعة ما عرفتش تقيم عبادة هنا هاجر وسيدي هاجر دي كلمة مش سهلة. سيب ارض سيب ابناء سيب زوجة سيب سيب مشكلة كبيرة. المهاجر كان فرس البومبات لا ارضا قطع ولا ظهرا ايه؟ او كالمنبت يعني لو ارض انقطع ظهرا ابقى. انت متخيل انت ايه اللي انت هتعمله وبكلمة بسيطة جدا يا عبادي ان ارضي واسعة فاياي فاعبدون. دي الاولوية الاولى طب في اسئلة انا خايف يا رب اعمل كده واسيب بلدي وامشي لا ايه لاموت مش كده يقوم ربنا سبحانه وتعالى بيقول لك هي كل نفس انت لو هاجرت هتموت ولو ما هاجرتش هتموت صح؟ كل الناس هتموت بس اهم حاجة انت هتموت على ايه وعلى انهي حال؟ دي حاجة. طيب يا رب كان في سؤال الرزق انا خايف من الرزق اعمل ايه اعمل ايه بقى في مسألة الايه؟ الرزق. يقوم ربنا سبحانه وتعالى بالاية يقول لك ايه ربنا والنبي يقول لها ايه يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له ان ربي بكل شيء ايه؟ عليم. انت ما فيش اية هو ربنا سبحانه وتعالى هيبسط الرزق لكل العباد؟ ويقدر بحسب حكمته سبحانه وتعالى انت خايف من ايه؟ بلاش تحط لنفسك موانع انت اهم حاجة في حياتك ايه؟ طب ايه اللي مش مخلي قلبك جامد في حاجة زي كده؟ ايه اللي مش مخلي قلبك جامد في حاجة زي كده؟ ايه ضعف جيلك منين؟ ضعف يقين ولا ضعف تصديق؟ ولا ضعف تصور؟ ولا ايه بالزبط؟ انت مش يعني انت الضعف جه لك فين في القصة دي كلها؟ عشان كده يا اخوانا بقول لك الحديس ده واضربه من الاحاديس يغسل عامة الامراض التي تصيب النفس ويزيل عامة الشكوك التي تعتري القلب. ويسبب اليقين عند الموحد الصادق. فتسكن نفسه ويطمئن قلبه ويتلزز بروح وريحان الايمان في الدنيا ويتشوق للقاء ربه عز وجل يوم القيامة ولا يعارض هزا الحديس البتة غيره من الاحاديس الاخرى والنصوص التي تأمر بالاخز بالاسباب فان الاخز بالاسباب امر شرعي كسائر الاوامر التي امر الله عز وجل بها فلا يمكن ان يكون سببا لتضييع العبادة او للوقوع في الحرام او لتضييع حق الله عز وجل. لكن بلا شك ستلمع في هزا الاسر وفي هزا الحديس دعوة لتغليب حق الله عز وجل وعبادته على هموم الرزق ومتاعب العيش والكد في الدنيا ودي حقيقة العبادة. انتبه العمر شيء واحد فازا استغرقت نفسك وضاع عمرك في الحفاز على شكليات ورتوش وتحسينيات ومادة الحياة راس مالك اللي بيتاجر به مع ربنا. العمر الزمن اللي هو بتملاه بالعمل الصالح وتملاه بالعلم النافع الدعوة الى الاصلاح اتبدد من ايديك وراح هنا تكون قد اه غبنت في حياتك اه بعت صفقة خاسرة ونسأل الله العافية. وعشان كده بداية الحديس اللي النبي صلى الله عليه وسلم قرأ ايه الاية؟ حديث ابي هريرة قرأ النبي صلى الله عليه وسلم قوله تعالى من كان يريد حرث الاخرة نزد له في حرصا. مش الناس مجبولة علها بتحب يبقى عندها زراعة ارض وتزرع وطير ينمو وتكسب عشان كده ربنا في القرآن خاطبنا على الامور الاخروية بالمفاهيم دي وبالالفاز دي عشان نفهمها هل ادلكم على تجارة تنجيكم من عذاب اليم؟ تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله. هو كده يبقى انت التجارة مش انت عايز تتاجر وتكسب يبقى حقق الايمان وحقق الجهاد في سبيل الله. انت كده بتاجر صح. كده انت بتتاجر صح. مش انت عايز يبقى عندك ارض وتزرع ودخل وتكسب من كان يريد حرص الاخرة نزد له في حرصه. طب واللي همته دنيئة وعنده سفول في الهمة واخره عايز لعاعة من الدنيا يعني شيء بسيط تافه لقمة في الدنيا ياخدها. ومن كان يريد حرس الدنيا ايه؟ نؤتيه منها مش هياخد الدنيا كلها والاية الاخرى في سورة الاسراء بتقول لك مش كده بس. بتقول لك ايه من كان يريد العاجل عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد مش هتاخد لحكمة ربنا قضت به بس. سبحانه وتعالى. ما قدره الله عز وجل وفق حكمته سبحانه وتعالى. ده اللي هتاخده بس ومن كان يريد حرص الدنيا نؤتيه منها بس المشكلة فين بقى؟ في الاخرة. وما هو في الاخرة من نصيب. كزلك المعاني المهمة في هزا الحديس ان القلب هو محل نزر الرب جل وعلا. وانه ينبغي ديانته عن الاشتغال بغير الله. حتى لو انت طلبت الدنيا طلبت اسباب للرزق وسعيت في الدنيا ومشيت في مناكب والارض كما امر الله عز وجل فليكن هزا بالجوارح وتصون القلب عن ان ينشغل ويمتلئ بغير غير الله عز وجل وتذكر دائما تفرغ لعبادتي تفرغ لعبادتي. سواء بقى اوقات تأدي فيها العبادة وتزكي نفسك تعمل فيها طاعة ربنا سبحانه وتعالى او الكيف وانت جوة العبادة نفسها تفرغ للعبادة. اقبل على الله عز وجل. لا تضيع الاجر وتنقص الاجر بانشغال القلب تشعث الهم وتفتت العزل. ابن القيم رحمه الله لما بيقول في اغاثة اللهفان والابلغ انواع العزاب في الدنيا هو لمن اقبل على الدنيا بكليته لا يشبع من جمع حطامها. ولا يكل من السعي خلف رفاتها فهو في الحقيقة في انقطاع كلي عن الاخرة. وفي تباعد كلي عن كل ما يقرب الى الله عز وجل. اما ذلك المؤمن الذي يسعى خلف تجارة ناجحة ينمي منها ما له وهو يعمل الصالحات غير غافل عن امر اخرته ولا هو متباعد عن الله عز وجل. بل انك تراه قائما بحق الله عز وجل يكون قائم بحق الله عز وجل في امر الاخرة في ماله فيخرج زكاته ويتصدق في سبيل الله عز وجل. فهزا ممن جعل الاخرة همه ولا شك فهنيئا له. فان له الرفعة في الدنيا والعاقبة في الاخرة ونعم المال الصالح للرجل الصالح. يبقى كل واحد فينا يراجع نفسه تاني نشوف هو فعلا مشغول عن ربنا ولا لأ ولو لقى نفسه مشغول عن ربنا كما وكيفا يعرف ان ده درب من دروب العقوبات. الحل ايه؟ يفزع الى الله. اصدق الله يصدق ومن يتوكل على الله فهو حسبه. توكل على الله. اصدق الله اصدقه. ار الله من نفسك خيرا كن مستعدا للبزل والتضحية بسخاوة نفس من اجل صيانة قلبك قامت العبودية نكمل ابن القيم بيقول ده ابن القيم بيقول كلام كبير. والفصل جه ده فصل مهم. نقف هنا واه نستكمل ان شاء الله في الدرس القادم. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك