عمرو القعقاع قال انا اخبرت سهيل ان عمرو بن دينار حدثني عن القعقاع ابن حكيم عن ابي صالح تراجعت ان يخبرني هو عن ابيه من غير واسطتين وانما بواسطة واحدة فيسقط عني رجل من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اما بعد موعدنا اليوم ان شاء الله تعالى مع حديث من احاديث المسند الصحيح دجاج وهو حديث تميم الداري رفعه الى النبي صلى الله عليه وسلم قال الدين النصيحة وتميم صحابي جليل روى عنه كثير من التابعين وثلاثة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ابو هريرة وانس وعبدالله ابن تنتسب اليه وتميم ما عقب له ولم يكن له الا ابنه كان يكنى بها وكنيته ابو رقية رضي الله تعالى عنه ولا ذكر له وذكر غير واحد ان النبي صلى الله عليه وسلم اقطعه الخليل وان الخليل لتميم وذريته ولم يثبت ذلك باسناد صحيح وجميع ما ورد في ذلك السنيدها اما مرسلة واما معضلة وهذا ما توصل اليه الحافظ ابن حجر في جزء حديثي مسرد لما سئل عن وقف تميم وهذا ايضا ما صرح به وفصل في فقهه تفصيلا حسنا الامام المقريزي في كتابه المطبوع ضوء الساري في اخبار تميم الداري وتميم سكن مصر فترة ورحل بعد مقتل عثمان الى الشام وتوفي وهو في الشام وحديثه الذي معنا من افراد الامام مسلم ابن الحجاج فلم يخرجه الامام البخاري بل لم يخرج البخاري في صحيحه شيئا لتميم من لم يخرج مسلم لتميم الداري في المسند الصحيح ان هذا الحديث وحاذ البخاري عن اخراج حديث تميم هذا في صحيحه للاختلاف الواقع في اسناده اخرج مسلم هذا الحديث من طريق سهيل بن ابي صالح عن عطاء ابن يزيد عن تميم واخرجه احمد والترمذي وغيرهما من طريق سهيل بن ابي صالح عن ابيه عن ابي هريرة مرفوعا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبسبب هذا الاختلاف في سند هذا الحديث هذا عنه البخاري ولم يخرجه في الصحيح ومع هذا هذا الحديث صحيح بلا شك وبلا ريب فان تميما لم ينفرد به فقد اخرجه الدارمي باسناد حسن من حديث ابن عمر وهو عنه عند الطبراني في مكارم الاخلاق والبزار وبالشيخ في التوبيخ والتنبيه وكذلك ورد من حديث ابن عباس واخرجه احمد في المسند والطبراني في الكبير وبيان في المسند وبالشيخ في التوبيخ والتنبيه من حديث ابن عباس وايضا اخرجه الترمذي واحمد والنسائي وبالشيخ ومحمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة من حديث ابي هريرة واخرجه الطبراني في الاوسط والبخاري في التاريخ الكبير من حديث ثوبان فتعدد هذه المخارج تؤكد صحة الحديث مما جعل بعض العلماء يقررون ان احاديث النصيحة للمسلمين ولائمتهم من الاحاديث المتواترة النصيحة للمسلمين وعامتهم وخاصتهم الاحاديث الواردة فيها احاديث متواترة لا شك في صحتها والتواتر معنوي لا لفظي قال الكتابي في كتابه المتناثر رحمه الله احاديث النصيحة للائمة وغيرهم من المسلمين متواترة وقال الصديق حسن خان والاحاديث الواردة في مطلق النصيحة متواترة واحق الناس بها الائمة والمتتبع لاحاديث عموم النصيحة يوجدها انها ثابتة عن جرير بن عبدالله البجلي. وسيمر بنا حديثه بعد هذا الحديث في المسند الصحيح للامام مسلم وهي ايضا واردة عن حذيفة وعن انس بن مالك وعن ابي امامة بن عجلان وعن ابي ايوب الانصاري عبدالله بن زيد وغيرهم من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذا النصيحة للمسلمين احاديثها في العموم متواترة والانسان ان اراد ان يعرف حاله ودينه لم ينظر الى حرصه على النصيحة فكما ان النبي صلى الله عليه وسلم جعل الحج عرفة بقوله الحج عرفة فان النبي صلى الله عليه عليه وسلم جعل الدين بمراتبه الثلاث الاسلام والايمان والاحسان هو النصيحة وقال الدين النصيحة ومثال ذلك ان من لا ينصح ان من لا ينصح للمسلمين فان دينه رقيق وانه قليل دين ومن الامارات المليحة وصرت بكلمة حسنة اذكرها بين يدي قراءة الحديث وشرحه ذكرها الامام الذهبي في كتابه العظيم سير على بالنبلاء المجلد الحادي عشر صفحة خمسمئة. اسمعوا اليه ماذا يقول النصيحة وقال تتأمل هذه الكلمة الجامعة وهي قوله صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة فمن لم ينصح لله وللائمة وللعامة كان ناقص الدين وانت لو دعيت يا ناقص الدين لغضبت فقل لي متى نصحت لهؤلاء كلا والله بل ليتك تسكت ولا تنطق ولا تحسنوا لامامك الباطل وتجرؤه على الظلم وتغشه فمن اجل ذلك تصب من عينه ومن اعين المؤمنين فبالله قل لي يفلح من كان يسره من يضره ومتى يفلح من لم يراقب مولاه ومتى يفلح من دنى رحيله وانقرض دينه وساء فعله وقيله فما شاء الله كان وما نرجو صلاح اهل الزمان ولكن لا ندع الدعاء لعل الله ان يلطف وان يصلحنا امين تسمع اسانيد هذا الحديث المسند الصحيح ثم نذكر لطائف الاسناد ثم نقرأ طرح الامام النووي على الحديث ان شاء الله النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا اسناد فيه اشكال وهذا الاشكال بحاجة الى ان نقف عليه قال الامام مسلم حدثنا محمد بن عباد المكي حدثنا سفيان وهو الثوري قال او سفيان قلت لسهيل وهو ابن ابي صالح سهيل ابن دكوان السمان صاحب ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قلت لسهيل سفيان يقول قلت لسهيل ان عمرا وعمران قرأناها بفتح العين اتدرون لما لانها منونة متى وجدت متى وجدت هذه الرسمة وبعدها تنوين فلا يجوز لك ان تقرأها ان عمرا ولما تنوم تحذف الواو لأن عمر ممنوعة من الصرف والممنوع من الصرف لا ينون رأيت هذه الرسمة فلا يجوز لك ان تقرأها الا عمرا ولذا حذفت الواو لان الواو هي التي تميز بين فتح العين وضمها فلما تنوم حصل التمييز فذهبت يذكرون الواو لما ينونون قال ان عمرا وعمر هذا هو عمرو ابن دينار قال سفيان عمرو ان عمرو ابن ابن دينار عمرو بن دينار حدثنا عن القعقاع واستعطاء هذا هو ابن حكيم الكناني عمرو ابن دينار والقهطاء شيخ عمرو عن امريكا عن ابي صالح عن عطاء ابن يزيد عن تميم قال سفيان ورجوت ان يسقط عني رجلاه رجوت ان يحدثني عن ابيه من غير واسطتين. لان كم واسطة بينه وبين ابيه؟ فاخذ الاستاد اعلانات بدرجة هذا معنى الكلام ولذا العلماء يمثلون بهذا المثل على طلب الاستاذ العالي رجا ان يكون اسناده عاليا اكرمه الله هو رجا ان يسقط عنه رجل فمن الله عليه في هذا الاسناد فسقط عنه رجلان على بالاسناد اكثر مما يريد كيف على اكثر مما يريد ان يسمع الحديث بواسطة سهيل عن ابيه فقال له سهيل سمعته من الذي سمعه منه ابي اذ انا وابي في هذا الحديث من طبقة واحدة هذا الحديث وهو سقط عليه فيه رجلان وليس رجلا واحدة قال سمعته من الذي سمعه منه ولذا ابوه غير موجود في السند ابو صالح غير موجود في السند. لان ابا صالح سمعه عن اعطاء وسهيل بنه سمعه ايضا عن عطاء فكان عطاء في هذا الاسناد شيخا لابي صالح وابنه اسرائيل تساوى اباه في هذا الاسناد ورجوت ان يسقط عني رجلا قال فقال سمعته من الذي سمعه منه ابي. كان صديقا له بالشاب ثم حدثنا من القائل؟ ثم حدثنا سفيان الامام مسلم محمد ابن عباد المكي ثم قال حدثنا سفيان عن سهيل عن عطاء بن يزيد عن تميم الداري. نسمع الطريق الثاني صلى الله عليه وسلم اسنادا الاسناد الاول ام هذا الاسناد؟ الاول. لان بينه وبين سفيان رجل. وهنا بينه وبين سفيان رجلان الاسناد الاول اعلى من الثاني تسمع عطاء بن يزيد حدث من ابا صالح وهناك عطاء بن يزيد حدثت صهيلا وهذا تفصيل لما اجمله سهيل في الطريق الاول وعطاء له سمعه منه اثنان سهيل وابوه هذا الحديث من الاحاديث العظيمة والجليلة والتي جعل النبي صلى الله عليه وسلم فيها الدين هو النصيحة والنصيحة واجبة بالجملة وهي فرض عين بالجملة ومتى علم الانسان ان غيره يقع في تقصير ولو في مال الامر او سيقع باسم او حرام فيجب عليه ان ينصح واذا كان الشيء المنصوح ليس واجبا ولا ينبغي على تركه اثما او على فعله كذلك وانما ينبغي فوات اجر تكون النصيحة سنة والنصيحة تقول للمسلم اما الكافر فتكون له الدعوة والكتابة لذا قال الامام احمد رحمه الله لا ينصح الكتابي والنصيحة تؤخذ اخذت من نصح الثوب اي تخييطه من نص العسل المنصور فيه خير وفيه التزام بالجملة وتقول للمسلم العاقل البالغ ومن نصيحة اداب نأتي عليها ان شاء الله في محلها عند قراءة كلام الامام النووي وللامام الخطابي كلام جامع نافع جدا في النصيحة يا ترى كيف ننصح لله؟ وكيف تكون النصيحة لله وكيف تكون النصيحة لكتابه وكيف تكون النصيحة لنبيه؟ وكيف تكون النصيحة الائمة وللعامة فصله الامام الخطابي في كتابه معالم السنن ونقله عنه بحروفه على طوله ونفاسته او لنفاسته الامام النووي. فاسمع كلام الامام النووي رحمه الله قال رسول الله رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم قال معرفة المسلمين وعاقتنا وعليكم السلام هذا كلام الامام ابو داوود السجستاني عده من احاديث من احد اروع الاسلام. نعم على هذا وحده النبي صلى الله عليه وسلم الصواب من اقوال ائمة اللغة انه لا ترادف في اللغة مطلقا لا يوجد في اللغة كلمة تسد مسد كلمة العربية لا يوجد كلمة تسد كلمة لكن تجتمع الكلمتان بمعنى واحد بعد ذلك يقع بينهما وفاق وفراق وكلما اتحدت الكلمات في المبنى اتحدت في المعنى الفعلان متحدان بحرفين بينهما معنى مشترك اكثر من الفعلين المتحدين بحرف وهكذا وهذا امر يعرف بالاستقراء. نسمع يعني الثوب لكن فيه خرق والمنصوح فيه خير ولكن فيه عيب فالانسان ينصح الثوب ويسد الخرب والانسان ينصح من فيه نقص فيسد العين النصيحة قائمة على سد العين. وسد الثغرة وعلى الستر والكتمان وارادة الخير وعدم التعيير وعدم التشهير كما سيمر بنا بعد قليل. نعم كذلك العسل فيه خير شيء لا يؤكل. وهو السمع ونصحت العسل اي صفيته مما فيه من الشوائب والمنصوح فيه خير وينصح لكي يصفى من بعض الشوارب الذي فيه. والكمال عزيز بل عديم ولذا لابد للانسان ان ينصح نصيحة الزم ان كل مسلم بحاجة الى اخيه وان كل واحد ينبغي ان يتهم نفسه. ولا ينظر اليها على انها كاملة بل يتفقد عيوبه عن عمر ولم اظفر بهذا باسناد ولكن مشهور عنه انه كان يقول رحم الله امرئا اهدى الي عيوبي فالانسان العاقل يبحث عن جماله بان يرى نقصه من خلال رؤية غيره له اللي احنا في ابن قيس كيف زدت قومك؟ كيف ست قومك قال ما رأيت شرا الا اجتنبته ما رأيت شرا في احد الا اجتنبته. وما رأيت خيرا في احد الا جاهدت نفسي على فعله واصبح صاحب سؤدد وسوده الناس نسمع في جمع الناس والتلطف في جمع الناس اذا النصيحة لله تكون بنقاط مسرودة ومذكورة. النقطة الاولى نصيحة لله منصرف الى الايمان به ونسي الشريك عنه وعدم الالحاد في صفاته ثانيا وصفه بصفات الجمال والكمال ثالثا القيام بطاعته واجتناب معصيته. رابعا الحب فيه والبغض فيه. وموالاة من والاه ومعاداة من عاداه وجهاد من كفر به خامسا الاعتراف بنعمته والشكر عليها والاخلاص في جميع الامور والدعاء الى جميع هذه الاوصاف والتلطف في جمع الناس على هذه الاشياء موجز يحوي كل خير. هذا هكذا ننصح لله هكذا ننصح لله نسمع رحمه الله اللهم هذا مما تنصح انت به نفسك. الله غني عنك الله غني عن العالمين ان فعلت ذلك تعمل على ان على نجاة نفسك من النار الان ننظر الى كيف تكون النصيحة بكتاب الله سبحانه والايمان بانه كلام الله تعالى اذا هذه النقاط ايضا النصيحة لكتاب الله سبحانه وتعالى الايمان بان القرآن كلام الله على الحق والحقيقة وان الله تكلم به بصوت وحر وان جبريل سمعه منه وانزله على قلب رسوله صلى الله عليه وسلم ثم انه لا يشبهه شيء من كلام الخلق ولا يقدر احد من الخلق على الاتيان بمثله تنظيم هذا الكلام والاقبال عليه بالتلاوة والتدبر وتحسين التلاوة والخشوع فيها والحزن في قراءته واقامة الحروف والذب عن القرآن والدفاع عنه في طعن الطاعنين وتأويل المتأولين. والوقوف مع احكامه ثم تفهم علومه وامثاله والاعتبار بمواعظه والتفكر في عجائبه والوقوف مع محكمه والتسليم لمتشابهه ثم البحث عن العموم والخصوص والمحكم والمتشابه ونشر علوم القرآن والدعاء اليه وللاسف بات القرآن حتى عند طلبة العلم مهجورة واصبح عدد واكدنا لا نرى احدا يدرسه علوم القرآن ولا تفسيره القرآن واليوم اقبل الناس على علم الحديث وهذا امر حسن والناس تتأثر كما قال شيخ الاسلام الناس كاسراب القطا او القطا يتابع بعضهم بعضا ولكن من رزقه الله عز وجل قدرة على حفظ القرآن وفهمه وتدبره وحمق علومه فهذا يجب عليه ان يزيل الغربة عن هذا العلم ونتفرغ وان يترأس ويتصدر في فهم هذه العلوم ودقائقها. وان يفرغ نفسه ويجلس ليعلم الناس وان يبث هذا العلم في الامة هذه الايام وطلبة العلم حصروا انفسهم في علمه. نعم من يسر الله له ان يحرقهم علما اللي يدرسه ونتفرغ له. لكن وخفاياها فضلا عن كلياتها وقواعدها ينبغي ان نجد ذلك ميسورة. ولكن كما قلنا لا حول ولا قوة الا بالله نسمع النصيحة برسول الله صلى الله عليه وسلم كيف تكون؟ وكما قيل العبارات تامة والالفاظ موجزة ولكنها تحمل معاني عظيمة جليلة فكل فقرة تصلح ان تكون نسخة من النقاط. نسمع الان كيف تكون النصيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فليعرض كل منا نفسه على هذه الصفات وعلى هذه الصفات وعلى هذه النقاط هل هو ناصح بالله ولكتابه ولنبيه وكذلك لننظر كيف تكون النصيحة لائمة المسلمين ونرجوهم من حقوق المسلمين ولذا ينبغي ان يدعو ان ان يدعى لهم بالصلاح والخير وكان الفضيل بن عياض يقول لو لم تكن لي الا دعوة واحدة مستجابة ما جعلتها الا في الامام وبصلاحهم صباح سائر الناس كما ثبت عن سفيان الثوري رحمه الله تعالى واما الشتم واللعن هذا لا خير فيه واما التحذير من الشر والامر بالمعروف والنهي عن المنكر بالقواعد والضوابط التي ذكرت من قبل هذا من سمات اهل الدين فما ينبغي للانسان ان يتكلم بحظ نفس وانما ينبغي ان نتكلم لتعظيم الدين واظهار شعائره وما شابه نسمع كلام الخطابي وله تتمة هنالك قولان في الائمة منهم من قال العلماء واصحاب الولايات بالعموم صاحب الولاية ومنهم من قال ان المراد بهم منهم من قال الولاة واصحاب الامور ومنهم من قال ان المراد بهم العلماء فكيف تكون النصيحة للعلماء ان كانوا هم الائمة ان العلماء من الائمة وان الائمة يشمل الامرين واذا الامام البخاري رحمه الله تعالى فسر واولي الامر منكم بالعلماء ونقل هذا عن بعض السلف نسمع ويكره لهم ما يكرهه لنفسه ما ذكر في نصيحة الاصناف المذكورة الحديث نصيحتي لله وكتابه ورسوله ولائمة المسلمين وعامتهم انه ينبغي ان يسلك في النصيحة الاول ان يكون القصد بها وجه الله تعالى قد يكون القصد من النصيحة وجه الله تعالى حتى يقع خرق يعني ان ان يسد الخرق الغش والشوائب والثاني الا يقصد به التشهير ولا التعيير والثالث ان يكون النصح في السر وليس في العلانية ولذا قال الفضيل بن عياض رحمه الله المؤمن ينصح ويسر والفاجر يهتك ويعير التاجر يهته ويعير والشافعي يقول من نصح اخاه في سر فقد زانه ومن نصح اخاه في علن وقد شان ابن حزم في كتابه الاخلاق يقول انصح سرا لا جهرا وعرض ولوح ولا تصرح فان لم يفهمك المنصوح تعرف تسرح النصيحة تكون سد برفق برفق ولين وعدم التشهير واخلاص النية لله عز وجل تغطي هذا العيب عن اخيك لانك انت تفعل في حقه ما تحب ان يفعل في حقك وكذلك ان تكون النصيحة بلطف وليد ولا تكون بشدة ولذا سيأتي معنا في حديث عائشة في صحيح مسلم قوله صلى الله عليه وسلم ما كان الرفق في شيء الا زانه وما نزع من شيء الا شانه وهكذا كان ينصح السلف الصالح ينصحون بلطف ولين فهو عبد العزيز ابن ابي داود يقول كان من كان من كان قبلكم اذا رأى الرجل من اخيه شيئا يأمره في رفق فيؤجر في امره ونهيه وان احد هؤلاء يخرق صاحبه فيستغضب اخاه ويهتك سره الاصل تلوح بالنصيحة افضح من بعيد مجرد ان توصل الاشارة لاخيك من غير ان تستقبله ومن غير ان تهتك ستره من غير ان اشهر به ولا ان تقدح فيه بين المعير والناصح الناصح في السر والمعير في العلن الناصح يستجيب بامر مولاه والمعير يستجيب لهواه الناصح يفعل امرا واجبا عليه والمعير ينتقم من الاخرين ثم من اداب النصيحة عدم الالزام ان تنزل المنصوح بنصيحتك هذه من اداب النصيحة قال ابن حزم رحمه الله وتنصح على شرط القبول منك اياك ان تنصح وان تضع امامك انه يجب على المنصوح ان يقبل منك فان تعديت هذه الوجوه فانت ظالم لا ناصح وطالب طاعة وملك لا مؤدي حق امانة واخوة وليس هذا حكم العقل ولا حكم الصداقة لكن حكم الامير مع رعيته وحكم السيد مع عبده اذا كنت تنصح على الا ترد والا يقبل كلامك انت سيد العبد وانت امير وامامك مأمور من اداب النصيحة ان ان تشعر انه ليس واجبا على من تخاطبه ان يقبل كلامك ثم من اداب النصيحة اختيار الوقت المناسب النصيحة ان علمت ان هذا الوقت ليس مناسبا للنصيحة فدعه احفظ هذه النصيحة والتمس وقتا مناسبا ولذا يؤثر عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال ان للقلوب شهوة واقبالا وفترة وادبارا وخذوها عند شهوتها واقبالها وذروها عند فترتها وادبارها اذ وجدت قلبي المنصوح مدبر دعه حتى يحصل الاقبال والحضور ولذا العاقل من الناس يتلمس ساعات الاستجابة وفي ظلم ان هذه الشروط ان وعيت من قبل الناصح وكان هنالك نوع صفاء عند المنصوح فان النصيحة ولابد ان تأتي بثمرة وقع بها اجر في الدنيا والاخرة والانسان لا ينتفع بالنصيحة ان كان ذا كبر والعياذ بالله او ان كان ذا عجب فهذان السببان من معاني الانسان من قبول النصيحة ولذا قال الشاعر الابرش رحمه الله اذا نصحت لي عجب لترشده فلم نطعك كما تنصح له ابدا فان ذا العجب لا يعطيك طاعته ولا يجيب الى ارشاده احدا المعجب برأيه لا يقبل النصيحة ولذا على العاقل من الناس نتأمل ونعلم اما قوله ورأيه اهتم بالخطأ وان قول غيره ورأي غيره يحتمل الثواب ولذا لا يلقي كلام الناس وراء ظهره وانما يتدبر ويسمع ولذا كان يقول الامام ابو حنيفة رحمه الله هذا رأي يحتمل الخطأ غيري خطأ ونحتفل الصواب الانسان مجرد ان يضع احتمال الخطأ في رأيه فانه يفتح على نفسه بان يقبل باب النصيحة اما اجراء نفسه لا يقول خطأ ولا يغلط ويرى نفسه مع مخالفيه وخصومه فضلا عن اعدائه يراهم كما كان يقول بعضها اجتمعوا ملء الارض ونفخت فيه النفخة ونفخت عليهم نفخة واحدة. لاصبحوا وباء منثورا ان له ان يقبل من احد قولا ولذا الانسان العاقل الذي يعلم قصور النفس واحتمال الخطأ هو الذي يقبل النصيحة اما صاحب العجب وصاحب الكبر فهذا والعياذ بالله لا يقبل نصيحة من احد ابدا من علامة الدين ان تجد النصيحة وان تقبل النصيحة ان تؤدي النصيحة وان تكون ممن يقبل النصيحة. وقوله صلى الله عليه وسلم الدين نصيحة يشمل الامرين فان رأيت في نفسك قبول للنصيحة فاعلم انك على خير واعلم انك تنظر الى نفسك كانك بشر وانك تعلم قول النبي صلى الله عليه وسلم كل ابن ادم خطاء وهذا حديث مهم وله اثر تربوي مهم جدا على الناس جميعا. الانسان بمجرد ان يرى شيخه والمقدم في دعوته ومن يظن فيه العلم والخير بمجرد ان ينظر اليه ويضعه فوق منزلته وانه لا يخطئ فانه لابد في يوم من الايام ان يسمع وان يرى وان يحث وان يلمس منه اخطاء. فكما انه غالى في مدحه في يوم من الايام فانه ولا بد في يوم اخر سيغالي في قبحه ولكن لو انه منذ البداية علم ان الناس جميعا وان قول النبي صلى الله عليه وسلم كل ابن ادم ولا ينجو من ولا ينجو ولا يخرج من هذا العموم احد الا من عصمه الله وهم الانبياء. فحينئذ يهوب عليه الخط امرأة في سورة وايضا وخللت ممن يرى فيه علما او فضلا او صلاحا انه يسده ويقول بحق النصيحة ولا يعمل للتشهير والقذع والشتم واللعن والتغيير والانتقام من حظ النفس ولذا تجد ان هذه الشروط مغيبة عند الكثيرين لانهم اصلا في وضع الناس في منازلهم ولابد ان يظلموا هؤلاء الناس الذين قالوا بوضعهم من البدايات ساروا على الجادة ولا على السامنة لكن ولا في المآل لا في الاول ولا في الاخر. لا في المقدمات ولا في النتائج ولا حول ولا قوة الا بالله ولذا النبي صلى الله عليه وسلم اخذ العهد وبايعه الاصحاب على النصيحة للمسلمين وكان تأكيد على حق النصيحة وعلى اهميتها كلام الامام النووي على هذا القول ان النصيحة فرض كفاية بمعنى انه يجب ان تقوم في الامة وقد تتعين وقد تكون مندوبة كما المحنا اليه في اثناء كلام الانف والله اعلم نسمع فينبغي على نفسه ابد فهو في ساعة والله اعلم. نكمل ان شاء الله بشرح حديث جرير في الدرس القادم