ثم بعد ذلك ذلك ذكر حديثا او قصة آآ رواها البخاري ومسلم وغيرهما وفيها فوائد عدة نتناولها هذا الحديث بالتفصيل قال رحمه الله تعالى عن حصين بن عبد الرحمن حصين بن عبد الرحمن هذا هو احد التابعين وهو حسين بن عبدالرحمن السلمي بل هو من تابع التابعين. اذ كانت وفاته سنة آآ احدى وثلاثين بعد او ست وثلاثين بعد المئة وكان قد عمر حتى جاوز التسعين. قال كنت عند سعيد بن جبير وسعيد بن جبير امام فقيد كبت ثقة احد اكابر تلاميذ ابن عباس رضي الله عنهما وقتله الحجاج ابن يوسف الثقفي سنة خمس وتسعين. لما خرج مع الفقهاء في آآ قصة ابن ابن الاشعث فكان انقبض عليه وقتله صبرا. وتوفي رحمه الله وهو لم يبلغ الخمسين. مع انه يعني ملأ الدنيا في حديث رحمه الله قال كنت عند سعيد بن جبير فقال ايكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة الكوكب المراد به النجم وهي هذه الشهب التي تلمع في السماء بين فينة واخرى تسمى تجاوزا كوكب، وان كان الكوكب الان في عرف الناس او في عرف اهل الفلك يطلق على الاجرام السماوية الكبيرة عرض والقمر والمشتري وزحل. هذه تسمى كواكب. بينما يسمون الاشياء الملتهبة يسمونها نجوما كالشمس فقال ايكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة؟ المقصود بالقبض يعني هوى وسقط. والبارحة هذا اسم يطلق على الليلة التي مضت. ولكنه لا يعبر بهذا التعبير عند العرب الا بعد الزوال اما اذا كان قبل الزوال فانهم يقولون الليلة. فلو كان قد حدث بهذا الحديث ضحا لقال اي رأى الكوكب الذي انقض الليلة. اما ان كان بعد الزوال فانه يقول البارحة. هكذا جرى عرف العرب ايكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة؟ فقلت انا. من القائل؟ حصين. ثم استدرك قال ثم قلت اما اني لم اكن في صلاة. يعني انه رحمه الله لشدة اخلاصه. ومداراته لما قال انا خشي ان يتوهم القوم انه كان قائما يتهجد. فاستدرك قال غير اني لم اكن في صلاة وهذا يدل على عمق اخلاص السلف رحمهم الله وشدة توقيهم. نقيض من يوهم غيره بانه على عمل صالح وهو ليس كذلك. كما قال الله عز وجل ويحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا. فقارن بين الحالين قال غير اني لم اكن في صلاة ولكني لدغت ما معنى لدغت؟ يعني لسعت يعني انه عبرته او عبرته العقرب شوكتها فاصابه السم منها. غير اني لدغت ومعلوم ان اللديغ لا يتمكن من النوم لا يتمكن لان السم يجري في عروقه ويجد له الما غير اني لدغت قال فما صنعت؟ ماذا صنعت من مال البغت؟ هذا مجلس علمي يتحاور فيه السلف. قلت ارتقيت ارتقيت يعني طلبت الرقية. يعني اه طلبت من يرقيني. وما المقصود بالرقية هو ان يبحث له عن من يرقيه بان يقرأ عليه القرآن وينفث. هذه هي الرقية وسوف يأتي ان شاء الله باب مستقل في الرقى ليتبين ما الجائز منها وما الممنوع؟ فقال له سعيد ما حملك على ذلك؟ يعني ما الذي اه جوز لك هذا الصنيع؟ اذ كانوا لا يأتون ولا يدرون الا ببينة. رحمهم الله قلت حديث حدثناه الشعبي والشعبي امام مشهور وهو عامر ابن شراحيل الهمداني آآ كان قد ولدت في خلافة عمر وكانت وفاته اه بعد القرن بثلاث سنين كانت وفاته سنة مئة وثلاثة للهجرة رحمه الله وهو من اهل اه السنة والحديث اه حملته ورواته الثقات. قال وما حدثكم؟ قلت حدثنا عن ابن الحصي وبريدة بن حصيب صحابي من اجلة اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت وفاته سنة ثلاث وستين انه قال لا رقية الا من عين او حمى. وهذا الحديث يعني اراد به انه مرفوع لانه وصفه بانه حديث. انطوى يعني ذكر قول بريدة او رفعه ذلك الى النبي صلى الله عليه وسلم لا رقية المنفي هنا الوجود ام الصحة ام الكمال لاحظوا كل شيء ينفى فيكون النفي محتملا لهذه المراتب الثلاث. اما نفي الوجود واما نفي الصحة واما نفي الكمال. فاول ما ينبغي ان يتوجه النفي الى نفي فاذا قلت مثلا لا احد في الدار طيب اذا تجلى ذلك على نفي الوجوب اه اذا تعذر ذلك فننتقل الى نفي الصحة. كقول النبي صلى الله عليه وسلم لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب. مع انه يمكن ان يقوم شخص ويصلي بهيئة الصلاة المعروفة لكنه ان لم يقرأ بفاتحة الكتاب فما المنفي حينئذ؟ الصحة. المنفي حينئذ الصحة. الصحة. فننتقل الى درجة في الصحة. فاذا لم يمكن ان يكون المراد لا الوجود ولا الصحة انتقلنا الى الكمأ. كقول النبي صلى الله عليه وسلم لا صلاة بحضرة طعام ولا وهو يدافعه الاخبثان فالصلاة صحيحة. لهذا الذي يعني يترقب الطعام او يدافع الاخبثين. الصلاة صحيحة لكن لم تصل درجة الكمال لان ذلك يسبب له تشويشا. اذا في قول آآ في قوله في الحديث لا رقية الا من عين او حمى. ينبغي ان نحملها علامة. الكمال. الصحة نحملها على الصحة. لا رقية يعني لا رقية جائزة صحيحة الا من عين او حمى. طيب وما العين؟ العين اي عافانا الله واياكم هو ما يصيبه العائن بعينه بسبب تكيف نفسه تكيفا شيطانيا. فيدخل الشيطان يؤثر على هذا المعيور. والعين حق العين حق. ولا سبيل الى انكارها. ومن انكرها فقد كذب بالنصوص وناطح الواقع. لان من الناس من لا يعترف بهذه الامور ويقول هذه خرافات ولا تصدقوا لا يؤمن الا بالماديات والحسيات. ولكن ان ذلك وقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم العين حق ولو كان شيء يسبق القدر لكانت العين. ولكن العين ليست طلقة مادية حسية تصدر مثلا من العين فتصيب المعان. هي في الحقيقة تكيف شيطاني يقوم في قلب الحاسد والعياذ بالله فيمتزج به تأثير الشيطان. فيؤثر ذلك الاذى في هذا المعان المعيور فقد يقتله وقد يمرضه عافانا الله واياكم. هذا ثابت شرعا واقع قدرا ولهذا امر النبي صلى الله عليه وسلم فيمن اعجبه لمن اعجبه شيء ان يبرك بان يقول ما شاء الله تبارك الله. ولكن في نفس الوقت ايها الاخوة والاخوات علينا ان نعتدل في هذا الامر لان من من يخاف من العين خوفا مبالغا فيه. يصل الى درجة الوهم ويسبب له اعاقة عن مصالحه فلا يكاد يخرج ولا يدخل ولا يقوم ولا يقعد ولا يشتري ولا يبيع ولا يقرأ ولا يحضر ولا يغيب ولا خوفا من العين هذا خوف مناف للتوكل. والواجب على العبد ان يؤمن بقدر الله وان يستدفع العين اوراد الشرعية والتوكل على الله عز وجل. وان يتجنب ما يدعو الى استفزاز النفوس الشيطانية. لك ان بنعم الله عليك لكن لا تبالغ في ذلك حتى تثير النفوس آآ يعني المحرومة او المحجوبة فيقع فيها نوع من هذا التكيف الشيطاني فيلحقك منها اذى. لكن في نفس الوقت ايضا لا كذلك ولا يحجبك عن مصالحك. والا وقعت في الذنب من الجانب المقابل. اما الحمى فالمقصود بها السم كسم العقرب او الثعبان او النحل. هذه تسمى حمى. والسبب والله اعلم في تسميتها بهذا انها تؤدي الى احتماء الجسم الى ان يعني يقع فيه نوع حمى وحرام لان دخول هذه المادة في في البدن يؤدي الى ذلك. فقال لا رقية الا من عين او حمى. اذا فقد اثبت الحديث جواز الرقية من هذين الامرين من العين ومن الحمى. وهذا يدل على نفح الرقية في هذين الامرين. فمن اصابته عين فارتقى نفعه ذلك. من اصابته حمى اي لدغة فارتقى فانه ينفعه ذلك. ولكن المقصود بالرقية الرقية الشرعية. قال اي سعيد بن جبير قد احسن من انتهى الى ما سمع ما شاء الله. انظر ادب السلف رحمهم الله وحسن تحاورهم وادبهم عند المناظرة لا يثرب بعضهم على بعض. ولا ينعى بعضهم على بعض. ولا يخطئ بعضهم بعضا. وانما بين الانسان من صاحبه ويستفهم لماذا فعلت كذا؟ ما حملك على كذا؟ فاذا اجابه صاحبه فان ذكر خيرا اه حمده عليه كما صنع وقال قد احسن من انتهى الى ما سمع. يعني قد اصاب من عمل بما بلغه من علم كما صنع رحمه الله آآ حسين بن عبدالرحمن بعمله بهذا الحديث. لكن سعيد بن جبير اراد ان ينقله الى درجة اعلى واكمل من هذا الامر. فقال رحمه الله ولكن حدثنا ابن عباس عن عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال عرضت علي الامم عرضت علي الامم هذا العرض المقصود به في ليس العرض الحقيقي لان الامم قد فنيت. ولكن هذا امر قد جرى له عليه الصلاة والسلام ليلة الاسراء. فعرض الله تعالى عليه الامم يعني امثالها واشباحها فئاتها في تلك الليلة العظيمة. فعرظت عليه الامم صلى الله عليه وسلم قال فرأيت النبي لا يقصد نبيا اينا جنس النبي ومعه الرهط؟ من الرهط؟ الجماعة دون العشرة قال الله تعالى وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الارض ولا يصلحون. فراط هم الجماعة دون العشر والنبي ومعه الرجل والرجلان. يعني لم يتبعه الا رجل او رجلان وليس معه احد. يعني نبي بعث في امة ولم يتبعه رجل واحد. اذ رفع لي سواد عظيم يعني بينك انا كذلك اذ رفع لي سواد عظيم. والمقصود بالسواد او الاسودة الجماعة والاشخاص الذين يبدون من بعد. واذ رفع لي سواد عظيم فظننت انهم امتي. وذلك كلمة اخبره الله تعالى من كثرة اتباعه الى يوم القيامة وان المؤمنين يمثلون من اهل الجنة ثلثي اهل الجنة وقعت في نفس النبي صلى الله عليه وسلم بعد ان رأى الجماعات القليلة الرهط الرجل والرجلين ظن ان هؤلاء امته فقيل لي هذا موسى وقومه وذلك ان بني اسرائيل فيما مضى من الازمان كانوا كثر فموسى عليه السلام ومن تبعه من الناس ومن تبع من تبعه من الانبياء الذين عملوا بشريعة موسى عليه السلام امم كثيرة. قال فنظرت فاذا سواد عظيم يعني سواد اخر وفي بعضها انه اعظم من السواد الاول. فقيل لي هذه امتك. فقيل لي هذه امتك ومعهم سبعون الفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب. ما شاء الله. اذا امة محمد فيهم هذه نخبة المصطفاة وهذه الثلة المميزة سبعون الفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب. اي انهم لا تبول ولا يعذبون ثم نهب نهض النبي صلى الله عليه وسلم هل كان نهوضه لحاجة ام ان ذلك من حسن تعليمه صلى الله عليه وسلم اراد لهم ان يفكروا في هذا الامر؟ الله اعلم اي ذلك كان فدخل منزله