قل يا اهل الكتاب تعالوا ماذا نلتمس من هذا؟ نستنبط ايها الاخوان اننا نحن اصحاب المبادرة الى الحوار هذه الكلمة كلمة الحوار كلمة شاعت في العقود الاخيرة وكثرت. والحوار هو المراجعة بين طرفين كما قال الله عز وجل قال له صاحبه وهو يحاوره وقال سبحانه قد سمع الله قول التي تجادلك في وتشتكي الى الله والله يسمع تحاوركما. فالتحاور هو المراجعة في الكلام. فنستنبط من من قول الله تعالى تعالوا اننا نحن اصحاب المبادرة. لا ننتظر منهم ان يدعوننا. بل نحن اصحاب المشروع الدعوي الايماني التوحيدي. فحري بنا ان مبادئهم بالدعوة. لكن تعالوا الى ماذا؟ الى الموائد والمحافل؟ لا. تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم كلمة اي والله كلمة. كلمة نتفق نحن واياكم عليها. هذا معنى سواء بيننا وبينكم. هذه الكلمة ايها الاخوان ويا ايتها الاخوات لن يدعها الله تعالى لتفسير مفسر ولا لقول فقيه بل تولى سبحانه تفسيرها فقال الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله. الله اكبر. هذه هي الكلمة السواء. فاذا خاطبنا اليهود والنصارى فخطابنا يجب ان ينطلق من هذا المضمون. من هذا النص كما امر الله نبيا وكما امتثل نبيه لامر ربه. فحينما كتب الى هرقل عظيم الروم قال بسم الله الرحمن الرحيم. من محمد رسول الله الى هرقل عظيم الروب. السلام على من اتبع الهدى. اما بعد اسلم تسلم. يؤتيك الله اجرك مرتين. فان توليت فان انما عليك اثم اليريسيين او الاريسيين. ويا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الاية. كتب النبي صلى الله عليه وسلم له هذه الاية بنصها. امتثالا يا لربه. وهكذا صنع مع نصارى نجران. وهكذا صنع مع يهود في المدينة كان كانت دعوة النبي صلى الله عليه وسلم وحواره لاهل الكتاب تنطلق من هذه الاية. دعوة الى التوحيد ان لا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا. لانه من لازم التوحيد نفي الشرك. ولا يتخذ بعض من دون الله. اذ ان القوم اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله. هذا هو مشروعنا وهذه هي دعوتنا التي نبادئ بها البشرية والناس جميعا من زمن نبينا صلى الله عليه وسلم الى يومنا هذا. ليس لنا مشروع سواه. فان ابوا قال الله عز وجل فان تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلمون. اذا ليس صوابا ان نبحث عن حل مشترك ولا ان نلتقي في منتصف الطريق وان نتنازل عن بعض عقائدنا وهم كذلك ثم نوجد توليفة او تلفيقة من دين مهجن لا الدين دين الله لسنا اوصياء عليك حتى نفصله على مقاس معين يجب علينا ان نمتثل امر ربنا امر ربنا وان ندعو الناس جميعا الى الانخراط في دين الله وقبول دين الله الذي فيه سعادتهم ونجاتهم فان هم استجابوا لذلك يا هلا ومرحبا وان ابوا فانا نقول كما امرنا ربنا اشهدوا بانا مسلمون. علامة واضحة وشعار عار مشهور معروف وعلى هذا سار اهل الاسلام من لدن النبي صلى الله عليه وسلم آآ عبر القرون يدعون الى الاسلام التسليم برسالة محمد صلى الله عليه وسلم. ثم انتقل الى الشق الثاني من الشهادة وقد ذكرت لكم ان الشهادتين ركن واحد فكيف كان اه ركنا واحدا ما ماع تعدد المشهود به هما ركن واحد مع ان المشهود به متعدد السبب انه لا يمكن اثبات شهادة ان لا اله الا الله الاثبات شهادة ان محمد اذا رسول الله اذ كيف نعبد الله عز وجل؟ كيف نحقق توحيد الالوهية الا بما اخبرنا به نبيه صلى الله عليه وسلم فلا انفكاك بين شقي الشهادة. كذلك ما يكون الانسان متبعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وصدقا الا وقد امتثل اعظم ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وهو توحيد رب العالمين. فصارت الشهادتان ركنا واحدا لا ينفصل بعضه عن بعض. دليل شهادة ان محمدا رسول الله قوله تعالى لقد جاءكم رسول من انفسكم اي والله من انفسكم يعني من جنسكم لم ينزل الله تعالى ملكا كما اقترح المقترحون قال الله تعالى ولو جعلناه رجلا ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون قل لو كان في الارض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا اليهم من السماء ملكا رسولا. لكن حكمة الله البالغة ان يكون النبي من جنس قومه. يحس بما يحسون وينتابه ما ينتابهم ويفعل بنفسه وببشريته ما يأمرهم بفعله. فلذلك كان من انفسهم. وفي قراءة من من انفسكم من النفاسة لكن القراءة المشهورة من انفسكم. عزيز عليهما عنتم. عزيز عليه ما عنتم ان يعز اي ما يشق عليكم ويعنقكم. حريص عليكم. اي انه شديد الشفقة صلى الله عليه وسلم على امته فيحرص على دلالتهم على الخير وعلى تجنيبهم الشر وقد كان اي والله فان نبينا صلى الله عليه وسلم كما قال ربنا بالمؤمنين رؤوف رحيم. ففي قلبه من شفقة على امته ما لا تتسع له العبارات. فهو بالمؤمنين رؤوف يعني ذراف. رحيم يعني ذو رحمة. وفي هذا دلالة على جواز ان يسمى غير الله باسم من اسماء الله تعالى. على اعتبار ان ما لله يليق به وما للمخلوق يليق به. فيصح ان بل يجب ان نصف نبينا صلى الله عليه وسلم بانه رؤوف رحيم مع ان الرؤوف من اسماء الله الحسنى. والرحيم من اسماء الله الحسنى. ولا تعارض لان الرأفة والرحمة وسائر الصفات بينها معنى مشترك. وهذا الاشتراك يكون في الاذهان في المعاني المطلقة. فاذا اضيف تخصص فاذا قيل رحمة الله فهي رحمة تليق به. ليست كرحمة المخلوق. واذا قيل رحمة الام صارت رحمة معهودة. واذا قيل رحمة الاب فهي رحمة كذلك مخصوصة. وهكذا اذا لا اشكال. ان يطلق على المخلوق اسم او صفة مما يسمى الله به او او يوصف الله تعالى به على اعتبار ان ما لله يليق به وان له منه المثل الاعلى وله المثل الاعلى في السماوات والارض. وان ما للمخلوق يليق به. فقد كان لنبينا صلى الله عليه وسلم من الرأفة والرحمة بامته اعلى ما يمكن ان نتصوره من البشر. وشواهد هذا كثيرة يعني كتب السيرة زاخرة بكمال شفقة النبي صلى الله عليه وسلم على امته. ثم بين معنى الشهادة. فقال انا شهادة ان محمدا رسول الله طاعته فيما امر وتصديقه فيما اخبر واجتناب ما عنه نهى وزجر الا يعبد الله او لا يعبد الله الا بما شرى. ما اجمل هذه العبارات المرتبة قال الشيخ طاعته في فيما امر يعني كنت اود لو ابتدأ بامر التصديق لكي تكون الطاعة وللسناب سواء. فمما او مما يتحقق به شهادة ان محمدا رسول الله ان نصدقه وفيما اخبر فاذا اخبر نبيه صلى الله عليه وسلم عن امر من الامور فاننا نطيب به نفسا تقر به عينا ولا نعرضه على الاحتمالات او نقول هذا تحت الفصح الفحص والمراجعة لا لا يمكن ان يثبت ايمان الا ان يقطع الانسان بصدق ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم. وخذوا هذا المثال البديع. لما عرج بالنبي لما اسري في النبي صلى الله عليه وسلم الى بيت المقدس وعرج به الى السماوات العلى في ليلة واحدة ورجع ادراجه الى مكة اصبح مهموما حزينا لا يدري كيف يبادئ قريش بهذا الخبر فمر به ابو جهل قال ما لك يا ابا القاسم؟ قال انه قد اسري بي البارحة فاتيت مسجد الياء فصليت فيه ففرح ابو جهل فرحا عظيما بهذا الخبر. قال اجمع لك الناس حتى تخبرهم. هل هذا نشاط دعوي من ابي جهل؟ لا ماذا يريد؟ يعلم ان كثيرا من الناس اذا سمعوا بهذا الخبر سيكون سببا في ردتهم. وفعلا جمع الناس اليه وقالوا استمعوا ما يقول محمد صلى الله عليه وسلم. فقام النبي صلى الله عليه وسلم فجعل يخبرهم وهم مندهشون. وتضاحكوا وقالوا ما ظهر كذبك في يوم من الايام مثل ما ظهر كذبك هذا اليوم. وحتى انهم ارادوا احراجه فقالوا انا قد اتهينا مسجد فصفه لنا ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم قد تأمل فيه. فادركه من الكرب شيء عظيم. لكن الله تعالى جل له المسجد. فكأنه امامه فجعل ينعته لهم نعتا دقيقا. فعجبوا اشد العجب. لانهم يعلمون ان انه لم يذهب ولم يصل الى ذلك الموضع. غاية ما وصل الى البلقاء في الشام. ثم عاد به عمه لما خاف عليه من يهود ما الشاهد من هذه القصة ايها الاخوة ان بعض هؤلاء القوم مجلس وذهبوا الى ابي بكر الصديق رضي الله عنه فقالوا يا ابا بكر انظر ماذا يقول صاحبك؟ انه يزعم انه اتى مسجد ايليا في ليلة ونحن نضرب اليه اكباد الابل شهرا سنعود شهرا ويزعم انه اتاه في ليلة ورجع. اتدرون ما قال رضي الله عنه؟ قال ان كان قاله فقد صدق دون تردد ما قال لا اصبروا ابتبين ابا اروح ساسأل ما اعطاهم حتى ولا فرصة لان ينتظروا او يترقبوا منه شيء قال ان كان قاله فقد صدق فاني اصدقه بخبر السماء يأتيه في المجلس الواحد. يعني اذا كان يصدقه في خبر السماء فمن باب اولى ان صدقه بما دون ذلك. فلاجل ذلك سمي الصديق. فالصديق هو المبالغ في التصديق. يعني الذي بلغ الغاية في تصديقه وخذوا مثالا اخر يتبين ما معنى ايها الاخوان تصديقه فيما اخبر؟ لان كثيرا من الناس يشهد ان محمدا رسول الله لكن احيانا اذا جاءه الحديث او جاءه النصب قال هاه وشلون اصبر ايه ولو الى اخره هذا ليس تصديقا التصديق ان تطيب نفسك وتقر عينك بخبر النبي صلى الله عليه وسلم بشرط ثبوته وصحته. المثال الثاني ما رواه الامام البخاري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخاطب اصحابه. قال بين رجل بين رجل في غنم له. اذ عدد ذئب على غنمه. فقام يطرده. فالتفت اليه الذئب وقال من لها يوم السبع؟ من انها يوم السبع. فاصبح الناس يتحدثون ذئب يتكلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فانا اؤمن بذلك وابو بكر وعمر وبين رجل على بقرة له قد ركبها. اذ التفتت اليه البقرة وقالت انا نخلق لهذا يعني ما خلقنا للركوب خلقنا للدر والنسل والحرث. فقال الناس بقر يتكلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فاني اؤمن بذلك وابو بكر وعمر. ارأيتم هؤلاء الصديقون؟ يحكم عليهم النبي صلى الله عليه تسلم غيابيا بانهم سيصدقون بخبره. وكثير من الناس يدعي العقلانية واذا جاءه الحديث بالاسانيد الجيادة التي تبرق تشهد قال لا لا بد ننظر لابد نفحص لابد ان ننظر يمكن للتأويل يمكن اضرب لكم مثالا. محدث النبي صلى الله عليه وسلم بحديث صحيح اذا وقع الذباب في اناء احدكم فليغمسه ثم ينزعه. فان في احد جناحيه دا هو في الاخر دا فيأتي بعض العصرانيين العقلانيين يقول لا هذا الحديث ينافي قواعد الطب الحديثة وكذا وكذا وكذا فينبغي الا يكون الحديث صحيحا الايمان اذا؟ ان لم يكن الايمان بالغبطة بخبر الله ورسوله وقبوله قبولا مطلقا والا صارت صار الانقياد للعقل وليس الانقياد للنص. فعودوا انفسكم بارك الله فيكم على تعظيم النصوص. اذا جاء نهر الله بطل له معقل اذا جاء الخبر عن الله او عن رسوله صلى الله عليه وسلم فلا تجعل بازائهما شيئا ولهذا قال العلماء القياس في مقابلة النص فاسد الاعتبار. طيب هذا عن التصديق