قال رحمه الله ودليل الرجاء قوله تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا ودليل التوكل قوله تعالى وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين وقال ومن يتوكل على الله فهو حسبه اما الخصلة التي بعدها فهي الرجاء. وحقيقة الرجاء انه ظن وانفعال يقول في القلب يقتضي حصول ما فيه مسرة. ظن يقوم في القلب يقتضي حصول ما فيه مسرة والرجاء يعني ربما من اقرب الكلمات التي نتداولها الامل الرجاء هو الامل يعني ان يأمل الانسان حصول شيء محبوب. هذا الرجاء ايضا عبادة. والدليل على كون الرجاء عبادة. قول الله عز وجل فمن كان يرجو لقائه ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا. ارأيتم كيف ان الرجاء عبادة فمن كان يرجو لقائه ربه فليعمل. اذا ليس بالاماني لا بد من عمل. فليعمل عملا صالحا. والعمل الصالح ما جمع وصفين. الاخلاص رسول الله والمتابعة لرسول الله. ثم قال ولا يشرك بعبادة ربه احد. فدل ذلك على ان رجاء غير فيما لا يقدر عليه الا الله شرك وبهذا نستطيع ان نقول ان الرجاء ايضا نوعان رجاء عبادة ورجاء مباح. فرجاء العبادة لا يجوز صرفه لغير الله رجاء السر وهو ان يتعلق القلب في سويدائه بالمرجو في حصول منفعة او دفع مضرة. ان علق القلب بالمرجو في حصول منفعة او دفع مضرة. فان كان ذلك الامر لا يقدر عليه الا الله فلا يجوز صرفه لغير الله. اما ان كان ذلك الامر مما يقدر عليه الغير فلا حرج فيه ولا بأس بان يطلب من الغير. فاذا قلت لصاحبك ارجوك اعطني الكتاب. هذا ليس رجاء شركيا اذا قلت ارجوك اصنع لي كذا وكذا وهو مما يقدر على صنع ذلك الامر فهذا ليس رجاء شركيا. ومع ذلك ايها الاخوان اهل التحقيق واهل التوحيد البالغ يفحصون رجاءهم. حتى اذا طلبوا من غير الله عز وجل امرا ليتحقق على ايديهم لم يفارقهم الشعور بان مسبب الاسباب هو الله عز وجل. فاذا ذهب مثلا الى طبيب يعلم انه استشاري مشهور لا يجد قلبه معلقا بشخص هذا الطبيب وانما يقوم في قلبه ان هذا الذي امامه سبب ساقه الله تعالى اليه. وربما اجرى الشفاء على يديه. فقلبه في الحقيقة يستقبل قبلة ربه ولكنه لا يبطل الاسباب. يعلم ان الله سبحانه وتعالى هو مسبب الاسباب. لا يلغي السبب لكنه لا يغفل عن المسبح لابن القيم رحمه الله كلام جميل اتلوه عليكم في الرجاء يقول رحمه رحمه الله الرجاء حاد يحدو القلوب الى بلاد المحبوب. وهو الله والدار الاخرة. ويطيب لها السير. وقيل هو الاستبشار بجود وفضل الرب تبارك وتعالى. والارتياح لمطالعة كرمه سبحانه. وقيل هو الثقة بجود الرب سبحانه وتعالى. وقد قيل شعرا لولا التعلق لولا التعلق بالرجاء تقطعت المحب تحسرا وتمزقا. لولا الرجا يحلو المطي لما سرت بحمولها لديارهم ترجو اللقاء وهناك ايها الكرام فرق بين الرجاء وبين الاماني الاماني بضاعة البطال. ليس بامانيكم ولا اماني اهل الكتاب. من يعمل سوءا يجزى به. فرق بين الرجاء والاماني الرجاء مقرون بعمل. فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل. اما الاماني فانها تشوق وتطلعات غير مقرونة بعمل. فلا يلبث ان يرى ان بساط العمر قد طوي ولم يخرج بطاء. فاياك ان تقع في هذا المزلق مزلق الاماني. فانه آآ لا يوصلك الى مقصودك اذا كما ترون ذكر الشيخ رحمه الله عبادتين متقابلتين. وهو الخوف والرجاء. وهذا من بديع دين الله ان الله سبحانه وتعالى يضبط النفس الانسانية في معادلة دقيقة. بحيث ان هذا القلب يجري في هذا المضمار بين قطبي الخوف والرجاء فالعبد يخاف من الله عز وجل خوفا يحجزه عن معاصيه. يتعلق تعلقا يحفزه على طاعته. ويصبح القلب بين هذين متوازنا. فاذا اقبلت نفسه على الدنيا واستشرفت لمباهجها وفتنها جاء الخوف فضربه بصوت لاذع وقال الجادة. الزم الطريق. واذا ادلهمت الخطوط وضاقت به السبل ووقع في المضاعق. جاء نسيم الرجاء تنفس عن وعلقه بربه وبفرجه فتنفس الصعداء وتفتحت له الافاق. كل هذا من بركة هاتين العبادتين الجليلتين. ولهذا صور الخوف والرجاء كجناحي الطائر. قالوا ان الخوف والرجاء كجناحي الطائر. لو كان احد الجناحين اكبر من الاخر ماذا يكون في طيران الطائر؟ يجنح فينبغي ان يكون الحال الغالب على الانسان تساوي الخوف والرجاء كما قال ربنا عز وجل اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه ان عذاب ربك كان محظورا. فاضبط نفسك بين الخوف والرجاء هناك ثالثة في الحقيقة هذا موضعها ومحلها عبادة ثالثة سبحان الله لم يذكرها الشيخ ولعل هذا فؤاد فوات حرص من العبادات الجليلة وهي من اشرف العبادات القلبية الا وهي المحبة. ولعل هذا الفوات حرص لان العبادات امهات العبادات المحبة والخوف والرجاء. واصلوا هذه الانواع الثلاثة واشرفها ماذا المحبة المحبة اعظم من الخوف والرجاء لان الخوف ينقطع ببلوغ الجنة. يا عبادي لا خوف عليكم اليوم ولا انتم تحزنون. وكذلك الرجاء. اما المحبة فهل تنقطع؟ لا. محبة المؤمن لربه باقية في الدنيا وتتضاعف في الاخرة. والمحبة لا شك انها من اجل العبادات ودليلها قول الله عز وجل ومن الناس من يتخذ من دون الله يحبونهم كحب الله والذين امنوا اشد حبا لله. فمحبة الله عز وجل اشرف انواع العبادة وقد جاء في الحديث احبوا الله من كل قلوبكم احبوا الله من كل قلوبكم. وكما قلنا في الخوف والرجاء المحبة انواع فهناك محبة طبيعية غريزية مباحة كمحبة الطعام والشراب والولد والوالد والزوجة والزوجة وغير ذلك هذه محبة طبيعية لا يلام عليها صاحبها. وهناك محبة محرمة وهي ان تحمله المحبة والتعلق بالشيء الى الوقوع في فيما حرم الله. فلو احب مثلا شرب الخمر اكرمكم الله هو المكان فهذه محبة مذمومة لانها اوقعته في معصية الله. واما المحبة محبة العبادة محبة السر فهذه لا يجوز ان لغير الله. فمن احب غير الله المحبة التي لا تنبغي الا لله فقد وقع في الشرك الاعظم ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله. والذين امنوا اشد حبا لله. ومن رزق هذه العبادة وتنعم قلبه بذوق المحبة تصاغرت في عينيه جميعا المحاب وجميع فصارت جميع المحاب الاخرى تندرج تنداح تحت محبة الله عز وجل. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان. ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما. وان يحب الرجل لا يحبه الا لله وان يكره ان يعود في الكفر بعد اذ انقذه الله منه كما يكره ان يقذف في النار. وبهذه آآ وبهذا هذا تكتمل الحلق الثلاث. المحبة والخوف والرجاء انت حري بالمؤمن العاقل اللذيذ ان يعتني بتحصيل هذه الامهات. امهات العبادات الثلاث المحبة والخوف والرجاء. وقد وبعض العلماء هذه الثلاث بالسورة التالية. قال ما مثل ذلك الا كمثل مركبة. الا كمثل يستقلها الانسان. هذه المركبة هي المحبة. والقائد الذي يقودها هو الرجاء الذي يحجزها عن الحيدة يمنة ويسرة ما هو؟ الخوف. هكذا نسير الى الله، عز وجل، هكذا يسير الى الله عز وجل. محبة تحملهم الى خالقهم وبارئهم ومعبودهم. يقود هذه المحبة الى الامام الرجاء والتعلق بالله عز وجل يحجزهم عن الحيدة يمنة ويسرة الخوف. فما اعظم هذه الثلاث الحب والخوف والرجاء ثم ان المصنف رحمه الله انتقل الى عبادة ثالثة وهي التوكل. فقال ودليل التوكل قوله تعالى وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين. وقال ومن يتوكل على الله فهو حسبه. ما التوكل حقيقة التوكل اعتماد القلب على الله عز وجل اعتماد القلب على الله عز وجل في حصول المطلوب ودفع المرهوب ما فعل الاسباب الموصلة الى ذلك. هذه حقيقة التوكل الشرعي. اعتماد القلب على الله. اذا قلب يركن الى ركن شديد وهو الله عز وجل. ما هو في الكلام فقط وهذا يتضح لكم في المواقف. يتبين من المتوكل على الله والله حقا ممن يتوكل بلسان. اذا اجتهمت الخطوب وضاقت السبل وغلقت الابواب. حينئذ يهرب القلب يفزع يمنة ويسرة. فمن كان فزعه الى الله عز وجل معتقدا بانه لا يأتي بالحسنات الا الله ولا يدفع السيئات الا الله عز وجل ولم يمنعه شعوره ذلك من اتخاذ الاسباب التي نصبها الله اسبابا فهذا المتوكل حقا. واما فمن اتكأ على اريكته وقال انا متوكل ولم يفعل سببا. فهذا متواكل وليس متوكل. فلابد في التوكل من فعل الاسباب طيب استدل الشيخ رحمه الله على اثبات هذه العبادة عبادة التوكل بقول الله تعالى وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين. هكذا جاء فيما خاطب به موسى عليه السلام بني اسرائيل حينما قالوا اوذينا من قبل ان تأتينا من بعد ما جئتنا فوعظهم وكان في موعظته وعلى الله تتوكلوا ان كنت مؤمن او في موضع اخر في سورة يونس فدل ذلك على ان التوكل شرط في الايمان وكذلك قول الله تعالى على سبيل الاطلاق. ومن يتوكل على الله فهو حسبه. ما معنى حسبه؟ يعني كافيه لاحظوا من فعل الشرط يتوكل فعل الشر. جواب الشرط وجزاؤه جملة فهو يا الله يعني لو يا اخوان تكفل لبعض الناس بانكم من البنوك بضمان بنكي؟ قال خلاص انا الان مطمئن. فكيف وهذا ضمان من رب العالمين؟ اين نحن؟ اين يقول الله تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه. وتأملوا ان هذه الاية جاءت عند ذكر الرزق. فقال الله سبحانه وتعالى ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب. ومن يتوكل على الله فهو حسبه. ان الله الله بالغ امره قد جعل الله لكل شيء قدرا. ارأيتم ما احوجنا الى الايمان! ما احوجنا الى استحياء هذه المعاني في قلوبنا! لماذا لا نقلق؟ لماذا نأرق؟ لماذا يلحقنا الهم والغم؟ بسبب ذهاب النفس حسرات في الاسباب الدنيوية. لكن لو كان العبد مملوء القلب مغمورا بهذه المعاني لاستقر قلبه وسكن باله وهدأ بالبالغ ولم يكن عنده ما يدعوه الى القلق القلق ومن يتوكل على الله فهو حسبه. من التوكل ايها الاخوة ما يكون توكلا يتوقف عليه امر التوحيد والشرك. وهو توكل العبادة. فهذا لا يجوز صرفه لغير الله. فلا يجوز للعبد ان يتوكل على غير الله فيما لا يقدر عليه الا الله. فلو قال عبد لشخص توكلت عليك في شفائي او توكلت عليك في رزقي فقد وقع في الشرك الاعظم الذي لا يغفره الله عز وجل. واما التوكل المباح فهو ما يعرف عند الفقهاء بالوكالة. الوكالة الشرعية. بان يذهب الانسان الى كتابة العدل ويقول وكلت فلان ببيع بيتي او في شراء كذا او كذا فهذا لا حرج فيه وقد وكل النبي صلى الله عليه وسلم عددا من اصحابه في بعض الامور. ولم يزل الناس هكذا الناس للناس من بدو وحاضرة بعض لبعض وان لم يشعروا خدموا. فالناس في بعضهم مصالح بعض بالوكالة. فهذه وكالة لا حرج فيها. ونقول ايضا انه ينبغي لمن وكل غيره بوكالة ان يستصحب في قلبه ان الله سبحانه وتعالى هو الذي يبلغه مقصوده. وانه ليس الوكيل الفلاني هو الحاذق البارع الذي يمكن ان يتم عليه المطلوب. بل يرى ان هذا سببا نصبه الله تعالى يمكنه من بلوغ مراده هذه ايها الاخوة الكرام اربعة انواع من انواع العبادة وللحديث تتمة ان شاء الله وهي بل هي خمسة. الدعاء ها والخوف والرجاء والتوكل واضفنا اليها المحبة فلتكن منكم على بال ان شاء الله ان الله عزيز