واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ذو الجلال والاكرام واشهد ان سيدنا ونبينا وحبيبنا محمدا عبد الله ورسوله صفوة الانام اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى ال بيته وصحابته ومن تبعهم واقتفى اثرهم باحسان. اما بعد ايها الاخوة المباركون فمجلس يتجدد بنا في كل ليلة من ليالي الجمعة نتذاكر فيها شمائل المصطفى صلى الله عليه واله وسلم بمختصر ما اودعه الامام الترمذي رحمة الله عليه في الشمائل المحمدية وشمائل النبي صلى الله عليه وسلم كما تقدم مرارا مجالس ايمان ومجالس علم ومجالس سنة ومجالس حب لرسول الله صلى الله عليه وسلم. بل هي مع ذلك كله مجالس صحبة لرسول الله عليه الصلاة والسلام يصحب فيها المسلم نبيه عليه الصلاة والسلام في كل باب من ابواب الحياة. في كل شأن من شؤونه. تماما كما صحبه صحب الكريم رضي الله عنهم اجمعين. فاكتحلت اعينهم برؤيته. وابتهجت قلوبهم بصحبته. وتشنفت اذانهم اقواله ومواعظه بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام فلان لم يكتب الله لنا شرف الصحبة فان ما حفظه الصحابة رضي الله عنهم في عظيم الوصف ودقيقه وخفيه وجليله ما حفظوه من دقيق الرواية والوصف وما حكوه ايضا من متعدد الاحوال والمواقف يجعل المؤمن المحب لرسول الله عليه الصلاة والسلام. حينما يتتبع مثل تلك الروايات ويعيش معها تجعله يعيش صحبة معنوية لرسول الله عليه الصلاة والسلام. كما عاشها الصحب الكريم رضي الله عنهم صحبة حسية فكأنك تعيش في ظلال ما نقلوه وحفظوه ورووه تعيش مصاحبة له عليه الصلاة والسلام ما زال بنا الحديث في باب ما جاء في ايدام رسول الله صلى الله عليه وسلم. ونحن نعرظ هذه الشمائل ونستعرض الروايات ونتصفح تلك الاثار المنقولة في هذا الباب او ذاك فانما نستكثر بذلك من الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الليلة الشريفة المباركة ليلة الجمعة. ليلة الجمعة ويوم الجمعة التي تخفق لها قلوب المحبين. شوقا لرسول الله عليه الصلاة والسلام. وما تخفق قلوبهم الا لما وجدوا في هذه الليلة وهذا اليوم العظيم. من فرصة لاستكثارهم من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم. وهذه احدى بركات هذا اليوم الفضيل المبارك يوم الجمعة قد قال نبيكم صلى الله عليه وسلم ان من افضل ايامكم يوم الجمعة فاكثروا من الصلاة والسلام علي فيه فان لا تكن معروضة علي فاستكثارنا من الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام سبب نستكثره في هذا المجلس المبارك ونحن شمائله عليه الصلاة والسلام وقبل استئنافنا ايها الكرام فيما وقفنا عليه في درس ليلة الجمعة الماضية. ها هنا تنبيهان يتعلقان فيما سبق من الدروس اما اولهما فقد سبق في باب ما جاء في عيش رسول الله عليه الصلاة والسلام من روايات متعددة واحاديث متظافرة ذكر فيها ظيق عيش رسولنا صلى الله عليه وسلم. وشدة الحال الذي كان عليه حال بيوته امهات المؤمنين رضي الله عنهن اجمعين. وذلك الفقر والجوع المتتابع الذي كانت تشهده اشرف بيوتي على وجه الارض قلة الطعام وقلة النفقة كان ملمحا عظيما للحياة المحمدية التي عاشها نبينا صلى الله عليه وعاشها معه زوجاته امهات المؤمنين رضي الله عنهن اجمعين. وقد سبق في التقرير السابق انه لم يظفر احد في رواية ان امهات المؤمنين وزوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتكينا قط من قلة ولا من فقر ولا من جوع ولا من جهد ثم حصل في منتهى الدرس المنصرم تنبيه من احد الاخوة الفضلاء. اكرمه الله وجزاه خيرا. بان قوله سبحانه وتعالى في سورة الاحزاب يا ايها النبي قل لازواجك ان كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها. فتعالين ومتعكن واسرحكن جميلا وان كنتن تريدن الله ورسوله والدار الاخرة. فان الله اعد للمحسنات منكن اجرا عظيما وقد ذكر في سبب نزول هذه الاية امران. احدهما ان امهات المؤمنين زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عن ام هن اشتكينا الفقر وطالبن بالنفقة والكسوة عند رسول الله. عليه الصلاة والسلام. وتتابعن على ذلك تحتى شق عليه صلى الله عليه وسلم فنزلت الاية تخييرا لهن. بين البقاء على هذا الحال. والتشرف صحبة رسول الله عليه الصلاة والسلام رغم ما فيها اي في هذه الحياة من ضيق وفقر وشدة وحاجة او ان يسرحن عشنا الحياة التي يطلبنا ويردن فاخترنا رضي الله عنهن اجمعين بلا استثناء الله ورسوله. والحياة مع النبي عليه الصلاة والسلام فسر بذلك واغلق هذا الباب من المطالبة بالنفقة. والسبب الاخر المروي في نزول الاية ان غيرة وقعت بين زوجات رسول الله عليه الصلاة والسلام سبب حرج جله عليه الصلاة والسلام فيما يقع بين النسوة الظرائر عادة من الحديث واكثار الكلام وشيء من مما يشغل الوقت ويزعج الزوج فحصل مثل ذلك لرسول الله عليه الصلاة والسلام فنزلت الاية تخييرا ايضا لهن بين البقاء والمقام في عصمته صلى الله عليه وسلم او التسريح واختيار حياة اخرى فاخترنا الله ورسوله. فكان التنبيه استدراكا لعبارة اطلقت انه لم يقع منهن شكوى من فقر ولا نفقة. وحصل التنبيه من اخينا الكريم فوفقه الله وجزاه عنا خيرا والتنبيه الاخر كان قد وقف عنده الكلام في منتهى درسنا في الليلة الماضية في الاسبوع المنصرم وهو الحديث عن ما جاء في رواية انس ان خياطا دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الى طعام قال فرأيته يتتبع الدباء حوالي القصعة. وكان الحديث عن مسميات اناء الطعام اواني الطعام عند العرب. وهي تختلف اسماؤها باختلاف سعتها وحجمها وعدد الاكلين فيها. وقد الثعالب رحمه الله في ترتيب اواني الطعام ومسمياتها عند العرب. وقد اقيمت الصلاة في الجمعة المنصرمة قبل اكمالها. قال الثعالبي الله في ترتيب اواني الطعام ومسمياتها عند العرب. قال اولها الفيحة وهي كالسك الرجا. والسكر رجا كما مرت ايضا في لحديث انس السابق هي اناء صغير لا يوضع فيه طعام وانما شيء من المشهيات. فاناء صغير اشبه بصحون السلطات المستعملة اليوم. قال اولها الفيحاء وهي كالسك الرجا ثم الصحيفة تشبع الرجل ثم المأكلة تشبع الرجلين والثلاثة ثم الصحفة تشبع الاربعة والخمسة قال ثم القصعة تشبع السبعة الى العشرة ثم الجفنة وهي اكبرها قال وزعم بعضهم ان الدسيعة اكبرها فسواء كانت الجفنة او الدسيعة اكبر اواني العرب المقصود ان قولهم القصعة او الصحفة او الاناء في ذكر بعض بعض الروايات هي وصف لحجم الطبق الذي يوضع فيه الطعام. فاذا قيل الصحيفة فطبق صغير لا يكفي الا لطعام انسان واحد واذا قيل الصحفة فما يسع ثلاثا واربعة. واذا قيل القصعة او الجفنة فكما مر ذكره قبل قليل وقف بنا الحديث عن جانب عظيم دقيق نقله الصحابة رضي الله عنهم في تنزيل اذواقهم الشخصية وما لا يتحكم فيه الانسان بطبعه عادة. وكيف كيفوه حبا مع ما حفظوه ووقفوا عليه من حال رسولنا الله عليه وسلم الامر الذي يجعل انس رضي الله عنه يقول فما زلت احب الدباء. من يومئذ وجعل جابرا رضي الله عنه يقول فما زلت احب الخل منذ سمعتها من رسول الله عليه الصلاة والسلام ليقول طلحة بعده ما زلت احب الخل منذ سمعتها من جابر. هذا المعنى العظيم الذي نقله جابر وطلحة وانس وغيرهم من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. يحكي بابا عظيما من الايمان ورتبة رفيعة من الحب الصادق لرسول الله عليه الصلاة والسلام. لا يقال باللسان ولا ترفع فيه العبارات ولا تزين به المجالس في القصائد والمدائح لكنه حياة حقيقية تنبض حبا وتتدفق شوقا لرسول الله عليه الصلاة والسلام لتجعل الا احدهم يوطن نفسه في شأنه كله ان يحذو سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام. وقد مر في الدرس المنصرم انه ينبغي ان تماما انه لن يصل احد منا الى هذه الدرجة العالية من الايمان والرتبة الرفيعة من الحب الا بعد ان يتجاوز المراتب السابقة ان يأتي الى السنن الظاهرة سنن العبادات والمعاملات والاقوال والاعمال فاذا استوفاها وملأ حياته فلم يذر صغيرة ولا كبيرة. فيما هو ممكن بيديه ان يعمله. وبوسعه ان يصنعه. وقد اتى في ذلك كله على اتباع سنن رسول الله عليه الصلاة والسلام وفرغ من ذلك كله. ثم التفت يمنة ويسرة فما وجد في حياته موضع شبر الا قد وضعه وعلى خطى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ذاك الذي بوسعه ان يبلغ الدرجة التي بلغها هؤلاء ان يبحث عما لا يمكن التحكم فيه المذاقات الشخصية وانماط الحياة ورغبات الانسان وما لا سبيل اليه الى التحكم فيه فبوسعه عندئذ ان يكون احبا يقوده حبه تقود مشاعره ولا تقوده المشاعر. هذه الرتبة الرفيعة لا تتأتى لانسان لم يزل بينه وبين سنن رسول الله عليه الصلاة والسلام مسافات. هذه الرتبة الشريفة من الحب الذي يهيم فيه المحب طاعة وحبا لمحبوبه لا يبلغها انسان الا اذا تمكن الحب الصادق في قلبه فقاده نوح الطاعة والاتباع ولسان حاله لسان ذلك الاول لو قلت لي مت مت مت مت مت مت مت مت مت مت سمعا وطاعة وقلت لداعي الموت اهلا ومرحبا عندما حدثوا عن هذه النماذج من صحبة رسول الله عليه الصلاة والسلام وحبهم الصادق وايمانهم العميق فينبغي الا نساوم على مثل هذه المواضع والشواهد من تاريخنا المشرف وسيرتنا العطرة. علينا ان ننصبها مثالا يحتذى. عندما نتحدث الى الناس عن حب لرسول الله صلى الله عليه وسلم وعن طاعة واقتداء واستنان علينا ان ننصب هذه الاعلام والجبال الشامخة ان ننصبها نماذج وشواهد للجيل المعاصر لنقول لانفسنا لاولادنا لطلابنا وللناس من حولنا ان هؤلاء قوم صدقوا في حبهم لرسول لا عليه الصلاة والسلام لا بعبارات حفظها التاريخ ونقلتها الرواية لكنها مواقف يعجز احدنا اليوم ان يستوعبها وان يعيش معناها لتكون انموذجا صادقا للحب الذي تتهاوى عنده نماذج زائفة زيفها بعض من زلت بهم الاقدام في في مهاوي البدع او الغلو او الخرافة. والله لا اصدق حبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك الجيل الصحابي المؤمن الكريم الذي ظفر بالصحبة وتشرف بحياة اروع ما تكون مع رسول الله عليه الصلاة والسلام. فنقلوا هذه المواضع ونقلت الرواية تلك الدقائق من حياتهم رضي الله عنهم اجمعين. ثم لا يزال حديثنا ايها الكرام متصلا في باب ما جاء في ادام رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا باب استعرظنا ولا زلنا نستعرض فيه الوان الاطعمة. التي اكلها نبينا الله عليه وسلم التي وضعها في جوفه التي وضعت على مائدته التي اخبر الصحابة رضي الله عنهم انه اكلها او رأوهم او شاركوه في اكلها رضي الله عنهم اجمعين. مر الوان من الطعام وقد كان الغالب في وصف ما ذكر سابقا التخفف من الطعام والقلة فيه وعدم الاسراف او المبالغة ولا الانهماك في صرف الاوقات على الموائد والوان الطعام والشراب لانها لا تعدو ان تكون في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم زادا يقطع الطريق وبلغة يصل بها الى المهام الكبرى في حياته تبليغ دين الله. والتشرف بالرسالة التي كلفه الله تعالى بها لا يزال الحديث متصلا في ذكر هذه الانواع من الطعام في باب ما جاء في ايدام رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللسامعين والمستمعين قال المصنف رحمه الله باب ما جاء في دار رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الحلوى والعسل. هذا لون اخر من طعام رسولنا صلى الله عليه وسلم تقول فيه عائشة رضي الله عنها كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الحلوى والعسل. والحديث ايضا اخرجه الشيخان في الصحيح حين العسل معروف وانواعه متعددة وقد وصف في كتاب الله الكريم بان فيه شفاء للناس. كما قال الله سبحانه وتعالى ففظلا عن كونه شفاء انه حلو المذاق طيب الطعم يستسيغه الناس اكلا وشربا واستعمالا في سائر انواع الطعام قالت رضي الله عنها كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الحلوى والعسل والعسل حلو فقولها يحب الحلوى يعني يحب الطعام الحلو ايا كان نوعه. وسواء كانت الحلوى هي الحلوى باصطلاحنا اليوم التي تؤكل يحلي بها الانسان فمه مع الطعام او قبله او بعده او حتى من غيره فهي حلوى. والمقصود ان نبينا عليه الصلاة سلام كان يستعذب الطعام الحلو ويحبه صلى الله عليه وسلم. وانا وانت لما نقرأ انه صلى الله عليه وسلم اكل الثريدة واكل الدباء واكل البطيخ واكل الخل بالخبز واكل الحلوى واكل العسل فليس بالظرورة ان نأكل مثل ما عليه الصلاة والسلام ان لم نجد لكن حسبك ان تعرف النوع الذي كان يأكله ويحبه عليه الصلاة والسلام. لعلك تحبه يوما مثل انس مثل جابر مثل طلحة وغيره من الصحابة رضي الله عنهم اجمعين. بل حسبك اذا وضع الطعام امامك او كان في بيتك فرأيت فاستعملته وامتدت يداك اليه تريد بذلك ان تصنع شيئا بلغك العلم ان النبي عليه الصلاة والسلام صنع مثله هذا والله يا اخوة لون لون خفي من الدواء الذي يستعمله المحبون لرسول الله عليه الصلاة والسلام. يداوون به القلوب اذا وجد قسوة او جفوة او بعدا عما ترومه نفوسه من الحب الراقي لرسولنا عليه الصلاة والسلام. ان يتعاهد احدهم شيئا يعلم ان النبي عليه الصلاة والسلام كان يصنعه. كان يعمله كان يحبه. كان يعجبه. جرب. ووطن نفسك على ان تفعل الشيء لا هوى لك فيه جرب ان تصنع الشيء ولا رغبة لك فيه جرب ان تقوم الى الشيء وانت تستثقله. ولا تحمل نفسك الا على محمل الرغبة في التشبه برسول الله عليه الصلاة والسلام هذا لون عجيب من الوان الدواء التي يستعملها المحبون لرسول الله عليه الصلاة والسلام. لان النفوس تتعاطى هذه الامور تباعا وصاحبها يحملها عليها حملا يريد بها ان يبلغ بها مواضع الحب الصادق لرسول الله عليه الصلاة والسلام فاذا ما ثقلت ليلة مثلا عن الوتر جئت تنام وشعرت بتعب فسولت لك نفسك ان تتركه الليلة لانه ليس بواجب ولطالما حافظت على الوتر او ربما تحدثك نفسك انه لا بأس لو استرخيت قليلا ثم لعلك تقوم اخر الليل وتوتر او حتى لو فاتك فبوسعك ان تقضيه. وتبدأ تفتح لنفسك المعاذير والمسوغات لما تأتي لمثل هذه الحالة فتحمل نفسك على ان يكون لك وترك من ليلتك قبل ان تنام ولا يحملك على ذلك الا الرغبة في الاقتداء برسول الله عليه الصلاة والسلام. هذه مرتبة عظيمة تسمع اذان الفجر ولا زلت على الفراش. وتوشك ان تقوم الصلاة قيل له تربت يداه او تربت يداك لكنها عند العرب في استعمارهم صارت تطبق ولا يراد بها معناها بل يراد بها العكس. فاذا اردت ان تدعو لاحد بالسعادة والفلاح والفوز قلت له تربت يداك تحدثك نفسك انه لو قمت مع الاقامة فتوضأت ادركت الصلاة. والمسجد قريب وهو امام باب البيت. وانك لو تأخرت او بعد صلاة الفجر فلا حرج. لكنك تحمل نفسك حملا والنوم يغطيك من رأسك الى اخمص قدميك. فتنفض عنك غبار النوم اقوم وانت تستشعر قوله عليه الصلاة والسلام ركعة الفجر خير من الدنيا وما فيها. هذه المواضع والله يا اخوة فضلا عن سنن عام والشراب واللباس والدخول والخروج عندما يتقصد احدنا ان يدخل البيت بيمينه ويخرج برساله وان يلبس الثوب فيبتدأ بيده اليمنى قبل اليسرى ويخلع بالعكس ويتقصد في ذلك كله ان يتشبه برسول الله عليه الصلاة والسلام. صدقوني سيجد يوما ما طعم محبة وسيصعد على درجاتها عتبة عتبة. وسيصل يوما ما الى مثل هذه النماذج العالية والحب الرفيع لرسول الله عليه الصلاة والسلام طالما جعل نصب عينيه مواضع السنن طريقا منصوبا امامه يسلك فيه. وطالما حرص على ان يكون له حظ في يوم وليلته من كل شيء بلغه عن سنن رسول الله عليه الصلاة والسلام. كان الامام احمد رحمه الله وهو امام اهل السنة كان يحب الا ايبلغه شيء من السنن عن رسول الله عليه الصلاة والسلام الا فعله ولو مرة احتجم فاعطى الحجام دينارا فاستكثره بعض اصحابه وقالوا هذا كثير والدينار اكثر من اربعة جرام من الذهب. فان تكون اجرة لحجام فشيء من المبالغة واضح فلما استكثروا ذلك اعتذر رحمه الله بصنيعه عن صنيعه ذلك بانه لا يحمله على ذلك الا الرواية التي ثبتت عنده ان النبي عليه الصلاة والسلام واعطى ابا طيبة الحجام دينارا فاراد ان يشبه ولو في يوم من حياته ان يشبه رسول الله عليه الصلاة والسلام لا احد من الفقهاء يقول ان دفع دينار اجرة لحجام سنة يثاب عليها المرء. هذا ليس من السنن العملية التي يثاب عليها الانسان. لكن هذا يا قوم شيء اعلى درجة من ثواب السنن التي يبحث عنها الناس عادة. هذا بحث عن مواضع محبة. وكيف ينميها المسلم في قلبه تجاه رسول الله عليه الصلاة السلام. الامام احمد ايضا رحمه الله اشترى جارية يقول ابنه وليس به حاجة الى التسري. ما اراد جارية ليطأها بملك اليمين. قال اشترى جارية وسماها ريحانة على اسم لمولاة رسول الله عليه الصلاة والسلام يحب ان تكون له جارية في البيت فيناديها يا ريحانة تعالي. يا ريحانة هاتي يا ريحانة خذي يشابه في يومه في بيته في حياته يشابه رسول الله عليه الصلاة والسلام. هكذا يصنع الحب اذا استوفى في حياة المحب مواضع السنن الظاهرة فانتقلوا الى البواطن الخفية فملؤوها ايضا حبا لرسول الله عليه الصلاة والسلام. لما يصنع امام كاحمد هذا الصنيع رحمة الله عليه وعلى سائر ائمة الاسلام لن تتعجب ابدا من موضع هو اشد غرابة من ذلك كله لما حصلت الفتنة في القول بخلق القرآن زمن المأمون ودعي الائمة وامتحنوا ثم ظرب بعظهم وسجن بعظهم وقتل بعظهم كان احمد رحمه الله احد الائمة الذين طلبوا للحظور للاستجواب في مثل هذه الفتنة التي عمت بلاد الاسلام انذاك فخرج من داره رحمه الله واختبأ في دار تلميذه ابي بكر ابن هانئ ومكث عنده ثلاثة ايام ثم طلب منه ان يبحث له عن موضع ينتقل اليه فعجبوا من طلبه هذا في وقت حرج الطلب شديد والبحث متتابع ولو رؤي رحمه الله ماشيا في الطرقات فقبض عليه ربما كان ذلك سببا لفتنة اعظم من سجن او ظرب او قتل. وكان هذا في بداية قصة الفتنة رحمه الله لما اصر على الخروج قال لتلميذه ابغني موضعا انتقل اليه فان فعلت افدتك يعني لو اجبتني الى ما اريد اعطيتك فائدة وتحت اصراره رحمه الله بحث له عن مكان اخر ينتقل اليه فلما وجد له المكان سأله تلميذه عن الفائدة الموعودة قال انت قلت ان فعلت افدتك واريد الفائدة فقال رحمة الله عليه تذكرت ان النبي صلى الله عليه وسلم لما خرج مهاجرا من مكة الى المدينة كمن في غار ثور ثلاثة ايام ثم انتقل سبحان الله اهذا موضع يسع تفكير الانسان في مثل هذا الحرج الذي هو فيه ان يفكر كيف يشابه رسول الله صلى الله عليه وسلم انظر كيف قاس انها محنة تشبه محنة رسول الله عليه الصلاة والسلام وانه اختباء وتخف يشبه اختباءه وتخفيه عليه الصلاة والسلام وانها مغامرة ينبغي ان يظفر وينجو فيها بنفسه كما حصل له عليه الصلاة والسلام وتذكر انه لما خرج صلى الله عليه وسلم الى الغار وبقي فيه مكث ثلاثة ايام ثم ارتحل. الثلاثة الايام ما كانت مقصودة لرسول الله عليه الصلاة والسلام. لكنها كانت من اجل ان يهدأ الطلب ويكف البحث ثم تكون الفرصة مواتية للخروج والارتحال والمسير. لكن احمد رحمه الله وجدها فرصة قد لا تتكرر في الحياة الهرب والاختفاء. هذا لا يحصل عادة ولا يتكرر. فان لم يظفر بمشابهة رسول الله عليه الصلاة والسلام في هذا الموضع فقد لا يتكرر له ابدا فاراد رحمه الله ان يفعل ولو مرة في حياته. وفعل رحمه الله. وخرج من ذلك المكان في تلك الدار. وانتقل الى موضع اخر اختبأ فيه هل تشكك في مثل هذه المواضع من حب ملأ قلوب امثال هؤلاء رحمة الله عليهم؟ انك لما تقف على هذه النماذج والله يقشعر بدنك وتعلم يقينا كيف سمي الامام احمد رحمه الله امام اهل السنة. لما بلغ به المبلغ ان ان يظل حياته كلها في رخائها وعسرها ويسرها ان يجعل حياته كله مصبوبة في قالب حياة رسول الله عليه الصلاة والسلام. كيف عاش صلى الله عليه وسلم يريد ان يعيش مثله. كيف تنقل في مراحل حياته وظروفه ومواقفه يريد ان يشابهه ولو مرة في الحياة وقال كلمة رحمه الله تستحق والله ان تكتب بماء الذهب. قال وليس ينبغي ان تتبع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرخاء وتترك في الشدة. يقول الاتباع الصادق ان يستوي الرخاء والشدة في الاتباع في الطاعة في الاقتداء. اليوم رحمك الله لا نبحث عن تطبيق السنة في حال شدة ومحنة وبلاء. نتحدث عن تطبيق سنة نصارع بها النوم اذا داهمنا. نبحث عن تطبيق سنة في حال كسل. ترتخي معه الهمم. نبحث عن تطبيق سنة في مقابل اهواء سيطرت علينا وعادات غلبت واهواء طغت. ها هنا موضع نشعر اليوم اننا في جهاد. من اجل ان ندفع السنة ان ندفع بالسنة كثيرا من المواضع التي غلبت علينا لتكون السنة مقدمة على عاداتنا على رغباتنا على اهواءنا مرة اخرى لما نسمع مثل هذا الحديث كان عليه الصلاة والسلام الحلوى والعسل قد تحب الحلوى وقد لا تحبها وقد يحول بينك وبينها مرض مثل السكر اجارك الله لا بأس تبقى تبقى حب الحلوى شيئا عن رسول الله عليه الصلاة والسلام فان حيل بينك وبين اكلها لمرض او عارض فابق في قلبك حبها على الاقل حب رسول الله صلى الله عليه وسلم لها مثل هذه المواضع يغذي فيها احدنا حبه الصادق للنبي صلى الله عليه وسلم. نعم وعن عطاء عن عقاب ياسر انه ابن يسار عن عطاء ابن يسار ان ام سلمة اخبرته انها قربت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم جردا مشويا فأكل منه ثم قام الى الصلاة وما توضأ نعم وعن عبد الله ابن الحارث عن عبد الله ابن الحارث قال اكلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم شواء في المسجد وعن المغيرة بن شعبة قال ضفت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فاوتي بجنب مشوي ثم اخذ الشعر ثم جعل يحز وحس بي بها منه. قال فجاء بلال مؤمن يؤذنه بالصلاة فالقى الشطرة فقال ما له تربت يداه قال وكان شاربه قد وفى فقال له اقصه لك على سواك او قصوا على سواه نعم الاحاديث الثلاثة من رواية ام سلمة وعبدالله بن الحارث والمغيرة ابن شعبة رضي الله عنهم اجمعين فيها لون اخر من الوان الطعام الذي اكله رسولنا صلى الله عليه وسلم وهو الشواء اللحم المشوي في حديث ام سلمة رضي الله عنها قالت انها قربت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم جنبا مشويا فاكل منه الجنب المشوي المقصود به القطعة من اللحم بالشواء ايا كان موضعه ربما كان من لحم الصدر او الظهر او الفخذ او الساق او الذراع. جنب مشوي يعني قطعة او طرف من اللحم المشوي فاكل منه عليه الصلاة والسلام تقول رضي الله عنها ثم قام الى الصلاة وما توضأ. في الحديث اولاهما الحديث عن بيان نوع الطعام الذي اكله عليه الصلاة والسلام. واليوم اذ نأكل الشواء ونستعمله. فهناك امران بيننا بين مثل هذه الامور المعتادة الامر الاول ان يكون هذا لون من الطعام محبوبا لنا او عادة او شيئا مرغبا فيه او لونا فاخرا من الطعام نشتهيه. وكل ذلك من المباح الذي اباحه الاسلام. وجاءت الشريعة بحله للعباد. الامر الاخر ان نعلم ان هذا من الطعام الذي اكله رسولنا صلى الله عليه وسلم. فانه ليس كل ما يوضع موائدنا اليوم من اصناف الطعام والوانه المتنوعة ليس كله كان موجودا على زمنه صلى الله عليه وسلم. وليس كل ما نتناوله اليوم يوم من الاطعمة الشرقية والغربية ليس كله ايضا كان موضوعا على مائدته عليه الصلاة والسلام. فها هنا فرصة متسعة عندما نتناول طعاما حتى لو كان لرغبة او شهوة في النفوس واستطابة لطعمه ورغبة في مذاقه حتى لو كان هذا فاجعل مع ذلك شيئا مضافا ان تفرح بان يكون لونا من الطعام ثبت عندك ان النبي عليه الصلاة والسلام اكله. ثم افرح بذلك واشعر نفسك واملأ قلبك وفؤادك انك اليوم تأكل طعاما مع حبك اياه واشتهائك لطعمه وتفضيلك له على غيره من أنواع الطعام الا انك تزيد ها هنا خطوة هي انك تفرح لانك تأكل شيئا اكله النبي عليه الصلاة والسلام. بالله عليك لو كنت على مائدته صلى الله عليه وسلم ووضع هذا يا عائشة ما ازال اجد الم الطعام الذي اكلت بخيبر فهذا اوان وجدت انقطاع ابهري من ذلك السم قاله عليه الصلاة والسلام بعد سنوات ثلاث من حادثة خيبر فيقول ان اثر السم ولم يبتلعه لكنها كانت مضغة طعام فجعلت الايدي تمتد اليه ورأيت وعرفت منه عليه الصلاة والسلام انه يستطيبه ويحبه ويأكله والله لتبادرن ولو لم يستطب فمك طعمه. لانك تشعر انها مشاركة تجمع بينك وبين رسول الله عليه الصلاة والسلام ولو في لقمة من طعام تريد ان يدخل جوفك شيء دخل جوف رسول الله عليه الصلاة والسلام. هذا الفرح هو نوع من التتبع الذي قلته في صدر المجلس نبحث فيه عن مواضع نغذي بها الايمان ونغذي به الحب الصادق لرسول الله عليه الصلاة والسلام لنستوفي جوابنا السنن الظاهرة والباطنة في الحياة اجمع. يقول رضي الله تقول رضي الله عنها قربت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم جنبا مشويا. فاكل منه. الفائدة والثانية قولها ثم قام الى الصلاة وما توضأ فافادت رضي الله عنها ان اكل اللحم المشوي لا يعد من نواقض الطهارة بدليل انه صلى الله عليه وسلم قام الى الصلاة ولم يجدد وضوءا. اذا فكانت طهارته باقية لم ينقضها اكل اللحم شوي وهذا تأكيد لما جاء في حديث جابر عند مسلم وغيره كان اخر الامرين من رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك كل وضوء مما مست النار فما طبخ على النار وما مسته النار فلا وضوء فيه. ويبقى في المصلي فيه على طهارته. وقع الخلاف بين الفقهاء في لحمه الابل خاصة هل هو مخصص من عموم الحديث؟ او هو داخل فيه مذهبان شهيران للفقهاء وحديث عبدالله ابن الحارث اكلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم شواء في المسجد فيه ايضا فائدتان. اولاهما كالتي تقدمت في حديث ام سلمة انه عليه الصلاة والسلام اكل الشواء ولو لم يعجبهما اكله وانه كان صلى الله عليه وسلم اذا اعجبه الطعام اكله واذا عافته نفسه تركه. فكونه يأكل الشواء وثبت هذا في حديث ام سلمة. وثبت الان في حديث عبدالله ابن الحارث. وسيأتي في حديث المغيرة اذا كان لونا من الطعام محبوبا عند رسول الله عليه الصلاة والسلام. فهذه الفائدة الاولى واما الاخرى قوله رضي الله عنه اكلنا في المسجد وهو جواز الاكل في المساجد وعدم تحريمه. وتناول الطعام في المسجد ليس من المحرمات لكن ادب المسجد يقتضي الحفاظ على نظافته وطهارته وبقائه مهيأ للعبادة. فاذا وجد طعام فاكل في افطار لصائم او سحور لمعتكف او وجبة لرجل جلس الى المسجد فوجد طعاما فاكل كل ذلك لا يمنع منه على الا ينقلب المسجد مطعما ودارا للطعام. يدخل فيه ويخرج ويصبح شغل الناس الشاغل فيه الطعام والشراب. هذا كله تحول بينه وبينه ادب المساجد والحفاظ على طهارتها وقدسيتها. لكن اصل الطعام في المساجد واكله فيه مباح ودليل حديث عبدالله بن الحارث اكلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم شواء في المسجد وثالث الاحاديث في الشواء حديث المغيرة رضي الله عنه قال ضفت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة. ضفت اي كنت ضيفا عند رسول الله عليه الصلاة والسلام ذات ليلة. قال فاوتي بجنب مشوي يعني قطعة من الشواء من اللحم قال ثم اخذ الشفرة فجعل يحز الشفرة السكين وكل شيء حاد. فجعل يحز يعني يقطع من هذه القطعة المشوية قطعا اصغر حتى تكون سهلة في الاكل قال فحز لي بها منه القائل المغيرة رضي الله عنه يقول فحز اي رسول الله صلى الله عليه وسلم وحز بمعنى قطعه. فقال فقطع لي بها منه قطع لي بالشفرة من ذلك الجنب المشوي. فقدمه اليه. هذه ضيافة وصاحب البيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو المضيف على علو منزلته وشرف مقداره كان عليه الصلاة والسلام يباشر ضيفه فيقرر له الطعام وهذا ادب عظيم. وخلق رفيع ان يكون عليه الصلاة والسلام ولو كان صاحب الضيافة. ولو كان في بيته كان ينشر ضيفه باكرامه ويقطع له اللحم. لان لا تظن رعاك الله انه ربما بلغت بك المنزلة فحضر في بيتك ضيوف ممن هم دون في الرتبة موظفون عندك او عمال يتبعون لك او طلاب يدرسون عندك فلا تظن ان المقام يأبى ان تباشر لانك ارفع من ذلك. فنبيك صلى الله عليه وسلم كان يباشر اضيافه يأخذ السكين ويقطع اللحم ويباشرهم. صلى الله عليه واله وسلم كم ترى في ذلك من عظيم التواضع والخلق؟ كم ترى في ذلك من عظيم التودد والملاطفة؟ بالله عليك ما شعور المغيرة؟ جالس لكن بقي اثر المضغة التي اقتظم بها اللحم في تلك الحادثة بقي اثرها فيه صلى الله عليه وسلم الى مماته في صحيح البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في مرضه الذي مات فيه يا عائشة على مائدة رسول الله عليه الصلاة والسلام واشرف يد تقطع له اللحم وتقربه اليه كيف ينصرف المغيرة رضي الله عنه من مائدة كهذه؟ اتعجب اتعجب رعاك الله من حب من حب امتلأ في قلوب الصحابة لرسول الله عليه الصلاة والسلام. والله اسر قلوبهم حبا باقواله وافعاله وتصرفاته. وسائر في الحياة ما كانوا يحبونه فقط لانه نبي يجب ان يحب. لا لكنهم وجدوا مع ذلك كله من لطيف المعاملة وجميل المعاشرة ورفيع الادب والله ما اسرهم رضي الله عنهم اجمعين فجعلهم لا يقدمون على حبه شيئا صلى الله عليه وسلم. بل جعلهم يشتاقون الى رؤيته والجلوس الى مجالسه وجعل احدهم يخرج من بيته لا يريد الا رسول الله صلى الله عليه وسلم والسلام عليه. جعل احد اذا جلس في داره فتذكر مجلس النبي عليه الصلاة والسلام ضاقت نفسه ولا يرتاح ولا تطيب نفسيته الا اذا خرج النبي عليه الصلاة والسلام وجلس اليه وتحدث معه. هذا الحب العظيم ملكه نبيكم صلى الله عليه وسلم بلون جليل من التعامل وبادب عظيم وخلق رفيع. مع علمنا جميعا انهم اعني الصحابة رضي الله عنهم اجمعين. والله صغيرهم وكبيرهم ورجالهم ونسائهم وحرهم وعبدهم. كلهم والله يتشرف بخدمته عليه الصلاة والسلام. بل ويبادر ويتسابقون الى ذلك ويجعلون هذا مجالا يتنافسون فيه. اما كان في صلح الحديبية رضي الله صلى الله عليه وسلم اذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوءه واذا تنخم وتبادروا باكفهم يتدافعون ايهم يسبق الى الى اخذ نخامته عليه الصلاة والسلام. اذا كانوا قوما يجعلون في حبه صلى الله عليه وسلم منافسة ويجعلون في التشرف بخدمته ميدانا يتسابقون فيه. فلما؟ لم؟ لم لم يفعلوا ذلك في داره عندما يكونون اضيافا عليه لعلمهم رضي الله عنهم انه عليه الصلاة والسلام ما يدعو لهم في ذلك مجالا ويباشروا اضيافه بنفسه ولا يأنف عليه الصلاة والسلام. ولا يرى ذلك عيبا ولا انتقاصا من مقامه ولا منزلته. بل والله انما كان مزيد رفعة وتمكنا في حبه صلى الله عليه وسلم لدى الصحابة رضي الله عنهم اجمعين قال رضي الله عنه ثم اخذ الشفرة فجعل يحز فحز لي بها منه. قال فجاء بلال يؤذنه بالصلاة لا يعني يعلمه بدخول وقت الصلاة وهذا المؤذن يأتي الى امامه صلى الله عليه وسلم يخبره بوقت الصلاة ليتهيأ له وليستعد للامامة. قال فالقى الشفرة وهذا شأن نبينا عليه الصلاة والسلام. اذا حان وقت الصلاة ترك كل شيء كان في يده. جالس ومعه ضيف والسكين في يده والشفرة ويحز بها ويقطع اللحم اذا جاء الصلا وقال بلال هذا وقت الصلاة ترك كل شيء عليه الصلاة والسلام فالقى الشفرتان. ولذلك تقول ام المؤمنين رضي الله عنها كان النبي صلى الله عليه وسلم يعني في البيت يكون في مهنة اهله فاذا جاء وقت الصلاة قام كأنه ما عرفنا اذا جاء وقت الصلاة وقف كل شيء في حياته عليه الصلاة والسلام القى الشفرة ثم قال ما له تربت يداه العبارة في تربت يداه معناها اللغوي تربت يداه اي اصابت يداه التراب وهو كناية عن الخسارة والحرمان فان من التصقت يداه بالتراب فقد قبض على تراب والتراب لا يسوى شيئا فاذا دعا احدهم على انسان بالخسارة وبعدم الربح وبعدم الحصول على شيء من مرامه يقول عليه الصلاة والسلام تنكح المرأة لاربع وذكر المقاصد التي تحمل الرجال على نكاح النساء. قال لدينها وجمالها ومالها وحسبها. قال فاظفر بذات الدين تربت يداك اذا يدعو لك عليه الصلاة والسلام بالتوفيق بالفلاح بالفوز بالسداد. اذا امتثلت وصيته واخترت من بين النساء ذات الدين فاظفر بذات الدين تربت يداك وهو كما تقول العرب قاتلك الله ولا ام لك ولا اب لك. وتركت يداك ونحو هذه من العبارات التي اصبحت تطلق ولا يراد بها عكس معناها فهي كناية ايضا كما قلت عن التعجب تارة عن الفرح تارة عن الدعاء بالتوفيق والسداد تارة. قال عليه الصلاة والسلام ما له تربت يداه يدعو لبلال ان اذنه بالصلاة بالفلاح والتوفيق على عبارة جرت بها السنة العرب قال اي المغيرة وكان شاربه قد وفى ويقصد نفسه رضي الله عنه وهذا التفات في الخطاب من صيغة المتكلم الى صيغة الغائب فاخبر عن نفسه بصيغة الغائب كانه يقصد غيره وكان يمكن ان نفهم من الرواية انه يقصد بلالا لانه هو الذي دخل قبل قليل واذن النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة. فلما يقول الراوي وكان شاربه قد وفى بادروا الى ذهنك مباشرة ان المقصود بلال. رضي الله عنهم اجمعين. لولا ما جاء في الروايات الاخرى فيها صريح قول المغيرة وكان قد وفى وهو في رواية احمد رحمه الله وفي رواية عند الطحاوي اخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم من شاربي على سواك والمقصود وغيرة ها هنا المغيرة ينقل طرفا اخر من المجلس. بعيدا عن المائدة واللحم المشوي وبعيدا ايضا عن دخول بلال واعلامه بالصلاة هنا ملحظ اخر وجد النبي عليه الصلاة والسلام في المغيرة ملحظا يستدعي النصح والتوجيه وهو ان شاربه قد وفى. وفى اي كثر شعر شاربه وازداد حتى ارتخى ونزل على شفته وكان شاربه قد وفى اي استوفى شعرا وكثر حتى ازداد فارتخى على اطرافه فمه رضي الله عنه ها هنا موضع ما ترك النبي صلى الله عليه وسلم فيه توجيها لضيفه. ولا نصحا له ولا ارشادا. فقال له اقص لك على سواك او قال قصه على سواك المقصود بالعبارتين والروايتين انه نصحه صلى الله عليه وسلم الا يذر شاربه هكذا مستوفيا مرتخيا كثير الشعر فان هذا خلاف الفطرة الفطرة خمس وفي رواية عشر. وذكر منها اعفاء اللحى وحف الشوارب حفو الشوارب قصها عدم تركها تزداد حتى تنزل على الفم هذا من الفطرة فاذا ضعفت الفطر او مسخت او انتكست اجاركم الله اصبحت تستحسن القبيح وتستقبح الحسن تستقبح اللحى وهي فطرة فتعمد الى حلقها تستقبح طول الشوارب فتعمد الى تركها والمباهاة بها والتفاخر بطولها والمقصود ان شريعة الاسلام في الفطرة السوية جاءت بما يصلح به حال العباد ارتخاء الشوارب على الفم مظنة دخول الشعر الى الفم مع كل طعام وشراب وفيه ما لا يخفى من احتمال دخول الاذى او القذر او ما يعلق بالشعر وايا كان فان الفم موضع يحتاج الى ونظافة لما لكونه مدخلا للطعام والشراب فما ترك صلى الله عليه وسلم نصح المغيرة حتى قال اقصه لك على سواك النبي عليه الصلاة والسلام يخاطب المغيرة الان لاحظ يعرض عليه ان يقص له شاربه وهو قبل قليل يقطع له من اللحم ويضيفه به والله لمجلس للمغيرة بهذا بالدنيا وما فيها يظيفه عليه الصلاة والسلام يقطع له اللحم ويقربه له ثم يرى شاربه طويلا مرتخيا على فمه فيقول له اقصه لك على سواك ما السواك؟ لان السواك عود صل يمكن ان يوضع على طرف الشعر من اسفل فيؤخذ ما زاد عنه كما يصنع الحلاق اليوم بالمقص والمشط فيجعل المشط تحت يرفعه ثم يقص ما زاد عنه فكانت هذه الة فاذا رفع الشعر الزائد على سواك او على عود او على اي الة كان مناسبا ان يقص الشعر من فوقه لا يتأذى الفم بوضع المقص عليه او ينقطع او ينجرح به. يقول عليه الصلاة والسلام للمغيرة اقصه لك على سواك او قال قصه على سواك فوجهه صلى الله عليه وسلم الى ما يحتاج اليه. في رواية الطحاوي صريحة بفعل الله عليه الصلاة والسلام هذا الامر للمغيرة. لانه قال في تلك الرواية اخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم من شاربي على سواك فاختلفت الروايات تارة بالعرض عليه اقصه لك على سواك وتارة بالاخبار. قال اخذ من شاربي على سواك وثالثة امره اياه قال قصه على سواه. والمقصود حصول ادب عظيم. عدم ترك شعر الشوارب للرجال كثيفا يزداد وينمو ويرتخي حتى يصل الى الفم وفيه سنة اخرى وهو ان المشروع في الشوارب هو قصها ورفعها عن فم الانف عن عن فم عن طرف وعدم ارتخائها وهو الحث او المبالغة في انهاكها كما جاءت فيه الرواية الاخرى. نعم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال اوتي النبي صلى الله عليه وسلم بلحم فرفع اليه الذراع وكانت تعجبه فنهش منها عن ابن مسعود رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه الذراع. قال وسنة الذراع. وكان يروى ان اليهود سموه عن ابي عبيدة رضي الله عنه قال عن ابي عبيد عن ابي عبيد رضي الله عنه قال طبخت للنبي صلى الله عليه وسلم قدرا. طبخت رضخت بالنبي صلى الله عليه وسلم قدرا وقد كان يعجبه الذراع تناولته الذراع. ثم قال ناويني الذراع تناولته ثم قال ناولني الذراع فقلت يا رسول الله وكم من شاة من ذراع فقال والذي نفسي بيده لو سكت لو سكت لناولتني الذراع ما دعوت هذه ايضا احاديث ثلاثة من رواية كل من ابي هريرة وابن مسعود وابي عبيد رضي الله عنهم اجمعين. يخبرون فيها عن لون اخر من الطعام الذي كان يحبه عليه الصلاة والسلام وهو ذراع الشاة كان احب لحم الشاة اليه ذراعها عليه الصلاة والسلام. وقد ورد هذا من عدد من الصحابة يخبرون عن حبه الله عليه وسلم للحم الذراع. ولهذا فان السم الذي وضعه اليهود لعنة الله عليهم لنبينا عليه الصلاة والسلام كما سيأتي في الرواية انما وضعوه في الذراع لعلمهم انه يحب الذراع ويأكلها فوضعوا له فيها السم صلى الله عليه واله وسلم الذراع معلومة ذراع الشاة. يقول القاضي عياض محبته صلى الله عليه وسلم للذراع لنضجها وسرعة استمرائها مع زيادة لذتها وحلاوة مذاقها وبعدها عن مواضع الاذى يحاول رحمة الله عليه القاضي عياض يحاول ان يتبين الاسباب التي كان النبي عليه الصلاة والسلام يحب الذراع ويفضلها على غيرها من اللحم في الشاة. قال ربما كان سبب ذلك كونها سريعة النضج. لان لحمها قليل غير كثيف. ولحمها ايضا يطبخ بسرعة وينضج بسرعة. ويسرع استمراؤه يعني بلعه ومضغه لا يحتاج في قسوته الى مثل مواضع اللحم الاخرى في في جسد الحيوان قال ايضا مع زيادة اللذة وحلاوة المذاق قال وبعدها عن مواضع الاذى. الذراع ابعد ما تكون عن مواضع الاذى في تأتي وهو بطنها موضع الفضلات مثلا او مؤخرتها موضع خروج الفضلات ونحوه فهو ابعد موضع عن مواضع الاذى في الشاة او بهيما يقول ابو هريرة رضي الله عنه اوتي النبي صلى الله عليه وسلم بلحم فرفع اليه الذراع يعني ناولوه الذراع هل كان الصحابة يعلمون انه صلى الله عليه وسلم يحب الذراع فلذلك بادروه به؟ الجواب محتمل والغالب انه نعم لانه ثبت عند هم حبه صلى الله عليه وسلم للذراع. واذا ارادوا ان يضيفوه او يكرموه باشروا بما يحب ويفضل عليه الصلاة والسلام. قال فرفع اليه ازدراع. اسمع يقول ابو هريرة وكانت تعجبه اذا كانوا يعلمون انه يحب الذراع وتعجبه الذراع من الشاة عليه الصلاة والسلام. قال فنهش منها هكذا الرواية في مختصر في شمائل الترمذي. وهي في الصحيحين وعند الترمذي وابن ماجة في سنن. قال اخذ اللحم قال فنهسا تين فنهس منها واللفظان صحيح ان نهس ونهش مع فرق لطيف نهس بالسين اخذ اللحم وقطعه بمقدمة الاسنان فهو قطع رفيق لطيف بمقدمة الاسنان يضعه على طرف الفم في قطع منه قطعا اما نهش بالشين فقطع اللحم وقضمه بالاسنان كلها النهش ابلغ من النهش النهس اخف وارفق وهو لفظ الصحيحين كما قلت قبل قليل. قال فنهس منها. والمقصود حبه صلى الله عليه وسلم لحم الذراع. في الرواية الاخرى لابن مسعود رضي الله عنه يقول كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه الذراع. قال وسم في الذراع يعني وضع له اليهود السم في الذراع يقول ابن مسعود وكان يرى ان اليهود سموه يعني ابن مسعود كان يرى ويعتقد ان اليهود هم من وضعوا السم وهو الذي ثبتت به الروايات الاخرى التي جاءت في السير وفي السنن كذلك انه في غزوة خيبر سنة سبع للهجرة لما قدم طعام لرسول الله عليه الصلاة والسلام قدم اليهود له لحما مشويا وطبخوا له شاة ثم كلفوا زينب بنت الحارث ان تضع له السم في الشاة وكانت يهودية قبل ان تسلم رضي الله عنها. فسألت اي مواضع الشاة احب اليه؟ صلى الله عليه وسلم فلما اخبروها انها الذراع وضعت السم في الشاة كلها وزادت في الذراع وجعلت السم فيه زيادة على غيره جيء بالطعام الى رسول الله عليه الصلاة والسلام. لما رفع الذراع الى فيه وقضم منه قضمة انطق الله الذراع انهما مسموم فقال عليه الصلاة والسلام في حينه ان الذراع اخبرته ان بها سما. فلفظ ما في فمه من قطعة اللحم التي مضغها. وترك الشاة لعلمه صلى الله عليه وسلم انهم وضعوا له فيها السم وكان معه بشر ابن البراء واكل منها فتأثر بالسم فمات رضي الله عنه مسموما من لحم الشاة. اما نبينا عليه الصلاة والسلام فان الله عصمه. الم يقل له يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس فعصمه الله وصلت الى فيه فتأثر بها قال فهذا اوان انقطاع ابهري منه فمات عليه الصلاة والسلام وقد كان فيما جاء في هذه الرواية اثرا من ذلك السم. اما زينب بنت الحارث التي وضعت السم فانها اسلمت وجيء بها الى رسول الله عليه الصلاة والسلام فسألها ما حملك على ذلك قالت ان كنت ملكا يريحنا الله منك وان كنت نبيا فسيحميك الله ارادت بذلك ان تتخلص وتضع السم قالت فان كنت نبيا عصمك الله وان كنت ملكا يعني كاذبا لا نبوة ولا رسالة ولا وحي انما تفعل الذي تفعل تملكا وتسلطا وشيئا من الاستعباد للخلق يريحنا الله منك. لانه اخرجهم من المدينة. ثم نفاهم الى خيبر اتاهم الى خيبر ثم نفاهم منها الى خارج جزيرة العرب. فرأت ان هذا قد الحق بهم شيئا من الضنك والاشقاق. فلما اخبرته بذلك فعنها صلى الله عليه وسلم ولم يمسسها بسوء الا ان بشر ابن البراء لما مات مسموما بالاكلة طالب اولياؤها. طالب اولياؤه بدمها فقتلت. قصاصا لما فعلته ببشر ابن البراء الذي تسمم باكله من الشاة المسمومة مع رسولنا صلى الله عليه وسلم والشاهد في حديث ابن مسعود حبه صلى الله عليه وسلم للذراع وهذا الموضع الذي تكرر قلت حتى بلغ اليهود انه عليه الصلاة والسلام يحب الذراع. فقد بلغك الان وانت مسلم. اذا كانت اليهود ما ارادت بعلمه بعلمها انه يحب الذراع عليه الصلاة والسلام الا لقصد سوء وارادة سوء اخزاهم الله فانت انت مسلم ما الذي يفيدك علمك انه صلى الله عليه وسلم يحب الذراع؟ اترك لك الجواب هل ستحبها من بعد او ستحاول ان تحبها من بعد او ستحب من يحب اكل الذراع لانه صلى الله عليه وسلم كان يحبها وكانت تعجبه في حديث ابي عبيد وهو مولى لرسول الله عليه الصلاة والسلام يقول طبخت للنبي صلى الله عليه وسلم قدرا وقد كان يعجبه الذراع الرواية ها هنا في شمائل الترمذي من حديث ابي عبيد وهي عند احمد وغيره من رواية اخرى لابي رافع. وكلاهما مولى لرسولنا صلى الله عليه وسلم. الحديث فيه ضعف في سنده لكن له شواهد يتقوى بها الحديث فلذلك حكم الشيخ الالباني رحمه الله كما ترى بصحة الحديث بمجموع اسانيده. يقول طبخت للنبي صلى الله عليه وسلم قدرا. وقد كان يعجبه الذراع. لاحظ هذا امر متقرر عند الصحابة. ابو هريرة يقول وكانت تعجبه ابن مسعود يقول كان يعجبه الزراع هذا مولاه ابو عبيد والاخر ابو رافع يقول وقد كان يعجبه الذراع فشيء متقرر عند الصحابة رضي الله عنهم هم يعلمون انه عليه الصلاة والسلام يحب الذراع. قال فناولته الذراع بعدما طبخ القدر وفيه الذراع وغيرها. قال فناولت الذراع ثم قال ناولني الذراع يعني الاخر قال فناولته ثم قال ناولني الذراع ثالثا فقال قلت يا رسول الله وكم للشاة من ذراع يعني هم ذراعان ناولتك الاول وطلبت الثاني فاعطيتك الله اكبر الله اكبر اكبر اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان محمدا رسول الله اشهد ان محمدا رسول الله اكبر لا اله الا الله قال رضي الله عنه طبخت للنبي صلى الله عليه وسلم قدرا وقد كان يعجبه الزراع فناولته الذراع. ثم قال ناولني الذراع فناولته يعني الذراع الاخر ثم قال ناولني الذراع مرة ثالثة فقال متعجبا يا رسول الله وكم للشاة من ذراع؟ يعني هما ذراعان واعطيتك احدهما بعد الاخر يريد رضي الله عنه انه ما بقي في القدر ذراع اناولك اياه قال عليه الصلاة والسلام والذي نفسي بيده لو سكت لناولتني الذراع ما دعوت يعني لو سكت وذهبت الى القدر ساكتا وفتحته لاخرجت ذراعا واتيتني به ولو عدت وقلت ناولني الذراع وعدت لوجدت ذراعا قال لو سكت لناولتني الذراع ما دعوت يعني لظللت تأتيه بالذراع كلما دعوتك قلت ناولني الذراع اية لرسول الله عليه الصلاة والسلام الذي شق الله عز وجل له القمر وفلق له الحجر وانطق له الحصى تسليما عليه صلوا عليه وسلموا فكان نبينا صلى الله عليه وسلم في مثل هذا المواضع يخبر الصحابة بما عاشوا وما شاهدوا وما رأوا وما حكوه من المواقف رضي الله عنهم اجمعين في صحبتهم لرسول الله عليه الصلاة والسلام. فالشاهد من الحديث موضع قوله رضي الله عنه وقد كان يعجبه الذراع. فانظر لما ناوله الذراع مرة ومرة اخرى لم يزل عليه الصلاة والسلام لا يطلب الا الذراع لحبه لها. فلو طبخ الذراع وحده لا اكتفى به صلى الله عليه وسلم ولو قدم مع غيره من الطعام لابتدأ به ايضا عليه الصلاة والسلام نعم وعن عائشة عن عائشة رضي الله عنها قالت ما كانت ذراعه احب اللحم الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنه كان لا يجد اللحم الا غضا وكان يعجل اليها لانها اعجلها نضجا الحديث ضعيف فيه راو ضعيف وانقطاع اخر. وهو الحديث ايضا معارض لما تقدم ان تقول عائشة ما كانت الذراع احب اللحم الى رسول الله عليه الصلاة والسلام. بلى ثبت في الرواية الاخرى انه احب اللحم اليه صلى الله عليه وسلم. فلذلك عارضت هذه الرواية مع في سندها وانقطاعه عارضت الروايات الاخرى الصحيحة فلذلك حكم عليها بالضعف. قولها ولكنه كان لا يجد اللحم الا غبا يعني مرت بعد مرة وليس على الدوام وهذا قد تقرر شاهده كثيرا. وكان يعجل اليها لانها اعجلها نضجا. تقدم ايضا في قول القاضي عياض شيء ومن الاسباب التي تجعله عليه الصلاة والسلام يفضل لحم الذراع على غيره نعم عن عبد الله ابن جعفر. عن عبدالله بن ابي جعفر رضي الله عنه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان اطيب اللحم لحم الظهر. الحديث ايضا ضعيف من رواية عبد الله بن جعفر فيه راو لم يسمى ان النبي عليه الصلاة والسلام قال ان اطيب اللحم لحم الظهر واللحم وان كان طيبا ومستساغا يعني مرغوبا فيه لكن ان ينسب هذا الى رسول الله عليه الصلاة والسلام فانا نتوقف فيه على ما يحتاج الى صحة سند ان اطيب اللحن لحم الظهر لو صح سندا لعملناه واخذنا به. فاما ان لم يصح في ترك هذا الى مذاق الناس وما تشتهيه نفوسهم يقف عند هذا القدر لنستأنف الرواية التي بعدها في مجلسنا المقبل بعون الله تعالى. اللهم انا نسألك علما نافعا واسعا وشفاء من كل داء. اللهم اجعل مجلسنا هذا مجلسا نزداد فيه ايمانا بك. وبرسولك صلى الله عليه وسلم وحب بل لك يا ذا الجلال