بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه الحمد لله كما هدانا للاسلام الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله. واشرف واتم سلام على خير خلق الله. نبي الهدى والرحمة. من بعثه الله عز وجل بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. وبعد ايها الاخوة الكرام ايها المؤمنون هذا مجلس متجدد من مجالس مدارسة شمائل نبيكم المصطفى صلى الله عليه واله وسلم. نقف فيه على جملة من هديه بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام. نتعرف على جميل خصاله وجليل خلقته وجمال قلعته. بابي امي هو عليه الصلاة والسلام شمائل المصطفى صلى الله عليه وسلم التي نتعرف فيها على هدي هذا النبي الكريم وعلى خصاله العظيمة واخلاقه السامية وطباعه الشريفة التي خلقه ربه عليها ومدحه بها واثنى عليه بها فقال وانك لعلى خلق عظيم شمائل نبينا صلى الله عليه وسلم علم يهتم به طلبة العلم في تحصيله ودراسته والرقي في درجات ادراكه ومعرفته. شمائل نبينا صلى الله عليه سلم ايمان يغرس فيها احدنا فسيلة الايمان الصادق لنبيه صلى الله عليه وسلم في قلبه شمائل نبي صلى الله عليه وسلم نبع حب متدفق يروي بها احدنا شجرة الحب وبزرته وزهرته في قلبه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكل ذلكم مقاصد شرعية ومطالب جليلة ينبغي العناية بها. ويجب تحصيلها وادراكها. كل هذا يتأتى احبتي الكرام في ليلة شريفة عظيمة مباركة هي ليلة الجمعة. وقد استحب لنا الاكثار فيها من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وهذا مجلس حري بنا ان يكون سببا وداعيا يغترف فيه احدنا مرات متتابعات في جلسة كهذه كلما ذكر الله صلى الله عليه وسلم حرك لسانه بالصلاة والسلام عليه. وهو يستشعر يستشعر في كل مرة يصلي فيها ويسلم على النبي عليه الصلاة والسلام انه يريد في هذه الليلة ان يكون من اكثر المحبين لنبيه صلى الله عليه وسلم صلاة سلاما عليه هذه الليلة ايها الكرام تشرع فيها سوق التنافس ويتسابق فيها المحبون المؤمنون الصادقون للنبي عليه الصلاة والسلام يتسابقون فيها صلاة وسلاما عليه. فاكثرهم حبا اعظمهم شوقا واشدهم ايمانا واكثرهم رغبة وحرصا في الاجر والثواب سيكون اكثرهم صلاة وسلاما عليه هذه الليلة ابي وامي هو عليه الصلاة والسلام. ومن اجل ان تكون صلاتنا وسلامنا على النبي صلى الله عليه وسلم صادرة عن لسان لا على غير ملل وعلى غير تكرار يستشعر فيه المعنى الصادق للصلاة يأتي مثل هذا النوع من العناية بشمائله عليه الصلاة والسلام. اتدرون لم لان احدنا كلما اقترب من شمائله عليه الصلاة والسلام عظم حبه في قلبه لنبيه. واذا عظم حبه في القلب نبيه صلى الله الله عليه وسلم والله ستختلف صلاته التي يصلي بها على النبي عليه الصلاة والسلام. اسمع الى جميل كلام ابن القيم رحمه الله يقول العبد كلما اكثر من ذكر المحبوب واستحضاره في قلبه واستحضار محاسنه والمعاني الجالبة لحبه تضاعف له وتزايد شوقه اليه. ويقول ايضا رحمه الله ولهذا كانت صلاة اهل العلم عليه اي على النبي صلى الله عليه وسلم. صلاة اهل العلم العارفين بسنته وهديه المتبعين له. يقول صلاتهم خلاف صلاة العوام عليه الذين حظهم منها ازعاج اعظائهم بها ورفع اصواتهم. واما اتباعه صلى الله عليه وسلم العارفون بسنته العالمون بما جاء به فصلاتهم عليه نوع اخر. فكلما ازدادوا فيما جاء به معرفة ازدادوا له محبة ومعرفة بحقيقة الصلاة المطلوبة له من الله تعالى. انك عندما تكثر من الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم صدقني لن تزيد الا نفسك شرفا ورحمة وبركة دعونا نقول ان نبينا صلى الله عليه وسلم غني عن صلاة احدنا عليه. تدرون لم؟ لان ربه صلى عليه. والملائكة تصلي عليه فصلي ان شئت او اترك والله لن تنفع الا نفسك ولن تزداد من الخير الا لنفسك اليست الصلاة الواحدة اذا جالبة لك عشر صلوات من ربك وعشر حسنات وتحط عنك عشر خطيئات. ولهذا قال عليه الصلاة والسلام ما صلى علي عبد صلاة الا صلت عليه الملائكة ثم صلى علي فليقل عبد من ذلك او ليكثر فليقل او ليكسر. واحدنا مثل هذه الليلة وصبيحة الغد ونهار الغد يوم الجمعة. حري بأن يتذكر دوما فليقل من ذلك او ليكثر اكثر ان شئت من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم او استقل فانما تستكثر لنفسك وانما تستقل لحظها ايضا هذا المجلس من الشمائل نتابع فيه ما كنا قد ابتدأناه في مجالس عدة من حديث هند بن ابي هالة رضي الله عنه. الحديث الجميل الجليل الذي اشتمل على مواضع متعددة ثم الحق بحديث يتبعه بالرواية الحسين بن علي عن ابيه رضي الله عنهما وهو يتكلم ايضا عن وصف شيء من مجالسه ومدخله ومخرجه عليه الصلاة والسلام. وقف بنا الحديث وعند قوله رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم دائم البشر سهل الخلق لين الجانب. نعم بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم قال الحسين سألت ابي عن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في جلسائه فقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم دائم البشر سهل الخلق لين الجانب ليس بفضل ولا غليظ ولا صخاب ولا صخاب ولا فحاش عيابي ولا مشاح ولا مشاحن يتغافل عما لا يشتهي ولا يؤيس منه راجيه ولا يخيب فيه قد ترك كنفسه من ثلاث المراء والاكثار وما لا يعنيه. وترك الناس من ثلاث. لا تذم احدا ولا يعيبه ولا يطلب عورته ولا يتكلم الا فيما رجى ثوابه. نعم. لا يزال في حديث علي رضي الله عنه يصف مجالسته النبي صلى الله عليه وسلم لجلسائه. وقد تقدم في اكثر من مجلس سبق احبتي الكرام. اننا عندما نستعرض شيئا من هدي نبينا المصطفى الحبيب عليه الصلاة والسلام. فيما يتعلق بسيرته وهديه في التعامل مع جلسائه. واصحابه وماذا يصنع في مجلسه فينبغي ان ننصب ذلك مرآة يبصر فيها احدنا واقع حاله. وما الذي يتعاطاه هو من التصرفات والاقوال والافعال ثم اجعلوا ميزان ذلك كله هو هدي النبي عليه الصلاة والسلام. كيف تصنع اذا جلست مع رفقتك؟ مع اهل بيتك. مجلسك كيف تتكلم فيه كيف تتعامل مع جلسائك فيه؟ اعمل بما شئت ونعلم ان لكل واحد منا شخصيته وطبيعته وخلقته التي يتعامل بها مع الناس لكن المؤمن المحب له شأن اخر يحرص ان يوطن نفسه في كل الاحوال على ان يكون له من رسول الله صلى الله عليه وسلم اسوة حسنة دعونا نوسع دائرة الاتباع ومفهومه في اذهاننا لنبينا عليه الصلاة والسلام. لا يزال طلبة العلم حريصين في باب الاقتداء والاتباع في جانب التعبد فاذا صلى احدهم او توضأ او حج او صام او طاف او سعى عندهم حرص شديد على ان يوقعوا تلك المناسك والعبادات على خطى النبي صلى الله عليه وسلم. اتباعا له واقتداء به. وهذا ولا شك باب عظيم وشرف جليل لصاحبه لكن مفهوم الاتباع اوسع من هذا. يتجاوزه الى ان يكون لك باب في النظر والحرص على متابعة النبي صلى الله عليه وسلم في كل شيء. لباسك الذي تلبسه. طيبك الذي تتطيب به. كلامك مع ابنائك واهلك. جلستك مع اصحابك ورفقائك اجعل دائرة الاتباع كانك تنصب نبيك صلى الله عليه وسلم امامك في كل لحظة وانت تحرص ان يكون لك من قبس نوره مشكاة تضيء بها في حياته. فتوقع خطاك على خطاه عليه الصلاة والسلام. هذه النظرة واسعة كانت جلية عند السلف حتى يقول سفيان ابن عيينة رحمة الله عليه وهو شيخ مكة وفقيهها يقول ان استطعت الا تحك رأسك الا باثر فافعل حتى حك الرأس وهو بعيد تماما عن ابواب التعبد. وابعد ما يكون عنان يستحضر المرء فيه شيئا من سنة النبي عليه الصلاة والسلام لكنه المعيار الصادق الذي عاش عليه سلفنا الكرام رحمة الله عليهم ان يكون وازع باع لرسول الله عليه الصلاة والسلام. المبني على حب عظيم له عليه الصلاة والسلام ان يكون مبنيا على هذا الاساس العظيم والنظرة الواسعة ان يكون له في كل باب من الابواب. هكذا نتكلم عندما نتدارس سيرته صلى الله عليه وسلم مع جلسائه اجعل سمعك الان بالجمل والعبارات التالية سمع انسان باحث عن موقع لسنة النبي صلى الله عليه وسلم في حياته اجعل سمعك وقراءتك وحرصك واطلاعك الان موقف المسلم المحب الذي يرجو ان يكون له ان يكون له في طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم خطوات في كل باب من ابواب حياته ولو كان جالسا يشرب الشاي ويستأنس مع ضيوفه وزواره جلسائه يقول رضي الله عنه لما سئل عن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في جلسائه فقال كان دائم البشر وهذه واحدة دائم البشر مع اختلاف الاحوال التي تمر به عليه الصلاة والسلام. دائم البشر فلا يرى جليسه الا بشاشة. وليس ان يكون ضحكا وانصرافا عما لا يعنيه. لكن البشاشة تعني الا يرى جليسك منك شيئا من التذمر والانزعاج في شيء يخصك انت ولا يعنيه هو. عندما تحمل في صدرك قلبا عظيما. يتجاوز حدود ذاتك انت. ليكون لك عناية رعاية لجلسائك فهذا مبدأ عظيم لا يقوى عليه الا الكبار. نبيكم صلى الله عليه وسلم يا اخوة بشر وهو مع ذلك نبي معنى انه بشر انه تعترضه من الاحوال والعوارض ما يعرضه كل البشر اذا كانت له نفس بشرية يحزن ويغضب ويفرح ويستاء ويستبشر باختلاف المواقف التي تمر به ومع ذلك كان دائم البشر لجلسائه صلى الله عليه وسلم. وهو مع ذلك نبي ومعنى ذلك انه يحمل في قلبه هما عظيما بحجم كلها اليس هذا الهم وحده بالله عليكم؟ اليس كافيا ان يكون مقلقا له صلى الله عليه وسلم صبح مساء ان يهتم بهذا الامر العظيم والتبليغ الكبير والامانة العظمى فيحمل همها فيرى فيرى معالم ذلك الهم على وجهه لكنه ابدا والله يحمل هما لا يتجاوز حدوده عليه الصلاة والسلام ولا يرضى ولا يرظى ان يشرك الناس من حوله في الهم الذي يحمله قلبه. اي قلب عظيم هذا كان لنبيكم صلى الله عليه وسلم. واي رأفة ورحمة ملأ الله تعالى بها قلبه عليه الصلاة والسلام فأصبح كذلك مع الناس جميعا دائم البشر صلى الله عليه وسلم فاعرفوا حقه عليكم اولا عليه الصلاة والسلام. ثم تخلقوا بهديه ثانيا ليكون ذلك ادعى ان نقوم سلوكنا وتصرفاتنا وان نعيد من جديد يا اخوة انماط شخصياتنا في الحياة. ان نعيد من جديد تقويم انفسنا بانفسنا. واعادة ذواتنا الى طريق دادتي على سنة الحبيب عليه الصلاة والسلام. يقول رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم دائم البشر سهل الخلق لين الجانب سهل الخلق لين الجانب ما كانت ترى عليه ابدا اخلاق المترفعين المتعاظمين مع عظمته عليه الصلاة والسلام مع عظمته وعلو منزلته ما كانت ترى عليه لا في تصرفاته ولا في نبراته ولا في عباراته ما كان تستر عليه تصرفات اصحاب المناصب الكبرى والمتعاظمين زهوا وغرورا وفخرا. لكنه عليه الصلاة والسلام ترك ذلك كله وكان يعيش قريبا من الناس سهل الخلق لكأنك تعرفه منذ ان تراه منذ امد بعيد لين الجانب فكان يتعامل معه الصغير والكبير والرجل والمرأة والغني والفقير الكل على درجة سواء ولهذا قال سهل الخلق لين الجانب عليه الصلاة والسلام في الوقت الذي لا يزال بعضنا احسن ما يكون خلقا واسهل ما يكون تعاملا والين ما يكون جانبا اذا كان مع من يحب او مع من يعرف او مع من تربطه صلة او علاقة او قرابة او مودة واذا غابت هذه الاعتبارات عند بعضنا اذا غابت غاب معها غاب معها سهولة الخلق ولين الجانب والبشاشة. بحجة اننا لا نعرفهم فلما نتبسط اليهم؟ بحجة اننا لا ندري عنهم. فلما التودد اليهم؟ وبعذري اننا لا نعرفهم من قبل فعل فتح العلاقات والانبساط اكثر من اللازم. يرى بعضنا ان من تمام الحشمة والوقار ان تتماسك ومعنى التماسك عندهم ان يظل عندك قدر قدر من الجفاء. وقدر من التمنع وقدر من الاعراض وكل ذلك بعيد عن هديه صلى الله عليه وسلم سهل الخلق لين الجانب. يقول وهو يشرح مثل هذه العبارات والمعاني. ليس بفظ ولا غليظ. ولهذا قال الله له ولو كنت فظا ولو كنت فظا غليظا لانفضوا من حولك. ولم يكن كذلك عليه الصلاة والسلام. فكان مثل هذا الوصف فيه عليه الصلاة والسلام هو سر انجذاب القلوب اليه وهذا مفهوم من قوله صلى الله من قوله سبحانه وتعالى عن نبيه صلى الله عليه وسلم فبما رحمة من الله لنت لهم. اذا اللين في التعامل هو سر جذاب القلوب. هو سر الالفة حول انسان. اي قلب محبوب ستجد هذا الوصف فيه ولا بد لنت لهم ان اللين اللين تجتمع عليه القلوب فكأنما هو مغناطيس يجذب الناس اليه. فبما رحمة من الله لنت لهم. ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك. اذا الفظاظة والغلظة سبب لانفظاظ الناس. لكن الله اراد لنبيه عليه الصلاة السلام هذا المعنى اللين ليحبه الناس فاحبوا نبيكم عليه الصلاة والسلام. واراد له ان يكون كذلك لنقتدي به فاقتدوا به عليه الصلاة والسلام. والله مثل هذا المعنى احوج ما يكون اليه من يحتاج الناس اليهم طلاب العلم والدعاة الى الله وولاة الامر ومن يلي حاجة من حوائج الناس هو احوج ما يكون الى ان يتصف بهذا اللين لانه به تنفتح القلوب عليه. وتجتمع حوله ويستفيدون مما جعل الله على يديه من ولاية او علم او هداية او منفعة فذلك ادعى لعموم النفع به فبما رحمة من الله لنت لهم. يقول ها هنا ليس بفظ ولا غليظ. ان الفظاظة والغلظة ما اجتمعت في انسان الا نفر الناس عنه ولو كان اغنى خلق الله يفيض على الناس بواسع اموالهم ولو كان اعلم الناس يحمل من العلم ما يصدر الناس به عن فتواه الفظاوة والغلظة ابدا لا تجذب قلب انسان اليك. ان الفظ الغليظ اول ما يخسر تدري ماذا يخسر لا اقول يخسر الناس ولا اقول يخسر اهل بيته. لا اقول يخسر زوجته واولاده. الفظ الغليظ اول ما يخسر يخسر الذي خلف صدره لانه حقيقة فقد اعز ما يملك بالفظاوة والغلظة لان الرحمة اذا حلت في قلب ساقته الى الجنة. او ما رأيتم ان اكثر اهل الجنة هم ارأفهم قلوبا والينهم افئدة. وان اولئك المتحجرة قلوبهم هم العتاة الذين لا ليلة تليين قلوبهم الا ان تصهر بالنار والعياذ بالله. ليس بفض ولا غليظ صلى الله عليه واله وسلم. ولا صخاب في الدرس المنصرم ان الصخب رفع الصوت في الخصومة. هو اللجج هو الحدة في الصوت والتكلم مع الناس. كان نبيكم صلى الله عليه وسلم بعيدا عن ذلك ولا صخاب ولا فحاش. فحاش كثير الفحش وكان انزه ما يكون عن ذلك عليه الصلاة سلام وقد قالت ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا. الفحش يكون في الكلام تارة. وفي تصرفات الانسان تارة. فيقع الفحش في القول وفي الفعل. وبعضنا عن قصد او عن غير قصد في شيء من الفحش. الا ترى اذا غضب انسان فقال كلمة لا تليق او عبر بعبارة نابية فان هذا الوقوع فيما لا يليق بالمروءة. نبينا صلى الله عليه وسلم كان معلما يتعلم فيه الناس كيف يكون ذو المروءة اكمل ما يكون خلقا كريما وعفة في اقواله وافعاله. قال رضي الله عنه ولا عياب اي كثير العيب وعلى ماذا يقع العيب؟ اما ان يقع على الناس فينتقص هذا ويقدح ذاك ويعيب هذا بخلقته. والثاني باقواله والثالث بما وقع منه من تصرفات او ان تعاب الاشياء يعاب الطعام ويعاب المكان ويعاب كل شيء من حوله وبعض الناس ربما ادمن شيئا من ذلك فلا تراه الا يتكلم بنقد وانتقاص وعيب شعر او لم يشعر. نبينا صلى الله عليه وسلم منصرف عن ذلك وكان ليس بعياب بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام. قال ولا مشاحن. ان شددت الحاء مشاحن فهو من الشح والله قد قال ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون هم المفلحون. ليس بمشاح ما كان عليه الصلاة والسلام يقع في مشاحة مع احد من الناس. والمشاحة هي الطلب بالحاح ان كان بينك وبين انسان مال او تجارة او علاقة فمشاحتك اياه سؤالك الملح ودخولك في التفاصيل ومعاودتك مرة بعد مرة وان كان في المعاملات فايضا المشاحة تقع على قدر من الاصرار والتكرار والمعاودة لم يكن عليه الصلاة والسلام كذلك. وان خففت الحاء ولا مشاحن عفوا ان ان كانت تدشين دالا ولا مداح وهي كذلك في بعض النسخ ولا مداح لم يكن عليه الصلاة والسلام يمتهن يمتهن مدح الناس بما فيهم او ليس فيهم يمدح قصدا اذا اراد ان يثني على احد مدحه بما فيه واثنى عليه ليحثه على خير يريده له عليه الصلاة والسلام يقول لاشج عبد القيس ان فيك خصلتين يحبهما الله. الحلم والاناة اراد ان يثبت في نفس الرجل مثل هذه الخصال حتى يقوى عليها ويزداد منها. لكنه ابدا ما كان عليه الصلاة والسلام يتزلف به الى انسان. لا الى كبير ولا رئيس ولا عظيم. ولا ليحصل على منصب ولا ليرتقي بها مرتقا تطمئن اليه ابدا عليه الصلاة والسلام. ولا مداح ان مدح واثنى فانما يقصد بذلك عليه الصلاة والسلام وانتبه ان مدحه اثنى لا يقصد بذلك شيئا لنفسه انما يقصده للممدوح. وهذه نظرة تختلف تماما عن منطلقات المادحين اليوم من يمدح انسانا فانه في الغالب يقصد شيئا لنفسه اما منفعة او مصلحة او مال او علاقة او شيء تطمح نفسه اليه. فان مدحه لاجل مصلحة الممدوح فذلك نظرة اخرى بعيدة تماما. وعندما يكون المنطلق وكذلك سترى كيف يكون المدح مقتصدا معتدلا لانه لا حظ فيه لنفسك. انما مدح عليه الصلاة والسلام بعض اصحابه ما فيهم من جميل الخصال وشريف الصفات ليثبتهم على مثل تلك المعاني. فكان عليه الصلاة والسلام يثني عليهم بما فيهم ويمدحهم ويوقرهم ويعرف لهم حقوقهم لاجل ان ينزلوا منازلهم. قال رضي الله عنه يتغافل عما لا يشتهي وينصرف الى الامر العظيم الذي يشغله وينتفع به عليه الصلاة والسلام. يتغافل عما لا يشتهي. فاذا لم يكن من مقصوده شيء تغافل عنه والتغافل الا يهتم به ولا يشير اليه ولا يفهم الناس من حوله ذلك تصريحا ولا تلميحا قال ولا يؤيس منه راجيه ولا يخيب فيه. لا يؤيس او لا يوئس. كلاهما بمعنى واحد. بمعنى ان الذي له حاجة عند رسول الله عليه الصلاة والسلام لن يكون خائبا فيها. ولا ييأس من مساءلة رسول الله صلى الله عليه وسلم اياه السؤال هو كيف وصل الناس من حوله عليه الصلاة والسلام الى هذا الشعور؟ وكيف اجتمعوا جميعا على اختلاف في احوالهم وحوائجهم كيف اجتمعوا جميعا رضي الله عنهم في ان يتفقوا على هذا الشعور تجاهه عليه الصلاة والسلام؟ لا يمكن ان ان ييأس انسان منه عليه الصلاة والسلام ولا يخيب ظنه فيه وقد اتاه راجيا او محتاجا. لن يكون ذلك يا احبة الا بتتابع مستمر متواتر وجد الناس منه صلى الله عليه وسلم ما يريدون من حوائج او على الاقل فقل ما قاموا عنه ولا انصرفوا الا راظية نفوسهم منه صلى الله عليه وسلم. فلما اطمأنت نفوسهم وطابت خواطرهم بما كان يحملهم على قصد مجالسة النبي صلى الله عليه وسلم. وعلى الاتيان اليه وجدوا هذا الشعور انه لا يمكن ان ييأس انسان يرجو رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسألة اتاه قاصدا اياها مالا او صدقة او فتوى او حكما شرعيا او تزويدا لسفر ونحو ذلك. قل ما شئت من الاسباب التي كان النبي صلى الله عليه وسلم ابذلوها لاصحابه اعادة لهم وتطييبا لخواطرهم. لتفهم شيئا واحدا. انه وان كان نبيا عليه الصلاة والسلام. ما كان يرى دوره مقتصر على تبليغ الدين وتعليم الاحكام واقراء القرآن وكل ذلك عظيم. وامر مشغل يستنفذ الهمم والاوقات عليه الصلاة والسلام تجاوز ذلك الى حاجات الناس. فلما يأتيه الفقير يبحث عن صدقة يغنيه بها ويأتي المكروب يبحث عن نجدة يلهفه بها عليه الصلاة والسلام. كان يرى عليه الصلاة والسلام ويعلمنا بذلك ان من انتصب لهداية الناس وتعليم الناس وارشاد الناس يجب ان يستشعر حاجات الناس لانهم بشر وهم لا ينفكون ابدا عن تلك فاعظم ما يكون الداعية اثرا في قلوب المدعوين وذو الهدى اثرا في هداية المهتدين عندما يكون جامعا بينما تحتاجه قلوبهم وما تحتاجه ابدانهم. بين ان يسعى فيما يرشد قلوبهم ويهديهم الى نور الله وصراطه المستقيم وبينما تقوم به حياتهم من ازالة الكرب وتفريج الهموم وقضاء الديون والسعي في قضاء حوائجهم على العموم. كان نبيكم صلى الله عليه سلم قائما بذلك كله. فان اردته ابا للايتام فهو كذلك عليه الصلاة والسلام. وان اردته مساعدا للارامل فهو كذلك عليه الصلاة والسلام. وان رأيته ساعيا في حوائج الفقراء والمساكين والمنقطعين فهو كذلك عليه الصلاة والسلام. واذا اتيت اليه في ابواب اخر فهو يسير الجيوش ويقود المعارك ويجهزها. وهو يسير الخطط ويرسم السياسات وهو فوق ذلك كله وبعد امام معلم نبي هاد دليل صلى الله عليه وآله وسلم حتى تتسع دائرة ماذا يقوم به خلفاء الانبياء والرسل في الامم من بعدهم عليهم وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام. قال رضي الله عنه قد ترك نفسه من ثلاث المراء والاكثار وما لا يعنيه. والثلاثة هذه احبتي الكرام جالبة لمبغضة الخلق اذا وقع لك فيها قدم اجارك الله فان من وقع في المراء او الاكثار او ادخال نفسه فيما لا يعنيه تبغضت اليه قلوب الخلق شيئا فشيئا. لان المراء مشاحنة وهو اكبر تلك العوامل اثارة للنفوز واستفزازا لها المراء عندما يكثر انسان مجادلة الاخرين في كل قضية وعندما يتجاذب باصرار على امضاء رأيه وعلى على فرض مقولته فان ذلك منفر للناس ولذلك قال عليه الصلاة والسلام انا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وان كان محقا. وان كان محقا قد تتنازل عن المراء لا لضعف عندك ولا لفقدان الدليل والحجة الذي تنتصر به لقولك. ولا لان المماري لك هو اعظم منك حجة واقوى برهانا. لكن لانك في ان تحجز لك بيتا في الجنة يقول عليه الصلاة والسلام انا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وان كان محقا. فترك نبينا صلى الله عليه وسلم نفسه من المراء. كان يعلم ويرشد ويتكلم ويهدي باقوم عبارة واقصرها واوجزها بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام. هذا المراء اما الاكثار فهو المعاودة والاستكثار من كل شيء. والاكثار ممل ومعاودة الناس بما يستكثر ما بلغ منه صلى الله عليه وسلم لما اراد ان يفصح عما في قلبه تجاه ذلك المأفون. ماذا قال عليه الصلاة والسلام ما تجاوز ان صعد المنبر فقال من لكعب ابن الاشرف فانه قد اذى الله ورسوله منه الانسان في مجلس او عبارة يقولها او فعلة يفعلها هو ايضا احد عوامل الملل والتنفير. اما الثالثة فهي الدخول فيما لا يعنيه وقد قال عليه الصلاة والسلام مرشدا الى تلك المعاني الكبيرة. ومعلما للناس ان يبتعدوا عن ما لا يعنيهم. يقول عليه الصلاة والسلام ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اذا لم تستح فاصنع ما شئت عندما يغيب وازع الحياء وحجابه عن انسان اقترف كل قبيح. ومن القبائح في عرف الناس قبل ان يكون في الشريعة من قبائح ان يدخل امرؤ بين اثنين او في موضوع او قضية لا تعنيه. فيفرض نفسه طرفا فيها. ويتحدث الذي يفرض وصايته على الناس من حوله. وكل ذلك تأباه النفوس وترفضه لكن متى دعي وطلب وقامت الحاجة الى وجودة فاتى بتقدير وتبجيل واحسان فذلك اتم ما يكون له اعزازا واكراما. يقول ايضا عمر رضي الله عنه وترك الناس من ثلاث تلك ثلاث ترك نفسه منها صلى الله عليه وسلم وهذه ثلاث ترك الناس منها صلى الله عليه وسلم. فانظر كيف كان نبيكم صلى الله عليه وسلم فيما يلاحظه اصحابه وفيما دونه من تصرفاته ومواقفه واخلاقه كانوا يرون انه قد قام بسياسة نفسه وتوطينها وترويضها وحملها على اكمل المحامل واشرفها. يقول رضي الله عنه ترك الناس من ثلاث كان لا يذم احدا ولا يعيبه ولا يطلب عورته كان لا يذم احدا ولا يعيبه. وفي رواية ولا يعيره قال ولا يطلب عورته ولا يتكلم الا فيما رجى ثوابه اذا كان لا يذم احدا ولو كان صاحب مذمة وانتبه لهذه ان كنت لا تذم احدا فليس المقصود ان تثبت لي ان لسانك لا يزال عفيفا ونظيفا من عرض فلان وفلان وانك ما تكلمت فيه ولا ذممته قط ثم يكون السبب وراء ذلك هو طهارة ذلك الشخص ليس الامر كذلك يا احبة انما المقصد عندما يكون الواقف امامك صاحب مذمة ثم ينطلق لسانك نحو ذمه بما هو فيه فتمسك نفسك عن ذلك ترفعا عن ان تقع في شيء لا يليق بذوي المروءة والمكارم وهذه المرتبة العليا ليست هي المرتبة التي يتبجح فيها بعض الخلق. عندما تتطاول السنتهم على الناس من حولهم. فيذم هذا بنقص والثانية بعيب والثالثة بزلة والرابعة والخامسة والعاشر. ثم يزعمون وبئس ما زعموا ان هذا من النصح لدين الله وسبحان الله لن يكون احد في الامة احرص ولا اشفق ولا انصح منه صلى الله عليه وسلم. لكن منذ متى كان ذنب الناس سبيلا الى نصحهم ومنذ متى قام القدح في الخلق طريقا الى الرغبة في استصلاح ما هم عليه؟ ان من اراد ان من اراد اصلاح اعوجاج او تقويم خلل في شخص او فئة او منهج او جماعة فانه ليس السبيل الى ذلك ذمهم ولا انتقاصهم ولا فضائحهم وزلاتهم كل ذلك سيغلق الباب دون عودة من نحب الى صراط الله المستقيم والى الطريق القويم. كان لا يذم احدا عليه الصلاة والسلام ولا يعيبه او لا يعيره. يعني لا يذكر ما فيه من عيب ولا يعيره بما بدر منه لكن النقلة العجيبة هي ان تنظر الى واقع شأنه عليه الصلاة والسلام. الم يكن نبيا؟ الم ينصح؟ الم يرشد؟ فما كان يفعل مع ذي العيب ما كان يفعل عليه الصلاة والسلام مع من يرى منه زلة او خللا او نقصا كان يعالج ما فيه من خلل وكان يقيم ما فيه من نقص وكان يكمل ما فيه من قصور صلى الله عليه وسلم. بعيدا تمام البعد عن ان يشعره بذم او قدح او عين هذا المبدأ العظيم عندما يربي به الاب اولاده ويعاشر به زوجته ويهتدي به الناس من حوله ويتعامل به مع الخلق اجمعين فوالله سيكون مفتاح خير مباركا اينما كان. ان جلس او قام او دخل او خرج فانه سيكون مجمع القلوب من حوله لانهم ما رأوا منه الا خيرا. ولا سمعوا منه الا حسنا. كان نبيكم صلى الله عليه وسلم حتى مع اليهود يا اخوة وهم يهود. الان انظروا الى رأس الافعى كعب بن الاشرف. لعنة الله عليه. وقد تمادت اساءاته المتعددة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. والى المسلمين من اصحابه. بل والى نساء الصحابة فكان بهن ويعرض بهن في قصائده بالقبيح والفحش. وحتى امتدت اساءته للدين والتحريش على القتال واتيان قريش في مكة ودفعها وازها نحو قتال النبي صلى الله عليه وسلم. كل ذلك قد بدر. الان انظر انظر الى الى ذروة يختصر صلى الله عليه وسلم ويطوي تلك الصفحات المملوءة خبثا واذية واساءة وكل ما شئت من عيب ونقص يجتمع في قلب يهودي حاسد لكنه ما يذكر منها جملة عليه الصلاة والسلام. لان الله نزه فمه ولسانه ونزه قلبه قبل ذلك صلى الله عليه وسلم عن ان تكون فيه مساحة لمثل تلك العبارات التي لا تليق. ولو كان صاحبها احق ما يكون بها طوى ذلك كله عليه الصلاة والسلام وانتقل الى المقصود من لكعب ابن الاشرف؟ فانه قد اذى الله ورسوله. اذا كنت تتكلم عن كعب بن الاشرف في قمة ما بلغ من بجاحته ووقاحته واساءته الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فما ظنك بمن هو دونه اذا كان هذا رأس الافعى اليهودية فرأس افعى النفاق عبدالله بن ابي بن سلول هو الاخر هو الاخر كان كذلك. اجتمعت منه الاساءات والسقطات والعبارات المبطن والصريح والظاهر كل ذلك قد اجتمع. رجل تخرج من فيه عبارات كافرة يقول لما اختصم الصحابة المهاجرون والانصار في غزوة بني المصطلق لما تزاحموا على الماء فيقول اوقد فعلوها؟ بعد ان اثرونا في بلادنا واموالنا واهلنا والله ما ماثلونا ومثل هؤلاء الا كما قال الاول سمن كلبك يأكلك يقصد المهاجرين وعلى رأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يقصد ادخلناهم دارنا واشركناهم في اموالنا فيأتوننا ويزاحموننا ليطبق عليهم هذا المثل القبيح الشنيع. سم من كلبك يأكلك ثم يستمر ويتمادى في عباراته الكافرة. والله لئن رجعنا الى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل يقصد بالاعز نفسه وحاشاه ينزل الوحي ويأتي الحكم ويستضح شأن المنافق الخبيث. لكن بالله عليك ابحث لي في السيرة النبوية كلها. عبارة واحدة قالها النبي صلى الله عليه وسلم لعبدالله بن ابي او وصفه بسوء او افصح صلى الله عليه وسلم عن كفره المبطن ونفاقه المعلن الذي نزلت به الايات. والله لن تجد بل كان نترفق به ولما يعرض الصحابة قتله ويستأمرونه صلى الله عليه وسلم يأبى ويقول لا يتحدث الناس ان محمدا يقتل اصحابه بابي وامه عليه الصلاة والسلام. بالله عليكم اي قلب حمله صدر المصطفى صلى الله عليه وسلم اي منهاج ومعلم عظيم ينصب لنا في الامة يا امة محمد صلى الله عليه وسلم يراد منه ان نفصل جوانح قلوبنا عليه عليه الصلاة والسلام. وان نستضيء وتكون لنا في دروبنا مشعلا ونبراسا ومصباحا والله كم نحتاج ان نعالج كثيرا من عتمة القلوب بما نتعلمه من اشراقة قلبه عليه الصلاة والسلام تحتاج والله يا اخوة صراحة ان نعالج كثيرا من ادواء النفوس بما نقرأه في شمائله العطرة واخلاقه الزكية بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام. كم وقعت بعض القلوب في شح؟ وكم وقعت في شيء من الزلل؟ وشيء من اجواء النفوس وامراض القلوب فاظلمت واعتمت وانطفأت ووقعت في كثير من تلك الزوايا المظلمة لما ابتعدت عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم وكلما اراد عبد ان يعود الى اشراقة قلبه فليغمسها فليغمسها في نور سيرته عليه الصلاة والسلام. سيصقل والله وستعود له اشراقته. اذا فتح قلبه قلب محب لنبيه صلى الله عليه وسلم يرجو يرجو ان يتمثل بهديه. وان يتأسى بسيرته. وان يقتدي بصنيعه في الامة عليه الصلاة والسلام اقول لا عبد الله بن ابي ولا كعب بن الاشرف ولا من هو دونهم. فاذا كان هذا صنيعه عليه الصلاة والسلام مع كبار والمنافقين الاعداء المعلنين صراحة له ولدينه ولدعوته ولصحابته صلى الله عليه وسلم. افتظن ان يمكن ان تبدر منه عبارة او لفظة او كلمة على واحد من اتباع دعوته على واحد من اصحابه بل والله حتى الذي زنى قام عليه الحد فسمع من بعض الصحابة عبارة يشير فيها الى منقصة لماعز رضي الله عنه فيقول مه والله لقد رأيت ماعزا يتضحضح في انهار الجنة. يثني عليه وهو صاحب فاحشة. لكنه تطهر رضي الله عنه. كان يعلمنا صلى الله عليه وسلم مبدأا عظيما ان العصاة واصحاب السقطات بل قبل ذلك حتى العداة وحتى الجفاء هم من يجب ان يتعامل معهم الكريم ذو المروءة بطبع كرمه ومروءته لا بطبعهم الخسيس ولا بقدرهم النذل عليه الصلاة والسلام يعلمنا هذا المبدأ الكبير اعود فاقول هي همسة في اذن كل محب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ان يتعفف لسانه وقلمه عن ان تصدر منه او لفظة لاخيه المسلم ايا كان موقعه هب انه هوى به الشيطان في معصية او استذله في مستنقع من الفاحشة او زلت قدمه في تهاوي البدع كل اولئك احرص ما يكون احدهم على ان يسمع من اخيه المسلم المحب الناصح المشفق فيها انصاف وعدل ورفق وشفقة. صلى الله عليه وسلم كان لا يذم احدا. ولا يعيره ولا يطلب عورته لا يتتبع العورات عليه الصلاة والسلام ولا يفتش عما في الناس من زلل. اخبرني الان باي منهج يقتدي به اولئك الذين فرغوا اوقاتهم وساعات من اعمارهم نحو الترصد والبحث والتفتيش في اخطاء الخلق وعيوبهم وزللهم. بدعوى النصح للامة دعوى تحذير الناس مما يمكن ان يشوش عليهم دينهم وعقائدهم. كان نبيكم صلى الله عليه وسلم لا يطلب عورة احد بل يحذر من ذلك اشد التحذير ان من طلب عورة امرئ مسلم من تطلب عور امرئ مسلم يعني بحث وفتش وصار يسأل وينقب ويتتبع المكالمات ويبحث في السجلات ويفتش في كتابات الرجل ماذا كتب في الصفحات وماذا دون؟ وماذا قال في العبارات؟ وماذا سجل في الاشرطة؟ اذا كان منهجا يقوم عليه احد من ابتلي بمثل هذا البلاء فيزعم انه من النصح لدين الله ولرسول الله صلى الله عليه وسلم ولكتابه يراجع فليراجع سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم لانه حذر الامة ان من طلب عورة امرئ مسلم عورة امرئ مسلم اوشك الله ان يفضحه ولو في جوف بيته هذا باب عظيم موصد والله دون اعراض المسلمين. يا اخوة اعراض المسلمين سمعتهم عوراتهم باب من ابواب جهنم من فتحه فقد مهد لنفسه السبيل. اما وقف عليه الصلاة والسلام في الحج في يوم عرفة وكررها في يوم منى وهو يقول للناس يوم العيد وايام التشريق اي يوم هذا؟ اي بلد هذا؟ اي شهر هذا؟ والصحابة في هذا السؤال العجيب؟ ما توقعوا ان يقصد الاجابة البديهية فبعدت افهامهم قالوا حتى ظننا انه سيسميه بغير اسمه. اليس اليست هذه مكة؟ اليس يوم النحر اليس شهر ذي الحجة الحرام؟ فكلما قالوا نعم. يقول عليه الصلاة والسلام فان دمائكم واعراضكم واموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهر كم هذا؟ في بلدكم هذا فالمنتهك عرض مسلم وسمعته فانه ينتهك حرمات متركبة بعضه فوق بعض كحرمة الشهر الحرام واليوم الحرام والبلد الحرام فما ظنكم بمثل هذا الصنيع الذي اوصد صلى الله عليه وسلم دونه الابواب. كان عليه الصلاة والسلام لا يطلب عورة احد. ولا يتكلم الا فيما رجا ثوابه. ما يتكلم عليه الصلاة والسلام الا فيما يظن ويرجو ثوابا حاصلا من الله بكلامه وهذا ميزان نفتقده اليوم في كثير من عبارات الالسنة انظر الى ما تتحدث به وما تتكلم به وما يمكن ان تعبر به على لسانك مع اي انسان مع اهل بيتك وزوجتك واطفالك مع اصحابك لقائك مع الناس من حولك عندما نتكلم ولا نلقي لعباراتنا وجملنا لا نلقي لها حسابا تهوي بنا بعيدا وقد جاء التحذير عن زلات الالسنة وما يمكن ان تفعل بصاحبها في نصوص شرعية كثيرة لعل من اوجزها قوله صلى الله عليه وسلم لمعاذ لما قال له اخبرني بملاك ذلك كله. وقد تكلم له قبل عن الصلاة والجهاد قال اخبرني بملاك ذلك كله. ما الذي يملك عليه امر الدين باجمعه فاخذ بلسانه صلى الله عليه وسلم وقال له كف عليك هذا اذا هو ملاك الامر وجماعه والله رب امرئ قليل الصلاة قليل الصيام لا حظ له في كثير من ابواب العلم ولا العبادة لكنه ممسك لسانه فهو على خير كثير ورجاء عظيم وبالعكس فرب اناس كثرت عباداتهم وامتدت صفحات اعمالهم بصالح القول والعمل. لكنهم ابتلوا باطلاق الالسنة وبعدم حساب ما تلفظ به واعتبار ما تتكلم به فكانوا اخسر الناس حظا يوم يلقون الله. يأتي يوم القيامة وقد شتم هذا فظرب هذا واكل مال هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته. كان صلى الله عليه وسلم لا يتكلم الا فيما رجا ثواب يعلمنا هذا المبدأ قولا وفعلا. يحذرنا من فلتات الالسنة ويعلمنا كيف يكون احدنا في حديثه كذلك. عاش السلف رحمة الله عليهم هذا المعنى العظيم فتسمع في سيرهم وتقرأ في اخبارهم ان احدهم ربما جلس صاحبه معه الجلسات الطوال فلا يكاد يسمع منه كلمة جلس بعضهم مع الصحابة فارتحل معه في سفر فقالوا ارتحلنا معه فلا نكاد نسمع منه حديثا كانوا يمسكون السنتهم ومن لطيف ذلك ان الربيع ابن خسيم رحمة الله عليه احد كبار التابعين وكان صاحبا مقربا لعبد الله ابن مسعود رضي الله عنه حتى قال عبدالله بن مسعود ذات يوم والله لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبك يخبره بصدق عما رآه فيه من مواصفات وخصام. واخبره انه جدير بحب رسول الله صلى الله عليه وسلم لو رآه جاءته ابنته ذات مرة وكانت طفلة تقول له يا ابتي العب تستأذنه ان تلعب فيعرظ عنها ويصمد فما زالت تقف امامه تستأذن من ابيها على ما رباها من ادب في احترام الوالد والتعامل جاءت تستأذنه تلعب وهي طفلة قالت يا ابتي اذهب والعب فصمت رضي الله عنه ورحمه فما اراد ان يجيبها فلما الحه قال يا بني اذهبي وقولي خيرا وهي طفلة اراد رحمة الله عليه الا يقول لها العبي فيكون امرا لطفلة لم يكتب عليها القلم ولم تبلغ ان يكون عامرا لا باللعب. والله ما كان القوم الا محاسبين لعباراتهم. ما لا يلفظون به وماذا يتكلمون؟ فبالتالي لما تنزهت السنتهم عبقت سيرتهم في تاريخ الامة وصارت فائحة بعبير المسك والذكر الحسن تذكرهم الامة جيلا بعد جيل ثم يذكر الان فيما يتعلق بوصف اصحابه في مجلسه. الجمل السابقة كانت تتحدث عن عن تعاملاته وهديه هو صلى الله عليه وسلم في التعامل مع جلسائه. اسمع الان الى ماذا يفعل جلساؤه في مجلسه صلى الله عليه وسلم. نعم واذا تكلم اطرق جلسائه كأنما على رؤوسهم الطير. فاذا اصدقوك عنده الحديث. وقد حديثهم عنده حديث اولهم. يضحك مما يضحكون منه. ويتعجب مما يتعجب منه ويصبر للغريب على الجفوة في منطقه ومسألته. حتى حتى ان كان اصحابه يستجلبونهم ويقول اذا رأيتم طالب حاجة يطلبها فارشدوه ولا قبل الثناء الا من مكاف. ولا يقطع على احد حديثه حتى يجوز. حتى يجوز. ولا يقطع على احد حديثه حتى يجوز ويقطعه بنهي او قيام يقول رضي الله عنه اذا تكلم اطرق جلساؤه الان دعك من الاوصاف الاتية عما قريب وهو يصف يصف جمال اخلاق الصحابة في مجلسه وقبل ان تقرأ التفاصيل تأمل معي هذه الاوصاف العجيبة الجميلة في جلسائه صلى الله عليه وسلم اذا حضروا مجلسه لتعلم الان وتوافقني ان صاحب المجلس ان صاحب المجلس يضفي من اخلاقه وخصاله على جلساء المجلس لما كان صاحب المجلس هو نبينا صلى الله عليه وسلم فقد اكتسى اصحابه من جميل اخلاقه المعنى العظيم. اسمع الى ما وصفوا به في جلسته صلى الله عليه وسلم يقول اذا تكلم اطرق جلسائه كأنما على رؤوسهم الطير. هذا مثل يضرب عند العرب يقال فلان كأن على رأسه الطير بمعنى انه ساكن هادئ لا يكاد يتحرك ووجه المثل ها هنا ان الطير لا يقف الا على شيء ساكن ثابت لان ادنى حركة تجعل الطير يطير فاذا وصف انسان ثقيلا كأن على رأسه الطير يعني هو في سكونه وهدوءه كأنه خشبة كأنه جدار لا يتحرك يقول اذا تكلم عليه الصلاة والسلام اطرق جلسائه اي سكتوا بتأدب واحترام كانما على رؤوسهم الطير اي ادب جميل هذا؟ ماذا لو ماذا لو كنت حاضرا ذلك المجلس الشريف في جلسة من الجلسات لتنقل لنا هذا الوصف. فقيل لك ما الذي رأيته من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم وهم يجلسون معه وهم يتحلقون حوله وهو يقرئهم الاية اذا نزلت وهو يرشدهم وهو يعلمهم. كانوا رضي الله عنهم اكمل ما يكون ادبا. الان هل تمنعهم وسكوتهم واحترامهم هو احترام الخائف هيبة وخوفا وفجلا من رئيس نبي وكبير وقائد وعظيم هل هو يعني خشية ان يتجاوز احدهم الادب فيجد من العبارة القاسية او الطرد من المجلس او التعنيفة في العبارة ابدا والله وقد مر بكم قبل قليل كيف كان اقرب الناس اليهم صلى الله عليه وسلم؟ ان القرب الشديد والتلطف ولين الجانب ما حملهم الا على مزيد من توقيره صلى الله عليه وسلم. هم يمتثلون قول الله وتعزروه وتوقروه. فكانوا يعزرون رسول صلى الله عليه وسلم ان يحترمونه ويبجلونه ويقدرونه يوقرونه ويحترمونه عليه الصلاة والسلام. فكانت مجالسهم على كامل الادب ولذلك ايضا جاء الوصف تماما في احداث صلح الحديبية. لما قدم لما قدم عروة ابن مسعود الثقفي في احدى الوفود التي تكررت في صلح الحديبية فنقل الى قريش ما الذي رآه في مجلس النبي عليه الصلاة والسلام حتى قال والله يا قوم لقد قدمت على الملوك والعظماء كما رأيت احدا يعظم احدا كما يعظم اصحاب محمد محمدا صلى الله عليه وسلم والله ان تكلم بكلمة الا ابتدروها وان تنخم بنخامة الا تسابقوا بها يبلغ بها احدهم وجهه وكفه ثم يصف شيئا عجيبا من احترام وادب جم كان مبدأا عظيما في مجالسه عليه الصلاة والسلام ها هنا شيئان عظيمان يا احبة جلالة قدر نبيكم صلى الله عليه وسلم وما اوتي من الهيبة والوقار والجمال والجلال والامر الاخر ما الادب العظيم الذي كان يتحلى به ساداتنا من الصحابة الكرام رضي الله عنهم اجمعين. كيف كانوا يلقنون الامة في ان يكون احدنا في موقفه من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحديثه اذا قرأ او او تلي ان يكون اعظم ادبا واحتراما وتوقيرا. اذا سمعت حديث النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس فكانك جالس تستمع من فمه الشريف صلى الله عليه وسلم. فكن على هيئة من الادب والوقار والاحترام كما كان يفعل الصحابة رضي الله عنهم جلوسهم في مجلسه من الادب والاحترام والتوقير. بل لقد نص سادتنا من السلف ان قوله تعالى ان الذين يغظون اصواتهم عند رسول الله اولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة واجر عظيم انه يتناول الصحابة الذين عاشوا معه وادركوا صحبته رضي الله عنهم ويتناول المؤمنين الى يوم القيامة كلما كلما قرأ حديث رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول فاذا سكت تكلموا. اذا ما يتكلمون الا في في ساعات سكوته عليه الصلاة والسلام. ثم التكلم هذا يدور قم بادب فاستمع اليه. لا لا يتنازعون عنده الحديث يعني لا يحاول احدا ان يسبق اخاه في المبادرة بزمام الكلام ولا يسبق احدهم الجملة من فم اخيه ليكون هو المبادر. لا يتنازعون عنده الحديث. ومن تكلم عنده انصتوا له حتى يفرغ والله هي الاداب التي يوصى بها اليوم في مجالس الناس ومحادثاتهم والتي تعتبر من كرائم الاخلاق والتي ينادى بها في في كثير من مجالس المروءة ان يتجمل الناس بها. لقد كان صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم. ورضي الله عنهم اجمعين اسبق الناس في التجمل بهذه الاداب وتعليمها للامة بما نقل عنهم لا يتنازعون عنده الحديث ومن تكلم عنده انصتوا له حتى يفرغ ارأيت الى هذا الادب؟ فالمتكلم واحد والبقية يستمعون فاذا فرغ تكلم الثاني دون منازعة لكنه الادب الذي يفرض نفسه في مثل هذه المجالس ونحن نحتاج في تلك المجالس التي تختلط فيها الاصوات. حتى لا تكاد تفهم ما الذي يقال ويقال في مجلس العقلاء يتحدث واحد ويستمع الباقون وفي مجالس المجانين يتحدث الكل ولا يستمع احد فكثير من المجالس تفتقد الى منطق العقل. لا تكاد تفهم العبارة. لان ما يتكلم احد الا ودخل الثاني. فاذا اراد الثالث ان يسبقهم جعل صوته ارفع من صوتهما. فاذا اراد الرابع ان يسابق واختلطت الاصوات لكأنك في جلبة لا تدري ما الذي يقال. في مجالس احيانا تدار على من العلم لتحقيقها او بحثها او مناقشتها لكن مجالس نبيكم صلى الله عليه وسلم وما كان عليه الصحابة الكرام كانت على نحو اكثر ادبا وهيبة واحتراما يقول حديثهم عنده حديث اولهم. يعني من بدأ؟ فالحديث له؟ فاذا انتهى الدور الى غيره صار اليه. يضحك مما يضحكون منه اكبر اكبر اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان لا اله اشهد ان محمدا رسول الله حي عليه الله اكبر لا اله الا الله قال رضي الله عنه يضحك مما يضحكون منه ويتعجب مما يتعجبون منه فهو يشارك صلى الله عليه وسلم جلساءه في جلستهم وماذا يضحكون منه؟ وماذا يتعجبون؟ فكان واحدا من المجلس صلى الله عليه وسلم ويصبر للغريب على الجفوة في منطقه ومسألته لان الغريب تحمله الغربة احيانا وعدم ادراكه لما يجب ان يكون عليه من الادب والوقار يحمله ربما على شيء من تجاوز الحد في الادب المعهود من الصحابة له صلى الله عليه وسلم لكنه كان يصبر للغريب على جفوته فيتحمل منه الجفوت ويتجاوز ربما عن بعض العبارات او المواقف رجاء ان يكون في صبر وتحمله ورأفته عليه الصلاة والسلام شيء اعظم. وقد مضى شواهد لذلك في مجالس سبقت يقول حتى ان كان اصحابه لا يستجلبونهم اي يستجلبون القادمين من بعد ويريد بذلك ان الصحابة بلغت بهم الهيبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم على ان يمتنعوا عن السؤال او تقللوا منه اعظاما له وتقديرا واحتراما وهيبة له. فكانوا يفرحون بالقادم اذا قدم. وبالغريب اذا وفد لانه يقدم ومعه اسئلة فيستفيدون من سماع السؤال وما يجيب به صلى الله عليه وسلم وما يتعلمونه من احكام فيما لا تقوى نفوسهم على المبادرة بالسؤال به لم يكونوا لم يكونوا يسكتون عن مسألة يحتاج احدهم ان يتعلمها. لكنك تعرف انه من حبهم لرسول الله عليه الصلاة والسلام. فانهم يحبون ان يجلسوا معه الساعات كلها والاوقات على طولها على طولها. لكنهم ما يجدون من الادب والوقار والهيبة ما يجدون قدرة على الجرأة مبادرة بالسؤال او الحديث فيفرحون بالقادم اذا قدم لانه يبادر بالسؤال ويتحدث وربما استفصل فيستمتعون بحديثه صلى الله عليه وسلم اولا. ويستفيدون مما يذكر في العلم والمجلس من ادب واحكام ثانيا فكان ذلك سبب فرحتهم بالغريب اذا قدم. يقول حتى ان كانوا ليستجلبونهم ربما اوعزوا الى احد ان يقدم الى الله عليه الصلاة والسلام فيسأل في الطف تلك المواقف واجملها حديث انس رضي الله عنه. يقول لما قدم رجل فقال يا رسول الله متى الساعة فقال ما اعددت لها فقال ما اعددت لها من كثير صلاة ولا صيام ولكني احب الله ورسوله فقال له النبي صلى الله عليه وسلم المرء مع من احب في رواية قال له انت مع من احببت قال انس فما فرحنا بعد الاسلام فرحا بمثل هذا الحديث لم؟ لانه يدلك على انه قد لا يكون لك كثير عمل لكن يبلغ بك الحب الصادق ان تبلغ به منزلة من احببت. الرجل قال ليس لي كثير عمل ولا صيام ولا صلاة ولكني احب الله ورسوله. قال انس رضي الله عنه وهو يروي لنا الحديث ويعلمنا درسا كبيرا قال انس فوالله اني احب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحب ابا بكر وعمر وارجو ان اكون معهم ونحن اليوم والله نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحب ابا بكر بل يحب عمر ونرجو ان نبلغ بحبنا ما لا تبلغه اعمالنا ونرجو ان نبلغ بصادق السير على منهجهم ما لا تبلغه حسناتنا اللهم قد جعلتنا في امة محمد صلى الله عليه وسلم من غير ان نسألك فلا تحرمنا صحبته وشفاعته يوم القيامة ونحن نسألك اللهم اكرمنا بصحبته والحشر في زمرته واتباع سنته اللهم احينا مسلمين وتوفنا مسلمين والحقنا بالصالحين. اللهم اجعل لنا ولامة الاسلام جميعا من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية اللهم ارحم موتانا واشفي مرضانا وهدي ضال لنا وثبتنا على الصراط المستقيم اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. ونعوذ بك اللهم من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك. اللهم فرج كرب المكروبين. ونفس هم المهمومين. اللهم مكن لدينك وعبادة المؤمنين فوق كل ارض وتحت كل سماء. اللهم احفظنا والمسلمين جميعا بحفظك. واكفنا يا رب شر الاشرار. وكيد الفجار وشر طوارق الليل والنهار. اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. وصلي اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد واله وصحبه