ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اما بعد موعدنا ان شاء الله تعالى مع الحديث الخامس من احاديث المسند الصحيح للامام مسلم ابن الحجاج رحمه الله تعالى وهو ما اخرجه من طريق سليمان ابن المغيرة عن ثابت ابن اسلم لبناني عن انس وذكر قصة وافدي بني سعد بن بكر وهذا الرجل الذي سماه البخاري في صحيحه بظمام ابن ثعلبة قد ورد التصريح في حديث ابن عباس وذكر قصته انه ما امسى من رجل او امرأة من قومه الا وقد اسلم وقد امتن الله سبحانه وتعالى على قومه بالاسلام ببركة وفوز هذا الرجل الذي بدت منه نوع خشونة وغلظة في اسئلته لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنها تدللوا على رزانة ورجحان عقل من تأمل ترتيبها دل ذلك على ان الرجل كان عاقلا رضي الله تعالى عنه وما اجدرنا وما اجدرنا جميعا ان يتعدى النفع الذي في صدورنا الى ضلال قومنا وجيراننا واهالينا هذا الحديث تكلمنا في الدرس الماضي على فوائد الاسناد الذي فيه وقلنا ان هذه القصة كانت بعد السنة التاسعة للهجرة وان هذا الرجل قد جاء مسلما على الراجح وذهب بعض الشراح الى انه جاء كافرا واسلم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن قال بهذا اعتمد على الفاظ جاء فيها شيء من تفصيل في حديث عبدالله ابن عباس وهو في مسند احمد ومستدرك الحاكم وتاريخ المدينة لعمر ابن شبة رحم الله الجميع قبل ان نقرأ شرح الامام النووي عن الحديث نسمع قصة نسمع قصة بني سعد بن بكر من تاريخ ابن شبة لما جاء فيها من زيادات وايضاحات تسجيل نسأل الله البركة. نسأل الله بركة هذه الليلة نسمع قصة هذه القصة من تاريخ المدينة محمد بن حميد قال حدثنا سلمة بن الفضل قال حدثني محمد بن اسحاق قال حدثني محمد ابن فسحة فقال حدثني سلمة بن كهيل ومحمد بن الوليد بن نفيح بن نويفع عن كريب مولى بن عباس عن ابن عباس قال بعثت بنو سعد بن بكر انضمام بن ثعلبة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاناخ بعيره على باب المسجد ثم عطلة ثم دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في اصحابه وكان ضمام رجلا جلدا اشعر ذا غديرتين حتى وقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ايكم ابن عبد المطلب؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انا ابن عبد المطلب وقال محمد قال نعم. قال يا ابن عبد المطلب اني سائلك ومغرض في المسألة فلا تجدن في نفسك قال لا اجد في نفسي فسل عما بدا لك قال فاني ارشدك الله الهك واله من كان قبلك واله من هو كائن بعدك. االله بعثك الينا رسولا قال اللهم نعم قال فانشدك الله الهك واله من قبلك واله من بعدك الله امرك ان تعبده ان نعبده وحده لا شريك له وان نخلع هذه الانداد التي كانت تعبد اباؤنا من دونه. حديث زيادة على باب قصتها قال اللهم نعم قال فانشدك بالهك واله من كان قبلك واله من هو كائن بعدك االله امرك ان نصلي هذه الصلوات الخمس قال اللهم نعم. قال ثم جعل يذكر فرائض الاسلام فريضة فريضة الزكاة والحج والصيام وشرائع وشرائع الاسلام كلها هذا دليل لمن زعم ان حديث طلحة السابق وهذا الحديث حديث واحد لانه في رواية البخاري من طريق اسماعيل ابن جعفر في حديث طلحة بن عبيد الله قال وذكر شرائع الاسلام اتحدت فاتحد اللفظ وعلى هذا يقوى القول بشذوذ لفظة ابيه ان كانت قصة طلحة مع انس مع ابن عباس. واحدة لانها تكون لم ترد الا من طريق اسماعيل ابن جعفر فحسب. ولم يرد لها ذكر في سائر القصص اسمع ثم جعل يذكر فرائض الاسلام فريضة فريضة الزكاة والحج والصيام وشرائع الاسلام كلها. يناشده عند كل لفريضة كما ناشده في التي قبلها حتى اذا فرغ قال فاني اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله وساؤدي هذه الفرائض واجتنب ما نهيتني عنه. قبلت اشهد ان لا اله الا الله وانتبهوا فاني اشهد يناشده عند كل فريضة كما ناشده في التي قبلها حتى اذا فرغ قال فاني اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله. يا مسلما يا كافرة ان كان هذا الكلام ان شاء قد انشأ الشهادتين في هذا الموطن فحسب اما ان اراد ان يؤكد اسلامه ولم ينشئه الان فانما يكون قد ذكر الشهادتين وهو مسلم وتعلق بهذا اللفظ من زعم انه جاء كافرات والحديث الذي يليه عند ابن شبه وهو حديث فيه ذكر لقيس ابن عاصم رضي الله عنه وفيه انه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الصلاة يا رسول الله اني اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا عبده ورسوله فيكون فتكون الرواية التي تلي هذا الحديث تؤكد ان ذكر ضمام وذكر قيس ابن عاصم بالشهادتين في هذا الموطن لم يكن انشاء وانما كان من باب الاعلام والاخبار. وهذا هو الارجح ان شاء الله نسمع وساؤدي هذه الفرائض واجتنب ما نهيتني عنه ثم لا ازيد ولا انقص ثم انصرف الى بعيره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يصدق ذو العقيقتين يدخل الجنة قال فاتى الى بعيره فاطلق عقاله حتى قدم على قومه فاجتمعوا اليه وكان اول ما تكلم به ان قال بئست اللات والعزى. قالوا يا ضمام اتق البرص والجنون الجذام قال ويلكم انهما والله ما يضران ولا ينفعان. فها هنا شعر باسلامه واعلن براءته وكفره باللات والعزى على الملأ ولا يبعد ان يكون قبل ذلك مسلما ولكنه كان عنده نوع تكتم على سائر الناس ان الله قد بعث رسولا وانزل عليه كتابا فاستنقذكم مما كنتم فيه. واني اشهد قال لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله وقد جئتكم من عنده بما امركم به ونهاكم عنه ووالله ما امسى من ذلك اليوم وفي حاضره رجل ولا امرأة الا مسلمة قال يقول عبدالله بن عباس فما سمعنا بوافد قوم كان افضل من ضمام ابن ثعلبة هذه قصة افضل وافد لرسول الله صلى الله عليه وسلم بما ترتب عليها من الخير بركة وحسن الثمرة. اذ اسلم جميع قومه رجالا ونساء على اثرها قضي الله تعالى عنه هذه القصة كما قلنا تعلق بها من زعم ان هذا الرجل جاء كافرا ونعيد على وجه العجلة ادلة من قال ان هذا الرجل جاء مسلما فنقول هذا مذهب الامام البخاري. اذ استنبط من القصة جواز القراءة والعرض على العالم ولذا بوب الامام البخاري في صحيحه على هذه القصة باب جواز القراءة والعرض على العالم. ووضعها في كتاب العلم فجاء هذا الرجل عالما عارضا ما بلغه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه وممن قال بذلك الامام الحاكم عيسى النيسابوري محمد بن عبدالله ابو عبد الله رحمه الله صاحب مستدرج ان استنبط من هذه القصة في كتابه معرفة علوم الحديث انه ينبغي لطالب العلم ان يعتني بالاسناد العالي فاستنبط من هذه القصة علو الاسناد. الحرص على عدو على علو الاسناد ومما يؤكد انه جاء مسلما ما ورد في القصة في اثناء خطاب هذا الرجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله اني قد امنت بك فاذا هو قال اشهد ان لا اله الا الله بعد الخطاب وفي اثناء الخطاب في صحيح البخاري قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم اني قد امنت بك وجاء في صحيح البخاري في اخر القصة امنت بما جئت به وانا رسول من ورائي قومي ثم ترتيب الاسئلة تدلل على ان الرجل لم يأت كافرا. فلم يسأل هذا الرجل رجل عن دليل التوحيد. بل سأل عن عموم الرسالة وعن شرائع الاسلام من صلاة وزكاة وصيام وحج ولو كان كافرا لطلب معجزة تدلل على صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فطبيعة الاسئلة وماهيتها تدلل على انه جاء مسلما ثم قد بعثه قومه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وما اجدر القوم ان يبعثوا رجلا عاقلا ولا سيما في الملمات ايها المهمات من الامور. وقد احسنوا الاختيار اما من قال بانه كافر فاعتمد على لفظ حديث ابن عباس فقال في اخره واني اشهد ان لا اله الا الله. واعتمد على تبويب ابي داود باب دخول المشرك المسجد وقلنا لا يلزم من هذا التبويب انه كان مشركا. اذ سكوت صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعدم سؤالهم عن رجل لا يعرفونه فيه اشارة الى جواز دخول المشرك المسجد ثم من اعتمد على القول بكفره علق بلفظة زعمة. زعم رسولك وقالوا الزام هو القول الذي لا يوثق به. والامر ليس كذلك اذ زعم تأتي عند العرب بمعنى القول ان احقق على ما على ما سيأتي ان شاء الله من قول الامام النووي فاذا الراجح ان هذا الرجل قد جاء مسلما وجاء مستوثقا مستفما مستفسرا عن مهمات الامور بنفسه وكان شيء من ذلك قد بلغه من خلال الرسل الذين جاؤوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم. الان نقرأ شرح الامام النووي الحديث قال الامام النووي رحمه الله باب السؤال عن اركان الاسلام في حديث انس رضي الله عنه قال نهينا ان نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء وكان يعجبنا ان يجيء الرجل من اهل البادية العاقل فيسأله ونحن نسمع فجاء رجل من اهل البادية فقال يا محمد اتانا رسولك فزعم لنا انك تزعم ان الله تعالى قال صدق الى اخر الحديث قوله نهينا ان نسأل يعني سؤال ما لا ضرورة اليه كما قدمنا بيانه قريبا في الحديث الاخر سلوني اي عما تحتاجون اليه. عن السؤال فيه تفصيل اذ ورد في حديث سابق قول النبي صلى الله عليه وسلم سلوني وقوله صلى الله عليه وسلم سلوني اي عما تحتاجون اليه من امور الدين وكان بعض السلف يقول كن عالما او متعلما او سائلا ولا تكن الرابع فتهلك. ولما سأل جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم سمى رسول الله صلى الله عليه وسلم اسئلة جبريل معالم الدين. وقال انه اياكم يعلمكم امور دينكم دين امور دينكم. ولم يفعل جبرون شيئا سوى السؤال. فالسؤال مشروع ولكن هنا ورد في الحديث انها ان الصحابة كانوا قد نهوا عن السؤال واحكام السؤال والجواب هو ما يسمى في علم هو ما يسمى علم الجدل. وعلم المناظرة وقد افرد الامام الشاطبي في اخر كتابه الموافقات لاحكام السؤال والجواب ابواب كنيسة جدا يدير بطالب العلم ان يقرأها. وان ينظر فيها ومما يخصنا من كلامه انه ذكر مواضع كراهية السؤال اي في اي الاحوال يكون قالوا مكروهة. وهذا يدخل تحت النهي. نهينا عن السؤال. متى يكون السؤال مكروها؟ فذكر الامام الشاطبي عشرة من الانواع فيها كراهية السؤال. الاول السؤال عما لا ينفع في الدين شيء لا ينفع في الدين فينبغي ان يتجنبه الانسان. كما سأل ذاك الرجل الامام الشعبي فقال له يا امام ابليس فقال الشعبي وكان فطنا ذلك عرس لم اشهد فسكت والنوع الثاني اذا النوع الاول من انواع الفرائض السؤال ان يسأل عما لا ينفع في الدين السؤال الثاني ان يسأل بعدما بلغ السائل من العلم حاجته تأخذ حاجتك من العلم وبعد بعد ذلك تسأل سئل بعض السلف ما اسم الذئب الذي اكل يوسف؟ فقال سبحان الله الذئب اليوسف لم يأكله الذئب. فقال السائل وما اسم الذئب وما اسم الذئب الذي وما اسم الذئب الذي لم يأكله اسس؟ فان تسأل عن بعد ان تأخذ حاجتك من المسألة فيكون هذا ايضا فيه كراهية. الثالث السؤال من غير احتياج اليه في الوقت. مسألة نازلة واقعة. ولم ولم يعرف الناس ملابساتها ولم يعرفوا حيثياتها. فيسأل فينبغي لطالب العلم ان يمسك. حتى يعرف جميع الملابسات التي تحيط بالمسألة. ما هو حكم التعويضات التي سيأخذها الناس من جراء قضية فلسطين او قضية الكويت او ما شابه ما ندري دعوا هذه الاشياء الى اوقاتها والى ملابساتها والى حيثياتها فان في الحيثيات صلة قوية بالاجابات السؤال الرابع ان يسأل الرجل عن صعاب المسائل وشرارها. وهذه تسمى من مسائل القبوريات ان تسأل لتحمر الوجوه وتصفرها. فان يسأل طالب العلم عن المسائل الصعبة والمسائل التي فيها شر وهذه ايضا من مواطن المكروهة. والنوع الخامس ان يسأل عن علة الحكم لاسباب لا تليق. لماذا بعض الصلوات السرية لماذا صلاة الفجر والانسان قد استيقظ من نومه نشيطا ركعتين وصلاة العشاء والانسان قد انهى يومه اربع ركعات هذه لماذا الغسل من من المني وهو طاهر؟ ولماذا الوضوء من الملح وهو نجس وهذه الاشياء التي لا تليق وهي متروكة الى حكم الشرع. ان يسأل عن علة الحكم لاسباب لا تليق. والنوع السادس ان بلغ بالسؤال الى حد التكلف والتعمق. والنوع السابع ان يظهر من السؤال معارضة للكتاب والسنة ان يظهر من السؤال معارضة للكتاب والسنة. والنوع الثامن السؤال عن المتشابهة هل من ملائكة يعقلون ام لا يعقلون؟ السؤال النوع التاسع السؤال عما شجر بين الصحابة الله تعالى عليهم. وقد امرنا اذا ذكر اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نمسك. كما ثبت في المعجم الطبراني الكبير. والسؤال والنوع العاشر سؤال التعنت والافحام وطلب الغلبة في الخصام هذه انواع عشرة من الاسئلة مكروهة. قرأت عليكم عناوين هذه المسائل ومن رام البسط فيجده ان شاء الله في الاخير من كتاب الموافقات. هذه الانواع العشرة من الاسئلة مكروهة. وما عداها فالاسئلة ان شاء الله تعالى مشروعة ولا حرج فيها نكمل الشرح. فاذا نهينا عن السؤال المراد بالسؤال ان كان على وجه من هذه الوجوه العشرة. والله اعلم نكمل. قال النووي وقوله الرجل من اهل البادية يعني من لم يكن بلغه النهي عن السؤال رسولنا صلى الله عليه وسلم الواحد منهم لم يسأل كان يقول عبدالله بن عباس لم نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم الا اربعة عشرة مسألة عند الطبراني وفي رواية الطبراني عد ستا او سبعا منها. فكان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يهابون رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يسألوه وكان الواحد منهم يتمنى لو سأل عن كذا لما؟ لانهم طلبوا العلم بالعمل. ومن طلب العلم للعمل كسره العلم. اما من طلب العلم للمبهاء؟ فكما كان يقول الامام ما لما كان يسأله لما كان يسأله اسد بن موسى يسأل عن سؤال فيفرق سؤال فيفرغ ثالث. فقال هذه حلقة اخت. حلقة اخت حلقة اخرج من مجلس من مجلسنا. ان اردت هذه التفريعات فعليك باهل الرأي. اذهب الى العراق اي نعم كانوا يطلبون العلم للعمل رحمهم الله تعالى قال وقوله العاقل لكونه اعرف بكيفية السؤال وادابه والمهم منه. وحسن المراجعة. فان هذه اسباب عظم الانتفاع بالجواب ولان اهل البادية هم الاعراب. ويغلب فيهم الجهل والجفاء. ولهذا جاء في الحديث من بدا جفا والبادية والبدو بمعنى وهو ما عدا الحاضرة والعمران والنسبة اليها بدوي من هو العاقل؟ من هو العاقل من الناس تؤثر كلمة وردت باسانيد صحيحة عن امام من ائمة اللغة وهو الخليل ابن احمد الفراهيدي صاحب العين قال الرجال اربعة رجل يدري ولا يدري انه يدري كذلك غافل فنبهوه. يدري ولا يدري انه يدري. فذلك غافل فنبهوه ورجل لا يدري ويدري انه لا يدري. لا يدري ويدري انه لا يدري. فذلك جاهل فعلموه ورجل يدري ويدري انه يدري. فذلك عاقل فاتبعوه يجري ويدري انه يدري فذلك عاقل فاتبعوه. ورجل لا يدري ولا يدري انه لا يدري فذلك ماءق فتجنبوه لا يدري ولا يدري انه لا يدري. يعني جهل مركب وهذا الجهل المركب فهذا رجل ظالم مارق فتجنبوه. فالعاقل الذي يعلم الاشياء وحقائقها ويعلمه ويعلم انه يعلم هذه الاشياء فلا يستهين بنفسه. اي نعم فكان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبهم ان يجيء العاقل من امثال ضمام يسأل عرض السؤال ويحسن المباحثة ويحسن اختيار المهم الاهم المهم وحسن المراجعة. وهذا ادعى للانتفاع بان يكون النفع اعظم وخصوصا ذكر العاقل لان اهل البادية فيهم الجهل وفيهم الجفاء فيهم الغلظة ولذا قال الله تعالى الاعراب اشد كفرا ونفاقا. واجدر الا يعلموا حدود حدود ما انزل الله ابو حيان الاندلسي صاحب البحر المحيط قال كلاما رائعا عند تفسيره لهذه الاية في سورة التوبة قال الاعرابي هو الذي لم يجثو على الركب بين يدي العلماء ولم يسسه سائس فهذا اجدر الا يعلم حدود ما انزل الله وعلى هذا الحد ما اكثر الاعراب في هذا الزمان نسأل الله العفو والعافية فكانوا يعجبهم ان يأتي الرجل العاقل من البادية لان الاعراب الذين يأتون بالبادية هم اهل جفاء واهل غلظة ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم من بدا وهذا حديث صحيح اخرجه الترمذي والنسائي وابو داود واحمد والطبراني من حديث ابن عباس وتتمته من بدا جفا ومن اتبع الصيد غفل ومن اتى ابواب السلطان افتتن نسأل الله ان يحفظ علينا ديننا وايمانا قال الامام النووي والبادية والبدو بمعنى وهو ما عدا الحاضرة والعمران والنسبة اليها بدوي والبداوة وتقال بالفتح والبداوة والجمهور يقولون بالكسر وقفنا الى هنا نقرأ قوله وبالنسبة اليها بدوي والبداوة الاقامة بالبادية. وهي بكسر الباء عند جمهور اهل اللغة وقال ابو زيد هي بفتح الباء. قال ثعلب لا اعرف البداوة بالفتح الا عن ابي زيد قوله فقال يا محمد قال العلماء لعل هذا كان قبل النهي عن مخاطبته صلى الله عليه وسلم باسمه قبل نزول قول الله عز وجل لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا. على احد تفسيرين اي لا اما الاستيراد خلق سادة امروا ان يعظموه ويفخموه. الله عز وجل لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا. امروا ان يعظموه ويفخموه. قاله قتادة هذا التفسير الاول والتفسير الثاني قاله السعيد بن جبير ومجاهد قالوا اي يدعوه باشرف ما يحب. ما ينادى به. يا رسول الله يا نبي الله صلى الله عليه وسلم فقوله امروا او قوله قال العلماء لعل هذا كان قبل النهي عن مخاطبته صلى الله عليه وسلم باسمه قبل نزول قوله عز وجل لا تجعلوا دعاء الرسول الاية على احد التفسيرين هو تفسير مجاهد وسعيد ابن جبير. والثاني تفسير قتادة اي يعظموه ويفخموه نعم اي لا تقول يا محمد بل يا رسول الله يا نبي الله ويحتمل ان يكون بعد نزول الاية ولم تبلغ الاية هذا القائل. والثاني ارجع هذا الاحتمال الثاني هو الراجح وقوله زعم رسولك انك تزعم ان الله تعالى ارسلك. قال صدق فقوله زعم وتزعم مع تصديق رسول الله صلى الله عليه وسلم اياه. دليل على ان زعم ليس مخصوصا بالكذب. ليس مخصوصا الكذب والقول المشكوك فيه بل يكون ايضا في القول المحقق والصدق الذي لا شك فيه. وقد جاء من هذا كثير في الاحاديث وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال زعم جبريل كذا. وفي الحديث سيأتي معنا في صحيح مسلم وقد اكثر سيبويه وهو امام العربية في كتابه الذي هو امام كتب العربية من قوله زعم الخليل زعم ابو الخطاب يريد بذلك القول المحقق. وقد نقل ذلك جماعات من اهل اللغة وغيرهم ونقله ابو عمر الزاهد في شرح الفصيح عن شيخه ابي العباس ثعلب عن العلماء باللغة من الكوفيين والبصريين والله اعلم. نعم. بمعنى الشك ولذا ورد عن ابن مسعود مرفوعا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم باسناد يحتمل التحسين انه قال بئس مطية الرجل زعموا الزعر في اللغة ياتي بمعنى القول المحقق. ويأتي بمعنى القول الذي فيه شك على حسب السياق فبئس مطية رجل زعموا اي الذي ينقل الاقوال من غير تثبت ولا تأكد ومن غير توثق ولذا كان شريح القاضي رحمه الله تعالى يقول زعموا كنية الكذب زعموا كنية الكذب. فالزعر ياتي بمعنى الكذب. لكن جاء في نصوص الشرع وفي كتب ائمة اللغة وعلى لسان الرواة والعلماء والفقهاء جاءت زعر بمعنى القول المحقق واستخدم ذلك ائمة اللغة البصريين منهم الكوفيين واكثر من استخدام ذلك سيبويه في كتابه الذي هو عبارة عن اصل عند اللغويين وهو اشبه ما يكون بصحيح البخاري عند المحدثين في كتابه الذي يسمى الكتاب الكتاب للسيباويه اكثر من قوله زعم ابو الخطاب زعم الخليل زعم كذا فلان من ائمة اللغة وذكر الامام الذهبي السادس من سير اعلام النبلاء في ترجمة عاصم ابن سليمان الاحول قال قال حفص بن بس اذا قال عاصم ابن غيث اذا قال عاصم ابن سليمان الاحوال زعم فهو الذي ليس بشك فاذا عند بعض المحدثين كعاصم ابن سليمان الاحوال عنده زعم على وجه التأكد والتوثق وليس فيه اي شك اي نعم. اذا انزعم ما تحتمل هذا وذاك. ولذا ثبت في صحيح الامام مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال زعم جبريل وجبريل هو رسول الله عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم. وما ينطق الا بحق قال النووي ثم اعلم ان هذا الرجل الذي جاء من اهل البادية اسمه ضمام ابن ثعلبة. بكسر الضاد المعجمة. كذا جاء مسمى في رواية بخاري وغيره قوله قال فمن خلق السماء؟ قال الله. قال فمن خلق الارض؟ قال الله. قال فمن نصب هذه الجبال وجعل فيها ما جعل قال الله قال فبالذي خلق السماء وخلق الارض ونصب هذه الجبال. االله ارسلك؟ قال نعم قال وزعم رسولك ان علينا خمس صلوات في يومنا وليلتنا قال صدق قال فبالذي ارسلك الله امرك بهذا؟ قال نعم هذه جملة تدل على انواع من العلم قال صاحب التحرير هذا من حسن سؤال هذا الرجل وملاحة سياقته وترتيبه فانه سأل اولا عن صانع المخلوقات منهوب ثم اقسم عليه به ان يصدقه في كونه رسولا للصانع ثم لما وقف على رسالته وعلمها اقسم عليه بحق مرسله وهذا ترتيب يفتقر الى عقل رصين ثم ان هذه الايمان جرت للتأكيد وتقرير الامر. لا لافتقاره اليها. كما اقسم الله تعالى اشياء كثيرة هذا كلام صاحب التحرير قال القاضي عياض والظاهر ان هذا الرجل لم ياتي الا بعد اسلامه وانما جاء مستثبتا ومشافها للنبي صلى الله عليه وسلم. والله اعلم عند قول انس نهينا ان نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء فكان يعجبنا ان يجيء الرجل من اهل البادية العاقل فيسأله ونحن نسمع زاد ابو عوانة في صحيحه قال وكانوا اجرأ على ذلك ان اي الاعراب كانوا اجرأ على ذلك مما فسبب سؤالهم جرأتهم وعدم تربيتهم وتزكيتهم وعدم ممارساتهم ومخالطتهم لهيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا الرجل بدأ ابو السؤال فكما سمعتم قال من خلق السماء؟ قال الله. قال فمن خلق الارض ثم بعد ان قال له فبالذي خلق السماء وخلق الارض ونصب هذه الجبال. االله رسلك قال نعم. قال وزعم رسولك ان معي خمس صلوات؟ قال نعم. قال فبالذي ارسلك وقبلها الله ارسلك ثم قال فبالذي ارسلك. فهذا رجل رتب وساق الاسئلة على نحو مليح فيه حسن وفيه ما يدلل على عقل وعلى فهم وعلى متابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيما وهذا الرجل قد سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الزكاة وسأله بعد ان سأله عن عن الصانع وهو الله عز وجل وسأله عن رسالته وتأكد من صحتها سأله عن شرائع الاسلام وعن اركان الاسلام وفي هذه اه الالفاظ زيادة لم ترد في الاحاديث السابقة. ففيها مثلا اه خمس صلوات في يومنا وليلتنا وفيها مثلا اه وزعم رسولك ان علينا صوم شهر صوم شهر رمضان في سنتنا في تحديد الصلوات اليوم والليلة وتحديد رمضان في شهر في السنة اذا استنبط الامام النووي من هذه الاسئلة الشيعة حسنة. فنقرأ ما استنبطه ونعلق ثم نزيد على ما استنبطه واشياء ان شاء الله تعالى قال النووي وفي هذا الحديث جمل من العلم غير ما تقدم. منها ان الصلوات الخمس متكررة في كل يوم وليلة وهو معنى قوله في يومنا وليلتنا وان صوم شهر رمضان يجب في كل سنة قال الشيخ ابو عمرو بن الصلاح رحمه الله وفيه دلالة لصحة ما ذهب اليه ائمة العلماء من ان العوام مقلدين مؤمنون وانه يكتفى منهم بمجرد اعتقاد الحق جزما من غير شك وتزلزل خلافا لمن انكر ذلك من المعتزلة وذلك انه صلى الله عليه وسلم قرر ضماما على ما اعتمد عليه في تعرف رسالته وصدقه ومجرد اخباره اياه بذلك ولم ينكر عليه ذلك ولا قال يجب عليك معرفة ذلك بالنظر في معجزات والاستدلال بالادلة القطعية. هذا كلام الشيخ وفي هذا الحديث العمل بخبر الواحد وفيه غير ذلك والله اعلم العلماء يقولون سبب الصلاة دخول الوقت وسبب رمضان رؤية هلال رمضان. وسبب الزكاة النصاب مع حولان الحول وسبب الحج وجود الكعبة او وجود بيت الله الحرام. ولذا قالوا متى حال الحول وبلغ المال النصاب وجبت الزكاة ومتى دخل الوقت وجبت الصلاة؟ ومتى رؤي الهلال رمضان؟ وجب الصيام بينما لان واحدة ولا تتكرر فكان الحج واجبا في الذمة مرة واحدة ولا يتكرر لان وجودها قائم ولا يتكرر كتكرر اسباب سائر اركان الاسلام في هذا الحديث بيان تكرر الصلاة في اليوم والليلة وان هذه الصلاة في اليوم والليلة امر لابد منها ولو ان اه الزمن طال فلا بد ان نقدر مقدار اليوم والليلة وان نصلي في كل في مقدار كل يوم وليلة خمس صلوات كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي ذكر فيه خروج الدجال وانه يمكث في الارض اربعين يوما يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائر ايامه كايامنا. فلما سأله صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اقدروا له قدره. سألوه عن الصلاة قالوا اقدروا له قدره. فالسبب دخول الوقت والتكرر في خمس ايام في اليوم والليلة. وبهذا نستأنس في اجابة من ومن يقطن في الاماكن التي تكون فيها الليل طويلا والنهار طويلا او من يكون في الطائرة ويطول عليه الليل او النهار انه لابد من التقدير ولابد من صلاة خمس ايام في كل يوم او في مقدار كل يوم ليلة وكذلك الصيام فهذه فهتان فائدتان. والفائدة الثالثة ان ايمان المقلد يجزئ ويجوز وليس واجبا اعمال النظر والوقوف على الادلة القطعية النظرية لا السمعية. كما يقول الاشاعرة او المعتزلة يقولون اول واجب على المكلف النظر في الادلة القطعية القائمة على الاجتهاد والنظر وليس القائمة على على السمع. فالنبي صلى الله عليه وسلم ما امتحن هذا الرجل وحكم في اسلامه من غير ان ان يذكر هذه الاشياء ومعرفة المعجزات وصدق نبوة النبي صلى الله عليه وسلم ومعرفة الادلة العقلية القطعية القائمة على النظر على ايجاد الصانع وما شابه فهذه اشياء آآ لم تكن معروفة في كتب السلف ولم تكن معروفة في عصرهم ولا في وقتهم فايمان عوام الناس صحيح وان لم يعرفوا هذه الاشياء العقلية النظرية المجردة. واستنبط ابن وغيره من الشراح هذا الامر من هذا الحديث. فعوام الناس المقلدين ايمانهم فكما ان النبي صلى الله عليه وسلم قرر ضماما على ما اعتمد عليه من خلال اشياء ظاهرة للعيان ومن غير آآ ذاك التفصيل المذكور عند العقلانيين وغيرهم. ثم قال الامام النووي رحمه الله تعالى وفي هذا الحديث العمل بحديث خبر واحد ويتقوى هذا الكلام ان قلنا انه جاء مسلما. ان قلنا انه جاء مسلما. فحكمنا باسلامه لبلوغه خبر لبلوغه خبر الاسلام من قبل رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم اليه. ولو قلنا انه كان كافرا واسلم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه بعث الى قومه واسلم قومه بخبره. فعلى كلا الحالتين العمل بخبر واحد يعني يوجه من خلال هذا النص ومن خلال هذا الحديث. سواء قلنا باسلام ضمام قبل المجيء او باسلام وهو ماثل بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقلنا العمل بالخبر الواحد ومن عقيدة اهل السنة وهذه بدعة وخرافة. ما عرفناها الا في العصور المتأخرة. وما اول من قال به المعتزلة. وهذا القول قول اه آآ القول بان خبر الواحد يؤخذ به في العقيدة هو قول اهل السنة في سائر الاعصار والامصار ولذا ولله الحمد والمنة لم يصنف ولو كتاب واحد فيه ذكر للعقيدة التي لم تثبت الا في القرآن او في الحديث المتواتر كل الكتب التي التي صنفت والفت في التوحيد فيها ذكر لاخبار الاحاد. وهذا كما قلنا باطل ومفاده الغاء القول بحجية جميع السنة. باطلاق لان العصر الرواية قد انتهى وقد فرغنا منه والاحاديث المتواترة لم تبلغنا بتواتر وانما بلغتنا من خلال قول عالم واحد ان قوله صلى الله عليه وسلم من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار بلغنا تواتره من خلال قول حجر او قول فلان ممن صنف في الاحاديث المتواترة. واخر من صنف في الاحاديث المتواترة واجمع كتاب في الاحاديث كتاب الكتان. وهو نظم المتناثر في الحديث المتواتر والف الامام السيوطي كتابه الازهار المتناثرة في الاحاديث المتواترة والف محمد مرتضى الزبيدي كتابه لقط اللآرىء اه المتناثرة في الاحاديث المتواترة وهذه الكتب الثلاثة مطبوعة. وحاولوا فيها ان يحصروا الاحاديث المتواجدة او نثقين فيها انها متواترة. ففي هذا الحديث اشارة الى جواز العمل في حديث خبر الواحد اقفل آآ عقيدة وهذا صواب بلا شك ولا ريب وهنالك فوائد كثيرة مأخوذة من الحديث ولا سيما ان اعتبرنا اللفظ الذي ذكره الامام البخاري رحمه الله تعالى. فمن هذه فوائد التي نستفيدها من هذا الحديث صبر العالم على جفاء السائل والجاري. فالنبي صلى الله عليه وسلم صبر عليه وبيان ما يلزمه للمتعلم المسترشد. واجابته لما يرى انه ينفعه ويحتاج اليه في دينه فذاك الرجل قال النبي صلى الله عليه وسلم اني سائلك ومشدد عليك في المسألة. اي نعم. وقال له فلا تجدن علي هذا جواز قول ما تدعو اليه الضرورة. من خشن الكلام وجواز الاعتذار منه. ان وجدت شيئا على اخيك فلا بأس ان تذكره ولكن قدم كلاما حسنا بين يدي هذه الخشونة. فقال له اتجدن عليه اني مشدد عليك فلا تجدن علي. وذاك الرجل الذي قام لرسول الله صلى الله عليه وسلم عندما اخطأ او سهى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة فصلى الرباعي ركعتين قال له يا رسول الله اقصرت الصلاة ام نسيت ولذا قال اهل قال العلماء ينبغي للانسان ان يتلمس العذر ويقدمه بين يدي اهل العلم واهل الفضل. قبل ان تقول له اخطأت. ان تلتمس له عذرا. وان وان تخاطبه قبل ان تذكر له الجفاء والخشونة ان احتجت الى ذلك ان تجد آآ لك اعتذارا وان تعتذر بين يدي هذه الخشوع والنبي صلى الله عليه وسلم سوغ له ذلك وما انكر عليه. قال لا تجدن قال سل اي نعم. والفائدة الثالثة الزائدة على ما ذكره الامام النووي رحمه الله تعالى في هذا الحديث جواز التحليف والتأكيد الامور المهمة والاخبار الهائلة وجواز الحلف في ذلك. ويستنبئونك احق قل اي وربي انه لحق. فالاشياء المهمة والامور العظيمة يجوز لك ان تستحلف عليها ان تسأل اخاك وان تحلفه على شيء تراه مهما فهذا امر جائز لا حرج فيه ان شاء الله. ثم اه من فوائد هذا الحديث ما استدل به الامام البخاري على جواز القراءة على العالم والعرض عليه والتحديث به فلما قال ذاك الرجل لرسول الله سلم واخبروا به من ورائي اقره صلى الله عليه وسلم. فيجوز ان عرض على العالم شيء وقل يا علي يجوز ان يقره على ان يحدث به هذا الطالب وان يخبره ممن هو وراءه هذه فوائد زائدة عدا الفائدة التي ذكرها الحاكم وهي العلو الاسناد والمبالغة في طلب علو الاسناد. هذه الفوائد المستفادة والمستنبطة من هذا الحديث بطريقيه وذكرنا الطريق الثاني لهذا الحديث وهو طريق عبد الله بن هاشم العبدي حدثنا انتقال حدثنا بهز رواه عن سليمان ابن المغيرة عن ثابت البناني عن قال قال انس كنا نهين في القرآن ان نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء وساق الحديث بمثله. وهذه الطريق استفدنا منها قوله في القرآن نوينا في القرآن واستفدنا منها ان هذه الواقعة قد وقعت في وقت متأخر لان قول الله تعالى في المائدة يا ايها الذين امنوا لا تسألوا عن اشياء ان تبد لكم تسؤكم هي المرادا في قوله هنا في القرآن وهذه مما نزلت من اواخر ما نزل المائدة كما هو معلوم نزلت من اواخر الصور وهذه الاية كذلك فاستفدنا من هذه اللفظة ان هذه القصة قد وقعت بعد سنة تسعة للهجرة واستأنسنا بذلك باشياء ذكرناها في الدرس الماضي. والله اعلم. وفي درسنا القادم نذكر ان شاء الله تعالى الحديث السادس وهو حديث ابي ايوب الانصاري وله له ثلاثة طرق نذكره ان شاء الله تعالى ونعلق عليه في درسنا القادم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين