بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله سيدنا ونبينا محمد بن عبد الله وعلى اله وصحبه ومن استن بسنته واهتدى بهداه. اما بعد معشر الصائمين فهذا مجلس متجدد من مجالس دراسة شمائل المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه. وهذا شهر مبارك شهر رمضان وهذا بيت الله الحرام وهذه هي ليلة الجمعة المقبلة الليلة التي يجد فيها المحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم متسعا للتعبير عن حبه بكثرة الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم وهو القائل عليه الصلاة والسلام ان من افضل ايامكم يوم الجمعة فاكثروا من الصلاة علي فيه. فان صلاتكم معروضة علي صلى الله عليه واله وسلم وهو القائل ايضا عليه الصلاة والسلام اكثروا من الصلاة علي ليلة الجمعة ويوم الجمعة هذا مجلس يحملنا على مزيد صلاة وسلام على المصطفى صلى الله عليه وسلم ونحن نتدارس شمائله. فلعله لا تغرب شمس يومنا هذا الا وقد اجتهد احدنا في ان يحرك في قلبه محبته له عليه الصلاة والسلام. فينطلق ليلته المقبلة هذه وصبيحة غده عبدا محبا لرسول الله عليه الصلاة والسلام كثيرا من الصلاة والسلام عليه تكثرا من فضل الله وخيراته وبركاته. وقف بنا الحديث في مجلس الجمعة ليلة الجمعة الماضية عند منتهى في باب ما جاء في صفة درع رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولا يزال الامام الترمذي رحمه الله تعالى في كتابه الشمائل المحمدية وفي مختصره ايضا للشيخ الالباني عليهما رحمة الله لا يزال الحديث موصولا في ذكر ما يتعلق بكل جزء بكل جزء من لباسه عليه الصلاة والسلام. مضى الحديث عن لبسه للنعل ولبسه للخف ولبسه ايضا انواع اللباس والتختم كذلك وما سيأتي لاحقا في تتمة ما يتعلق بهديه صلى الله عليه وسلم في اللباس. ولما ابتدأ الحديث عن لباس الحرب في المجلس الماضي تكلمنا عن السيف ومقبض السيف عمله وجاء الحديث ايضا في منتهى ذلك عن الدرع. فالسيف والدرع وما سيأتي الان من المغفر هو تتمة للحديث عن لباسه صلى الله عليه وسلم في الحرب. وهذا جزء جزء من امانة عظيمة حملها الصحابة رضوان الله عليهم هي امانة الحفاظ والنقل لكل ما ثبت عندهم عن رسول الله صلى الله عليه سلم فانهم قد حفظوه ونقلوه ورووه لئلا يبقى احد من امته عليه الصلاة والسلام قد غاب عنه شيء من هديه فحفظ لنا الهدي باكمله. الهدي النبوي على صاحبه افضل الصلاة والسلام. حفظ لنا هذا الهدي العظيم والميراث محمدي بكل تفاصيله. وما يتعلق بهذه الدقائق هو جزء من هذه الامانة العظيمة. التي تحملها اولئك العظام رضي الله عنهم اجمعين. نقلوا ما يتعلق بادق التفاصيل. الحديث عن سيوفه عليه الصلاة والسلام. عن دروعه على الصلاة والسلام عن مغفره وسيأتيك الحديث عن عمامته وعن ازاره وسائر ما يتعلق بلباسه عليه الصلاة والسلام هذا النقل الدقيق هو تعليم لنا يا امة محمد صلى الله عليه وسلم انه ليس شيء من سنته قالوا عنه انه قليل او جزئي او صغير كل هديه عليه الصلاة والسلام عظيم. ويستحق من الامة كلها الاهتمام والتعظيم. اهتمامنا بسننه كلها عليه الصلاة والسلام. بدقيقها وجليلها وصغيرها وكبيرها. اهتمام يحمل على تعلمها. على التفتيش عنها. والتنقيب في اثنائها ثم التطبيق العملي لكل ما تعلمه احدنا من سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم. هذا الامر العظيم قام به رضي الله عنهم بالحفظ والرواية والنقل. ويأتي دور الامة من بعد في الوقوف على هذه الرواية بكل تفاصيلها حملها وتطبيقها والعمل بها وحث الناس عليها. الحديث عن مغفره عليه الصلاة والسلام والمغفر هو كما قلت من لباس الحرب المغفر عبارة عما يلبسه المحارب او المقاتل تحت الخوذة او تحت البيضة. بيضة ارض ما يلبسه المقاتل من قبعة من حديد تكون على الرأس يتقي بها ضربات الرأس. ان كانت سيوفا او سهاما البيضة هي لباس الحديد غطاء الرأس اذا كان من حديد يسمى بيضة. بيضة الحرب يلبس تحتها فاروق. المغفر المغفر لباس ساتر من حلقات من حديد. تكون غطاء لبقية الرأس الى الصدر فهي عبارة عن ساتر من حلقات من حديد تفصل حلقات الحديد يدخل بعض بعضها في بعض فتكون كالساتر الذي يلبسه المقاتل تحت الخوذة او تحت بيضة الحرب. ووظيفة المغفر هو ان يكون غطاء الحديد يقي جانب الرأس والرقبة والعنق. ويغطي ذلك الى الصدر فيأتي الى الصدر ويلبس الدرع. فهذه الالات هي التي يغطي بها المحارب جسده. البيضة لغطاء الرأس المغفر للوجه وبقية الرأس والرقبة. الدرع للصدر والظهر وما الى ذلك هذه الات الحرب. هل كان صلى الله عليه وسلم يتخذ مغفرا او يلبس مغفرا؟ الجواب نعم هذا الثابت ولذلك جاء الامام الترمذي رحمه الله بهذا الباب ليثبت ان نبينا صلى الله عليه وسلم لبس المغفرة في الحرب واتخذه واستعان به في اخذ الاسباب التي تقي من كل شيء فيه مضرة او تهلكة. والامر هنا كما قلناه في باب ما جاء في صفة درعه عليه الصلاة والسلام. والذي قلناه هناك انه كان عليه الصلاة والسلام اعظم على ربه لكن التوكل على الله لا ينافي الاخذ بالاسباب. يتوكل على الله صلى الله عليه وسلم. ويلبس درعا ويلبس مغفرا يتوكل على الله ويتخذ الاسباب. يتوكل على الله وهو يعلم ان ربه قال له والله يعصمك من الناس وهو يعلم ان ربه قال له انا كفيناك المستهزئين. وهو يعلم ان ربه قال له اوليس الله بكاف عبده ويخوفه بالذين من دونه. فالله قد تكفل بكفايته وحمايته ونصرته وعصمته عليه الصلاة والسلام. فما على ذلك كله ولا نزل مجردا من لباس الحرب ولا دخل الجهاد والغزوات وقال انا معي ربي يعصمني ويحميني ويكفيني مع ان الله وعده بذلك وتكفل له به. ليعلمنا مبدأا عظيما انك مهما بلغ في قلبك التوكل على الله فانه يجب عليك عليك الاخذ بالاسباب فانت لا تستغني عنها. الاخذ بالاسباب لا ينافي التوكل على الله. والدليل هذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم اما انه كان اعظم المتوكلين على ربه. لكن ما منعه ذلك من ان يأخذ الاسباب. ويتخذها ويعمل بها عليه الصلاة والسلام لبس الدرع ولبس المغفرة واتخذ السيف واخذ الاسباب ودعا ربه واستنصر فاين منا اليوم من يبلغ في كرامته عند ربه درجة المصطفى صلى الله عليه وسلم. ومن الذي يستطيع اليوم ان يظن ان اتكاله على ربه كفاية وان اعتماده على الله يغنيه عن الاخذ بالاسباب ها هي ذي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلمنا توكل على الله وخذ بالاسباب. ولما تأخذ بالاسباب فانك فانك تستعين بها ولست تركن اليها. فرق بين انسان نظر الى الاسباب نظرة السبب لا غير. ان الله هو الكافي. ان الله عز وجل هو المعين وما السبب الا سبب لا غير؟ كذلك فينا من يأخذ الدواء ويستشفي بالعلاج؟ فرق بين من ان يعتقد ان ربه هو الذي يشفيه واذا مرظت فهو يشفين. وان الشفاء عند الله وان العافية بيده سبحانه. فيسأل ربه ومع ذلك يأخذ الدواء ويذهب الى الطبيب ويعرض نفسه عليه لكنه عند تعاطيه للدواء ليس يتكل على الدواء. هو يتكل على الله ولذلك يدعو ربه ويسترقي ويقرأ شيئا من القرآن على نفسه ويدعو بالادعية النبوية المأثورة لكن اخذه للدواء ليس الا سببا اللا غير. كذلك كان عليه الصلاة والسلام في جهاده في غزواته. يتكل على ربه ويأخذ بالاسباب. فهذا الحباب يعرض في المصنف رحمه الله فيما ثبت في مغفر رسول الله صلى الله عليه وسلم. نعم بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم. اللهم صل عن ابن مالك رضي الله عنهما قال ان النبي الفتح وعليه مكفر فلما نزعه قيل له هذا ابن خطأ متعلق ابن خط متعلق باقثار الكعبة. فقط لم يكن يومئذ محرما في حديث انس ابن مالك رضي الله عنه يقول ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة عام الفتح وعليه مغفر وهذا هو الجزء الشاهد من الحديث. دخل نبينا صلى الله عليه وسلم مكة عام الفتح لابسا المغفرة وقد عرفت ما المغفر. دخوله عليه الصلاة والسلام مكة عام الفتح كان سنة ثمان للهجرة قال فلما نزعه قيل له هذا ابن خطل متعلق باستار الكعبة فقال اقتلوه. قال ابن شهاب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يومئذ محرما. الحديث فيه جمل من الفوائد اولها اثبات لباسه صلى الله عليه وسلم للمغفري. وهو الالة او اللباس الذي يتخذ من حلقات من حديد تكون غطاء تحت الرأس يقي الرأس والرقبة الى الصدر. لبسه عليه الصلاة والسلام لما دخل مكة عام الفتح ودخلها عام الفتح عليه الصلاة والسلام في رمضان من السنة الثامنة للهجرة وذلك بعد ان نقضت قريش الصلح والعهد هذا الذي ابرم في الحديبية سنة ست للهجرة. وذلك لما قام بين بني خزاعة وبني بكر من القتال فاعلت قريش حليفها فكانت بذلك مناقضة لصريح العهد والصلح الذي بينهم وبين رسول الله عليه الصلاة والسلام. فاتخذ التدبير واتجه مكة على غير علم من قريش بمقدمه عليه الصلاة والسلام. دخلها فاتحا. ولما دخل مكة وقد باغتهم ما اراق فيها دما عليه الصلاة والسلام بل امن الناس اجمعين. فانه قال وهو على مشارف مكة وقد دخل نادى في اهل مكة كلهم ان من اغلق بابه دونه فهو امن. ومن دخل المسجد الحرام فهو امن ومن دخل دار ابي سفيان فهو في ظنكم الان من الذي سيبقى؟ لن يسعه بيته ولا المسجد الحرام ولا دار ابي سفيان. ما يبقى احد. لم يبقى الا رجل يبقى في الطرقات في الشارع فيكون بقاؤه اعلانا بانه معاند ويريد القتال. لكنه عليه الصلاة والسلام فتح الابواب. قال من اغلق بابه دونه فهو امن. ومن دخل المسجد الحرام فهو امن ومن دخل دار ابي سفيان فهو امن. فما بقي احد؟ والناس اتجهت اما الى بيوتهم واما الى المسجد الحرام فما اوذي احد ولا اراق صلى الله عليه وسلم دم احد. بل فانه لما دخل قد اجتمعت قريش بفناء الكعبة ها هنا على مقربة منكم. قال لهم عليه الصلاة والسلام ما تظنون اني فاعل بكم؟ هذا يا احبة سنة ثمان للهجرة اتدري ما معنى هذا؟ يعني بعد احدى وعشرين سنة من القتال المرير والمعاداة تمرة بين قريش وبين رسول الله عليه الصلاة والسلام. قضى بين ظهرانيهم في مكة ثلاثة عشرة سنة. ما لقي الا الاذى والتكذيب والعناد والمحادة والمشاقة له ولدعوته. ما لقي عليه الصلاة والسلام الا القول القبيح والا التعرض. بل لقي الهم بقتله عليه الصلاة والسلام حتى اضطر ان يخرج من مكة مهاجرا. ثم لما لحق بالمدينة حتى كان الفتح سنة ثمان وليس بينه وبين قريش الا المنابذة محاربة والقتال والمعاندة حتى كان صلح الحديبية سنة ست. فلما دخل مكة بعد هذا التاريخ الطويل من العداوة والقتال محاربة يسألهم هذا السؤال يستكشف ما في نفوسهم وما في خواطرهم وما في مشاعرهم فيقول ما تظنون اني فاعل بكم ولم يقع في قلب قريش قط انه عليه الصلاة والسلام بوسعه اليوم ان ينتقم منهم فردا فردا. وان يأتي على رؤوسهم رأسا رأسا عليه الصلاة والسلام. ولو فعل لكان والله محقا بابي وامه عليه الصلاة والسلام. ولو اصدر امره بالقتل او الاسر او اعمال السلاح في رقاب اولئك الذين عادوه واذوه وحاربوا دعوته وقتلوا اصحابه ومثلوا وعذبوا واذوا طردوا لكان كل ذلك حريا وجديرا. لكنه قدم بين ايديهم هذا السؤال ما تظنون اني فاعل بكم؟ العجيب هنا ان قريش وهي تستصحب تاريخها المرير في الحرب والعداوة والقتال ما خطر في بالها لحظة ان هذا القلب الرحيم سيكون اليوم قاسيا عليهم صلى الله عليه وسلم. فانظر الى الجواب قالوا اخ كريم وابن اخ كريم. ما تذكروا بعد هذا القتال مرير الا كرمه وكرم اصله عليه الصلاة والسلام. ما قالوا ذلك استلطافا فقط لكن قالوه شهادة صدق وقد وجدوا من كرم خلقه عليه الصلاة والسلام. ومن عظيم رحمته وسعة صدره صلى الله عليه وسلم ما يسع العدو والصديق على حد سواء ما يسع الموافق والمخالف على حد سواء. فانت تعجب الحقيقة ليس من سؤاله عليه الصلاة والسلام بقدر تعجب من مبادرتهم بهذا الجواب قالوا اخ كريم وابن اخ كريم. اتظن ان الكريم الرحيم عليه الصلاة والسلام سيقوى بعد هذا على ان يصدر امرا يؤذي فيه واحدا منهم حاشاه عليه الصلاة والسلام. بل قال اذهبوا فانتم الطلقاء. يوم فتح مكة كان يوم ظفر وانتصار وعزة للاسلام ولرسول الله عليه الصلاة والسلام. يوم فتح مكة صعد بلال ظهر الكعبة بعد ان ما كان يستطيع بلال ان يقول لنفسه بين نفسه اشهد ان لا اله الا الله. لما كان يسحب في رمظاء مكة في حرض الهجير فيعذب بلال وغيره من موالي المسلمين. يسمون سوء العذاب على اسلامهم وايمانهم بالله. وتصديقهم برسول الله عليه الصلاة والسلام ها هو ذا بلال رضي الله عنه اليوم في فتح مكة يصعد ظهر الكعبة فيصدح بالاذان مجلجلا في ربوع هذا البيت عظيم. يوم فتح مكة كان يوم ظفر وانتصار وعز وكرامة من الله لنبيه عليه الصلاة والسلام. اتدري ما اعظم الكرامات لنبيه عليه الصلاة والسلام في مكة يوم فتح مكة انه دخلها فاتحا لا مقاتلا عليه الصلاة والسلام. دانت له الرقاب وفتحت له الابواب ودخل الناس في دين الله من غير ان يقتل احدا او يأسر احدا او يؤذي احدا في سبيل الله. هذه اعظم كرامة الله لنبيه عليه الصلاة والسلام. فدخل قومه في دين الله وقد عادوه. وقد رفضوه وقد اضطروه للهجرة والخروج. لكنهم اليوم يدخلون في دين الله فما بقي احد مصرا على كفره. حتى الصناديد والزعماء والعتاة اولئك من بقي منهم حيا الى فتح مكة دخل بعد فتح مكة في الاسلام واسلم وامن والتحق بدعوة المصطفى عليه الصلاة والسلام. هذه من اعظم كرامات الله لنبيه عليه الصلاة تلا في بلده الحرام يوم فتح مكة. دخلها عليه الصلاة والسلام وقد اعلن وبلغ ان حرمة مكة عادت اليوم كحرمتها بالامس قال فان استدل احد بقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا له ان الله قد اذن لنبيه ساعة من نهار ولم يأذن لكم وانها عادت اليوم كحرمتها بالامس فهي حرام بحرمة الله الى يوم قيامة في ظل ذلك كله الفتح والنصر والظفر والاسلام والايمان والامان الذي عم مكة اجمعين يقال لرسول الله عليه الصلاة والسلام هذا ابن خطل متعلق باستار الكعبة فقال اقتلوه تتوقف مندهشا. ما الذي يحمله عليه الصلاة والسلام؟ في ظل كل ذلك الفرح والانتصار والفتح والامن والامان الذي بذله لاهل مكة اجمعين لما ضاق ذلك عن عبدالله بن خطل وهو ليس فقط داخل المسجد الحرام هو ملتصق بالكعبة متعلق باستارها. اراد ان يصون نفسه اراد ان يحفظ دمه اراد ان يحقن رقبته ولو تعلق باستار الكعبة لكن الامر النبوي جاء صريحا اقتلوه. هنا لابد ان تدرك ان لابن خطل من الاجرام والجناية ما لا يمكن ان يسعه عفو رسول الله عليه الصلاة والسلام. ولا يمكن ان يحتمله قلب رسول الله عليه الصلاة والسلام التي تجمع فيها بين عزة الدين ورحمته باهل الايمان. هذا عبدالله بن خطل كان رجلا قد اسلم ثم ارتد والعياذ بالله. فلما ارتد قتل خادمه الذي كان قد اسلم معه وما قتله الا لانه مسلم. ثم اتخذ قانيتين جاريتين يصرف عليهما الاموال وينفق عليهما يأمرهما فتغنيان بهجاء وشتم لرسول الله عليه الصلاة والسلام اذاء لهو وانتهاكا لعرضه وتعرضا له عليه الصلاة والسلام. فانظر كم بابا من اراقها عبدالله بن خطل وكم بابا من الاجرام فتحه على نفسه. فلذلك كان في القائمة التي لا يشملها عفو المصطفى عليه الصلاة والسلام. وقد اعلن قبل دخوله مكة انه مطالب بدم عبدالله بن خطل. فلما دخل الصحابة وجدوه في الكعبة في الحرم ومتعلق باستار الكعبة. فانظر كيف الصحابة ترددوا ورأوا ان حرمة الكعبة ربما كانت اعظم. فقالوا يا رسول الله الله هذا ابن خطأ متعلق باستار الكعبة. السؤال يعني هل يمضي امرك عليك الصلاة والسلام؟ ولا يزال نافذا؟ ام ان للموقف الآن شأنا اخر لتعلقه باستار الكعبة. فجاء الامر النبوي الصريح قال اقتلوه. قتل عبدالله بن خطل بل قتل بين الركن والمقام على مقربة من الكعبة. فكان دمه الذي اريق كان كالغسيل الذي يغسل اجرامه السابق الذي بحق الاسلام والردة ومن قتل ومن اذى وما تعرض له لرسول الله عليه الصلاة والسلام. في بعض المواقف تحتاج ان ان ميزان الاسلام وحكمة المصطفى عليه الصلاة والسلام. ليس تعني بالضرورة على الدوام ليس يعني بالضرورة على الدوام الرفقة واللين والرخاوة مع كل احد. الحزم والشدة والاقدام والعزم مطلب. ومن ظن ان الحزم والعزم مناف للرفق والرحمة فقد اخطأ. هذا هو عليه الصلاة والسلام الذي قال الله عنه الذي قال الله عنه عزيز علي ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم. وهو الذي قال الله عز وجل عنه لقد جاءكم رسول من انفسكم. هذا عليه الصلاة والسلام الموصوف بالرأفة والرحمة هو الذي قال في هذا الموقف اقتلوه. فمتى جاء المقام المستحق للشدة والعزم والحزم فلا يفهم ان هذا معارظ للرأفة والرحمة التي كانت هي الاصل في شأنه وهديه عليه الصلاة والسلام. لما قال اقتلوه عليه الصلاة والسلام دل على هذا الامر العظيم والحكم الكبير. الشاهد في الحديث انس دخل مكة عام الفتح وعليه مغفر. فلما نزعه قيل له هذا ابن خطل. اذا لبس المغفر فلما دخل واتى الحرم نزع المغفر نزعه لان المهمة التي لبس من اجلها المغفرة انتهت. هو دخل لبس ولباس المغفر يدل على تهيب للقتال. فلما لبس المغفرة ما وجد قتالا عليه الصلاة والسلام. نعم كانت بعض كتائب المسلمين التي دخلت مكة وجدت مقاومة. كما فعل خالد بن الوليد رضي الله عنه في فئة وجدها قاومت وقاتلت فقاتلها رضي الله عنه في منطقة في جنوب مكة جهة كدا. لكن الامر العام كان هو اعلان الامان لكل من دخل واغلق بابه او اتى المسجد الحرام. فنزع المغفر عليه الصلاة والسلام لانه ما دخل لقتال. نزع المغفرة تواضعا واخباتا رب البيت في جوار البيت. لانه لما دخل مكة فاتحا دخل مطأطئ الرأس عليه الصلاة والسلام. مطأطئ الرأس يكاد يمس ذقنه عليه الصلاة والسلام ركاب راحلته من شدة ما كان قد طأطأ رأسه وارخاه. اي عظمة هذا الذي تمثل في شخصه عليه الصلاة والسلام الموقف موقف نصر وفخر وعز ورفعة رأس. الموقف فرح وانتصار ونشوة الموقف استرداد للعز والمجد والسؤدد. لكن التواضع وتعظيم رب البيت كان اعظم في قلبه عليه الصلاة والسلام فان فرحته ونشوته وانتصاره ودخوله مكة البلد الذي احبه وولد فيه وترعرع على ظهره ونشأ هذه يدخله اليوم منتصرا بهذا الدين ليدخل الناس في الاسلام فلا يملك امام هذه النعمة الالهية الكبرى الى ان يعلن تواضعه فيخفض رأسه عليه الصلاة والسلام. نزع المغفر لان مهمة الفتح والقتال قد انتهت. ودخل الناس هذا البلد ودخل الناس في دين الله عز وجل. قال اقتلوه عليه الصلاة والسلام. في اخر الحديث هنا جملة. قال فيها ابن شهاب وهو الامام الزهري المحدث الثقة الامام الرباني يقول وبلغني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يومئذ محرما نعم ما دخل مكة عام الفتح محرما عليه الصلاة والسلام لانه ما دخل يريد النسك بل دخل يريد فتح مكة فلهذا ما لكنه لما خرج من مكة الى الطائف في غزوة الطائف حنين وثقيف واوطاس. لما فرغ من الغزو ورجع الى مكة احرم من الجعر وكان ذلك في اوائل ذي القعدة. فكان عليه الصلاة والسلام في دخوله هذا في رمضان مكة عام الفتح دخل من غير احرام فاستدل الفقهاء من هذا على انه لا يجب على كل من اتى مكة ان يحرم لا يجب وذهب بعض الفقهاء وهم جمهور الحنفية الى ان احرام الداخل الى مكة واجب. واستثنوا شأنه عليه الصلاة والسلام عام الفتح وقالوا هذا خاص به. والراجح الذي عليه جماهير اهل العلم ان من دخل مكة ان كان تريد النسك حجا او عمرة وجب الا يدخل مكة الا محرما. فاذا دخل مكة وقال انا ما احرمت وانا اريد العمرة قلنا له ارجع الى الميقات فاحرم. لا يجوز دخول مكة بلا احرام لمن دخلها وهو يريد النسك يدل على ذلك ايضا قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي وقت فيه المواقيت لما وقت لاهل المدينة ذا الحليفة ولاهل اليمن يلملم قال في اخر الحديث عليه الصلاة والسلام هن لهن اي هذه المواقيت لاهاليها المذكورة في الحديث. ولمن اتى عليهن ان من غير اهلهن ممن اراد الحج والعمرة. ومفهوم الحديث ان من لم يرد الحج والعمرة دخل مكة زائرا دخل مكة تجارة دخل مكة يريد صلاة التراويح والانصراف والعودة الى الطائف الى جدة الى اليمن الى مصر الى اي بلد ما اراد العمرة دخل مكة يريد الطواف فقط والانصراف. فهذا لا يجب عليه ان يحرم. لكنه لو دخل وقال انا اريد لان الوقت رمضان مثلا وانا قد نويت ان اعتمر عمرة في رمضان لكني ما جئت محرما يقال له ارجع فاحرم من الميقات لان نيتك وارادتك كانت للعمرة. اما من دخلها لا يريد العمرة كمن جاء يريد العلاج. او يريد زيارة قريب له او يريد معاملة له او جاء يريد المسجد الحرام صلاة وطوافا لا غير. فهذا لا يجب عليه ان يحرم ويقتصر على ما جاء لاجله وينصرف قال ابن شهاب وبلغني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يومئذ محرما. نعم قال رحمه الله باب ما جاء في عمامة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. هذا الان تتمة واستتباع للباسه عليه الصلاة والسلام. مرة ثانية وثالثة وعشرة سنقول يا احبة حيثما ذكر شيء يتعلق برسول الله عليه الصلاة والسلام فافتح عينيك واذنيك وافتح قبلهما قلبك. لان المراد حقيقة ان تكون اقرب شيء الى ما يصف لك المصطفى صلى الله عليه وسلم. ما يصف لك شكله ومظهره وهيئته ولباسه ومشيته وضحكته وقومته وقعدته يراد لك يراد لك ان يقع في قلبك انطباع كامل تام عن كل شيء يتعلق برسول الله عليه الصلاة والسلام. لانك اذا فعلت ذلك والله سيمتلئ قلبك حبا له عليه الصلاة والسلام هذا الواجب الذي نسعى اليه جميعنا. واذا امتلأ قلبك حبا سيكثر في لسانك كثرة الصلاة والسلام عليه. صلى الله عليه وسلم صدقني والله ان فعلت ذلك لن تكون صلاتك وسلامك عليه مجرد تكرار باللسان لا والله ستكون نبضات حب وخفقات يتحرك بها لسانك كلما قلت اللهم صلي وسلم على رسول الله. فانت عندما تتعرف على لباسه درعه مغفره سيفه في خاتمه عمامته ازاره عيشه واكله وطعامه وشرابه عليه الصلاة والسلام والله انما المراد في كل ذلك والمقصود الاعظم ان تكون القلوب اكثر قربا من كل شيء يتعلق برسول الله عليه الصلاة والسلام. ان تتعرف على كل خصلة من خصاله على كل شأن من شؤونه وهذا الذي سماه علماؤنا بشمائله عليه الصلاة والسلام. التعرف على خصائصه عن قرب لتتعرف على ادق ما يتعلق بحياته في كل شؤونه عليه الصلاة والسلام. هذا الان باب ما جاء في عمامته عليه الصلاة والسلام. حتى العمامة وصفها الصحابة رضي الله عنهم. حتى العمامة علقوا بها ابصارهم. ورووها ونقلوها عليه. هؤلاء الصحابة الذين امتلأت قلوبهم حبا لرسول الله عليه الصلاة والسلام قد صورت ابصارهم عمامتهم ونعله وخفه. فما ظنك بالذي تعلقت به قلوبهم بلابس العمامة ولابس النعل ولابس الخف عليه الصلاة والسلام. اذا كانوا قد اهتموا هذا الاهتمام بشكل العمامة ولونها وطريقة لبسها. اما كانوا بالله عليك اكثر عناية بلابس العمامة عليه الصلاة والسلام واكثر اهتماما بشأنه وكلامه وفعله؟ بلى والله. ولذلك كانوا اكثر الناس حرصا واكثر الناس صدقا واكثر الناس طاعة ومحبة واتباعا ونصرة لرسول عليه الصلاة والسلام. ولذلك فمن اراد اليوم وغدا والى يوم القيامة من اراد ان ينصب له مثالا يضربه لصدق الطاعة والمحبة والاتباع فلا يتجاوزن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. من اراد ان يبحث عن انموذج يقتدي به في ضرب المثال بالمحبة لرسول الله عليه الصلاة والسلام والطاعة لرسول الله عليه الصلاة والسلام وصدق الايمان والاستمساك بالسنة والنصرة للدين فما يحق له ان يتجاوز ابدا جيل الصحابة الكرام رضي الله عنهم. فانه واجد فيها والله اروع الامثال. واعجب والقصص والنماذج والمواقف التي تريد ان تعبر لك عن كل ما تبحث عنه. هذا باب ما جاء في عمامتي رسول الله عليه الصلاة والسلام. العمامة لباس الرأس وكلكم يعرفه. لباس اعتادته العرب تغطي رأسها بقطعة من قماش تلفه على الرأس وتعصبه عليه تسمى عمامة وسميت عمامة لانها تعم الرأس وتشمله غطاء. سميت عمامة وكانت لباس العرب وتلبسها العرب عادة. ولبسها النبي عليه الصلاة والسلام جريا على عادة العرب في لباسها. فانهما اتخذ لباسا خاصا به منذ ان صار نبيا عليه الصلاة والسلام. ومنذ انصار رسولا وله اتباع وله دين. واستقل ما غير لباس العرب ولا عمامة العرب ولا نعال العرب ولا طعام العرب لباسه طعامه شرابه كل شيء مما يفعله عادة وطبيعة اخذه من عادة الذين هو منهم ونشأ بينهم وعاش معهم. فما غير العمامة وقال اصبحنا دينا جديدا فلا بد ان نغير اللباس. ولا الازار والرداء الذي يلبسه العرب وقال يجب ان نتخذ شعارا يميزنا عن غيرنا ابدا. ولذلك فمن التكلف يا اخوة ان يظن بعض الناس انه اذا هداه الله الى الحق او رزق السنة وطلب العلم ان يظن انه ينبغي ان يتميز عن اهل البلد بلباس او بمظهر او بهيئة كلا فنبينا صلى الله عليه وسلم نبأ وعمره اربعون سنة. ما نقل احد من صحابته قط انه بعد ان اصبح نبيا غير ما صورت شيئا اخر غير لباس العرب. اللباس الذي لبسه وهو نبي في مكة وفي المدينة قبل الهجرة وبعد الهجرة هو ذات اللباس الذي كان يلبسه ابو جهل وابو لهب وعقبة ابن ابي معيط وابي ابن خلف وامية ابن خلف هو نفس اللباس. فما كان يتميز عنهم عليه الصلاة والسلام العمامة والازار والرداء كل ذلك لباس العرب. فلباسه عليه الصلاة والسلام لهذا النوع من اللباس هو جريا على ما كانت العرب تلبسه وما اعتادته في لباسها فالسنة اذا ان يلبس المرء ما اعتاده اهل بلده من اللباس. وان يسايرهم وان يكون معهم ما لم يعارض هذا اللباس حكما شرعيا منصوصا صريحا. الحكم الشرعي الصريح مثل ماذا؟ تحريم حرير على الرجال تحريم لبس الذهب للرجال وجوازه للنساء. تحريم الاسبال ما جاوز الكعبين سيأتيكم في باب الازار الا يكون ايضا لباسا يتشبه فيه الرجال بالنساء او العكس. الا يكون لباسا خاصا باهل الكفر. شعار لملة ودين وعقيدة محرمة باطلة في لبس اقتداء بهم كما يفعل النصارى في لباس عبادتهم او البوذيون والهندوس وغيرهم. هذا كله الاصل فيه الاباحة والسعة. ويلبس المسلم ما يلبسه اهل بلد من غير تميز ولا اختلاف عنهم. باب ما جاء في عمامة رسول الله عليه الصلاة والسلام. نعم لبس نبينا العمامة عليه الصلاة والسلام. هنا نقل الصحابة اي عمامة لبس ما لونها؟ ما شكلها؟ وكيف كان لبسه لها كان يلبس العمامة مع القلنسوة احيانا وبدون القلنسوة احيانا. يعني اما غطاء مع العمامة او من غير غطاء. ولبس العمامة ايضا عليه الصلاة والسلام وكان يرخي لها ذئابة احيانا واحيانا لا يرخي لها ذئبة وتسمى العمامة الصماء. كل ذلك فعله. لتعلم انه ما كان يتكلف في اللباس يلبس ما تيسر. وما كان بين يديه عليه الصلاة والسلام. والروايات الاتية في الباب يصف فيها الصحابة شكل العمامة التي لبسها نبيكم عليه الصلاة والسلام. عن جابر رضي الله عنه قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح وعليه عمامة سوداء. هذا متى؟ يوم فتح مكة رآه جابر رضي الله عنه داخلا مكة وعليه عمامة سوداء. قبل قليل مر بنا حديث انس ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة عام الفتح وعليه مخفر. جابر يقول عمامة سوداء وانس يقول مغفر حادثة واحدة والموقف واحد يوم فتح مكة. فهل كان لابسا المغفر ام العمامة السوداء؟ الجواب لا تعارض بين الحديثين فكلاهما صحيح كيف تجيب؟ الجواب اما ان تقول انه لبس المغفرة وفوقه العمامة. وهذا ممكن. لبس المغفرة وهو قلنا عبارة عن حلقات من حديد يلبسها المقاتل يتقي بها رأسه ورقبته يقي بها رأسه ورقبته وشد عليها بدلا من خوذة الحرب. وبالتالي من نظر اليه يمكن ان يقول انه لبس العمامة ويمكن ان يقول انه لبس المغفر وكان لقد جمع بينهما في لبسهما عليه الصلاة والسلام. وجواب اخر ان تقول بل ربما كان لابسا المغفرة وعليه بيضة الحديد خوذة يعني فلما نزع المغفرة وقد قال انس فلما نزعه قيل له هذا ابن خطل فلعله لما نزع المغفرة عليه الصلاة والسلام ولبس العمامة. اذا الامر ثابت انه يوم الفتح كان لابسا المغفر وثابت ايضا انه لبس العمامة. في حديث في انس قال وعليه عمامة سوداء. اذا لون العمامة التي لبسها يوم الفتح كانت سوداء. يقول ابن القيم رحمه الله في بهم يتعلق بهذا الحديث. يقول والنبي صلى الله عليه وسلم لم يلبس السواد لباسا راتبا. اذا ما كان اللبس الاسود مخصوص ولا كان يستديم لبسها عليه الصلاة والسلام لئلا يقول انسان اذا من اراد ان يطبق سنة يلبس عمامة سوداء البيضاء ليست سنة لا يقول ابن القيم رحمه الله ولم يكن صلى الله عليه وسلم يلبس السواد لباسا راتبا. ولا كان شعاره في الاعياد معي والمجامع العظام البتة. يعني ابدا ما كان يتخذ اللون الاسود لا في الجمع ولا في الاعياد ولا في المواقف العظيمة يقول رحمه الله وانما اتفق له لبس العمامة السوداء يوم الفتح دون سائر الصحابة. وقع اتفاقا ان عمامته كانت سوداء يوم الفتح وباقي الصحابة ما كانوا اتخذوا العمائم السود. قال ولم يكن سائر لباسه يومئذ السواد. بل كان لوائه ابيض اللواء الذي رفعه يوم الفتح وهو داخل مكة كان ابيض. فلو كان السواد شعارا لجعل العلم اسود واللواء اسود واللباس اسود والعمامة سوداء. وامر الصحابة ان يتعمم بالعمائم السود لكنه ما فعل ما فعل. فمخطئ من اراد ان يجعل السواد شعارا للسنة خصوصا في القتال والجهاد. هذا ما ثبت. يقول ابن القيم وانما وقع له هذا يوم الفتح اتفاقا دون سائر الصحابة. في حديث اخر يقول عمرو بن حريث ان النبي صلى الله عليه وسلم خطب الناس وعليه عمامة سوداء. هل خطب يوم الفتح او غيره؟ كل ذلك محتمل. الشاهد ان عمرو بن حريث ان وصف ايضا عمامة النبي عليه الصلاة والسلام التي رآه لبسها وهو يخطب المسلمين وكانت عمامة سوداء ايضا. الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا اعتم سدل عمامته بين كتفيه اذا اعتم يعني اذا اراد ان يلبس العمامة عليه الصلاة والسلام سدل عمامته بين كتفي سدل العمامة هو بعد ان ينتهي من لفها على رأسه يبقى طرف العمامة ويسمى الذئبة. يبقى طرفه فاما ان يربط طرف العمامة مع مع ما لفه على رأسه فيدخله في اثناء فتكون عمامة صماء. اذا لبس العمامة وانتهى منها ثم ادخل ذيلها في طيات العمامة لفها فانها عمامة صماء. واذا ترك طرفها مقدار ذراع او اقصر. ثم جعلها مرخاة بين كتفيه اذا انتهى من لفها اسدلها اما على كتفه الايمن او على كتفه الايسر. فيسمى هذا سدلا. يقول ابن عمر انا النبي صلى الله عليه وسلم اذا اعتم سدل عمامته بين كتفيه. يعني ارخى الذؤابة بين كتفيه. ولهذا قال ابن القيم فانه عليه الصلاة والسلام تارة كان يلبس العمامة ويرخي لها الذئاب وتارة لا يفعل. فلبس هذا ولبس هذا عليه الصلاة والسلام فتبين اذا ان ارخاء العمامة وارسال الذبابة هو ايضا من لباسه للعمائم عليه الصلاة والسلام لم يبين حديث ابن عمر ها هنا الله عنهما لون العمامة لكنه حكى لنا وصفا اخر في طريقة لبسه لها عليه الصلاة والسلام. الان اسمع الجملة التالية فانها عجيبة. يقول نافع وهو راوي الحديث عن ابن عمر ونافع هو مولى ابن عمر. يقول نافع وكان ابن عمر يفعل الو ذلك ماذا يفعل؟ كان اذا لبس العمامة ايضا اسدلها او سدلها بين كتفيه لم؟ اقتداء برسول الله عليه الصلاة والسلام هل عندك جواب اخر؟ لا لان ابن عمر فهما عنده جواب اخر. اذا كان يفعل الشيء لانه يرى النبي عليه الصلاة والسلام يفعله. اكمل معي. قال وكان ابن عمر يفعل ذلك. قال عبيد الله وهو ابن عبد الله ابن عمر. ورأيت القاسم بن محمد لمن يفعلان ذلك القاسم ابن محمد هو حفيد ابي بكر الصديق القاسم بن محمد بن ابي بكر الصديق رضي الله عنه وسالم هو ابن عبدالله ابن عمر. القاسم ابن محمد وسالم كلاهما من فقهاء المدينة السبعة الذين كانت مدار فتوى الاسلام عليهم زمن التابعين. سبعة فقهاء كانوا مضرب المثل في الفقه والامامة في الدين. منهم القاسم يقول عبيد الله كان القاسم وسالم يفعلان ذلك يعني ايضا اذا اعتم احدهما سدل عمامته بين كتفك طيب الان هذا ابن عمر وهو صحابي وهذا سالم وهو ولده وهذا القاسم وهو في طبقة طلابه وتلاميذه واحد فقهاء المدينة سبعة كل هؤلاء كان احدهم اذا لبس العمامة حرصا على ان يفعل فعل رسول الله عليه الصلاة والسلام. اما قلنا في مجالس سابقة متكررة يا احبة. هذا مبدأ عظيم عاشه سادتنا من السلف في حياتهم. المبدأ العظيم هذا يقول احرص على ان يكون لك في كل شأن من شؤون حياتك اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم حاول حفظك الله ورعاك ونظر وجهك وحشرك مع النبي عليه الصلاة والسلام. حاول ان تقيم حياتك كلها صغيرا وكبيرها دقيقها وجليلها ان تقيمها على سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام. تعلم هذا المعنى العظيم فان الصحابة والتابعين تعلموا ذلك جيدا والله. وطبقوه في حياتهم ونقلوه لنا اليوم. واليوم ونحن نقرأ هذا. ابن عمر كان يفعل هذا والقاسم يفعل هذا وسالم يفعل هذا. مر بكم في مجالس سابقة في الاسبوعين الماضيين. في حديث باب ما جاء في التختم. يقول انس بن مالك كان عليه الصلاة والسلام يتختم في يمينه. يقول حماد بن سلمة رأيت ابن ابي رافع يتختم في يمينه. سألته عن ذلك قال رأيت عبد الله بن جعفر تختم في يمينه. قال عبدالله بن جعفر كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتختم في يمينه. تبحث عن السلسلة في هذه الافعال ليش يفعلون ولماذا يفعلون؟ ولماذا هكذا بالذات؟ فلا تجد جوابا الا الا هكذا كان صلى الله عليه وسلم يفعل الان دعني اسألك سؤالا في حياتك. انت لماذا تفعل هذا؟ ولماذا تلبس هكذا؟ ولماذا تصنع هكذا؟ ولماذا تقول وتفعل وتتصرف دعني اسألك عن اي شيء في حياتك. هل لديك من الشرف ان يكون جوابك لاني علمت ان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك فانا احب ان افعل اليك اجوبة الصحابة وكانت هكذا بلا مبالغة. يسأل ابن عمر رضي الله عنهما وهو يطوف بالكعبة. يقال له اراك لا تستلم الا الركنين اليماني والحجر الاسود. يعني لا تمسح من اركان الكعبة الا هذين الركنين. فليش ما تمسح باقي الاركان؟ يقول لاني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم لا يستلم الا هذين الركنين. ما عنده جواب اخر صدقوني هو هذا المبدأ الذي عاشوه في حياتهم. يقول له السائل واراك تلبس النعال السبتية فلماذا تلبسها؟ قال لاني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يلبس نعالا ليس عليها شعر ويتوضأ او فيها اذا يفعل لانه رآه يفعل. يقول ورأيتك تصبغ بالصفرة فلماذا؟ قال لي لاني رأيت النبي عليه الصلاة والسلام بالصفرة فانا احب ان اصبغ بها. ما هذا؟ في كل شأن من شؤون الحياة هم هكذا ليس عندهم الا الا وضع على مواقع الخطى دون تردد دون محاذاة دون تأخر بصدق والله يا اخي فتش في واجبني صراحة هل تجد انك في حياتك طعامك وشرابك ومنامك واستيقاظك ولباسك وتعاملك مع وتربيتك لاولادك وبيعك في السوق وشرائك. اخبرني بصدق هل تجد نفسك في كل شأن تفعل الشيء لانك تعلم ان النبي عليه الصلاة والسلام يفعله والله يا اخوة الحب الصادق هو هذا. اترك عنك الكلام الذي نتشدد به ليل نهار والرايات التي نرفعها صبح مساء. نزعم وندعي فيها حب المصطفى عليه الصلاة والسلام. وننشد المديح فنقول القصائد ونفعل ونتكلم كثيرا فاذا جئنا لواقع الحياة وجدت سننا كثيرة قد زهدنا فيها ورغبنا عنها وتركناها حدثني اي حب هذا؟ الذي يحمله صاحبه في قلبه لرسول الله عليه الصلاة والسلام وسنن كثيرة ضائعة في في حياته لا يجد لها تطبيقا. وسنن كثيرة هو يعلم انها سنن. لكنه يزهد لكنه يؤثر العادة. لكنه لا زال مأسورا في نفسه وشهواتها عندئذ نحتاج ان نقول ايقظ حب المصطفى صلى الله عليه وسلم في قلبك. ثم انظر كيف سيكون الطاعة والاقتداء والاتباع الصادق لرسول الله عليه الصلاة والسلام؟ كانوا يا احبة هكذا على الدوام ليس الشأن شأن ابن عمر ولا حماد بن ابي سلمة ولا عبد الله بن جعفر ولا سالم ولا القاسم. الشأن شأن الصحابة اجمعين رضي الله عنهم. صلى النبي عليه الصلاة والسلام في نعاله مرة والصحابة بعضهم كان يلبس النعال ويصلي به وثبتت به السنة. في اثناء الصلاة اتاه جبريل عليه السلام فاخبره ان في نعله نجاسة وامره بخلع نعاله. خلع نعاله في الصلاة فخلع الصحابة نعالهم. فلما تمت الصلاة قال مالكم؟ قالوا رأيناك خلعت فخلعنا ما كانوا ينتظرون امرا ولا توجيها كان يكفيهم فقط ان يبصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل كيف يفعلون؟ في قصة صلح الحديبية لما عقد الصلح مع قريش وقد وقع هذا الصلح في قلوب الصحابة موقعا جاؤوا محرمين منعوا من دخول الحرم ما اتموا العمرة فرضت عليهم شروط جائرة الرجوع وعدم اتمام العمرة والعودة العام القادم وشروط اخرى ظالمة ضاقت قلوب الصحابة. امرهم عليه الصلاة والسلام بالتحلل. احلقوا رؤوسكم واذبحوا هديكم وتحللوا ونعود الى المدينة. شق ذلك عليهم. فابطئوا في الامتثال له عليه الصلاة والسلام. انا اقول اولا اقول رفظوا حاشاهم رظي الله عنهم. فلما ابطأوا وتثاقلوا دخل عليه الصلاة والسلام على ام المؤمنين ام سلمة رضي الله عنها مغتما قال امرهم ولا يفعلون. قالت لا عليك يا رسول الله اخرج اليهم فاحلق رأسك وانحر هديك وهذا كافي. تدري لما اشارت ام سلمة بهذا الرأي؟ تدري لم؟ لانه قد تقرر عندها يقينا ان النبي عليه الصلاة والسلام رزق بصحابة لا يمكن ان يتأخروا عنه لحظة عليه الصلاة والسلام. فلما فعل ما اشارت به امنا رضي الله عنها. ما ان حلق رأسه ونحر هديه حتى بادر الصحابة يقول في صحيح البخاري كاد يقتل بعضهم بعضا. يتسابقون الى حلق الرؤوس ونحر الهدي. حتى كاد يقتل بعضهم بعضا. ركب بعضهم بعض كل يسابق ان يكون التابع الاول لرسول الله عليه الصلاة والسلام. وانا وانت اليوم كم تأخرنا يا عزيزي؟ والله كم تأخرنا في تطبيق السنن؟ كم شهدنا في تطبيق كثير من السنن سنن العبادات سنن العادات سنن المعاملات اشياء كثيرة مفقودة في حياتنا صدقني ليس ولا يعالجها الا الا ملء القلوب بحب صادق للحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام. ها هنا يقول وهو يصف لبس عمامتي قال نافع وكان ابن عمر يفعل ذلك. قال عبيد الله ورأيت القاسم ابن محمد وسالما يفعلان ذلك يقول ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم خطب الناس وعليه عمامة دسماء هذا اخر احاديث باب ما جاء في العمامة. حديث ابن عباس رضي الله عنهما. واصل الحديث عند البخاري في كتاب المناقب. خطب الناس عليه عمامة دسماء. ما دسما؟ في تفسيرها قولان لاهل العلم. القول الاول ان دسماء بمعنى سوداء فتكون رواية ابن عباس موافقة لما سبق في رواية عمرو بن حريث ان النبي عليه الصلاة والسلام خطب الناس وعليه عمامة سوداء. القول الثاني ان دسماء معناها متلطخة بدسومة من اثر الطيب والدهن الذي في شعره ورأسه عليه الصلاة والسلام. فانه كان يدهن رأسه احيانا وربما طيب رأسه بطيب يرى يرى. لمعانه هذا الطيب في مفارق رأسه عليه الصلاة والسلام. فاذا لبس العمامة على شعره وكان ممتلئا دهنا او طيبا فان دهن الزيت او الطيب ينتقل الى العمامة. فاذا انتقل الى العمامة ظهر اثر الدسم عليها يعني الدهن. فتسمى عمامة بصمة يعني فيها اثر الدسوما. قال اي وعليه عمامة دسما. هذا ختام ما جاء في باب العمامة. نختم بتنبيه. وهو انه لم يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في فضل لبس العمامة حديث ابدا. لم يثبت حديث في الصحيح في فضل لبس العمامة. انما الثابت فعله ولبسه هو عليه الصلاة والسلام. كما مر معكم قبل قليل في بعض الروايات. وتقرر لكم قبل قليل ان لباسه للعمامة ما كان الا جريا على عادة العرب. الذين عايشهم ونشأ في وقد كانوا يلبسون العمائم. اذا فكل حديث يروى في فضل لبس العمامة اما ضعيف او موضوع. ومنه ومثلا ما يتداوله بعض العامة صلاة بعمامة خير من خمس وعشرين صلاة بلا عمامة. حديث لا يصح قوله ايضا جمعة بعمامة خير من سبعين جمعة بلا عمامة. هذه الاحاديث وامثالها اما موضوعة يعني كذب مفترى لا روايته ولا نسبته للنبي عليه الصلاة والسلام لانه قال من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. واما حديث ضعيف لا يرقى الى الاحتجاج والاستشهاد به. اذا فالثابت في العمامة لبسه عليه الصلاة والسلام. وقد تبين لكم طريقة لبسه لها وكيفية آآ اه لبسه لها عليه الصلاة والسلام نقف عند هذا الباب لنشرع ليلة الجمعة المقبلة ان شاء الله في باب ما جاء في صفة ازاره عليه الصلاة والسلام نسأل الله ان يرزقنا واياكم علما نافعا وعملا صالحا يقربنا اليه. اللهم اجعلنا اكثر علما بسنة نبيك صلى الله عليه عليه وسلم واكثر اتباعا لها يا ذا الجلال والاكرام. واكثر حرصا عليها وتطبيقا لها. ونشرا لها بين الانام. اللهم احيينا على السنة وامتنا عليها يا حي يا قيوم وابعثنا في زمرة صاحبها عليه الصلاة والسلام. وارزقنا شفاعته يوم عليك يا ذا الجلال والاكرام. اللهم انا نسألك حبك وحب كل عمل يقربنا الى حبك يا رحمن يا رحيم. ونسألك اللهم حب المصطفى صلى الله عليه وسلم واتباع سنته وارزقنا عملا نوافق به هديه في شأننا كله يا اكرم الاكرمين اللهم اجعل لنا ولامة الاسلام من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية. اللهم ارحم الموتى في قبورهم واشفى ومن ادوائهم وعللهم. اللهم عجل بفرجك ونصرك وتأييدك لعبادك المستضعفين. من الرجال والنساء والولدان الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا. اللهم فرج همهم وارحم ضعفهم في العراق والشام وفلسطين ومصر واليمن وليبيا وبورما اللهم كن لعبادك المؤمنين فوق كل ارظ وتحت كل سماء. احفظنا يا رب والمسلمين جميعا من شر الاشرار ومن كيد الفجار ومن شر طوارق الليل والنهار. يا رحيم يا رحمن يا منان يا بديع السماوات والارض يا ذا الجلال والاكرام اللهم اتم علينا شهر رمضان بغفرانك وعفوك وعلى العتق من نيرانك نحن ووالدينا وازواجنا وذرياتنا وجميع المسلمين اللهم اعنا فيه على الصيام والقيام الذي ترضى عنا به يا اكرم الاكرمين. اللهم اجعلنا صائمين مقبولين وقائمين وعبادا اوابين متقين لك يا حي يا قيوم. اللهم ارحمنا واغفر لنا وتجاوز عنا. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. اكثروا ليلتكم هذه من الصلاة والسلام على المصطفى عليه الصلاة والسلام. فانها ليلة شريفة مباركة الله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين