وسلم قال من لقي الله وهو لا يشرك به شيئا دخل الجنة. ومن لقيه يشرك به شيئا دخل ان هذا الحديث عند مسلم وهو متضمن لما جاء في حديث ابن مسعود السابق وزائد عليه بان يتسلل الى قلوبهم شيء يصنعونه يتجملون به امام الناس. الا وهو الرياء. كان يقيم ان الانسان يطيل قيامه وركوعه وسجوده لما يرى من نظر رجل اليه. او يبذل المال صدقة طيب ثمان المصنف رحمه الله قال وفي الحديث اخوف ما اخاف عليكم الشرك الاصغر فسأل عنه فقال الرياء. هكذا قال المصنف رحمه الله وفي الحديث ولم يخرجه. واما تخريج هذا الحديث فانه قد رواه الامام احمد. ورواه الطبراني ورواه البيهقي. ورواه البغوي. رواه جمع من المحدثين وهو حديث حسن. هذا الحديث حديث حسن. وذلك انه من رواية محمود بن لبيد. والمنذري رحمه الله كأنما شكك في قال ان محمود ابن لبيد قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم لكن كان صغيرا. كان صغيرا صغير السن ولم يسمع منه. لعله سمعه من غيره. ولكن الطبراني رحمه الله روى هذا الحديث بسنده عن محمود ابن لبيد عن رافع ابن خديج عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولهذا قال المنذري نفسه رحمه الله اسناده جيد. وقال العراقي رجاله ثقات. وكذا قال الهيثمي رجاله رجال وقال ابن حجر اسناده حسن. وهو كذلك. هذا الحديث حديث حسن الاسناد. قال وفي الحديث اخوف ما اخاف عليكم. ما معنى اخوف ما اخاف عليكم؟ يعني اشد ما اخاف عليكم. ومن المخاطبون في هذا الصحابة رضوان الله عليهم هم المخاطبون ومن بعدهم عموم الامة. اخوف ما اخاف عليكم الرياء. المقصود بالرياء مشتق من المراءات والرؤية. اي اظهار العبادة لقصد رؤية الناس. وحمله اظهار العبادة لقص رؤية الناس وحمدهم. وسيعقد الشيخ رحمه الله بابا في الرياء. يأتي فيه ان شاء الله مزيد وتفصيل وبيان حكم العمل اذا خالطه الرياء. لكن المقصود ها هنا ما يتعلق بالشرك قال اخوف ما اخاف عليكم الشرك الاصغر نعم. قال الشرك الاصغر. فسئل عنه فقال الرياء. اذا نبينا صلى الله عليه وسلم شمال شفقته ورأفته ورحمته بامته قلبه يتدفق ويخاف على امته ان يقعوا في الشرك الاصغر لما يعني رأى ان الله سبحانه وتعالى اعتقهم وعلمهم وعرفوا حقيقة الشرك الاكبر وهو عبادة الاصنام. فخشي لكي يقال فلان كريم او ما اشبه ذلك. اذا هذا الحديث مناسب للباب في الواقع مناسبة تامة. لماذا؟ لان فيه الخوف من الشرك الاصغر. ناهيك عن الاكبر. فيه الخوف من الشرك الاصغر. وفي هذا دليل على ان الشرك يخاف منه بنوعيه اكبره واصغره. فنستفيد من هذا الحديث من قوله اخوف ما اخاف شدة الخوف من الشرك. شدة الخوف من الوقوع في الشرك. بل من الوقوع في الشرك الاصغر فان النبي صلى الله عليه وسلم عبر بهذا التعبير وهو الذي كلامه فصل لا ينطق عن الهوى. فاوجب ذلك شدة الخوف من الشرك الاصغر وذلك لخفائه. يعني سبب هذه الشدة لان اه هذا امر خفي يتسلل الى النفوس ولا يعلم بما في بما في داخل صاحبه. ويستفاد من الحديث كمال شفقة النبي صلى الله عليه وسلم على امته. كما وصفه ربه بالمؤمنين رؤوف رحيم. ونستفيد منه ايضا تأصيل تقسيم العلماء للشرك الى قسمين اكبر واصغر تأصيل هذه المسألة يا ان من الناس من يقول من اين لكم ان الشرك نوعان وان آآ التوحيد ثلاثة انواع وغير ذلك هذا يدل على ان الشرك نوعان. اكبر وهو تسوية غير الله بالله فيما هو من خصائص الله واصغر. وهو ما دون ذلك والشرك الاصغر مثل ماذا ايها الاخوان؟ مثل ما يجري من الالفاظ كقول الانسان ما شاء الله وشئت. فيعطف بالواو التي تقضي التسوية. ومثل الحلف بغير الله. كقول بعض الناس والنبي او والكعبة او والامانة. فهذا ايضا من الشرك الاصغر ونحو هذه الالفاظ. ومثله ايضا بعد بعض الافعال كان ينصب الانسان سببا لم ينصبه الله سببا. كمن وربط في عضده خيطا او وضع في يده حلقة يستدفع بها العين مع انه لا علاقتين الحلقة والخيط ودفع العين ومثل وضع القلائد والتمائم في رقاب البهائم او الاطفال. كل هذه افعال من الشرك الاصغر. ومثل قول بعض بعض الناس مطرن بنوء كذا وكذا. وقول بعض الناس لولا فلان وما اشبه. اذا الشرك الاصغر يكون في الالفاظ وفي الافعال التي لا تبلغ حد الشرك الاكبر وبين الشركين عدة فروق فالشرك الاكبر مخرج عن الملة. والشرك الاصغر لا يخرج عن الملة الشرك الاكبر مخرج عن الملة. والشرك الاصغر لا يخرج عن الملة. الفرق الثاني الشرك الاكبر لا يغفره الله ابدا. واما الشرك الاصغر فقيل انه يمكن ان يغفره الله تعالى كما الكبائر وقيل لا يغفره الله ابدا عملا بعمومات النصوص الفرق الثالث ان الشرك الاكبر صاحبه مخلد في النار ان الله لا يغفر ان يشرك به. انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة. ومأواه النار وما للظالمين من انصار. واما الاصغر فانه لا يخلد صاحبه في النار. حتى لو قدر انه ادخل النار لرجحان سيئاته على حسناته فان مآله الى الجنة بعد ان يطهر بالنار. اذا هذا هذه هي الفروق بين الشركين. ثم قال المصنف رحمه الله وعن ابن مسعود رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من مات وهو يدعو لله ندا دخل النار. رواه البخاري. من اسمه شرط. اين فعل الشرط؟ مات اين جواب الشرط وجزاؤه؟ دخل النار عياذا بالله. من مات وهو يدعو لله ندا. يعني انه ادركته منيته وهو مقيم على الشرك. والند هو المثيل والنظير. الند هو المثيل والنظير والشبيه ولا شك انه لا يجوز اتخاذ الانداد. فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا. يحبونهم كحب الله. اذا الند هو الشبيه والمثيل والنظير. وقوله من مات وهو يدعو يدعو بمعنى يسأل. يستعطي يستغيث هذا معنى الدعاء في هذا المقام فمناسبة هذا الحديث الصحيح للباب ظاهرة وهو ان الشرك موجب لدخول النار فلهذا كان الخوف منه مطلوبا. طيب ونستفيد من هذا في الحديث الخوف من الشرك. كما اراد المصنف رحمه الله من سياقه. ونستفيد من قوله من مات وهو يدعو لله من كلمة ندا نكرة في سياق الشرط. تدل على ما على العموم النكرة في سياق الشرط تدل على العموم ان من دعا من دون الله نبيا او ملكا او انسا او جنا او حجرا او او اي شيء من الاشياء فانه يدخل النار. فالدعاء لا يكون الا لله. والعبادة لا تكون الا لله عز وجل نستفيد من هذا الحديث ما يؤيد قول من قال ان الشرك الاصغر لا يغفره الله. للعموم. لانه قال من مات وهو يدعو لله ندا. فتناول كبير وصغيرة. طيب ثم قال المصنف رحمه الله ولمسلم عن جابر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه فان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر جملتين شرطيتين اولاهما من لقي الله المقصود بل لقي الله يعني وافى الله تعالى يوم القيامة. من لقي الله وهو لا يشرك به شيئا دخل الجنة. وهذه الرقية التي في الجملة الشرقية الاولى لقي تامة لانه يحصل بها الرؤية. وتكليم رب العالمين تكليم رضا. فمن لقي الله وهو لا يشرك به شيئا دخل الجنة اذا من سلم من الشرك فهو يدخل الجنة. لكن اما ان يدخلها دخولا اوليا وذلك في ادي حالين وهو ان يكون ممن ليس عليه الا اللمع. ليس عليه الا اللمع. او ان يكون ممن عليه كبائر لكن تجاوزها الله عنه. فهذا يدخل الجنة دخولا اوليا الصنف الثاني من يدخل الجنة دخولا اه نهائيا. وهو من شاء الله ان بقدر ذنبه. لتلطخه بالكبائر وعدم عفو الله عنه. لكنه لم يشرك به شيئا فهذان الصنفان يدخلان الجنة اما دخولا اوليا او دخولا ختاميا. ولا شك ان في هذا فضل عظيم وترغيب بليغ. واما الجملة الشرطية الثانية ومن لقيه يشرك به شيئا. هذه الرقية ليست كالقية الاولى لان هذه الرقية بمعنى الموافاة لكن لا يحصل له فضل النظر الى وجه الله الكريم ولا يكلمهم الله يوم القيامة. مهانة لهم. دخل النار عياذا بالله. دخل النار يعني دخولا مؤكدا محققا لا نحتاج فيه الى تقسيم اوليا وغير اولي. لانه مات مشركا. فمناسبة هذا الحديث ظاهرة للباب لان فيها التخويف البليغ من الشرك. اذ ان مآل المشرك الى دخول النار والعياذ بالله ونستفيد منه ما قصد منه الشيخ من ايراده. اولا الخوف من الشرك. وثانيا فضل التوحيد وثالثا ان حسنة التوحيد اعظم من حسنة الاعمال. حسنة التوحيد تفوق حسنة الاعمال. لان من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة فهذه حسنة عظيمة. وايضا نستفيد منها آآ قرب الجنة والنار. فما بين الانسان وبين الجنة والنار الا ان يشرك او الا يشرك. فمن لم يشرك دخل الجنة ومن اشرك دخل فالجنة والنار اقرب الى الانسان من كل شيء. فما هي الا حركة في القلب ويكون اما جنة واما نار. فمن وحد الله تعالى بقلبه. ولم يدعو غيره فهو من اهل الجنة. ومن انصرف الى غير الله عز وجل واشرك معه فهو من اهل النار ولعلنا نستعرض المسائل فيه مسائل الاولى الخوف من الشرك الثانية ان الرياء من الشرك الثالثة انه من الشرك الاصغر الرابعة انه اخوف ما يخاف منه على الصالحين الخامسة قرب الجنة والنار السادسة الجمع بين قربهما في حديث واحد السابعة انه من لقيه لا يشرك به شيئا دخل الجنة ومن لقيه يشرك به شيئا دخل النار ولو كان من اعبد الناس الثامنة المسألة العظيمة سؤال الخليل له ولبنيه وقاية عبادة الاصنام التاسعة اعتباره بحال الاكثر لقوله ربي انهن اضللن كثيرا من الناس العاشرة فيه تفسير لا اله الا الله كما ذكره البخاري الحادية عشرة فضيلة من سلم من الشرك شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة قائما بالقسط. لا اله الا هو العزيز