يخالف او لا يوافق عرف الناس في بلد ما او في زمان ما فكان عرف الناس في الشعور مثلا او في اللباس او في الهيئات يخالف ذلك فجاء احدهم فصنع ذلك الصنيع على شكل سلام ومن احب نبيه صلى الله عليه واله وسلم اقترب من هديه وسيرته وسنته من احب رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتغل بكثرة الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه واله وسلم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. الحمد لله الذي يسر لنا اسباب طرق العلم وتحصيله الحمدلله الذي اكرمنا بكل خير وفضل ونعمة واحسان. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ذو الجلال والاكرام. واشهد ان سيدنا ونبينا وحبيبنا محمدا عبد الله ورسوله وصفوته من خلقه خاتم الانبياء وامام المرسلين ومبعوث الله رحمة للعالمين. اللهم صل وبارك عليه وعلى ال بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان واقتفى اثرهم الى يوم الدين اما بعد. فان حب رسول الله صلى الله عليه وسلم لازم من لوازم الايمان اخوة الايمان. ومن مقتضى شهادة احدنا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يمتلئ قلبه ايمانا وحبا وصدقا في طاعته واقتدائه برسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يتم لعبد مسلم الحب الكامل لرسول الله صلى الله عليه وسلم. حتى يتأتى له تمام الطاعة والاقتداء والاستنان برسول طول الله صلى الله عليه وسلم حتى يملأ قلبه وجوارحه سمعه وبصره وفؤاده من كل ما ايقربه علما ومعرفة باخبار المصطفى الحبيب عليه الصلاة والسلام فان المحبة فرع عن معرفة فضائله وخصائصه وما اتاه الله عز وجل من المكارم والفضائل عليه الصلاة والسلام شمائل نبيكم صلى الله عليه وسلم ايها المسلمون كفيلة بهذا المعنى العظيم كفيلة بان تملأ القلوب معرفة برسول الله صلى الله عليه وسلم معرفة تقود الى حب يمتلئ به القلب له عليه الصلاة والسلام في خطوة نحو تمام الطاعة والاقتداء بالمصطفى عليه الصلاة من احب رسول الله صلى الله عليه وسلم ظل طيلة حياته مشغول الفؤاد والبال كيف يكون له في حياته موقع عظيم فيه تمام الاقتداء بالمصطفى عليه الصلاة والسلام في شأنه كله ان هذه الامور التي نبحث عنها معشر المحبين لرسول الله عليه الصلاة والسلام. ترتكز في زوايا متعددة احدها هو العناية بدراسة سيرته وهديه واخباره عليه الصلاة والسلام. هو التعرف على شمائل المصطفى صلى الله عليه واله وسلم ثم لم نزل في كل ليلة من ليالي الجمعة ونحن في رحاب بيت الله الحرام نتدارس سويا هذا الكتاب العظيم مختصر الشمائل المحمدية الذي وضع اصله الامام الترمذي رحمه الله وهو يبوب لشمائل نبيكم صلى الله عليه وسلم. الشمائل التي تعرض داره واحواله التي تعرض صفاته الخلقية والخلقية شمائله عليه الصلاة والسلام مرآة يجب ان ينظر فيها كل مسلم. يقيس فيها حاله يزن فيها اخلاقه يضبط ويعاير فيها تصرفاته سائر اليوم. مع نفسه اولا مع اقرب الناس اليه زوجته ووالديه اسرته ثانيا مع الناس من حوله ثالثا مع الكون من حوله جميعا رابعا نبينا صلى الله عليه وسلم بعثه الله بشرا رسولا ليكون فيه من مقتضى البشرية ما يناسب لكل بشر الى يوم القيامة ان يجد في سيرته عليه الصلاة والسلام مساحة واسعة ضع فيها نفسه موضع الاقتداء. واراده الله ان يكون انسانا بشرا يعاني ما يعانيه البشر من احوال تعترضهم وامورهم اتاريهم في يومهم وليلتهم وسائر مناحي حياتهم. ولان لا يبقى لمسلم عذر بعد الا يكون له في رسول الله صلى الله عليه اسوة حسنة فانه بشر ونحن في بشريتنا مأمورون بالاقتداء به. عليه الصلاة والسلام. كل ذلكم وسواه كثير يجده المسلم غض في سيرته العطرة عليه الصلاة والسلام. وما جمعه سلف الامة الابرار من اخباره واحواله وشمائله الشمائل المحمدية التي نتدارسها كل ليلة من ليالي الجمعة. نهدف فيها الى كل ما سبق ذكره. ثم نحن بعد وقبل ذلك نستصحب انا في ليلة شريفة مباركة ندبنا فيها الى الاكثار من الصلاة والسلام على رسول الله عليه الصلاة والسلام. فلعل مجلسا كهذا في ليلة جمعتكم هذه احبتي الكرام يعين احدنا على ان يكون هذه الليلة وافر الحظ من الصلاة والسلام على رسول الله عليه الصلاة والسلام. احرص رعاك الله الا وصحيفتك الليلة الا وقد ملأتها صلاة وسلاما عاطرين على حبيب القلوب صلى الله عليه وسلم. فيكون ذلك عونا لك باذن الا ان تصبح صبيحة الغد قد امتلأ قلبك حبا وشوقا وكثرة صلاة وسلام عليه عليه الصلاة والسلام. فتكون ايضا في صبيحتك ونهار غدا ونهار غد في جمعتك ان تكون ايضا من الفائزين الرابحين الظافرين بكثرة الصلاة السلام عليه صلى الله عليه وسلم لسنا بصدد تعداد فضائل الصلاة والسلام عليه لكننا بصدد التذكير في ليلة خصنا فيها عليه الصلاة والسلام بالاكثار من الصلاة والسلام عليه فقال اكثروا من الصلاة علي يوم الجمعة وليلة الجمعة فان لا تكن معروضة علي ثم قد وقف بنا الحديث في دراسة هذا الكتاب واتينا في الدرس الماضي على اخر ما جاء في باب خاتم النبوة ووصفه وها نحن نشرع الليلة بعون الله في باب ما جاء في شعر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. نعم بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم. اللهم صلي وسلم باب ما جاء في شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن انس بن مالك قال كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم الى نصف اذنيه وفي طريق اخر انصاف اذنيه نعم وعن عائشة رضي الله عنها عن عائشة رضي الله عنها قالت كنت اغتسل انا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من اناء واحد طيب وكان له شعر فوق الجمة ودون الوفرة هذا الباب باحاديثه التي ساقها الامام الترمذي رحمه الله وسنأتي على عرضها تباعا يصف فيه ما عنون له بقوله باب ما جاء في شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم وشعر بسكون العين او شعر كلاهما صحيح شعره عليه الصلاة والسلام وصف على لسان اصحابه رضي الله عنهم اجمعين في جملة ما جاء في حرصهم على نقل اوصاف خلقة المصطفى عليه الصلاة والسلام ولست تعجب اخي الكريم من هذا الصحب المبارك رضوان الله عليهم اجمعين الذين اعتنوا بنقل كل ما يتعلق بهيئة المصطفى وشكله صلى الله عليه وسلم وصفوا كل جزء دقيق او عظيم في اوصاف خلقته. حتى لكأنهم يرسمون لاحدنا اليوم صورة واضحة المعالم محددة الشكل والهيئة تصف لك المصطفى صلى الله عليه وسلم كانك تراه هذا الحرص العظيم من الصحب الكريم رضي الله عنهم. كان مبنيا على امور عدة احدها ما امتلأت به قلوبهم حبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فظهر ذلك حرصا عليهم رضي الله عنهم في ان ينقلوا كل صغير او كبير يتعلق به عليه الصلاة والسلام اما المعي لم يقتصر نقلهم على ما كان يعلمهم اياه عليه الصلاة والسلام من القرآن والسنة من الحلال والحرام. كان هذا هو صلب الدين الذي رووه نقلوه رضي الله عنهم لكنهم ايضا كانوا يرون انه من تمام حبهم له عليه الصلاة والسلام ان يصفوا في شأنه كل شيء صغير او كبير فما حملهم على ذلك الا الحب العظيم الذي امتلأت به قلوبهم للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم. فنقلوا لك كل شيء وقد تقدم في المجالس السابقة جمل عظيمة واسعة المعاني. متعددة الانحاء. يصفون فيه كلامه ضحكه قيامه قعوده دخوله خروجه بل يصفون لك اخي الكريم مشيته وضحكته وحاجبيه وعينيه وانفه ويديه وقدميه وشعر جسده وكل ما يتعلق بوصف خلقته عليه الصلاة والسلام. فكان هذا المبنى الاول الذي تلمسه في مثل هذا النقل الدقيق الذي حرص الصحابة رضي الله عنهم على نقله. اما المبنى الثاني فهو حبهم لنا معشر الخلف الذين يتبعون اولئك الصحب الكريم نحن الاجيال التابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. المتشرفين بالانتماء الى امته. فاننا لم نظفر برؤيته عليه الصلاة والسلام ولم تكتحل اعيننا بالتطلع الى جميل خلقته وبهي طلعته عليه الصلاة والسلام. لكنهم رضي الله عنهم حرصا وحبا ورحمة بالاجيال اللاحقة بهم نقلوا هذا الوصف وحفظوه ورووه ليكون لمن اتى من بعدهم حظ في معرفة في اوصاف خلقته عليه الصلاة والسلام كما كانوا يرونه بام اعينهم رضي الله عنهم اجمعين. اما المبنى الثالث فانه علم يجب العناية به ودين يجب الحفاظ عليه شمائل النبي صلى الله عليه وسلم ليست ترفا علميا. ولا كمالا يسعى الى تحصيله لكنه صلب العلم ومن زعم طلب العلم وتشرف بسلوك طريقه فاحدى الخطوات اللازمة التي يجب ان يتشرف بالوقوف عندها منها هي دراسته ومعرفته وتعلمه لشمائل النبي صلى الله عليه واله وسلم. اما ان شمائله عليه الصلاة والسلام وايمان وحب عظيم. يجب ان يسلكه المؤمنون جميعا السائرون على طريق هديه عليه الصلاة والسلام. فكل ذلك فجعل الصحابة رضي الله عنهم يحرصون على نقل تلك الشمائل على وصف تلك الصفات الدقيقة. الا تعجب الان الى انهم يخصون شعره عليه الصلاة والسلام ليصفوا لك كيف كان. فما الذي نقله في وصف شعره؟ نقلوا لك اولا ما يتعلق بوفرته وبحجمه كثرة وقلة ثم نقلوا لك عنايته صلى الله عليه وسلم بشعره وترجيله وتمشيطه ودهنه والاحسان اليه ثم نقلوا ايضا ما يتعلق بالشيب وعدد الشعرات البيض في رأسه عليه الصلاة والسلام وما يتعلق بذلك من وهل خضب او لم يخضب؟ هذا الوصف الدقيق جاء في ثلاثة ابواب متتاليات عند الامام الترمذي رحمه الله. باب ما جاء في شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم باب ما جاء في ترجل رسول الله صلى الله عليه وسلم باب ما جاء في شيب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ختم ذلك بباب الخطاب هذه العناية الدقيقة وهذا الوصف المتتابع يرويه عدد من الصحابة رضي الله عنهم سمعتم الان حديث انس رضي الله عنه في وصف حجم شعره عليه الصلاة والسلام فقال كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم الى نصف وفي رواية الى انصاف اذنيه الى نصف اذنيه او انصاف اذنيه ونصف الاذن ان يصل الشعر فينزل من اعلى الرأس ليبلغ منتصف الاذن فيدل على وفرة وعلى كثافة في الشعر وكذلك كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم. الاوصاف التي وصفت شعره عليه الصلاة والسلام في اكثر من رواية بالفاظ متعددة. هذا واحد منها ان يكون الشعر الى انصاف الاذنين ويسمى ذلك بالوفرة اذا توفر الشعر فاذا نزل عن شحمة الاذن واسترسل حتى قارب الكتف يسمى اللمة اللمة هي الشعر اذا تجاوز الاذنين نزولا الى الكتف وسمي باللمة لانه يلم بالمنكبين يكاد ان يصل اليهما فاذا وصل الى المنكب وظرب على الكتف فانه يسمى جمة فمراتب الشعر هكذا على الترتيب الوفرة ثم اللمة ثم الجمة هذا انس رضي الله عنه يقول كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم الى انصاف اذنيه فهو يصفه الان بالوفرة وفي حديث جابر رضي الله عنه قال ما رأيت من ذي لمة في حلة حمراء اجمل من رسول الله صلى الله عليه وسلم والحديث في الصحيح ما رأيت من ذي لمة يعني ذي شعر تجاوز الوفرة الى اللمة وهي ما تجاوز شحمة الاذن فكاد ان يبلغ الكتف ما رأيت من ذي لمة في حلة حمراء احسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي بعض احاديث الصحابة انهم يصفوا شعره بالجمة. هذه الاوصاف وهل كان شعره عليه الصلاة والسلام على انحاء متعددة ام هو اختلاف في الرواية والنقل؟ لو نظرت الى هذه الروايات لوجدت انهم يتفاوتون في وصف حجم شعره عليه الصلاة والسلام لكنه يزول هذا الاشكال لو علمت انهم كان كل واحد ينقل ما رآه رضي الله عنهم والشعر يطول تارة ويقصر تارة. ويزداد تارة ويقل تارة. فكان كل واحد يحكي في روايته ما رآه في تلك الفترة وفي ذلك الوقت فمن رأى شعره وفيرا وصفه بالوفرة. ومن رآه تجاوز ذلك وصفه باللمة ومن وصفه بالجمة فهو باعتبار ذلك بعض اهل العلم يقول بل كان بل كان الوصف بحسب الموقع الذي يقف منه الصحابي ليصف شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم فان وقف من امامه فانه يرى من الشعر المستقبل للوجه ما يبلغ شحمة الاذن فيقول يبلغ شعره شحمة اذنيه ومن رآه من الخلف وقد استرسل شعره فتجاوز المنكب يحكي انه تجاوز المنكب فيصفه بالجمة او باللمة والامر في ذلك واسع لكن الروايات على تعددها تثبت لك وفرة شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم. بمعنى انه كان غزير الشعر عليه الصلاة والسلام وهو نوع من الجمال. الذي كان يتصف به عليه الصلاة والسلام. ولهذا قال جابر ما رأيت من ذي لمة في حلة حمراء احسن من رسول الله عليه الصلاة والسلام. فكان هذا احد عناصر الجمال التي اوتيها المصطفى صلى الله عليه وسلم فرصدها نقل الصحابة ووصفهم رضي الله عنهم اجمعين. ثم في هذا النقل والرواية ايضا شيء ومن الهدي النبوي الذي يتعلق بنا معشر معشر امته عليه الصلاة والسلام ليستبين لنا بعض السنن التي تتعلق بالعناية تبي الشعر والتعامل به وكيف كان هدي النبي عليه الصلاة والسلام. لا تعجبوا يا احبة. والله ما ترك نبينا صلى الله عليه وسلم امة الا وقد بين لها كل ما تحتاج اليه في امر دينها ودنياها اما بين لنا ما يفعله المرء في الخلاء في الخلاء اذا دخل الحمام اكرمكم الله وعلمنا ما الذي يسن لنا ان نفعله؟ وما الادب الذي يجب علينا ان نعتني به اما علمنا عليه الصلاة والسلام من الادب ما يعمله الرجل. اذا جلس مع اهله على الفراش في اخص الامور وادقها سرا ولنا فيه هدي نبوي وسنة نتعلمها. افتظن ان سنة كان صاحبها عليه الصلاة والسلام. يعلم امته فيها دقائق الامور وخفايا القضايا. ايترك قضايا اكبر في الحياة وامورا اعظم. يترك امته دون دون تعليم ولا ارشاد ولا توجيه ولا تأديب. حاشا لكن الشأن الشأن فينا يا امة محمد صلى الله عليه وسلم. الشأن ان نبحث عن مواقع تلك السنن ثم ان نحيلها الى واقع عملي نطبقه في حياتنا فيعيش احدنا تطبيق السنة في وضوءه في صلاته في غسله في بيعه وشرائه في صومه اذا صام في قيامه في تعامله مع زوجته في تربيته لاولاده. في احسانه الى جيرانه في صلته لارحامه. حتى في تعامله مع خصومه اذا تخاصم ومع اعدائه اذا حارب ومع الناس اجمعين بل مع غير البشر من الجمادات والحيوانات لنا في كل هدي نبوي شريف رفيع. فنحن بحاجة الى ان نبحث عن تلك السنن ومواقعها. وان نوظفها في حياتنا واقعا عمليا هذا الشأن العظيم الذي يتعلق بنا. وما دراسة الشمائل يا احبة؟ الا خطوة في هذا الطريق. ان يتعلم احدنا من هدي نبيه عليه الصلاة سلام ما شأنه في هذه القضية؟ وكيف كان يعمل في تلك المسألة؟ وما السنة التي اورثنا اياها عليه الصلاة والسلام في هذا الباب او او ذاك ها هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ورضي الله عنهم اجمعين. ينقلون لنا تلك القضايا ويحرصون على روايتها ونقل فابتدأوا اولا بوصف شعره ووفرته عليه الصلاة والسلام. يقول انس كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم الى نصف او انصاه في اذنيه هذه الوفرة في الشاعر والغزارة كانت صفة جمال كما اسلفت في رسول الله عليه الصلاة والسلام وفي حديث عائشة رضي الله عنها قالت كنت اغتسل انا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من اناء واحد والحديث بهذا السياق فيه لطيفة وفائدة فقهية وهي جواز اغتسال الرجل مع امرأته من اناء واحد. تقول رضي الله عنها ان له شعر فوق الجمة ودون الوفرة تصف حجم الشعر فوق الجمة ودون الوفرة. ايهما اكثر؟ الوفرة ام الجمة الجمة. فكيف تقول فوق الجمة ودون الوفرة يعني كيف يكون فوق الاكثر ودون الاقل فوق الجمة ودون الوفرة. هي هكذا الرواية عند الامام الترمذي رحمه الله لكن الذي رواه احمد وابو داوود وابن ماجة بالعكس فوق الوفرة ودون الجمة ولعله اصح لان الوفر هو الشعر اذا كثر وتجاوز الى انصاف الاذنين فاذا وصل الى المنكبين اصبح جما فهي تصف الشعر بين هذين. فتقول انه فوق الوفرة يعني اكثر من الوفرة. ودون الجمة يعني اقل وهو الذي جاء في حديث بعض الصحابة بتسميته باللمة. فاللمة هي المرتبة في غزارة ووفرة الشعر الواقعة الجمة والوفرة ولعله اصح. على ان هذا الحد في وصف الجمة واللمة والوفرة تفاوت فيه شراح الحديث ولعله اصح كما قلت قبل قليل. نعم عن ام هانئ بنت ابي طالب قالت قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة قدمة وله اربع غدائر. وفي رواية ظفائر هذه ام هانئ بنت عم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بنت ابي طالب اخت امير المؤمنين علي ابن ابي طالب رضي الله عنه ام هانئ تصف ما رأته من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تصف مرة قدم فيها عليه الصلاة والسلام وزارهم فيها. وكان ذلك عام الفتح لما دخل مكة فاتحا اتى بيت امي هانئ لما طلبته رضي الله عنها. فاتى عندها فوصفت ما رأت من رسول الله عليه الصلاة والسلام. ومن ذلك وصفها لصلاته ثمان ركعات من الضحى في بيتها فكانت فيما تصف ما رأته من شعر رسول الله عليه الصلاة والسلام فقالت قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة قدمة يعني ذات مرة قدم وله اربع غدائر وفي رواية وفائر وعند ابي داود عقائص الظفيرة والغديرة والعقص معروف عند العامة. الغديرة والظفيرة هي الخصلة المرسلة من الشعر الشعر اذا كثر واسترسل فاذا اخذته وقسمته قسمين او ثلاثة كل قسم عبارة عن خصلة مجتمعة جمعتها الى بعضها فارسلتها تسمى غديرة او ظفيرا فاذا لويت بعضها على بعض كما يصنع اليوم بعض النساء في شعرهن سمي عقيقة او عقصا والحديث برواية ام هانئ في عدة طرق يصف شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم مكة عام الفتح وانه وكان شعرا وفيرا مسترسلا من خلفه على هيئة ظفائر او هيئة غذائر يعني قسم شعره عليه الصلاة والسلام نصفين ثم جعل كل نصفا من النصفين نصفين ايضا فصارت خصال شعره اربع مجموعات كل مجموعة عبارة عن خصلة او ظفيرة او غديرة فكانت تجمع الى بعضها فلما يرى الناظر شعره عليه الصلاة والسلام بهذا الوصف يرى شعره وقد استرسل من خلفه على هيئة الظفائر او الغدائر وهي اربع المستدلة خلف ظهره عليه الصلاة والسلام. وعند ابي داوود عقائص يعني كانت معقوصة ملفوفا بعضها الى بعض. ملتوية يدخل بعضها في بعض ويسمى عقيصة او عقصا هذا الوصف في حديث ام هانيء رضي الله عنها تصف شعر النبي عليه الصلاة والسلام وفيه وفيه شيئان. الشيء الاول غزارة الشعر ووفرته وكثرته الشيء الثاني هذه الهيئة في تقسيم الشعر على شكل الظفائر والغدائر فيما لا يعرف اليوم عندنا في كثير من بلاد المسلمين الا في امور النساء. وشعور النساء لكن ينبغي ان تعلم ان هذا الفعل والصنيع كان من صنيع العرب يفعله رجالهم عادة ولم يكن هذا امرا مختصا بالنساء ففعل صلى الله عليه وسلم ما كانت تفعله الرجال عادة في ذاك الزمان وكون شعره كان على هيئة ظفائر او غدائر ليس فيه شيء يستنكر. انما قد يستشكل اليوم لانها لم يعد شيئا معلوما قاهرا يراه الناس او معروفا في شأن الرجال. فربما وقع شيء من الاستشكال بسبب هذا ينبغي ايضا مراعاة امر اخر ان هذا الوصف الذي حكته ام هانئ رضي الله عنها محمول على الحال التي يبعد فيها عهده صلى الله عليه وسلم بتعاهد شعره او العناية به بسبب الاشتغال بسفر او نحوه. وكذلك كان فان القصة في فتح مكة والمسألة فيها سفر وارتحال. فكم كان عهده اخر مرة ببيته عليه الصلاة والسلام. حتى سافر وارتحل. وتعرفون ما للمسافر من اغبرار وشعث وشيء من قسوة الشمس وحرارتها والغبار الذي يصيب جسد الانسان فيجف شعره ايغبر بدنه وما يصحب ذلك كله مما لم يكن عهد للمسافر انذاك ان يكون اثناء سفره يغسل شعره او او يطيبه او يدهنه او يغسله. فكان هذا اثرا من اثار السفر التي بدت عليه عليه الصلاة والسلام يوم فتح مكة. ان شعره كان بهذه الهيئة غزيرا مسترسلا خلف شعره عفوا خلف ظهره على هيئة الظفائر والغدائر لم يكن عليه الصلاة والسلام قد وجد متسعا بعد لان يكون له عناية كما سيأتيك في الباب التالي في ترجله او دهنه او الاحسان الى شعره عليه الصلاة والسلام. نعم عن ابن عباس رضي الله عنه قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسدل شعره وكان المشركون يفرقون رؤوسهم يفرقون يفرقون رؤوسهم وكان اهل الكتاب يسدلون رؤوسهم وكان يحب موافقة اهل اهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشيء ثم فرق رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه ثم فرقا ثم فرق فرسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه من كثر شعر رأسه فليس له الا شيئان ليس امامه الا احدى طريقتين اما السدل واما الفرق اما السدل فان يجمع شعر رأسه فيرسله من خلفه ارسالا نتكلم على الشاعر الغزير الوفير المسترسل فمن اجتمع شعر رأسه ليس له الا حالان ان يسدله او يسدله بضم دال وكسرها وكلاهما صحيح ان يسدل شعر رأسه الى خلفه على ظهره كما تقول اليوم يسرحه فيعيده الى الخلف فيكون الشعر بطوله كله مسترسلا خلف ظهره. هذا السدل اما الفرق فان يفرق من مقدمة رأسه يفرق شعر رأسه فرقتين او نصفين فيجعل كل فرقة في احياء فاذا فرق نصف الشعر اصبح النصف الايمن على شكل ذؤابة او غديرة او ظفيرة فتكون فرقة تكون الناحية الاخرى فرقة مثلها يقول ابن عباس رضي الله عنهما واسمع الى وصف كيف كان يشعل يجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شعر رأسه يقول يسدل او يسدل شعره اذا كان يعمل اولا بالسدل وهو ارسال الشعر من خلفه وكان المشركون يفرقون رؤوسهم كان المشركون يعني كفار قريش يفرقون رؤوسهم بمعنى يستعملون فرقة الشعر الى قسمين وكان اهل الكتاب يسدلون رؤوسهم اذا هل وافق عليه الصلاة والسلام؟ اهل الكتاب ام وافق المشركين في صنيعهم وافق اهل الكتاب ولذلك قال ابن عباس وكان يحب موافقة اهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشيء ثم فرق رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه حكى انه كان يسدل وكان يفرق وثبت من سنته صلى الله عليه وسلم كل من السدل والفرق. فكلاهما ثابت وجماع ذلك ما قاله ابن القيم رحمه الله ان النبي عليه الصلاة والسلام كان يسدل شعره اولا ثم فرقه والفرق كما قلنا ان يجعل شعره فرقتين قال فكان يحب موافقة اهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشيء. ووجه ذلك مع كون كل من المشركين واهل الكتاب كفرة كما قال الله تعالى لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة. فجمعهما جمعهما في في الكفر. اقول مع كون الطائفتين كافرتين فانه صلى الله عليه وسلم كان يميل الى موافقة اهل ختام لان كفرهم اخف لان كفرهم اقرب الى الايمان. وذلك ان عندهم اصل الايمان وهو الايمان بالله بالرسالات السابقة ان كانوا يهودا او نصارى وعندهم كتاب منزل سماوي فهم بذلك اقرب الى الاسلام من كفرت الوثنيين كفار قريش عباد الاصنام ولذلك قررت الشريعة جملة من الاحكام التي يفترق فيها حكم الكافر الكتابي عن الكافر الوثني. ومن ذلك حل فتحل ذبيحة اليهود والنصارى دون ذبائح الوثنيين. ومن ذلك ايضا نكاح نسائهم. فيحل نكاح ابيات دون نكاح الوثنيات. ولهذا قال الله عز وجل وطعام الذين اوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات اي ايضا حلال. والمحصنات من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم الى اخر الاية. في الوقت الذي يقول الله عز وجل فيه وهو ينهى عن نكاح المشركين من الكفرة فيما يتنزل على غير اهل الكتاب. يقول الله عز وجل ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمنوا ولا امة مؤمنة خير من مشركة ولو اعجبتكم. ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا. ولا عبد مؤمن خير من مشرك ولو اعجبكم اولئك يدعون الى النار والله يدعو الى الجنة والمغفرة باذنه. ويبين اياته للناس لعلهم يتذكرون فتبين من ذلك كله ان الشريعة تقررت على التعامل مع الكفرة من اهل الكتاب في جملة من الاحكام على نحو اخف فمن التعامل مع الكفرة الوثنيين. ومن هذا الباب رغبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التشبه باهل الكتاب بهذا القيد يقول ابن عباس فيما لم يؤمر فيه بشيء يعني ما لم ينزل حكم يختص ويبين فيه لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما يتعلق باحكام الشريعة فانه كان يوافقهم. والملحظ والضابط الاخر ان يكون الامر في باب العادات لا في العبادات. اما العبادات فلا تشبه فيها اطلاقا لا بملة كتابية ولا بملة وثنية. بل الشرائع والتعبدات في الاسلام جاءت على نحو مستقل متكامل. فلسنا نتشبه وفي حجنا ولا في صومنا ولا طوافنا ولا سعينا لا نتشبه اطلاقا بامة من الامم السابقة لا باليهود ولا بالنصارى ولا بغيرهم ولو قال قائل ان صيامنا يشبه صيام اليهود والنصارى او ان حجنا يشبه في بعض مناسكه حج المشركين قبل الاسلام او يشبه حج ملة من الملل فالجواب انه ان وقع شيء من ذلك تشابها فانه ليس المقصود فيه التشبه لذاته لكنه التوافق الذي يقع بين بعض الملل في بعض الشرائع وهذا موجود ومتقرر. كان عليه الصلاة والسلام اذا يفرق رأسه وكان يسدله واستقر اخر امره عليه الصلاة والسلام على ان يجعل شعره فرقتين. نعم باب باب ما جاء في ترجل رسول الله صلى الله عليه وسلم. الترجل هو العناية بشعر الرأس. يسمى ترجلا يقال رجل رأسه او رجل شعره اذا اعتنى به فمشطه ودهنه او غسله واستعمل فيه بما يحسن معه شعر الرأس. فكل ذلك يسمى ترجلا لاحظ معي اخي الكريم ان الحياة في ذلك الزمان كانت قليلة جدا في نواحي الترف والتنعم. بمعنى ان الماء الذي كان يوجد في البيوت كان قليلا وبالكاد يقضي حاجة استعماله للشرب والاكل ونحوه وما كان منه فائض فيبعد ان يستعمل في ازالة النجاسة. في الاستنجاء والاستجمار فظلا عن الاغتسال. فكان يطلب الماء طلبا ويستسقى ويطلب من الابار والانهار ويحظر الى البيوت. فكان في جمع الماء وتحصيله مشقة بالغة. ومن ها هنا لم يكن لم يكن الشأن في عناية احد بشعر رأسه كما نفعل نحن اليوم. ان نغسله مرات وربما تأتى للواحد منا ان يغسل بدنه ورأسه في اليوم اكثر من مرة عندما يستيقظ واذا عاد بعد الظهيرة واذا كان المساء ونحو هذا. لكن الشأن في تلك الاوقات كان اصعب. فكان احدهم تصل كل جمعة او اذا وجب عليه الغسل لجنابة ونحوها او المرأة اذا طهرت وما كان الامر بهذه السعة. فاذا اضفت الى ذلك كله ما كانت حياتهم عليه من التعرض الكثير للشمس وللهواء وللغبار وعدم وجود اسقف تعزل ولا جدران تقي والحياة ما كانت بذاك الذي نعيشه اليوم من ترف وراحة وتنعم ورفاهية. فاذا اجتمعت ذلك كله تكونت لك صورة ان الغالب الغالب في هيئة احدهم اذا اعتنى بها واهتم بمظهره ان يكون نظيف البدن نظيف الثوب. لا على تتصور اليوم من تنعم نتقلب فيه ليل نهار. ورفاهية وكثير من امورنا التي صرنا نتعاطى فيها امورا من التنعم والترفه. فلذلك عندما يذكر الترجل في شأنه عليه الصلاة والسلام وفي هديه فانها العناية الكاملة بالمظهر الهيئة والشكل والعناية ايضا بحسن الصورة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص عليها. نعم عائشة رضي الله عنها قالت كنت ارجل رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا حائض. ارجل اي اي امشط شعر رأسه تقول كنت ارجل رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا حائض. الحديث دل على فوائد ثلاثة بعضها الطف من بعض اللطيفة الاولى عنايته صلى الله عليه وسلم بشعر رأسه. ولذلك كان يرجله ولو لم يكن يعتني به ما رجله ولا اعتنى به. لكنه كان عليه الصلاة والسلام في اكمل الاحوال في العناية بهديه عليه الصلاة والسلام وهيئته اللطيفة الثانية ان الذي كان يرجله هي زوجته. عائشة رضي الله عنها ولا يخفى ما في ذلك من عظيم الود والملاطفة بين الرجل وزوجته ان يأتي الرجل فيجعل رأسه في حجر زوجته وبين يديها لتمشيطه له وتعتني به وكم في ذلك من عظيم اللطف والمودة التي تدخل قلب الزوجة بالملاطفة مع زوجها. وكم في ذلك ايضا من التقرب الذي يفعله الزوج مع زوجته الى امور تتجاوز التعاملات الرسمية. اتراه صلى الله عليه وسلم مثلا كان عاجزا او وغير قادر على ان يرجل شعره بنفسه عليه الصلاة والسلام؟ بلى. وفعل ذلك. لكن الحديث وعائشة التي تحكي ولك ان تتخيل الان فرحتها ونشوتها وما تشعر به رضي الله عنها وهي تقول كنت ارجل رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم. تصف وذلك بغاية الفرح والسرور وانها كانت تعمل هذا. والمرأة اذا وجدت من زوجها ملاطفة ومؤانسة ومودة ومحبة هي الاخرى بقلبها ومودتها وملاطفتها لزوجها. اما اللطيفة الثالثة فقولها وانا حائض فاتت بذلك حكما فقهيا صريحا واضحا جليا ان المرأة حال حيضها ليست نجسة نعم هي ليست طاهرة طهارة العبادات. فلا تصلي ولا تصوم نفي وصف الطهارة عن الحائض ليس مثبتا لنجاستها او قذارتها كما يظنه بعض عوام المسلمين ولذلك ربما سأل بعض الناس هل يجوز لمرأة الحائض ان تطبخ لنا الطعام هل يجوز ان تصنع لي الشاي؟ هل يجوز ان تسقيني الماء؟ وكأنه يتصور انها نجسة قذرة لا يؤتى منها بشيء ولا يتعامل معها بشيء تقول كنت ارجل رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا حائض بل لما طلب منها عليه الصلاة والسلام ان تأتيه بشيء من المسجد فاعتذرت بانها حائض لما قال ناوليني الخمر قال حيضتك ليست في يدك. فاثبت علي الصلاة والسلام طهارتها وبين ايضا بمقتضى هذه الاحاديث وغيرها ان نجاسة الحائض او عفوا عدم طهارتها هو الوصف الذي يقتضي عدم صحة العبادة التي تشترط لها الطهارة وهو الصلاة مثلا او الطواف او الصيام على على ما تقرر في احكام الشريعة. وما عدا ذلك فانها طاهرة تفعل ما يفعله الناس كلهم وقد قال عليه الصلاة والسلام لعائشة رضي الله عنها لما حاضت وقد اتت مكة في حجة الوداع ولم تأتي بالعمرة قبل الحج وقد اصابها الدم فحزنت لذلك فامرها ان تتم النسك قائلا لها اصنعي او افعلي كل ما يفعله غير الا تطوفي بالبيت حتى تطهري فاذن لها ان تقف بعرفة وان ترمي الجمرات وان تبيت في منى ومزدلفة وان تذكر الله وان تكبره وان تدعو يوم عرفة وان تفعل كل افعال الحج سوى انها لا تطوف بالبيت لانها عبادة تشترط لها الطهارة. نعم عن انس بن مالك رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر دهن رأسه وتسريح لحيته ويكثر القناع حتى كأن ثوبه ثوب وزياد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر دهن رأسه اي يستعمل الزيت الذي يدهن به الرأس وفائدة الزيت ترطيب الشعر وتليينه وازالة غبره وتسكين الشعر اذا وقف وتناثر واصابه الجفاف هو اليباس فان دهنه يزيل ذلك كله. وهو ما يستعمله الناس اليوم في بعض الادوات وبعض المرطبات وبعض ما يضعونه على شعورهم مما يحقق فيه هذا الوصف. فلم يكن في ذلك الزمن تلك الوسائل متوفرة فكانوا يستعملون الزيت ويعبر عنه بالدهن سواء كان زيتا للزيتون مثلا او زيت السمسم ونحوه وكل ذلك مستعمل قديما وحديثا تقول وتسريح لحيته يعني ايضا كان يكثر تسريح لحيته. قال ويكثر القناع القناع هو القطعة من القماش التي توضع على الرأس بعد دهنه بالزيت لئلا يلطخ باقي الثياب والملابس وسائر تأتي البيت فان الرجل او المرأة اذا دهن احدهم رأسه جعل عليه غطاء على الرأس حتى لا يتناثر بلل الزيت ودهن الزيت في كل مكان. قال ويكثر القناع حتى كأن ثوبه ثوب زياد. كيف يكون ثوب الزيات كثير البقع كثير التأثر باثار الزيت في ثوبه كله وهذا نوع من المبالغة في الوصف الذي يدلك على كثرة استعماله للزيت ودهن رأسه الحديث ضعيف لا يصح وقد قال ابن كثير وغيره لما رووا الحديث فيه غرابة ونكارا. اما السند فضعيف يضعف بعض الروا. اما النكارة كما قال ابن كثير معنى غبا حينا بعد حين يوما بعد يوم وليس دوما ولا باستمرار ولا كل حين كان ينهى عن الترجل الا غبا. وفي الحديث الاخر انه عليه الصلاة والسلام كان يترجل غبا. يعني كان احيانا يفعل احيانا يترك رحمه الله وقد ذكر الحديث وساقه قال النكارة في هذا الوصف حتى كأن ثوبه ثوب زيات لم يثبت في اوصاف هيئة وثيابي ومنظر رسولكم صلى الله عليه وسلم قط على لسان اي احد من الصحابة ما ثبت انه كان كان مبتذل الهيئة او كان رث المنظر او كان غير معتن بثيابه ابدا عليه والسلام. بل كان تمام النظافة. كان تام النظافة وعلى اتم وجوه التطيب. وكمال الهيئة والمنظر في شكله ولباسه عليه الصلاة والسلام. بل كان ينكر عليه الصلاة والسلام على من يرى منه ذلك في سنن ابي داود من حديث جابر رضي الله عنه قال اتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى رجلا شعثا تفرق شعره يعني قد اصاب شعره من الخشونة واليبس حتى تفرق شعره فوقف وتناثر فقال عليه الصلاة والسلام اما كان يجد هذا ما يسكن به شعره هذا استنكار منه عليه الصلاة والسلام. وكان لا يرضى لاصحابه ان يبدو على احدهم شيء من المناظر التي لا تليق بتمام الهيئة وحسن المنظر وقد ودخل عليه اخر فرأى عليه ثيابا وسخة فقال اما كان يجد هذا ما يغسل به ثوبه هذا نبيكم صلى الله عليه وسلم. وهذا دينكم ايها المسلمون. دين النظافة دون الطهارة. ودين العناية بكل ما يعتني به المسلم في منظره وهيئته ولباسه. لكن تأمل معي ليست هي العناية المبالغة فيها وليست الاغراق ايضا في المظاهر والشكليات والترف والاسراف فيما يتعلق بالعناية بشكل الانسان وبثيابه كلا. لكنه الاعتدال الوسط القصد الذي كان عليه شأن نبيكم صلى الله عليه وسلم في امره كله. نعم. ما كان مبتذل الهيئة. ما كان رث الهيئة لكنه ايضا ما كان يلبس الحرير ولا يرضاه ما كان يتنعم عليه الصلاة والسلام ما كان يعتني بشعره كل يوم وليلة ولا كان يزاحم النساء على المرآة كما يفعل بعض الشباب مع اخواتهم اليوم في البيوت. فيغيب المشط عنها فتجده في درجه. ويستعمل شيئا من ادواتها. فاذا ما جاء احدهم يستدل يستدل بصنيع رسول الله عليه الصلاة والسلام وانه كان يرجل شعره ويدهن شعر رأسه. كان هديه صلى الله عليه وسلم وسطا كما سيأتيك في اخر الباب التالي الان. فكان هديه الوسط الاعتدال بالمنظر والهيئة يا اخوة يعني يعني الا يليق بمسلم يطبق سنة ان لا يليق عليه ان يبدو في شعر رأسه ولا في هيئته ولا في ثيابه الا يبدو انسانا قذر المظهر كريه المرء الا يبدو غير معتن بلباسه الا يبدو انسانا لا يعتني بطهارته ولا باغتساله ولا بازالة القذارة والنجاة كل ذلك تأباه الشريعة. العناية بالنظافة العناية بالطهارة. تجميل الهيئة العناية بالشكل. كل ذلك يا احبة واذا فعله طالب علم اليوم او مقتد برسول الله صلى الله عليه وسلم فانه ليس فقط يزين مظهره للناس هو ليس فقط يعتني بهيئته وشكله ليبدو واذا خرج وتعامل مع الخلق لا. هو قبل ذلك كله يقتفي اثر النبوة ويقتدي برسول لا صلى الله عليه وسلم بهذا القيد يا احبة الا يكون على نحو المبالغة والاغراق والاسراف الا يكون على نحو يشتغل فيه المرء بلباسه او بهيئته او بشعره اكثر من اللازم. بلغ الامر ببعض الناس في العناية بمظاهرهم واشكالهم ان قدموها على بعض فيما استقر حكمه في الشريعة مخالفا لما يرغبون من العناية فيه بمظاهرهم وهيئاتهم. مثال ذلك يعتمر احدهم او يحج والمشروع المفضل في حقه ان يحلق شعر رأسه فيرى ان حلق رأسه بالموس لا يوافق رغبته في التجمل والتزين اذا ازال شعر رأسه فيقدم عندئذ عنايته بمظهره وهيئته وجمال شكله اذا توفر شعر رأسه ويقدمه على سنة ثابتة في عبادة في هذا المقام. هذا خلل نعم العناية بالمظهر واحسان المرء هيئته مطلوب شرعا واثر من اثار النبوة. لكن اليس على نحو المبالغة والاسراف كما اسلفت نعم عن عائشة عن عائشة عن عائشة رضي الله عنها قالت ان كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحب التيمن في طهوره اذا تطهر وفي ترجله اذا ترجل وفي انتعاله اذا انتعل. هذا حديث عام يمثل قاعدة نبوية لرسولنا صلى الله عليه وسلم وهو انه كان يعجبه التيمن. ومعنى التيمن البدء بالجانب الايمن. في كل امر يتحقق في الجانبان الايمن والايسر كان يعجبه التيمن في طهوره اذا تطهر بمعنى انه يبدأ بالجانب الايمن قبل الايسر فيما في غسل يديه فيبدأ باليد اليمنى قبل اليسرى في غسل رجليه فيبدأ بالرجل اليمنى قبل اليسرى بل ايضا في غسل بدنه اذا اغتسل حتى في غسل الجنابة او غسل الجمعة كان يبدأ عليه الصلاة والسلام بجانب او بشقه الايمن فانه كان يبتدأ بغسل شعره وتروية شعر رأسه حتى اذا افاض الماء افاض الماء على سائر البدن مبتدأ بالجانب الايمن قبل الايسر بمعنى انه كان يأخذ الماء فيغترف فيغسل كتفه الايمن وذراعه اليمنى وشق صدره الايمن وفخذه اليمنى وساقه اليمنى ونصف هذه الايمن من الخلف فاذا انتهى عمد الى الجانب الايسر فغسله كذلك هذا من التيمم وهذه من السنن التي لا يكاد يطبقها الا من استحضر دوما سنة النبي صلى الله عليه وسلم في التيامن في هذا الباب في الطهارة وهي سنة ثابتة واليوم نحن نغتسل بالمراوش مثلا وبالحمامات التي قد ثبتت ثبت فيها مراوش الماء وليس يغترف فيه المرء اغترافا في الغالب فحتى هذا يتأتى فيه التيامن بان يقف الانسان بنصف جسده الايمن تحت الماء النازل على جسده. فاذا تأتى له ان يغسله اتى على جانبه الايسر هذه عناية تحمل صاحبها على اقتفاء السنن في كل صغير او كبير. كان عليه الصلاة والسلام يعتني بالجانب الايمن في في قضايا متعددة قالت رضي الله عنها في طهوره اذا تطهر وفي ترجله اذا ترجل يعني ايضا في تمشيط شعر رأسه كان يبدأ بالجانب الايمن فيمشطه ويرجله واذا دهن بدأ بالشق الايمن فدهنه او استعمل الزيت فاذا انتهى بدأ بالجانب الايسر بل اعظم من ذلك حتى في حلق رأسه عام حجة الوداع لما انتهى من النسك واتى الى ابي طلحة يحلق رأسه الى الحلاق الى يحلق رأسه اعطاه جانب شقه الايمن وامره ان يسمي بالله. فحلق شق رأسه الايمن فلما انتهى بدأ بالشق الايسر هذه عناية واضحة تقول وفي انتعاله اذا انتعل اذا لبس النعال اكرمكم الله بدأ بالرجل اليمنى فلبسها ثم ثنى باليسرى الحديث في رواية اخرى عن عائشة رضي الله عنها في الصحيحين تقول وفي شأنه كله في كل شأنه قال اهل العلم هذا العموم محمول على ما كان التيمن فيه للتبرك او لما كان التيمم فيه من باب الاحسان فاذا كان لباس الثوب مثلا ولباس النعل ودخول المنزل ودخول المسجد ونحو ذلك فان السنة فيه ان يبدأ بالجانب الأيمن فيدخل برجله اليمنى البيت ويدخل برجله اليمنى المسجد. واذا لبس لبس قميصا كان او ثوبا يبدأ يده اليمنى فيدخلها في الثوب واذا لبس النعال كذلك بدأ بالجانب الايمن. واذا كان العكس كان الجانب الايسر هو المقدم. فاذا خلع خلع باليسرى اذا خرج من المسجد قدم اليسرى اذا خرج من المنزل قدم رجله اليسرى اذا خلع الثوب بدأ بالجانب الايسر اذا خلع النعال بدأ بالجانب الايمن اذا دخل الخلاء لانه ليس موضع تكريم فانه لا يبتدأ برجله اليمنى بل يبتدأ باليسرى في الدخول وباليمنى في خروج هذه الدقائق يا احبة شيء عظيم كان يفعله النبي عليه الصلاة والسلام يعلمنا فيه دقائق الادب فيما يتعلق بشأن المسلم في حياته اليومية فرحم الله امرأ اعتنى بسنة نبيه عليه الصلاة والسلام بل حتى الصفوف في الصلاة اذا دخلت المسجد ووقفت امام صف استوى طرفاه وكان لك الخيار ان تصف في الجانب الايمن او الايسر فان المفضل والمقدم ان تصف في الجانب الايمن. ما لم يكتمل فتتجه الى الايسر او ما لم يبتدأ صف جديد فتبتدأ من الوسط. لقوله عليه الصلاة والسلام ان الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف. فما بنات الصف مفضلة ومقدمة على ميسرته والعناية به جزء من العناية النبوية العامة التي تقول فيها عائشة رضي الله عنها يحب التيمن في شأنه كله. والشاهد في هذا الحديث قولها وفي ترجله اذا ترجل. يعني في تمشيط شعر رأسه ودهنه واستعمال الزيت كان يبتدئ عليه الصلاة والسلام بالشق الايمن. نعم لا ابني مغفل ينقال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الترجل الا غبا. نعم. وعن رجل وعن رجل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يترجل غبا. طيب الحديثان وان كان الثاني ضعيفا. الحديث ان فيهما اثبات سنة من سنن الترجل. وقد قلنا الترجل هو العناية بشعر الرأس دهنه واستعمال المرطبات وازالة خشونة الشعر واغبراره وترطيبه وتليينه وازالة انتشاره ونحو ذلك العناية بشعر الرأس كما قلنا السنة النبوية الثابتة فيه الاعتدال والتوسط دليل هذا التوسط والاعتدال قوله رضي الله عنه نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الترجل الا غبا ومن كان كذلك ربما رأيت على شعره اثرا الترجيل والعناية و لطافت المظهر بالشكل غير المبالغ فيه وفي الوقت نفسه لا يمكن ان ترى عليه اثار الاهمال ولا طول العهد بالعناية بالشعر. ولا تراه ايضا شعثا ولا منتشرا ولا مغبرا لانه يترجل غبا فالغب ها هنا حقق له التوسط بان يبقى مظهره في العناية التامة وجمال المنظر وكمال الهيئة مع غير مبالغة فليت شعري ما الذي تقوله عندما ترى شعور شباب قد لمعت من شدة الدهن فلا تراه ما تدري اهو طلاء ام كثرة زيت ودهن ام مبالغة؟ ثم هو يفعل ذلك صبحا وظهرا وعصرا وعشاء يصحو عليه وينام عليه. هذه المبالغة والاسراف خلاف هدي النبي صلى الله عليه وسلم في عنايته بشعره عليه الصلاة والسلام. خلاصة ما جاء في الباب عنايته صلى الله عليه وسلم بترجيل شعره بما يحقق مقاصد الشريعة من العناية بالمظاهر والهيئات واحسان المنظر على نحو فيه التوسط والقصد والاعتدال نعم باب ما جاء في شيب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتادة قال قلت لانس بن مالك هل خضب رسول الله صلى الله عليه وسلم هل غضب هل غضب رسول الله هل غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال قال لم يبلغ ذلك انما كان شيبا في صبغيه ولكن ابو بكر رضي الله عنه ولكن ابو بكر رضي الله عنه تعالى خضب بالحناء والكتم الحديث الباب ما جاء في شيب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا وصف اخر فاحضروا قلوبكم ومسامعكم واذانكم لتروا كيف كان الشيب في رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم. الان تكونت لك صورة تصل لك غزارة ووفرة شعره عليه الصلاة والسلام. وفرة شعر في الرأس ووفرة شعر في اللحية. عنده صلى الله عليه وسلم. هذه الوفرة وهذه الغزارة كانت مشتملة على شيء من الشيب والبياض البياض الذي وجده عليه الصلاة والسلام في رأسه سواء كان في شعر الرأس او في شعر اللحية وجده عليه الصلاة والسلام طيلة عمره الذي امتد ثلاثا وستين سنة والستون سنة في عرفنا اليوم يصل صاحبها الى الشيب قبلها بكثير من الاربعين ربما او من الخمسين والناس في هذا يتفاوتون بحسب الهموم وبحسب ما تنزل على المرء من احوال الحياة التي تعجل بشيبه او تؤخره لكن لا بأس حتى انعم الناس حياة يشيبون يوما ما واكثر الناس هما ربما وجد في حياته سوادا متتابعا. الصحابة يصفون شيب النبي عليه الصلاة والسلام. في احاديث متعددة جماعها ثلاثة اشياء. اولها ان الشيب الشيب في رأس رسول الله عليه الصلاة والسلام كان قليلا محدودا جدا شعرات معدودات ما تجاوزت عشرين شعرة الامر الثاني ان شيبه صلى الله عليه وسلم كان في ثلاثة مواضع في رأسه احدها الصدغين والصدغان هما موضع التقاء شعر الرأس باللحية هذا الصدغ هذا الجانب يسمى الصدغ فكان الشيب موجودا في ثلاثة مواضع من جسده عليه الصلاة والسلام. احدها الصدغين فكان الشيب شعرات هنا وهناك الموضع الثاني العنفقة وهي الشعر الواقع بين الشفة السفلى والذقن. الشعر الواقع تحت الشفة السفلى يسمى عنفقة هذا موضع ثان ظهر فيه بعض من الشعرات البيض والشيب في وجهه عليه الصلاة والسلام. الموضع الثالث نبذ يسيرة في مفرق رأسه اذا فرق شعر رأسه كانت تبدو شعرات يسيرات نبذ يسيرة في مفرق شعر رأسه عليه الصلاة والسلام وما عدا ذلك فشعر لحيته بجوانبه عامة لم يكن فيه شيء من الشيب البادي الواضح الظاهر. كما ان شعر رأسه عموما عليه الصلاة والسلام ما غزاه الشيب ولا ظهر فيه بكثرة. بل انك لتسمع مثل رواية انس لما سئل هل غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني هل استعمل الخطاب؟ هل صبغ؟ هل صبغ شيبه عليه الصلاة والسلام؟ فيقول انس لم يبلغ ذلك يعني ما بلغ به الشيب ان يحتاج عليه الصلاة والسلام الى الى الخطاب ما احتاج وذلك لقلة الشعرات البيض في رأسه عليه الصلاة والسلام. قال ما بلغ ذلك؟ انما كان شيبا في في صدغيه قال ولكن ابو بكر رضي الله تعالى عنه غضب بالحناء والكتم الحناء معروف نبات يستعمل يصبغ به ايدي النساء والرجال ايضا والقدمين والشعر ويصيب لونه الحمرة الحناء معروف. اما الكتم فهو نبات اخر اذا صبغ به يعطي لونا داكنا قريبا الى السواد وليس باسود فهذا وصف خطاب ابي بكر رضي الله عنه انه كان خليطا بين الحناء والكتم. فيعطي لونا ليس بالاحمر الصارخ ولا بالاسود الداكن لكنه احمر مسود او اسود محمر فما كان باللون الاحمر الصارخ ولا بالاسود الداكن. وفي بعض الروايات في الحديث انسا رضي الله عنه وصف هذا الخطاب لكل من ابي بكر وعمر رضي الله عنهما. على كل نحن فيما يتعلق بوصف خطاب لله وشيبه عليه الصلاة والسلام. ثبت من حديث ابي جحيفة عند مسلم يقول رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ابيض قد شاب وكان الحسن بن علي يشبهه لما يقول ابو جحيفة رأيته قد شاب لا ينصرف ذهنك الى انه يصف شيبا عظيما منتشرا في شعر رسول الله عليه الصلاة والسلام ولكن يقصد انه رأى بعض الشعرات البيض فوصفه بالشيب عليه الصلاة والسلام. يؤكد ذلك من رواية ابي جحيفة نفسه عند البخاري قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم ورأيت بياضا تحت شفته السفلى العنفقة اذا وحدد الان موضع البياض والشيب الذي رآه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وانه كان في العنفقة. اذا وصف موضع الشيب في العنف ووصف انس ها هنا موضع الشيب في الصدغين وفي وفي حديث لانس اخر ايضا في مسلم سئل عن شيب النبي صلى الله عليه وسلم فقال قال انس ما شانه الله ببيضاء. ما شانه الله. يقول يعني لم يكن شينا ولا قبحا فيه صلى الله وسلم بالبياض ولا بالشيب يريد ان الشيب الذي وقع له صلى الله عليه وسلم يسير قليل ما اثر في حسن وجهه وجمال طلعته عليه الصلاة والسلام. فلم يزل باقيا على الحسن التام. لم يزل باقي على النظرة والبهاء عليه الصلاة والسلام وجاء ايضا عند البخاري بالرواية انس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يخضب انما كان الشمط اي الشيب عند العنفقة يسيرا وفي الصدق غيسيرا وفي الرأس يسيرا. فحدد المواضع اليسيرة التي اصابها الشيب بسم الله الرحمن الرحيم فهذا باب ما جاء في شيب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولعلنا نكمله في اللقاء المقبل بعون الله تعالى. ويستحسن ها هنا ان نختم بمسألة وهي ما يتعلق بما جاء في وصف شعر المصطفى صلى الله عليه وسلم من الوفرة والغزارة والسؤال الذي يسأله بعض طلبة العلم احيانا هل من السنة ان يكون لطالب العلم او للمقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم عناية باطالة الشعر والاكثار منه وتوفيره على نحو يكون فيه مماثلا لشعر رسول الله عليه الصلاة والسلام؟ الجواب عن ذلك يترتب على ان يفقه احدنا افعاله عليه الصلاة والسلام والانحاء التي تنقسم اليها لانه ينقسم عند الفقهاء كل ما يصدر من افعاله صلى الله عليه وسلم الى اقسام منها تلك الافعال التي كانت تصدر منه على وجه العادة صلى الله عليه وسلم فمن نظر الى ما كانت تعمله العرب في شعر رأسها في تلك المرحلة وفي ذلك الزمان عرف انها عادة استقرت عندهم فما كان يفعله صلى الله عليه وسلم في شعره وما كان يلبسه من ثيابه كان موافقا لما كانت عليه عادة الناس في البلد في ذلك الوقت ولم يكن يتميز بشيء يفعله من باب كونه نبيا عليه الصلاة والسلام فهذا الفعل وامثاله كان محمله العادة التي نشأت عليها الناس في ذلك الوقت فاطالة الشعور والعناية بها او فرقها او سدلها كما تقدم قبل قليل وكونها تتجاوز شحمة الاذن او تكون لمة او تكون جمة لتضرب المنكبين كل ذلك كان من صنيع الناس وكان من هيئتهم وكان ذلك ايضا من احوالهم. كما يقال في لبس الازار والرداء مثلا لبس العمامة. كان ذلك من لباس الناس في ذلك الوقت. فمثل هذا من الافعال التي كان يعملها النبي عليه الصلاة والسلام لا يقال ان فعل لها سنة في كل زمان ومكان بمعنى ان تكون في فعلها يصاحبها الاجر والثواب لمجرد الفعل الذي يفعله الانسان انسان يتقرب به الى الله بمعنى اخر انه لو كان مثل هذا الفعل يخالف به عرب الناس وما تعارفوا عليه وما ظهر بينهم. سيكون ولا شك نشاذا وشاذا ومخالفا. ونبينا صلى الله عليه سلم ما كان يعمد الى تلك المخالفة فيما استقر عليه عرف الناس في امور حياتهم المعتادة فلا شك ان ذلك لا ينبغي ان يحمل الناس عليه في تطبيق السنن من حيث هو سنن. الامر الاخر ان فرق بين ما قلته قبل قليل وبين ان يكون الحامل في قلب صاحبه عند ارادته ان يلبس العمامة مثلا او يطيل شعر رأسه اي ان يكون الحامل له شيء عظيم وقر في قلبه من حب النبي عليه الصلاة والسلام. فاحب ان يشابهه في شأنه كله. مثل هذا لن تقول له انك مأجور على السنة او لست مأجورا عليها. مثل هذا ان تقول له هنيئا لك المحبة العظيمة التي ملأت قلبك فنزلت الى سائر تصرفاتك واقوالك واعمالك. لكن بشرط ان تكون هذه المحبة الصادقة بادية عليه في شأنه كله. فانت لا تفهم انسانا يدعي مثل هذا الصني حبا في رسول الله عليه الصلاة والسلام. فيرغب في اطالة شعر رأسه وتوفيره والعناية به ثم هو مع كذلك مثلا يحلق لحيته. يقال له هذه مخالفة صريحة. الهدي النبوي والمحبة الصادقة في الاتباع تفرض عليك ان تكون في شأنك كله كذلك. على هذا الباب ينزل قول احمد رحمه الله. لما سئل عن اطالة الشعر هل هو سنة فقال رحمه الله هو سنة لو نقوى عليه لاتخذناه يعني لو استطعنا ان نفعل فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم لفعلناه. لكن احمد رحمه الله امام اهل السنة. والمعروف عنه عنايته في سائر شؤون الحياة الذي يطابق فيه بافعاله افعال رسول الله صلى الله عليه وسلم. الامر الاخير يا احبة هذه القضايا فيها المرء العاقل وطالب العلم بينما يرغب فيه من حمل نفسه على التسنن والاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم في الامور الظاهرة قوى الهيئات مع ما يستقر في قلبه من عناية تامة في امور الباطن الاخلاق والعقائد والاقتداء فيه برسول الله صلى الله الله عليه وسلم لا يفارق فيه شبرا بشبر. وان يكون ملزما نفسه ذلك المحمل العظيم. ثم يتلطف في الاخذ بايدي الناس نحن وهذا الباب العظيم فان كل من حمل سنة وطبقها وعمل بها ودعا الناس اليها فانه مأجور بل مصيب لدعوة المصطفى صلى الله عليه وسلم قدر الله امرأ سمع مقالة فوعاها فاداها فاننا جميعا مدعوون الى ان نكون شركاء في رفع راية السنة وحملها ونشرها بين الانام. رزقني الله واياكم علما نافعا وعملا صالحا يقربنا اليه. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى اللهم اجعل جمعتنا وسائر ايامنا عاطرة بذكرك مليئة بالصلاة والسلام على نبيك صلى الله عليه وسلم. واكتب لنا فيها خير الدنيا والاخرة يا ارحم الراحمين اللهم ارحم موتانا واشفي مرضانا واهدي ضالنا يا اكرم الاكرمين رباه اجعل لنا ولامة الاسلام جميعا من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية رحماك ربنا بعبادك المستضعفين وتفريجك الهم عنهم يا رب العالمين