الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم الحمد لله حمد الشاكرين والشكر لله وشكر المعترفين المقصرين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين واشهد ان محمدا عبده ورسوله الصادق الامين صلى الله عليه وعلى اله واصحابه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد. نواصل ان شاء الله سرد القواعد مع شيء من شرحها نبدأ في اي رقم؟ القاعدة الرابعة والعشرون الاسرائيليات تروى ولا حرج ما لم تكن مخالفة للمعهود للثابت في شرعنا الاسرائيليات تروى ولا حرج. ما لم تكن مخالفة للمعهود من شريعتنا ان قلت ما معنى قولهم الاسرائيليات؟ او اعيد نص القاعدة اعيد الاسرائيليات تروى ولا حرج ما لم تكن مخالفة للثابت او للمعهود من ان قلت ما معنى الاسرائيليات؟ فاقول هي المرويات عن بني اسرائيل مما كان في العهود القديمة. في عهد موسى وفي عهد عيسى وفي العهود السابقة فكل خبر ينقل في العهود التي قبل هذه الامة من لدن عيسى وموسى وابراهيم ومن قبلهم كلها يطلق عليها العلماء رحمهم الله تعالى الاسرائيليات فان قلت وهل ثمة اسرائيليات في كتب التفسير؟ فاقول نعم هناك اسرائيليات كثيرة في كتب التفسير في كتب التفسير يجد كما هائلا من هذه الاسرائيليات. فان قلت وما سبب دخول الاسرائيليات في التفسير ما سبب دخول الاسرائيليات في التفسير؟ فاقول لها جمل من الاسباب ابرزها سببان السبب الاول بسبب دخول كثير من اليهود في دين الاسلام فقد دخل جملة من احبار يهود وعلماء يهود في دين الاسلام وفي صدورهم حمل من هذه الاخبار التي قرأوها في كتبهم. فلما اسلموا صاروا يفسرون شيئا من كتاب الله عز وجل بهذه الاخبار صاروا يفسرون كتاب الله عز وجل في من هذه الاخبار السبب الثاني تلقف كثير من المفسرين تلقفوا بعض احسن تلقف بعض المفسرين لهذه الاسرائيليات من غير تمحيص لاسانيدها من غير تمحيص في اسانيدها فلهذين السببين كثرت الاسرائيليات في كتب في كتب التفسير واعلم رحمك الله تعالى ان كتب التفسير من لدن الامام ابن جرير الى اليوم لا يكاد يخلو تفسير منها من الاسرائيليات الا ان بعض المفسرين يروي هذه الاسرائيليات ولا يعقبها بشيء من من التعليق وهذا من اخطر ما يكون في كتب التفسير لان هذه الاسرائيليات ربما تحمل في طياتها شيئا من الاخبار مما لا يليق بمقام الانبياء او تحمل في طياتها شيئا من الاحكام المخالفة لشريعة الاسلام. او تحمل في طياتها شيئا من الاخبار التي هي كاذبة في ذاتها بينما نجد طائفة كثيرة من المفسرين ولله الحمد. وان ذكروا هذه الاسرائيليات الا انهم يعنون بتفنيد ما ورد فيها مما هو مخالف لشريعة مما هو مخالف لشريعة الاسلام بينما نجد طائفة ثالثة من كتب التفسير لا تعنى بنقلها ابدا. بل ينص المؤلف في مقدمة تفسيره انه سيصفي تفسيره من هذه من هذه الاسرائيليات فانتم تجدون ان عندنا طرفين. ان عندنا ان عندنا في هذه المسألة ثلاثة اطراف في كتب التفسير فطرف يرمونها ولا يتعقبونها وطرف يرمونها بانتقاء ومع ذلك يتعقبونها. وطائفة قد حموا تفاسيرهم منها جملة جملة وتفصيلا. وبما اننا نمر في قراءة كتب التفسير على هذه الاسراء الاخبار المسماة بالاسرائيليات فاعلم رحمك الله تعالى ان هناك سؤالا مهما وهي ما اقسام هذه الاسرائيليات من حيث القبول والرد اذا قال لك سائل ما اقسام هذه الاسرائيليات من حيث القبول والرد الجواب لقد قسم العلماء رحمهم الله تعالى هذه الاسرائيليات الى ثلاثة اقسام. القسم الاول ما كان منها وهو ما علم في شريعتنا صحته. او نقول هو ما علم صحته بشريعتنا. بمعنى ان يروى هذا الخبر الاسرائيلي ونجد في الكتاب والسنة ما يؤيد ويصدق هذا الخبر اما في الكتاب او في السنة الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم. وذلك مثلا مثل الاخبار الاسرائيلية التي تعين من خرق السفينة وقتل الغلام وبنى الجدار فان الاخبار الاسرائيلية تقول انه الخضر. بينما نجد حديثا في صحيح الامام البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم يبين انه الخضر. فاذا توافق هذا الخبر الاسرائيلي مع ما في شريعتنا فمثل هذه الاخبار مقبول ولا جرم وكذلك نجد في الاخبار الاسرائيلية قصة الثلاثة الذين اواهم المبيت الى غار فتوسلوا الى الله عز وجل باعمالهم الصالحة. فمنهم من توسل ببره بوالديه والاخر بعفته عن الزنا والوقوع في الفاحشة والثالث توسل الى الله عز وجل بامانته وصدقه بينما نجد ايضا هذا الحديث ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث ابن عمر بنفس هذه بنفس هذه الالفاظ وكذلك نجد في اخبار بني اسرائيل قصة هذه قصة تلك المرأة البغي التي رأت كلبا يلهث يكاد يقتله العطش ثم سقته فغفر الله لها. هذه موجودة في كتب بني اسرائيل تروى ومع ذلك نجدها مروية في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه وارضاه بنص رسول الله صلى الله عليه وسلم. بل اننا نجد ان نبي صلى الله عليه وسلم ايضا يخبرنا ابتداء باخبار كانت في بني اسرائيلية اسرائيل فهي من الاسرائيليات لكنها من الاسرائيليات الثابتة في شريعتنا فمثل هذا النوع لا يتعقبه العلماء بشيء وهو حجة في الشرع لا لانه من اخبار بني اسرائيل لا وانما لانه ثابت في شريعتنا وصحيح سنده الى من روي عنه من بني اسرائيل. القسم الثاني من الاخبار الاسرائيلية اخبار اسرائيلية سكت عنها الشرع. سكت عنها الشرع يرويها بنو اسرائيل وينقلها احبار يهود ممن اسلموا. ونجدها في كتب التفسير لكن لا اسناد لها. ولا نجد ذكرا لا في القرآن ولا نجد ذكرا لها في السنة يعني لا نجد ما يؤيدها في القرآن ولا نجد ما يؤيدها في السنة. فهي من فهي من قبيل المسكوت عنه وفي نفس الوقت لا نعلم صحتها ولا نرى فيها شيئا يوجب بطلانها. لا نعلم صحتها ولا فيها شيئا يوجب الحكم عليها بالبطلان والمخالفة. اي لا نجد فيها شيئا يخالف المعهود في شريعتنا. فمثل هذه الاخبار اذا وجدناها فاننا نعتمد فيها ما دلنا عليه نبينا صلى الله عليه وسلم. وذلك في حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال كان اهل الكتاب يقرأون التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لاهل الاسلام فقال النبي صلى الله عليه وسلم اذا حدثكم اهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم وقولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل اليكم وفي الحديث الاخر عن ابي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه وارضاه. قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تكتبوا عني شيئا غير فمن كتب عني شيئا غير القرآن فليمحه. وقال حدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج حدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج. وكل حديث يأمرنا فيه النبي صلى الله عليه وسلم بالتحديث عن بني اسرائيل فانما هو من هذا القسم. من القسم الذي لا نعلم صحته ولا كذبه ولم تشهد له الشريعة لا بالتصديق ولا بالتكذيب وكذلك في صحيح الامام البخاري من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم بلغوا عني ولو اية وحدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ثم عندنا قاعدة مهمة في هذا النوع وهي ان غالبه مما لا يتعلق به حكم شرعي غالب المنقول مما لا يعلم صحته ولا كذبه هو فيما لا يتعلق به حكم شرعي فان قلت لماذا حرص علماء التفسير على ذكر هذا النوع من اخبار بني اسرائيل؟ اذا لم يتعلق به حكم شرعي قولوا انما قصدهم رحمهم الله تعالى بيان ما اجمل وما ابهم من الاسماء في القصص. هذا غالب ما يوجد في اخبار بني اسرائيل مثل الغلام الذي خرج مع موسى عليه الصلاة والسلام المسمى في القرآن واذ قال موسى لفتاه لا ابرح حتى ابلغ. فغالب اخبار بني اسرائيل من هذا الصنف وهو القسم الثاني انما هو في بيان بعض الاسماء المبهمة او تعيين بعض الاماكن المبهمة او تعيين بعض الاعداد المبهمة لكن لا تعلق لها بشيء من الاحكام الشرعية ومن هنا يعلم اننا لسنا في حاجة اصلا عن لسنا في حاجة اصلا الى هذه الاخبار لا في صدر ولا ورد لانها لا تتعلق بشيء من الاحكام الشرعية القسم الثالث وهو قسم مرفوض مطلقا. وهو ما علم كذبه في شريعتنا. وذلك لتناقضه مع شريعتنا او مخالفته للعقد قل ولا يصح تصديقه عليكم السلام. ولا قبوله ولا روايته ويجب على المفسر اذا ادخله في تفسيره ان يبين بطلانه. فلا يرويه من باب الاستشهاد او الاعتماد وانما يرويه من باب البيان والكشف عن حاله. عن حاله. فهذه جملة اخبار بني اسرائيل الموجودة في كتب التفسير. فان وجدتها فان وجدت في شريعتنا ما يوافقها فهي مقبولة ان وجدت في شريعتنا ما يكذبها فهي مرفوضة وان لم تجد في شريعتنا لا ما يوافقها ولا ما ولا ما يوجب قبولها فانها تبقى في حكم الاخبار التي تروى من غير تصديق لها ولا تكذب لماذا لا نصدقها ولا نكذبها؟ لاننا ربما صدقناها وكانت كذبا في ذاتها. فنقع في المحظور ربما صدقناها وعفوا وربما كذبناها وتكون صدقا في ذاتها فنقع في المحظور. فدلنا النبي صلى الله عليه وسلم على طريق السلامة في ذلك بان لا بان نرويها من غير تصديق لها ولا تكذيب. القاعدة التي بعدها اوامر القرآن على الوجوب الا اذا ورد الصارف. اوامر القرآن على الوجوب الا اذا ورد الصارف اوامر القرآن محمولة كلها على الوجوب. الا اذا ورد لها صارف. فكل امر امر الله تعالى في كتابه الكريم فان الواجب علينا في المقام الاول ان نحمله على الوجوب مباشرة الا اذا وجدنا له صارفا من قرآن او سنة او اجماع او قياس صحيح. يصرفه عن بابه الذي هو الوجوب الى الاستحباب والادلة على ان الامر يقتضي الوجوب الا لصارف مذكورة في غير هذا الموضع لكن من ذلك قول الله تبارك وتعالى وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله ان يكون لهم الخيرة من امرهم فنفى الله عز وجل عند ورود الامر منه في كتابه او على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم ان يكون للمكلف الخيرة بل ليس للمكلف تجاه اوامر القرآن والسنة الا ان يقول سمعنا الا ان يقول سمعنا واطعنا فجميع اوامر القرآن تفيد الوجوب. فقوله عز وجل اقيموا الصلاة للوجوب اذ لا صارف. وقوله عز وجل واتموا الحج والعمرة لله للوجوب اذ لا صارف وقوله عز وجل واتوا الزكاة ايضا للوجوب اذ لا صارف وقول الله تبارك وتعالى وذروا البيع ايضا للوجوب اذ لا اذ لا صارف. ولكن قول الله تبارك وتعالى اذا تبايعتم. هذا امر قرآني. والاصل في الاوامر القرآنية الوجوب. فهل يستفاد من هذا وجوب الاشهاد على البياعات على البيوع؟ الجواب نعم لو لم يرد الصارف له. لكن ورد له صارف وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه باعوا واشتروا من غير من غير اشهاد على بيعهم وشرائهم. فتركهم للاشهاد عند البيع دليل على ان الامر في قوله ليس على بابه الذي هو الوجوب والتحتم وانما هو مصروف عنه الى الندب والاستحباب وكذلك قول الله عز وجل عن الارقاء فكاتبوهم ان علمتم فيهم خيرا ومكاتبة العبد هو شراء العبد نفسه من سيده بمال يدفعه الى السيد فاذا طلب العبد فاذا طلب العبد من السيد ان يكاتبه بمبلغ معين. فهل يجب على السيد ان يستجيب لامره؟ الجواب قال الله عز وجل فكاتبوهم وهذا امر قرآني واوامر القرآن تفيد الوجوب لكن وجدنا صارفا يصرف هذا الامر من الوجوب الى الندب والاستحباب وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يكاتب ارقاءه وكثير من الصحابة وكثير من الصحابة لم يكاتبوا ارقاءهم. ومن اهل العلم من قال ومن اهل العلم رحمهم الله تعالى من قال بل الامر على بابه واما عدم مكاتبة النبي صلى الله عليه وسلم سلم لي ارقائه فلانهم لم يطلبوا هذه المكاتبة. لم يطلبوا هذه المكاتبة. وعلى كل حال فهذه قاعدة لا يكدر عليها هذا هذا الفرع. هذا الفرع. بل ان العلماء رحمهم الله تعالى استدلوا على وجوب الختان في هذه الامة بجمل من الادلة. ومن جملة الادلة قول الله عز وجل ثم اوحينا اليك انتبع. ملة ابراهيم حنيفة وما كان من المشركين فقوله اتبع هذا امر والامر يفيد الوجوب ومن جملة ملة ابراهيم عليه الصلاة والسلام الاختتان كما ثبت في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما فقد اختتن ابراهيم عليه السلام بعد ما اتت عليه ثمانون سنة فلما كان الختان من شريعته ونحن مأمورون باتباع شريعته فيجب على فيجب الختان في هذه الحالة. وعلى كل حال فاي امر يمر عليك في كتاب الله فاعلم انه مباشرة للوجوب. وسوف ترى في كتب التفسير لا سيما تلك الكتب التي تعنى ببيان خلاف العلماء في المسائل الفقهية كاضواء البيان وقبله تفسير الامام القرطبي وهما تفسيران فقهيان فانك تجد كما هائلا من الاوامر التي صرفها بعض المفسرين من العلماء عن بابها من غير دليل فتأتي هذه القاعدة حتى تبين وجه الصواب في هذه المسألة القاعدة التي بعدها كل نهي في القرآن الكريم فهو محمول على التحريم الا بصارف. كل نهي في القرآن الكريم فهو محمول على التحريم الا لصارف. الا لصارف. وقد دلت الادلة الكثيرة من الكتاب والسنة على ان الاصل في النهي التحريم. فاي نهي يمر عليك في كتاب الله عز وجل؟ فاحمله مباشرة على انه محرم. ولا يجوز اقترافه الا اذا ورد لك في بعض مناهي القرآن قرينة تصرف هذا النهي عن باب الذي هو التحريم الى باب الى باب الكراهة. وبناء على ذلك لو سألكم سائل وقال ما حكم خروج المطلق من بيتها بعد الطلاق؟ الجواب لا يجوز خروجها ما دامت العدة باقية. اذا كان الطلاق رجعيا فلا يجوز للمرأة ان تخرج من بيتها. فهو بيتها. فان فان قيل لك وما برهان هذا التحريم؟ فتقول مباشرة قول الله الله عز وجل يا ايها النبي اذا طلقتم النساء فطلقوا فطلقوهن لعدتهن واحصوا العدة واتقوا الله ربكم لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن. فهنا نهيان فنهى الله عز وجل الزوجة المطلق ان يخرج زوجته المطلقة ما دامت في العدة لكن الله عز وجل حكيم عالم باحوال عباده فربما الزوج يريد بقاءها لكن هي التي تريد ان تخرج خصها بنهي خاص. قال ولا يخرجن ولا يخرجن الا ان يأتين بفاحشة مبينة. فهذا نهي في القرآن والاصل المتقرر في النهي انه يفيد التحريم ولا صارف فبناء على ذلك نعرف خطأ كثير من النساء من حينما ان تسمع لفظ الطلاق من في زوجها في طلاق الرجع مباشرة تجمع اغراظها وتلم ثيابها وتلملم اوراقها ثم تخرج الى دار اهلها. فهذا محرم لا يجوز ما لم تأتي بفاحشة مبينة وكذلك ان سألك انسان وقال ما حكم تزكية الانسان لنفسه؟ فتقول مباشرة يحرم على الانسان ان يزكي نفسه الا لمصلحة شرعية الا لمصلحته شرعية. فان قيل لك وما الدليل؟ فتقول دليلي نهي القرآن عن ذلك. قال الله عز وجل فلا تزكوا انفسكم هو اعلم بمن اتقى. وقال الله عز وجل الم تر الى الذين يزكون انفسهم بل الله يزكي من يشاء. فهذا نهي قرآني والقاعدة في ذلك تقول ان الاصل في النهي القرآني انه محمول على التحريم الا الا لصارف ولو سألك سائل وقال ما حكم قربان المرأة؟ اقصد جماع المرأة حال كونها حائضا. فتقول مباشرة حكمه التحريم. فان لك وما الدليل على ذلك؟ فتقول النهي الوارد في قول الله عز وجل ولا تقربوهن حتى يطهرن. فهذا نهي والاصل المتقرر ان النهي يفيد التحريم. وكذلك الزنا حرام لقول لان لان القرآن نهى عنه. والسرقة حرام لان القرآن نهى انا وقتل النفس بغير حق حرام لان القرآن نهى عنها وهكذا. وتجد في القرآن نواهي كثيرة جدا جدا في الايات تمر عليك وانت تستفيد من هذه القاعدة اذا قرأت شيئا من كتب التفسير التي تهتم بالفقه فانك تجد ان بعض العلماء من اهل التفسير يصرف هذا النهي عن بابه بلا قرينة ولا صارف. فحين اذ تقول ان هذا الانصراف عن الاصل غير مقبول لان الدليل يطلب من الناقل عن الاصل لا من الثابت لا من الثابت عليه. القاعدة التي بعدها لفظ كتب وعلى في القرآن تفيد الوجوب. لفظ كتب وعلى في القرآن تفيد الوجوب كقول الله تبارك وتعالى كتب عليكم القصاص في القتلى اي اوجب الله عليكم القصاص في القتلى. وقول الله عز وجل لا كتب عليكم القتال وهو كره لكم. اي اوجب عليكم القتال مع ان نفوسكم تكرهون لما فيه من فقد النفس والمال. وكذلك قول الله عز وجل كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلك من قبلكم اي فرض ووجب عليكم الصيام كما فرض ووجب على الذين من قبلكم وكذلك قول الله عز وجل وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين اي ويجب اي ويجب عليهم ان يخرجوا فاذا علا في القرآن تفيد الوجوب. وكذلك قول الله عز وجل وعلا المولود له رزقهن وكسوتهن اي يجب على الاب ان ينفق على الضئر التي ترضع ولده سواء كانت ظئرا اجنبية او كانت هي امه. فان الزوجة فان المرأة اذا طلقت فانه لا يجب عليها حينئذ ارضاع ولدها الا في حال الحاجة او الضرورة الملحة. وكذلك قول الله عز وجل ولهن اي وللمطالب اي اي وللزوجة؟ قال ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف اي كما ان للزوج حقوق على زوجته يجب عليها امتثالها وعدم الاخلال بها فكذلك الزوجة ايضا لغى على زوجها حقوق يجب عليها ان تمتثل يجب عليه ان يمتثلها والا يخل بها فاذا متى ما مرت عليك وعلا وعلى في القرآن اعرف انها مباشرة تفيد الوجوب. كذلك قول الله عز وجل يا ايها الذين امنوا عليكم انفسكم اي الزموا اي يجب عليكم ان ان تلزموا انفسكم لا يضركم من ضل اذا افتديتم. وهذا في القرآن كثير لا يكاد بشرط القاعدة التي بعدها مطلق القرآن يبقى على اطلاقه. ولا يقيد الا بدليل. مطلق القرآن يبقى على اطلاقه. ولا يقيد الا بدليل. فان عندنا مطلقات في القرآن. كثيرا فلا يجوز لاحد ان يتعمد الى تخصيص شيء الى تقييد شيء من هذه المطلقات الا بدليل. فاذا اطلقت الاية حكما شرعيا فيجب بقاؤه هكذا على اطلاقه. ولا يجوز تقييده ولا التعرض له بتقييد الا بدليل مقبول فلا يقيد القرآن الا بدليل القرآن او بدليل صحيح من سنة النبي عليه الصلاة والسلام فمن ذلك قول الله عز وجل والسارق والسارقة فقطعوا ايديهما. فهذا مطلق ولكن قيدته الصحيحة بان اليد التي يجب قطعها هي اليد اليمنى من مفصل الكف وكذلك ذلك قول الله عز وجل لان اشركت ليحبطن عملك. اطلق الله عز وجل حبوط العمل بالشرك فقط. لكن قيد هذا الاطلاق بقيد اخر وشرط اخر وهو الموت على الردة وعدم الرجوع الى الايمان. كما قال الله تبارك وتعالى من يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فاولئك حبطت اعمالهم في الدنيا والاخرة ومنها كذلك قول الله عز وجل في بيان وجوب نفقة الزوج على زوجته. آآ لزوجته نفقة الزوج لزوجته. قال فانفقوا عليهن. فاطلق الله عز وجل هذه النفقة ولم يقيدها بعدد معين. او بمقدار معين فلا يجوز الحكم على هذا المطلق بالتقييد الا بدليل ولا اعلم دليلا يدل على تقييد هذا المطلق وانما هو خاضع للاعراف فيجب من النفقة على الزوج لزوجته ما اقتضاه ما اقتضاه العرف. لان مطلقات القرآن تبقى مطلقة ومنها كذلك قول الله تبارك وتعالى في الجنب وان كنتم جنبا فاطهروا. فاطلق هذا التطهر ومقصود التطهر اي تعميم البدن بالماء فما ذهب اليه بعض العلماء من مشروعية تكرار تعميم البدن ثلاث مرات فما ذهب اليه من بعض اهل العلم من مشروعية تكرار تعميم البدن في الغسل ثلاث مرات هذا تقييد لمطلق القرآن ولا دليل ولا على هذا التقييد ومطلقات القرآن تبقى مطلقة ولان التقييد خلاف الاصل. والاصل هو البقاء على الاصل حتى يرد الناقل. ومنها كذلك قول الله تبارك وتعالى في بيان المحرمات بالرضاع. وامهاتكم اللاتي ارضعنكم واخواتكم من الرضاعة. فاطلق الله عز وجل الرضاعة ولم يقيده في القرآن بشيء. لكن جاءت السنة وقيدته بعدة شروط. الشرط الاول ان تكون تلك الرضعات خمس رضعات لقول عائشة كان فيما انزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن ثم نسخن الى خمس معلومات وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن يقرأ من القرآن وكذلك الشرط الثاني ان تكون تلك الرضعات في الحولين قبل الفطام. في الحولين قبل الفطام لقول النبي صلى الله عليه وسلم وكان بعد الفطام. وقوله صلى الله عليه وسلم انما الرضاعة من المجاعة. فاذا اي اية مطلقة فلا يجوز ان تقيدها الا الا بدليل بل اننا ذكرنا في في الدروس الماضية ان هناك قراءتين في وارجلكم اليس كذلك؟ الفتح والكسر هل تذكرون حملنا اية الكسر على ماذا؟ على المسح على الخفين فاذا المسح على الخفين ثابت تشريعه بالقرآن فهذه الاية مطلقة في جواز المسح على الخفين. فلا يجوز لنا ان نقيد هذين الخفين بقيود وشروط الا وعلى ذلك دليل من الشرع وبناء على ذلك فنعرف خطأ من قيد هذا المطلق ان يكون الخف من جلد. فاشتراط الجلدية هنا لا دليل عليه. او ان يكون ثابتا بنفسه فاشتراط ثبوته بنفسه لا دليل عليه. او الا يكون مخرقا فاشتراط عدم التخريق لا دليل عليه. او الا يكون شفافا فهذا ايضا اشتراط لا دليل عليه. لكن الذين اشترطوا تقدم الطهارة لجواز المسح. هذا هذا عليه الدليل ولا بأس به. الذين اشترطوا التوقيت في المسح فيمسح المسافر ثلاثة ايام بلياليها والمقيم يوما وليلة لا جرم ان هذا شرط صحيح لوجود الادلة عليه. فاذا ما دلت الادلة على تقييده من من المطلقات القرآنية. فاننا نقول به وما لا فلا والقاعدة واضحة القاعدة التي بعدها من القرآن ما نسخ لفظه وحكمه. من القرآن ما نسخ لفظه هو حكمه ومنه ما نسخ لفظه وبقي حكمه ومنه بالعكس. اعيدها مرة اخرى. من القرآن ما نسخ لفظه وحكمه ومنه ما نسخ لفظه وبقي حكمه ومنه العكس وكل هذا تجده شاهدا عند كاف كلام العلماء والمفسرين. فان هناك ايات كانت في القرآن تدل على كاحكام معينة ثم بعد ذلك نسخ الله لفظ الاية وحكمها. فلم يبق في الشريعة لا لفظ الاية ولم يبق فيها حكمها. فان قلت وما مثالها؟ فاقول مثالها اية العشر رضعات ايها النائم ايها النائم ايها النائم اوه نومطوي هذا القرآن لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه قال الله عز وجل وانه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. تنزيل من حكيم في صحيح الامام مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت كان فيما انزل من القرآن عشر ساعات معلومات يحرمن عشر رضعات معلومات يحرمن. ثم نسخن الى خمس معلومات فاذا كان المسلمون يقرأون في القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن ولكننا لا نجد لها لفظا في القرآن فنسخ لفظها وهل بقي حكمها؟ الجواب لا حتى حكمها نسخ من العشر الى الخمس. فهذا مثال على ما نسخ لفظه ونسخ ومن القرآن ما نسخ لفظه. ولكن لا تزال الامة تعمل بحكمه الى الان ومثال ذلك اية رجم الزاني والزانية. في قول عمر رضي الله تعالى عنه فيما صح عنه والشيخ الشيخة اذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم. فهذه الاية تدل على ان المحصن اذا زنا فانه يجب ان يرجم حتى الموت. لكن هل تجدون في القرآن لفظ هذه الاية؟ الجواب لا ولكن لا تزال الامة مجمعة على مجمعة على وجوب العمل بهذه بهذا الحكم مجمعة على وجوب العمل بهذا الحكم المثال الثالث وهو الاكثر ورودا في القرآن فهو ما نسخ حكمه وبقي لفظه. فلفظه لا يزال قالوا يتلوه المسلمون في محاريبهم وصلواتهم. ولكن حكمه مرفوع عن المسلمين. ومثال ذلك ان العدة كانت في ان عدة المتوفى عنها زوجها في اول الاسلام كانت عاما كاملا. لقول الله تبارك والذين يتوفون منكم ويذرون ازواجا وصية لازواجهم متاعا الى الحول. الى الحول غير الاية فافادت هذه الاية ان المرأة اذا توفي عنها زوجها فان عدتها حولا كاملا. لكن هل هذا الحكم لا يزال باقيا؟ الجواب لا بل رفعه الله عز وجل عن المسلمين بقوله تبارك وتعالى والذين يتوفون منكم ويذرون ازواجا يتربصن بانفسهن اربعة اشهر وعشرا رحمة من الله عز وجل وتخفيفا على عباده ورفعا للحرج عنهم ولكن لا نزال نجد لفظ الاية باقيا لا نزال نجد لفظ الاية باقيا. فان قال لنا قائل وما الحكمة الشرعية منا قراءة اية لا لا تعمل الامة بحكمها. وما الحكمة من بقاء لفظ اية تقرأها الامة وهي لا تعمل بحكمها فاقول ذكر العلماء في ذلك امرين الامر الاول من باب تكفير اجور الامة لان كل حرف يقرأه قارئها فان له حسنة. والحسنة بعشر امثالها. الامر الثاني حتى تتذكر الامة نعمة الله عز وجل عليها بالتخفيف والتاء والتيسير ورفع الحرج. حتى لا تنسى الامة هذا الامر وعلى كل فالله عز وجل له الحكمة البالغة. كما قال الله عز وجل ما ننسخ من اية او ننسها نأتي بخير منها او مثلها فالله له الحكمة البالغة وله الامر من قبل ومن بعد. فيبقي من الاحكام الشرعية ما يشاء. ويرفع من الاحكام الشرعية ما يشاء ومن امثلة القسم الثالث كذلك ما يسميه العلماء باية المصابرة. وهي انه كان في اول الاسلام في اول ما فرض الجهاد. كان رجل من المسلمين اذا قابل العشرة لا يجوز له ان يفرث. ولكن رفع الله عز وجل عن المسلمين اذى فصار في اخر اذا قابل الرجل اثنين فيجب عليه ان يثبت واذا قابل اكثر من اثنين فلا بأس ان يفر قال الله عز وجل ان يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين. وان يكن منكم مئات يغلبون الفا من الذين كفروا بانهم قوم لا يفقهون. ولكن هذا نسخ حكمه وبقي لفظه. بالاية التي بعث بعدها في لقوله تبارك وتعالى الان خفف الله عنكم وعلم ان فيكم ضعفا. ومن اهل العلم من قال بان هذا لا يعتبر من النسخ وانما يعتبر من اختلاف الحال. فاذا عادت الحال الى ضعف المسلمين وقلة المجاهدين فنعمل الحكم الاول واذا قوي المجاهدون وكثر عددهم فنعمل بالحكم الثاني بالحكم الثاني. وعلى كل حال فالمقصود التمثيل. ومنا امثلة القسم الثالث ايضا قول الله عز وجل في سورة المجادلة ايها الذين امنوا اذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة. ذلك خير لكم واطهر فان لم تجدوا فان الله غفور رحيم ااشفقتم ان تقدموا بين يدي نجواكم صدقات؟ فاذ لم تفعلوا. فنسخ الله عز وجل حكم هذه الاية ولكن ابقى لفظها لتتعبد الامة وتكثر اجورها ولتتذكر الامة عظيم فضل الله عليها التخفيف والتيسير ولله الحمد والمنة القاعدة التي بعدها القرآن لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. القرآن لا يأتيه الباطل حميد والمقصود بالباطل هو التناقض وتضارب الايات فيما بينها فلا يمكن ان يقع التناقض خذوا بين ايات القرآن مطلقا. لا يمكن ابدا ان تجد ايتين متناقضتين. واني اقسم بالله واتحدى من هذا المنبر ان يوجدنا انسان ايتين متناقضتين. لكن لكن بعض الناس قد يمر على بعض الايات يظن بسبب قصور فهمه وقلة اطلاعه وعدم معرفته ان فيها شيئا من التناقض. ولكن في حقيقة الامر وذاته لا يوجد ابدا شيء من التناقض ولا من الاضطراب ولا من الاختلاف. فالقرآن لا يثبت شيئا في مكان وينفيه في مكان ولا يأمر في مكان وينهى عن الشيء الذي امر به في مكان اخر والعكس بالعكس لا يمكن ابدا ان تتضارب ايات القرآن. ولا ان تتعارض مطلقا لانها من عند حكيم حميد خبير بما يقول عز وجل فهو احسن حديثا واصدق قيلا من خلقه تبارك وتعالى. فيجب علينا صيانة كلام الله تبارك وتعالى من اعتقاد وجود التناقض. ولذلك ما ان يدعي مدع بين ايتين شيئا من التناقض الا ويهجم عليه اسود الاسلام وجيوش العلماء بالكشف والبيان والرد. ويبينون له زيف هذه الدعوة وانه انما اوتي من قلة فهمه في كلام الله تبارك وتعالى ولكن هناك بعض الايات شغب بها بعض المستشرقين وبعض اعداء الملة والدين. وقالوا انها متناقضة. هذا كتابكم الذي تزعمون انه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه نجد فيه ايات متناقضة ومتضاربة فتحداهم علماء المسلمين في ذلك. فمن جملة ما ذكروه قول الله تبارك وتعالى فوربك لنسألنهم اجمعين عما كانوا يعملون. فالله عز وجل في هذه الاية يخبر النوى الناس سيسألون عن يوم القيامة. ان الناس سيسألون عن اعمالهم يوم القيامة. وكذلك قول الله عز وجل الا وقفوهم انهم مسؤولون. وكذلك قول الله عز وجل ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيركم ولا كبيرة الا احصاها. فتلك النصوص تدل على ان الناس سيسألون في عرصات يوم القيامة وكل سيحاسب بينما نجد ايات تنفي هذا السؤال في قول الله عز وجل ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون. ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون. وكذلك قول الله عز وجل في في سورة الرحمن فباي الاء ربكما تكذبان فيومئذ لا يسأل عن ذنبه ولا جان. فقالوا هذا هذه الايات متعارضة. ومتضاربة الدلالة. ايات تثبت اننا سنسأل تثبت اننا لن نسأل فكيف العمل في ذلك؟ قال العلماء رحمهم الله تعالى ليس في هذا شيء من التناقض ولا من التعارض في صدر ولا ورد. وذلك لان لان السؤال المثبت ليس هو عين السؤال المنفي. او المسؤولون في هذه الايات. ولذلك جمع العلماء رحمهم الله تعالى بين هذه الايات بثلاثة اوجه الوجه الاول الوجه الاول جمعوا بينها باختلاف محل السؤال والمقصود منه فقوله لا يسأل عن ذنوبهم المجرمون اي سؤال استعلام واستخبار لكنهم يسألون سؤال تبكيت وتوبيخ. فالايات التي تنفي السؤال انما تنفي سؤال الاستعلام والاستخبار. والايات التي تثبت السؤال انتبهوا. والايات التي تثبت السؤال انما تثبت سؤال الاستعلام والاستخبار والتقرير. فاذا لا تناقض بين هذا اذا فرقنا بين نوعي السؤالين فسؤال مثبت وسؤال منفي وكلا السؤالين مختلف بينما جاء طرف جمع اخر من اهل العلم وقالوا عندنا جمع اقرب من هذا. وهي ان يوم القيامة يوم طويل. مقدار وخمسون الف سنة واحوال الكفار ليست متفقة في هذا اليوم من اوله الى اخره. بل ان احوالهم مختلفة ففي بعض اجزاء هذا اليوم يسألون وعليها ايات السؤال. وفي بعض اياته وفي بعض اوقات هذا اليوم لا يسألون وعليها يحمل ايات نفي السؤال. افهمتم هذا؟ هذا واضح فاذا الجمع بينهما باختلاف باختلاف الحال. باختلاف حالهم في هذا اليوم الطويل. فلا يمر عليهم هذا الطويل اليوم الطويل بلا سؤال. ولا يستغرق هذا اليوم الطويل في اسئلتهم. وانما يسألون في اجزائه تارة ويترك سؤالهم تقريعا وتوبيقا تارة اخرى بينما جاء طرف ثالث من اهل العلم. جاء طائفة ثالثة من اهل العلم وقالوا بل بل نجمع بينها باختلاف المسؤولين فان هناك من طوائف الكفرة من سيسأل وهم الضعفاء والاتباع ممن كانوا يتبعون كل ناعق. فهؤلاء يسألون بينما العتاة القادة ترى الذين بلغوا في الكفر والفجور مبلغه فهؤلاء يؤخذون بالنواصي والاقدام ويلقون في جهنم بلا سؤال كابليس التعاون مثلا وامان وعتاة الفجرة الكفرة هؤلاء لا يقع عليهم السؤال وليسوا محطا للسؤال يوم القيامة يقول العلماء ولذلك نجد ان الايات التي تنفي السؤال تقيدها بالمجرمين. قال الله عز وجل ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون المجرمون هم من بلغ في الكفر مبلغه ومنتهاه. حتى صاروا ائمة في كفر ودعاة اليه. المسألة او الجمع الثالث قالوا اننا نجد ان التي تنفي السؤال ان الايات التي تنفي السؤال انما هي مقيدة بالمجرمين. كقول الله تبارك وتعالى ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون. وكذلك قول الله عز وجل فيومئذ لا يسأل عن ذنبه انس ولا جان. فبأي الاء رب بك ما تكذبان يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والاقدام وكل هذا الجمع صحيح مقبول. كل هذا الجمع صحيح مقبول. والذي نريد اثباته هنا انه لا يمكن ان يقع في ايات في القرآن لا تناقض ولا تضارب ولا تعارض ولله الحمد جاءنا سفهاء اخر وقالوا عندنا ايتان متعارضتان لا تستطيع ان تجمع بينهما. قلنا وما هي؟ قال عصا موسى قلبها الله عز وجل الى حية في قوله تبارك وتعالى فاذا هي حية تسعى والحية انثى بينما تجد الله في سورة الاعراف قال فاذا هي ثعبان والثعبان ذكر. فكيف مرة يصف هذه العصا بانها انقلبت الى جنس الاناث وانقلبت الى جنس الذكور مرة اخرى اجاب العلماء عن ذلك بقولهم ان التعبير عن الشيء يختلف قد يعبر عن الشيء بجنسه تارة وبنوعه تارة اخرى. فلو قلت لك مثلا اشتريت لك سيارة هذا تعبير عن جنس ما اشتريته لك. فانت اتعرف انني لم اشتري لك صاروخا معاذ الله ولا بندقية اجارك الله ولا طائرة اذا كانت طائرة ركاب فلا بأس. واما اذا كانت طائرة طائرة حربية فمعاذ الله ولم اشتري لك قطارا وانما جنس الذي اشتريته سيارة. لكن لو انني عبرت بتعبير اخر وقلت اشتريت لك كابرس مثلا هل تعبيري كابرس وش دراكم عن كابرس انتم؟ حدكم ددسن وهايلوكس فهل تعبيري الثاني هذا يتنافى مع تعبيره الاول؟ يتعارض معه؟ اكيد؟ لماذا؟ لانني في التعبير الاول عبرت عن جنسي الذي اشتريته. وفي التعبير الثاني عبرت عن نوعي الذي اشتريته. والتعبير عن الشيء بجنسه تارة وبنوعه تارة هذا من كمال البيان ليس من ليس من التناقض من كمال البيان والتوضيح. اذا علم هذا فليعلم ان الله عز وجل لما قال فاذا هي حية لا يفهم من الحية انها انثى فقط. بل ان هذا اسم جنس يدخل فيه الذكر والانثى. فالحية اسم جنس ليست نوعا وانما اسم جنس يصدق على الذكر والانثى. ولكن من باب كمال توضيح القرآن حتى لا يدوخ من يقرأه. طيب هي انقلبت الى جنس الحيات لكن هل هي ذكر ولا انثى جاءت اية اخرى تفصل ان ان الجنس الذي انقلبت له حيات. والنوع الذي انقلبت له ثعبان. فاذا لما قال فاذا هي تسعى انما عبر بجنس ما انقلبت اليه تلك العصا ولما قالا فاذا هي ثعبان مبين انما عبر عن النوع الذي انقلبت له تلك العصا فالتعبير عن الشيء بجنسه تارة وبنوعه تارة لا اشكال فيه. مثال ثالث ما فيه اتحداك تجد في القرآن تناقض. ومن ابدع من الف في هذا الامام الشنقيطي رحمه الله تعالى. وتجدونه مطبوعا في اخر اضواء البيان وطبع وطبع ايش اسم الكتاب؟ ايش؟ اي نعم نعم. دفع ايهام الاضطراب عن اي الكتاب. تجدونه مطبوعا مستقلا اقرأوا اقتنوا هذا الكتاب. هذا من ابدع ما الف في هذا الموضوع. جمع ما قاله العلماء الاوائل مما يدعى فيه التعارض في ايات القرآن في كتاب واحد. وانا اجزم ان من يستلذ هذا الفن سيقرأ هذا الكتاب عدة مرات قالوا عندنا ايتان متعارضتان. وهي قول الله عز وجل عن الانبياء لا نفرق بين احد منهم فالله عز وجل حرم على المؤمنين ان يفرقوا بين الانبياء. بينما نجد اية فيها التفريق بين الانبياء وتفضيل بعضهم على بعض في قول الله عز وجل تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض. فكيف تنفي التفريق واية تثبت التفريق بين الانبياء الجواب ان التفريق المنهي عنه انما هو التفريق في اصل الايمان بنبوتهم ورسالتهم احق لك ان تقول انني اؤمن برسالة محمد مائة في المائة. ولكن اؤمن برسالة نوح سبعين في المئة واؤمن برسالة ابراهيم تسعين في المئة. فاذا كان الايمان فاذا كان التفريق منصبا في مسألة اصل الايمان برسالتهم ونبوتهم فهذا كفر والعياذ بالله. لان من كفر او شكك في نبوة واحد من الانبياء فقد كفر بهم جميعا. فنحن نؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم كما نؤمن بنوح الايمان الكامل ونؤمن بابراهيم الايمان الكامل وسائر من سماه الله عز وجل في القرآن ومن لم يسمه نؤمن به ايمانا مجملا لا نفرق بين احد منهم في مسألة اصل الايمان بنبوتهم وصدق رسالتهم. لكن اما مسألة ما يؤتاه كل نبي من المعجزات والبراهين والشرائع فلا جرم انهم يتفاضلون عند الله عز وجل. فاذا يتفاضلون باعتبار المراتب التشريع والفضائل فقط. واما باعتبار اصل الايمان بهم فانهم لا يتفاضلون. ولذلك قد اعطى الله عز وجل موسى من الايات الشيء الذي لم يعطه ابراهيم. واعطى الله عز وجل محمدا صلى الله عليه وسلم من المراتب والنزل والفضل والبراهين شيئا لم يعطيه احدا من الانبياء من قبله. اليس كذلك؟ بل انه سيد الانبياء وافضلهم على الاطلاق باتفاق المسلمين فاذا هذا التفريق لا بأس به. لكن اما التفريق في اصل النبوة والرسالة فانه منهي عنه. ومن اهل العلم من قال جمعا اخر وهو ان التفريق اذا كان مبني على العصبة والعنجهية واحتقار الطرف الاخر فان هذا امر محرم. وعلى ذلك قول النبي عليه الصلاة والسلام لا تفضلوني على يونس ابن متى. يعني انه خرج من قومه مغاضبا وفعل ما فعل فالتقمه الحوت والقاه وهو مليم فربما يظن الظان ان ان يونس قد انخرم شيء من فظله عليه الصلاة والسلام. فابطل هذا الظن رسولنا صلى الله عليه وسلم بقوله لا تفضلوني على يونس ابن متى. واضح؟ اذا كان التفضيل مبناه على احتقار الطرف الاخر. وكذلك ايضا كان يهودي في سوق من اسواق المدينة فاختصمه بائع من تجار المسلمين. فقال والذي بعث موسى بالحق انه كذا. قال اليهودي فصفعه المسلم. قال او تحلف بموسى ومحمد صلى الله عليه وسلم بين ظهرانينا؟ فغضب النبي عليه الصلاة والسلام. فهذا تفريق ما بين على العصبية هذا امر لا يجوز. وعلى كل حال فباي جمع جمعت بينها والفت بين الايات وكان الجمع غير متكلف وهو محتمل وله ماء. يشهد له من ادلة الشريعة فان هذا جمعا صحيح. فان هذا يعتبر جمعا صحيحا فاذا لا يمكن ابدا لا يمكن ابدا ان تتعارض النصوص. جاء طرف رابع وقالوا عندنا ايتان متعارضتان في قول الله عز وجل فان خفتم الا تعدلوا فواحدة. فاشترط الله عز وجل لجواز العدل بينما الله عز وجل بين انه لا يمكن ان يعدل بين النساء ولو مع الحرص. في قول الله عز وجل ولن تستطيعوا ان تعدلوا بين اي ولو حرصتم فاتاني ايتان متعارضتان. جمع العلماء بينها بان العدل ينقسم الى قسمين. عدل ظاهري وعدل باطني. والمقصود بالعدل الظاهري اي العدل في الكسوة. والنفقة والمبيت وفي اللحظ واللفظ. عند اجتماعهن امامك فلا تبصبص الى واحدة وتهمل الاخرى او تنعم على واحدة وتنعم على اولادها وتحضن اولادها وتقبلهم والاخرى تنظر اليك واولادها. هذا محرم لا يجوز. نعوذ بالله نقع في شيء من ذلك اذا عددنا يوما من الايام واما العدل الباطني فانه العدل في المحبة والميل القلبي. فالعدل الذي يجب بقوله فان خفتم الا تعدلوا فواحدة. اي العدل في الظاهر. فمن علم او غلب على ظنه انه انسان عاطفي لا لا يستطيع ان يعدل بين امرأتين فيحرم عليه التعدد في هذه الحالة واما العدل الباطني فانه غير مشترط. اذ ان امور القلوب الى علام الغيوب. فاذا احببت احدى زوجتك اكثر الأخرى ولم يخرج مقتضى هذا التفضيل الى الظاهر فإن هذا امر لا حرج فيه. لكن يبقى لا حرج فيه ما دام في حيز الباطن فقط واما اذا اخرجته الى ظلم على من لا تحبها في الظاهر فان هذا ينقلب من كونه جائز لا بأس به الى كونه محرما. فالاية التي تشترط العدل انما هو العدل الظاهري. والاية التي تنفي وجود انما تنفي العدل الباطني. ويروى وان كان فيه ضعف عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يقسم بين نسائه ويقول اللهم هذا قسمي فيما املك اي في الظاهر فلا تلمني فيما تملك ولا املك اي في العدل الباطن. ولذلك كان اذا سئل من احب النساء اي قال عائشة لا يقوله امام نسائه وانما قاله لمن سأله من صحابته رضي الله عنهم وارضاهم وضحت ان شاء الله؟ طيب عندنا ايتان ولا يكفي يكفي هذا لعلكم ترجعون لعلكم ترجعون الى هذا الكتاب الطيب. هذي من قواعد التفسير المهمة. ومن جملة القواعد الاسماء الحسنى في خواتم الايات الاسماء الحسنى في خواتم الايات. تجرى مجرى التعليل لما من الاحكام في الاية تجرى مجرى التعليل لما ذكر من الاحكام بالاية. اعيد القاعدة مرة اخرى. الاسماء الحسنى في خواتم الايات تجرى مجرى التعليل لما ذكر من الاحكام في الاية وهذا من وهذه من اعظم القواعد التفسيرية التي تعينك على فهم مدلول الاية او هو ترغيب ام؟ ترغيب. اهو تجديد ام؟ تخفيف؟ اهو تغليظ ام رحمة فاذا ختم الله عز وجل اية من سور القرآن من ايات القرآن. باسمين فاعلم انه انما خصها هذين الاسمين لتناسبهما مع ما ذكر في الاية من الامور والاحكام الشرعية كقول الله عز وجل والسارق والسارقة فقطعوا ايديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله. او يناسب ان اختم الاية والله غفور رحيم. لا. لماذا؟ لان هذا حكم شرعي وحد. وفيه قطع يد ودماء تسيل. وانسان وسنحرمه من يده. فاذا هذا يحتاج الى عزة وحكمة. الى عزة في تنفيذ الاحكام والا يحمل الانسان والا تحمل الانسان الرأفة والرحمة والا يحمل الانسان رأفته. ورحمته ان قيل شيئا من حدود الله واحكامه. ولذلك ختم الله عز وجل تلك الاية بقوله ان الله عزيز حكيم والله عزيز حكيم. اي عز فحكم فقطع. لكن انظر الى الاية التي بعدها لما كانت في مقام الرحمة والتوبة وانفتاح ابواب اللطف الرباني. قال الله عز وجل فمن تاب؟ من بعد ظلمه واصلح فان الله يتوب عليه. هل يناسب ان تختم الاية والله علي عظيم عزيز حكيم واحد قهار جبار مهيمن تلك الاسماء التي تقشعر لها الابدان؟ لا لان المقام مقام مقام تفضل وحنان ومقام عطف مقام رحمة فحينئذ قال ان الله غفور رحيم. اي لمغفرته ورحمته قبل توبة التائبين. اي ليس ذاك الذي فعلته وليس قطعنا ليدك الذي حكمنا به عليك يجعلنا نطردك عن بابنا اذا اقبلت علينا تائبا نادما بل تعود حالك كافظل مما كانت. فاذا تأمل هذه تأمل تلك الخواتيم تجعلك تفهم من مقصود المقصود اعظم من هذه من هذه الايات من هذه الايات. وهذه امثلتها كثيرة. القاعدة التي بعدها القرآن يتفاضل باعتبار معانيه لا باعتبار المتكلم به. القرآن يتفاضل باعتبار معانيه لا باعتبار المتكلم به. واظن طرقنا شيئا من هذه القاعدة في بداية شرحنا لهذه القواعد بركة فاذا قال لك قائل هل يمكن ان نقول ان سورة كذا افضل من سورة كذا او ان اية كذا افضل من اية كذا فقل هذا الكلام مجمل. فان كنت تقصد بالتفاضل بين ابعاظ القرآن اعتبار المتكلم به فهذا لا يدخله التفاضل. فالقرآن كله فضله واحد باعتبار المتكلم به. لان المتكلم بالقرآن من اوله الى اخره انما هو الله تبارك وتعالى. ففضله باعتبار المتكلم به واحد. واما باعتبار دلالة ومعاني الايات فلا جرم ان القرآن يتفاضل. ولذلك قل هو الله احد تعدل ثلث القرآن وسبع المثاني القرآن العظيم هي سورة الفاتحة والتي ما انزل الله عز وجل لا في التوراة ولا في الانجيل ولا في الزبور مثلها فهي من جملة خصائص بهذه الامة ونزل بها ملك لقول لقوله في حديث ابن عباس ان ملكا نزل من السماء فقال ابشر نورين اوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة ما قرأت لا تقرأ منهما بحرف الا او كما قال صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم. وكذلك اية الكرسي فان الدليل دل على انها اعظم اية القرآن كما في صحيح الامام البخاري من حديث ابي بن كعب رضي الله عنه. لما قال له اي اية في القرآن اعظم؟ قال الله ورسوله اعلم. قال فظرب في صدره عفوا فقال الله لا اله الا هو الحي القيوم. فضرب النبي صلى الله عليه وسلم على صدر ابي. وقال ليهنك العلم ابا منذر او كما قال صلى الله عليه وسلم. فاذا لا بأس بتفاضل باعتقاد تفاضل القرآن باعتبار دلالاته ومعانيه ولكن لا يجوز التفضيل بينه باعتبار المتكلم به والقائل. القاعدة التي بعدها معرفة اسباب النزول لازمة لفهم معاني القرآن. معرفة اسباب النزول لازمة لفهم معاني القرآن لان العلماء يقولون ان معرفة سبب تورث معرفة المسبب. فاذا اشكل عليك شيء من ايات القرآن فان مما ان يعينك على فهم معانيها ان ترجع الى اسباب نزولها. وقد الفت مؤلفات كثيرة ولله الحمد والمنة في اسباب في اسباب النزول فعلى والمفسرين كتاب الله عز وجل ان يحرص على التعرف على اسباب نزول القرآن وقد كان نزول القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ الى بيت العزة الذي في السماء الدنيا ليلة القدر كما قال الله عز وجل انا انزلناه في ليلة القدر ثم جاء ثم صار ينزل منجما حسب الوقائع والحوادث على مدار ثلاث وعشرين سنة اي مدار النبوة النبوة فمنه ما نزل بمكة ومنه ما نزل بالمدينة ومنه ما نزل ابتداء ومنه ما نزل على واقعة حصلت بل ربما تقع واقعة وتنزل سورة كاملة. كما حصل في قل هو الله احد. لما قال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم انسب لنا ربك فانزل الله عز وجل سورة كاملة قل هو الله احد. وكذلك في وقعة الاحزاب نزلت سورة الاحزاب. وربما تنزل ايات معدودة على وقائع معينة الايات التي نزلت في الظهار والايات التي نزلت في اللعان. والايات التي نزلت في سورة في صدر سورة ال عمران في قدوم وفد نصارى نجران. فاذا على المفسر اذا اراد ان يكمل فهمه لمعنى الاية ومدلولاتها ويعرف المقصود بها ان ينظر الى اسباب النزول. فانك اذا قرأت اية او سورة انت تعرف وتستحضر في ذهنك سبب سوف يعيش قلبك مع هذه الايات ما لا يعيشه اذا قرأت كلاما مجردا عن معرفة سبب نزوله. فان قلتم اضرب لنا يا ابا راشد مثلا اقول خذوا مثالا لو انني قلت لو انهم لو ان موقفا صعبا مر علي في حياتي موقفا مبكيا علي في حياتي فقلت فيه قصيدة شعرية ثم بعد عشرين سنة صارت لي امسية شعرية فمن جملة القصائد التي قرأتها هذه الليلة هي تلك القصيدة التي بنيت على موقف من قبل كم؟ عشرين سنة. وكان من جملة في السامعين رجل يعرف ايش يا جماعة؟ رجل يعرف السبب الذي من اجله قيلت هذه القصيدة ويعرف تفاصيل القصة والامر الصعب الذي مر علي وكيف تجاوزته وكيف اثر في بينما اغلب من في القاعة لا يعرفون وانما يتلذذون بتصفيف الكلمات واتساق الوزن والالقاء فبينما انا اقول مفردات القصيدة فاذا واحد من هذه المجموعة يبكي بينما بقية المجموعة لم يتأثروا. ما الذي جعل هذا الرجل يبكي؟ انه عارف السبب الذي قيلت في هذه. فكان كل بيت منها يعبر عن موقف يعبر عن موقف معين. فاذا معرفة سبب نزول الايات ولله ولكتابه المثل الاعلى لكن من باب التوضيح والتفيين فقط. لا جرم انه يجعل القلب عيشوا مع هذه الايات ويتأملها ويتدبرها ويتحرك دمع العين لها ووجل القلب عند قراءتها وسماعها فيتحقق في من يعرف اسباب النزول قول الله قول الله تبارك وتعالى الله نزل احسن الحديث كتابا مثانيا كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله. هذا لا يمكن الا اذا اذا تم الفهم اذا تم الفهم ولا يمكن ان يتم فهم الانسان فيما يقرأ الا اذا كان عارفا باسباب باسباب النزول فالله الله ان يحرص العبد على ذلك. فمعرفة اسباب النزول هي خير سبيل لفهم معاني القرآن وكشف الغموض يختلف معاني بعظ الايات في تفسيرها. قال الامام ابن دقيق العيد رحمه الله بيان سبب النزول طريق قوي في فهم القرآن الكريم. انتهى كلامه. وقال الامام الواحد وللواحدي هذا كتاب في اسباب النزول جميل جدا ومحقق في رسالة جامعية قال رحمه الله لا يمكن تفسير القرآن دون الوقوف على قصة الاية. او قال على قصتها وبيان نزولها ويزيد عليه الامام ابن تيمية رحمه الله بان معرفة سبب النزول يعين على فهم الاية فان العلم السبب يورث العلم بالمسبب. يورث العلم بالمسبب. فان قلت وكيف طريق معرفة النزول وكيف طريق معرفة اسباب النزول؟ فنقول اما ان تقرأ كتابا من الكتب الموثوقة التي تبين لك اسباب النزول للعامة والخاصة. واما ان تسأل العلماء ان كنت غير عارف بالقراءة او غير عارف باسماء الكتب او غير قادر على تحمل لأواء القراءة فتسأل اهل العلم لقول الله تبارك وتعالى انا نحن نزلنا الذكر لقول الله عز وجل فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. بل ان معرفة سبب النزول قد قد يكون معينا على الترجيح عند اختلاف المفسرين معرفة سبب النزول قد يكون معينا على الترجيح معرفة الراجح من المرجوح عند اختلاف المفسرين. من امثلة مثلا في تفسير قول الله عز وجل لا تحسبن الذين يفرحون بما اتوا ويحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا فقد كشف الامام ابن عباس رضي الله عنهما بيان سبب نزول هذه الاية. فقد روى الامام البخاري ومسلم في صحيحيهما ان مروان ابن الحكم قال لبوابه اذهب يا رافع الى ابن عباس فقل لان كان كل امرئ بما اوتي او قال اتى واحب ان يحمد بما لم يفعل معذبا لنعذبن اجمع يقول رح قل له وش معنى هالاية؟ اشكل عليه معنى الاية؟ يقول اذا كان الله سوف يعذبنا على كل ما نؤتيه ونحب ان نحمد بما لا بما لم نفعل فاننا حينئذ معذبون اجمعون. فقال ابن عباس وما لكم ولهذه؟ يعني ليس هذا هو المعنى الذي تقصده الاية انما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يهودا. فسألهم عن شيء فاخبروه بغيره. فاروه انهم قد احمدوا اليه بما اخبروه وفرحوا بما اتوا من كتمانهم. فاذا لا يدخل في هذه الاية الا من يكتم ما يجب بيانه من العلم ثم بعد هذا الكتمان يفرح بانه كتم ولم يخبر ولم يبين ولم يقع في الفخ واضح هذا ولا لا؟ ويدخل في معنى الاية ايضا من باب الترجيح من يتزيى بزي غيره من العلماء على انه على ان انه زيه على انه زيه. كالذين يسرقون رسائل العلماء ويطبعونها باسمهم. او الذين يسرقون كلام العلماء ولا ينسبونه ولا ينسبونه لهم. فكل هؤلاء داخلون في حكم الاية. ومن امثلة ذلك ايضا قول الله تبارك وتعالى ان الصفاء يعني انا اضرب لكم امثلة على ان معرفة سبب النزول يمكن يعين الانسان على فهم الراجح. المقصود عند خلاف العلماء من امثلة ذلك ايضا قول الله تبارك وتعالى ان الصفاء والمروة من شعائر الله. فمن حج البيت او اعتمر فلا جناح عليه ان يطوف بهما. قال اهل العلم ظاهر الاية ظاهر الاية لا يقتضي ان السعي فرض في الحج والعمرة. لانه قال فلا جنح. لان رفع الجناح يفيد الاباحة لا الوجوب. ومن هنا تمسك الامام ابو حنيفة رحمه الله تعالى بذلك. فهو يرى ان السعي بين الصفا والمروة انما ما هو واجب فقط وليس بركن. وعلى تاركه دم مع صحة حجه. فصحح الامام ابو حنيفة الحج والعمرة ولو لم يسعى الانسان بين الصفا والمروة عملا بنفي الجناح هنا. ولكن بعد مراجعة سبب النزول تبين لنا معنى الاية بيانا جافيا كافيا. ولماذا قال الله فلا جناح؟ مع انهما ركن في الحج والعمرة. فلماذا يقول ان ان سعى فلا جناح فقد روى الامام البخاري ومسلم من حديث عروة رحمه الله تعالى قال سألت عائشة رضي الله تعالى عنها ارأيت قول الله عز وجل ان الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت او اعتمر فلا جناح عليه ان يطوف بهما قلت فوالله ما على احد جناح الا يطوف بهما؟ يقول هل هذا الفهم اللي فهمته انا من الاية صحيح؟ فقالت عائشة رضي الله تعالى عنها بئس ما قلت يا ابن اختي بئس ما قلت يا ابن اختي انها لو كانت على ما اولتها عليه كانت فلا جناح عليه ان يطوف عليهما. ولكنها انما نزلت ان الانصار قبل ان يسلموا كانوا يهلون لمناة الطاغية التي كانوا يعبدونها في الجاهلية. وكان من اهل وكان من اهل لها يتحرج ان يطوف بين الصفا والمروة. فسألوا عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله انا كنا في الجاهلين اذا اهللنا لمنت. اي ذبحنا لها واهللنا باسمها. وهي معروفة هي بين الصفا والمروة. كانت قديما في الجاهلية قال انا كنا نتحرج ان نطوف بالصفا والمروة في الجاهلية اذا اهللنا لمنات. فانزل الله عز وجل ان الصفا والمروة من شعائر الله الى قوله فلا جناح عليه ان يطوف بهما. قالت عائشة ثم سن رسول الله صلى الله عليه وسلم الطواف بهما الى اخر كلامها فالشاهد من هذا ان قول الله عز وجل فلا جناح انما ينفي هذا الفهم الفاسد الذي كانت من كان من الجاهلية كان من رواسب الجاهلية واصطحبه هؤلاء بعد الاسلام فكانوا ربما تحرجوا فاراد الله عز وجل ان يقطع دابر هذا التحرج بنفي الجناح. ولا يقصد ان يبين حكم الطواف في ذاته. وانما اراد ان يرفع تلك الرواسب الجاهلية التي استقرت في اذهانهم مما كانوا يفعلونه قبل الاسلام واعلم رحمك الله تعالى ان الاسباب قد تتعدد ويكون النازل لها جميعا واحد كايات حصلت قضيتان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كلها نزلت فيها ايات اللعان. السبب متعدد فالسبب متعدد والنازل والنازل واحد. والنازل واحد وربما يكون العكس ربما يكون العكس يعني ماذا؟ اي يتعدد النازل والسبب واحد ان يتعدد النازل والسبب واحد كالايات التي وردت في سورة الانفال في من اولها الى الاية الاربعين التي تتكلم عن الاصلاح والقتال كلها ايات تحمل موضوعات كبيرة. فتعدد النزول ولكن السبب واحد وهو خلافهم او اختلافهم في قسمة غنائم بدر وهذا واضح باذن الله فاذا الله الله اوصيكم يا اخواني اوصيكم يا اخواني بان تدرسوا اسباب النزول اذا كنتم تريدون فهم القرآن على وجهه الصحيح القاعدة التي بعدها دعوى النسخ في كتاب الله بالاحتمال لا تقبل دعوة النسخ بالاحتمال في كتاب الله عز وجل. لا تقبل لان المتقرر ان النسخ بالاحتمال لا يجوز. ولان المتقرر ان اعمال الكلام اولى من اهماله ولان المتقرر عند العلماء ان الجمع مقدم على القول بالنسخ. ولان المتقرر عند العلماء انما كان ثابتا بيقين فلا يجوز الحكم عليه بالارتفاع الا بيقين. واما الاحتمالات والظنون اوهام فاننا لا يجوز لنا ان نجعلها عمدة في القول بالنسخ. فاذا اي اية يدعى فيها انها منسوخة الواجب علينا ان نقف مع هذه الدعوة موقف الرافض لها في اول الامر حتى ننظر الى برهان من ادعى انها منسوخة. فان وجدناه برهانا يقينيا قاطعا فحينئذ لا بأس بان نقول بانها منسوخة. واما اذا رأيناه برهانا ضعيفا مبنيا على الاحتمال والظنون والاوهام فانه لا يجوز لنا ان نسير معه في هذه الدعوة. لان هذه الاية ثابتة بيقين فلا يجوز ان نحكم عليها بانها مرتفعة الا بيقين اخر. وسوف تنفعكم هذه القاعدة كثيرا في التفسير لانك سوف تمر على ايات كثيرة في القرآن جدا جدا. يدعي بعض المفسرين فيها انها منسوخة وان الناسخ لها وكذا ثم اذا تأملت وتدبرت وجدت ان الجمع بينها وبين ما ادعي انه ناسخ لها انه جمع يسير لا تكلف فيه ولا غلو ابدا. فحينئذ متى ما امكن الجمع بين الايات التي ظاهرها التعارض التي ظاهرها عندنا في عقولنا نحن التعارض فهو مقدم على النسخ. فلا يجوز ان نجنح الى النسخ ما دمنا قادرين على القول بالجمع بينهما القول على القول بالجمع بينهما. فمن ذلك مثلا على سبيل المثال قول الله عز وجل ان انفروا خفافا وثقالا. اما كلمة خفافا فلا اشكال فيها. لكن الاشكال عند بعض العلماء في قوله ثقالا فهم ان الثقل هنا هو ثقل المرظ والاعياء والتعب والعجز. الحسي الذي يعذر به الانسان ظن ان الثقل هنا هو ثقل المرظ. كما قال صلى الله عليه وسلم ان بالمدينة ومن ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا الا وهم معكم حبسهم المرض. او قال الا شاركوكم في الاجر حبسهم العذر وبناء على هذا الفهم من هؤلاء العلماء غفر الله لهم قالوا ان كلمة ثقالا منسوخة. فالثقيل اي مرفوع عنه الخروج للجهاد. بقول الله تبارك وتعالى ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج اذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل انتم فهمتم هذا انتم فهمتم هذا ولا لا؟ الاشكال عندنا في خفاف ولا ثقال؟ طيب ظن بعض العلماء في ثقال ايش؟ انه وثقل المرض. فرأوا ان هناك ايات ترفع الجهاد عن المرضى. فقالوا ان كلمة ثقالا منسوخة بهذه الايات. بينما ان الحقيقة والواقع انه ليس ثمة ناسخ ولا منسوخ بين هذه الايات. لان الثقال هنا ها ثقال الهوى ثقل عدم الرغبة في الموت في سبيل الله. ثقل الخوف ثقل الرغبة في البقاء في هذه الحياة الدنيا. ثقل تمتاع بالاولاد والزوجة ثقل النفر في الحر. ثقل الخوف من العدو. ثقل الفتنة المدعاة ائذن لي ولا تفتني. فاذا هو ثقل حقيقي ولا ثقل وهمي؟ الجواب انه ثقل وهمي لكنهم يجعلونه ثقلا حتى يعتذروا عن الخروج مع النبي صلى الله عليه وسلم. فالله عز وجل امر المؤمنين ان تنفروا خفافا وثقالا حتى ولو كنتم خائفين انفروا حتى ولو كنتم تحبون زوجاتكم انفروا حتى وان كنتم تخافون هنا الموت انفروا انفروا حتى مع هذا الثقل. كما قال الله عز وجل كتب عليكم القتال وهو كره لكم. فالانسان يخرج الى الجهاد. وربما بعض الناس يجد في صدره حرجا وثقلا كيف سنقاتل؟ كيف من سينفق على اولادنا؟ من سينفق على زوجاتنا؟ من سيرعاهم بعدنا؟ اليس كذلك؟ وهذا يستشعره الانسان اذا رأى صف العدو وليس بينه وبين الموت الا رصاصة تدخل في جسده. فيترك اهله وماله وارصدته في البنوك. ويترك هذه الدنيا ويودعه. هل بثقل عظيم. فالله عز وجل امر المؤمنين ان ينفروا خفافا وثقابا. اذا الثقل ليس هو ثقل المرض حتى نجعل الايات التي تنفي الجهاد عن المرظى ناسخة لقوله ثقالا افهمتم هذا؟ فاذا سوف تمر عليك ايات كثيرة من هذا. بل ان من اعجب الدعاوى التي اطلعت عليها في التفاسير. دعوة بعض العلماء عفا الله عنا وعنه. ان قول الله عز وجل فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم نسخت مئة اية من القرآن. مئة وعشرين اية من القرآن. الايات التي تأمر بالاعراض عن المشركين بالصفح عن المشركين. بعدم مقاتلة المشركين كل هذا يعتبره منسوخا بقول الله عز وجل فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم. وهذا فيه نظر كبير. لما لان الجمع بين الادلة واجب ما امكن. والنبي صلى الله عليه وسلم مرت عليه حالتان. حالة ضعف وعدم وجود دولة اسلامية وقوة اسلامية وحالة ها وحالة قوة. فلما كان في حالة الضعف كان يؤمر بالاعراض والصفح وترك القتال وابتداء القتال. لكن لما كان في القوة امر بماذا؟ بالقتال وان يقاتل المشركين حتى لا تكون فتنة. فاذا ليس هذا ينسخ هذا ولا هذا يبطل دلالة هذا. بل هذا نجمع بينهما باختلاف احوال المسلمين. فان كانوا الدولة الاسلامية في حالة الضعف والمهانة وقلة العدد والعتاد والوهن حينئذ نتعامل بالاعراض والصفح والصبر على ما يجينا من هؤلاء الكفرة ما نعاملهم بما يعاملوننا به ونحن ضعفاء حسيا. واما فتوات الشباب وحماس الشباب هذا بدمر الامة ذا لما نعطي الدنية في ديننا بعض الشباب يقول لما نعطي الدنية في ديننا؟ لا نحن لا نعطي الدنية في ديننا. ولكن انت انظر الى الواقع. هل الواقع الان لان ثم جاهزة للقتال؟ هل الامة الان جاهزة للقتال؟ امة مغيبة في الذنوب وفي خلوات في مستنقعات وتولى عليها الطغاة المجرمون هذه الامة غير صالحة الان للقتال ولا للجهاد. غير صالحة للقتال ولا للجهاد. فالعلماء احكم نظرة العلماء احكم في والصفح والتجاوز وعدم الخروج وعدم اغاظة الكفار حتى لا يهجموا على ديار الاسلام لانهم انهجموا. لن توجد قوة ترده ترد هجومهم الا اذا لملمت الامة شعثها واتكلت على ربها وتركت الركون والخضوع للدنيا حينئذ الاعداد يكون كاملا. اما الان فلا. اما الان فلا. فالشاهد اننا اذا كنا في حالة ضعف فنعمل بماذا؟ بالايات التي تأمر والاعراض وترك القتال. واذا كنا في حالة القوة نعمل بالايات التي توجب علينا الجهاد والسيف. اوليس كذلك؟ فاذا هل هناك نسخ؟ الجواب لا بل هو من توسعة الله على الامة وكما قال العلماء لكل مقام لكل مقام مقال