لم يقدر الغواية على احد الا لحكمته فان من الناس من لا يصلح له ولا الا الضلال والغواية. ما تصلح لها طريق الهداية. ما يصلح له طريق الهداية. ومن الناس من لا والدعوة اليه فان اعطيت على ذلك بعد فان اعطيت بعد ذلك شيئا عليه من الاجرة فلا بأس عليه واجمع العلماء فيما اعلم على جواز اخذ الرزق من بيت المال على تعليم القرآن وتدريسه الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن والاه. واهتدى بهداه وبعد نكمل ما ذكره الامام رحمه الله في مسائل القرآن قول الامام ابن قدامة وقال النبي صلى الله عليه وسلم من قرأ القرآن فاعربه فله بكل حرف منه عشر حسنات. شكرا. ومن قرأه ولحن فيه فله بكل حرف حسنة. حكم الامام ابن قدامة على هذا الحديث بانه حديث انتم معي ولا لا؟ حكم عليه بانه حديث صحيح ولكن هذا القول مرجوح. ولعل المصنف رحمه الله اختلط عليه هذا الحديث بالحديث الاخر الصحيح. الذي يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم من قرأ حرفا من كتاب الله فله بكل حرف الحسنة لا اقول الف لام ميم حرف ولكن الف حرف ولام حرف وميم حرف. وهذا الحديث رواه الترمذي وهو حديث صحيح. واما الحديث الذي اورده المصنف هنا وهو من قرأ القرآن فاعربه فهذا الحديث رواه الطبراني وغيره وفي سنده رجال ضعفاء ومن ثم فان الحديث ضعيف لا يصح واما قوله يقيمونه اقامة السهم كأن النبي صلى الله عليه وسلم يتكلم عن واقع زماننا. وهذا الحديث حديث صحيح الاسناد رواه سهل بن سعد رضي الله عنه. فان من الناس من يحرص ويهتم الاهتمام الكامل بالكامل باقامة تجويد القرآن فقط. واخراج الحروف من مخارجها حتى بلغوا في ذلك المبالغ العظيمة التي لا يطيقها احد هذا معنى اقامة السهم. يعني انها اقامة قوية صحيحة دقيقة. يعني انهم يقرأونه ويتلونه تلاوة طيبة جيدة مجودة ولكن المشكلة عندهم تضييع ماذا؟ تضييع الحدود. ولذلك قال ولا يتأجلونه يتعجلونه ولا يتعجلونه يتعجلونه يعني انهم يطلبون عليه الاجر العاجل في هذه الدنيا. فهم لا يقرأونه لوجه الله عز وجل ولا للدار الاخرة ولا للاستفادة ولا للعلم وانما يقرأونه يطلبون به ثوابا دنيويا فيتعجلون اجره في هذه الدنيا. وقوله لا يجاوز تراقيهم الترقوة هي الحلق. ولماذا لا يوجد حلوقهم لانهم لا يتلونه لله عز وجل وانما يتلونه ليقال فلان قارئ او فلان مقرئ او فلان تلاوته طيبة او ان تنتشر اشرطته بين فئام الناس او ان تتسابق القنوات الفضائية على اشرطته وتسجيلاته فصار التنافس على القراءة انما يرجع على امر من امور الدنيا ونذر من يجود القرآن ويقيمه لوجه الله عز وجل. قوله ولا يتأجلونه اي لا يقرأون القرآن يقصدون به وجه الله. وانما يقصدون به شيئا من حطام الدنيا شيئا من حطام الدنيا فان قلت وما حكم اخذ الاجرة على القراءة فاقول لا بأس بها ان شاء الله ولكن لا تكون هي هي المقصود بالقصد الاول. لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم ان احق ما اخذتم عليه اجرا كتاب الله لكن لا يكون هو الهم الاول والمقصود الاعظم وانما ليكن همك ومقصودك هو تعليم القرآن وآآ نشره والرزق من بيت المال هو هذه الرواتب والمكافآت التي تدفع من ولي امر المسلمين لمن يتولى هذه المسألة. قال ابو بكر رضي الله عنهما اعراب القرآن احب الينا من حفظ بعض حروفه. هذا قاله ابو بكر وعمر ولكنه اثر ضعيف والمقصود باعراب القرآن اي فهم معانيه. فكأنهم يقولون فهم معاني القرآن احب الينا من حفظه من غير فهم للمعنى واما قول علي رضي الله عنه من كفر بحرف فقد كفر به كله هذا الكلام لعلي مروي عنه بالسند الصحيح. ولله الحمد. فقد عنه ابن ابي شيبة في المصنف وايضا رواه عنه ابن جرير في تفسيره اقصد في مقدمة تفسيره وهو اثر موقوف صحيح الى علي ابن ابي طالب. والعلماء متفقون على هذه الجملة. فقد اجمع اهل السنة والجماعة على كفر على كفر وردة من انكر حرفا متفقا عليه بين العلماء بانه من القرآن. ولهذا قال المصنف رحمه الله واتفق المسلمون على عد سور القرآن واياته الى اخر كلامه رحمه الله. فقد اجمع العلماء على ان من كفر بحرف من القرآن متفق عليه اي اتفق عليه ثم انكره فانه كافر وهذا كافر. وهذا يشبه قولنا من كفر بنبي فقد كفر بالانبياء جميعا. لان هذا يطلب فيه الايمان الكلي المطلق العام لا يجوز تفصيل الايمان فيه وتجزئته. لا يجوز تفصيل الايمان فيه وتجزئته. وتجزئته قد يفهم بعض الناس ان الله عز وجل على صورة القمر. وهذا خطأ. ليس المقصود ان الله يرى في بصورة كما يرى صورة القمر لا. وانما المقصود انكم كما ان رؤية القمر في ليلة بدر ليس دونه نعم احسن الله اليكم. قال المؤرخ رحمه الله تعالى رؤية المؤمنين بربهم يوم القيامة. والمؤمن هنا يرون ربهم في الاخرة من ابصارهم ويزورونهم عندك في الاخرة؟ عجيب هم يرون ربهم في الاخرة بانصارهم ويزورونه ويكلمهم ويكلمونه. قال الله تعالى يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة. قال تعالى يومئذ لمهجور فلما هج مولئك في حال السخط دل على ان المؤمنين يرونه في حال اللقاء. والا لم يكن بين فقال النبي صلى الله عليه وسلم انه سترون ربكم كما ترون هذا القمر في رؤية حديث صحيح متفق عليه وهذا يشفي كل رؤية بالرؤية نعم في هذه القطعة مسائل الاولى اجمع اهل السنة والجماعة على ان الله على ان المؤمنين بعد دخول الجنة يرون ربهم رؤية عيان بابصارهم. رؤية حقيقية بهذه الابصار. هذا مجمع عليه بين اهل العلم رحمهم الله تعالى. والادلة الواردة من الكتاب والسنة في اثبات هذه رؤيا قد بلغت مبلغ التواتر. ولذلك ان قلت ما حكم من انكر هذه الرؤية؟ فالجواب ان من انكر هذه الرؤية فانه مرتد خالع الرفقة الاسلام من عنقه بالكلية يقول الله عز وجل وجوه يومئذ ناضرة اي عليها نظرة بسبب ماذا؟ الى ربها ناظرة وقد اجمع اهل السنة على ان النظر اذا اظيف الى الوجوه فانما يقصد به نظر العين. وقد حرف اهل البدع هذا الى رؤية الثواب وكل هذا يجاب عنه بالجواب المتبع خلاف فهم السابقين وخلاف اللغة ليس عليه دليل وهو انتقال من حقيقة الكلام الى مجازه بلا قرينة وقد الف بعض اهل السنة في هذه الجزئية العقدية مؤلفات كالرؤية للدارقطني وغيره من اهل العلم. افردوها بمؤلفات وذكروا ما ورد فيها من الادلة. مسألة اعلم ان اهل العلم اهل السنة رحمهم الله قولون ان الله عز وجل يرى يوم القيامة مرتين. رؤية في العرصات ورؤية بعد دخول الجنة. اما الرؤية بعد دخول الجنة فهي من جملة المسائل العقدية الكبار التي نوالي ونعادي عليها. ومن انكرها فهو كافر كما قررت لك قبل قليل واما الرؤية في العروسات فالخلاف فيها دائر بين اهل السنة انفسهم. فقد اجمع اهل السنة على ان المؤمنين الله في العرصات يعني في مواقف يوم القيامة. ولكن اختلفوا في المنافقين والكافرين. ايرون الله ايضا في العرصات فقال بعض اهل العلم بان الذي يرى ربه في العرصات انما هم المؤمنون والمنافقون فقط ومن اهل العلم من قال بل يراه المؤمنون والمنافقون والكافرون. ومنهم من قصد الرؤية في العرصات على المؤمنين خاصة. واصح الاقوال عندي ان الذي يرى الله يوم القيامة في العرصات هم هذه الامة وفيهم منافقوها. يعني المؤمنون والمنافقون المؤمنون والمنافقون انتم معي في هذا؟ فهذا اصح الاقوال في هذه المسألة نعم ان المؤمنين والمنافقين يرون الله عز وجل الامم السابقة ما فيها منافقون. وانما فيها مؤمنون وكفار. فالمؤمنون من كل امة يرون الله عز وجل. في العرصات لكن المنافقين من هذه الامة يرون الله كذلك. لحديث ابي سعيد للحديث في الصحيح قال وتبقى هذه الامة فيها منافقوها الله في صورته التي يعرفون فيسجد له كل من كان يسجد له في الدنيا ويذهب المنافق كما يسجد فينقلب ظهره صفحا. وذلك قول الله عز وجل وقد كانوا يدعون الى السجود وهم سالمون. يوم يدعون الى السجود فلا يستطيعون خاشعة ابصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون الى السجود وهم سالمون. هذه الاية يا شيخ فايز والاخطأت فيها؟ نعم احسنتم. اصبتم انت واخطأت انا. يوم يكشف عن ساق ويدعون الى السجود نعم فلا يستطيعون خاشعة ابصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون الى السجود وهم سالمون. فهذا اصح الاقوال. وابو العباس ابن تيمية يميل الى ان الكافرين يرونه ايضا ولكنه يحتجب عنهم. ولكن الاصح ان شاء الله هو القول الذي ذكرت دليله لكم واعلموا ان خلاف اهل السنة في من يرى الله عز وجل في العرصات ليس من مسائل العقيدة الكبار التي يوالى ويعادى عليها. ولا ينبغي في ان تتفرق الامة بسببها. لانها مسألة ثبت الخلاف فيها عن اهل السنة انفسهم والمتقرر عندنا في قواعد اهل السنة ان كل مسألة ثبت الخلاف فيها عن اهل السنة فلا تعتبر من مسائل الدين الكبار التي تفتن بها الامة وتبتلى بها. ما معنى قوله ابن قدامة وهذا من تشبيه الرؤية بالرؤية لا من تشبيه المرئي بالمرء؟ الجواب لما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ان المؤمنين يرون الله كما يرى القمر انتبه وسحاب كما انها رؤية واضحة لا لبس ولا خفاء ولا تضامون فيها. فكذلك رؤية اهل الجنة يوم القيامة لله رؤية واضحة لا تشويش ولا اشكال ولا خوف ولا وجل يعتري القلوب عند عند حلولها. ولذلك ايها الاخوان قد يسألني سائل ويقول بما ان المؤمنين راعوا ربهم يوم القيامة في العرصات. فما هذا الفرح العظيم الذي يصيبهم بعد رؤيته في الجنة فان الشيء اذا رأيته مرة اخرى لا يكون في قلبك ما يقوم في رؤيته اول مرة. فنقول لا انتبه ان الرؤية في العرصات ليست الا مجرد تعريف فقط. الا مجرد تعريف فهي رؤية تعريفية. قال فيأتيهم الله في صورته التي يعرفون فيكشف ساقه. هل رأيتم؟ واما الرؤية في الجنة فهي رؤية تنعم وتلذذ وحبور وسرور نعيم فجاء فاتت كل رؤية منهما مقصود الله عز وجل فيها. واضف الى هذا ان الرؤية في العروسات رؤية خوف ووجل اذ ان الامور اختلفت والخوف والقلوب قد بلغت الحناجر. والشيء اذا رأيته وانت خائف وجل. الخوف الشديد الوجل الشديد لا تدرك منه ما لا ما تدركه وانت في امن ورغد وامان اليس كذلك؟ فاذا آآ لا لا تختلط عليكم الامور. فالله عز وجل اراد بحكمته شيئا ومقصودا من رؤية العرصات وهي التعريف واراد بحكمته عز وجل من رؤية المؤمنين له في الجنة التنعم والتلذذ. من الذي ما من الذي انكر هذه الرؤية؟ نقول انكر هذه الرؤيا عامة اهل البدع. وعلى رأسهم المعتزلة. فقد انكروا رؤية الله عز وجل في الجنة وقالوا ان كل اية فيها اثبات رؤية المؤمنين لربهم المقصود بها ثواب ربهم انهم يرون ثوابه ونعيمه لهم في الجنة. واما هو فانه لا يرى فان قلت وهل انكرها الاشاعرة والماتريدية؟ فاقول اثبتوها ظاهرا ولكن حرفوا دلالتها الصحيحة. لان الاشاعرة ما تريدية يقولون ان الله يرى يوم القيامة في الجنة. ولكن رؤية علم لا رؤية بصر. رؤية علم لا رؤية بصر وبعضهم يقول يرى لا في جهة. والعلة في ذلك انه ان الشيء اذا رأيته فانك لا تراه الا اذا كان في جهة والجهة ممتنعة على الله فحرفوا ادلة الرؤيا حتى يسلم لهم ان الله ليس في جهة. حتى يسلم لهم ان الله عز وجل ليس في جهة وكلها فرق بنت عقيدتها في هذه الجزئية على خلاف الدليل وعلى خلاف فهم السلف الصالح على خلاف لغة العرب. فان قلت وبما استدل من نفى رؤية الله عز وجل؟ نقول لقد استدلوا بادلة كثيرة منها عقلية ومنها نقلية وانا اكتفي بدليلين فقط من النقل. وهي اعظم ما يدندن حوله هؤلاء. الدليل الاول قول الله عز وجل ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال ربي ارني انظر اليك. قال لن تراني ويعتقد المعتزلة ان لن هنا تفيد التأبيد المطلق. فالله لا يرى وليس من شأنه ان يرى لا في الدنيا ولا في الاخرة بنص هذه عصيت شيء وقع في الكون ولا يقع في كون الله الا ما يريده ويشاؤه. وان كنت تقصد بالارادة اي الارادة الشرعية فهذا باطل فالله عز وجل لا يريد الفحشاء ولا يأمر بالفحشاء الاية واجاب العلماء عنها بعدة اجوبة يجمعها انكم ايها المعتزلة تفهمون من هذه الاية فهما مخالفا لفهم اهل السلف اهل السنة فيها مخالف لفهم الصحابة فان الصحابة والسلف الصالح متفقون على ان نفي الرؤية هنا انما هو نفي لها في الدنيا لا في الاخرة. واضح هذا كله فاهم في الادلة يخالف فهم سلف الامة فانه فانه باطل. فانه باطل. ثم لا نسلم لكم ان لن تفيد التأبيد المطلق حتى وان قيدت التأبيد. فان الله عز وجل ذكر ان اليهود لن يتمنوا الموت ابدا قال ولن يتمنوه ابدا. ومع ذلك في الجنة في النار اذا دخلوا النار فانهم يقولون ليقضي علينا ربك فاذا كانت لن لا تفيد التأبيد المطلق حتى مع قرنها به. ها فكيف تفيد لن التأبيد اذا لم تقرأ به فاذا نفي الرؤية في هذه الاية انما يراد به نفي الرؤية في الدنيا فقط. لان لان العقل والقوى بركات عند ابن ادم لا تحتمل رؤية الله عز وجل. ولذلك لما رأى موسى ما حصل للجبل خر موسى صعقا. فكيف لو رأى الله عز وجل لا جرم ان هذا لا يستطيعه بنو ادم. فان قلت اذا كيف يرونه في الجنة؟ نقول تضاعف قواهم. ويزاد في قدراتهم الى الحد الذي يستطيعون به رؤية الله عز وجل ويتلذذون برؤيته تبارك وتعالى. والدليل الثاني قالوا والدليل قالوا في قول الله عز وجل لا تدركه الابصار. والمراد بالادراك هنا هو الرؤية هذا فهم خاطئ لان السلف متفقون على ان الادراك هنا معناه الاحاطة وليس معناه الرؤية. بل ان هذه الاية من جملة الادلة الدالة على رؤيته لان الله يرى ولكن لا يحاط به رؤية. كما نحن نرى السماء ولكن هل رؤيتنا للسماء تقتضي ان نرى كل جزء من اجزائها؟ الجواب لا. بل انت تقف امام الجبل الكبير فترى جزءا منه ولكن تبقى كثير من اجزائه لا تراها. فاذا الرؤية شيء والاحاطة بالمرئي شيء اخر فقوله لا تدركه هذا دليل على انه يرى. لكن وان رآه المؤمنون في الجنة الا انهم لا يحيطون به ادراكا فالله لا يحيط لا يحاط به علما ولا يحاط به ادراكا. والله عز وجل يبين هذا في قوله تبارك وتعالى لما تراءى الجمعان قال اصحاب موسى انا لمدركون. فجمع بين الرؤية والادراك. قال كلا. كلا يعني لم يروكم ولا لن يدركوكم؟ في قول موسى عليه الصلاة والسلام كلا يعني لم يروكم ام يقصد لن يدركوا فاذا اثبت الرؤية ونفى الادراك. اثبت الرؤيا ونفى الادراك. فاذا لما قال الله عز وجل لن تراني هذا دليل على ان الله يرى عفوا لما قال لا تدركه الابصار هذا دليل على ان الله يرى ولكن حتى وان رآه المؤمنون فانهم لا يحيطون به وذلك لكبره تبارك وتعالى. فهو الكبير اسما والكبير ذاتا وصفات سبحانه وتعالى. نعم. قال رحمه الله تعالى فصل ومن صفات ات على انه فعال لما يريده. لا يكون شيء الا بارادته. ولا يأخذ شيء عن مشيئته وليس شيء يخرج عن تقديره ولا يصدر الا عن تدبيره ولا محيد عن القدر المقدور ولا اراد افعاله فاعل ولو عصمهم لما خالفوا ولو شاء يطيعوه جميعا لا طاعة خلق الخلق وافعالهم وقدروا ارزاقهم واجالهم. يهدي من يشاء برحمته ويضل من يشاء بحكمته. قال الله تعالى لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. وقال الله تعالى وخلق كل شيء فقد تراه تقدير فقال تعالى وقال تعالى فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يرد في يوم من الايام اجعل صدره حرجا. يجعل صدره ضيقا فرجا. روى ابن عمر رضي الله عنهما نجد عليه السلام قال للنبي صلى الله عليه وسلم قال ان تؤمن بالله وملائكته كتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر خيره وشره. فقال جبريل صدق. رواه مسلم. وقال النبي صلى الله عليه وسلم آمنت بالقدر خيره وشره وفلوه ومره ومن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم الذي علمه الحسن الذي علمه الحسن ابن علي يدعو به في قنوت الوتر وقني شرف اما الضيف ولا نجعل قضاء الله وقدره حجة لنا بترك اوامره في ترك اوامره واجتنابنا بل يجب ان نؤمن ونعلم ان نعم يجب ان نؤمن ونعلم ان لله علينا الحجة احسنت. قال الله تعالى الرسل ونعلم ان الله سبحانه ما امرنا الا المستطيع للفعل والجر. وانه لم يجبر احدا على معصية ولا الضرر الى ترك طاعة. قال الله تعالى لا يكلف الله نفسا الا وسعها. وقال الله تعالى فاتقوا الله ما استطعتم. وقال تعالى اليوم تجزى كل نفس بما كسبت. لا ظلم لي دل على ان للعبد فعلا وكسبا يجزى على حسنه بالثواب وعلى غيره بالعقاب وهو واقع بقضاء الله وقدره. نعم. الكلام على هذه القطعة في مسائل القطعة الاولى اه عفوا المسألة الاولى هذه القطعة تتكلم عن ركن من اركان الايمان وهو الايمان بقضاء الله عز وجل وقدره. وقد اجمع العلماء بل وقد اجمع المسلمون على على فرضية الايمان بقضاء الله وقدره قال الله عز وجل ان كل شيء خلقناه بقدر. وقال الله عز وجل وكان امر الله قدرا مقدورا. والاحاديث والادلة في اثبات قضاء الله عز وجل والامر به بالايمان به كثيرة متواترة. فان قلت وما معنى الايمان بالقضاء اول قدر انتبهوا يا اخوان فاقول معناه ان تؤمن ان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن انه لا يكون شيء الا بعلم الله ومشيئته وخلقه وتدبيره وتصريفه عز وجل. ما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين وان تعلم ان ما اصابك لم يكن ليخطئك. وان ما اخطأك لم يكن ليصيبك. وان كل شيء ما كان وكل شيء يكون وكل شيء سيكون في مستقبل الزمان انما هو بقضائه تبارك وتعالى وقدره. لا يخرج شيء عن كونه مقدرا مقضيا من قبل الله تبارك وتعالى. فان قلت وهل هناك فرق بين القضاء والقدر؟ فاقول اعلم ان لفظة القضاء والقدر كلفظة الاسلام والايمان اذا اجتمعا افترقا واذا افترقا اجتمعا فاذا قلت القدر وحده دخل معه الايمان عفوا دخل معه القضاء تبعا. واذا قلت القضاء وحده دخل معه القدر تبعا ولكن اذا قلت قضاء وقدر فان القدر معناه كتابة الشيء فان قدر معناه العلم بالشيء وكتابته ومشيئته. والقضاء هو خلقه وايجاده على ارض الواقع فالقدر معناه العلم بالشيء وخلقه ومشيئته. واما القضاء فهو وقوعه وخلقه على ارض الواقع. هذا هو القول الصحيح في الفرقان بين القضاء والقدر. فان قلت وما اركان القدر وما اقول اعلم رحمك الله ان العبد لا يتحقق له الايمان بالقضاء والقدر الا اذا امن باربعة امور متلازمة لو كفر بواحد منها لعد كافرا خالعا رفقة الاسلام من عنقه بالكلية. الركن الاول الايمان بعلم الله الكامل الشامل لكل شيء. قال الله عز وجل ان الله بكل شيء عليم. وقال الله عز وجل فان الله لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء. وقال الله تبارك وتعالى وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو الايات في هذا معناه كثيرة المرتبة الثانية او الركن الثاني كتابة هذا المعلوم الذي سيكون في اللوح المحفوظ وهي الكتابة العامة الشاملة المطلقة. قال الله عز وجل ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير. وقال الله تبارك وتعالى وكل شيء احصيناه في امام مبين. وقال النبي صلى الله عليه وسلم كتب الله الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض باربعين الف سنة. بخمسين الف سنة. وقال النبي صلى الله عليه وسلم كل شيء بقدر لا حتى العجز والكيس المرتبة الثالثة مرتبة المشيئة المشيئة النافذة. فلا راد لقضائه عز وجل ولا معقب لحكمه فلا يكون شيء في هذا الكون من خير او شر ومن آآ سعادة او حزن ومن حياة او موت ومن وجود او عدم. ومن صحة او مرض الا والله عز وجل قد شاءها. بمشيئته الشاملة العامة قال الله عز وجل ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد. وقال الله عز وجل وما تشاؤون الا ان يشاء الله. والمشيئة هي الارادة الكونية. التي سيأتينا تفصيلها ان شاء الله الركن الرابع الخلق العام. فالله عز وجل هو خالق كل شيء من ذرات هذا الكون علويه وسفله فليس شيء في هذا الكون يخرج عن كونه مخلوقا لله تبارك وتعالى. قال الله عز وجل هل من خالق غيره الله وقال الله عز وجل الله خالق كل شيء. فهذه الاركان الاربعة لا يتحقق الايمان بالقضاء والقدر الا بتكميل مراتب الايمان بها مسألة ولقد اه بين اهل السنة رحمهم الله ان تقدير الله عز وجل يمر على اربعة مراحل. المرحلة الاولى التقدير العام وهو ما كتبه الله عز وجل في اللوح المحفوظ ففي الحديث ان اول ما خلق الله القلم قال له اكتب قال يا ربي وما اكتب؟ قال اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة هذا التقدير يسميه العلماء التقدير المطلق المبرم. فلا يدخله لا تغيير ولا تبديل ولا زيادة ولا نقصان مطلقة النوع الثاني التقدير العمري. وهذا التقدير يكون والانسان لا يزال في بطن امه في الطور الثالث. ففي الصحيحين من حديث ابن مسعود قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق ان احدكم يجمع خلقه في بطن امه اربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يبعث اليه الملك فينفخ فيه الروح فيؤمر بكتم رزقه واجله وعمله وشقي او سعيد الى اخر الحديث. وفي حديث اخر في صحيح الامام مسلم اذا مر على النطفة اربعون بعث الله اليها ملكا. فكيف نجمع بين هذا الحديث والحديث في الذي قبله الجواب يجمع بين هذا وهذا من من وجهين. الوجه الاول ان هذا التقدير يختلف باختلاف الاجنة. فمن الاجنة من لا يكتب تقديره الا بعد مرور مئة وعشرين يوما. ومن الاجنة من يكتب تقديره بعد مرور اربعين يوما لان هناك ادلة اثبتت هذا واثبتت هذا. الامر الثاني او الوجه الثاني ان كتابة ان الكتابة العمرية تكون مرتين بعد مرور اربعين لعامة الاجنة وبعد مرور مئة وعشرين ايضا لعامة الاجنة. فاما ان نفرق من الاجنة واما ان نجعلهما كتابتين وكلا الوجهين في الجمع صحيح والمتقرر ان الجمع بين الادلة واجب ما امكن النوع الثالث من انواع التقدير التقدير الحولي. وهو ما يكون في ليلة القدر فان الله يفصل فيها كل امر حكيم. كما قال الله عز وجل فيها يفصل كل امر حكيم. وهو ما سيجري للعباد في هذا الكون في هذه في هذه السنة التقدير الرابع التقدير اليومي ودليله قول الله تبارك وتعالى يسأله من في السماوات والارض كل يوم هو في تأن قال العلماء من شأنه ان يهلك هذا ويوجد هذا ويعدم هذا ويحيي هذا ويميت هذا ويغني هذا ويفقر هذا هو يفقر هذا مسألة لقد اجمع اهل السنة على ان الارادة المضافة الى الله تنقسم الى قسمين. الى ارادة كونية والى ارادة شرعية امرية دينية. وهذا من اعظم ما ينبغي فهمه لان طوائف اهل البدع في فهمه ضلوا في هذا الباب الارادة الاولى الارادة الكونية ومن طبيعتها انها لازمة الوقوع فلا راد لما قضى الله عز وجل وجوده كونا ولكنها لا تستلزم محبة الله عز وجل فقد يريد الله عز وجل في كونه فيه ما لا يحبه شرعا وهي مرادة لغيرها لا لذاتها. فاذا هذه الارادة تتميز بثلاثة اشياء انها ازمة الوقوع وانها لا تستلزم محبة الله وانها مرادة لغيرها لا لذاتها. بخلاف الارادة الشرعية فانها قد تقع وقد لا تقع فليس كل شيء يريده الله شرعا فلابد ان يقع في كونه وهي تستلزم محبة الله فلا يريد الله شيئا في شرعه الا وهو يحبه عز وجل وهي مرادة لذاتها اي بخلاف الارادة الكونية وكذلك لابد ان تعلموا ايضا ان الاذن الصادر من الله منقسم الى قسمين. الى اذن كوني والى اذن شرعي الى اذن كوني والى اذن شرعي. فمن الاذن الشرعي قول الله عز وجل ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله. ومن المسائل كذلك انه لابد ان تعلموا ان الامر الصادر من الله ينقسم الى قسمين. الى امر كوني والى امر شرعي. فمن الامر الكوني قوله الله تبارك وتعالى واذا اردنا ان نهلك قرية امرنا مترفيها. ففسدوا ففسد فيها الاية. والامر الشرعي كقول الله عز وجل ان الله يأمر بالعدل والاحسان. ومن الامور المهمة في باب بقدر ان تعلموا ان الحكم الصادر من الله ايضا ينقسم الى قسمين الى حكم كوني والى حكم شرعي. ومن ايضا انه لابد ان تعلموا ان القضاء الصادر من الله ينقسم الى قسمين الى قضاء كوني والى قضاء ايش يا جماعة؟ والى قضاء شرعي وكل ما يتعلق بالكوني من ارادة واذن وحكم كله لا يستلزم محبة الله عز وجل. فقد يقضي الله عز وجل في يقضي الله عز وجل في كونه ما لا يحب شرعا فهذه التقسيمات تقسيمات دقيقة. مسألة لو قال لكم قائل الله عز وجل يريد المعصية في كونه؟ هل الله عز وجل يريد المعصية في كونه؟ تقول ها؟ هذه الكلمة كلمة مجملة تحتمل الحق والباطل. فان كنت تقصد بقولك يريد اي الارادة الكونية فنعم فان فان قال لكم قائل كيف الله عز وجل يقول ان الله لا يأمر بالفحشاء مع قوله عز وجل واذا اردنا ان نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها فقد امرهم بالفسق. ها الجواب لا بد ان نفرق بين الامر الكوني والامر الشرعي. فالامر في قوله امرنا مترفيها انما هو الامر الكوني. والامر المنفي في قول الله عز وجل ان الله لا يأمر بالفحشاء انما هو الامر الشرعي مسألة ما الفرق التي خالفت اهل السنة في باب القضاء والقدر؟ الجواب لقد خالف اهل السنة في هذا الباب طائفتان نضالتان. الطائفة الاولى طائفة القدرية. واذا قلنا القدرية فنعني بهم المعتزلة. لكننا في باب القضاء والقدر لا ميم معتزلة وانما نسميهم قدرية. والطائفة الثانية طائفة الجبرية. واذا قلنا الجبرية فانما نعني الاشاعر والجهمية لكننا في باب القضاء والقدر نسميهم جبرية. نسبة الى بدعتهم التي ابتدعوها فان قلت وما مذهب القدرية في القضاء والقدر؟ اقول لقد قال القدرية بان العبد له قدرة ومشيئة واختيار بان العبد له قدرة ومشيئة واختيار ولكن الله عز وجل لا مدخل لمشيئته في مشيئة عبده. فالله فمشيئة العبد مستقلة بنفسه فالعبد يخلق فعله بنفسه. فاذا نظرت الى مذهبهم هذا وجدت فيه حقا وباطلا. ما الحق الذي فيه هو قولهم ان العبد له مشيئة واختيار وارادة. اليس كذلك؟ لكن الباطل الذي عندهم هو قولهم وان ان العبد يخلق فعل نفسه بنفسه وانه لا علاقة بين مشيئته ومشيئة الله عز وجل. بينما نجد الجبرية ايضا في مذهبهم في القدر حق وباطل. قال الجبرية ان كل شيء لا يكون الا بقضاء الله عز وجل وقدره اليس كذلك؟ وهذا حق. لكن ليتهم وقفوا عند هذا الحق بل تجاوزوه ووقعوا في شيء من الباطل. وهي قولهم وليس للعبد لا مطلق القدرة ولا مطلق المشيئة ولا مطلق الاختيار. فاذا مذهبهم فيه حق وباطل. فالحق الذي معهم هي هو قولهم ان الله عز وجل قضى كل شيء وقدره. والباطل الذي معهم قول آآ هو سلبهم هو سلبهم قدرة العبد ومشيئته لو انك يا طالب العلم جمعت بين الحقين لفهمت مذهب اهل السنة. ما الحق الذي مع المعتزلة ها ان العبد يخلق الجواب لا ان للعبد قدرة ومشيئة. وما الحق الذي مع الجبرية ان كل شيء بقضاء الله وقدره هذا هو مذهب اهل السنة والجماعة. وهو المذهب الوسطي بين هاتين الطائفتين وخلاصته ان كل شيء يجري في الكون فهو بقضاء الله عز وجل وقدره. وللعبد قدرة ومشيئة متعلقة مشيئة الله وقضائه. هذا هو خلاصة مذهبنا وخلاصة مذاهب اهل الباطل. من هنا ننطلق الى مسألة اخرى هل العبد مسير ام مخير هل العبد مسير ام مخير؟ الجواب اختلف اهل القبلة في جواب هذا السؤال على حسب اختلافهم في ها في مسألة القدر. فالقدرية الذين يجعلون العبد له القدرة الكاملة على اختيار فعله. قالوا بانه مخير مطلقا والجبرية الذين سلبوا العبد مطلق القدرة والارادة والاختيار قالوا بانه مسير مطلقا. واما اهل السنة فلانهم يقولون بالامرين جميعا فقد هداهم الله عز وجل الى القول الحق في هذه المسألة وهو قولهم ان عبد مسير ومخير فهو مسير باعتبار سبق التقدير والكتابة لما سيفعله ومخير باعتبار دخول الفعل تحت قدرته وطاقته واختياره لو انك مثلا خيرت بين وظيفتين او بين طريقين او بين امرأتين فهل احد يلزمك باختيار واحدة منهما؟ الجواب لا. انت مخير. انت مخير بهذا الاعتبار. فكونك تختار هذي او تختار هذه انت مخير في هذا لكن اعلم انك لن تختار الا الجهة التي ارادها الله عز وجل. فاذا باعتبار سبق الكتابة مخير. مسير وباعتباره دخول الفعل تحت قدرتك وطاقتك انت مخير. فاذا الحق في هذه المسألة ان لا نقول مسير مطلقا ولا نقول مخير مطلقا بل نقول فيه شائبة تسيير باعتبار سبق القدر وشائبة تخيير باعتبار دخول الفعل تحت قدرته وطاقته مسألة هل الشر ينسب الى الله تبارك وتعالى؟ هل الشر ينسب الى الله عز وجل الجواب القاعدة هنا تقول الشر في المقدور ليس في القدر. الشر في المقدور ليس في القدر وفي القضاء وفي المقضي وليس في القضاء. يقول الناظم والشر في المقدور ليس في القدر ويلزم الصبر على مر القدر اعلموا انه لابد من التفريق بين القدر والمقدور. فالقدر هو فعل الله والمقدور فعل العبد والقضاء هو فعل الله والمقدور عفوا والمقضي هو فعل العبد. فالقضاء والقدر لا شر فيهما مطلقا لانهما فعلان الله عز وجل. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم والشر ليس اليك. فلا يمكن ابدا ان يضاف الشر الى تقدير الله وقضائه. لكن الشر ينسب الى فعل العبد. فالزنى باعتبار قضاء الله وقدره لا شر فيه. ولكن باعتبار صدوره من العبد هو الشر. والكفر باعتبار تقدير الله له وقضائه له لا شر فيه. ولكن باعتبار كفر العبد قدوره منه هو الشر. فاذا لا يكتسب القدر صفة الشر الا بعد صدوره من العبد من العبد يسمى مقدورا. فاذا لما قضاه الله وقدره ليس فيه شر. لكن لما صدر من العبد صار فيه شر تنهلوا هل الشر ينسب الى القضاء والقدر؟ تقول الشر ينسب الى المقدور لا الى القدر والى المقضي لا الى القضاء ونعني بالمقدور والمقضي اي فعل العبد. فالشر ينسب الى العبد الى فعل العبد ولا ينسب الى فعل الله تبارك وتعالى مسألة ما ما مذهب اهل السنة والجماعة في افعال العباد؟ ما مذهب اهل السنة؟ والجماعة في افعال العباد؟ الجواب العبد عند الله انه عاجز عنه. لكن هل عجزه هذا يعتبر عذرا له؟ الجواب لا الجواب لا. فرقوا بين هذه يا جماعة لان الخلط بين نوعي الاستطاعة اوجب فسادا عقديا كثيرا الجواب يعتقد اهل السنة ان افعال العباد مخلوقة لله وكسب للعباد فافعال العباد تنسب الى الله خلقا وتقديرا وايجادا. وتنسب الى المخلوق تحصيلا واقترافا واكتسابا ففعل العبد عند اهل السنة فيه شائبتان. اما باعتبار كونه آآ اما باعتبار تقدير الله عز وجل وخلقه ومشيئته ففعل العبد ينسب الى الله بهذا الاعتبار. واما باعتبار فعل لعبدي له وتحصيله واكتسابه فانه ينسب الى ايش؟ فعل العبد. مثال الصلاة تنسب الى الله تقديرا وخلقا وايجادا. وتنسب الى المخلوق فعلا واكتسابا. فالمخلوق هو المصلي فعلا فهمت؟ والله هو الذي قدرها. طيب وسائر افعال الطاعات. وسائر افعال المعاصي كلها تنسب الى الله عز وجل خلقا وايجادا. ومشيئة. وتنسب الى العبد تحصيلا واكتسابا وقد خالفنا في ذلك طائفتان. اما القدرية فقالوا جميع الافعال افعال العبد تنسب له. خلقا وايجادا وتحصيلا واكتسابا. وخالفهم في ذلك الجبرية. فقالوا بل افعالنا تنسب الى الله عز وجل. لا شيء منها الى العبد مطلقا فجاء اهل السنة وتوسطوا فقالوا تنسب الى الله تارة وتنسب الى العبد تارة اخرى. فاما باعتبار كونها مخلوقة لله عز وجل ومما شاءه الله فهي تنسب الى الله. واما باعتبار خلقها واما باعتبار فعل العبد لها واكتسابه وتحصيله واقترافه لها فانها تنسب الى الى العبد. مسألة تكلم المصنف عن سنة خطيرة وهي مسألة الاستطاعة. وانا اعطيكم ملخصا لها يسيرا لعلكم تفهمونه بدون اطالة. وهي ان الاستطاعة نجدها في الادلة انتبه منفية ومثبتة. منفية كقول الله عز وجل ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون وقال الله عز وجل لو استطعنا لخرجنا معكم. ومثبتة في قول الله عز وجل فاتقوا الله استطعتم انتبهوا هناك استطاعة مثبتة واستطاعة منفية. اقول وبالله التوفيق اجمع السنة والجماعة على ان الاستطاعة تنقسم الى قسمين. استطاعة كونية واستطاعة شرعية العبد يوصف باستطاعته. استطاعة كونية واستطاعة شرعية الاستطاعات الكونية غير داخلة تحت قدرته. وانما زمام امرها الى الله عز وجل قد يسمع الانسان القرآن ولكن لا يستطيع كونا وتقديرا من الله ان يستفيد منه. فهو استطاع ان يسمعه شرعا لكن لم يستطع ان يسمعه كونا كذلك اعيد مرة اخرى. قد يسمع الانسان قول المؤذن حي على الصلاة ثم يأتي لانه مستطيع شرعا اذ سليمة ليس فيه مرض ولا شيء. فعند استطاعة شرعية. وقدر الله استطاعته الكونية وهي ان اوصله الى المسجد. ففيه استطاعتان لكن من الناس انتبه من يسمع المؤذن ومع ذلك الاته سليمة ومع ذلك يجد في قلبه من ثقلي من الصلاة ما الله به عليم ولا يصلي. ما الاستطاعة التي فقدها هذا الانسان؟ الاستطاعة الكونية ليست الاستطاعة الشرعية فقد الاستطاعات الكونية ليس بحجة للعبد على الله في ترك ما امره به فهمتم هذه؟ فقد الاستطاعة الكونية ليس بحجة على الله. ان تترك ما امرك به. لان الاحتجاج بذهبها بالقدر على فعل المعصية. فلا حق لك يوم القيامة ان تقول يا ربي انت لم تقدر استطاعتي كونا فحجة لك بذلك لان لان التكليف انما هو منوط بالاستطاعة الشرعية. فمن كان لا يستطيع تطبيق الحكم الشرعي لوجود خلل في آلاته من مرض او سفر او ضيق او او اكراه او غيره هذا هو المعذور. لان فقد استطاعة الشرعية هي العذر. اما الاستطاعة الكونية فلا يعتبر فقدها عن العبد عذرا. ولذلك المشركون سمعوا القرآن اليس كذلك؟ لكن الله قال ما كانوا يستطيعون السمع. فهل لانهم فيهم صمم؟ الجواب لا. اذا ما الاستطاعة المنفية هنا؟ الاستطاعة الكونية القدرية. اي ما قدرنا ان تستمع قلوبهم للقرآن اصلا تعرضنا لهم الهداية اصلا حكمة من الله عز وجل. فطوبى لمن وفق لهداية الله عز وجل بايش؟ بالاستطاعتين جميعا مدري فهمتم الكلام؟ فاذا الاستطاعة التي يعتبر ارتفاعها عذرا هي الاستطاعة الشرعية وهي والمقصود بها سلامة عفوا سلامة الالات والقدرة على العمل. ولذلك اتفق العلماء على انه لا واجب مع ايش؟ مع العجز. اي عن الاستطاعة الشرعية ليس عن الاستطاعة الكونية. والا فالشيء الذي لا يقدره الله العبد حقيقة الجابرية وعند وعند القدرية. فمنهم من نفى عن العبد الاستطاعتين ومنهم من اثبت للعبد الاستطاعتين واهل السنة قالوا اما الاستطاعة الكونية فامرها الى الله عز وجل وارتفاعها عن العبد لا يعتبر عذرا واما استطاعته الشرعية والتي معناها سلامة الالات والقدرة على القيام بالعمل. فانا عجز عنها هو الذي يعتبر عذرا عند الله. ولذلك قال الله عز وجل وان كنتم مرضى او على سفر ففدية. قال الله عز وجل وان كنت انتم مرضى او على سفر فعدة من ايام اخر. وقال الله عز وجل وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين. وقال الله عز وجل فاتقوا قل الله ما استطعتم. وقال الله عز وجل لا يكلف الله نفسا الا وسعها. ويقول صلى الله عليه وسلم واذا امرتكم بامر فاتوا منه ما استطعتم مسألة ثم تكلم ايضا عن مسألة خطيرة وهي مسألة الاحتجاج بالقضاء والقدر. اعلم رحمك الله تعالى ان اهل السنة الاحتجاج بالقضاء والقدر لا يخرج عن ثلاثة اقسام قسمان جائزان وقسم زائغ قسمان جائزان وقسم محرم. اما الاحتجاج الاول فهو الاحتجاج بالقدر عند نزول شيء من المصائب. فقد فاجمع العلماء على جواز الاحتجاج بالقدر عند نزوله وحلول شيء من المصائب على العبد. فاذا اصبت بموت احد من احبابك فقل الله قدر موته ممتاز انت انت ممتاز كذا وهي قول النبي صلى الله عليه وسلم فان اصابك شيء فلا تقل لو اني فعلت كذا وكذا لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل وهي معنى قولهم ان ما اصابك لم يكن ليخطئك وان ما اخطأك لم يكن ليصيبك. وهذا مجمع على جوازه بل هو من علامات ايمان العبد بقضاء الله وقدره. الثاني ان يحتج العبد بالقدر على فعل المعصية بعد توبته فيه النصوح منها. فهذا جائز ولا بأس به ولا مفسدة فيه ان شاء الله. فكون العبد مثلا يشرب الخمر ثلاث سنوات او عشر سنوات ثم يتوب الله عليه من شربها توبة نصوحا صادقة تظهر منه مخايل التوبة فيقال له كيف قضيت من عمرك هذه السنين المتطاولة وانت تشرب الخمر فللعبد حينئذ ان يقول الله قدرها علي. هذا لا بأس به. ودليله حديث احتجاج ادم وموسى. وسيأتي الكلام عليه بعد قليل ان شاء الله. الثالث وهو اخطر الانواع التي حذر منها اهل السنة رحمهم الله وهو ان يحتج العبد بالقدر على فعل المعصية التي لا يزال يفعلها ويزاولها. ويقصد بالاحتجاج بالقدر على كفعلها ان يعتذر لنفسه وان يستمرئ على فعلها. فهذا الاحتجاج بهذا المعنى باطل بالكتاب والسنة بالاجماع قال الله عز وجل وقال الذين اشركوا لو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا ولا حرمنا من شيء كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا؟ فسمى الله الاحتجاج بالقدر كذبا وجهلا ولم يقبله الله عز وجل. ولم يقبله الله عز وجل. وقال الله عز وجل ان تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وان كنت لمن الساخرين او تقول لو ان الله هداني لكنت من المحسنين قد جاءتك ايات الايات. وقد اجمع العلماء على ان حجة الله عز وجل على عباده قد قامت بارسال الرسل وانزال الكتب فلا حق للعباد على الله عز وجل فلا حجة على الله للعباد بعد ذلك. فقد بانت الحجة واتضحت ولله الحمد بانزال الكتب وارسال الرسل. وقد اجمع الصحابة والسلف الصالح على بطلان الاحتجاج بالقدر. بل لو ان الاحتجاج بالقدر لو كان حجة مقبولة سائغة لبطلت الشرائع اذ ان كل كافر وكل مبتدع وكل عاص سيقول الله قدر ذلك علي. فلو كانت تقبل عند الله لما كان لانزال الشرائع ولا لارسال الرسل ولا لاتعاب الناس في وجودهم في هذه الحياة مصلحة ولا حكمة ولا غاية ويروى ان سارقا رفع لعمر فقال اتقطع يدي يا امير المؤمنين؟ وانا سرقت بقدر الله. قال وانا اقطعها بقدر الله فهمتم هذا فان قلت فان قلت وكيف نحمل احتجاج ادم وموسى؟ فان ادم قال فان ادم عليه الصلاة والسلام قال اتلومني على ان عملت عملا كتب الله علي ان اعمله قبل ان يخلقني باربعين عاما. قال النبي صلى الله عليه وسلم فحج ادم وموسى. قال العلماء ليس في هذا الحديث اي شائبة في الاحتجاج بالقدر. قالوا لماذا؟ قالوا لان هذا الحديث محمول على امرين الامر الاول على على ان ادم احتج بالقدر على اكله من الشجرة وهو احتجاج بالقدر على فعل معصية قد تاب منها واخبر الله عز وجل عن توبته عليه معي ولا لا يا جماعة؟ وهذا قلنا انه جائز. الوجه الثاني وهو الاقرب عندي وهي ان ادم لم يحتج القدر على فعل المعصية وانما احتج بالقدر على على ما على ما حل عليه وعلى ابنائه من المصيبة. وهي الخروج من الجنة. لان قال اخرجتنا من الجنة فبين له ان هذا الخروج كان بقدر الله والخروج من الجنة من اعظم المصائب التي جرت على البشرية الى الان. من اعظم طائبة التي جرت على البشرية وخروج ابوهم خروج ابيهم ادم من الجنة. ونسأل الله عز وجل ان يجبر مصابنا في هذه المصيبة بالعودة اليها مرة اخرى في الذل؟ طيب وفيها ابيات لابن القيم رحمه الله يقول فحي على جنات عدن فانها منازلك الاولى وفيها المخيم ولكن اننا سبي العدو فهل ترى نعود الى اوطاننا ونسلم؟ فهذه الاوجه كافية في الرد على من تدل بهذا الحديث على جواز الاحتجاج بالقدر على فعل المعصية التي لا يزال هو يزاولها. فاين هذا من هذا فاين هذا من هذا؟ مسألة ما معنى قول اهل السنة القدر سر الله؟ ما معنى قول اهل السنة؟ القدر سر الله الجواب معناه ان الله عز وجل اخفى ما كتبه في اللوح المحفوظ من القدر. فلا يطلع على اللوح المحفوظ وما سيكون فيه لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا ولي صالح. لا يطلع احد من المخلوقين على ما خط في اللوح المحفوظ. وآآ وهو الذي يسمى الغيب المطلق. فلا يعلم الغيب المطلق الا الله، عز وجل قال الله تبارك وتعالى قل لا يعلم من في السماوات والارض الغيب الا الله. وقال الله عز وجل وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو. واجمع اهل السنة على ان من ادعى الغيب المطلق فانه كافر لان هذه من خصائص الله تبارك وتعالى لان هذه من خصائص الله تبارك وتعالى. ثم تكلم المصنف بعد ذلك على مسألة مهمة ايضا وهي مسألة الهداية والاضلال انقول نقول فيها اعلم ان الهداية والاضلال ينظر لها باعتبارين اعتبار يرجع فيها الى الله واعتبار يرجع فيها الى العبد. اعلم ان الهداية والاضلال ينظر لها باعتبارين اعتبار يرجع فيها الى الله. واعتبار يرجع فيها الى العبد. فاما هداية العباد وضلاله هم باعتباره ها مقدرا مكتوبا. والله عز وجل جاءه ومخلوقا فهذه فعل من فعل الله عز وجل. فالهداية والاضلال باعتبار كونها مقدرة على العباد. هذا يرجع الى الله تبارك وتعالى ولكن الهداية والضلال اقام الله عليهما اسبابا وطرقا. فالعبد مأمور بان يسلك طرق الهداية ومنهي عن سلوك طريق الغواية والضلالة. فلا حق للانسان ان يسلك طريق الغواية ويقول الله قدر علي الغواية. فنقول عليك ولكن امرك ان تترك تحصيل اسبابها والاستمرار في طريقها وان ترجع الى تحصيل اسباب الهداية فاذا الهداية خلقا وتقديرا واجادة تنسب الى الله. والهداية والضلال آآ تحصيلا واكتسابا وتسببا تنسب الى من؟ الى العبد. الى العبد. فالله عز وجل قدر هداية المهتدين بفضله وقدر ضلال الضالين وغواية الغاويين بعدله. ولا يظلم ربك احدا ولا يظلم ربك احدا. وهذا الموضوع لا بد ان يقرن بقول الله تبارك وتعالى ولا يظلم ربك احدا. وقول الله عز وجل ما ربك بظلام للعبيد فلا حق لمن اغواه الله عز وجل ان يحتج على الله لما اغويتني لما اغويتني كما فقال الشيطان فبما اغويتني لاقعدن لهم صراطك المستقيم. هذا احتجاج بالقدر على فعل المعصية. فاذا هذه الحجة حجة ابليسية يصلح له طريق الغواية والضلال وانما يصلح له طريق الهداية والصلاح. وكل ذلك بفظل الله عز وجل عز وجل. نعم مسألة اخيرة في هذا الباب ايها الاخوان وهي ان اهل السنة مجمعون على ان افعال الله لها حكمة وعلة. فالله لا يفعل عبثا ولا يفعل سدى مطلقا. قال الله عز وجل افحسبتم انما خلقناكم عبثا وانكم الينا لا ترجعون. وقال الله تبارك وتعالى وما خلقنا السماء والارض وما بينهما باطلا اي عبثا. ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار. وقال الله تبارك وتعالى يحسب الانسان ان يترك سدى. فجميع الافعال الصادرة من الله سواء الافعال الكونية او الافعال الشرعية. فلله عز وجل فيها الحكمة البالغة والمصلحة علمها من علمها وجهلها من جهلها. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله هذا فصل والايمان وعمل بالاركان وعمل بالجلال. يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان قال الله تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين منافاء ويقيموا الصلاة ويقيموا الصلاة واتوا الزكاة وذلك دين قيمة. فجعل عبادة الله تعالى واخلاص القلب واقام الصلاة والعبادة وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الامام فطر وسبعون شعبة اعلى شهادة ان لا اله الا الله وان لا اماطة الاذى للطريق. فجعل الله والعمل من الايمان وقال تعالى اكتسابته ايمانا وقال تعالى وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج من النار ما قال لا اله الا الله وفي قلبه مثقال ذرة او خمر او ضرورة من الايمان فجعله متفاضلا. هذه القطعة تتكلم عن مسائل الايمان. والايمان في اللغة هو التصديق المشوب بالاقرار. واما في اصطلاح الشارع والذي جرى عليه اهل السنة والجماعة في تعريفه هو قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالجوارح والاركان. فان قلت وما جائزه التي يقوم عليها فاقول اجمع اهل السنة على ان الايمان قائم على ثلاث ركائز لو اختل ريزة منها سقط الايمان وفسد. الركيزة الاولى اعتقاد الجنان. فالايمان قلبه يؤمن ولابد من ايمان القلب. قال الله عز وجل ولما يدخل الايمان في قلوبهم. وقال الله عز وجل ولم تؤمن قلوبهم. وقال النبي صلى الله عليه وسلم يا معشر من امن بلسانه ولم ينفذ الايمان الى قلبه. فاذا القلب يؤمن. القلب يؤمن ويقر. وهل يكتفى بالاقرار القلبي؟ الجواب لا. بل لابد من الانتقال الى الركيزة الثانية وهي الاقرار اللساني. وهي النطق بما اوجب الله عز وجل النطق به. وجعله شرطا في في الاسلام وهو النطق بالشهادتين. وهو النطق بالشهادتين. قال الله عز وجل قولوا امنا بالله الى اخر الاية فامرهم بالقول. وقال النبي صلى الله عليه وسلم الايمان بضع وسبعون شعبة فافضلها قول لا اله الا الله فجعل القول من جملة الايمان فلا ايمان الا بقول فمن لم ينطق بالشهادتين واكتفى بالايمان بمدلولهما في قلبه وابى ان منطقة لفظهما بلسانه فليس فليس بمؤمن. فان قلت وهل يكتفى بهذين الركنين؟ الجواب لا بل لا بد من قرنهما بالركن الثالث وهو من اخطر الاركان التي خالف فيها المرجية وهو العمل بالجوارح. العمل بالجوارح فالعمل من الايمان بدليل قول الله عز وجل وما كان الله ليضيع ايمانكم والمقصود بالايمان هنا كما في صحيح البخاري اي فسمى الله عز وجل الصلاة ايمانا. بل ان من العمل اماطة الاذى عن الطريق. وقد وصفها النبي صلى الله عليه وسلم بانها بانها من الايمان بانها من الايمان. وهذا مجمع عليه بين اهل السنة والجماعة فاذا العمل ركن من اركان الايمان الاذان يا شيخ طيب العمل ركن من اركان الايمان واضح هذا؟ مسألة لو قال لك قائل ما الذي تقصدونه بقولكم ان العمل ركن من اركان الايمان؟ فما العمل الذي هو ركن في الايمان؟ الجواب عندنا قاعدة في هذا في هذا الصدد. تقول هذه القاعدة جنس اعمال ركن في الايمان لا احدها الا بدليل. جنس الاعمال ركن في الايمان. لا احدها الا بدليل فاذا العمل الذي هو ركن في الايمان عند اهل السنة انما يقصد به جنس اعمال الجوارح. جنس اعمال الجوارح ليس احد الاعمال الا اذا دل دليل على ان من ترك هذا العمل وخالف فيه فقد كفر كالصلاة. فمن ترك الصلاة فقد كفر كما قاله النبي. صلى الله عليه وسلم. فان قلت وهل هناك طوائف جعلت احاد الاعمال احاد الاعمال من شروط صحة الايمان؟ فاقول نعم وهم الوعيدية من الخوارج والمعتزلة ولذلك لو خالف الواحد منهم عملا واحدا من اعمال الايمان لعد مرتكبا للكبيرة. فاخرجوه من دائرة ايمان لانهم يعتقدون انه خالف الايمان كله بمخالفة بعضه. وهذا خطأ ظاهر. فاذا يتفق اهل السنة والجماعة مع الوعيدية ان كلا منهم يشترط العمل للايمان لكن ينفرد اهل السنة بانهم يقصدون بالعمل جنسه لا احد الشيء الثاني كيف يرجع ملك الموت ولم ينفذ امر الله عز وجل في قبض روح موسى؟ وقد كان ارسله لقبض روحه الثالث الثالث كيف يتصور ان ملكا من الملائكة يعتدى عليه وينفرد الوعيدية بانهم يقصدون بالعمل اي احاد العمل اي احد العمل. ولذلك اهل السنة لا يخرجون مرتكب الكبيرة من دائرة الايمان بالكلية. بخلاف الوعيدية من الخوارج والمعتزلة ففاعل الكبيرة عندهم يكفر وعلة ذلك انهم يجعلون المخالفة في بعض الايمان في بعض اجزاء الايمان نقض لجميعه نقضا لجميعه. فهمتم هذا؟ اسأل؟ فهمتم هذا فبيسأل الان الوعيدية واهل السنة كلهم يجعلون العمل من اركان الايمان. اذا ما الفرق بينهم ما في شك الجنس يعني بمعنى ان من نطق بالشهادتين مقرا بمدلولهما بقلبه هذا عنده الان كم؟ ركنان طيب ثم بدأ يصلي ويزكي عند جنس العمل لكنه لم يصم ولم يحج ولم يعتمر ولم وعق والديه ولم يربي لحيته ولم يقصر اذا خالف في اعمال كثيرة لكن عنده جنس العمل في عملين من الاعمال فهذا يكفر ولا ما يكفر؟ نقول هذا لا يكفر. لكنه مرتكب للكبيرة. لان المخالفة عنده ليست في جنس العمل وانما في احد الاعمال واحد الاعمال هل تنقض الايمان؟ الجواب الاصل ان احاد الاعمال لا تنقض الايمان. الا اذا دل الدليل على ان هذا العمل المعين ينقضه كايش يا جماعة؟ كالصلاة فان من تركها فقط كفر. ثم اعلم يا العلم ان الاعمال التي امرت بها لا تخلو من حالتين. اما ان تكون مأمورا بها امر ايجاب واما ان تكون مأمورا امر ندب واستحباب. فالاعمال التي امرت بها وجوبا تتعلق بتحقيق كمال الايمان الواجب. فلا يتم كمال الايمان الواجب عندك الا اذا قمت بكل ما اوجب الله عليك وتركت جميع ما حرم الله عليك وتحقيقك لهذا المقدار من الايمان كاف في دخولك الجنة فان من قام بما اوجب الله عليه وترك ما حرم الله عليه كفى ذلك في دخول الجنة. والناس في درجات الجنة يتفاوتون على حسب تفاوتهم في الاعمال المندوبة على تفاوتهم في الاعمال المندوبة. فاذا الاعمال الواجبة لا يتم كمال الايمان الواجب الا بتحقيقها والاعمال المندوبة لا يتم كمال الايمان المندوب المستحب الا الا بها الا بها فان قلت وهل الايمان يزيد وينقص؟ الجواب المتقرر عند العلماء ان الايمان يزيد اذا تحققت مقتضيات ذات زيادته وينقص اذا تحققت مقتضيات نقصه. فيزيد حتى يبلغ كماله وينقص حتى لا يبقى منه شيء كما قال الله عز وجل ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم واعلم ان لفظ زيادة الايمان ورد في القرآن. ولكن لم يرد في القرآن نص ان انه ينقص. ولكنه لزومي ان كل شيء قبل الزيادة فانه يقبل النقصان. ولكن ورد لفظ النقصان مصرحا به في السنة في قول النبي عليه الصلاة والسلام ما رأيتم الناقصات عقل ودين. وفي صحيح الامام مسلم من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع بقلبه وذلك اضعف الايمان. وقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الاخر وليس وراء ذلك من الايمان حبة خردل وهذا باجماع اهل السنة والجماعة. فان قول فان قلت وما مقتضيات زيادته ونقصه فاقول مقتضيات زيادته كما يلي. الاول التفكر في ايات الله الكونية والشرعية. فكلما ازداد العبد كرا في هاتين في هذه الايات كلما ازداد مؤشر ايمانه. اذا ومن اسباب نقصه عدم التفكر في ايات الله لا الكونية ولا الشرعية. وكذلك نقول من اسباب زيادته من اسباب زيادته معرفة الله عز وجل على مقتضى اسمائه وصفاته. فكلما ازداد العبد تعرفا على ربه عز وجل كلما ازداد ايمانه ويفهم من هذا ان من اسباب نقصه عدم معرفة الله عز وجل والجهل بمقتضيات معرفته من اسمائه وصفاته وعدم دراسة العقيدة. وكذلك نقول من اسباب زيادته فعل الطاعات وترك المعاصي. ويفهم من هذا ان ان ترك الطاعات وفعل المعاصي من من جملة الاسباب التي تسبب نقصه مسألة ما حكم الاستثناء في الايمان؟ الجواب القول الصحيح في هذه المسألة هو ما جرى عليه اهل السنة والجماعة. من ان الاستثناء في الايمان اذا كان من باب الشك في وجود اصل الايمان في القلب فهو محرم. اذا كان الاستثناء في الايمان وهو قول الانسان انا مؤمن ان شاء الله. ان كان في هذا الاستثناء والمشيئة انه يشك في اصل وجود الايمان في قلبه فان هذا والعياذ بالله محرم لان الشك لان قضايا الايمان يطلب فيها اليقين. واما اذا كان الاستثناء انما قاله الانسان خائفا من تزكية نفسه وخائفا من الوقوع في الرياء بمدح نفسه بانه مؤمن فان الاستثناء في هذه الحالة فتارة يجب عليك ان تقول ان شاء الله وتارة يحرم عليك ان تقول ان شاء الله. فيحرم عليك ان تقولها اذا كان قولها من باب ويجوز ويجب عليك ان تقولها اذا كان قولها من باب عدم تزكية النفس او الخوف من الوقوع في الرياء. هذا هو الذي جرى عليه اهل السنة والجماعة في هذه المسألة رحمهم الله تعالى. ثم اعلم رحمك الله ان اغلى السنة يقررون ان الدين ثلاث مراتب اسلام وايمان واحسان. فاول مراتبه الاسلام. ثم الايمان ثم الاحسان وبينهما عموم وخصوص من وجه. بمعنى ان كل مؤمن فهو مسلم وليس كل مسلم مؤمن وكل محسن فهو مؤمن وليس كل محسن عفوا وليس كل مؤمن وان كل محسن فهو ومؤمن وليس كل مؤمن يعتبر محسنا. فاذا الدرجة العليا يدخل فيها الدرجة الدنيا ولا تدخل الدرجة العليا في الدرجة الدنيا. كما قاله اهل العلم رحمهم الله تعالى. نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى فصل ويجب الايمان بكل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم نعلم انه حق وصدق وسواء في ذلك ولم نطلع على حقيقة فعلنا. نعم. وهذا اصل عظيم من اصول اهل السنة تقدم شرحه. وهو وجوب اعتماد اصحت به النصوص من الاخبار الغيبية وعدم معارضتها لا بعقل ولا بحس ولا بعاطفة ولا بعقل ولا لان من الاصول المقررة وجوب التسليم لادلة الوحيين. تكلمنا عن هذا سواء ادركه عقلك او لم يدركه عقلك ان ادركه عقلك فهذه نعمة وان لم يدركه عقلك فهذه حكمة. ولا شأن لك بي ما زاد على ذلك وانما انت مطلوب منك ان تؤمن بما اخبر به الشرع فقط. واما ان تجعل عقلك مصادما ومعارضا لاخبار الشارع هذا امر محرم. طيب ثم قال احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى مثل حديث اسرائيل معراج ما نام فان قريش انكرت وانهرت ولم تنكر المناما. نعم الاسراء والمعراج. حادثة ومعجزة وقعت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم له. الاسراء هو الذهاب به ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى وهو ثابت بالقرآن. وكذلك بعد ذلك حصل المعراج وهو العروج به الى السماء السابعة والتقى في السماء باخوانه من الانبياء. عليهم الصلاة والسلام فاقروا بنبوته وامنوا به. مسألة متى كان الاسراء الجواب قبل الهجرة يقينا. مسألة هل كان يقظة او مناما؟ الجواب الحق الحقيقي بالقبول انه كان يقظة. لان الله عز وجل قال سبحان الذي اسرى بعبده. والعبد اسم للجسد والروح فقد كان يقظة لا مناما. قال المصنف ولان قريشا لم تكن تنكر المنامات. فان الانسان في نامي يرى انه ذهب الى السماء وذهب الى اقطار الارض وذهب الى استراليا والى امريكا ثم اذا اصبح وحدث الناس وعرفوا انه من ام ما انكروه فلو ان قريشا كانت تقر بان ما يخبرهم به من الاسراء والمعراج انما كان مناما لما اوجب لهم هذا التكذيب والانكار. لكنهم انكروه وكذبوه واكبروه واعظموه وما صدقوه. لانهم يعلمون انه كان يقظة. مسألة هل كان الاسراء بروحه فقط ام بروحه وجسده؟ الجواب الحق الحقيق بالقبول انه كان بروحه وجسده لان الله عز وجل يقول سبحان الذي اسرى بعبده والعبد اسم للروح والجسد جميعا فالعبد لا تطلق على الجسد لوحده ولا تطلق على الروح لوحدها بل تطلق على مجموع الروح والجسد مسألة ما حكم احياء ذكراها؟ الجواب بدعة ومحدثة في الدين. فقد كانت ذكراها فقد كانت هذه الليلة تمر على النبي صلى الله عليه وسلم وتمر على الصحابة الكرام ولم يكن يتكلف احد منهم احياء شيء من ذلك والله اعلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومن ذلك ان ملك الموت لما جاء الى موسى عليه السلام ليقبض روحه نظره اطأ عينه ورجع الى ربه فرد عليه عينا. نعم. هذا حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله وسلم قال جاء ملك الموت الى موسى عليه السلام فقال اجب ربك. قال فلطم موسى عليه السلام عين ملك الموت ففقأها. قال فرجع الى الله فقال انك ارسلتني الى عبد لك لا يريد الموت. وقد فقأ عيني فقال فرد الله عز وجل عليه عينه وقال ارجعي الى عبدي فقل الحياة تريد. فان كنت تريد الحياة فضع يدك على متن ثور فما توارت بيدك من شعره فانك تعيش بها سنة. قال موسى ثم مه بعدين يعني قال تموت؟ قال فلان. هذا الحديث فيه اربع اشكالات. تسمحون نقولها؟ ولا بنطول عليكم الاشكال الاول كيف يكره نبي من الانبياء ملاقاة الله عز وجل؟ هذي مشكلة كبيرة في هذا الحديث بهذا الاعتداء. من نبي من الانبياء هذه مشكلة خطيرة ايضا الذي بعده كيف يزاد في عمر موسى هذه السنين المتطاولة والله قضى عمره وقدره هذه اربع اشكالات لابد من الاجابة عنها. اول اشكال عندكم ما هو؟ ايش؟ نعم. اما الجواب اول فان موسى لم يكره لقاء الله عز وجل. ولكنه لم يعرف ان ان هذا هو ملك الموت. لان ملك الموت كان في الامم السابقة يتمثل على هيئة شخص ويقبض ويقبض الروح. جاءه ودخل عليه بيته وقال اجب ربك لم يعلم انه ملك الموت. ففعل موسى ما فعل لانه لم يعرفه. بدليل انه لما عرفه في المرة في المرة الثانية قال فالان يعني اقبض روحي الان. فلا يتصور ان موسى يقرأ لقاء الله تبارك وتعالى لكنه لم يدري بميتته التي بميتته بوقت ميتته. وان هذا ملك الموت. ولذلك لما عرفه في المرة الاخرى ها سلم روحه اليه اشتياقا للقاء الله عز وجل. فاذا لا اشكال في هذا ولله الحمد. الاشكال الثاني كيف يرجع ملك الموت ولم ينفذ امر الله فنقول اننا نجزم جزما انه بقي في عمر موسى هذه المدة التي حصل فيها الارسال والرجوع. نجزم جزما لان الله عز وجل قال فاذا جاء اجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون. ولكن الله اجرى ذلك لحكمة يعلمها ذلك لحكمة يعلمها تبارك وتعالى. وقد قلنا سابقا انه اذا اشكل علينا فهم حديث فاننا نرد المتشابه الى المحكم. والمحكم ان من جاء اجله فلا يستأخر ولا يستقدم ومثله الاشكال الثالث وهي كيف يفعل موسى هذا بملك الموت؟ الجواب ما رأيك في رجل شخص غريب يدخل عليك في بيتك وانت لا تعرفه ويقول اجب ربك. يريد روحك. وانت لا تعرفه هل سوف تسلم له نفسك يقتلك؟ الجواب لا سوف تدافع فملك الموت لم يعرفه دخل على صورة رجل في بيت موسى على موسى وموسى لم يعرفه. ففعل به موسى ما فعل ففعل به موسى ما فعل. لانه لم يعرف بدليل انه لما عرفه في المرة القادمة عامله بما يجب ان يعامل به الملك وسلم روحه اليه. واما الاشكال الرابع فهو كيف يزاد في عمر موسى هذه السنين المتطاولة وقد قضى الله عز وجل الاجل وقدر الارزاق الجواب ان الله عز وجل قدر تقديرا مبرما لا يزاد فيه ولا ينقص وهو فيما كتبه في اللوح المحفوظ. فما كتبه في اللوح المحفوظ فانه لا يدخله لا زيادة ولا نقص ولا تبديل ولا تغيير ولكن الله عز وجل باعتبار الصحف التي في الملائكة فيمحو الله ما يشاء فيها ويثبت. فاذا قول الله عز وجل يمحو الله ما يشاء ويثبت انما هي في الصحف التي بايدي الملائكة وقوله وعنده ام الكتاب هو القدر المبرم المطلق الذي لا يمكن ان غير ولا يتبدل. فلو قدرنا ان موسى عاش تلك السنوات ها فلا يكون ذلك من تبديل القدر ولا تبديل الاجل. اذ ان الله سيكون قد كتب في اللوح المحفوظ ان موسى سيضع يده وسيعيش كذا وكذا من السنوات. لكنه لم يكن لان القدر المبرم المطلق لم يقدر فيه شيء من ذلك فاذا التبديل والتغيير انما يكون في الصحف التي بايدي الملائكة لا في غير ذلك. وعلى كل حال هذا من الاحاديث التي اذا لم تكتملها عقول الطلبة او عقول انصاف المثقفين او العوام فالواجب عليهم ان يسلموا بها لصحتها وان يكلوا امرها ومعناها الى من الى من يا جماعة؟ الى الله تبارك وتعالى. ثم احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى ومن ذلك نعم اشراطها اي علاماتها الدالة على قرب قيامها. وقد قسم اهل العلم اشراط الساعة باعتبار ذاتها الى قسمين الى اشراط صغرى والى اشراط كبرى. ويجمعها قول الله تبارك وتعالى فهل ينظرون الا الساعة ان تأتيهم بغتة فقد جاء اشراطها. وذكر اهل العلم ان الاشراط الصغرى هي تلك الاشراط التي تتقدم على قيام الساعة كثيرا على قيام الساعة كثيرا بازمنة بعيدة متطاولة وتكون في اصلها معتادة الوقوع ما فيها غرابة مثل قبض العلم وظهور الجهل وشرب الخمور وبعثة النبي صلى الله عليه وسلم وقبضه وطاعون عمواس وافاضة المال وكثرة الزلازل التغيرات البيئية واما اقسام الساعة باعتبار ظهورها من عدمه فقد قسمه العلماء الى ثلاثة اقسام. قسم منها ظهر وانقضى وانتهى كبعثة النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته. وقسم ظهر ولا يزال يتتابع ظهوره ويتكرر كافاضة المال وقسم لم يظهر الى الان. وقسم لم يظهر الى الان كحربنا مع اليهود وانتصارنا عليهم. واخر المهدي او غير ذلك اغلب العلامات بل كل العلامات الكبرى كل العلامات الكبرى لم يظهر منها شيء الى الان. فان فان قلت وما القاعدة في اشراط ساعة فاقول القاعدة تقول اشراط الساعة مبناها على التوقيف. فلا يجوز لنا ان نثبت شرطا من هذه الاشراط الا وعلى هذا الاثبات دليل ثم قال عطناها واحدة واحدة. وهو مسيح الكفر والظلالة. ففي الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الدجال بين ظهراني الناس فقال ان ربكم ليس باعور. الا وان المسيح الدجال العين اليمنى كأن عينه عنبة طافئة. وقال صلى الله عليه وسلم اذا فرغ احدكم من التشهد فليستعذ بالله من اربع وذكر منها وفتنة المسيح الدجال وامر النبي صلى الله عليه وسلم في حديث آآ زيد في حديث زيد ابن ثابت الطويل بان نستعيذ بالله عز وجل من فتنة الدجال. وقد ذكر العلماء شيئا من صفاته. فمن صفاته انه شاب ليس بكبير ولا بعجوز. ومن صفاته انه اعور العين اليمنى. اعور العين اليمنى بل ان عيني الدجال كلها فيها عيب وعور. ولكن عور اليمنى انها طافئة. وعور اليسرى انها انها غير ذات نظر مستقيم. كما ثبت ذلك في صحيح الامام مسلم بمعناه. ومن صفاته انه شديد الشعر جدا ومن صفاته انه رجل قصير. ومن صفات الدجال انه رجل افحج. والفحج هو بعيد ما ما بين الفخذين ومن صفاته انه رجل جسيم انه جثة فهو قصيرها مع ذلك جثة. ومن صفاته ان انه احمر احمر اللون. يعني تقول اوروبي احمر اللون احمر عطر. يعني الافارقة بريئون من من خروج الدجال منهم ومن صفاته ايضا انه اجلى الجبهة اي قليل الشعر. وعريض النحر ومن صفاته ان فيه انحناء انحناء وفيه دفا والانحناء شيء افة في الظهر واما الدفا فهو ميلان في فهو ميلان في الانف. ومن صفاته انه كتبت بين عينيه كاف فاء راء. يقرأها يوم اذ كل احد قارئ او غير قارئ. هذه صفاته. فان قلت وكيف العصمة من فتنته؟ فاقول العصمة من فتنته بكثرة الاستعاذة منه. من فتنته. ولذلك شرع لنا النبي صلى الله عليه وسلم ان نستعيذ بالله عز وجل من شر في كل صلاة. ومما يقيك من فتنة الدجال الا تواجهه. بل فر منه فاذا نزل ببلد وانت فيها فيركب سيارتك منه او يركب خيلك او يركب شيء او فر على قدميك للجبال. اياك ان تقابله فانك ان قابلته فتنت به. يقول النبي عليه الصلاة والسلام اذا بالدجال فان او عنه. فروا منه. ما ينبغي للانسان يصير عنده حب استطلاع يجي يشوف. ومنها كذلك ان تقرأ قائل الكهف او اواخرها. فاذا رأيته اقبل عليك ولم تستطع الفرار منه فبادر مباشرة بقراءة سورة الكهف. اولها او اخرها عشر ايات من اولها او عشرة ايات من اواخرها. ومنها ايضا العلم بحقيقته وفتنته. فاننا نعيب في الحقيقة ويعني تضيق صدورنا اذا كثرت الخطب وكثرت المحاضرات ولا تجد منها شيئا في الدجال. فالناس غيبت اذهانهم عن الدجال والدجال لا يخرج الا اذا خفي الكلام عنه. وعن فتنته. حينئذ يخرج. فاذا سكوت الخطباء وقلة المحاضرات قوت الناس في في دروسهم وسكوت الاب عن عن فتنته امام امام اولاده. صار كثير من الناس يجهل فتنة الدجال فيمسي ويصبح لم تطرأ هذه الفتنة عليه مطلقا. مع انه ليس ثمة فتنة اعظم مذ خلق الله ادم. الى ان تقوم الساعة اعظم من فتنة الدجال. فاذا هذا او ان خروجه وقد قرب زمن خروجه لغفلة الناس وكثرة غفلتهم عنه والعياذ بالله