وحده لا شريك له واشهد ان سيدنا وحبيبنا ونبينا وقرة عيوننا محمدا عبد الله ورسوله وخطوته من خلقه وخاتم انبيائه ورسله. اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آل بيته. وصحابته ومن تبعه بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي خلق فسوى. والذي قدر فهدى والذي اخرج المرعى فجعله غثاء احوى. احمد ربي تعالى واشكره واستعينه واستغفره. واشهد ان لا اله الا الله باحسان الى يوم الدين. اما بعد فهذه ليلة من ليالي الجمعة. هذه الليلة التي تبتهج بها قلوب المؤمنين لعظيم ما من الخير والاجر العظيم. يوم الجمعة سيد الايام. وشرع فيه لنا معشر المسلمين من الفضائل والاعمال ما لا به اجرا ونتقرب فيه من ربنا الكبير المتعال. يوم الجمعة يوم شريف فضيل عظيم. تبتهج فيه قلوب المؤمنين لما فيه من الخيرات والنفحات والبركات. وتسعد فيه قلوب المحبين لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم. لانه يربطهم فيه بكثرة الصلاة والسلام عليه. كل مؤمن يحب يوم الجمعة بفضائله الجمة ولخيراته وبركاته. يفرح فيه وهو وعيد الامة يوم الجمعة الذي يجعل المسلم فيه فرحا جملة من الاسباب احدها قربه فيه الشديد من حبيبه المصطفى صلى الله عليه واله وسلم لكثرة ما يشتغل فيه المحب الصادق بكثرة الصلاة والسلام على النبي المصطفى صلى الله عليه واله وسلم يوم الجمعة وليلة الجمعة. فكان هذا احد خصائص يوم الجمعة. او ما تلمحتم الى قوله عليه الصلاة والسلام ان من افضل ايامكم يوم الجمعة. ثم قال فاكثروا من الصلاة علي فيه. وفاء سببية فهو يعني عليه الصلاة الصلاة والسلام ان احد اسباب تفضيل يوم الجمعة وخيريته وبركته هو كثرة اشتغال المسلم فيه بالصلاة والسلام على لا يوطن الاماكن وينهى عن ايطانها. واذا انتهى الى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس ويأمر بماله. وقد تقدم طرح هذه العبارات في المجلس الماضي. قال رضي الله عنه يعطي كل جلسائه بنصيبه. لا يحسب جليسه المصطفى صلى الله عليه وسلم. وها نحن احبتي الكرام في هذا المجلس الشريف في رحاب بيت الله الحرام وبالقرب من كعبته المعظمة ها نحن نجلس مجلسا من مجالس شمائل المصطفى صلى الله عليه وسلم. شمائله التي نستعرض فيها خلقته وهيئته الجميلة الجليلة بابي وامي عليه الصلاة والسلام. شمائله التي نستعرض فيها ناقة. وكريم خصاله صلى الله عليه واله وسلم شمائله التي نستعرض فيها كل شيء يقربنا من حبه عليه الصلاة والسلام. فلا عجب يكون مجلسكم هذا مجلسا عامرا بكثرة الصلاة والسلام عليه. فهي ليلة جمعة وهذا بيت الله الحرام. وانتم مقبلون على كبير واجر عظيم. مجالس شمائل المصطفى صلى الله عليه وسلم كما تقدم مرارا. ايها الاخوة الكرام مجالس علم مجالس ذكر مجالس ايمان مجالس سنة مجالس حب للمصطفى صلى الله عليه وآله وسلم. فحق كل مسلم اكرمه الله بمجلس كهذا الا يقوم عنه الا باجر وافر. وبصلاة وسلام على النبي صلى الله عليه وسلم كلما يحرك بها لسانه ويعمر بها قلبه ويقترب فيه اكثر فأكثر من هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم والاستنان بسنته نعم كل مسلم ومسلمة يحمل في قلبه اصل الحب لرسول الله عليه الصلاة والسلام. لكن هذا الحب ثم لا ينفري فيه اثنان هذا الحب الذي في قلب كل المؤمنين يضعف عند بعضهم ويقوى عند اخرين. ويزيد عند فئة عند اخرى وانا وانت احد هؤلاء المؤمنين الذين نجد في قلوبنا من الحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم والايمان به وتطبيق سنته وطاعته واخذ النفوس نحو السير على سنته نجد نفوسنا بين الضعف والقوة تارة وبين الازدياد تارة والمحب الصادق لنبيه عليه الصلاة والسلام الذي يرجو الحشر في زمرته يوم القيامة والذي يرجو الليل في شفاعته يوم القيامة والذي يرجو ان يكون احد من تقر اعينهم بصحبته عليه الصلاة والسلام يوم القيامة هؤلاء لا يرظى احدهم ان يكون في مرحلة من مراحل عمره ولكن يوم من ايام حياته لا يرضى ان يكون ناقص الحب لرسول الله عليه الصلاة والسلام. ولا ان يكون بعيدا من سنته عليه الصلاة والسلام ولا ان يكون بعيدا عن منهجه وسيرته وشمائله وسنته. فعودا حميدا ايها المحبون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عودا حميدا الى سيرته الى الاغتراف من نعيم هديه وسنته الى التقرب عليه فاكثر بالتعرف على شمائله عليه الصلاة والسلام. لا يزال حديثنا موصولا ايها الاحبة الكرام في مجالس عدة سبقت مع حديث هند ابن ابي هالة رضي الله عنه الذي هو من اجمع الاحاديث واجملها واشملها في وصف خلقة وهيئة وهدي المصطفى صلى الله عليه واله وسلم. والحديث يرويه عنه ابن اخته الحسن ابن علي ابن ابي طالب طالب رضي الله عنه وعن ابيه فروى عنه قطعة لا بأس بها ثم انتقل يروي الحديث عن اخيه الحسين فيما سأل عنه اباه علي ابن ابي ابي طالب رضي الله عنهم اجمعين. مضى الحديث في مجلسنا الاخير عن هديه وشمائله صلى الله عليه وسلم في مدخله هو مخرجه كيف كان وفي مجلسه كيف كان. وها هنا نحب يا اخوة ان يكون حديثنا عن هدي النبي عليه الصلاة والسلام وعن شمائله وكيف كان يصنع مع اصحابه وما هديه مع جلسائه؟ وكيف كان عليه الصلاة والسلام في هذه الاحوال ان نستعرضها استعراض المؤمن المحب لنبيه عليه الصلاة والسلام بحيث نجعل ما نسمع من الجمل كما نقرأ من العبارات كالمرآة التي ننصبها امامنا فننظر فيها حاله عليه الصلاة والسلام والمسافة التي تفصل بين اخواننا اليوم وما كان عليه بابي وامه عليه الصلاة والسلام. هكذا يصنع المحب. كلما تعرف على سنة وعلى هدي من سنن حبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم كان همه الاول اين اقع منها اليوم؟ وما المسافة التي وبين سنة الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام. وكم خطوة يلزمني لاتخذها حتى اصل فرحا مسرورا مبتهجا بالتشبه بهدي النبي عليه الصلاة والسلام في كل شأن حتى فيما تجاوز حدود الواجبات والمستحبات ليكون المحب في شأنه كله يحب الا يكون على هيئة ولا حال ولا قول ولا فعل الا كما كان عليه الصلاة والسلام هكذا ضرب صحابتنا الكرام اروع الامثلة رضي الله عنهم في حبهم الصادق لرسول الله عليه الصلاة والسلام حبا حملهم على ان يتمثلوا هديه وان يتشبهوا به عليه الصلاة والسلام في كل شئون حياة دون استثناء. ما كانوا يتبعونه في سنن باتوا يتركونها في العادات بل ما كانوا ينتظرون منه صلى الله عليه وسلم ان يأمرهم بشيء او يحثهم كان حسبهم وكافيهم انهم ان النبي عليه الصلاة والسلام يحب كذا. ويفضل كذا. كان هذا كافيا عندهم. ادري لما؟ لانهم يحبون صادقون لرسول الله عليه الصلاة والسلام. ابن عمر رضي الله عنهما وقد ذكرت ذلك مرارا ولا بأس من تكراره لاجل ان تعلم وان نتلقن كيف يكون الحب الصادق لرسول الله عليه الصلاة والسلام؟ ابن عمر رضي الله عنهما يسمع النبي صلى الله عليه عليه وسلم يقول عن احد ابواب مسجده لو جعلنا هذا الباب للنساء. ما خصصه عليه الصلاة والسلام ولا اصدر امره ان يجعل ذلك الباب للنساء انما كانت رغبة واشعرهم بها عليه الصلاة والسلام فقال لو جعلنا هذا الباب للنساء فانظر ماذا يصنع المؤمن المحب لنبيه عليه الصلاة والسلام؟ يقول نافع المولى ابن عمر فما دخل منه ابن عمر حتى مات ما دخل من ذلك الباب حتى بعد وفاة رسول الله عليه الصلاة والسلام وفي خلافة الخلفاء الراشدين بقي طيلة فترة وحياته بالمدينة يجتنب الدخول من ذلك الباب. هو ما سمع نهيا. ولا امره النبي عليه الصلاة والسلام بترك الدخول من ذلك الباب قلت كان يكفيه ان يعرف رغبة رسوله صلى الله عليه وسلم في امر فيبادر سريعا لان يكون منتفيا هذا فقط لن تجده الا عند اصحاب الحب الذي امتلأت به القلوب لرسول الله عليه الصلاة والسلام. واليوم احد مما احد احد ما نشكوه في واقعنا المعاصر في اوساط المسلمين رجالا ونساء شبابا وشيبا صغارا وكبارا احد ما نشقاه تلك المظاهر التي يعلن فيها بقصد او بغير قصد. يعلن فيها ابتعادنا عن سنته عليه الصلاة والسلام نعلن فيها ترك كثير مما نعلمه انه من هديه عليه الصلاة والسلام. ولن تحتاج ان تعتذر فيما بعد بطغيان العادات وسطوة الالف وما الذي يشعره المسلم بهجده لبعض السنن؟ التي يعرف انها سنن ما هكذا شأن المحيط الدين ايها المحبون لنبيكم عليه الصلاة والسلام. المحب يأخذ نفسه اخذا لان يكون في كل احواله على اكمل الاوصاف والهيئات وباتفاق فان اكمل الاحوال والاوصاف والهيئات هي احوال نبيكم صلى الله عليه وسلم. واحواله وهيئاته وهديه كان اكمل الهدي البشري الذي يتشرف المسلم بالانتساب اليه. يستكمل ليلتكم هذه ان شاء الله على ما بقي من اخر حديث هند ابن ابي هالة رضي الله عنه او من رواية الحسين بن علي بن ابي طالب عن ابيه حماية تعلقوا بوصف شيء من شمائله عليه الصلاة والسلام في وصف مجلسه وجلسائه صلى الله عليه وآله وسلم اقرأ بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل واتم التسليم. فقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول ولا يجلس الا على ذكر. واذا به المجلس يأمر بذلك. يقتل كل جلسائه بنصيبي لا يحسن جليسه ان احدا اكرم عليه منه. من جالسه او طالبه في حاجة صابرة. ابقه حتى يكون هو المنصرف عنه ومن سأله حاضر لن يرده لن يرده الا بها او بميسور من القول قد وسع الناس بطه وخلقه صار لهم ابا وصاروا عنده بالحق سواء. وادرسوا مجلس وادرسوا مجلس علم وحلم وحواء واناقة وصبر. لا ترفع فيه الاصوات. ولا فيه الحرم. ولا تنسى فلكاته. عادلين تفاضلون به بالتقوى بالتواضع. بالحاجة الغريب هذه جمل من وصف هدي النبي صلى الله عليه وسلم وشمائله فيما يتعلق بمجلسه صلى الله عليه واله وسلم. مجلس نبيكم صلى الله عليه وسلم يا قوم كان يتصف بالصفات التالية. ولا زلت اقول عندما نستعرض وشيئا من سيرته وشمائله واحواله عليه الصلاة والسلام يجب ان ننصب ذلك كالمرآة التي نبصر فيها احوالنا اليوم لنقيس فيها حالنا باحواله عليه الصلاة والسلام. كلنا اصحاب مجالس وكلنا ارباب اجتماعات نجلس فيها ونستأنف الصحبة وبالجيرة وبالقرابة. فانظروا رعاكم الله كيف كان نبيكم صلى الله عليه وسلم يقيم تلك المجالس الى هديه فيها. يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقوم ولا يجلس الا على ذكر الله ان احدا اكرم عليه منه وتقدم ايضا شرح ذلك وجملته ان جلساء النبي عليه الصلاة والسلام على كثرتهم وعلى تعدد مراتبهم. وعلى اختلاف درجاتهم في الايمان وفي العقل وفي الفهم وفي الادراك وعلى التفاوت الكبير الذي يفصل بين شخصياتهم وطبائعهم كانوا يشتركون في شيء واحد اذا جمعهم مجلس النبي صلى الله عليه وسلم تدري ما الذي كان يجمعهم مهما اختلفت ثقافاتهم؟ تدري ما الذي كان يشتركون فيه مع اختلاف عقولهم وافكارهم وطبائعهم؟ وعلى درجاتهم في الايمان والعقل تدري ما الذي كان يجمعهم شيء واحد؟ هو حبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يشعرون انهم في ذلك سواء. بل كانوا يشعرون ان حبه صلى الله عليه وسلم لهم على درجة سواء اسمع ماذا يقول يعطي كل جلسائه بنصيبه. لا يحسب احدا ان جليسه اكرم عليه منه بالله اعد مرة اخرى وتأمل معي العبارة. لا يحسب جليسه لا يحسب اي احد من الجلساء. لا يحسب ان احد غيره ممن يجلس معه ذلك المجلس لا يحسب انه اكرم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم منه بمعنى يشعر انه اكرم الجالسين على رسول الله صلى الله عليه وسلم. انتبه ليس المتحدث ابا بكر رضي الله عنه. وليس عمر رضي الله عنه وليس عثمان رضي الله عنه وليس عليا رضي الله عنه. انهم كل الصحابة. كل واحد كان اذا حضر مجلسه عليه الصلاة الصلاة والسلام شعر بشعور يشترك فيه هو والاخرون على حد سواء. كان يشعر كل واحد انه اكرم في ذلك المجلس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم. وتضع امامك الان سؤالا كبيرا تعجز عن الجواب عنه. ما الذي كان نفعله صلى الله عليه وسلم حتى اصبح كل واحد يشعر ان له من الحفاوة ومن الاكرام ومن الحب ومن ومن الاهتمام في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يشعر ان احدا من الجلساء لا يمكن ان يكون افضل منه عند رسول الله عليه الصلاة والسلام. بالله ما الذي كان يفعله نبيكم صلى الله عليه وسلم؟ اهو؟ اهو؟ تلك النظرات التي كان نوزعها على جلسائه واحدا واحدا. فكل واحد يشعر ان نظرته عليه الصلاة والسلام تقع عليه دون الاخرين. وانه كان فاكثر الجالسين في ذلك المجلس حظوة بوقوع بصر رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه. ولذلك شعر انه المحبوب المقرب عند النبي صلى الله عليه وسلم ام هو الكلام والعبارات التي كان يوجهها لكل واحد على حدة حتى شعر احدهم انه ذلك المخصوص في ذلك المجلس. وان الكلام كله كان متوجها اليه. ما تدري والله. لكنك تتفق معي على انه صلى الله عليه واله وسلم اوتي من سياسة التعامل وحسن المناهج في التعامل مع صحابته ما فاق فيه كل ما يمكن ان يقوله البشر اليوم وما ينظرونه في انماط العلاقات واساليب التعامل ووسائل مع الناس لاحظ معي اننا نتحدث عن مجلس فيه صحابة كرام رضي الله عنهم اجمعين. وهم يتفاوتون ولا تفاوت عقول وافكار تفاوت ايمان تفاوت ادراك تفاوت الشخصيات وطبائع لكن ذلك كله ما كان سببا في ان يفرق صلى الله عليه وسلم في اكرام جليسه. نعم يمكن ان يفاضل بينهم في المناقب والفضائل فيفضل بعضهم على بعض كما فضل الخلفاء الراشدين كما فضل ابا بكر وعمر وعثمان وعلي كما فضل العشرة المبشرين كما فضل اصحاب بدر كما فضل اصحاب بيعة الرضوان. نعم هذا وارد. لكننا نتكلم عن جلسائه صلى الله عليه وسلم في مجلس اذا جلس لا يحسب احد ان جليسه اكرم عليه منه صلى الله عليه وسلم. انها دعوة الى ان تكون مجالسنا عامرة بادب واحترام يفيض على كل جلسائنا بلا استثناء. فاذا جلس اليك الفقير والغني فهم في الاكرام عندك سواء واذا جلس عندك العالم والجاهل فهم في الاكرام عندك سواء. واذا جلس اليك الصغير والكبير فهم في الاكرام عندك سواء. اما جلس صبي عن يمينه صلى الله عليه وسلم واتي بقبح يشرب منه وعن يساره الاشياخ ابو بكر وعمر. فما كان عليه الصلاة والسلام ليخالف شيئا من سنته وكان يعجبه التيامن. وكان يحب ان يقدم ابا بكر وعمر لكنهم عن يساره. والصبي عن يمينه فما كان منه الا انت. لاحظ في اكرام الجلساء الا ان ينظر الى الصبي ويستأذنه في ان يتنازل عن حقه ليقدم ابا بكر وعمر فما كان الصغير ليرضى ان يؤثر احدا بالشرب منه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا الاكرام الذي الذي لا يقوى عليه في مراعاته في كل الاحوال الا اصحاب النفوس العظيمة والاخلاق الكبيرة. نبينا صلى الله عليه وسلم كان مضرب المثل الذي يجب ان ينصب قدوة لكل المسلمين اليوم وكل يوم الى قيام الساعة. ان يقال تعلموا من اخلاق نبيكم صلى الله عليه وسلم واقتربوا من هدي نبيكم صلى الله عليه وسلم. والله حق على الامة ان تظهر هديه الكامل صلى الله عليه وسلم ليتعلم منه الناس اجمعون. حق على كل المسلمين اليوم ان يتنادوا للاقتراب والتعرف والاغترا من شمائله وسنته صلى الله عليه وسلم نحن بحاجة والله. فقر الاخلاق الذي تعيشه نفوس المسلمين في كثير من الاحيان فقر المشاعر والجفاف الذي منه قلوب كثير من المسلمين علاجه ودواؤه ورواؤه. كل هو في هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم هو الماء الذي ستعود به القلوب الى حياتها. هو الكمال والجلال الذي ستشعر فيه الحياة بالروعة والنماء في ظلال هدي المصطفى صلى الله عليه واله وسلم. يقول رضي الله عنه من جالسه او فاوضه وفي بعض النسخ او اقامه في حاجة صابره حتى يكون هو المنصرف عنه. بمعنى انه صلى الله عليه وسلم كان لا يزال مع جليسه اذا تحدث اذا تكلم اذا تناقش معه في قضية اذا سأله في مسألة ما كان عليه الصلاة والسلام هو الذي ينهي المجلس بل كان من غاية اكرامه لجليسه ان يدعه حتى ينهي حاجته حتى ينهي مسألته حتى يشبع من حديثه مع الحبيب صلى الله عليه وسلم كان احدهم اذا جلس يشعر انه من حبه يرغب ان يطيل مجلسه مع رسول الله عليه الصلاة والسلام وان يظفر بمزيد من الوقت والحديث والجمل والعبارات مع اكرم انسان يمكن ان يجلس معه دقيقة من الحياة. فما كان عليه الصلاة والسلام يبخل بشيء من الوقت ولا من العطاء عليه الصلاة والسلام. كان يعطي يعطي عليه الصلاة والسلام ولا يمنع احدا. لا تظن ان العطاء مال فحسب بل حتى عطاء الوقت ثم لا تظن انه من فراغ الوقت الذي كان يعيش عليه الصلاة والسلام فقد كان يحمل هم امة وكان يحمل رسالة وكان يكلف بدين يبلغه للثقلين الانس والجان. فما كان عليه الصلاة والسلام بالذي متسعا من الفراغ في اوقاته ليبذله لكل من جلس اليه. فكيف كان يصنع صلى الله عليه وسلم؟ الذي كان يصنعه انه يتحمل في سبيل الله عز وجل كلما وسعته نفسه من مال ووقت وجهد وعطاء. وكان يجد من رب به العون ثم يجد البركة في شأنه كله صلى الله عليه وسلم حتى يفيض بالعطاء لكل من تقدم اليه او جالسه او صاوبه او طلبه في حاجة. قال رضي الله عنه ومن سأله حاجة لم يرده الا بها او بميسور من القول كم مرة وقف ببابك سائل؟ او اعترض طريقك محتاج؟ فوقف عليك وسلم ثم عرض لك حاجته قد تعطيه وقد لا تعطيه. والمسألة تختلف من حال الى حال. الشخص السائل الذي يقف قد يكون صادقا محتاجا وقد يكون غير ذلك. سؤالي هو ما الذي كنت تفعله طيلة عمرك السابق؟ في التعامل مع اصحاب الحوائج الذي عليك باب البيت والذي يتصل بك على الهاتف والذي يدق بلطف زجاج نافذة السيارة وانت واقف في الشارع فيمد يده او يسأل حاجة او يعترض طريقك وانت ذاهب في اي صورة من الصور؟ ما الذي كنا نفعله مع هؤلاء السائلين اصحاب الحوائج؟ اسمع نبيك صلى الله عليه وسلم كما يصف اصحابه من سأله حاجة لم يرده الا بها او بميسور من القول كل من سأله كان ينصرف باحد شيئين. اما ان يظفر بحاجته التي سأل فيعطيه. فاذا لم صلى الله عليه وسلم كان اقل ما يبذله له البشاشة واللطافة وميسور القول. ميسور القول عبارة لطيفة يصرفه بها. جاء رجل فقال يا رسول الله اني مسافر. فزودني. يطرد الزاد. وزاد مسافر طعام وشراب وحاجة ومال ودابة يركبها. اراد سفرا فجاء يتزوج ويطلب من رسول الله عليه الصلاة والسلام لم يكن صلى الله عليه وسلم بذاك الذي يملك مالا عظيما ولا طعاما فائضا كثيرا. فما كان يجد. قال اني اريد سفرا يا رسول الله فزودني. قال زودك الله التقوى. اعطاه دعوة وسأل الله له ان تكون التقوى زاده في ذلك السفر والله قد قال وتزودوا فان خير الزاد التقوى. واتقون يا اولي الالباب. فطمع الرجل ووجد انه وجد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا اثمن من المال والطعام والشراب وجب دعوة من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم تطلب له التقوى من الله فلما طمع قال زدني يا رسول الله. قال وغفر ذنبك. فطمع فقال زدني يا رسول الله. قال ويسر لك الخير حيثما كنت. ما وجد مالا ما وجد طعاما. ما وجد دابة. لكنه وجد واعظم فجعله يطمع فيسأل المزيد. فدعا الله له بالتقوى وتيسير الامر ومغفرة الذنب. عندما يحمل النظرة في تعاملنا مع المحتاجين ستجد نفسك غير قادر على رد احد. لانه لا اقل من كلام لطيف يخرج من ما اقل ثم هو لا يكلفك شيئا لا درهما ولا دينارا ولا ريالا ولا قرشا عندما تصرف السائل بقولك غفر الله لي ولك او يسر الله امري وامرك او فرج الله عنك كربتك. ان العبارة اللطيفة التي نصرف بها نمط رفيع للخلق يا اخوة. ومدمن في التعامل نحتاج اليه. تدري لما؟ لان لا يتسرب الى شيء من الجفاء في التعامل مع مسلم ولو كان مزعجا لاحدنا في تعامله. كان عليه الصلاة والسلام يوقن نفسه على الكرم والبذل والعطاء وان لم يجد ولو بميسور من القول ولو بميسور من القول. انه يمتثل قول الله له واما السائل فلا كم مرة يا اخوة يزعجنا احيانا بعض السائلين والمحتاجين بكثرة السؤال والاتصال بكثرة طرق الابواب اعطيته اليوم اتاك مقبل اعطيته ذاك الاسبوع استمر ياتيك شهرا بعد شهر وعاما بعد عام وظن انك لابد ان تعطيه بل ربما بل ربما اذا الف العطاء مرة بعد مرة ثم اعتذرت اليه وجد انك منعته حقا من حقوقه فيغلظ لك العبارة او يسيء معك الادب او يتجاوز معك الحد في كل تلك الصور عليك الا تدع لنفسك مجالا يتسرب اليها الجخاء في التعامل لانه يبقى اخا مسلما له عليك من الحق الكرم في التعامل ولك من الفضل والشرف ان تنتهج هدي النبي صلى الله عليه وسلم فتعطيه حاجته ولو ميسور من القول الوعد الحسن والكلمة الطيبة عطاء يا اخوة عطاء. وان لم تخرج من جيبك شيئا كان نبيكم صلى الله عليه وسلم اذا وجد اعطى واذا لم يجد ها ايضا اعطى كان يعطي اذا وجد مالا اذا كان يجب واذا لم يجد اعطى اعطى كلاما حسنا ودعوات صادقة وعبارة لطيفة وابتسامة راضية تأنس بها قلوب المحتاجين السائلين الذين كانوا يفدون الى رسول الله عليه الصلاة والسلام. والذين كانوا يغشون مجالسه ويطرقون بابه ويسألونه ليسوا سواء مختلفين ودرجات شتى. لكنهم جميعا يشتركون في انهم لم يجدوا مرة نصرة منه صلى الله عليه وسلم ولا ازعاجا ولا اعراضا بل كان عليه الصلاة والسلام يعطي ويعطي الكل. اذا وجد مالا عطا بعد فتح مكة وغنوا الغنائم وبعد سقيف اتاه المسلمون ممن مسألة الفتح من المؤلفة قلوبهم فجعل يعطي هذا مئة من الابل ويعطي هذا مئة من الابل مئة من الابل. وكانت انفس اموال العرب اذا وجد كان يعطي عليه الصلاة والسلام فلا يعلو شيئا ولا يدخر بل كان يعطي حاجته وطعام بيته. كلما وجد الى ذلك سبيلا. حتى تربى على ذلك اهل بيته عليه الصلاة والسلام زوجاته رضي الله عنهم. امي وامك امهات المؤمنين. تربوا على هذا الخلق الرفيع من رسول الله صلى الله وسلم حكت عائشة رضي الله عنها ذلك الموقف العجيب للمرأة التي جاءت تسأل طعاما ولها ابنتان فاعطتها تمرتان فشقت كل واحدة منهما من الطفلتين تمرة. فلما رفعت الى فيها التمرة الثالثة التي تخصها. تنازعتاها فشقت التم فشقت التمرة نصفين مناولتهما. عائشة رضي الله عنها لما اعطت الثمرات ما كانت تملك الا هي. لكنها زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحسبه فربت على هذا المبدأ العظيم عندما يأتي السائل ويمد يده محتاجا وانت ما جعلك الله عز وجل الى احد سواه ولا وقفت على باب غيره قدر هذه النعمة. واحمد ربك وليكن من حمدك اياه وشكرك على نعمته ان تظل معطيا لكل سائل. احمد ربك على انك كنت ذلك الموقف يدا معطية وليست اخذة. كنت معطيا ولست سائلا هذا الشعور سيجعلك تفيض شيئا من الشفقة والاحسان الى كل السائلين والمحتاجين. كان يصرف ولو بميسور من القول ما كان يرفض الصلاة والسلام كان يعطي والعطاء هذا كما قلت هو سخاء نفس هو كرم وجود. ايقن الصحابة هذا المبدأ حتى قال انس رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اجود الناس اجود الناس. وجدوا كثيرا من كرم العرب ومن عطاء العرب من النماذج التي يضرب بها المثل لكنهم ايقنوا تماما انه لم يكن احد اكثر جودا ولا كرما ولا سخاء من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. هذا العطاء حتى يقول انس رضي الله عنه في الحديث الصحيح كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يدخر شيء لان الغد لا يدخر شيئا للغد. طيب فماذا يصنع اذا اذا فاض عنده مال او طعام؟ كان لا يدخر ومعنى لا يدخر انه كان ينفقه صلى الله عليه وسلم. بل مر بكم في حديث سابق ان المرأة الانصارية التي نسجت غربة بيديها فقدمتها هدية الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلبسها فخرج الى اصحابه فكان احسن ما يكون. فقال احد ما اجملها يا رسول الله اكسونيها اعطني اياها كسوة. قال نعم صلى الله عليه وسلم. فجلس برهة ثم دخل بيته فخلع البردة فطواها ولم يكن له ثوب غيره يلبسه. فدخل حجرته فخلع البردة فطواها ثم فبعث بها اليه. فقال الصحابة ما احسنت؟ تسأل النبي صلى الله عليه وسلم وقد علمت انه لا يرد سائلا ليس له ثوب غيره هكذا وجدوا منه عليه الصلاة والسلام. بالله عليك هل وصلت يوما الى هذا الحد خرجت الى السوق تشتري غداء لاسرتك. خرجت في مشوار وليس في جيبك الا اجرة المشوار والنفقة للصواري التي تركبها اجرة المواصلات ثم وجدت محتاجا فاثرته فاخرجت الذي في جيبك وافرغته ورضيت بان ما عند الله خير وابقى لك هل وصلت يوما الى هذا الحد ان يكون الشيء الذي لك ليس عندك شيء غيره؟ فقابلك صاحب حاجة وسألك هل وصلت الى هذا الحد؟ فلما عتبوا على الصحابي صنيعه رضي الله عنه. قال والله ما سألته لالبسها. لكن سألته لتكون كفني. قال الراوي فكانت كفنه لما مات رضي الله عنهم اجمعين. ما احرى مثل هذه المواقف ان ننصبها في حياتنا انموذجا والله انها تربية سنعالج بها نفوسنا من الشح والبخل والله. ولو ربينا عليها اولادنا سننشأهم على فنمط رفيع من الكرم والبذل والسخاء. ولو تعاملنا بها مع الناس من حولنا لوجدنا اثر ذلك في زوجاتنا. واولادنا ابنائنا وبناتنا كيف يتربون على الكرم لما يجدون اباهم صاحب جود وعطاء وسخاء لا يرد سائلا. عندما نقف تلك المواقف سنعلم وعظيم ما كان يعيشه نبيكم صلى الله عليه وسلم. حتى انه اصدق من يقول فيه ذلك القائل. تعود بسط الكف حتى لو انه سناها بقبض لم تجبه انامله تراه اذا ما جئته متهللا كانك تعطيه الذي انت سائله ولو لم يكن في كفه غير روحه لجاد بها فليتق الله سائله. هو البحر من اي النواحي اتيته. فلهجته المعروف والجود ساحله. قال نبيكم صلى الله عليه وسلم في واسع من العطاء والبذل يجد اصحاب الحوائج عنده حاجتهم دونما استثناء. من سأله حاجة لم يرده الا بها او بميسور من القول. والمبدأ الكبير هي الجملة التالية. قد وسع الناس منه بسته وخلقه. قد وسع خاش منه بسقه وخلقه. البسط بسط الخلق والبشاشة والاحسان. البسط بسط العبارة والنطق في القول. ما يجدون مالا ولا لابد ليس بالضرورة ان يكون السائل يجد مالا ما كان نبيكم صلى الله عليه وسلم غنيا ولا ثريا قد طلق الدنيا ثلاثا ما كان صاحب ثراء ولا مال ولا كنوز ما كان صلى الله عليه وسلم يدير الخسائر من الذهب والفضة والزبرجد واليواقيت ابدا كان عليه الصلاة والسلام كان سيد الفقراء بابي وامه عليه الصلاة والسلام كان يأكل اياما ويجوع اضعافها كان يجد من الطعام قياما ولا يجد اضعافها ومع ذلك كانوا يصفونه بالجود والكرم والعطاء والسخاء صلى الله عليه واله وسلم القانون في ذلك هو وسع الناس منه بسطه وخلقه. ولذلك جاء في الحديث وان كان ضعيفا وقد حسنه بعضهم انكم لم تسعوا الناس انكم لن تسعوا الناس باموالكم. ولكن ليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق قد لا تستطيع اعطاء الناس كلهم مالا لكنك تستطيع ان تعطي الكل خلقا حسنا ووجها منبسطا وابتسامة لطيفة دافئة هذا في ملك الجميع. اخبرني من الذي لا يملك ابتسامة؟ من الذي لا يقوى على قول كلمة حسنة لطيفة؟ من الذي لا على ذلك عندما يجد احدنا صعوبة في ان يبسط وجهه بابتسامة وان يبسط لسانه بقول حسن فثق تماما انه ليس فقرا فحسب بل هو غاية القحط والجفاف الذي يحتاج صاحبه ان يستسقي الله. لا يستسقيه ماء ولا مطرا بل خلقا ولطافة ورفقا. هذا منهج كبير نجده في ثنايا شمائل وهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم ثم انظر معي العبارة التالية لما عاشوا معه هذا العطاء بلا حدود وهذا الجود والسخاء بلا انتهاء شعروا انهم ليسوا فقط مع امام ونبي ومعلم ومرب صار لهم ابا. ابا. والله ان كلمة الاب او الوالد ها هنا بظلالها الدافئة وتشعر ان الصحابة رضي الله عنهم قد انتعشت قلوبهم وهي تستظل في ظلال هذا الشعور الابوي كان ابدا ارأيت ابا؟ ارأيت ابا يمنع ولدا من اولاده حاجة يسأله؟ خصوصا اذا انكسر قلبه عليه بما يراه من وضعف وحال بائسة كلا هكذا كان نبيكم صلى الله عليه وسلم. يملك قلبا رؤوفا رحيما رفيقا بصحابته فكان لهم ابا. بل يعلمنا هذا المبدأ. ويقول في الحديث الصحيح انما انا لكم بمنزلة الوالد اعلمكم كما اخرجه احمد وابو داوود والنسائي. انما انا بمنزلة الوالد لكم اعلمكم. فكان عليه الصلاة والسلام في وتربيته لاصحابه يربيهم تربية الوالد لاولاده. الاب لابنائه. فكانوا يجدون من دفء الابوة ومن ومن حسن التعامل ما اغناهم بعد ذلك عن ان يتجهوا الى من سواه. تدري ما مصداق شعور الابوة الذي وجدوه في حياتهم معه عليه الصلاة والسلام كان الرجل يتخاصم مع زوجته فما يذهب الى ابيه ولا الى ابي زوجته يذهب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم المرأة تجد خصومة ونصرة وشيئا من نمط التعامل الغير المرظي من زوجها لا تذهب تشتكي الى ابيها ولا ابي زوجها تذهب الى رسول الله صلى الله الله عليه وسلم. ولذلك جاءته المرأة التي ظهر منها زوجها. وجاءه الرجل الذي جامع زوجته في نهار رمضان. وجاءه الثالث والرابع والخامس عجيب يأتي الفقير ما عنده طعام ولا شراب يأتي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله حاجته. يأتي المستفتي للمسألة فيقصده عليه الصلاة والسلام المرأة الامة السوداء التي تكون ذات حاجة تقصده صلى الله عليه وسلم وتطلبه شخصيا فتأخذ بيده فتنطلق في سكك المدينة ليقضي حاجتها. كان الجميع يشعرون انهم مهما نزلت بهم حاجة يريدون من يفزع لهم في بقضائها ومن يعينهم في تحصيلها كانوا يجدون رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهكذا والله كل من حمل هم امته واتسع صدره لحاجات الناس سيكون مقصدا لهم بعد الله سبحانه وتعالى. يأتون اليه. فاصحاب النفوس الكبيرة والهمم العظيمة ابدا لا يتذمرون من كثرة المطالب ولا تنزعج نفوسهم من كثرة الواقفين بابوابهم ولا الطارقين على مداخلهم لكنهم يشعرون ان هذا ان هذا هو ضريبة لما بوأهم الله تعالى اياه من قضاء حوائج الناس. فصار له ابا وصاروا عنده في الحق سواء. قال رضي الله عنه مجلسه مجلس علم وحلم وحياء وامانة وصبر وعدد ما شئت من الصفات. لكن لما كان مجلس نبيكم صلى الله عليه وسلم كذلك؟ الجواب بان هذه هي اخلاق صلى الله عليه وسلم الا ترى ان صاحب المجلس يؤثر على جلسائه باخلاقه هو الا ترى ان الرجل السفيه مجلسه مجلس سفاهة؟ الا ترى ان الرجل المتكبر المغرور تعجلف على الناس مجلسه مجلس غرور وكبر وبطر. الا ترى ان مجلس الصالحين هو مجلس صلاح الا ترى ان مجالس الانبياء هي ارفع المجالس البشرية قدرا. كان مجلسه صلى الله عليه وسلم مجلس علم وحلم وحياء وامانة وصبر. نعم. علم يجدون فيه العلم. يسمعون فيه فتوى السائل. ويسمعون الاية اذا نزلت والوحي اذا وصل ويتعلمون الاحكام والدين. ومجلس حين لانهم لا يرون الا رسول الله صلى الله عليه وسلم يتسع صدره الرؤوف الرحيم لكل الجالسين. مهما تنوعت الاحوال مع الذي يغلظ في العبارة والذي يلح في المسألة مع الاعرابي والجافي الجاهل مع الصغير والكبير فتعلموا الحلم من خلقه عليه الصلاة والسلام. ابحثوا يا احبتي في نصوص الاحاديث النبوية عن تلك العبارات والاحاديث التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يلقن فيها الامة اصول الاخلاق. اجمع ما شئت من احاديث والامانة والكرم والحلم والعفو والرأفة والاحسان والعدل وعدد ما شئت من من الخصال والاخلاق. هل تظن انك بعشرات الالوف او بالالوف من النصوص النبوية في تعليم هذه الاخلاق والحث عليها؟ نعم هناك جملة وافرة لكنها ليست بتلك الكثرة هنا تعلم فقط انهم كانوا يتعلمون تلك الاخلاق الشريفة من خلقه وهديه صلى الله عليه وسلم اكثر مما تعلموها من قوله بدليل ان من صحبه فطرة وجيزة لم تتسع ان يسمع فيها كثيرا من التوجيه النبوي والايمان والعلم منه عليه الصلاة والسلام لكنه تعلم بصحبته كثيرا من تلك المعاني. كانت مجالسه مجلس علم وحلم وحياء وامانة وصبر. كل تلك المعاني وجدوها وافرة في مجالسه عليه الصلاة والسلام. ثم اسمع شيء من تخصيم تلك الصفات والاخلاق التي كانت تعلن في مجلسه عليه الصلاة والسلام. لا ترفع فيه الاصوات. هذا حياء هذا ادب لا ترفع فيه الاصوات. بمعنى ان احدهم اذا اراد ان يتكلم او يتحدث مع جليسه او مع النبي صلى الله عليه وسلم كان المجلس فيه من الوقار ما يتحدث فيه المتحدث بقدر اسماع الصوت بلا لجم بلا رفع اصوات بلا لغط تدخل بعض المجالس فيزعجك لغط الاصوات وارتفاعها حتى لا تكاد تسمع جليسك الذي بجوارك. مجلسه عليه الصلاة والسلام فيه من الوقار ومن السكينة ما لا ترفع فيه الاصوات. الان اسمع هذه العبارات وعش هذه اللحظات وكانك في مجلسه عليه الصلاة والسلام حتى تعرف اي نعيم عاشه الصحابة الكرام رضي الله عنهم في صحبته عليه الصلاة والسلام حتى تعرف اي ايمان حصلوه حتى تدرك اي شرف وصلوا اليه رضي الله عنهم بادراك صحبته عليه الصلاة والسلام. لا ترفع فيه الاصوات ولا تؤذن فيه الحرم اي لا تعاب. لا تعاب الحرم والمقصود كل شيء له حرمة ومكانة النساء مثلا الاخلاق والاعراض مثلا الحقوق مثلا لا تذكر بقبيح في مجلسه عليه الصلاة والسلام لا تؤذن لا تعاب ولا تذكر بقبيح تلك الحرمات. فكان مجلسه مجلس وقار وادب. ولا تسمع فيه ابدا شيئا من السفاس ولا تعاطيا لشيء يمكن ان يكون مخلا بالمروءة او متجاوز حدود الادب. لا تؤذن فيه الحرم. ولا تنسى فلتاته لا تنسى لا تشاع ولا تباع. الفلتات او الفلتات جمع فلتة وهي الزلة اراد انه لم تكن لمجلسه صلى الله عليه وسلم سقطات ولا فلتات من القول تنقل انه خارج المجلس يعني لم يكن صلى الله عليه وسلم صاحب زلل في القول لا هو ولا جلساؤه حتى جلسائه ما كانت تذكر في مجالسهم فلتات الالسنة. ما كان احدهم يتحدث بعبارة تقع عند السامعين موقعا قبيحا. فيتأذون منها ثم تنقلها الالسنة في المجالس. فتش كتب السيرة ونختم في كتب التواريخ. ستجد ان اكثر الناس اعداء وترصدا وحسدا وحقدا برسول الله صلى الله عليه وسلم في المجتمع المدني وهم صنفان. اليهود المنافقون مع كل ما جبروا عليه من الحسد والحقد والكراهية لرسول الله صلى الله عليه وسلم الا انهم ما وجدوا سبيلا قط الى كلمة تكون ماخذا عندهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا عجيب والله. يعاشرونه في المدينة عشر سنوات ما وجد احدهم على قدر ما في قلوبهم من حسد والحقد والغضب والكراهية والعداوة ما وجدوا عبارة واحدة تكون مأخوذة على رسول الله عليه الصلاة والسلام. ما وجدوا كلمة بل والله ولا نصف كلمة. ما وجدوا عبارة يمكن يمكن ان تفهم من الوجوه انها خطأ منه عليه الصلاة والسلام. نعم. هو معصوم صلى الله عليه وسلم. لكنه كان يعلمه هنا كيف يكون احدنا في تعامله حتى مع الد الخصوم والاعداء؟ انك عندما تتخذ من نفسك سياسة سياسة التأني والوقار والحلم والرفق ومعرفة مآخذ الامور ومداخل ومخارجها ستجد نفسك مطمئنا الى انك لن يغفر منك عدو بزلة ولا فلتة. ولا يمكن ان يأخذ عليك صنيعا في قول او فعل هكذا كان عليه الصلاة والسلام. يقول متعادلين اي صحابته وجلاء نساءه في المجلس متعادلين او هم سواسية فيما يجدونه من العناية والحفاوة والاكرام في الجلوس كما تقدم قبل قليل. بل كانوا يتفاضلون فيه بالتقوى. اراد انه ان كان شيء ما يفاضل بين بعضهم في مجالستهم لرسول الله عليه الصلاة والسلام فشيء واحد فقط هو الايمان والعلم والتقوى الذي يتميزون به رضي الله عنه هو الميزان الذي انزله الله ان اكرمكم عند الله اتقاكم. متواضعين. يوقرون فيه الكبير ويرحمون فيه الصغير. ويؤثرون ذي الحاجة تظن الغريبة وفي رواية ويحظون او ويحظون الغريب. اي يجد الغريب عندهم حبوة وعناية واكراما هذه الاخلاق كم نحن بحاجة الى ان نشيعها في مجالسنا ايها المسلمون في كل زمان ومكان. في بلاد الشرق هو المغر في كل بلاد الاسلام نحتاج اليوم يا احبة ان تشاع هذه الاخلاق في مجالسنا. لان الناس وخصوصا العامة تتربى في مجالس اكثر منها في المساجد. وذلك ان جلوسهم في المجالس اوسع من جلوسهم في المساجد. هو يجلس خطبة الجمعة مثلا واذا جلس مجلس وعظ ذكره فيه الامام فدقائق معدودات لكنه يقضي سحابة نهاره في تلك المجالس مجالس الاصدقاء والاقرباء مجالس الاسرة مجالس الرفقة والاصحاب مجالس الحي هي المجالس التي يقضي فيها كثير من الناس اوقاتهم عندما تكون ثقافة مجالسنا في بلاد الاسلام ثقافة اخلاق وقيم ومبادئ ستنتج مثل هذه المعاني يوقرون فيه كبيرا ويرحمون فيه الصغير ويؤثرون ذا الحاجة ويحظون الغريب ان نلقن اجيالنا هذه القيم والمبادئ ان يكون الكبير محترما. وان يكون الصغير مرحوما. وان يكون ذي الحاجة تقضى حاجته ونؤثره ونقدمه على ذواتنا. وان يكون الغريب غريب البلد غريب السفر غريب الموطن غريب الاقامة ان يكون صاحب حظوة بحيث لا نجمع له بين وحشة الغربة وجفاء التعامل. يكفيه وحشة الغربة التي هو فيها فاقل ما يجد بين اخوته وبني ملته احسانا في التعامل يخفف عنه لوعة ذلك الاغتراب ويطفئ وحرارة بعد عن الاسرة والاهل لكن ان نجمع له بين غربته والوحشة التي يجب. مع جفاء في التعامل ونصرة او اعراض واهمال فذاك ليس من خلق الاسلام ولا من خصال المسلمين. ثم ينتقل الحسين رضي الله عنه سائل اباه سؤال المتتبع المكتفي الحريص المفتش عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم عن منحا اخر من هديه وشمائله. نعم. قال سألت اخي عن صيغة النبي صلى الله عليه وسلم في جلسائه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دائم البشر ان الخلق بين الجانب ليس ولا فحاش ولا عياد ولا مرشح عما لا يشتهي ولا يؤيس منه راجيه ولا يخيب في السير. هذه عبارات وصف بها علي ابن ابي طالب رضي الله عنه شأن النبي صلى الله عليه وسلم وهديه مع جلسائه. هي ايضا مرآة اخرى الان انتقل معي اليها. مرآة حاول حاول ان تقارن فيها شأنك وتعاملك مع جلسائك كما كان النبي صلى الله عليه وسلم مع جلسائه هذه امرأة اخرى حاول ان تجعل فيها في الميزان لتقيس حسن خلقك. لتقيس سمو تعاملك. لتقيس فيها رقيك. لتقيس فيها مشاعرك ورصيدك من الاخلاق والطباع. هذا الميزان ميزان نبوي. ميزان نبوي يجب ان نتحاكم اليه جميعا يا امة محمد صلى الله الله عليه وسلم والا والا فنحن احوج الى ان ننظر مليا في قول الله تعالى لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة سنة يقتضى ان يكون اسوة حسنة ان يكون هديه معيارا لنا كالتعاملات معيرا نزن به اخلاقنا تعاملات احوالنا كلها على حد سواء. ان لم يكن قدوة لنا صلى الله عليه وسلم والله سنتين. سنضيع سنختلف في نصب كما تراه انت لا اراه انا وما نراه كلانا لا يراه الثالث والرابع والعاشر. فحتى يتحد الجميع على قدوة واحدة ان يكون معيارنا في ذلك من رضيه ربنا لنا قدوة صلى الله عليه واله وسلم. يقول الحسين رضي الله عنه سألت ابي عن سيرة النبي صلى الله عليه واله وسلم في جلسائه فقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم دائما البشر البشر طلاقة الوجه وحسن البحيا. وربما الابتسامة التي لا تفارق الوجه هل هذا تعبير عن دوام الفرح والسرور والانس؟ هل هو تعبير عن انعدام الحزن في حياته عليه الصلاة والسلام؟ ابدا قال بشرا يحزن ويفرح. يضحك ويبكي. يتأثر بالمواقف التي تمر به. كان يغضب ويرضى. لكن ما معنى ان يجد الصحابة في جلسته دوما ديمومة البشر منه عليه الصلاة والسلام. ليس له الا معنى واحد. انه ان كان يحمل شخصيا وان كان يمر بحالة تتعلق به عليه الصلاة والسلام فقد بلغ من سمو الخلق ورفعة انه ما كان يشرك جلساءه في الهم الذي يعيشه عليه الصلاة والسلام. ولا في الحزن الذي يعتريه كان يحمل حزنا وهما ولابد في بعض الايام. لكن ان يجلس الجليس معه فلا يشعر بذلك الحزن والله ليس باليسير. من اصعب قبل مواقف اخي ان تكون يوما مهموما عائدا من عملك. وقد حصل لك اشكال مع رئيسك في العمل او مع صديق او في الطريق فانزعجت وتكدر خاطرك وتأثرت نفسيتك. اقول من اصعب ما يكون ان تأتي البيت وهو البيت فتدخل على زوجتك التي ظلت تنتظرك ساعات طوال. فتخلع همك ومشكلتك وحزنك ومصيبتك. مع حذائك الله عند البار قبل ان تدخل. فتدخل فلا ترى ولا تشعر منك زوجتك باي شيء عشته في الساعات الماضية تعرف ما معنى هذا؟ معناه معناه قمة في قوة النفس. والقدرة على قيادتها بما يستطيع الانسان ان يفصل فيه بين حال وحال. النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يفعل هذا مع زوجاته واهل بيته فقط كان يفعله حتى مع جلسائه. فكان اذا جلس معهم مجلسا وهو حزين او مغضب او مكره على شيء وقد تضايق وانزعج ما كانوا يشعرون اي اثر بذلك الغضب والانزعاج. بل كانوا يجدون البشر منه صلى الله عليه وسلم. تلك مرتبة رفيعة جدا جدا لا يطوى عليها الا من اوتي سموا في الخلق ورفعة في النفس وقدرة على التحكم في معطياتها. قال الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم دائم البشر سهل الخلق لين الجار عبارات يفسر بعضها بعضا وجدوا منه من الرفق والليونة والرأفة والرحمة ما شهدت لها الكثير من المواقف والحكايات والروايات ليس بفضل ولا غليظ. نعم ما كان شديدا ولا جافيا. مع انني قلت مرارا كان بشرا عليه الصلاة والسلام وكانت المواقف التي تعتريه ربما كان في بعضها ما يحمل على الاستفزاز وعلى الجفوى وعلى ردة الفعل لكنه كان صلى الله عليه وسلم ما كان الا لينا سهلا ودودا لطيفا باصحابه. بالله عليكم اما كانت هذه المعاني كلها تملأ قلوب صحابتي حبا عظيما له صلى الله عليه وسلم؟ بلى والله. اذا يجب ان تملأ قلوبنا نحن ايضا حبا له صلى الله عليه وسلم. بعض ما شرفنا الله بالعيش معه. ولا ادركنا يوما من حياتنا في ولا رفقته عليه الصلاة والسلام. لكننا وجدنا اثر ذلك فيما نقل لنا صحابته رضي الله عنه. فوجدنا انسانا ذاك البشر ووجدنا اخلاقا ما عرفناها في غيره من البشر ووجدنا طباعا تعجز والله العبارات ان تحيط بها وصفا فليس لك الا ان ينطلق قل قلبك حبا واجلالا وتعظيما للنبي المصطفى صلى الله عليه وسلم. حبا يجبرك على ان تحله بالمرتبة الاولى في قلبك بلا منازع تتجاوز به كل محبوب. هذا مقتضى الايمان. يا احباب محمد صلى الله عليه وسلم. هذا مقتضى الايمان يقول صلى الله عليه وسلم بعضنا يقول اود واتمنى وارغب واحاول ان يكون عليه الصلاة والسلام في قلبي محبوبا اولا ما اقدم عليه حبا لكنني لا اجد الى ذلك سبيلا. دونك مثل هذا الطريق عبد الله. دونك هذا السبيل الذي السلام عليكم اشهد ان اشهد ان اشهد اشهد ان حي حي حي الله اكبر الله اكبر لا لا اله الا الله بسم الله الرحمن الرحيم. فهذا سبيل يسلكه الراغب في زرع محبة رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم في قلبه. وفي تنميتها وفي ترويتها وفي تقديمها على محبة كل محبوب في القلوب هو على شمائله صلى الله عليه واله وسلم. قال ليس بفضل ولا غليظ ولا صخاب. الصخب الظجة واضطراب والصوت اثناء الخصام. فاذا غضب انسان مع اخر وتجادل معه. فعلى صوته فقد وقع في الصخب. ما كان نبيكم صلى الله الله عليه وسلم بهذا الوصف ابدا. كان اشرف عليه الصلاة والسلام واسمى من ان يكون موصوفا بلجج ورفع صوت في خصام تالله يا اخوة انها اخلاق نتأدب مع كل جملة منها. تربية للنفوس. نروي فيها جفاف اخلاقنا وقحطمة شاعرنا الذي نعيش في كثير من لحظات الحياة. نجدها في نبع هدي المصطفى صلى الله عليه واله وسلم. ولا عياب ما كان يعيب لا انسانا ولا خلقا ولا طعاما ولا شيئا من الاحوال كان اذا اراد ان يقوم تكلم مع صاحب الشأن. لكنه ما كان احدا بخلقته ولا بخلقه ان اراد ان يقيم قيما. واذا اراد ان ينبه احدا تكلم. فكان يقيم عليه الصلاة والسلام شأن اصحابه والامة من ورائهم على كل ما يحملهم على اكمل الاحوال والاخلاق. قال ولا مشاحن لم يكن كثير المشاحن لم يكن كثير الشح عليه الصلاة والسلام. وفي نسخة ولا مداح. ايضا ما كان كثير المدح والتملق للاخرين. فلم يكون هذا من هديه عليه الصلاة والسلام. مثني على اصحابه بما هو فيهم. ليثبتهم ويزيدهم ايمانا. يتغافل عما لا يشتهي. لم شأنه صلى الله عليه وسلم عما لا يكون في امره يتغافل عما لا يشتهي ولا يؤيس منه راجيه ولا يخير وفي من يرجوه لامر ما كان ييأس ان يجد حاجته عند رسول الله عليه الصلاة والسلام. قلنا فيما سبق ولو لم يكن يملك الا كلمة طيبة وابتسامة صادقة. ولا يخيب فيه يجد المؤمل عنده صلى الله عليه وسلم شيئا ما يعينه على تحقيق مروا به. ركضوا ها هنا لنكمل في الاسبوع المقبل ان شاء الله. ولعلي اعتذر اليكم اسبوعين مقبلين قد اكون فيهما مسافرا نستأنف بعدهما ان شاء الله تعالى. وكلنا اسف ان يقطعنا شيء والله عن استمرار مجالسة شمائل المصطفى صلى الله عليه وسلم. ليكن ليكن حظ احدنا انعدم مجلسا كهذا ان يكثر من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم في ليلة كهذه الليلة ليلة الجمعة وفي غدكم يوم الجمعة فقد قال نبيكم صلى الله عليه وسلم اكثروا من الصلاة علي يوم الجمعة وليلة الجمعة فان صلاتكم معروضة علي ومن صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا. اللهم انا نسألك علما نافعا وايمانا صادقا. وشفاء من كل داء. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم اجعل لنا ولامة الاسلام جميعا من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا. من كل بلاء عافية اللهم انه قد احاط بامة الاسلام من البلاء ما لا يشكى الا اليه. في العراق والشام ومصر وفلسطين. وفي كثير من بلاد الاسلام اللهم احفظنا والمسلمين جميعا بحفظك يا اكرم الاكرمين. اللهم احفظنا واياهم جميعا من كيد الاشرار. ومن فجور الفجار ومن شر طوارق في الليل والنهار. اللهم نسألك باسمك الاعظم الذي اذا دعيت به اجبت. واذا سئلت به اعطيت ان تمكن لدينك وعبادك المؤمنين ثم مكن لدينك الذي ارتضيت لامة الاسلام. اللهم مكن لهم في الشرق والغرب واحمهم يا رب من كل ما يسوؤهم يا اله العالمين. ربنا ضاقت بنا الاسباب واغرقت دوننا الابواب. وليس لنا رجاء الا في عفوك وفضلك ومددك يا اله العالمين. اللهم فكن لنا وللمسلمين جميعا يا اله الحق يا رب العالمين. اللهم تولنا والمسلمين جميعا بولايتك. واكرمنا يا ربي بعفوك وعافيتك. اللهم ارحم موتانا واشفي مرضانا واهدي ضالنا واهدنا واياهم الى الصراط المستقيم. اللهم احفظ علينا امننا وايماننا وسلامة واسلامنا ووفقنا لما تحب وترضى وخذ بنواصينا الى البر والتقوى. اللهم انا نسألك ان تأخذنا الى الخير كله اجله واجله وان تعيذنا من الشر كله عاجله واجله. نسألك يا رب حبا وتعظيما واجلالا لمقامك يا ذا الجلال والاكرام. حتى يكون حبك احب الينا من كل شيء حتى من انفسنا. ونسألك يا ربي حبا صادقا لنبيك صلى الله عليه وسلم. نملأ به قلوبنا على جوارحنا فنقتدي به السنن ونتبع فيه هديه عليه الصلاة والسلام. اللهم احينا مسلمين وتوفنا مسلمين والحقنا بالصالحين اللهم احشرنا في زمرة نبيك صلى الله عليه وسلم. واكرمنا بشفاعته واسعدنا يا رب بالحشر في زمرته. نحن ووالدينا وزوجاتنا والمسلمين اجمعين. اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة. وقنا عذاب النار. وصل يا ربي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد واله وصحبه اجمعين الامة كلها