بسم الله الرحمن الرحيم. ايها الاحبة الكرام يطيب لاسرة تسجيلات الامام البخاري الاسلامية مكة المكرمة ان تقدم لكم بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله. الحمدلله الذي جعلنا في خير امة اخرجت للناس بس وخلع علينا لباس التقوى خير لباس واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اكرمنا بالاسلام وعلمنا الحكمة والقرآن وجعلنا في امة خير الانام صلى الله عليه وسلم واشهد ان نبينا محمدا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله امام انبيائه وخاتم رسله اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى ال بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد ايها الاخوة المباركون فهذا مجلس يتجدد بكم كل ليلة من ليالي الجمعة نقلب فيها صفحات من شمائل اكرم الخلق واعظم الانبياء وخاتم الرسل سيدنا ونبينا محمد بن عبد الله عليه صلاة الله وسلامه الى يوم الدين في صفحات الشمائل نتعرف على الهدي النبوي ونقلب الصفحات نبحث نبحث عن مواضع اقتفاء السنن ونجدد ايضا ايضا عرى المحبة في قلوب المؤمنين لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم. في كل ليلة من ليالي الجمعة احرصوا على ان يكون لنا زاد من كثرة الصلاة والسلام عليه بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام امتثالا لندبه اذ يقولوا لنا اكثروا من الصلاة علي ليلة الجمعة ويوم الجمعة. ولطالما ظلت صلاتنا على النبي صلى الله عليه وسلم ايها المسلمون شرفا لنا. ولطالما ظلت صلاتنا على النبي صلى الله عليه وسلم بركة لنا. ولطالما صلاتنا على نبينا صلى الله عليه وسلم رحمة بنا. لنعلم اننا عندما ندعى الى الاكثار من الصلاة السلام عليه فليس لشرف يتعلق به عليه الصلاة والسلام بقدر ما هو شرف للمصلي عليه صلى الله عليه واله وليست حاجة تتعلق بشخصه عليه الصلاة والسلام بل هي بنا معشر المحبين من امته صلى الله عليه واله وسلم وما صلى عبد مرة على نبيه صلى الله عليه وسلم الا صلى ربه عليه بها عشر صلوات وصلاة ربك رحمته ونوره وهداه صلاة ربكم تفريج الكربات وتيسير العسير وتقريب البعيد صلاة ربكم رحمة في الدنيا وفي الاخرة. ما زال بنا الحديث ايها الكرام في شمائل النبي صلى الله عليه واله وسلم. وقد اتينا على اواخر الكتاب لنشرع الليلة بعدما فرغنا من باب ما جاء في سن رسول الله صلى الله عليه وسلم لنتناول الباب الذي يليه باب ما جاء في وفاة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ليختم المصنف بعدها رحمه الله بالحديث عن ميراثه عليه الصلاة والسلام ورؤيته في المنام. اما وفاته عليه الصلاة والسلام فهي المصاب الجلل والمصيبة العظمى التي ما حلت بامة الاسلام قبلها ولا بعدها مصيبة هي اعظم منها. كانت وفاته عليه الصلاة والسلام حدثا عظيما عجيبا. ستسمع في الروايات الواردة الان طرفا من المشاعر التي عاشها جيل الصحب الكرام رضي الله عنهم وستقف ايضا على طرف من الصورة التي عاشتها المدينة يوم وفاة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم هذا الباب فيه ذكر للاحداث التي تعلقت بوفاته عليه الصلاة والسلام. قبيل وفاته بيومين او ثلاثة يوم وفاته وليلة دفنه كل ذلك ستسمعه في باب ما جاء في وفاة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه وللحاضرين وجميع المسلمين قال المصنف رحمه الله تعالى باب ما جاء في وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن انس بن مالك رضي الله عنه قال اخر نظرة نظرتها الى رسول الله صلى الله عليه وسلم كشف الستارة يوم الاثنين فنظرت الى وجهه كأنه ورقة مصحف والناس خلف ابي بكر فاشار الى الناس ان اثبتوا وابو بكر يؤمهم والقى السجف وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم من اخر ذلك اليوم اول احاديث الباب من رواية انس رضي الله عنه انس الغلام الخادم المحب لرسول الله عليه الصلاة والسلام الذي مر بكم طرف كبير من رواياته في الشؤون الخاصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ها هو يروي في هذا الباب وعامة روايات الباب الان عنه وعن ام المؤمنين عائشة رضي الله عنهم اجمعين لانهم اقرب الناس اليه ومن اهل بيته عليه الصلاة سلام. يقول انس رضي الله عنه اخر نظرة نظرتها الى رسول الله صلى الله عليه وسلم كشف فالستارة يوم الاثنين. فنظرت الى وجهه كانه ورقة مصحف كان هذا كان هذا في في ايام موته عليه الصلاة والسلام. وذلك انه وجع صلى الله عليه وسلم يوم واشتد به الوجع فاقعده المرض عن الخروج من البيت. فلم يزل صلى الله عليه وسلم بين يومي الخميس الى الاثنين الجمعة فالسبت فالاحد وكانت وفاته صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين. فيحكي انس رضي الله عنه اخر مشهد وقع فيه عيناه على رسول الله صلى الله عليه وسلم حيا. يقول اخر نظرة نظرتها الى رسول صلى الله عليه وسلم كشف الستارة يوم الاثنين يوم الوفاة. وكان ذلك في صلاة الفجر بانه صلى الله عليه وسلما انما قبض لما اشتد الظحى من يوم الاثنين وكان قد ثقل عن الصلاة قبلها بايام فلم يخرج اليهم. وكان امامهم ابا بكر رضي الله عنه وارضاه. يقول انس فكانت اخر نظرة رآها هي كشفه الاستثارة صلى الله عليه وسلم وهي ستارة باب حجرته الذي يفصل بينه وبين المسجد في صلاة الفجر كشف النبي صلى الله عليه وسلم الستارة. فنظر اليهم مجتمعين في المسجد يصلون صلاة الفجر خلف ابي بكر رضي الله عنه قال فنظرت الى وجهه كأنه ورقة مصحف هذا التشبيه العجيب يشبه فيه انس رضي الله عنه وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم كانه ورقة مصحف. وصف الوجه بالنور والاشراق فشبهه بورقة المصحف. وذلك انه عليه الصلاة والسلام فرح واستبشر. وماله لا يفرح وهو ويرى امته مجتمعة وفي الصلاة خلف امام واحد. وماله لا يفرح عليه الصلاة والسلام وقد رأى نتاج جهد دعوته وسنوات جهاده عليه الصلاة والسلام خرج يلقي اليهم نظرة الوداع فودعهم بنظرة وهم في الصلاة قال والناس خلف ابي بكر وفي رواية لمسلم قال ثم تبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ضاحكا. يثبت استبشاره بالمنظر الذي رآه قال فكاد الناس ان يضطربوا فاشار الى الناس ان اثبتوا. كاد الناس ان يضطربوا فرحا لرؤيتهم بامامهم ونبيهم عليه الصلاة والسلام ظنوا انه سيخرج اليهم فيعودوا الى امامتهم لكنه لم يفعل صلى الله عليه وسلم كان اخر فرض ادركهم فيه حي وهو بين اظهرهم عليه الصلاة والسلام فكاد الناس ان يضطربوا وما لهم لا يضطربون ونبيهم الذي قد اقعده المرض بضعة اياه يكشف الستارة تتهلل اسارير وجهه صلى الله عليه وسلم قال فاشار الى الناس ان اثبتوا يعني اتموا صلاتكم. قال وابو بكر يؤمهم والقى السجف او السجفى وهو اسم الاستتارة ولا يقال له كذلك الا اذا كانت الستارة مشقوقة الوسط كالمصراعين او ان يرخى طرف الستر فيرفع فيسمى ايضا سجفا. قال وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم من اخر ذلك اليوم يقصد يوم الاثنين والثابت انه انما توفي لما اشتد الضحى من ذلك اليوم ولعله يقصد في قوله من اخر ذلك اليوم يعني اكد الخبر وانتشار امر وفاته بين الامة والصحب صلى الله عليه واله وسلم في هذا الحديث ايها الكرام ذكر يوم الوفاة وانه كان يوم الاثنين. وان اخر مرة نظر فيها الى اصحابه الى امته والقى نظرة الوداع كانت صلاة الفجر من ذلك اليوم. واثبت الحديث ايضا في هذه الرواية وقد اخرجها الشيخان وغيرهما. ان الصحابة رضي الله عنهم في مثل هذا موقف كانوا محل فرح واستبشار في قلب رسول الله عليه الصلاة والسلام. نعم لقد ادخلوا الفرح والسرور في قلبه تدري بما بصلاتهم باتيانهم للمساجد باجتماعهم صفوفا بعدم تركهم هذه الفريضة عماد الدين. اما يحق ولك ان نسلك نهجهم وان نأتي بابا عظيما في الدين نعرف يقينا انه يفرح قلب رسول الله عليه الصلاة والسلام العودة الى المساجد هي احياء الصلاة فيها. هي الاجتماع في هذه الفروض الخمسة التي تباهي بها الامة سائر الامم. وهذه الصلوات شعار الدين وعماده ما فرح عليه الصلاة والسلام لانه رأى اصحابه قد ابتعد عنهم الفقر. وما سر عليه الصلاة والسلام وقد رأى الدنيا فتحت عليهم وما سره عليه الصلاة والسلام ان رآهم تنافسوا في هذه المتع وزهرة الحياة وكثرة الاموال. بل والله ما تركهم وهم اشد ما يكونون فقرا وتقللا في الدنيا وضع شغفا في العيش. لكن هذا كله ما كان مقلقا له عليه الصلاة والسلام. انما ما الذي افرحه والذي سره وهو عليه الصلاة والسلام في اخر سويعات حياته ذلك المنظر الذي رآه منهم مجتمعين في مسجدي يؤدون الصلاة فنحن اولى والله ان نأتي بابا عظيما في شريعتنا وان نحيي ان نحيي الصلاة العظيمة في مساجدنا لنكون بذلك فعلا نأتي بابا عظيما نعلم انه كان من مصادر الفرح في قلبه عليه الصلاة والسلام استبشار ايضا في حياته الى اخر يوم ودع فيه الامة ما فرح بشيء فرحته يوم رآهم مجتمعين في المسجد يؤدون صلاة الفجر نعم عن عائشة رضي الله عنها قالت كنت مسندة النبي صلى الله عليه وسلم الى صدري او قال الى حجر فدعا بتسط ليبول فيها فدعا بتسط ليبول فيه ثم بال فمات صلى الله عليه وسلم. تقول رضي الله عنها كنت مسندة النبي الله عليه وسلم الى صدري او قالت الى حجري. وقد ثبت في البخاري وغيره انها كانت مسندة رسول الله صلى الله عليه وسلم الى صدرها فكان كالجالس المتكئ بظهره على صدر ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها. في هذا الحديث ذكر الصفة والهيئة التي قبضت فيها رح نبينا صلى الله عليه وسلم. كان جالسا متكئا بظهره الشريف على صدر ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها تقول قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سحري ونحري. تقصد مسندة اياه على صدرها رضي الله عنها فقبضت روحه على تلك الحال تقول فدعا بطست ليبول فيه. الطست اسم لاناء من نحاس مستدير متسع يستعمله اهل البيوت عادة لغسل الاواني والملابس او للاغتسال فيه ان كان كبيرا فيجتمع فيه الماء تحت المغتسل تقول فدعا بطست ليبول فيه ثم بال فمات صلى الله عليه واله وسلم. في الحديث منقبة عظيمة لام المؤمنين عائشة رضي الله عنها وانها كانت اخر من مس جسدها جسد النبي عليه الصلاة والسلام حال حياته. وانه قبض وهو في اقرب ما يكون الرجل من زوجته عند صدرها وهو وهو عناق وهو عناق وداع. كان عليه الصلاة والسلام طلب في اخر ايام حياته ان يمرض في بيت ام المؤمنين عائشة. واستأذن زوجاته في ان يترك المبيت عندهن فاذن له صلى الله عليه وسلم فكانت الايام الاخيرة كلها في حجرة عائشة رضي الله عنها الصديقة بنت الصديق العفيفة المبرأة من من فوق سبع سماوات فهي اولى ان تكون مبرأة من قول الساقطين والفاجرين. الذين يرمونها افكا وزورا وبهتانا ثم يزعمون انهم مسلمون. عائشة رضي الله عنها كانت ولم تزل الحبيبة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم القريبة الى قلبه القريبة في دنياه في كل احوال حياته حتى اللحظة التي فارق فيها الحياة. هي ايضا القريبة منه في اخراه رفيقته في الجنة مع سائر امهات المؤمنين. رضي الله عنهن اجمعين. فنحن نحبها وندين الله عز وجل بذلك. ونشهده الا ما نعلم بها من براءة وصدق وعفاف وايمان بل وحسن تبعل فاقت فيه صويحباتها الى رسول الله صلى الله الله عليه واله وسلم. نعم. وعنها ايضا رضي الله عنها قالت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالموت وعنده قدح فيه ماء وهو يدخل يده في القدح ثم يمسح وجهه بالماء ثم يقول اللهم اعني على منكرات الموت او قال على سكرات الموت وعنها قالت لا اغبط احدا بهون موت بعد الذي رأيت من شدة موت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما زالت عائشة رضي الله عنها تحكي اللحظات الاخيرة التي فارق فيها نبينا صلى الله عليه وسلم هذه نعم عن عائشة رضي الله عنها قالت لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلفوا في دفنه فقال ابو بكر سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا ما نسيته حياة تقول رضي الله عنها رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالموت وعنده قدح فيه ماء وهو يدخل يده في القدح ثم يمسح وجهه بالماء. يفعل ذلك نوعا من تخفيف الالم وشدة المعاناة التي تعتريه هي معاناة الموت وخروج الروح يا قوم. هي سكرات الموت ولذلك قالت ثم يقول اللهم اعني على منكرات في الموت او قال سكرات الموت ما منكرات الموت ما سكراته وفي لفظ غمرات الموت هي شدته. هي ساعات الكرب هي الالم العظيم هي المصاب الكبير الذي يصيب الانسان عندما مفارق الحياة. ولهذا قالت في الترمات التالية لا اغبط احدا بهون موت. ان للموت سكرات. سكرات الموت نزعة للروح من جسد نزعة لروح نفخها الله في جوف ابن ادم. لما كان جنينا في بطن امه فيرسل اليه الملك فينفخ فيه الروح. الروح مادة الحياة التي تجعلك تنام وتستيقظ وتأكل وتشرب وتدخل وتخرج. فاذا ما جاء الوقت الذي تطوى فيه صحيفتك وتنزع وفيه روحك فانك تغادر سجلا من الحياة. وانت تغادر دارا الى دار من الدنيا الى البرزخ فالاخرة فللموت سكرات حكت عائشة رضي الله عنها في الرواية الاولى وان كان الضعاف ضعيفة سندا لجهالة ونكارة في السند الا ان في صحيح البخاري بخاري ايضا من قول عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بين يديه ركوة او عربة فيها ماء عمر قالت فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بهما وجهه ويقول لا اله الا الله ان للموت سكرة ثم نصب يده فجعل يقول في الرفيق الاعلى حتى قبض ومالت يده صلى الله عليه واله وسلم. فاتفقت رواية الصحيح مع ما اخرجه الامام الترمذي وها هنا ان للموت سكرات سكرات الموت نزعة الروح شدته كربته التي قد لا لا يستطيع الميت حال الاحتضار ولا يقفى على وصفها لك. ولو قدر لك ان تكون بحضرة ميت تنزع روحه. فغاية ما يمكن ان ترى ان ترى اضطراب الجسد واهتزاز البدن وربما كانت اغفاءة تلاها قبض الروح فيتبعه البصر. لو الميت حال الاحتضار ان يتحدث لحكى لك ما يعاني من سكرات الموت. بل لست بحاجة ان يحدثك ونبيك صلى الله عليه يقول لا اله الا الله ان للموت سكرات. تقول عائشة رضي الله عنها في الرواية التالية لا اغبط احدا بهون موت بعد الذي رأيت من شدة موت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. وفي لفظ البخاري تقول فلا اكره الموت لاحد ابدا بعد النبي صلى الله عليه وسلم تريد رضي الله عنها ان الموت لو كان يسيرا هينا لكان اهون مما مات عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولو كان احد يكون عليه الموت هينا يسيرا لكان اولى الناس بذلك نبينا صلى الله عليه وسلم وقد رأت ما به اما شدة سكرات الموت وهي اللحظات العصيبة فعظة وعبرة والله يا قوم لكل من شهد انسانا يحتضر فتؤذنه لان الحياة قصيرة وان الاجل القريب ادنى الى احدنا من شراك نعله. وان الموعد الكبير وان الحياة الباقية هي الاخرة يزهدك هذا والله في كل شيء في الحياة. لتعود من جديد فتقبل على ربك تحث الخطى. تبحث عن مواطن الرضا. تحث الخطى عن مواضع الحرمة والسخط التي لا يريدها الله عز وجل. هذه الرواية تقول لك ان الموت الذي عانى منه الانبياء عليه سلام ساعاني منه انا يوما وانت. قريبا كان ام بعيدا. لكن ان كان ذلك اتي لا محالة فالعقل والانصاف والحصافة تقتضي ان نعد لذلك اليوم عدته. اذا كان النبي عليه الصلاة والسلام وهو الذي قد ارتقى قد ارتقى رتبة رفيعة عظيمة القدر عند ربه عز وجل. اكرمه وقربه وادناه سبحانه وتعالى. ورفع منزلته وفظله على خلقه جعل له امامة الانبياء وختم الرسالة. ومع ذلك جرت عليه سنة الله في البشر. فنحن اولى والله. نعم للانبياء شدة كرب شدة بلاء شدة مضاعفة للمصاب ليضاعف لهم الاجر والثواب. في صحيح البخاري ايضا ان ابن مسعود رضي الله عنه قال اتيت النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه وهو يوعك وعكا شديدا يعني اشتد به المرض ويعاني من المه الما شديدا فقلت له انك لتوعك وعكا شديدا ان ذا ان ذلك بان لك اجرين قال عليه الصلاة والسلام فللأنبياء عليهم السلام ما ليس لغيرهم من البشر مما خصهم الله تعالى به قال ما ما قبض الله نبيا الا في الموضع الذي يحب ان يدفن فيه ادفنوه في موضع فراشه. تقول عائشة رضي الله عنها لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلفوا في دفنه يعني الصحابة وقد اختلف الصحابة في دفن رسول الله عليه الصلاة والسلام في نقطتين اثنتين. اولاهما هل يدفن او لا يدفن ثم اختلفوا ثانية ان كان يدفن فاين يدفن فاتفقوا في البداية على دفنه عليه الصلاة والسلام ثم لما اختلفوا في المكان جاءت رواية ابي بكر رضي الله عن هذه التي سمعتم دليلا لهم على المكان الذي يجب ان يدفن فيه. يقول سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا ما نسيته. قال ما قبض الله نبيا الا في الموضع الذي يحب ان يدفن فيه. واين قبض نبيكم صلى الله عليه وسلم في حجرة عائشة اذا هو المكان الذي احب الله ان يدفن فيه نبيه صلى الله عليه وسلم انه حجرة عائشة رضي رضي الله عنها وارضاها فاشار عليهم ابو بكر بذلك فقبلوا روايته وصدقوه ثم قال رضي الله عنه ادفنوه في موضع فراشي فتولى ابو طلحة رضي الله عنه حفر القبر تحت الفراش الذي مات عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم اتموا دفنه والصلاة عليه كما ستأتي في الروايات الاتية. عن ابن عباس وعائشة رضي الله عنهما ان ابا بكر قبل صلى الله عليه وسلم بعدما مات وعنها ان ابا بكر دخل على النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته فوضع فمه بين عينيه ووضع يديه على وقال ونبياه واصفياه وخليلاه صلى الله عليه واله وسلم ذكر ابن عباس وعائشة رضي الله عنهما ان ابا بكر قبل النبي صلى الله عليه وسلم بعد ما مات. في هذا جواز تقبيل الميت بعد سواء قبل غسله او بعد. لكن ذلك امر مشروع. وسواء كان لمن حضر الميت عند موته او من قدم اليه من بعد. فلا لا بأس ان يقبل الابناء اباهم الذي مات. او امهم ويقبل الرجل قريبا فقده. فان ذلك مشروع وقد فعله ابو بكر رضي الله عنه قبل ابو بكر النبي صلى الله عليه وسلم قبلة الوداع لحبه وخليله ورفيقه في الهجرة. ومن عاش معه اشرف سنوات عمره صاحبا ومناصرا وخليلا ومعاضدا ووزيرا قبض النبي صلى الله عليه وسلم وابو بكر بعوالي المدينة ليس قريبا منه وقد تأتيك الرواية بعد قليل قد خاب الصحابة في خبر الموت فبين مصدق ومكذب فاوتي بالخبر الى ابي بكر رضي الله عنه فقدم والصحابة مجتمعون عند الحجرة فدخل فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم اقبل عليه فقبله بين عينيه كما قالت عائشة رضي الله عنها دخل على النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته فوضع فمه بين عينيه ووضع يديه على ساعديه وقال ونبياه وصفياه وخليلاه يقولها تألما وتوجعا وحق لابي بكر رضي الله عنه صاحب الصحبة صاحب الهجرة صاحب الخلافة والوزارة صاحب البذل والتضحية الذي اثبت لها النبي عليه الصلاة والسلام ما ليس لغيره من الصحب. عندما قال عليه الصلاة والسلام لو كنت متخذا من الناس خليلا لاتخذت ابا بكر خليلا ولكن صاحبكم خليل الله. وقد قال عليه الصلاة والسلام ما نفعني الله ما نفعني الله باحد ما فعني الله بمال ابي بكر بذل ماله بذل حياته بذل كل ما يملك رضي الله عنه في صحبة ونصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تستكثر عليه شعور الوداع عندما يأتي يودع رسول الله فيقول ونبياه وصفياه وخليلاه. ليس يقولها ندبة ولا اعتراضا ولا تسخطا ولا جزعا. حاشاه رضي الله عنه فانه ما رفع به الصوت ولا شق به الثوب. ولا لطم به الخد ولا صاح ولا شد الشعر انما قالها قالها حرقة قلب خرجت فما يملك ان يردها فما زاد رضي الله عنه على ان قال ونبياه وصفياه وخليلاه يقولها توديعا له عليه الصلاة والسلام. عن انس بن مالك رضي الله عنه قال لما كان يوم لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة اضاء منها كل شيء ان فلما كان اليوم الذي مات فيه اظلم منها كل شيء وما نفضنا ايدينا من التراب وانا في دفنه صلى الله عليه وسلم حتى انكرنا قلوبنا. والله لو رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لاحببته ولو صحبته لاسر قلبك وسمعك وبصرك ولو طالت بك صحبته وسماعه ورؤيته لتعلق قلبك به وشق عليك فراقه ولو تعلق قلبك به لاظلمت الدنيا في وجهك. ولانكرت قلبك عندما تفارقه عليه الصلاة والسلام هذه صفحة من المشاعر يحكيها انس رضي الله عنه وارضاه فيما اخرجه الترمذي وها هنا وغيره صفحة من المشاعر يحكي فيها يحكي فيها عواطف القلب ومشاعر الفؤاد. ليس لما عاشه انس فحسب بل للصحب الكرام اهل المدينة اجمعين. يقول لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة اضاء منها كل شيء اضاء منها الشجر اضاء منها الحجر اضاء منها الجبل اضاءت منها السماء والارض. لما لا تضيء وقد دخلها رسول الله صلى الله الله عليه وسلم لما لا تضيء والوحي سيغشاها؟ لما لا تضيء والنصرة والدين والهجرة اجتمعت في المدينة؟ لم لا تضيء ان اوان الاسلام عزة ورفعة في المدينة لما لا تضيء ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين ظهرانهم لما لا تضيء والملكوت الاعلى سماء وارضا كله في نصرة رسول الله عليه الصلاة والسلام بامر الله لم لا تضيء وحبل الوحي ممدود بين سماء المدينة ارضها يقول اضاء منها كل شيء. فلما كان اليوم الذي مات فيه يقول فلما كان اليوم الذي مات فيه اظلم منها كل شيء تظلم فقدت سراجها عليه الصلاة والسلام تظلم وقد انقطع حبل الوحي الذي ظل ممتدا في سماء المدينة عشر سنين تظلم المدينة حسا ومعنى تظلم بفراق اشرف الخلق احبهم الى الله. رسول الله صلى الله عليه وسلم. يقول رضي الله عنه وما نفضنا ايدينا من وانا لفي دفنه حتى انكرنا قلوبنا حتى انكرنا قلوبنا كيف لا ينكرون قلوبهم وهم يودعون جوف الارض حبيب القلب عليه الصلاة والسلام لم لا ينكرون قلوبهم وقد انقطع عهدهم بالوحي الذي ترددت اصداؤه بين جبال المدينة وطرقاتها لما لا ينكرون قلوبهم وقد فقدت احب ما تبوأ فيها العرش. لما لا ينكرون قلوبهم وقد زال عنها اعظم من وقعت عليه العين وتشنفت بسماعه الاذن. لما لا ينكرون قلوبهم وقد كان احدهم يطول به الوقت ان طال فراقه عن رؤية رسول الله عليه الصلاة والسلام وتريد منه اليوم ان يسلم بعدم رؤيته حتى يلقى الله عز وجل والله يا اخوة كم نحس نحن نحن وكم نحس بفرحة لحضور من يمتلئ قلبنا فرحة به وحبا له من والد او والدة من زوجة او ولد من صديق او حبيب عندما يطول الفراق ويحسن اللقاء. كم تحس بالفرحة؟ كم يبتهج القلب كم يأنس الفؤاد كم تسعد النفوس وفي المقابل كم يشق على النفوس ايضا فراق الاحبة؟ وكم يعز عليها اوقات الفراق اوقات الوداع وساعات الافتراق التي لا لقاء بعدها ولو الى امد. ماذا عساك ان تعبر اذا ما فقدت حريم قريبا او قريبا او عزيزا. ان كان فراق وداع فراق ابدي فانك تستودع نظرته الاخيرة الى يوم عظيم اخر فيه هناك في رحمة الله وانت هكذا تثبت وتثبت قلبك وتشد عليه اواصر الرباط الا يجزع والا يتسخط وهو يوعن ساعات الوداع لمن تعلق القلب به حبا واشتياقا لم نكن لم نكن نعلن عن شيء يتحدث عنه الصحابة حتى حكوه رضي الله وعنهم مشاعر القلب لا يحسن ان يحدث بها الا صاحبها. يقول انس رضي الله عنه في هذا التعبير العجيب اللطيف يقول وما نفضنا ايدينا من التراب وانا لفي دفنه حتى انكرنا قلوبنا. ارأيت التعبير؟ اينكر الانسان قلبه؟ انت بوسعك ان تنكر كل شيء الا ان تنكر نفسك لم تكن مبالغة حقيقة لكن هول الموقف وفظاعة المصيبة وردة الفعل التي غشت الصحابة كانت هولا عظيما يا قوم والله. وصل بهم الانكار الا ينكر احدهم شيئا قد نسيه الا ينكر احد طريقا طالما سلكه الا ينكر احدهم دارا طالما سكناها لكن ينكر قلبه الذي بين جنبيه ومعناه انه لم يكد يعرف نفسه. انه لا يكاد يعرف نفسه التي يعرفها من قبل فليس هو فلان الذي عن نفسه لا يتحدث عن صديق ولا زوجة ولا ولد يتحدث عن نفسه. يقول وما نفضنا ايدينا من التراب وانا لفي دفنه انكرنا قلوبنا. هذا الوصف ينبيك عن شدة المصاب الذي بلغ بهم رضي الله عنه. فاي حد بلغت بهم الدهشة الحيرة المصاب هول الموقف فظاعة الحدث حيقول حتى انكرنا قلوبنا. انكار القلب يعني نسيان النفس بلغ بهم الامر الا يعرف احدهم نفسه في تلك اللحظة التي عاشوا فيها موقف الوفاة والدفن لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم نعم عن عائشة رضي الله عنها قالت توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين عن جعفر بن محمد عن ابيه قال قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين فمكث ذلك اليوم ما وليلة الثلاثاء ودفن من الليل قال سفيان وقال غيره يسمع صوت ساحي من ابو المساحي يسمع صوت المساحي من اخر الليل عن ابي سلمة بن عبدالرحمن بن عوف قال توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين ودفن يوم الثلاثاء. هذه روايات عن عائشة وعن محمد ابن علي ابن زين العابدين وعن ابي سلمة ابن عبد الرحمن ابن عوف الروايتان الروايتان الاخيرتان ضعيفتان سندا لانهما مرسلتان. اما حديث عائشة رضي الله عنها فحديث صحيح اخرجه البخاري وغيره تقول توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين. وهذا محل اتفاق ايها المسلمون بين علماء الامة ان نبينا عليه الصلاة والسلام كانت وفاته يوم الاثنين. وعلى الراجح الذي الذي لا يكاد يمسك معه خلاف انه كان بتاريخ الثاني عشر من ربيع الاول. وذلك كان في السنة الحادية عشرة للهجرة. فكانت في الوفاة تحديدا الاثنين انما كان الدفن انما كان الدفن بعده بيوم يوم الثلاثاء ليلة الاربعاء. في الرواية التالية عن جعفر وهو جعفر الصادق ابن محمد يعني محمد الباقر ابن علي ابن زين العابدين عن ابيه يعني محمد الباقر يقول قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين. الحديث مرسل فمحمد الباقر وابوه ايضا علي ولا زين العابدين جده ليسوا صحابة فما ادركوا رسول الله صلى الله عليه وسلم لكنه يحكونه عن ابائهم واجدادهم من ال البيت يقول قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين فمكث ذلك اليوم وليلة الثلاثاء ودفن من الليل دفن يوم الثلاثاء ليلا ليلة الاربعاء. قال سفيان وقال غيره يسمع صوت المساحي من اخر الليل. المساحي جمع مسحاة وهي الالة التي يجرف بها التراب ويستعملها يستعملها القبوريون بعد الفراغ من الدفن لتسوية التراب على سطح القبر تقول يسمع صوت المساحي من اخر الليل. فانما دفن في اخر الليل عليه الصلاة والسلام. في مسند احمد من رواية عائشة رضي الله عنها قالت ما علمنا بدفن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سمعت صوت المساح من اخر الليل ليلة الاربعاء في الحديث الثالث عن ابي سلمة بن عبدالرحمن بن عوف وهو تابعي من سادات التابعين يقول توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين ودفن يوم الثلاثاء توفي يوم الاثنين ودفن يوم الثلاثاء والمقصود انها دفن اخر يوم الثلاثاء من ليلة الاربعاء والحديث كالذي سبق مرسل ايضا لا تصح سندا لكن الرواية مضمونها صحيح. يبقى السؤال لما تأخر دفنه عليه الصلاة والسلام؟ عن اليوم الذي مات فيه والجواب ان ذلك كان اشتغالا بامور استوجبت تأخير دفنه عليه الصلاة والسلام. واهمها امران عظيمان. احدهما بغسله وحفر قبره وتجهيز دفنه عليه الصلاة والسلام. والاخر الذي بدأ به هو الشغل بالاستخلاف يعني من يتولى امر الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. فاشتغل الصحابة بهذا الامر فما ارادوا ولا احبوا رضي الله عنهم ان يبقوا ساعة من يومهم في الامة بلا امير يجمعهم. ولا امام يقتدون به ولا حاكم يرجعون اليه. وهذا اصل عظيم من اصول اهل السنة في الاسلام. الاجتماع على امام وضرورة وجود الحاكم الذي تجتمع عليه الامة ليلتفوا من حوله. وتأتي الرواية الاتية الان ما الذي دار بين الصحابة في سقيفة بني ساعدة؟ في شأن استخلاف لكن هذا كان سببا لتأخير الدفن. مات عليه الصلاة والسلام ضحى يوم الاثنين ثم لم يزل الصحابة في امرهم بين مصدق ومكذب. فلما ارتفع النهار من يوم الاثنين تأكد خبر الوفاة. فلما اشتغل الصحابة بامر الاستخلاف حسموا ذلك امرهم في يوم الاثنين. فلما جاء يوم الثلاثاء وجهزوه عليه الصلاة والسلام للغسل والدفن اعدوا حفر القبر وقد حفروا طه ابو طلحة كما سمعت رضي الله عنه. وقد كانوا ايضا مختلفين في شأن موضع الدفن. فكل ذلك تم يوم الثلاثاء نهارا ثم ما غسل وكفن عليه الصلاة والسلام. وستأتيك الرواية ايضا في من تولى تغسيله. وهو علي ابن ابي طالب. ومن يساعده من الصحابة رضي الله عنهم فلما اتموا ذلك كله وكفنوه وجهزوه صلى الله عليه وسلم اشتغلوا بعد ذلك بالصلاة عليه. فاجتمع الصحابة جماعات جماعات يدخلون الحجرة يصلون عليه وكلما فرغت جماعة خرجت فدخلت بعدها جماعة ولم يتهيأ دفنه صلى الله عليه وسلم بعد ذلك كله الا يوم الثلاثاء ليلا ليلة الاربعاء وهو الذي حصل فيه دفنه عليه الصلاة والسلام في حجرة في الموضع الذي يقف فيه احدكم للسلام عليه صلى الله عليه وسلم اذا ما زار المدينة ووقف امام المواجهة ها هناك فالقى السلام عليه صلى الله عليه واله وسلم نعم عن سالم بن عبيد وكانت له صحبة قال اغمي على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه فافاقه فقال حضرت الصلاة؟ فقالوا نعم. فقال مروا بلالا فليؤذن. ومروا ابا بكر ان يصلي للناس. او قال ناس قال ثم اغمي عليه فافاق فافاق فقال حضرت الصلاة فقالوا نعم فقال مروا بلالا يؤذن ومروا ابا بكر فليصلي بالناس. فقالت عائشة ان ابي ان ابي رجل اسف اسيف ابي رجل اسيف اذا قام ذلك المقام بكى فلا يستطيع. فلو امرت غيره. نعم الحديث الاتي طويل سنأخذه على فقرات يقول سالم بن عبيد رضي الله عنه وكانت له صحبة وقيل عنه كان من اهل الصفة يقول رضي الله عنهم يحكي يحكي مشهد الوفاة بشيء من التفصيل لم يرد في الروايات السابقة. وروايته صحيحة اخرجها الترمذي. واخرج بعضه النسائي وبعضه ايضا في الصحيح من حديث عائشة وسهل بن سعد الساعدي رضي الله عن الجميع. يقول سالم بن عبيد اغمي على رسول الله صلى الله عليه سلم في مرضه يعني مرضه الذي اقعده من يوم الخميس كما تقدم فاقعده المرض من يوم الخميس واستمر به الجمعة السبت والاحد قال فاغمي عليه صلى الله عليه وسلم فافاقا. يعني في احدى في احدى مرات المرض في ايام مرضه الاخيرة افاق فقال حضرت الصلاة؟ فقالوا نعم. فقال مروا بلالا فليؤذن ومروء ابا بكر ان يصلي للناس او قال بالناس هذا الحديث احد الادلة العظيمة والشواهد الكثيرة المتتابعة على عظم فريضة الصلاة يا امة الصلاة نبينا صلى الله عليه وسلم عاش حياته اماما للامة في الصلاة مؤكدا على اهميتها مبينا شأنها كيف لا وقد جاء بها وقد جاء بها لما عرج به الى السماوات السبع جاء بفريضة الصلاة من طوق سبع سماوات هي الفريضة الوحيدة والشعيرة اليتيمة الفريدة التي ما اذن الله لامام ملائكة جبريل عليه السلام ان ينزل بها بالوحي الى محمد عليه الصلاة والسلام. بل اذن الله لنبيه عليه الصلاة والسلام ان يرفع هنا فوق سبع سماوات ويعرج به في معجزة عظمى من معجزاته ليأخذ فريضة الصلاة هناك فيتلقاها من ربه سبحانه وتعالى لتعلموا عظيم شأن الصلاة في ديننا ايها المسلمون. ولتعجبوا صدقا والله من عظيم تفريط المسلمين في بشأن الصلاة وقد احتلت في ديننا هذه العظمة. انظر الى نبيك عليه الصلاة والسلام. وهذا ينبغي ان يقال في اذن كل مسلم لا يجد من نفسه تقصيرا في الصلاة وتفريطا فيها. يغمى عليه صلى الله عليه وسلم من شدة المرض والالم والتعب. فلما يفيق اول اول ما ينطق به لسانه حظرت الصلاة والله ما يقوى على ذلك الا قلب شديد التعلق بالصلاة الا قلب ادمن الصلاة الا قلب لا يجد انسه الا في الصلاة. نعم وقد قال هو ايضا عليه الصلاة والسلام وجعلت قرة في الصلاة فاذا ما فصله المرض واعياه التعب وغاب عنه الوعي فاذا افاق فان المحبوب الاول في الدنيا يرد الى خاطره ويحظر على لسانه فيقول حضرت الصلاة ماذا عسانا ان نقول لاحياء اصحاء قادرين يسمعون الاذان وتؤم المساجد جماعات الناس بالصلاة ولا يزالون يتأخرون. ويتكاسلون ويفرطون. ماذا ان نقول لمن تقودهم تقودهم اقدامهم. نحو كل المواضع في سياحة وعلاج ودراس وتسوق وتبطو وبهم اقدامهم كثيرا عن الخطى الى المساجد وحضور الجماعات. ماذا عسانا ان نقول يا قوم في مساجد باتت تشتكي الى الله من قلة اهلها من هجران جيرانها في الوقت الذي يجتمعون فيه مئات والوفا في مناسبات للولائم ومأدوبات النكاح ومناسبات الزفاف وحفلات المناسبات تجتمع الخليقة ويحظر جمع الغفير. فاذا ما اتينا للمساجد في صلاة الفجر خصوصا والصلوات يزهد فيها الناس او يتكاسلون وجدت شيئا عجيبا. نحن بحاجة الى ان نعود بالصلاة الى موضعها اللائق بها في الامة فيقوا عليه الصلاة والسلام لما غاب عن الوعي فيكون سؤاله الاول حضرت الصلاة فقالوا نعم الان ليس بوسعه ان يقوم ولا المرض يساعده عليه الصلاة والسلام ان يقوى على الخروج كما كان يفعل طيلة سنوات دعوته عليه الصلاة والسلام لكنه لكنه يوكل الى امته القيام بهذا الدور. مروا بلالا فليؤذن. ومروا ابا بكر ان يصلي للناس او قال بالناس. قال ثم اغمي عليه فافاق. مرة اخرى ثم لما يفيق يعود الى السوء حضرت الصلاة فقالوا نعم. فقال مروا بلالا فليؤذن ومروا ابا بكر فليصلي بالناس. فقالت عائشة رضي الله عنها ان ابي رجل اسيف اسيف يعني كثير الحزن رقيق الطبع سريع العبرة يتأثر بسرعة تصل رقة قلب ابيها رضي الله عنه وتصف ايضا شدة تأثره بالقرآن. قالت ان ابي رجل اسيف اذا قام ذلك المقام بكى يعني من تأثره بالقراءة والمواعظ والقرآن فلا يستطيع يعني لا يستطيع ان يواصل قراءته فلا يقوى على امامة الناس قالت فلو امرت غيره. قال ثم اغمي عليه فافاق ثالثة. فقال مروا بلالا فليؤذن ابا بكر فليصلي بالناس فانكن صواحب او صواحبات يوسف في الرواية التي اخرجها غير الترمذي قالت رضي الله عنها وهي وهي تستأذن النبي عليه الصلاة والسلام في تغيير ابي بكر بالامامة. قالت يا رسول الله ان ابي رجل اسير مر عمر ان يصلي ناس وكلمت عائشة حفصة رضي الله عنهما ان تكلم حفصة النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك لعله يقبل يعني لما طلبت عائشة ولم يجب طلبها في تغيير ابي بكر استعانت بحفصة وهي زوجة رسول الله عليه الصلاة والسلام بنت عمر بن الخطاب استعانت بها ان تؤكد على رأيها عند النبي عليه الصلاة والسلام. فلما تكرر من عائشة تتمرى ومن حفصة مرة في تكرار الطلب ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول مروا ابا بكر فليصلي بالناس. قال لما تكرر ذلك عنه صلى الله عليه وسلم مروا ابا بكر فليصلي بالناس فانكن صواحب او صويحبات يوسف. يقصد قصة يوسف عليه السلام وما حصل من كيد النساء. ووجه الشبهة هنا انه يحصل بينكن معشر النساء. شيء من التآمر وشيء من الترتيب تظهرن خلاف ما تخفينا فاصر عليه الصلاة والسلام على الا يصلي بالناس اماما الا ابو بكر. رضي الله عنه. وعلى هذا استند بعض الصحابة في قصة الاختلاف في شأن الخلافة واعتضدوا بتقديم ابي بكر رضي الله عنه في الصلاة اماما. ومن رضي النبي عليه الصلاة والسلام لامته ليكون امامه في الصلاة فهو اولى ان يكون امامهم في سائر شؤون الحياة. نعم. فامر بلال فاذن وامر ابو بكر فصلى بالناس ثم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد خفة فقال انظروا لي من اتى يتكئ عليه فجاءت بريرة ورجل اخر فاتكأ عليهما فلما رآه ابا بكر ذهب لينكص فاومأ اليه ان يثبت مكانه حتى قضى ابا حتى قضى ابو بكر صلاته. نعم. قال فامر بلال فاذن وامر ابو بكر فصلى بالناس هذا في بدايات تقدم ابي بكر رضي الله عنه اماما بالناس خليفة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام ونبينا صلى الله عليه وسلم لمرضه لا يستطيع ان يخرج ويشاركهم في الصلاة. قالت ثمان رسول الله صلى الله عليه سلم وجد خفة يعني وجد نشاطا وتخففا من الالم. قال انظروا لي من اتكأ عليه. ماذا يريد يريد الخروج الى المسجد يريد حضور الصف يريد الصلاة يا قوم مريض يقعده المرض لا بل هو مرض الموت. المرض الذي ما اعقبه بعده الا الموت له عليه الصلاة والسلام يقعده المرض الشديد فلما يجد الخفة كان اولى ما يهتم به ان تكون له خطوات يمشيها الى المسجد. والله عزاء لاقوام تتمتع اجسادهم بتمام الصحة والعافية. لكن اقدامهم ما زالت تتباطأ بهم عن صفوف المساجد اسفنا والله على رجال وشباب كثر في الامة ما يزالون ما يزالون منصرفين ولم يعرفوا للمساجد الطريق المعبد الذي يربطهم بها. لما ينشط ويجد خفة صلى الله عليه وسلم لا يقوى على المشي فيقول انظروا لي من اتكأ عليه. يستعين بمن يعينه للوقوف للمشي. فيضع يديه وذراعيه صلى الله عليه وسلم على كتف انسانين احدهما عن يمينه والاخر عن شماله. فيتكأ عليهما يحملانه حملا. تجر قدماه تخط في الارض فقط وجد خفة يستطيع ان يصل بها الى المسجد قال فجاءت بريرة وبريرة مولاة لعائشة رضي الله عنها. ورجل اخر جاء في بعض الروايات ان اسمه نوبة وهو ايضا مملوك. وفي بعض رواية في الصحيح ان الذي جاء فاخذه فاتكأ عليه هو علي رضي الله عنه والعباس عم النبي صلى الله عليه واله وسلم وقيل ولده الفضل ابن العباس رضي الله عنهم اجمعين. والجمع بين هذه الروايات اما بان نقول ان بريرة ونوبة حملاه واتكأ عليهما من الفراش الى الحجرة حتى اتى باب المسجد وان عليا والعباس او الفضل ابن العباس تناوبا حمله والاتكاء عليهما حتى اخذاه الى مقدم كما يأتي ووصل الى مقدم الصف. وفي الرواية التي اختصرت ها هنا انه عليه الصلاة والسلام اتى الى مقدم الصف قهقر ابو بكر يرجع ليعود مأموما. فاشار اليه النبي عليه الصلاة والسلام ان ابقى مكانك. فجاء فجلس عن اساري ابي بكر رضي الله عنه. وكبر ودخل في الصلاة. فاصبح ابو بكر رضي الله عنه يأتم برسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة من خلفه يأتمون بابي بكر رضي الله عنهم اجمعين. ففي هذه القصة خروج وحيد خرج صلى الله عليه وسلم من مرضه لما غاب عنهم بضع صلوات وجد خفة فقام فخرج. اما الذي اتكأ عليهما فقيل بريرة ونوبة وقيل علي والعباس وقيل علي والفضل ابن العباس. فوجه الجمع ما سمعت وقيل في وجه اخر للجمع بين الروايات وهي صحيحة في من اتكأ عليه النبي صلى الله عليه وسلم انها كانت اكثر من مرة. وانه وجد خفة ونشاطا وخرج الى المسجد في اكثر من مرة في مرة حملته بريرة ونوبة وفي مرة حمله علي والعباس وايا كان فالحديث لا يبقي عن الصلاة عذرا الحديث والله لا يبقي للاصحاء الاشداء الاقوياء بل حتى المرظى الذين لا يزالون مع مرظهم لديهم متسع في القيام الى الصلاة في اتيان المساجد في الحضور اليها. في الاصطفاف بين صفوف المصلين فيها. كان يتكئ عليه الصلاة والسلام. فرحم الله امرأ قادته رجلاه الى المسجد حال صحته وقوته. فاذا ما جاءت الساعات التي يثقل فيها لعله ان يقتدي برسول الله عليه الصلاة والسلام في بحث عمن يتكئ عليه يقوده الى المسجد ليقف بين الصفوف. نعم. ثم ان رسول الله صلى الله عليه قبض فقال عمر والله لا اسمع احدا يذكر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض الا ضربته بسيفي هذا قال وكان الناس اميين لم يكن فيهم نبي قبله. هذه هذه واحدة من مواقف الدهشة التي طاشت فيها العقول. عمر رضي الله عنه الملهم المسدد عمر رضي الله عنه الذي ما سلك فجا الا سلك الشيطان فجا اخر. عمر الذي لو كان في في الامة احد ملهم محدث لكان عمر. عمر رضي الله عنه الذي ينزل القرآن والوحي بموافقته رغم الذي كان عليه عمر رضي الله عنه من صلابة الايمان وثبات الجنان وموافقات القرآن الا ان دهشة الموقف. وعظم المصيبة التي تطيش معها العقول جعله يقول رضي الله عنه والله لا اسمع احدا يذكر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض الا ضربته بسيفي هذا. قال وكان الناس اميين. لم يكن فيهم نبي قبله فامسك الناس. المقصود انه لم يكن لهم عهد بالانبياء. ولم يكن يعلمون كيف يكون شأن الانبياء في الامم. وهل يعتريهم ما يعتري سائر البشر من الوفاة فراق الحياة يظن عمر رضي الله عنه انه اغمي عليه صلى الله عليه وسلم وانه سيفيق من جديد وان الله من اكرامه لنبيه الا يجعله في الوفاة كسائر البشر. ولربما ظن ان الله يأذن برفعه الى السماء. مثلا كما اذن لعيسى عليه السلام كل ذلك جعل مقولة عمر رضي الله عنه على النحو الوارد في رفضه للموقف. لكن الموقف لم يستمر. فقالوا يا سالم راوي الحديث سالم بن عبيد فقالوا يا سالم انطلق الى صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فادعه يقصد دون ابا بكر فانظر كيف التفت الناس في مثل هذه المواطن الى حاجتهم الى رجل مثل ابي بكر رضي الله عنه. بمعرفتهم بمنزلته مكانته بما حباه الله تعالى به بما يصلح ان يكون مرجعا في مثل هذه المواقف. قال فاتيت ابا بكر وهو في المسجد فاتيت ابكي دهشا فلما رآني قال لي اقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف استبق ابو بكر السؤال؟ هي دراسة ربما هو توقع ربما لكن ابا بكر رضي الله عنه رجل صاحب صحبة والصاحب يعرف من صاحبه ما لا يعرف غيره ولو كان ذلك بحديث القلوب والخواطر. ولو كان ذلك بفراسة نظر فيها ابو بكر الى مرض اشتد بصاحبه عليه الصلاة والسلام فلما رأى على محيا سالم بن عبيد اثر البكاء علم ان الخبر الحق واليقين الذي لا محيد لاحد عنه قد حل. فبادر بالسؤال قبل ان يخبره سالم. اقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت ان عمر يقول لا اسمع احدا يذكر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض الا ضربته بسيفي هذا فقال الذي ينطلق فانطلقت معه فجاء والناس قد دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا ايها الناس افرجوا لي فافرجوا له فجاء حتى اكب عليه ومسه صلى الله عليه وسلم. فقال انك ميت وانهم ميتون. ثم قالوا ويا صاحب رسول الله اقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال نعم فعلموا ان قد صدق. في صحيح البخاري ثم خرج ابو بكر فخطب الناس فقال اما بعد فمن كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات. ومن كان يعبد الله فان الله حي لا يموت ثم تلى وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل. افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم قال ابن عباس والله لكأن الناس لم يعلموا ان الله انزل تلك الاية حتى تلاها ابو بكر رضي الله عنهم اجمعين فاجتمع في الموقف دهشته واجتمع في الموقف هوله وعظيم مصاب الناس به. اجتمع في الموقف التأثر الذي اشتغل الناس اجمعين بما حل بهم في نبيهم عليه الصلاة والسلام. فلما انشغلوا بذلك ثبتهم الله بابي بكر. ثبتهم الله بمقولته بخطبته. ثبتهم الله بفقه الساعة التي اشتغلوا فيها بفقه الموقف الذي حل بهم فكانت هذه امامة لائحة لابي بكر رضي الله عنه تبوأ بها امامة الخلافة لمنصب رسول الله عليه الصلاة والسلام بعده في الامة. ثم استمروا في حوارهم قالوا يا صاحب رسول الله ايصلى على الله قال نعم